(كل فرض أو تقرير يعود على نفسه بالإبطال فهو ساقط).
لذا ينبغي على كافة المتحاورين التحقق من كون التقرير سالماً من هذه المعارضة قبل التصريح به، فإن هذا سيوفر على نفسه وعلى غيره تطويل النقاش بلا فائدة.
أمثلة:
- قول اللاأدري :"الأصل في كافة المعقولات الشك" ، فيقال: تقريرك هذا من جملة المعقولات.
- قول ديفيد هيوم ومن تابعه أن ما يسمى بالسببية والعلوم الضرورية لا حقيقة لها لأن مصدر ثقتنا بها هو خبرتنا البشرية، فيقال له: تقريرك هذا إما أن تجزم أن "سببه" الخبرة، وهذا يبطل أصلك، وإما أن تقول أن "سببه" مصدرٌ خارج الخبرة، وهذا أيضاً باطل عندك لأنك تنكر أي مصدر للمعرفة من خارج الخبرة/التجربة البشرية، وإما ألا يكون له سبب إطلاقاً، فيكون تقريركم الذي قررتموه - وكل ما ستقررونه في المستقبل - ساقط لا معنى له، وإما ألا يكون للسبيية أية وجود لا داخل ولا خارج الخبرة البشرية، وهذا هو عين تقريركم الأول وهذا التصرّف مغالطة معروفة لا تُقدّم ولا تؤخّر [1].
...وهكــذا.
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
[1] تُعرف هذه المغالطة بــ argument by assertion أي: الاحتجاج بمجرد طرح القضية على أنها صواب - سواء بلسان الحال أو المقال - وتجاهل ما يترتب على تقريرها من تناقضات أو لوازم خاطئة.
Bookmarks