النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: تفريغ نصي(ثلاث كلمات نبوية لحل الأزمة المصرية) خطبة الجمعة للشيخ محمد

  1. Arrow تفريغ نصي(ثلاث كلمات نبوية لحل الأزمة المصرية) خطبة الجمعة للشيخ محمد

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ(102)}آل عمران.{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء ًوَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا(1)}النساء. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً(71)}الأحزاب
    أما بعد..
    فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
    حياكم الله جميعا أيها الإخوة الفضلاء وأيتها الأخوات الفاضلات وطبتم وطاب سعيكم وممشاكم وتبوأتم جميعاً من الجنة منزلاً وأسال الله الحليم الكريم جل وعلا الذي جمعني بحضراتكم في هذا البيت الطيب المبارك على طاعته أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة وإمام النبيين في جنته ودار مقامته إنه ولي ذلك ومولاه
    أحبتي في الله..
    ((ثلاث كلمات نبوية لحل الأزمة المصرية))
    هذا هو عنوان لقاءنا مع حضراتكم في هذا اليوم الكريم المبارك.
    فأنا أكرر القول دائما بأنه لا يجوز ولا ينبغي للعلماء والدعاة إلى الله أن يكونوا بطرحهم العلمي والدعوي في واد وأن تكون الأمة بمشكلاتها وأزماتها في واد آخر.
    فما أحوج الأمة عامة ومصرنا خاصة في هذه الأيام إلى أن تفيء إلى الله جل وعلا وإلى أن تسير من جديد خلف سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    فوالله لا مخرج للأمة من أزمتها وكبوتها إلا إذا عادت إلى ربها ومشت على طريق نبيها ورددت مع السابقين الأولين قولتهم الخالدة {وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ(285)} البقرة.
    المشكلة الحقيقية في عدم معرفتنا بربنا جل وعلا وعدم تقديرنا لنبينا صلى الله عليه وسلم.
    فالأمة الآن تحتفل بمولد رسول الله عليه الصلاة والسلام لكن أين حقيقة الاحتفال؟
    الاحتفال ليس كلمة ترددها الألسنة. الاحتفال الحقيقي برسول الله صلى الله عليه وسلم هو أن نحقق الإيمان به وأن نطيعه فيما أمر وأن نجتنب نهيه وأن ننصر سنته وأن نتبع شريعته وأن نـُبلغ دعوته وأن نمتثل أمره بلا تردد ولا انحراف ولا إعراض أو اعوجاج
    {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ(51) وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (52)}النور.
    قال جل وعلا لنبيه:{وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49)}المائدة.
    ليت الأمة عادت إلى النبي صلى الله عليه وسلم لتضع قوله في العين وعلى الرأس ولتحول دينه إلى واقع عملي وإلى منهج حياة.
    أنا أزعم أنه في ثلاث كلمات نبوية فقط أقدم بها حلاً للمعضلة المصرية وللمشكلة المصرية.
    لا بل أنا أدعي أكثر من ذلك
    أزعم أنه بهذه الكلمات النبوية الثلاث..
    نقدم حلا لمشكلات البشرية التي تهذي الآن كالسكران.. وتضحك كالمجنون.. وتجري كالمطارد.. تئن من الألم..
    تبحث عن أي شيء وهي في الحقيقة تملك من أمور الدنيا كل شيء ولكنها حين انحرفت عن محمد بن عبد الله فقدت كل شيء {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى(123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا (124)}طه.
    دماء تسفك.. وأموال تسرق وتنهب.. وأعراض تجرح وتنتهك.
    ائتني بمشكلة أخرى تبتعد عن هذه المشكلات الثلاث( دماء تسفك ـ وأموال تسرق وتنهب ـ وأعراض تجرح وتنتهك).
    نقدم الحل لهذه المشكلات التي تعصف الآن بالبشرية عصفا وبمصرنا عصفا
    نقدم الحل في خطبة نبوية بليغة ثبت في الصحيحين من حديث أبي بكرة رضي الله عنه قال خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر فقال للصحابة رضي الله عنهم:[أتدرون أي يوم هذا؟ فقال الصحابة الأبرار الأطهار الأخيار
    الله ورسوله أعلم].
    انظروا إلى الأدب الذي افتقدناه الآن إلا من رحم الله ورحم الله عبد الله بن المبارك إذ يقول: (نحن إلى قليل من الأدب أحوج منا إلى كثير من العلم).
    أظن أنكم تتفقون معي جميعا في أننا نرى الآن عبر الحوارات على الفضائيات وفي الشوارع والميادين والطرقات صورة متفلتة من الأدب الذي علمنا إياه من علم الدنيا الأدب صلى الله عليه وسلم.
    (نحن إلى قليل من الأدب أحوج منا إلى كثير من العلم).
    الصحابة المؤدبون يعلمون علم اليقين أنهم في يوم النحر ولا خلاف في ذلك البتة لكن لمزيد أدبهم مع معلمهم ونبيهم وهو يسألهم [أتدرون أي يوم هذا؟. قالوا: الله ورسوله اعلم]
    إنه الأدب في أعلى صوره وأرق وأسمى معانيه [قالوا: فسكت بأبي وأمي وروحي حتى ظننا انه سيسميه بغير اسمه. فقال عليه الصلاة والسلام: أليس يوم النحر؟. قالوا: بلى. فقال بأبي وأمي: أي شهر هذا؟. فقال الصحابة رضي الله عنهم: الله ورسوله أعلم. فقال بأبي هو وأمي: أليس ذا الحجة؟. قالوا: بلى. فقال صلى الله عليه وسلم: أي بلد هذا؟] لا تتوهم أنهم لا يعرفون بلدهم أيضاً [أي بلد هذا؟. قالوا: الله ورسوله اعلم. قالوا: فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه. فقال بأبي وأمي: أليس البلد الحرام؟. قالوا: بلى. فقال عليه الصلاة والسلام: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربكم وأعادها مرارا صلى الله عليه وسلم ثم قال لأصحابه: آلا هل بلغت؟. قالوا: نعم. فقال: اللهم اشهد فليبلغ الشاهد منكم الغائب فرب مبلغ أوعى من سامع ولا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض].
    كلمات نبوية ثلاثة:[إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه]




    يتبع إن شاء الله
    التعديل الأخير تم 02-07-2012 الساعة 09:01 PM

  2. افتراضي

    ما هذا الذي يحدث في بلدنا؟ من أجل مباراة كرة تسفك الدماء رخيصة ويقتل أكثر من سبعين شاب من شباب مصر.
    ما هذا السفه؟
    هل أصبحت الدماء رخيصة يا أهل مصر إلى هذا الحد؟
    هل أصبحت الدماء رخيصة إلى هذا الحد؟ أي عقل هذا الذي نحمله في رؤوسنا أن يتجرأ مسلم على دم أخيه المسلم في طريق من الطرقات أو في ملعب من الملاعب أو في ميدان من الميادين.
    الدماء ليست رخيصة يا سادة.
    ودت أن لو صرخت بأعلى صوتى لكل مسلم على حدى وأنا ارجه بعنف وقسوة لأقول له انتبه يا من تفكر في سفك دم أخ من إخوانك انتبه!!
    فأنت معرض نفسك للعنة الله ولغضب الله ولعذاب جهنم في الآخرة بل ولخزي الدنيا وعذاب الآخرة.
    نعم الدماء لها حرمة عظيمة الدماء لها حرمة كبيرة.
    بكيت بالدمع ومنكم من بكى قطعا ونحن نشاهد في إستاد بورسعيد هذه الدماء التي تسفك رخيصة من أجل مباراة كرة.
    وهذه الدماء التي تسفك على الطرقات على يد البلطجية الذين يريدون ألَّا تشعر بلدنا أبداً بحلاوة الأمن وطعم الاستقرار أو في الميادين.
    الدماء يا إخواني حرمتها عند الله عظيمة.
    لن أخرج عن كتاب ربي وعن سنة حبيبي يقول ربنا جل وتعالى:{مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ (32)}المائدة
    اسمع ..!
    {فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا (32)}المائدة.
    وقال جل وعلا:{وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا (93)}النساء.
    صار القتل الآن عمداً ليس عن خطأ.
    هذا الذي يشق ظهر شاب نصفين بسكين أو بآلة حادة.
    وهذا الذي يوجه الآلي لصدر مسلم مثله أو لرأسه وهو يقصد قتله ويتعمد إزهاق روحه وسفك دمه {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا (93)}النساء.
    اسمع إلى الوعيد الذي لا أرى نظير له في القرآن الكريم كله {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا(93)}النساء.
    اقرأ القرآن كله من سورة الفاتحة إلى سورة الناس وائتني بوعيد يقترب من هذا الوعيد في قاتل النفس {فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} يكفي والله..
    والله لو قال ربنا {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} لكفت
    لكن تدبر الوعيد {فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا} كفي لم ينتهي الوعيد بعد {وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ} يكفي لم ينتهي الوعيد بعد{وَلَعَنَهُ} يكفي لم ينتهي الوعيد بعد {وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}
    هل تفر أيها الشاب؟ هل تفر أيها المسلم هل تفر إلا من غضب الله؟ إلا من لعنة الله إلا من جهنم إلا من عذاب الله؟
    والله لا تقدر يا مسكين على نار شعلة بوتاجاز والله لا تقدر عليها فكيف تصبر على نار جهنم؟
    الطعام في جهنم نار والشراب في النار نار والثياب في النار نار.
    الطعام نار والشراب نار والثياب نار.
    قال الواحد القهار في طعام أهل النار:{أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ(62) إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ(63) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ(64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ(65) فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ(66)}الصافات.
    لا إله إلا الله.
    فإذا ما أكل أهل النار من شجرة الزقوم اشتعلت النيران وتأججت النيران في البطون فاستغاثوا يريدون ماءا فطعامهم زقوم وطعامهم ضريع وطعامهم غسلين.
    {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ(1) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ(2) عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ(3) تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً(4) تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ(5) لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ(6)}الغاشية.
    ولا حول ولا قوة إلا بالله
    قال جل وعلا:{وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ(25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ(26) يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ(27) مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ(28)}الحاقة.
    يا من تثبت الناس على الطرقات
    يا من تخطف الأطفال والرجال من أجل الفدية المحرمة
    {مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ(28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ(29) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ(30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ(31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ(32) إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ(33) وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ(34) فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ(35) وَلا طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ(36) (1)}
    الغسلين عصارة أهل النار من القيح والصديد والضريع نوع من أنواع الشوك ينبت في أرض الجزيرة
    فطعام أهل النار زقوم وضريع وغسلين
    فإذا تأججت النار في البطون طلبوا الماء ليطفئوا هذه النار المتأججة فيغاثوا بماء
    لكن ما طبيعته؟
    ماء كالمهل كالزيت الشديد الغليان {كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ}الكهف.
    ويمزق الامعاء
    {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا(29)}الكهف
    ما علاقة الماء بالوجه الذي يشرب الماء يضع الماء على فمه
    لكن الله جل وعلا قال في ماء لأهل النار{يَشْوِي الْوُجُوهَ}
    ما علاقة الماء بشي الوجه؟
    لأنه من شدة غليانه يشوي وجه شاربه حين يقرب الماء منه قبل أن يمزق أمعائه وأشلائه {يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا(29)}الكهف
    {وَاسْتَفْتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ(15) مِّن وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِن مَّاء صَدِيدٍ(16) يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ(17)}إبراهيم.
    فالطعام نار والشراب نار حتى الثياب تفصل وتقطع لهم من النار قال الواحد القهار:{هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ(19) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ(20) وَالْجُلُودُ وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ(21)}الحج.
    لو كنت أنظر بكلام لربما تصور البعض أنني أهول الموقف وأنني أضخم المسألة لكنني ما خرجت عن كلام ربنا جل وعلا.
    واسمعوا كلام نبينا صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري من حديث عبد الله بن عمر:[لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما]
    أنت في فسحة إن شاء الله ما لم تلوث يدك بالدماء البريئة [لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما].
    وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقول: (إن من ورطات الأمور).
    ورطة كبيرة جداً.
    (إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حلة).
    وفي رواية النسائي بسند صحيح من حديث بريدة أنه صلى الله عليه وسلم قال:[قتل المؤمن].
    يا إلهي.. يا إلهي..
    [قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا].
    الإنسان مكرم الذي وهبه الحياة هو الله وليس من حق أي أحد أن يسلب هذا الحق أو أن يستبيح حماه إلا في حدود شريعة الله الذي أنزلها ليضمن السعادة بها للبشرية في الدنيا والآخرة.
    {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً (70)}الإسراء.
    [قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا]
    وربما يتصور البعض أن دماء المسلمين فقط هي التي لها هذه القدسية وهذه الكرامة وهذه المكانة.
    لا والله بل لقد قال الله في الدماء عامة:{وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا (32)}المائدة ومن قتلها {فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا}المائدة..
    يقول صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري في التاريخ الكبير والنسائي في السنن من حديث عمر بن الحمق الخزاعي رضي الله عنه:[من أمَّن رجل على دمه فقتله فأنا بريء من القاتل وإن كان المقتول كافرا].
    هل سمعت محمدا صلى الله عليه وسلم في هذا التأصيل الذي أود لو أسمعته للدنيا كلها؟
    :[من أمَّن(2) رجل على دمه فقتله فأنا بريء من القاتل وإن كان المقتول كافرا].
    الدماء لها حرمة.
    لذا ودت أن لو صرخت في كل شبر من أرض مصر في وجه كل مسلم لأقول له احذر الدماء لا تخطط لسفك دم مسلم وإلا ستخسر دنياك وأخراك إن مت على ذلك بلا توبة إلى الله جل وعلا.
    احذروا الدماء .. احذروا الدماء.
    يا أهل مصر احذروا الدماء فالدماء ليست رخيصة.
    اشعر أن الدماء في بلدنا صارت ارخص من التراب وصرنا نسمع كل يوما تقريباً عن قتلى.
    وإن أردت أن تنظر نظرة أوسع في سوريا في العراق في فلسطين في أفغانستان في الشيشان في كل الأرض لتيقنت من قولي أن الدماء صارت ارخص فعلا من التراب وصار الإنسان لا قيمة له وكأنه يعيش في عالم الغاب في ظل قيادة الرجل الغربي الذي يقود البشرية الآن إلى حتفها بعيدا عن منهج ربها وعن منهج نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
    هل تعلم أن أول شيء يقضى فيه يوم القيامة في الدماء.
    آه في هذه الساعة الرهيبة وفي هذا الموقف المهيب حين تدنى الشمس من الرؤوس حين يغرق الناس في عرقهم حين يؤتى بجهنم لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها.
    والحديث في صحيح مسلم تزفر وتذمجر غضبا منها لغضب ربنا جل جلاله فربنا يغضب في هذا اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله.
    في هذه اللحظات الرهيبة وفي هذه الساعة العصيبة ينادى على القتلة على الظلمة على الفجرة على المجرمين على الذين استرخصوا الدماء وسفكوها رخيصة لأي سبب من الأسباب لكرسي زائل أو لمنصب فان أو لحقد أعمى أو لمال محرم أو لعرض محرم أو لأي سبب من الأسباب يقول صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة:[إن أول شيء يقضى فيه يوم القيامة في الدماء]
    ولا تعارض بين حديث أبو هريرة في الصحيحين وبين حديثه عند أصحاب السنن[إن أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة] فلا تعارض بين هذا وذاك فالحق يخرج من مشكاة واحدة.
    فالدماء أول حق للعباد والصلاة أول حق يقضى فيه من حقوق الله جل جلاله.
    هل تعلم أنه سينادى على القاتل يوم القيامة على رؤوس الأشهاد.
    يا إلهي! في يوم الفضيحة..
    اللهم استرنا في الدنيا والآخرة.
    أين فلان بن فلان؟..
    من هذا اسمي ماذا تريدون يا ملائكة الله؟
    اقبل للعرض على الملك.
    فيقرع النداء قلبك بل فيخلع النداء قلبك فترتعد فرائصك وتضطرب جوارحك.
    وفجأة..!
    اسمع وانتبه.
    فجأة ترى كل من قتلتهم في الدنيا يحيطون بك من كل جانب يدفعونك دفعا ويجرونك جراً ليوقفوك بين يدِ الله جل وعلا وكل مقتول تشخب أوداجه أي عروق رقبته دماً تتفجر عروق رقبة كل من قتل دماً وهو يجر قاتله ويدفع قاتله ليوقفه بين يدي الملك الحق ثم يقول كل مقتول لله سبحانه يا رب سل هذا أي سل هذا القاتل الظالم المجرم فيما قتلني الحديث رواه أحمد وغيره بسند حسنه شيخنا الألباني من حديث ابن العباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:[يجيء المقتول يوم القيامة وأوداجه أي عروق رقبته تشخب دما أي تتفجر بالدم في وجه القاتل يدفع القاتل ليوقفه بين يدي الله وهو يقول يا رب سل هذا فيما قتلني].
    ماذا سيكون جوابك أيها القاتل؟
    ماذا سيكون جواب القتلة الذين يسترخصون الدماء الآن في الميادين؟
    الذين يصوبون الأسلحة البيضاء إلى الرؤوس والصدور والأبدان؟
    ماذا سيكون جواب الظلمة من المجرمين القتلة الذين صارت الدماء عندهم الآن أحقر وأرخص من التراب والوحل والطين ماذا سيكون جوابهم؟
    والله يكاد قلبي ينزف دم ويبكي دما حينما أرى قطرة دم واحدة تسفك على أرض مصر.
    مصر ليست محتملة لأي محنة جديدة أو لأي فتنة جديدة.
    أنا أقول فيجب أن تسير الحياة عادية وطبيعية من أجل أن نقطع الطريق على هؤلاء الخونة الذين لا يردون لمصر أن تقف على رجليها الذين لا يريدون لأهل مصر أن يتذوقوا حلاوة الحرية ونعمة الأمن والاستقرار.
    لكن إذا كانت الكرة تكون سببا في سفك دماء أولادنا وشبابنا فلتلغى الكرة. ما قيمة الكرة التي تتعطل من أجلها كل المصالح وتتوقف من أجلها كل الأعمال؟
    وكنا نتألم لكن صار الأمر الآن أفظع وأخطر وصار جماهير كل فريق يتوعدون جماهير الفريق الآخر وكأننا ندخل في معركة حربية بين المسلمين ومسلمين وكأنها بين المسلمين اليهود وكأننا لسنا أهل بلد واحد وأهل دين واحد وأهل ملة واحدة وأهل هدف واحد وأهل غاية واحدة.
    فالتلغى الكرة إذا كانت الكرة ستسبب سفك دماء شبابنا وأولادنا.
    ما الحرج في أن يفيق شبابنا وأولادنا لنصرة دين الله ثم للعمل من أجل مصلحة مصر ومن أجل بناء هذا الوطن.
    نعم لن نبني أوطاننا بالكرة ولن نبني أوطاننا بالغناء ولن نبني أوطاننا بمثل هذا إنما سنبني أمتنا وأوطاننا بالعمل بالبناء بوقف الجدال والمراء برفع راية العمل الصادق والبناء الخالص.
    الدماء يا إخواني ولا أريد أن أطيل الحديث فالدماء لها حرمة وكذلك الأموال لها حرمة.
    انظروا إلى بلاغة محمد بن عبد الله:[إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم]
    خلاص انتهت المشاكل
    لو أمن كل إنسان على دمه على حياته على نفسه ولم تزهق روحه ولم يقتل إلا في حدود الشرع {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179)}البقرة.
    والله ثم والله لو طبقت الأمة شرع ربها لسعدت في دنياها وأخراها.
    صرخت في الأيام الأولى بعد الخامس والعشرين من يناير وقلت لو طبقت الأمة حد الحرابة فقط على أول بلطجي أصاب أهلنا بالذعر والرعب وسفك دما محرما ونهب مالا محرما وتعدى على عرض محرم لو طبق عليه حد الله في ميدان التحرير والله الذي لا إله غيره لعاش أهل مصر كلهم من المسلمين والنصارى في أمن وأمان {وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14)}فاطر.
    فهو الذي خلق وهو وحده الذي يعلم من خلق:{أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14)}الملك.
    آه لو قُتل بلطجي واحد{إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ (33)}المائدة.
    أقم حكم الله في واحد فقط ولتأتي الفضائيات التي لا تجيد إلا الجعجعة لتنقل هذه الصورة ليراها كل أهل الأرض لتكون رادعا لكل من تسول له نفسه أن يتطاول على الدماء المحرمة والأموال المحرمة والأعراض المحرمة.
    ثم لو أقيم حكم الله في أولئك القتلة لانتهت المشكلة من قتل يقتل {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ}
    بلا تسويف ولا مماطلة ولا تفريط في حقوق ودماء شبابنا وأولادنا وأبنائنا التي تسفك.
    فالدماء ليست رخيصة..
    لو علم كل قاتل انه سيقتل لفكر ألف مرة قبل أن يقدم مرة في إزهاق روح بغير حق وفي سفك دم حرمه الله تبارك وتعالى.
    دين الله محكم
    {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ(49)}المائدة
    يقولك همجية وحشية بربرية
    يُقتل؟.. إعدام..! تقطع ايد السارق!!
    نعم هذا حكم الملك.. هذا حكم الخالق الذي يعلم من خلق.
    وراجعوا إجراءات العقوبات في الدنيا كلها وانظروا إلى نتائجها وثمارها
    وراجعوا العقوبات التي حددها خالق الإنسان وهو وحده الذي يعلم ما يصلحه وما يسعده وما يشقيه{أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14)}الملك. {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْا(49)}المائدة.أي فإن تولوا عن ما أنزل الله إليك {فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ(49)}المائدة
    والله الذي لا إله غيره..
    أن ما نعانيه الآن بسبب ذنوبنا..
    قد اتهم من البعض بالدروشة.
    لكنني أؤكد أن ما نعانيه الآن بسبب ذنوبنا وإعراضنا عن ربنا وابتعادنا عن نبينا وأسوتنا وقائدنا ومعلمنا ومصطفانا ورسولنا
    قال ربنا جل وعلا:{ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ (3) (164)}الأنعام
    قال الله تبارك وتعالى في آيات كثيرة جدا
    {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ(41)}الروم.
    ليه يا رب؟
    {بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ(41)}الروم.
    بذنوبنا نحن بمعاصينا
    نحن لم نشكر ربنا إلى هذه اللحظة على ما تفضل به علينا
    لم نشكره الشكر الذي يزيدنا به من فضله ونعمه {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ(7)}إبراهيم.
    ما شكرنا الله بل ربما نسينا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله
    منا من نسي ربه فعلا وصار يردد
    انا فعلت.. أنا صنعت.. وأنا عملت.. وأنا.. وأنا.
    أنت لا شيء.. وأنا لا شيء
    لا أملك لنفسي من أمر نفسي أنا أي شيء وأنت لا تملك لنفسك من أمر نفسك أي شيء.
    فكيف تدعي يا مسكين أنك تملك للأمة أو لمصر أي شيء؟
    {قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ(154)}آل عمران.
    مش لبشر على وجه الأرض أنت ما صنعت شيئاً ولا تستطيع أن تصنع أي شيء.
    وأنا لا أصنع شيئا ولا أملك أن أصنع أي شيء.
    إنما الأمر ابتداء وانتهاء لمن يملك الأمر كله لمن يدبر الكون.
    {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(26)} آل عمران.



    (1) الغسلين: عصارة أهل النار من القيح والصديد والضريع نوع من أنواع الشوك ينبت في أرض الجزيرة.
    (2) من أمَّن يعني :أعطى الأمانة.
    (3) ببغيهم: أي بظلمهم فيما بينهم.


















    يتبع إن شاء الله

  3. افتراضي

    أيها الأفاضل..
    المال أيضاً له حرمة شاء ربي سبحانه وتعالى أن يجعل الناس متفاوتين
    هذا غني، وهذا فقير.. وهذا قوي، وهذا ضعيف..
    وهذا الغني مبتلى بسعة الرزق.. وهذا الفقير مبتلى بضيق الرزق.
    {وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ(35)}الأنبياء.
    فالله الذي رفع الناس بعضهم فوق بعض درجات لحكمة بالغة.
    والله جل جلاله حكيم لا تدعى لنفسك الحكمة وتنفي الحكمة عن الحكيم الذي وهبك الحكمة.
    فأنت حين تعطي ابن من أبنائك تعطيه لحكمة وحين تمنع العطاء عن ابنك الآخر تمنع عنه العطاء لحكمة.
    فلو سألناك لما أعطيت ابنك هذا ولما منعت هذا؟
    تقول لحكمة.
    أنا أكافئ هذا.. وأنا أعاقب هذا
    تزعم لنفسك الحكمة في عطاءك وتدعي لنفسك الحكمة في منعك
    وتنفي الحكمة عن من وهبك الحكمة في عطاءه وفي منعه
    {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً(269)}البقرة.
    فمن رحمة الله أن المال ماله.
    قال جل جلاله:{وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ(33)}النور.
    قال جل جلاله:{وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ(7)}الحديد.
    قال جل جلاله:{وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ(180)}آل عمران.
    ومع ذلك نسب هذا المال إلينا تفضلاً وتكرماً منه جل وعلا من ناحية وابتلاء لنا واختبارا لنا من ناحية أخرى.
    فقال جل جلاله:{إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ(15)}التغابن.
    لا تعارض بين آيات القرآن.
    فالمال ماله لكنه نسبه إلينا تشريفاً وتفضلاً وتكريماً من ناحية ابتلاءاً واختباراً من ناحية أخرى.
    :{إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ(15)}التغابن.
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ(9)}المنافقون.
    فالمال ماله وحين وهبه إلى الخلق للابتلاء والاختبار فأنت مبتلى
    والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:[يقول ابن آدم مال مال وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت] وفي لفظ [فأبقيت]
    وفي رواية ابي كبشة الأنماري في مسند أحمد وسنن الترمذي بسند صحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال:[ثلاث أقسم عليهن وأحدثكم حديثاً فاحفظوه ما نقص مال عبد من صدقة ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله بها عزا ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر وأحدثكم حديثاً فاحفظوه إنما الدنيا لأربعة نفر عبد رزقه الله مالا وعلماً فهو يتق فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حق فهذا بأفضل المنازل وعبد رزقه الله علماً ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول: لو أن لي مالاً لعملت فيه بعمل فلان أي من أعمال البر والخير والطاعات قال: فهو بنيته فأجرهما سواء وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علماً فهو يخبط في ماله لا يتق فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حق فهذا بأخبث المنازل وعبد لم يرزقه الله مالاً ولا علماً فهو خبيث النية يقول لو أن لي مالاً لعملت فيه بعمل فلان أي من أعمال اللهو والفسق والمجون والمعاصي قال فهو بنيته فوزرهما سواء].
    بعد هذا أقول من حق المسلم أو حتى غير المسلم أن يأمن على ماله في مجتمعه الذي يعيش فيه.
    من حق المسلم أن يأمن على ماله ومن حق النصراني الذي يعيش بيننا أن يأمن على ماله ليس من حق أي احد أن يعتدي على مال أي أحد بسرقة أو ببلطجة أو بغصب أو أخذ بالقتل والإكراه أو بأخذ بالفدية المحرمة التي انتشرت الآن بصورة مؤلمة.
    نسمع في الأيام القليلة الماضية عن سطوا عن بنك هنا وعن سرقة شركة أوراق مالية هناك.
    وعن خطف أطفال بل وكبار من اجل فدية هنالك.
    ما هذا الخلل؟
    والله لو اتقينا ربنا ما احتجنا إلى رجل شرطة واحد.
    والله لو راقبنا الملك الذي لا يغفل ولا ينام ما احتجنا إلى جندي واحد في طريق من الطرقات.
    ما هذا الخلل؟
    ثم أنا ناديت مراراً أن تمد جسور الثقة من جديد إلى لشرطة لتنزل الشرطة إلى الشوارع والطرقات لحماية الشعب ولحماية ممتلكاته العامة والخاصة ولمعاملة الشعب بكل إجلال وتقدير واحترام.
    في الوقت الذي أطالب فيه شبابنا وشعبنا أن يمدوا جسور الثقة من جديد لأفراد الشرطة ليعود الأمن من جديد.
    فلا يمكن على الإطلاق أن تعبد الله بلا أمن أو أن ينتعش الاقتصاد بلا أمن أو أن يجني كل واحد منا ما يريده من ثمار الخير والبركة بلا امن.
    فنعمة الأمن نعمة من أجلّّّ النعم وهي نعمة نحن جميعاً سنسأل عنها.
    الشرطة أولا والحكومة والمجلس العسكري وشبابنا وكل فرد في مكانه.
    يجب أن نكون على بصيرة بأن بلدنا لا يراد لها أن تشعر بالأمن والقرار والاستقرار لأنهم لا يريدون لمصر أن تقف على قدميها لأن مصر هي القلب الحقيقي النابض بالحياة الذي لو طعن هذا القلب وقتل لترهل البدن الإسلامي والعربي الضخم كله.
    مصر هي رأس القاطرة وهم يريدون أن يفصلوا الرأس عن القاطرة كلها لتظل القاطرة واقفة في مكانها لا تتحرك.
    فلا يمكن أن تتحرك القاطرة الإسلامية والعربية بلا رأس والرأس بلا نزاع
    مصر.
    هل عرفتم السر في حجم الحرب الشرسة التي تعلن الآن على مصر.
    مصر هي البوابة الحقيقية للعالم العربي والإسلامي كله
    إما أن تصدر الخير وإما أن تصدر الشر
    اسأل الله أن يجعلها دائماً أبداً باب خير لا باب شر.
    فيجب علينا أيها الأفاضل أن نتكاتف جميعاً وأخاطب شبابنا في كل محافظة وفي كل مدينة وفي كل مركز وفي كل قرية أن يشكلوا لجان شعبية من شبابنا الطاهر الأبي القوي الفذي العبقري لتكون هذه اللجان رادعا لأولئك البلطجية والخونة الذين يريدون أن يصيبوا أهلنا وشعبنا بالهلع والفزع.
    لو علم كل مفسد انه في مكانه الذي هو فيه لو علم أن هنالك من شبابنا وآباءنا وأولادنا من شكلوا لجان شعبية للحفاظ على آباءهم وأمهاتهم ونسائهم وبناتهم وأطفالهم وأولادهم وأموالهم وممتلكاتهم ومكتسباتهم
    والله الذي لا اله غيره لن يفكر سفيه من هؤلاء ولا خائن من هؤلاء الخونة أن يتطاول لا بسرقة مال ولا باغتصاب سيدة ولا لخطف طفل أو رجل.
    لابد أن نكون رجال على مستوى الموقف وعلى مستوى الأمانة وعلى مستوى المسئولية وأن نكون حريصين على أمن هذا البلد واستقراره.
    فمن حق المسلم وغير المسلم أن يأمن على نفسه وأن يأمن على ماله في مجتمعه الذي يعيش فيه وإلا لصار المجتمع فوضى وتحول المجتمع إلى فوضى تلك الفوضى التي يسمونها بالفوضى الخلاقة التي صدرتها أمريكا لمصر ولغيرها وتريد أن تحيا مصر في هذه الفوضى الهدامة إلى الأبد.
    فلابد أن نكون على وعي وأن نكون على بصيرة.
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ(29)}النساء.
    انظروا إلى أحكام الملك {لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ(29)}.
    ثم أنا أخاطب كل سيدة في بيتها دخل عليها زوجها بهذا المال الحرام أن تتبرأ منه وأن تتبرأ من ماله وأن تقف لله وقفة وأن تصرخ في وجه زوجها هي وأولادها حرام عليك رد هذا المال لأصحابه وإلا فلست منا ولسنا منك. والله لو فعلت سيدة واحدة من المسلمات هذا الموقف ووقفت هذا الموقف وشهدت هذه الشهادة والله ما رأينا هذا الانفلات المروع الذي أسميه بالانفلات الأخلاقي لأن الانفلات الأخلاقي من وجهة نظري أخطر بكثير من كل صور الانفلات الأمني فلو انضبطت أخلاقنا ما رأيت صورة واحدة من صور الانفلات الأمني في أي جانب من الجوانب أو شارع من الشوارع أو ميدان واحد من الميادين.
    لا تأكل الحرام
    يا رجل ألم تعتبر؟ يا رجل ألم تتعظ بأولئك الذين جمعوا المليارات وهم الآن يقبعون وراء القضبان في السجون؟
    ألم تتعظ يا صاحب العقل يا من تخطط الآن لأخذ المال الحرام ألم تعتبر؟
    إن السعيد لمن وعظ بغيره
    أنت لست من السعداء لا في الدنيا ولا في الآخرة.
    أنت ما اتعظت بغيرك.
    أين أنت ممن جمع عشرات المليارات؟
    ألم تعتبر يا رجل؟ الم تتعظ يا صاحب العقل إن كنت تحمل في رأسك عقلاً
    ما قيمة المال إن جمعته من الحرام وأدخلت على أولادك الحرام؟
    ستعذب به في الدنيا قبل الآخرة.
    والله لا ينفع الحرام أصحابه أبداً ولو طالت السنون.
    وهاأنتم قد رأيتم بأعينكم.
    كنا نؤصل هذا فكان الناس يستغربون بل وربما يستنكرون ما هذا الذي يؤصله أهل العلم؟
    رأينا بأعيننا وسمعنا بآذاننا أن الملك جل جلاله يمهل لكنه لا يهمل
    وقد ذكرت أن خالد المبرمك بعد سنوات طويلة في الحكم والسدة والملك والجاه والسلطان زال حكمه وسجن مع ولده في سجن واحد فبكي ولده وقال يا ابتي من الملك والجاه والسلطان إلى السجن والقيد في زنزانة واحدة فبكى والده وقال يا بني إنها دعوة مظلوم سرت إلى الله بليل غفلنا عنها ولم يغفل عنها الله.
    الله لا يهمل.
    [إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته]
    {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ(102)}هود.
    أخاطبك يا من تأكل المال الحرام.
    أود لكل قلب أن لو سمعني أولئك الذين نهبوا البنك في التجمع أو نهبوا البنك بالأمس في شارع جامعة الدول العربية أو سرقوا عربة نقل الأموال أو..أو إلخ.
    أود لكل من كل قلبي أن لو سمعني هؤلاء وعادوا بأنفسهم ليردوا هذا المال الحرام.
    فوالله الذي لا إله غيره لن ينفعهم هذا المال الحرام أبداً لا في الدنيا ولا في الآخرة.
    وتب إلى الله.
    اسمع للحبيب رسول الله كما في الحديث الصحيح الذي رواه أبو نعيم في الحلية وغيره:[أن روح القدس نفث في روعي أن نفس لن تموت حتى تستكمل رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله فإن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته]
    إن أردت المال فعليك بطاعة الكبير المتعال.
    إن أردت الدنيا فعليك بطاعة الله وإن أردت الآخرة فعليك بطاعة الله يقول صلى الله عليه وسلم كما في سنن الترمذي بسند صحيح من حديث أنس:[من كانت الآخرة همه] اللهم اجعلنا منهم بمنك وكرمك
    [من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه]
    واحد معاه مليار بس فقير
    واحد ما عشرة مليار بس فقير
    لأن ما فيش غنى في القلب ما فيش رضا
    [من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع عليه شمله وأتته الدنيا وهي راغمة]
    هل تصدقون محمد؟
    [من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع عليه شمله وأتته الدنيا وهي راغمة ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له]
    فعليك بطاعة الله.
    {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا(2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ(3)}الطلاق.,
    لا أريد أن أطيل على حضراتكم أكثر من ذلك
    [إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم] اتعرض لها بعد جلسة الاستراحة
    أسأل الله عز وجل أن يحفظ علي وعليكم دمائنا وأموالنا وأعراضنا إنه ولي ذلك والقادر عليه
    أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم


    يتبع إن شاء الله

  4. افتراضي

    الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله ولي المتقين وأشهد أن سيدنا محمد عبد الله ورسوله إمام الغر الميامين اللهم صلى وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين
    وبعد..
    فيا أيها الأحبة.
    [وأعراضكم]
    ما هو العرض؟
    العرض كما قال ابن منظور في لسان العرب وغيره: (هو موضع الذم والمدح في الإنسان من حسب ونسب وجسد).
    ومنه قول حسان بن ثابت رضي الله عنه وهو يمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم ويذب عنه يقول
    فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم وقاء
    فالعرض هو موضع المدح والذم في الإنسان.
    لا أدري هل ستوافقونني أم لا إن قلت أنا لم أعش ولم أقرأ عن زمان انتهكت فيه الأعراض كزمن الانترنت والفضائيات.
    انتهكت الأعراض بصورة مزلزلة.
    أصبح كل إنسان على أي موقع من مواقع النت أو في أي فضائية أو في أي جريدة صفراء نجسة يقول ما شاء ويكتب ما شاء في أي وقت شاء لينتهك عرضاً أو ليذبح شريفاً أو شريفة أو ليطال طاهر أو طاهرة ثم بعد ذلك يمضي وكأنه لم يقل شيئا ولم يفعل شيئاً ويصبح الناس ويمسون وأعراضهم مجرحة وسمعتهم ملوثة وإذا كل فرد فيهم متهم أو مهدد بالاتهام وهذه حالة من القلق والشك والريبة لا يمكن أبداً أن تطاق بحال من الأحوال فضلاً عن أن يبنى في ظل هذا الواقع أي بناء.
    هل تعلم أنه بكلمة واحدة قد تنال رضوان الله أو قد تنال سخط الله
    أولئك المتجرءون عل الأعراض
    {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ(18)}ق.
    ذكرت ربما أيضاً في الشرقية هنا قبل ذلك قلت
    والله لو كُلف كل مواطن أن يذهب إلى أقرب قسم شرطة من اجل تركيب جهاز على كتفه الأيمن مثلاً سيسجل عليه هذا الجهاز كل لفظة يرددها ولن يفتح إلا بواسطة المسئولين وهذا الجهاز سيفتح في آخر الشهر مثلاً وكل كلمة تسبيح أو تكبير أو تهليل أو استغفار أو صلاة على النبي المختار سيأخذ صاحبها عليها جنيها واحداً
    أسألكم بالله هل سننطق بغير الذكر والتسبيح؟
    والله أبداً
    تقول له ازاي الحال يا عم الشيخ؟
    يقولك الله اكبر
    اخبار الزرع ايه؟
    الله اكبر ولله الحمد
    الأولاد عملوا ايه السنة دي؟
    لا حول ولا قوة إلا بالله
    ما شاء الله
    لن ننطق إلا بالذكر
    ألم نقرأ قول ربنا: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ(18)}ق.
    وثقنا فيما أيدينا وفيما نملكه أكثر من ثقتنا في كلام ربنا ونبينا.
    {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ(18)}ق.
    {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ(7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ(8)}الزلزلة.
    {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ(47)}الأنبياء.
    ألم تسمع قول الصادق الذي لا ينطق عن الهوى في الصحيحين من حديث أبي هريرة:[إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا فيرفعه الله بها درجات وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا فيهوي بها في جهنم]
    كلمة واحدة
    بكلمة تنال رضوان الله وبكلمة تنال سخط الله
    وبكلمة تدخل الجنة وبكلمة تدخل النار
    اقصد كلمة الكفر
    وبكلمة تستحل فرج امرأة وبكلمة يحرم عليك فرجها
    بل قضاء الله في كلمة كن {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ(82)}يس.
    قضاء الله في كلمة رضوان الله بكلمة سخط الله بكلمة جنة الله بكلمة نار الله بكلمة يتبعه العمل بلا شك
    وكلمة الكفر تدخل صاحبها النار
    كلمة ليست هينة
    والنبي صلى الله عليه وسلم يقول كما في مسند أحمد من حديث ابن عمر وهو حديث في الصحيح وفيه اسمع والله لو تدبرنا هذا الحديث لفكر كل واحد منا ألف مرة قبل أن ينطق مرة
    وفيه يقول:[ومن قال في مؤمن ما ليس فيه اسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال وليس بخارج].
    وفي رواية:[قيل: يا رسول الله وما ردغة الخبال؟. قال: عصارة أهل النار]
    [من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال أي عصارة أهل النار حتى يخرج مما قال وليس بخارج].
    خلاص خرجت الكلمة.
    فالأعراض أيها الأفاضل لها حرمة والله لو عظمنا الدماء وأمن كل واحد منا على روحه وحياته ودمه.
    ولو عظمنا الأموال جمعنا من الحلال وأدينا حق الكبير المتعال وأمن كل إنسان على ماله في مجتمعه الذي يعيش فيه.
    ولو أمن كل إنسان على عرضه ولم يتفوه أخ في حق أخيه بكلمة الكذب والبهتان والافتراء والضلال والباطل.
    لعاش المجتمع سعيداً كريماً.
    كلمات ثلاث تضمن السعادة لمجتمعاتنا بل للبشرية في الدنيا والآخرة.
    ما أحوجنا إلى أن نفيء من جديد إلى منهج ربنا وإلى نبينا وأسوتنا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم لنسعد في دنيانا وفي أخرانا
    واسمحوا لي أن أختم اللقاء بهذه الكلمات المهمة الخص فيها ما قلت تقريباً فأقول:
    الحياة البشرية كلها من خلق الله ولن تفتح مغاليق فطرتها إلا بمفاتيح من عند الله ولن تعالج أمراضها وعللها إلا بالدواء الذي يقدم لها من الله بيد رسول الله.
    أسأل الله أن يردنا في مصر والأمة كلها إلى القرآن والسنة رداً جميلاً
    اللهم لا تدع لأحد منا في هذا الجمع المبارك ذنباً إلا غفرته ولا مريضاً إلا شفيته ولا ديناً إلا قضيته ولا ميتاً لنا إلا رحمته ولا عاصياً بيننا إلا هديته ولا طائعاً إلا زدته وثبته ولا حاجة هي لك رضاً ولنا فيها صلاح إلا قضيتها يا أرحم الراحمين
    اللهم اجعل جمعنا هذا مرحوما وتفرقنا من بعده معصوما ولا تجعل فينا ولا منا شقيا ولا محروماً
    اللهم أهدنا واهدي بنا واجعلنا سبباً لمن اهتدى
    اللهم أحفظ مصر واجعلها أمناً أماناً سخاءً رخاءً وجميع بلاد المسلمين
    اللهم اعصم مصر من الفتن ما ظهر منها وما بطن
    اللهم احقن دماءنا اللهم أحفظ أرواحنا
    اللهم أحفظ أموالنا اللهم أحفظ نسائنا اللهم أحفظ أولادنا اللهم أحفظ أعراضنا برحمتك يا أرحم الراحمين.
    اللهم ولي أمور مصر خيارها ولا تولي أمور مصر شرارها برحمتك يا أرحم الراحمين.
    اللهم استرنا ولا تفضحنا وأكرمنا ولا تهنا وكن لنا ولا تكن علينا.
    اللهم لا تحرمنا أبداً شرف الدعوة إليك وكرامة البلاغ عنك ودلالة الخلق عليك بحق يا أرحم الراحمين.
    اللهم لا تدع لأحد منا في هذا الجمع المبارك ذنباً إلا غفرته.
    اللهم لا تردنا جميعاً إلا بذنب مغفور وسعي مشكور وتجارة لا تبور برحمتك يا عزيز يا غفور.
    اللهم ارحم أمواتنا وأموات المسلمين واشف مرضانا ومرضى المسلمين
    اللهم وسع أرزاقنا ويسر أمورنا وأصلح أحوالنا يا أرحم الراحمين.
    هذا وما كان من توفيق فمن الله وحده وما كان من خطأ أو سهو أو نسيان فمني ومن الشيطان
    وأعوذ بالله أن أكون جسراً تعبرون عليه إلى الجنة ويرمى به في جهنم
    ثم أعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه.

  5. افتراضي

    الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله ولي المتقين وأشهد أن سيدنا محمد عبد الله ورسوله اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.
    وبعد:
    فيا أيها الأحبة..
    أرجو أن نكون إيجابيين كما ذكرت وأخاطب الآن شبابنا وأركز على هذا.
    أن يخرجوا جميعاً وأن يمارسوا أعمالهم وأن يردوا رداً إيجابياً عملياً على هذه الدعوة للعصيان المدني غداً.
    وأرجو من عمال مصر الشرفاء وموظفي مصر الشرفاء الصابرين أن يردوا رداً عملياً لله سبحانه ثم لصالح هذا البلد.
    فمصر يا إخواني لا تختزل في قلة أو في فئة تريد أن تفرض رأياً أقلية على الأغلبية الكثيرة.
    ومصر ليست ملك لأحد وإنما هي ملك لأهلها ملك لشبابها ملك لأطفالها ينبغي أن نحافظ على هذا البلد وأن نكون عقلاء وأن ننظر إلى الأهداف وإلى المآلات التي تترتب على أقوالنا وعلى أفعالنا.
    ولا ينبغي أبداً أن نخضع وأن نبتز من أي جهة من الجهات لا في الخارج ولا في الداخل. بل قل ما تدين به لربك ورزقك على الله وأجلك بيد الله جل وعلا حتى وإن أعلنت الحرب عليك من كل ناحية لإسكاتك أو لإسقاطك فلا تلتفت لأن الأمر كله بيد الله جل وعلا فهو الذي يخفض ويرفع وهو الذي يقبض ويبسط وهو الذي يرزق سبحانه وتعالى وهو الذي يدبر الأمر كله {قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ..(154)}آل عمران.
    وعلينا أن نشكل لجانا شعبية غداً بل وفي الأيام المقبلة للحفاظ على ممتلكاتنا لأن مخطط خبيث يريد أن يتم الاعتداء على وزارة الدفاع كما تم الاعتداء على وزارة الداخلية ويريدون الاعتداء أيضاً على أماكن القضاء كل هذا لتحطيم أذرع الدولة لإسقاط الدولة لا أقول لإسقاط هيبة الدولة بل لإسقاط الدولة.
    نريد من شبابنا أن يحمي هذه الممتلكات والمقدرات والمكتسبات فوزارة الدفاع ليست ملك لوزير الدفاع وزارة الداخلية ليست ملك لوزير الداخلية المجمع العلمي ليست ملك لوزارة الثقافة بل كل هذه الممتلكات ملك لشعب مصر.
    لا ينبغي أن نسمح أبداً بهذا السفه لأي منشأ بل لأي سيارة خاصة في الطريق العام أن تحترق هذا ليس من الدين وليس من الشرع وليس من العقل [لا ضرر ولا ضرار].
    علينا أن نحافظ على ديننا وأن نحافظ على بلدنا.
    واسمحوا لي أن أقول لكم في جواب على هذا السؤال الذي يُطرح علي كثيراً
    يا شيخ محمد مصر إلى أين؟
    والجواب: إلى خير بإذن الله
    لا تقلق فكل هذه المؤامرات وكل هذا المكر عند الملك {وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ..(46)}إبراهيم. وهذه المحن لا تزيد مصر إلا منحا وهذا الابتلاء لا يزيد مصر إلا صلابة وهذه الفتن لا تزيد مصر إلا صفاء لمعدنها وإظهارا لجوهرها
    {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)}العنكبوت.
    وأنا أقول بكل ثقة مصر الآن بهذه المحنة في حالة تمايز واضح بين.
    لو اجتمع علمائنا من أهل الحق ليبينوا لأهل مصر طيلة السنوات الماضية من يعمل لنصرة الدين ومن يعمل لإسقاط البلد ولإسقاط الدين ما استطاعوا أن يبينوا ما قدر الله عز وجل له أن يستبين في الأشهر القليلة الماضية.
    إنها حكم الابتلاء .. إنها حكم المحن
    فلا تتصور أبداً أن ما تتعرض له مصر الآن دليل على نهايتها.
    لأ مصر إن شاء الله ستبقى بفضله سبحانه ثم بفضل الصادقين المخلصين من أهلها وشبابها وأبنائها.
    وأسال الله جل علا في هذه الساعة وأرجوا أن تكون ساعة إجابة.
    اللهم اجعل مصر في كنفك وأمانك.
    اللهم اجعل مصر في معيتك ورعايتك.
    اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.
    اللهم احقن دماء المصريين وأحفظ أموالهم وأعراضهم يا أرحم الراحمين.
    اللهم استر نسائهم واحفظ أولادهم واحمي شبابهم.
    اللهم ردهم إليك ردا جميلا وردهم إلى نبيك المصطفى رداً جميلاً
    اللهم أحفظهم بحفظك واكلأهم بعنايتك وصنهم برعايتك يا أرحم الراحمين.
    اللهم اعصم مصر من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
    اللهم ولي أمور مصر خيارها ولا تولي أمور مصر شرارها.
    اللهم ردنا إليك رداً جميلاً.
    اللهم خذ بنواصينا إليك أخذا الكرام عليك.
    اللهم لا تدع لأحد منا ذنباً إلا غفرته ولا مريضاً إلا شفيته ولا ديناً إلا قضيته ولا ميتاً لنا إلا رحمته ولا عاصياً بيننا إلا هديته ولا طائعاً إلا زدته وثبته ولا حاجة هي لك رضى ولنا فيها صلاح إلا قضيتها يا أرحم الراحمين.
    اللهم اجعل جمعنا هذا مرحوما وتفرقنا من بعده معصوما ولا تجعل فينا ولا منا شقيا ولا محروماً
    اللهم اهدنا واهدي بنا واجعلنا سبباً لمن اهتدى.
    اللهم ارحم أمواتنا وأموات المسلمين واشف مرضانا ومرضى المسلمين
    وارزقنا قبل الموت توبة وعند الموت شهادة وبعد الموت جنة ورضوانا يا أرحم الراحمين.
    اللهم لا تحرمنا شرف الدعوة إليك وكرامة البلاغ عنك ودلالة الخلق عليك بحق.
    اللهم احقن دماء المسلمين في سوريا.
    اللهم إنهم ضعفاء اللهم إنهم فقراء اللهم إنهم مستضعفون اللهم انصرهم يا رب العالمين.
    اللهم إنهم مغلوبون فانتصر لهم.
    اللهم احقن دمائهم واستر نسائهم واحفظ شبابهم ونجي أولادهم برحمتك يا ارحم الراحمين
    اللهم ابرم لأمة محمد أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويهتدي فيه أهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر أنت ولي وذلك والقادر عليه
    هذا وما كان من توفيق فمن الله وما كان من خطأ أو سهو أو نسيان فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه براء
    وأعوذ بالله أن أكون جسراً تعبرون عليه إلى الجنة ويرمى به في جهنم ثم أعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    2,064
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    1

    افتراضي

    ماشاء الله تبارك الله ....لم اقرأ الموضوع لكن لفت نظري موهبتك في التفريغ ...لو تعطينا بعض الدروس في طريقة تفريغ الاشرطه ..او اسهل الطرق للتفريغ ..لو تضعين موضوعا في قسم الاستراحه وجزاكي الله خيرا ....

  7. افتراضي

    جزاكم الله خيراً

    1-لو كان التفريغ لشخص واحد كخطبة الشيخ محمد مثلاً:
    فقط قم بتبطيء الملف الصوتي أو الفيديو المراد تفريغه بما يتناسب مع سرعة كتابتك بواسطة هذا البرنامج


    للتحميل
    2_ افتح صفحة wordبالتنسيق الذي ترغب به واكتب خلف الشيخ إلى أن ينتهي ثم احفظ الملف وراجعه في وقت آخر.
    وإذا قمت بالمراجعة ما عليك إلا أن تقوم كل ربع ساعة أو نصف أو اشرب اي مشروب كي لا تصاب بالملل
    والمراجعة هي تشغيل الملف الصوتي مرة اخرى من غير تبطء وقراءة ما كتبته لإكمال ما فاتك من كلام الشيخ أو تصحيح كلمة ومن ثم اعد تشغيله مرة أخرى للمراجعة النهائية
    هذه الطريقة التي اتبعها ووجدت أنها أنسب لي من برامج التفريغ والذي يناسبني قد لا يناسب غيري أو يناسبه والله اعلم
    أرجوا أن أكون قد وفقت في طريقة الشرح
    وفقكم الله في الدنيا وأسكنكم الفردوس الأعلى.
    التعديل الأخير تم 02-15-2012 الساعة 08:37 AM

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. تفريغ نصي(رؤية شرعية للخروج من الأزمة المصرية)خطبة الجمعة للشيخ محمد ح
    بواسطة زاد المعاد في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 02-28-2012, 06:05 PM
  2. تفريغ (المخرج من الأزمة) خطبة الجمعة للشيخ محمد حسان
    بواسطة زاد المعاد في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12-25-2011, 07:34 AM
  3. تفريغ (لمَ الخوف من الشريعة) خطبة الجمعة للشيخ محمد حسان
    بواسطة زاد المعاد في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12-20-2011, 04:15 PM
  4. تفريغ (ميدان التحرير) خطبة الجمعة للشيخ محمد حسان
    بواسطة زاد المعاد في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 06-04-2011, 06:56 PM
  5. تفريغ خطبة الجمعة (أدب الحوار ) للشيخ محمد حسان
    بواسطة زاد المعاد في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 04-23-2011, 09:14 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء