صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 25

الموضوع: لا أعلم هويتي؟؟؟ [الحوار معدل]

  1. افتراضي لا أعلم هويتي؟؟؟ [الحوار معدل]

    تحياتي للجميع

    هذه المشاركة الاولى لي في هذا الملتقى الجميل .. ابدئها بأي تحية تلقى على مسامعنا في هذه المعمورة...
    سلام عليكم .. ومساءكم خير.. ومرحبا .....

    لأتكلم قليلاً عن نفسي .. انا انسان اعيش على ارض الرسالات السماوية.. وفي مدينة مقدسة كلما مررت بين احيائها ارى شواهد الايمان بالاسلام والمسيحية فهنا مغارة ارضعت فيها مريم العذراء السيد المسيح وهنا موطأ قدم الخليفة عمر بن الخطاب ومكان صلاته عندما فتح القدس.. في سنتي الجامعية السادسة لأن الاحتلال ابعدني قسراً عن مقاعد الدراسة عام ونصف بسبب الاعتقال.. اعيش ببساطة وهدوء احب القراءة كثيراً.. واحب المناقشة السياسية.. انني بمكانة جيدة في جامعتي وبين الطلبة على الصعيد السياسي والاجتماعي وناشط بأحدى الحركات الوطنية.. وجئتكم متخفياً عن كل هذا لاحدثكم عن نفسي..

    الاخوة الموحدين الاعزاء جئتكم من بعيد ولكنني قد اكون اقرب من الملحدين اليكم .. قرأت الاسلام وتعلمت منه الكثير من الحكم.. تعلمت منه الكثير من النبل والشهامة.. وحقيقة اذا اردت ان اتبع ديناً او مذهباً لن أكون الا مسلماً لانني اراه اقرب الى المنطق وانا من محبي المنطق..
    الاخوة الاعزاء احس بوجود خالق في نفسي ولكنني ما زلت غير مقتنعاً.. وقد أكون من غير الابهين بهذا الموضوع.. وبنفس الوقت اخاف ان يفوتني قطار الحياة وأموت في اي لحظة وأكتشف انني كنت على خطأ واقابل ذلك الرب الذي قال عنها الانبياء..

    اخوتي منذ سنوات طويلة وانا غير مؤمناً بشيء لكن عقلي رفض الاستسلام لفكرة ما ورفض الاقتناع باي فكرة.. بعض الاحيان يراني الاخرين ملحداً قوياً كافراً عنيداً.. وعندما اقابل الملحدين ارى نفسي ادافع عن التراث الاسلامي والعربي.. لا أعلم اين أنا والى أين اذهب .. ولا أعلم لماذا اكتب هذا الموضوع ولماذا سجلت في هذا المنتدى..
    اخوتي واحبائي .. اقرأ الفلسفة الاسلامية ولا استطيع الاقتناع بها .. أقرأ الفلسفة الالحادية واعجب ببعضها ولكنني لا اقرر ان اكون ملحداً.. لا اعلم ماذا افعل ..
    والان وبعد كل هذا الجنون قررت ولجمت كبريائي .. قررت ان تعلموني عن الفلسفة الاسلامية .. لا أريد النسخ واللصق اريد اسلوباً بسيطاً تتكلمون به عن اسلامكم ..
    تقبلوني كما أنا على جنوني واجعلوني صديقاً لكم.. قد ترثون ارث حسنات كثير عند ربكم اذا اصبحت اخاً مسلماً لكم.. تحدثوا لي عن الاسلام وعن الله وعن الايمان بمنطقية وجود خالق الكون. تحدثوا لي عن كل شيء تعلمونه.. وسأكون شاكراً لكم ..
    لن أطيل عليكم .. ورمضان كريم


    أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله

    اللهم عافنا وأعفو عنا وارحمنا أنت مولانا...


  2. افتراضي

    انتظرت كثيراً ولم يمهلني احدكم عدد قليل من الدقائق ... اعدكم ان لا أعود الى هذا المنتدى.. مرة أخرى


    أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله

    اللهم عافنا وأعفو عنا وارحمنا أنت مولانا...


  3. #3

    افتراضي

    ما أعجلك أبا الحكم ، وقد كان الظن بك بعد ما قدمت عن نفسك أنك أحكم من ذلك ، فهلا تريثت قليلا ففيه حكم وأنت إن شاء الله فاعله .

    وفي إخواننا من ينفي عنك ما أنت فيه بفضل الله تعالى غير مجمجم ، فلا تغادر قولهم إلا وأنت في ثلج من اليقين وبرد من الرضى ، فمهلا مهلا يا هداك الله .

    وإن ما سألت عنه ليسير ، وإنه لعظيم ، ولكن أعطه من وقتك ما يتطلبه منك ، واصبر عليه تنل بعد المصابرة لذة الظفر بخير الدنيا والآخرة .

  4. #4

    افتراضي

    واعلم أبا الحكم أن ما طالعته مما أسموه فلسفة إسلامية ما هو إلا أقوال رجال لا وحي منزل من السماء ، ففي تلك الفلسفة قول فلان وعلان ممن تأثر بقيل فلاسفة اليونان واتبعوهم فيما أصلوه وعقدوه من ضلة الأفهام ، فمن ذلك صح أن يقال : إن الإسلام من تلك الفلسفة براء ، هذا وهي خير من سائر ما أسمي بالفلسفة في سائر الملل والأعصار .

    فإن أردت معرفة الإسلام حقا ، والتحقق به صدقا فعليك بكتاب الله عز وجل وصحيح سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، واسأل عن فهم علماء الأمة لها لا ما لا يظنه إلا الجهلة الأغتام من بني لبرال وإلحاد .

  5. افتراضي

    أبا الحكم : كيف حالك ؟!

    علك تحتاج إلى معرفة هويتك و لا يقر لك قرار حتى تعرف هويتك ..

    و أن عسى أن يكون ذلك رُكب فيك تركيبًا حتى لا يقر لك قرار حتى تصل إلى الحق ..

    و أن عسى أن يكون ذلك قد اقترب .. اللهم آمين ..

    بداية ً - طيبة بإذن الله :

    هل تخبرني بمصادر العلم التي ترتضيها لإثبات قضية من القضايا ؟
    " أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "
    صفحتي على الفيسبوك - صفحتي على تويتر.

  6. افتراضي

    الاخوة الكرام واخص بالذكر ناصر الشريعة وحسام الدين حامد .. صدقوني لا اعلم ماذا افعل في هذه الايام .. اسف على استعجالي ولكن حرقة في قلبي تقتلني .. احتاج اليكم واحتاج لمعونتكم .. اعلم ان وراء هذا الكون خالق ولكنني متكبر لدرجة عدم التصديق .. صدق القائل ان الكفر عناد وانا احد هؤلاء العنيدين الرافضين الخضوع .. هل هناك علاج لمشكلتي؟؟ ما اريده فقط اقناع عقلي بوجود الخالق ,, اقناع وايمان مطلق اريد ان اصل الى الراحة التي وصلتم لها.. ولكنني لا اعلم الطريق...

    ارجو ان تقبلوا اعتذاري بسبب عصبيتي الزائدة هذه الايام..



    أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله

    اللهم عافنا وأعفو عنا وارحمنا أنت مولانا...


  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    المشاركات
    4,556
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    عزيزى أبا الحكم ليس اليقين بالدليل وحده بل هناك أشياء أخرى يجب أن تتحقق وموانع يجب أن تزول مثلا لن تصل بالدليل إلى اليقين إذا كنت مصابا بمرض نفسى كوسواس قهرى مثلا أو كنت حبيس المعاصى التى تحجب نور اليقين وتغلف القلب ، فالذى يصل بالدليل العقلى إلى اليقين هم قلة قليلة من الناس وليس كل أحد ، ونحن هنا نتحاور مع الملاحدة لإزالة بعض الشبهات لدى بعض الناس والتشهير بالإلحاد ومواجهة الهجمة الإلحادية التى يشنها أعداء الدين لكن لتحقيق اليقين طرق أخرى .
    عليك عزيزى أن تلجأ إلى الله تعالى فى هذا الشهر الكريم ،اذهب إلى أحد المساجد القريبة منك إن استطعت ليكن المسجد الأقصى واسجد لله تعالى وابك له واطلب منه أن يهديك فإن لم تجد اليقين بعد ذلك فتعال لنتجادل وليفحم أحدنا الآخر وصدقنى فلن تصل إلى شىء حتى ولو انقطعت وخرس لسانك ولم تجد مفرا من الإقرار والإذعان .
    قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ

  8. افتراضي

    أبا الحكم ..

    تقول ( اعلم ان وراء هذا الكون خالق ولكنني متكبر لدرجة عدم التصديق )

    متكبر على من ؟ على الله ؟!
    أظننت العبادة حطة لك ؟!
    لا يا أبا الحكم ..
    هذا جحود لا اعتداد بالنفس ..

    أرأيت إلى ولد غذاه أبواه صغيرًا ، و أنفقوا عليه صغيرًا و كبيرًا ، و علموه و ربوه ، و رعوه و كفلوه ، و أحاطوه بالعناية و الرعاية .. حتى إذا بلغ أشده تركهم دون بِر ، و ترك طاعتهم ظنًّا منه أن الطاعة في ذلك تنافي اعتداده بنفسه !! أليس هذا بجحود ؟ بلى ..

    فمنة الله عليك أعظم من ذلك ؟
    أتريد أن أعدد لك أن تعرف ؟ أم تراني لا أحصيها عددًا ؟!
    فبعد أن يتم عليك نعمه ظاهرة و باطنة تقول " كبر " !! إن العبادة هي أعلى درجات الحب !! فمالك تنأى عنها ؟!

    ما عليك إن قلتَ " آمنت بالله " ثم استقمت ؟! ما يضرك في هذا ؟!

    إن أحد المتكبرين سينادى يوم القيامة و هو في النار ( ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ) ، أفتراك تسير في دربه و طريقه ؟!

    ليس الطريق هنالك .. فاسمع مني ..

    تعال أطوف بك في متاهات تصل بك إلى الإيمان و نستخرج من أرحام الحيرة جنين اليقين ..

    و ما علىّ إن دخلت عليك من باب عقلك و ألقيت عليك الحجة حتى ترضى و أرضى ! ثم ما عليّ إن دلفت إلى باب العاطفة حتى ترضى و أرضى ! ثم ما علي ّ إن ولجت إلى باب الفطرة أهزها هزّا علك تفيق !

    ما عليّ إن خاطبتك و رأينا أيهما أذكى عقلًا و أيهما أنضج فكرًا .. أهو الإيمان أم الإلحاد ؟!

    أولًا : الرسول و الرسالة :


    المثال الأول :

    أبا الحكم .. أريدك أن تتخيل معي دجالًا كذابًا يدعي أنه مرسل من عند الله و يموت ولده و يوم موت ولده تنكسف الشمس و حين تنكسف الشمس يقول الناس " إن الشمس انكسفت من أجل ولده " .. أريد منك أن تقلب هذا الأمر ظهرًا لبطن و بطنًا لظهر و ترى كيف سيتصرف هذا الدجال ؟! أعمل عقلك كثيرًا في هذه المسألة و رِ كيف سيتصرف دجالٌ وضع في هذه الفرصة الذهبية للترويج لنفسه !

    لقد قلتَ ( اقرأ الفلسفة الاسلامية ولا استطيع الاقتناع بها .. أقرأ الفلسفة الالحادية واعجب ببعضها )

    فأخبرني بالفلسفة الإلحادية كيف سيتصرف دجال وضع في الموقف السابق ..

    ثم تعال معي ..

    يموت إبراهيم بن النبي صلى الله عليه و سلم و تنكسف الشمس ، و يتحدث الناس " إن الشمس قد انكسفت لموت ابن النبي صلى الله عليه و سلم " ، و يشمت المشركون " لقد بتر محمد " أي لم يعد له أولاد يحملون اسمه من بعده ، و يصرخ أحد الصحابة حزنًا ....

    أما عن انكساف الشمس :

    فلو أن النبي صلى الله عليه و سلم سكت و لم يتكلم لاستقر عند الناس أن الشمس انكسفت لموت ولده إبراهيم ، مجرد السكوت كان يكفي !! و لو أنه سكت لقلنا كانت مصيبة موت ولده شديدة !! مجرد السكوت يا أبا الحكم كان كافيًّا !! لكن ..

    لكنه صلى الله عليه و سلم يقول ( إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله , لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته , فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وتصدقوا وصلوا ).

    هكذا بوضوح و دون أي لبس أو غموض !!

    إن رجلًا لا يكذب على الله عز و جل في مسألة كهذه لن يكذب عليه في أنه رسول من عنده ، أليس كذلك ؟ بلى .

    ثم ماذا ؟

    ثم في خضم هذا الحزن تُشرع صلاة الكسوف و يصلي النبي صلى الله عليه و سلم بأصحابه صلاة الكسوف ، و يخطب فيهم خطبة يتكلم فيها عن عذاب القبر و لا يتكلم عن ولده بشيء !!

    ثم ماذا ؟

    ثم عندما يسمع من يصرخ من الصحابة حزنًا على موت ولد النبي صلى الله عليه و سلم ينهاه عن ذلك و يقول إن ذلك من الشيطان !!

    ثم ماذا ؟!

    ثم يقول صلى الله عليه وسلم ( تدمع العين ، ويحزن القلب ، ولا نقول إلا ما يرضى الرب ، والله‏!‏ إنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون‏ .)‏

    ثم ماذا ؟!

    ثم لا يرد على المشركين !! و لا يتوعدهم من حينه !! و لا يرد لهم الصاع صاعين !! بل تنزل السورة الكريمة ( إنا أعطيناك الكوثر * فصل لربك و انحر * إن شانئك هو الأبتر )

    لو تأملت السورة لوجدتها بشارة للنبي صلى الله عليه و سلم بالكوثر ، و لو كان - و حاشاه - دعيًّا أكان يسلي نفسه بالكذب ؟!

    إن النبي صلى الله عليه و سلم لو كان سيكذب - و حاشاه - فلن يكذب على نفسه و يقول " إنا أعطيناك الكوثر " أو يقول " و الله يعصمك من الناس " و عندما تنزل عليه الآية يأمر الصحابة الذين كانوا يحرسونه بترك الحراسة لأن الله وعده أن يعصمه من الناس ، أتراه إلا صادقًا ؟ نعم والله صادقًا مصدوقًا .

    ثم تتأمل السورة فتجدها تكليف بالعبادة " فصل لربك و انحر " ـ ألو كان الرد من عنده - و حاشاه - و ليس من عند الله أكان يكلف نفسه المزيد من العبادة في هذا الوقت الذي مات فيه ولده و شمت به الكفرة ؟!!

    ثم يأتي الرد عليهم في آخر السورة ( إن شانئك هو الأبتر ) .

    هذا موقف واحد من حياة النبي صلى الله عليه و سلم تجاه حدث موت ابنه صلى الله عليه و سلم ، وجدناه فيه يدفع عن نفسه ما زعمه الناس أن الشمس كسفت لموت ولده ، و يصلي صلاة الكسوف و يخطب عن عذاب القبر ، و يأتي الرد على الكفار فيه تسلية له بما له في الجنة و تكليف بالعبادة و في آخره الرد عليهم ، و يمنع أصحابه من المبالغة في الحزن مع حزن قلبه على ولده و هو في ذلك لا يقول إلا ما يرضي الرب عز و جل ..

    و لم يسكت ليفهم الناس أن الشمس انكسفت من أجل ولده ، و لم يقعد عن العبادة و قام لصلاة الكسوف ، و لم يكن ليخدع نفسه بتسلية من عند نفسه بالكوثر ، و لم يكن ليزيد العبادات عليه و لم يكن ليمنع أصحابه من المبالغة في الحزن لو كان كاذبًا صلى الله عليه و سلم و حاشاه .

    التفسير الإسلامي ( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى )

    التفسير الإلحادي : ........................ لن تجد تفسيرًا مقنعًا .

    المثال الثاني :

    قال تعالى ( غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ )

    ( البضع هو العدد بين 3 و 9 أو 3 و 10 )

    قال تعالى ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ )

    هذا تبنؤ بأن الروم ستغلب في بضع سنين ، و لو مرت بضع سنين و لم تغلب الروم فقد انتهى الأمر و بطلت النبوءة و بطل الدين !!

    و في نفس الوقت الكلام عن موعد الساعة لا يتكلم صلى الله عليه و سلم فيه و يقول إنه لا يعلمه و لو أنه قال " ستقوم بعد 500 سنة " لما ضره ذلك شيئًا !!

    لو سألت أي دجال في العالم سؤالين و قلت له أجب عن سؤال واحد مما يأتي :

    1- هل ستغلب روسيا أمريكا في خلال 10 سنين ؟
    2- متى تكون نهاية العالم ؟

    على أي السؤالين سيجيب : الأول أم الثاني ؟!

    سيجيب السؤال الثاني بلا تردد يذكر و يترك السؤال الأول لأنه سيخشى أن ينفضح أمره ..

    فلم كان الحال مع النبي صلى الله عليه و سلم هو العكس ؟!

    التفسير الإسلامي ( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى )

    التفسير الإلحادي : ........................ لن تجد تفسيرًا مقنعًا .

    أزيدك أم تردّ عليّ ؟

    أزيدك - بإذن الله - فاصبر ! فإن للكلام بقية !
    " أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "
    صفحتي على الفيسبوك - صفحتي على تويتر.

  9. افتراضي

    أبا الحكم ..

    كيف حالك ؟

    علك أن تكون بخير ..
    علك ينقصك سجود تبلل فيه الدموع أسربة الكآبة و الحزن فتخرج من سجدتك بصدر منشرح لا ضيقًا حرجًا كأنما يصعد في السماء ..

    تقول ( اعلم ان وراء هذا الكون خالق ولكنني متكبر لدرجة عدم التصديق )

    لكأنك كهذا العبد الذي هرب من سيده ، و أخذ يبعد و يبعد حتى يخرج من ملك سيده لأنه يأبى أن يكون عبدًا ، و لكن العبد الآبق لا يدري أنه مازال في ملك سيده ، و أن سيره هذا ما هو إلا علامة على رحمة سيده به ، و أن لو شاء سيده لأتى به مسلسلًا بالسلاسل ، و عجبًا لقوم يدخلون الجنة في السلاسل !!

    أتظنك كهذا العبد ؟

    أظنك أحكم من أن تكون مثله يا أبا الحكم ..

    ألم تقرأ قول الله تعالى ( نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلا )

    فأنت عبد أسير ، سرت ما سرت و تكبرت ما تكبرت فأنا و أنت عبيد لله ، و لو شاء الله لأخذك أخذ عزيز مقتدر ، لكنه حليم بك على بُعدك ، يدلك على مواضع الهداية على كِبرك ، فمالك تنأى ؟! و لم لا تقول " و عساك ربي ترضى " ؟!!

    لقد حدثتك عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في المرة السابقة ، وكيف هو لا يكون إلا صادقًا ، و كيف هو لا يكون إلا رجلًا لا يكذب على الله في أي شيء ، فتعال الآن أحدثك عن رب الرسول صلى الله عليه و سلم ..

    تعال إلى ربي و ربك و رب العالمين أحدثك عنه ..

    ثانيًا : إنه الله ..


    أظنني الآن في ورطة !!
    أتراني أحدثك عن الله بما يكفي !!
    سبحانه لا نحصي ثناءً عليه هو كما أثنى على نفسه ..

    لذا سأقتطف من ملكوت الله ما أدعه يتحدث عن الله خالقه ..
    فأبرأت ذمتي بأن جعلت غيري يتحدث ، بعد أن أبرأتها بأن الحديث لن يكفي ، و كيف عساه أن يكفي ؟!

    و من أين أقتطف ؟!
    لن أبعد بك في ملكوت السماوات و الأرض ..
    بل تعال معًا في أعماق نفسك ..

    أتعرف أن في جسدك محابس و صمامات أمان ؟!!

    تعال أحدثك عن هذه الصمامات ...

    من أين أبدأ ؟!

    هل أبدأ من ذلك الصمام الذي يمنع الأكل حين تبلع أن يصل إلى الجهاز التنفسي بدلًا من أن يصل إلى المريء ؟!!

    إن هذه المنطقة يعمل بها أكثر من 10 عضلات ، أتعرف عنها شيئًا ؟! أتعرف أسماءها ؟!! أتعرف كيف تعمل ؟!!

    رغم الجهل بها فإنها تعمل ..

    هذه العضلات تنقبض فترفع القصبة الهوائية و تغلقها و تغلق الأنف من الخلف فلا يمر الطعام لأعلى في الأنف و لا لأسفل في مجرى التنفس ، و لا يجد إلا طريقًا واحدًا و هو المريء ..

    فبالذي خلقك فسواك فعدلك من فعل هذا ؟!

    ثم تعال إلى صمام آخر ..

    صمام يمنع الفضلات من المرور دون إرادة الإنسان ، صمام يحرس الشرج ..

    صمام داخلي و صمام خارجي ..

    الداخلي لا إرادي و هذا الصمام يجعل القناة تحته فارغة و لذا لا يتعب الصمام الخارجي الإرادي بطول العمل و لا يمر الهواء بعد تراكمه رغمًا عن الإنسان و الصمام الخارجي ..

    الصمام الخارجي حتى الآن مازال علماء التشريح في حيرة من أمرهم ، قالوا هو عضلة واحدة ثم قالوا أكثر و الآن قالوا ثلاث عضلات تنقبض فتجعل القناة الهضمية في وضع زاوية حادة فلا يمر شيء ..

    أهكذا فقط ؟

    بل هذا الصمام يشعر بطبيعة المادة داخله أهي غاز أم سائل أم صلب .. فإن أحسه الإنسان غازًا تصرف بحسب ذلك و إن شعره صلبًا تصرف بحسب ذلك .. و اللبيب يفهم بالإشارة ..

    تخيل لو كان الإنسان يتعامل مع المار في الشرج على أنه غاز فوجده صلبًا ؟!!

    يا للفضيحة ..

    ثم تخيل لو كان هذا الصمام غير موجود ..

    يا للفضيحة ..

    ثم تعال معي إلى صمام آخر ..

    الإفرازات المرارية من الكبد تصل إلى الحوصلة المرارية من خلال قناة الحوصلة و تتجمع المادة في الحوصلة المرارية و عندما يأتي الطعام في الأمعاء تنبعث إشارات عصبية و هرمونية إلى الحوصلة فتنقبض فيمر السائل المخزن إلى الأمعاء ..

    فالقناة المرتبطة بالحوصلة المرارية يمر بها السائل في اتجاهين .. القناة الوحيدة في جسمك التي يمر فيها السائل في اتجاهين ..

    فكيف حال الصمام الذي في هذه القناة الصغيرةِ الصغيرة ..

    إنه صمام حلزوني الشكل ..

    هذا الشكل الحلزوني يساعد السائل على المرور في اتجاهين ..

    فبالذي جعل لك عينين و لسانًا و شفتين ، من خلق هذا ؟!!

    ثم تعال إلى صمام آخر ..

    صمامات القلب ..

    أتعرف عنها شيئًا ..

    قصتها طويلة .. كيف شكلها .. كيف حركتها .. كيف إغلاقها .. كيف تتناسق في العمل ؟!!

    و رغم أن الكثيرين لا يعلمون عن ذلك شيئًا فإنها تعمل ..

    يكفيك هذه الصمامات أم أزيدك ..

    الصمام الذي في الاثنى عشر يتحكم في نزول السائل المراري إلى الأمعاء لإتمام الهضم ، هذا الصمام مازالوا في حيرة من أمرهم في أمره ، قالوا هو جزء واحد ، ثم قالوا ثلاثة ثم قالوا أربعة ...

    من خلق هذا الذي حير العقول ؟!!

    قلها معي ( صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ ) ..

    اكتفيت من الحديث عن الصمامات فإنها - والذي خلقها و خلقك - كثيرة كثيرة ..

    فخبرني - أبا الحكم - عن المنطق الإلحادي هاهنا .. ستجده منطقًا باردًا باهتًا حائرًا ليته يسكت دون منطق ، ستجده خبالًا يقول " صدفة طائشة " ، ستجده سفاهة تقول " طبيعة غير عاقلة " ، فتعال إلى المنطق الحق ، و القول الصدق ..

    التفسير الإسلامي ( قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ) قلها يا أبا الحكم ، و ما عليك أن تقول " آمنت بالله " ثم " تستقم " ؟!

    التفسير الإلحادي ............................ لن تجد تفسيرًا مقنعًا .

    بل تعال نتعمق في المسألة ..

    الله عز و جل خلقنا و لم يتركنا هملًا و أحاطنا بالنعم كما ترى ، فجسدك شهيد عليك يوم القيامة ، هذا الرب الرحيم الذي لم يخلقنا و يتركنا كما يدعي السفهاء ، هذا الرب الرحيم الذي لم يزل و حتى تقوم الساعة و بعد قيامها يحوطنا بالنعم و الأفضال ، و أسأل الله ألا تأتيك الساعة إلا و أنت مسلم ..

    هذا الرب يدبر لك أمر الصمامات في جسدك .. ثم يترك دعيًّا يقول " أنا رسول الله إليكم " و لا يفضحه و يتركك تنخدع به ؟!!!

    كيف يكون ذلك ؟!

    إن الأدعياء يقعون في التناقض و الكذب و علامات الدجل تتضح عليهم و تلك سنة الله الكونية فيهم ..

    انظر إلى قاديان القوم الأكبر الذي ادعى النبوة كيف وقع في الفضيحة تلو الفضيحة (( انظر هنا ))

    و انظر في أمر النصارى حين حرفوا الكتب كيف انكشفوا و امتلأ الأمر بالتناقض و اتسع الخرق على الراقع ..

    فتلك سنة الله الرحيم الذي أحاطك بعنايته في جسدك و نفسك ألا يدع كذابًا دعيًّا يتكلم باسمه و يتركه دون أن ينفضح أمره و رزقك العقل الذي تعرف به هذا التناقض و الدجل ، فكما أحاطك بالرعاية في أمر دنياك أحاطك بها في أمر دينك ..

    فالسؤال الذي سيقف في حلق المنطق الإلحادي ؟!

    لماذا لم يكن شيءٌ من ذلك مع رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم ..

    لقد أخبرتك في المرة السابقة كيف أن النبي صلى الله عليه و سلم صادق و كيف كان سيتصرف أي دعيٍّ كذاب لو كان في مكانه و كان تصرف النبي صلى الله عليه و سلم على العكس من تصرف أي كذاب ذلك أنه رسول الله صلى الله عليه و سلم حقًّا و صدقًا ..

    و الآن أخبرتك أن الرب الذي يحوطك بالعناية في جسدك لن يترك دعيًّا لئيمًا يتكلم باسمه دون أن يفضحه و هذه سنة الله في خلقه .. حدثت مع كبير بني قاديان و مع مسيلمة الكذاب - حتى صار الكذاب وصفًا لازمًا له - و حدثت مع النصارى حين حرفوا و بدلوا و حدثت مع اليهود حين حرفوا و بدلوا و مع كل من افترى على الله كذبًا ..

    فإن جمعت ما أخبرتك به في المرة السابقة مع ما أخبرتك به في هذا المرة وجدت أن المنطق الإلحادي ليس له حينها إلا الخرس ، و إن تكلم فاعلم أن أصم لم يسمع ، و إن كان يسمع فاعلم أنه لا عقل له و هذه هي الحال..

    المنطق الإلحادي على شفا جرف هارٍ قد سقط فيه بالفعل !

    لكن العجب الأكبر يا صاحبي أن الله عز و جل لم يترك النبي صلى الله عليه و سلم دون أن يوقعه في شيء مما حصل لكل كذاب دعيًّ - ذلك أنه رسول الله حقًّا - فحسب و لكنه - فوق ذلك - أيده و نصره !!

    نعم - و الذي خلقك - أيده و نصره ..

    أيده بما لم يكن ليكون إلا من رب العالمين ..

    كيف أيده و كيف نصره بما لم يكن ليكون إلا من رب العالمين ؟!!

    للحديث بقية بإذن الرحمن ...
    " أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "
    صفحتي على الفيسبوك - صفحتي على تويتر.

  10. افتراضي

    الاخ الكريم حسام الدين حامد .. ما اجودك وما احسنك.. يا اخي لا ادري ماذا اقول لك .. تفكرت بالامس بالموت ولأول مرة افكر بالموت .. مع انني واجهت الموت عدة مرات الا انني لم افكر به.. يا اخي العزيز صدقني لقد خفت الموت ولأول مرة يحصل ذلك .. وإسمح لي ان اقول لك قصة وليعلمها كل الاخرين علهم يأخذون منها العبر .. انا يا اخي لم افكر بالاسلام ابدا ولم اركع لله ركعه ولم اقم بتاريخ حياتي بأداء اي من المسلكيات العبادية التي تقومون بها بإنتظام .. ولكنني يا أخي بإختصار اعجبت بفتاة وكان نظرتي كلها بالحلال .. واردت خطبتها وكانت من الاخوات المحجبات .. ولكنها علمت عن طريق بعض الناس من المقربين لي علمت حقيقتي وعلمت انني ملحد لا اعبد الله .. ورفضتني بالمرة الاولى والثانية ولكنها قالت لي حينما حاولت محادثتها قالت لي عندما تأتيني مسلماً قد أفكر فيك .. ويا صديقي ويا اخي حامد ذهبت الفتاة في طريقها وتزوجت وانا منذ تلك اللحظة اي ما يقارب العام وأنا افكر بالاسلام ولكنني يا اخي لا اعلم عن الاسلام شيئاً سوى بعض المعلومات التي اخذتها بالمدرسة وبالجامعه لم احصل على التعليم الاسلامي لانني بأحدى الجامعات التبشيرية المسيحية .. يا أخي حامد انشغلت كثيراً عن الاطلاع على الاسلام وكل مرة اردت القراءة عنه انشغل بعملي او بشيء أخر ولكنني قررت اخيراً ان يحدثني شخص عن الاسلام .. لقد رفضت ان أحادث الاخوة المتدينين الذين اعرفهم لانني خفت الشماتة .. ولهذا جئتكم ..

    أسف يا اخي على هذه المقدمة الطويلة ولكن ارجو ان تسعني لانني بحاجة لمتنفس .. انا يا اخي قرأت الكتب التي تتحدث كثيراً عن ان الرسول محمد ليس سوى فيلسوف مطلع على الكتابات التاريخية .. وارى من خلال بعض التعاليم الاسلامية انها لم تأت بمزيد وليست سوى اعادة لما سبقها من الامور .. فمثلاً قانون اللوغوس الذي توصل اليه أرسطو وهو ان الانسان خلق من مادة أولى وقسم هذه المواد وهي اصل الاشياء الى اربعه وهي (الماء, الاثير, التراب, النار) ومحمد قال ان اصل الانسان من صلصال كالفخار رأيت انه قال ما قيل قبه فالصلصال مكون من أحدى هذه المواد الاولية أنفة الذكر...
    وفكرة ان محمد لم يأتي بجديد بدأت تكبر وتعظم في رأسي الى أن أمنت بها والان لا أستطيع التخلي عنها ,, وجئتكم علكم تجيبون عن تسائلاتي ...

    شكرا لسعه صدرك يا أخي اعدك ان اتفكر قي كل ما تقول...


    أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله

    اللهم عافنا وأعفو عنا وارحمنا أنت مولانا...


  11. افتراضي

    أبا الحكم ..

    لقد حدثتك عن صمامات الأمان و المحابس في جسدك و لم أستقصها و تركت لك الباقي تبحث عنه و تتأمل فيه ، الصمامات التي توجه الدم إلى القلب في الأوردة في ضد اتجاه الجاذبية و الصمامات التي تمنع نزول البول و غيرها و غيرها ..

    أسأل الله أن يحفظ عليك هذه النعم ..
    أرجو الله أن تظل نعمه سابغة عليك و ألا ينتزعها منك ..

    أرأيت إلى والد أعطى ولده شيئًا ، فظل الولد يبغي به على أخواته و يسيء استخدامه ، فانتزعه منه أبوه مرة أخرى ؟!

    سبحانك ربي ما أحلمك !!
    سبحانك ربي ما أرحمك !!
    أرأف بنا من آبائنا و أمهاتنا !

    سبحانك يا من أعطيت أبا الحكم مفصل المرفق ..

    تعرفه يا أبا الحكم ؟

    المفصل الذي يسميه الناس " الكوع " ، تخيل يا أبا الحكم لو كان هذا " الكوع " غير موجود في يدك و كانت يدك مستقيمة و أردتَ أن تأكل ، كيف كنت ستوصل الطعام إلى فمك ؟!

    كيف كنت ستأكل يا أبا الحكم ؟!!
    لن تجد طريقة للأكل إلا أن تغوص في الأكل بفمك كالبهائم !!
    الحمد لله الذي كرمك و أعلى شانك أن يكون هذا حالك ..

    سبحانك ربي ما أحلمك !!

    نسيت أن أسألك : كيف حالك ؟!

    أرجو أن تكون بخير ، و لا خير فيمن لم يعرف ربه فهام على وجهه ..
    قال الله عز و جل ( أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ )

    تقول ( اعلم ان وراء هذا الكون خالق ولكنني متكبر لدرجة عدم التصديق )

    و لم ذاك يا أبا الحكم ؟!

    ما يضر كبرياءك إن أنت أقررت لخالقك بفضله عليك ؟!

    بل على العكس ، عبادتك لله تحررك من رق كل مخلوق ، سواء أكان المخلوق شهوة أو شهية أو نزوة أو صديق غوي أو صاحب أو غيره ..

    فمالك تهرب من عبادة الله إلى شركاء كثر كل يبغيك لعبادته دون أن تكون له منة عليك ؟!!

    لم تريد أن تكون ممن : هربوا من الرق الذي خلقوا له *** و بُلوا برق النفس و الشيطان ؟!!

    لم لا تريد أن تنادي : و مما زادني شرفًا و فخرًا *** و كدت بأخمصي أطأ الثريا *** دخولي تحت قولك ( يا عبادي ) *** و أن سيرت أحمد لي نبيًّا ؟!! أليس هذا النداء نداء حقٍّ يشرف ؟!!

    سبحانك ربي ما أحلمك !!

    لماذا تتكبر ؟ أتريد أن تكون كما قال سارتر " لا يليق بالمثقف إلا أن يكون معارضًا " ؟!

    إياك يا أبا الحكم .. فهذا كلام لا قيمة له .. و ليست المعارضة دائمًا هي الصواب .. و معارضة الإيمان خطأ كلها و باطلة كلها و ضلالة كلها و مهلكة كلها ...

    ألم يأتك نبأ من تكبر يا أبا الحكم ؟!

    إنه إبليس الذي تكبر على أمر الله عز و جل فجاءه النداء ( قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ) ..
    اقرأ ( فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا ) ..

    فخرج إبليس لأن الله تعالى جعل من سننه الكونية ألا يتكبر أحد في السماوات ..

    من يتكبر في السماوات يطرد منها ..

    فما لك تتكبر في الأرض ؟!

    ألأن الله لم يجعل من سننه الكونية أن من تكبر في الأرض لا يطرد منها ؟!! أغرك حلم الله عليك ؟!

    ماذا لو جاءك نداء الله ( فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا ) أين ستذهب ؟!!

    سبحانك ربي ما أحلمك !!

    جعل سنته في الأرض ألا يعاقب من يتكبر عليه ، بل خلقه و رزقه و أوجد فيه الفطرة - الفطرة التي تدل الطفل على أن لكل فعل فاعلًا - ثم أوجد فيه العقل الذي يميز به السقيم من الصحيح ، ثم ماذا ؟! هل هذا و فقط ؟!

    لا بل أرسل إلينا الرسل حتى تقوم الحجة علينا كاملة ، ثم ماذا ؟! هل هذا و فقط ؟!!

    بل لن تعاقب حتى تصلك حجة الرسل و رسالتهم و تسمع بهم ، ثم ماذا ؟! هل هذا و فقط ؟!!

    لا .. بل إن أعرضت تركك ثم تركك ثم تركك .. فإن أصررت على الإعراض عاقبك بأن يختم على قلبك ..

    قال الله عز و جل ( وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ )

    أخشى أن تعرض فيختم على قلبك يا أبا الحكم .. و الله أخشى عليك .. و سبحان من يحيي الأرض بعد موتها فاصدق الله يصدقك !

    مالي أطلت في هذا الباب !!؟ ألم أقل لك إني سأطوف بك و أدخل عليك من أبواب متفرقة ؟!

    تعال أدخل عليك من باب " المنطق الإلحادي " ..

    ذلك المنطق الفاسد الذي يجعل أحد الصادقين في زماننا يقول إنه رسول من عند الله كاذبًا ..
    ذلك المنطق الذي يجعل الكاذبين يستحيون أن يستغلوا الفرص لنشر دجلهم ..
    ذلك المنطق الذي يعبد الصدفة العمياء و الطبيعة الصماء ..
    ذلك المنطق الذي يقول إن الله تعالى خلقنا و تركنا و هو يرى كيف يحوطنا الرحمن بعنايته و رعايته ..
    ذلك المنطق الذي يزعم أن الله يترك دعيًّا كذابًا يتكلم باسمه دون أن يفضحه ..

    أليس هو ذاك ؟!

    نعم و الله ..

    فهم يقولون إن النبي صلى الله عليه و سلم - و هو الصادق الأمين - زعم أنه رسول من عند الله كذبًا - و حاشاه من الكذب .
    ثم يقولون إنه بعد أن زعم ذلك لم يستغل الفرصة للترويج لنفسه يوم كسفت الشمس يوم موت ابنه بل أبطل هذه الفرصة و نفاها - فحاشاه من الكذب و حاشاه ...
    ثم يقولون إن الذي خلق الإنسان بهذا الإحكام هو صدفة بكماء او طبيعة صماء ..
    ثم يقولون إن خالق الإنسان تركه بعد أن خلقه و هو يرون في أنفسهم عناية الله تحوطهم رغم كفرهم - فما أرحمك ربي !
    ثم هو يزعمون أن الله عز و جل يترك دعيًّا كذابًا يتكلم باسمه دون أن يفضحه !!
    ثم يعجزون عن تفسير ما وراء المادة و صدق كلود برنار حين قال " المادية التي تؤكد أنه لا وجود وراء المادة فإنها تتخلى عن العلم " !!

    تعسًا لمنطق هذا أساسه !!و بئست العقول تلك !!

    دع عنا باب " المنطق الإلحادي " هذا فداخله خراب تصفر فيه الرياح ..

    تعال إلى النور و اليقين ..

    لقد أخبرتك أن الله عز و جل أيد نبيه صلى الله عليه و سلم و نصره بما لا يكون إلا من رب العالمين عز و جل .. و سأعطيك مثالين على ذلك و الأمثلة كثيرة ..

    ثالثًا : الله عز و جل يؤيد رسوله صلى الله عليه و سلم بالعلم و القدرة .


    المثال الأول :

    اقرأ معي ما يقول جان شارل سورنيه :

    ( كان مذهب أرسطو الذي تم تعديله قليلًا على يد سورانوس الإيفزي في القرن الثاني ما يزال مهيمنًا على مجال التكاثر الإنساني : تتكون نطفة الرجل من رجال صغار تم تشكيلهم بالفعل و لا يمثل رحم المرأة سوى مأوى غذائي لهم ، غير أن هارفي عمل على دراسة أنواع عديدة من الحيوانات في مراحل مختلفة من مراحل تطور الأجنة و استنتج ان الكائن الحي يولد من بويضة و أن هذا المبدأ العام ينطبق على الحيوانات الولودة أو التي تبيض ، و رغم ذلك و نظرًا لأن الفحص بالعين المجردة قاصر بالضرورة فقد شعر هارفي في أخريات أيامه بالندم لأنه لم يستطع أن يحل لغز التناسل مثلما فعل من قبل مع الدورة الدموية ) " تاريخ الطب : 184 "

    معذور هارفي ... معذور فالبحث بالعين المجردة لم يكن كافيًا لكي يحل لغز التناسل ..

    لكن النبي صلى الله عليه و سلم بلَّغ عن ربه ما عرفنا به كثيرًا عن لغز التناسل ..

    فكيف عرف ذلك ؟!!

    لقد كانت نظرية الإنسان القزم هي السائدة في ذلك الحين ..
    و لم يتوصل هارفي لمعرفة لغز التناسل على ما حدث من تطور في العلوم على أيامه ..

    كيف عرف النبي عن هذا اللغز ؟!!

    بل كان ما جاء به النبي صلى الله عليه و سلم مخالفًا لما كان سائدًا عند الأطباء في ذلك الحين .. بل استمر الأطباء على خلاف ما أخبر به النبي صلى الله عليه و سلم حتى سجل ذلك الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله والذي يقول ( و زعم كثير من أهل التشريح أن مني الرجل لا أثر له في الولد إلا في عقده و أنه إنما يتكون من دم الحيض ، و أحاديث الباب تبطل ذلك ) " فتح الباري 18\437 "

    فخبرني يا أبا الحكم ..

    رجل يخبرنا عن لغز التناسل بخلاف السائد في عصره ، و ليس عنده من الأدوات ما يكفي - و انظر حال هارفي - و يظل كلامه مخالفًا كلام أهل التشريح حتى بعد مضي قرون ..

    رجل - بروحي هو صلى الله عليه و سلم - يتكلم هكذا ، ثم نجد ان كلامه حق كله صدق كله لا خطأ فيه ..

    من أين جاءه هذا الخبر ؟!!

    تعال أقص عليك الخبر ..

    أولًا : قال تعالى ( ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ )

    ثانيا : قال تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْـزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ )

    الآن سأنقل لك المعاني كما ذكرها أهل اللغة لا أهل التفسير :
    * العلقة : ( كل دم غليظ علق و العلق دود أسود في الماء معروف ، الواحدة : علقة ، و علق الدابة علقًا : تعلقت به العلقة ) " لسان العرب "
    فهذه العلقة : جامدة في طبيعتها - لونها أحمر بسواد - تتعلق بجدار الرحم - تمتص منه غذاءها كما يمتص العلق من الدابة غذاءه .
    * المضغة : ( القطعة من اللحم ) " لسان العرب "
    * ( قال ابن الأعرابي : مخلقة قد بدا خلقها و غير مخلقة لم تصور ) " لسان العرب "

    ثالثا : قال صلى الله عليه و سلم ( إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا ، ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك ، ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك ، ثم يرسل الله الملك فينفخ فيه الروح و يؤمر بأربع كلمات : رزقه و عمله و أجله و شقي أو سعيد ) " رواه مسلم "

    قال الحافظ ابن حجر في الفتح ( الذي يجمع هو النطفة ، و المراد بالنطفة هو المني ، و أصله الماء الصافي القليل ، و الأصل في ذلك أن ماء الرجل إذا لاقى ماء المرأة بالجماع و أراد الله أن يخلق من ذلك جنينًا هيأ أسباب ذلك )

    رابعًا : قال صلى الله عليه و سلم ( إذا مر بالنطفة ثنتان و أربعون ليلة بعث الله ملكًا فصورها و خلق سمعها و بصرها و جلدها و لحمها و عظامها ثم يقول يا رب : أذكر أم أنثى ؟ فيقضي ربك ما شاء و يكتب الملك ....... ) " رواه مسلم "

    سأكتفي بالأربعة نصوص السابقة ، و نفهم منها :

    1- الجنين يكون من ماء الرجل و المرأة .
    2- يتم جمع الماءين إن قدر الله تكوين الجنين .
    3- في خلال أربعين يومًا تتكون النطفة و العلقة و المضغة و كلها مجموعة الخلق تامته .
    4- مكان حدوث ذلك هو الرحم .
    5- العلقة : هو مرحلة بعد " جمع النطفة " تلتصق بجدار الرحم كما تلتصق العلقة بالدابة ، و تمتص منها الغذاء كما العلقة تمتص الغذاء من الدابة .
    6- المضغة : مرحلة بعد العلقة تكون عبارة عن قطعة لحم ، و هذه المرحلة تكون فيها قطعة اللحم غير مخلقة ثم تكون مخلقة أي بدا خلقها و هو ما يعرف في علم الأجنة بظهور somites
    7- بداية تصور السمع و البصر و الجلد و اللحم و العظم تكون من حوالي الأسبوع السابع فصاعدًا ..
    8- أعضاء الذكر أو الأنثى التناسلية تبدأ في التكون من حوالي الأسبوع السابع فصاعدًا .. حتى لو كان الكروموسومات من نوع XY فإنه لابد من وجود إنزيمات معينة حتى تتكون الأعضاء التناسلية فقد يكون الكروموسوم y موجودًا و لا تتكون الأعضاء التناسلية الذكرية .. فتحديد الجنس من خلال الأعضاء التناسلية لا يكون إلا في الفترة المذكورة أعلاه .

    خبرني الآن يا أبا الحكم ..

    من أخبر النبي صلى الله عليه و سلم بهذه الأمور ؟!!
    لم يكن الناس حوله يقولون إلا بنظرية الإنسان القزم !!
    هذه المعلومات الدقيقة لا تأتي صدفة ..
    كيف وصل صلى الله عليه و سلم إليها ؟!!

    و لولا ضيق الوقت لأريتك العجب فالنصوص كثيرة في هذا المجال ، و تراه صلى الله عليه و سلم لا يجانب الصواب في أي شيء منها .. فمن أنبأه صلى الله عليه و سلم بهذا ؟!!

    التفسير الإسلامي : قوله تعالى للنبي صلى الله عليه و سلم ( وَأَنْـزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا )

    التفسير الإلحادي : ......................... لن تجد .

    ثم تعال إلى المثال الثاني :

    يقول ج. ويلز ( ثم ما لبث نجم البدو أن سطع بباهر الضياء مدة قرن واحد وجيز حافل بالأبهة و الفخامة مدوا في أثنائه حكمهم و لغتهم في بلاد الأندلس حتى حدود الصين ، و منحوا العالم ثقافة جديدة ، و أقاموا عقيدة لا تزال إلى اليوم من أعظم القوى الحيوية في العالم ) " تاريخ العالم : 208 - 209 "

    فخبرني يا أبا الحكم ..
    و هذه شهادة غير منصفة فيها إغماض لقرون طوال عراض جعلها قرنًا واحدًا .. لكن سأقبلها على عجرها و بجرها ..

    خبرني و الحالة هذه ..

    كيف لرجل - بروحي و نفسي هو صلى الله عليه و سلم - في قوم بدو يعلمهم و يربيهم في سنوات قلائل - في عمر الأمم - فإذا بهم ينشرون عقيدتهم و يأتون على القياصرة و الأكاسرة ؟!

    دائمًا ينتهي حال الأدعياء بالفضيحة بأي وسيلة كانت ..

    لكن المسلمين وصلوا و بنوا مجدًا في فترة وجيزة .. ذلك عندما أقاموا دينهم على وجهه ..

    و من العجب - و العجب كثير في المنطق الإلحادي - أن المسلمين عندما تخلوا عن دينهم ضاع عزهم بقدر ما تخلى مجموعهم عن الدين و من ضمن ذلك ما ذكرته ( في سنتي الجامعية السادسة لأن الاحتلال ابعدني قسراً عن مقاعد الدراسة عام ونصف بسبب الاعتقال..) و ذلك من العقوبة التي حذرناها ربنا عز و جل إن خالفنا أمر النبي صلى الله عليه و سلم ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )

    ثم من العجب - و العجب في المنطق الإلحادي كثير - أن يقول صلى الله عليه و سلم ( يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ، فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال : بل أنتم يومئذ كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم ، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن !! ، فقال قائل : يا رسول الله و ما الوهن ؟ ، قال : حب الدنيا وكراهية الموت )

    ثم من العجب - و العجب من المنطق الإلحادي لا ينقضي - أن يقول صلى الله عليه و سلم مخبرنا بحل ما نحن فيه ( إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلًّا لا ينزعه شيء حتى ترجعوا إلى دينكم ) ...

    فالآن جاء دورك يا أبا الحكم ..

    أتجد المنطق الإلحادي مقنعًا في وصف النبي صلى الله عليه و سلم بأنه ليس بنبي ؟!
    قال تعالى ( انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلا )

    أتجد المنطق الإلحادي مقنعًا في قوله إن عجائب قدرة الله في جسدك و في الكون محض صدفة لا تعقل ؟!
    قال تعالى ( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ )

    أتجد المنطق الإلحادي مقنعًا حين قال إن الله خلق الكون و تركه و نحن نرى آثار رحمة الله تملأ الأكوان ؟!
    قال تعالى ( إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا )

    أتجد المنطق الإلحادي مقنعًا حين يؤمن أن رب العالمين يترك دعيًّا يتكلم باسمه و لا يفضحه ؟!
    قال تعالى ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ )
    و قال تعالى ( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ * لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ )

    أتجد المنطق الإلحادي مقنعًا حين يقف أمام كلام النبي صلى الله عليه و سلم عن التناسل ؟!
    قال تعالى ( مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا )

    أتجد المنطق الإلحادي مقنعًا حين يقف أمام التاريخ و هو يشهد أن أمة من البدو ملكوا العالم لمَّا استمسكوا بدينهم ثم ذلوا لما تركوا دينهم ؟!
    قال تعالى ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )

    أزيدك أم تجيبني ؟
    أنتظر جوابك ..
    " أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "
    صفحتي على الفيسبوك - صفحتي على تويتر.

  12. افتراضي

    لا اريد الاجابه بقدر ما اعجبتني القراءة .. زدني يا أخي العزيز .. زدني مما تعلمت عبر السنين ...


    أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله

    اللهم عافنا وأعفو عنا وارحمنا أنت مولانا...


  13. افتراضي

    اسمعوا هداني الله و إياكم ..

    ماذا لو أوتي مخلوق من حلاوة الكلام ما لم يؤت مثله لإنسان .. ثم حمل بلاغته على كاهله .. و أخذ يأخذ كلمة من هنا و كلمة من هناك .. و لكن ..

    و لكن ذاك " المخلوق " دافع عن قضية باطلة !!

    أترون لكلامه حلاوة ؟! أترون لقوله طلاوة ؟! أم ترون أن ظلمة الباطل تطفئ كل قول معسول ؟!

    يرحم الله ابن تيمية فقد كان يقول قبل حديثه ( اللهم بك أصول و بك أجول و بك أقاتل )!!

    فما بي من شيء .. والله ثم والله ثم والله ما بي من شيء .. و ليس إلي شيء .. و لكنه النور الذي أركن إليه أحوج ما أكون إلى قول .. نور الوحي .. أما آن لك - أبا الحكم - أن تركن معي إلى هذا النور ..

    أبا الحكم ..

    تقول ( اعلم ان وراء هذا الكون خالق ولكنني متكبر لدرجة عدم التصديق )

    لقد كنت أدعو لك في سجودي بالهداية .. إي نعم .. كنت أدعو من بيده مفاتيح مغاليق القلوب أن يشرح قلبك ..

    و تمنيت ..
    و تمنيت أن لو كنتَ بجانبي تسجد هذه السجدة فتبكي و يهيجني بكاؤك على البكاء عسى ربنا أن يغفر لنا خطايانا ..

    تمنيت أن لو سجدتَ لله سجدة تقول له فيه ( رب اغفر لعبد جثا فوق التراب ) !

    تمنيت أن لو كان هذا الكبر الذي حال بينك و بين ربك جدارًا فهدمتُه أو ثوبًا فمزقته أو حتى جبلًا فلنسفتُه !

    و أخذني خاطر طغى عليّ .. ماذا لو متُّ قبل أن يسلم أبو الحكم لله ربي و ربه و رب العالمين ؟!

    ثم قلت : أي نفسي ! و ما عليّ إن مت و قد بلَّغته مما علمني ربي ؟! فإن أسلم لقيته في الجنة - بفضل ربي - أبثه من حلو الكلام و يبثني ؟! و إن كانت الأخرى فما لي آسى على من تكبر على خالقه ؟!!

    و لكن نفسي ردت عليّ بخاطرة أخرى : لكن ماذا لو مات أبو الحكم قبل أن يسلم لله عز و جل ؟!

    (( انظر هنا ثم تعال و أخبرني ..))

    أخبرني يا أبا الحكم : هل تتمنى أن يكون " المقاتل الأحمر " قد مات على الإسلام أم الإلحاد ؟!
    أخبر نفسك و أخبرني يا أبا الحكم : هل تتمنى أن يكون " المقاتل الأحمر " مات على الإسلام أم الإلحاد ؟!
    أخبر نفسك يا أبا الحكم : هل تتمنى أن يكون " المقاتل الأحمر " مات على الإسلام أم الإلحاد ؟!

    ثم سل نفسك بعد أن تخبرها ..

    ماذا لو كنتُ مكان " المقاتل الأحمر " ؟! أكنت أتمنى أن أكون قد مت على الإسلام أم الإلحاد ؟!

    هه ؟؟!!

    فمالك تنأى ؟!!

    قلها و لا تخف ( أشهد ألا إله إلا الله و أن محمدًا رسول الله و أن عيسى عبد الله و رسوله ) !!

    و ما عليك إن قلتها ثم استقمت ؟!
    ثم ما عليك إن قلتها ثم مت ؟!
    ثم ما عليك إن أخذتك إلى الجنة ؟!

    فمالك تنأى ؟!

    أتظن الموت لن يأتيك ؟! و الله إنه آتيك .. و لن تعجز الله في الأرض و لن تعجزه هربًا ..

    ألم تسمع قول الله عز و جل في الحديث القدسي ( يا ابن آدم ! أنى تعجزني و قد خلقتك من مثل هذا ؟ حتى إذا سويتك و عدلتك مشيت بين بردين و للأرض منك وئيد فجمعت و منعت حتى إذا بلغت التراقي قلت : أتصدق و أنى أوان الصدقة ؟! )
    و كل إنسان يعرف ما هذه التي خلق من مثلها .. فمالك للأرض منك وئيد ؟! أتظن روحك لن تبلغ التراقي ؟! والله ستموت !!

    هذا أوان التوبة فأقبل .. أقبل قبل أن تتمنى فلا تجد ..

    قال الله - خالقي و خالقك - سبحانه ( وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا )

    نسيت أن أسألك : كيف حالك ؟!

    علك بخير ..
    علّ صمامات الأمان و المحابس في جسدك مازالت تعمل ..
    علّ مفصل المرفق مازال يعمل ..
    علّ العضلات الصغيرة التي تحرك أصابعك للكتابة على لوحة المفاتيح مازالت تعمل .. و الأعصاب التي تغذي هذه العضلات مازالت تعمل .. و المراكز العصبية التي منها تخرج هذه الأعصاب مازالت تعمل .. و الأفكار التي من خلالها تكتب مازالت تأتي ..
    علّ نعم الله مازالت سابغة عليك ظاهرًا و باطنًا ..
    الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا و يرضى ..
    ها أنا أحمد الله على نعمه عليك .. و رحمته بك .. و حلمه عليك ..
    فأين أنت من هذا ؟!
    أمازلت على كبرك ؟! أم آن أوان الاعتراف و الشكر ؟!

    تعال أدخل عليك من باب جديد ..

    تعال ندخل من باب الجامعات التبشيرية التي دخلتَها و الكتب التي قرأتَها .. تعال ندلف إليها بسلاح الحق و نور اليقين و نبدد ظلماء غشت القلوب و رانت على العقول .. فلعل و عسى ..

    تقول ( قرأت الكتب التي تتحدث كثيراً عن ان الرسول محمد ليس سوى فيلسوف مطلع على الكتابات التاريخية .. وارى من خلال بعض التعاليم الاسلامية انها لم تأت بمزيد وليست سوى اعادة لما سبقها من الامور )

    فسأعرض عليك صفقة ..

    رابعًا : صفقة ثقيلة ..


    أخدعوك عن عقلك فقالوا إن النبي صلى الله عليه و سلم فيلسوف ادعي كذبًا أنه رسول من عند الله ؟!!
    أخدعوك فانخدعت لهم ؟!
    فتعال أعرض عليك صفقة ستجعلك " الفيلسوف الكذاب " ..

    تعال و أخبرني ما رأيك في هذه الصفقة أداخلة هي في سياج العقل أم غير معقولة ؟!

    أريدك أن تكون الفيلسوف الكذاب ..

    تعال عبر الأزمان و الأمكنة .. و بأقصى سرعة ممكنة .. إلى قريش في مكة .. إلى قوم بلغوا في البلاغة شأوًا لا يوصل .. و أقاموا للأشعار سوقًا لا يوصف .. فهذا يقف يرتجل قصيدة .. و ذاكم يقف يرد عليه ارتجالًا .. و قصيدة من هذا و من ذاك طيبة حلوة .. لها في البلاغة شأن عالٍ .. تعال إلى قوم أقاموا على الأصنام سادن مع سادن .. تعال إلى قوم مصدر اقتصادهم الأصنام حول الكعبة .. يأتيها الرجال و النساء فتنشط التجارة .. تعال إلى قوم هذا حالهم ..

    الآن لنبدأ ..

    أريد منك أن تظل في قومك أربعين سنة صادقًا أمينًا ..
    أريد منك أن تكون ( تصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق )
    أريد منك أن تكون أميًّا لا تقرأ و لا تكتب ..
    أريد منك أن تكون يتيمًا ليس لك والدٌ يطوف بك في البلدان .. ليس لك معلمٌ يخبرك عن أخبار اليونان و الرومان ..
    أريد منك أن ترعى الغنم حتى تتعلم الحنو على المرعيّ ..
    أريد منك ان تترك الوفود على عبادة الأوثان مع قومك ..

    ثم فجأة .. في سن الأربعين .. تعلن - كاذبًا - " أنا رسول الله " ...

    أهذا في حد المعقول عندك ؟
    لا بأس ..


    ثم أريد منك أن تخرج على قومك و هم على أصنامهم عكوف .. و تعلنها صريحة " إني رسول الله إليكم " ..
    فيسخر منك قومك و ينهرك عمك و تسميك زوجة عمك " أبو الرمم " مكان " أبو الحكم " ..
    أستصبر بعدها على دعوتك و أنت تعلم أنك كذاب ؟!

    أهذا في حد المعقول عندك ؟!
    لا بأس ..


    ثم أريد منك أن تتحدى قومك ..
    و يا ترى ما الذي تختاره لتتحداهم فيه و أنت تعلم أنك كذاب ؟!
    لعلك تختار شيئًا لا يتقنوه .. تختار التنجيم مثلًا أو الفلك أو الطب أو استقصاء الأثر ..
    لا بل أريد منك أن تختار أقوى شيء وصلوا إليه ..
    نعم .. أريد منك أن تتحداهم فيما خطر في ذهنك ..
    أريد منك أن تتحداهم في البلاغة و اللغة ..
    تحداهم في أقوى ما عندهم و أنت تعلم أنك كذاب ..

    أهذا في حد المعقول عندك ؟!
    لا بأس ..


    ثم أريد منك أن تأتي بكلام تتحداهم فيه .. ليس هذا فقط ..
    بل تتكلم بأسلوبين من الكلام ..
    أسلوب هو " القرآن الكريم " لا يوجد أبلغ منه في كلام البشر ..
    و أسلوب هو " الحديث الشريف " لا يوجد أبلغ منه في كلام البشر لكن حاذر فالقرآن أبلغ منه ..
    فتسير بين الناس تتكلم بأسلوبين .. أحدهما أبلغ من الآخر و كلاهما أبلغ من سائر الكلام ..

    أهذا في حد المعقول عندك ؟
    لا بأس ..


    ثم يكون الكلام حسب الحوادث ..
    فعندما يظلم أحد المسلمين يهوديًّا تتكلم بأسلوب بليغ لا يوجد في كلام البشر أبلغ منه لتنتصر لليهودي من المسلم ..
    و عندما يتركك أصحابك في حين من الأحايين تتكلم بأسلوب بليغ لا يوجد في كلام البشر أبلغ منه لتحذر أصحابك ..
    أوّه !! فكأنك لا تستطيع أن تعد هذا الكلام سلفًا في الأربعين سنة التي ظللت فيها قبل الكذب ؟!
    إي نعم .. لن تستطيع إعداد الكلام سلفًا بل ستتكلم و تجاري الأحداث بكلامك ..
    فعليك بهذا الكلام البليغ جدًّا و الذي يأتيك عند كل حادثة و في كل مرة يكون كلامًا لا يوجد في كلام البشر أبلغ منه .. بل و تتحدى بهذا الكلام أقحاح العرب و أساطين اللغة ..

    أهذا في حد المعقول عندك ؟!
    لا بأس ..


    ثم أريدك أن تصبر ..
    نعم .. تصبر و أنت كذاب ..
    عندما يسفهون عقلك فاصبر .. و عندما يقولون " كذاب " فاصبر .. و عندما يقولون " شاعر " فاصبر .. و عندما يقولون " كاهن " فاصبر .. و عندما يقولون " فيلسوف " فاصبر ..و عندما يخرجك قومك فاصبر .. و عندما يضعون على ظهرك سلا الجزور فاصبر .. و عندما يهجرك أهلك فاصبر .. و عندما يحاولون قتلك فاصبر .. و عندما يخنقونك خنقًا فاصبر .. و عندما يسيرون خلفك السفهاء فاصبر ..
    أتستطيع الصبر على كل هذا و أنت كذاب ؟!

    أهذا في حد المعقول عندك ؟!
    لا بأس ..


    ثم أريدك أن تصمد ..
    نعم .. تصمد و أنت كذاب ..
    إن قالوا " نعبد ربك عامًا و تعبد آلهتنا عامًا " فارفض .. إن قالوا " لك ما تشاء من الملك " فارفض .. إن قالوا " نسكت عنك إن سكتَّ عن آلهتنا " فارفض .. إن قالوا " لك ما تشاء من التطبيب و الأموال و المغانم " فارفض .. إن قالوا " لك أموال التجارة كلها " فاصمد .. اصمد ..
    أتستطيع الصمود أمام كل هذا و أنت كذاب ؟!

    أهذا في حد المعقول عندك ؟!
    لا بأس ..


    ثم أريدك أن تحذر ..
    نعم .. احذر فلكل كذاب هفوة ..
    احذر فقد قالوا " إذا كنت كذوبًا فكن ذكورًا " فعساك تنسى كلمة قلتها فتأتى بغيرها بعد حين تناقضها فيظهر كذبك ..
    أريدك ان تظل ذَكورًا لا تنسى طول عمرك ..
    لا يتناقض قولك ..و لا يختلف فهمك ..
    أريدك أن تتكلم في آلاف الآيات و آلاف الألوف من الأحاديث فلا تتناقض و لا تضطرب و لا يظهر كذبك ..
    أريدك ان تعامل أصحابك كلهم فلا يقف واحد منهم على كذبة لك فضلًا عن أن يقف مجموعهم على هذا الكذبة ..
    أتستطيع أن تحذر هذا الحذر ؟!

    أهذا في حد المعقول عندك ؟!
    لا بأس ..


    ثم أريدك أن تحتاط لنفسك ..
    لا تكتفي " بالتمثيل " و أنت أمام الناس .. بل أريدك أن تظل على حالك و أشد منها في بيتك ..
    أريدك في بيتك أن تقوم بالليل و تترك أهلك .. تقوم لتصف قدميك بين يدي ربك - و أنت تعلم أنك كذاب !! ..
    أريدك أن تترك الفراش ليلًا و تذهب إلى المقابر و تقول " إن ربي أمرني بهذا " - و أنت تعلم أنك كذاب ..
    أريدك أن تبكي و عندما يسألك الداخلون عليك عن سبب بكائك " تقول أنزل علي آيات جعلتني أبكي " - لاحظ أنك لم تكن تعلم أنهم سيدخلون عليك ..
    أريدك أن تحتاط لنفسك فتقوم في الليل لعبادة ربك حتى تتورم قدماك - مع علمك أنك كذاب ..
    أريدك ان تحتاط لنفسك حتى تقول عنك زوجتك " كان قرآنًا يمشي " ..
    أتستطيع بلوغ هذه الدرجة من الاحتياط و أنت كذاب ؟!

    أهذا في حد المعقول عندك ؟!
    لا بأس ..


    أريدك صادقًا مع نفسك و الناس - لكن كيف يكون ذلك و أنت كذاب ، لا أدري ؟!..
    عندما تتكلم عن الأرض و الشمس و القمر و النجوم و الكواكب تتكلم بما تعلم أنه هو هو عين الموجود و إن خالفك قومك ..
    عندما تتكلم عن البحار و الأنهار و الشجر و الدواب تتكلم بما تعلم أنه هو هو عين الموجود و إن خالفك قومك ..
    و عندما تتكلم عن أخبار الأولين و قصصهم تتكلم بما تعلم أنه هو هو ما كان موجودًا و إن خالفك اليهود و النصارى من حولك ..
    أتستطيع أن تبلغ هذا الدرجة من الصدق و العلم و أنت في الأصل كذاب ؟!!

    أهذا في حد المعقول عندك ؟!
    لا بأس ..


    ثم أريدك ان تتخلى عن كذبك في أفضل الظروف للكذب و تتكلم أحوج ما يلزم كذاب السكوت ..
    إن سألك قومك عن موعد الساعة فقل " لا أدري " و قل " علمها عند ربي "..
    إن سألك قومك عن موعد هزيمة الروم للفرس فقل " في بضع سنين " و لا عليك إن مرت السنون و لم يحدث ما قلت فكل ما سيحدث أن ينكشف كذبك و ينقلب عليك صحبك و يشمت بك عدوك و يهجرك أهلك و على اختلاف تصرفاتهم فسيُجمعون على وجوب قتلك .. لا عليك و ماذا إن قتلوك ؟! بسيطة هي !! بسيطة على كذاب !!
    إن رأيت الشمس تنكسف يوم موت ولدك فلا تسكت و لا تؤكد أنها انكسفت من أجله بل أعلنها أنها لا تنكسف لموت أحد و لا حياته !!
    أيستطيع دجال أن يفعل مثل هذا ؟!

    أهذا في حد المعقول عندك ؟!
    لا بأس ..


    ثم أريدك أن تسلي نفسك بالكذب ..
    عندما يحرسك أصحابك تذهب إليهم و تقول ( اذهبوا إلى مضاجعكم فسيحرسني ربي فقد أنزل عليّ " و الله يعصمك من الناس ") !!
    و عندما يشمت بك عدو تسلي نفسك بالكذب فتقول " إنا أعطيناك الكوثر " !!
    و عندما تقف في المعركة وحدك أمام جيش عرمرم تقول " أنا النبي لا كذب " !!
    أتستطيع تسلية نفسك بالكذب و أنت تعلم أنك كذاب ؟!!

    أهذا في حد المعقول عندك ؟!
    لا بأس ..


    ثم أريدك أن تكون عالمًا علامة تأتي بما لم يأت به هارفي من بعدك بمئات السنين ..
    تتكلم عن الأجنة و أنت لم ترها ..
    تصف مراحلها و أنت لم تعلمها ..
    تخبر بوصفها و لم يأتك عنها نبأ يقين ..
    تخالف في كلامك من حولك و لا تبالي ..
    أتستطيع ذلك و أنت كذاب ؟!!

    أهذا في حد المعقول عندك ؟!!

    أف لهذا يا صاحبي !!

    لقد طفح الكيل ، و بلغ السيل الزبى ، و غلى المرجل ثم انفجر و لم يبق في قوس الصبر منزع ..

    و الله إن هذا لعين اللامعقول ..

    فكيف لصادق أربعين سنة أن يكذب و عندما يكذب يكذب على الله ؟!
    و كيف لمن لا يقرأ و لا يكتب أن يأتي بما أعجز المتعلمين ؟!
    و كيف لكذاب أن يصبر على أذيته في بداية دعوته ؟!
    و كيف لكذاب أن يتحدى قومه في أقوى ما هم فيه من اللغة و البلاغة ؟!
    و كيف لكذاب أن يأتي بكلام على البديهة هو من أبلغ الكلام ؟!
    و كيف لبشر كذاب أو غير كذاب أن يتكلم بأسلوبين أحدهما أبلغ من الآخر و كلاهما أبلغ مما سواهما !؟
    و كيف لكذاب أن يصبر كل هذا الصبر على دعوته ؟
    و كيف لكذاب أن يصمد كل هذا الصمود أمام الإغراءات لترك دعوته ؟!
    و كيف لكذاب ألا يقع - على كثرة كلامه - في التناقض أو الخطأ و لو مرة ؟!
    و كيف لكذاب ألا يستغل الفرصة الذهبية للترويج لدجله ؟!
    و كيف لكذاب أن يحتاط لنفسه حتى و هو في بيته وسط اهله ؟
    و كيف لكذاب أن يقول الحق و إن كان في ذلك مخالفة قومه ؟!
    و كيف لكذاب أن يسلي نفسه بالكذب ؟!
    و كيف لبشر كذاب أو غير كذاب أن يتكلم عن الأجنة و لا يجانبه الصواب و لو مرة و ليس عنده الأدوات الكافية لذلك ؟!

    تالله يا صاحبي إن المنطق الإلحادي لثقيل الظل .. سخيف القول .. عديم النفع .. لا يأتيه الحق ..
    منطق بارد غير سديد .. خاوٍ غير رشيد ..
    إنه لمنطق سخيف سخيف سخيف ..
    منطق ..... دع عنا ذكره فقد والله مللته ..

    و تعال إلى المنطق الحق و القول الصدق ..

    تعال إلى التفسير السديد ..
    قال الله تعالى " وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ "

    تعال إلى الحق كله :
    " قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ "

    تعال إلى اليقين كله :
    " وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلا "

    تعال إلى الفهم كله :
    " تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ "

    تعال إلى الإيمان كله :
    " فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ "

    تعال إلى الفقه كله :
    " فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا "

    تعال إلى العلم كله :
    " ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا "

    تعال بعيدًا عن التناقض :
    " قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ "

    تعال إلى الخلق كله :
    سألوا عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم - رضي الله عنها - عن خُلقه فقالت ( كان قرآنًا يمشي على الأرض ).

    نعم .. نعم ..
    هكذا تستقيم الأمور و تعتدل الأفهام و تتناسق الأحداث و ينسجم الكون ..
    هكذا ..
    هكذا يظهر كذب من قال " فيلسوف " ، فأشهد بالله أنه رسول الله بروحي هو نفسي صلى الله عليه و سلم ..

    فلا أدري أزيدك أم تجيبني ؟!

    أخشى أن تطلب مني الزيادة فأموت قبل أن أزيدك ..
    و أخشى أن تؤخر الإجابة فتموت قبل أن تجيبني ..

    فلا أدري ماذا ستفعل يا صاحبي ؟!
    " أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "
    صفحتي على الفيسبوك - صفحتي على تويتر.

  14. افتراضي

    من اعاتب ولمن اشتكي .. ولمن اقول انني قد اكون مخطيء .. ذلك الاله الكبير الذي بالسماء ارجو ان يتقبل منك دعوتك لي .. ارجو ان اتقرب لنور ايمانك .. اقسم لك ان كلامك معسول بهداية لا اعلمها.. اقسم لك انك تقول كلام لم أقرأ قبله قط ..
    اخي حسام الدين .. ان اتفكر كل ليلة فيما تقول .. واعلم يا اخي انني انتظر ردودك بالساعات..
    يا اخي الكريم .. وأرجو ان تتقبلني أخاً لك .. كنت اظن انني قادر على احراج المتدينين في الكلام ولكن الكلام اليوم لا يسعفني امامك .. لأنني وبصدق هذه مرتي الاولى التي اقرأ لانني اريد ذلك..اتفكر لانني ارغب بذلك..
    يا سيدي العزيز.. اوعدك وبكل صدق انني اشعر بشيء .. وربك الذي تعبده ان كلامك حرك بي مشاعر لا اعلمها ..
    اوعدك وعد اخوي .. انني غداً سوف أصوم لربك وللمرة الاولى وسأحاول جاهداً ان اصبر نفسي كما تفعلون انتم .. وسأجرب طريق الصيام الغريب عني .. كبادرة لحسن النوايا ولأثبت لك ولنفسي قبلاً صدق عاطفتي اتجاه دينكم الحنيف ..

    شكرا جزيلاً لك .. وانا في إنتظار درسي القادم .. وارجو منك يا أخي ان تدعو لي في صلاتك .. وفي قيامك


    أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله

    اللهم عافنا وأعفو عنا وارحمنا أنت مولانا...


  15. افتراضي

    شكرا يا اختي الكريمة.. وصدقاً لقد اقتنيت القرآن .. وانا آلان أحاول تعلم كيفية قرأته لانني لم أقرأه بالسابق..


    أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله

    اللهم عافنا وأعفو عنا وارحمنا أنت مولانا...


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. لا أعلم هويتي؟؟؟
    بواسطة ابو الحكم في المنتدى قسم الحوارات الثنائية
    مشاركات: 98
    آخر مشاركة: 03-09-2019, 09:24 AM
  2. لا أعلم هويتي؟؟؟
    بواسطة ابو الحكم في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 90
    آخر مشاركة: 03-31-2014, 10:12 PM
  3. اضفت بعض الاشياء في لوحتي فما رايكم
    بواسطة أدناكم عِلما في المنتدى قسم الاستراحة والمقترحات والإعلانات
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 07-03-2010, 12:03 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء