في رأيي مسألة الكثرة والإجماع تصير حجة بذاتها وملزمة إذا ما تعلقت بالمسائل الشاذة..أي في حدود المسائل التي يظهر بطلانها قبل ولوج حدود العقل أي في مستوى البديهيات..مثل الشذوذ الجنسي..فغالبية البشر أجمعوا على بطلان هذا الأمر لمجرد أن غالبية البشر ليسوا شاذين..دون حتى أن ندخل في جزئيات هذا المرض وتمحيصه عقلا..نفس الشيء أعتقد أنه ينطبق على ما يُصطلح عليه بالشذوذ الفكري..إذ ليس كل فكر يُناقش عقلا فهناك أفكار شاذة تسقط قبل ولوج حدود العقل حتى..وأرى أن الإلحاد واللادينية تنضوي تحت هذا الباب..والمتأمل في حواراتنا مع الملاحدة واللادينيين في ما يخص معتقدهم سيرى أن أغلبها يمتركز حول البديهيات ولا يتجاوزها وإذا ما تعلق الأمر بإثارة الشبهات حول الإسلام صار الحوار عقلي وعلمي ليتبين الفرق .. فمصيبة هذا الفكر ليس في العقل وإنما في إنكار البديهيات..وإذا ماتعلق الأمر بإنكار البديهي صار شذوذا فتصير الكثرة والإجماع حجة ملزمة..كما أستغرب من الزميل الربوبي حين يُريد إلزامنا بالكثرة والعدد والواقع يقول أن هذه الحجة عليه لا له..!
Bookmarks