قطعاً هذا سؤال في صلب فلسفة العلم وهذا هو السؤال الذي قامت عليه فرضيتان كبيرتان الأولى: مركزية الإنسان في نماذج التفسير anthropocentric ، والثانية فرضية كون الكون "صديقاً للخبرة البشرية" بحيث لو كان الكون على غير الهيئة التي هو عليها الآن لما كُنّا أنا وأنت هنا لنلاحظه ونتساءل عنه، وهو يأتي في سياق الحديث عن ما يُسمى بــالمبدأ الإنساني أو Anthropic Principle.
هذا والقرآن واضح جداً بخصوص هذه القضية فإن الله يخبرنا أنه خلق السماوات والأرض وما بينهما بالحق، والحق اسم جامع لأشياء كثيرة: أن يكون وضع الكون متعلقاً بموضوع التكليف بحيث يكون التفكر والنظر في الكون من أسباب ترجمة التكليف، أنه مخلوق بنظام ويتجه لغاية ولا مكان للعبث في وجوده على الهيئة التي هو عليها، أنه متوافق مع وضعية الرصد والملاحظة المنبثقة من إدراك الإنسان فالإنسان لا يسعه إلا أنه يفهم الكون - وإن كان لا يستقل بالضرورة بفهم غايته - ولا يسع الكون أن يكون على غير ما هو عليه ليفهمه الإنسان، إلى غير ذلك من معاني الحق.
Bookmarks