بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

اذا كان حمل الخطيئة سينجى النصارى من النار ....؟

لو افترضنا أن ما يعتقده النصارى صحيحا فيما يتعلق بحمل المسيح الخطيئة عن البشر لينجيهم من النار فسيجدون حتما أنفسهم في مفترق طرق ما بين الجنة والنار وهذا شيء طبيعي.
لما ؟
لان حمل الخطيئة إذا كان سينقذ البشر من دخول النار فلن يفتح لهم أبواب الجنة وهذه هى الحقيقة الجلية التي لا ينتبه إليها الكثير من المسيحيين.
فلكل شيء سبب ..
فإذا كانت هناك أسباب لدخول النار كاقتراف الأوزار والذنوب تعامل معها المسيح حسب وجهة نظرهم بالحمل لينجيهم من العقاب المتمثل في الجحيم والعذاب الأليم, فهناك أسباب لدخول الجنة ليس لها علاقة بالفداء أو الخلاص أو فلسفتهما المريضة ، وبالأخص إذا كان حمل الخطيئة مهمته إنقاذ البشر فقط من النار تحت مصطلح الخلاص ، فأنى للبشر إذن بالطريق إلى الجنة ؟
وإذا كان دخول الجنة متعلق بشيء آخر غير الصلب والفداء وهذا أمر لا يمكن الجدال فيه ، أفلا يمكن لهذا الشيء أن ينجى البشر من النار بلا صلب أو فداء قياسا على دخول الجنة مع العلم بان تخصيص ذلك (دخول الجنة) عن ذلك (النجاة من النار ) سيكون بلا مخصص وكلاهما يرجع إلى القدرة والإرادة ، وإذا كان العدل عائقا لذلك (النجاة من النار ) فسوف يكون أيضا عائقا لذلك (دخول الجنة) فكيف بالنجاة من هذه الحيرة ؟ .
الإجابة تجدها في الرسول صلى الله عليه وسلم والذي لا يختلف كثيرا عن ما قاله المسيح للشاب كما ورد في إنجيل متى ، فبينما كان المسيح يسير خارجا " إذا واحد تقدم وقال له أيها المعلم الصالح أي صلاح أعمل لتكون لي الحياة الأبدية ؟
فقال له : لماذا تدعوني صالحا ؟ ليس أحد صالحا إلا واحد هو الله . ولكن إن أردت أن تدخل الحياة ، فاحفظ الوصايا . قال له : أية الوصايا ؟ فقال يسوع : لا تقتل . لا تزن . لا تسرق . لا تشهد بالزور . أكرم أباك وأمك وأحب قريبك كنفسك .
قال له الشاب : هذه كلها حفظتها منذ حداثتي ، فماذا يعوزني بعد ؟ قال له يسوع : إن أردت أن تكون كاملًا فاذهب وبع أملاك واعط الفقراء ، فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني " ( متى 19 : 16 - 21 )
واكد المسيح على ذلك فى فقرات اخرى كثيرة منها :
(( لأنك بكلامك تتبرر وبكلامك تدان )) ( متى 12 : 37 ) قوله يدل على أن الإنسان يثاب أو يعاقب بسلوكه هو ، ولم يتحدث المسيح عن خطية موروثة . (( حينئذ يجازى كل واحد حسب عمله )) ( متى 16 : 27) المسيح نفسه يقرر أن كل إنسان سيجازى بحسب عمله. وهذا يناقض الاعتقاد بالخطية الموروثة والخلاص بالصلب . لأن النص يدل على أن الخلاص بالعمل وليس بالصلب . (( أبوك الذي يرى في الخفاء هو يجازيك علانية )) ( متى 6 : 4 ) إذاً هناك مجازاة وهذا يتناقض مع الخلاص الشامل الذي يتضمنه الخلاص بالصلب .
ويقول بولس : (( أن الله سيجازي كل واحد حسب أعماله )) ( رومية 2 : 6 ) وقال : (( الذي يخطى لا ينجو من دينونة الله )) ( رومية 2 : 3 ) إذا هناك حساب وهناك دينونة والمجازاة حسب الأعمال. إذا لما كان صلب المسيح ؟ إذا كان الجزاء حسب العمل وهناك عقاب للخطاة فان صلب المسيح لا دور له في الخلاص والتخليص.
وتاكيدا على ذلك نجد انه :
- في يوم الدينونة تكون النجاة بالعمل الصالح بعيدا عن الصلب وفلسفاته ، بل وحتى اسمه . فهناك " يقول الملك للذين عن يمينه تعالوا . . رِثوُا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم . لأني جعت فأطعمتموني . عطشت فسقيتموني . كنت غريبا فآويتموني . عريانا فكسوتموني . مريضا فزرتموني . محبوسا فأتيتم إليَّ .
فيجيبه الأبرار حينئذ قائلين : يا رب متى رأيناك جائعا فأطعمناك . أو عطشانا فسقيناك . ومتى رأيناك غريبا فآويناك أو عريانا فكسوناك ؟
فيجيب الملك ويقول لهم الحق أقول لكم بما أنكم فعلتم بأحد إخوتي الأصاغر ، فبي فعلتم . ثم يقول الملك للذين عن اليسار : اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته ؛ لأني جعت فلم تطعموني . .
حينئذ يجيبونه هم أيضا قائلين : يا رب متى رأيناك جائعا ؟
فيجيبهم قائلًا : الحق أقول لكم بما أنكم لم تفعلوه بأحد هؤلاء الأصاغر ، فبي لم تفعلوا .
. فيمضي هؤلاء إلى عذاب أبدي ، والأبرار إلى حياة أبدية " ( متى 25 : 34 - 46 ) .
هكذا يدان الناس : أهل البر والعمل الصالح إلى الحياة الأبدية السعيدة ، وأهل الشر والبخل إلى عذاب أبدي بدون اى ذكر لمصطلحات الخلاص او الفداء .
ومرة أخرى لا دخل لفلسفة الصلب والفداء في إنقاذ أهل الشر ، فلن تنفعهم في شيء .
-يقول يعقوب في رسالته : إن الدينونة التي تحدد المصير الأبدي للإنسان تقوم على ركيزتين هما : إيمان بالله الواحد يصحبه عمل صالح ، وبدونهما لا فائدة ترجى . وإن كلا منهما لا علاقة له بالصلب وسفك الدم ، من قريب أو بعيد : " أنت تؤمن بأن الله واحد . حسنا تفعل . والشياطين يؤمنون ويقشعرون . ولكن هل تريد أن تعلم أيها الإنسان الباطل أن الإيمان بدون أعمال ميت ؟ بالأعمال يتبرر الإنسان ، لا بالإنسان وحده " ( 2 : 19 - 24 ) . إن " الديانة الطاهرة النقية عند الله الآب هي هذه : افتقاد اليتامى والأرامل في ضيقتهم وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم " ( 1 : 27 ) .
من ذلك وغيره كثير وكثير جدا ، نتبين أن الخلاص الحق لا علاقة له بالصلب على الإطلاق .
(راجع كتاب مناظرة بين الاسلام والمسيحية - اصدار الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد ص159 )
واذا كان الامر يتعلق بدخول الملكوت يمكننا ان نختم ما قلنا بهذه الاجابة التى كانت ايضا للمسيح قالها متبرئا فيها من كل معتقدات النصارى المرتبطة به " لن تدخلوا الملكوت حتى يذيد بركم عن الكتبة والفرسيون "
والبر هو العمل الصالح وهذا يحسم الامر لكل ذى عقل ، وخصوصا اذا تعدد ت وسائل المغفرة وتنوعت بين المغفرة بالاموال والجواهر والمغفرة بالصلاة والتوبة والمغفرة بالدقيق مما يجعلنا نقول ليس هناك اكثر من وسائل المغفرة فما هى الحاجة الى الفداء او الخلاص ومن تلك السائل البعيدة تماما عن سفك الدم :
المغفرة بالصلاة والتوبة
ا - ورد فى سفر إشعياء الإصحاح 55 : 7 " ليترك الشرير طريقه ورجل الإثم أفكاره وليتب إلى الرب فيرحمه وإلى إلهنا لأنه يكثر الغفران "
وفى سفر أخبار الأيام الثاني الإصحاح 7 : 14 " فإذا تواضع شعبي الذين دعي اسمي عليهم وصلوا وطلبوا وجهي ورجعوا عن طرقهم الردية فإنني أسمع من السماء وأغفر خطيتهم "
المغفرة بالجواهر
ورد فى سفر العدد (31:50) فقد قدمنا قربان الرب كل واحد ما وجده أمتعة ذهب حجولا وأساور وخواتم وأقراطا وقلائد للتكفير عن أنفسنا أمام الرب
المغفرة بالاموال
ورد فى سفر الخروج (30:15) الغني لا يكثر والفقير لا يقلل عن نصف الشاقل حين تعطون تقدمة الرب للتكفير عن نفوسكم.16 وتأخذ فضة الكفارة من بنى اسرائيل وتجعلها لخدمة خيمة الاجتماع . فتكون تذكارا امام الرب للتكفير عن نفوسكم .
المغفرة بالدقيق
ورد فى اللاويين (5:11) وان لم تنل يده يمامتين او فرخى حمام فياتى بقربانه عما اخطأ به عشر الايفة من دقيق قربان خطية . لا يضع عليه زيت ولا يجعل عليه لبان لانه قربان خطية 12 يأتي به إلى الكاهن فيقبض الكاهن منه ملء قبضته تذكاره ويوقده على المذبح على وقائد الرب. إنه قربان خطية .
اذا فإن الله عز وجل يقبل غفران الخطيئة بدون دم بالـ.( المال , الجواهر , الدقيق , الصلاة , التوبة )
واذا اردنا مثالا فعليا فلا ننسى بان الله غفر لاهل نينوى ورفع عنهم العقاب بطريق من الطرق السابقة بعيدا عن الصلب او الفداء ( يونان 3 : 10 ).
Ter]