بسم الله الرحمن الرحيم


وبه نستعين،
والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين وخاتم النبيين العاقب المبعوث رحمة للعالمين
وبعد،


قال تعالى في سورة الهُمزة:


بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ
وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ ﴿١﴾ الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ ﴿٢﴾ يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ ﴿٣﴾ كَلَّا#ۖ لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ ﴿٤﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ ﴿٥﴾ نَارُ اللَّـهِ الْمُوقَدَةُ ﴿٦﴾ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ ﴿٧﴾ إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ ﴿٨﴾ فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ ﴿٩﴾


في حديث أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ( ثم إن الله يبعث إليهم ملائكة بأطباق من نار ، ومسامير من نار وعمد من نار ، فتطبق عليهم بتلك الأطباق ، وتشد عليهم بتلك المسامير ، وتمد بتلك العمد ، فلا يبقى فيها خلل يدخل فيه روح ، ولا يخرج منه غم ، وينساهم الرحمن على عرشه ، ويتشاغل أهل الجنة بنعيمهم ، ولا يستغيثون بعدها أبدا ، وينقطع الكلام ، فيكون كلامهم زفيرا وشهيقا ; فذلك
قوله تعالى : إنها عليهم مؤصدة في عمد ممددة .


( ويل لكل همزة لمزة ) قال ابن عباس : هم المشاءون بالنميمة ، المفرقون بين الأحبة ، الباغون للبرآء العيب ، ومعناهما واحد وهو العياب .


ينكشف تدليس القاديانية جليّاً في تفسيرهم لهذه السورة الكريمة وما أظنّ تفسيرهم هذا إلّا لشيئين الأوّل هو صرف ذهن أتباعهم عن أهوال يوم القيامة وأهوال النار والجحيم حيث أنّها زائلة في عقيدتهم وأنّ كل من في النّار سوف يدخل الجنّة أخيراً، والجانب الثاني إستمرار سلسلة التخويف وتربية الأتباع على الخضوع لقوّة المستعمر وأسلحته والإستسلام التام للغرب وعدم المحاولة حتّى بالتفكير في محاولة المساواه بين التابع القادياني وبين الرجل الغربي، فالرجل الإنجليزى قد رآه في المنام دعيّ القاديانية ميرزا غلام أحمد على أنّه إلهه، والوحي أحياناً يأتيه كما إدّعى بالإنجليزية، كما أن الإنجليز هم يأجوج ومأجوج المتأصله صورتهم الفجّه في العقيدة الإسلامية، وأيضاً الإنجليزي هو الدجّال الذي حذّر منه جميع الأنبياء من سيدنا نوح وحتّى سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم، وياللعجب والمفارقة بريطانيا أيضاً في عقيدة القادياني هي دولة منعمة فاضلة تعني بالحريّات الدينية، وهي سيف وحربة دعيّ القاديانية ميرزا غلام أحمد، وأسلحة الإنجليزي هي أسلحة فتّاكة لا قبل للقادياني بمواجهتها وهو يعتبر نفسه أضعف الأقوام كما وصفه متنبيه، وأيضاً لتعميق الصورة أسلحة الإنجليزي مذكورة في القرآن الكريم حتّى يؤمن القادياني بإن الإنجليزي الغربي لا يُقهر أبداً وعلى القادياني قبول الأمر الواقع وكل ما يستطيعه هو الدعاء فقط وبدون أي عمل كان مع هذا الدعاء.

---------
في موقع القاديانية يبدأ تفسير الآيات بليّ المعنى حتّى يوافق الفكرة المهترئة فيقول:

أي الويل لكل مغتاب عياب، الذي جمع ثروة من الأموال وأخذ يعدها ويكرر عدها مرة بعد أخرى، وهو يتصور أن هذه الأموال سوف تمنحه الخلود والبقاء. كلا! إنه سوف يُترك في "الحطمة"، وما يدريك ما هي " الحطمة"؟ إنها نار موقدة من لدن الله تعالى، سوف تنفذ إلى القلوب. إن هذه النيران محبوسة داخل أعمدة تتمدد فتُكَوِّن أعمدة النيران.
---------

وأنظر في الجملة الأخيرة ذات التدليس الفج: إن هذه النيران محبوسة داخل أعمدة تتمدد فتُكَوِّن أعمدة النيران.

هل الآية الكريمة تقول أن النيران هي المحبوسة داخل أعمدة؟؟؟؟؟؟
الآية الكريمة تقول إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ - (عليهم) هل تعود على الأعمدة؟ هل تعود على النيران؟
لقد هب القاديانيون حين وجدوا شبهة اليهود في آية النملة وقولهم بخطاب العاقل والغير عاقل ـ وكانت شبهة واهية - فلماذا لا تعاملوا أنفسكم بالمثل وتتفكّروا في ما يكتبه رؤوس جماعتكم؟

قال قتادة : عمد يعذبون بها . واختاره الطبري . وقال ابن عباس : إن العمد الممددة أغلال في أعناقهم . وقيل : قيود في أرجلهم ; قاله أبو صالح . وقال القشيري : والمعظم على أن العمد أوتاد الأطباق التي تطبق على أهل النار . وتشد تلك الأطباق بالأوتاد ، حتى يرجع عليهم غمها وحرها ، فلا يدخل عليهم روح . وقيل : أبواب النار مطبقة عليهم وهم في عمد ; أي في سلاسل وأغلال مطولة ، وهي أحكم وأرسخ من القصيرة . وقيل : هم في عمد ممددة ; أي في عذابها وآلامها يضربون بها . وقيل : المعنى في دهر ممدود ; أي لا انقطاع له . وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم ( في عمد ) بضم العين والميم : جمع عمود . وكذلك عمد أيضا .

--------------
يرجع المدلّسون في موقع القاديانية قائلين:

وتذكر القواميس المعتمدة للغة العربية أن للفظ "الحطمة" أصلين.. لكل منهما معنى خاص: الأصل الأول وهو "حَطَمة"، بمعنى "دَقَّ وسَحَقَ" أو "جعله قِطَعا وأجزاء صغيرة جدا". والأصل الثاني هو "حِطْمَة" ، بمعنى "الجزء الصغير الذي لا قيمة له". والحِطْمة هي الجزء الذي ينتج عن دق شيء وكسره وسحقه وتحويله إلى أصغر مكوناته.

ويمكن أن ينطبق هذان المعنيان على أصغر أجزاء من أية مادة يمكن أن تنقسم إلى أن تصل إلى أصغر أجزائها القابلة للانقسام.
وحيث إن فكرة انشطار النواة لم تكن قد ولدت بعد منذ أربعة عشر قرنا من الزمان، فإن أقرب تعبير يصف هذا الانشطار النووي هو لفظ "الحطمة" وهو أيضا أقرب ما يكون من اللفظة الإنكليزية"atom" من ناحية اللفظ والمعنى أيضا، فهذه اللفظة تعني:الذرّة . ولا يكاد المرء يفيق من العجب لما يعلنه القرآن الكريم من أن يوما ما سوف يأتي حين يُلقى الإنسان في أتون الحطمة، أي في جحيم الانشطار النووي، حتى يُتبع القرآن ذلك بذكر أمر آخر أكثر عجبا وأشد إثارة للدهشة..
------------
أي عند القاديانية كلمة (الحطمة) تعني الذرّة التي هي أقرب ما تكون من اللفظة الإنجليزية
"atom".

وأصل كلمة
"atom"
يوناني إبتدعه الفيسلوف اليوناني ديموقريطوس
http://ar.wikipedia.org/wiki/ديموقريطوس

وأخذها من كلمة
"atomos"
باليونانية وتعني الذي لا يتجزأ


في لسان العرب: والحُطَمَةُ من أَبنية المبالغة وهو الذي يَكْثُرُ منه الحَطْمُ، ومنه سميت النار الحُطَمَةَ لأنها تَحْطِمُ كل شيء؛ ومنه الحديث: رأَيت جهنم يَحْطِمُ بعضها بعضاً.

وفي الحديث: أن هَرِمَ بن حَيَّان غضب على رجل فجعل يَتَحَطَّمُ عليه غَيْضاً أي يَتَلَظَّى ويتوقَّد؛ مأْخوذاً من الحُطَمَة وهي النار التي تَحْطِمُ كل شيء وتجعله حُطاماً أي مُتَحَطِّماً متكسراً.


فليس هذا المعنى الإنجليزي قريب من العربية بأي شكل.

ومثلاً ليس معنى أنّ كلمة
"Door"
بالإنجليزية تعنى باب دوّار (يدور) لتشابه لفظ
"Door"
مع يدور - وهي بالطبع ليست نبوءة إكتشفها رؤوس القاديانية توضّح قوة إختراعات الإنجليزي الغربي لأشكال جديدة من الأبواب،




هدانا الله وإيّاكم
والحمد لله رب العالمين