النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: حرية العقيدة غير حرية الردة

  1. افتراضي حرية العقيدة غير حرية الردة

    هذه المقالة لشيخنا الحبيب الفزازي وهي من أفضل ما كتب في هذا المجال بهذا الإختصار :
    حرية المعتقد في ديننا من ثوابت ما أنزل الله. وإكراه شخص ما على اعتقاد معتقد ما إنما هو الجريمة النكراء في دين الإسلام وفي حق المكره – بفتح الراء- ولا يولد الإكراه على المعتقد إلا النفاق...

    العقيدة هي ما يعتقده الإنسان من أفكار وتصورات ... أو قل ما ينعقد عليه القلب من معلومات ومسلمات ومعتقدات ... بصرف النظر عن كون ذلك حقا أم باطلا. ولهذا اعتمد الإسلام في مجال الدعوة إلى الله تعالى أسلوب الإقناع وعرض الأدلة ومناقشة غير المسلمين على قاعدة: {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين} والقلوب بيد الله سبحانه وتعالى يقلبها كيف يشاء. {فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها} ويبقى أسلوب المحاورة والمناظرة وبسط البراهين والاستدلال المنطقي الممنهج والمطبوع بالرفق دوما... هو أسلوب الإسلام العالي. {قل ياأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله، فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون}

    وبهذا المنطق الراقي والحجة البالغة ووضوح المحجة البليغة... دخل الناس في دين الله أفواجا. وبقي آخرون على دينهم من يهود ونصارى وغيرهم. ولم يكرهم دين الله تعالى على تركه... إنما اعتمد مبدأ الترغيب والترهيب... وترك الناس يختارون ما يشاؤون، لكن بعد البيان والتبيان. {لا إكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي...} ولكي يتبين الرشد من الغي لا بد من تحرير العلماء والدعاة إلى الله حتى يقوموا بهذا الواجب. وبعدها {لا إكراه في الدين} . وزيادة في التوثيق والتدقيق لا بد من الإشارة هنا إلى أن الإسلام سن تشريعا بهذا الخصوص يخص أهل الذمة مثل إعطاء الجزية، والرضى بالتحاكم إلى شريعة الإسلام. ومثل هذا قوله تعالى: {وقل الحق من ربكم، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} وهنا أيضا واضح ضرورة قول الحق من ربنا. وهو قول يجب أن يتمتع بكل حرية، وحماية للقائلين به...

    وللذين يحاولون جهلا أن يكرهوا غير المسلمين على الدخول في الإسلام... يكفيهم أن ذلك ليس من حقهم، ولا هو واجب عليهم... وهو أمر لم يرضه الله تبارك وتعالى لرسوله الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم حيث خاطبه بالقول: {أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين}؟ وبقوله {إن عليك إلا البلاغ} {فذكر إنما أنت مذكرلست عليهم بمسيطر إلا من تولى وكفر فيعذبه الله العذاب الأكبر} الله هو الذي يعذبه وليس الناس.

    إذن حرية المعتقد في الإسلام حرية لا غبار عليها ولا لبس فيها البتة. وحرية المعتقد في النهاية ينتج عنها حرية العمل... والإسلام لم يغفل ذلك... بل جاء في القرآن الكريم: {لنا أعمالنا ولكم أعمالكم} {لكم دينكم ولي دين}.

    هكذا عاش غير المسلمين في كنف الدولة الإسلامية في أمن وأمان وحرية وحماية طول الزمن إلى عهد قريب، بل وإلى الآن كما هو مشاهد بالعيان في بلادنا المغربية المتسامحة.
    جاءت حقوق الإنسان طافحة بالدفاع عن هذا الحق الأساسي للإنسان والمتمثل في اعتقاد حر وتصرف حر كذلك... جاءت متأخرة جدا بالنسبة للإسلام الكريم الذي نص في محكمه على الحق في الإيمان من عدمه. جاءت متأخرة وقاصرة أيضا... ومن قصورها الخلط بين حرية المعتقد التي لا ريب فيها، وحرية الردة كما جاءت في المادة الثامنة عشرة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، التي لا يقرها الإسلام. ذلك أن خيانة الدين وخيانة الوطن... والاعتقاد بحرية استباحة الأعراض واستحلال الأغراض... ليس من حرية المعتقد في شيء. فلا غرابة أن وجدنا في الإسلام الأحكام المغلظة في حق الخائنين..، وهو ما فتئت تطبقه كل الدول العريقة في الديموقراطية... إلى يوم الناس هذا. ومن لم يدرك الفرق بين حرية العقيدة وحرية الردة فما أنا عليه بوكيل.
    واللهِ لَوْ عَلِمُوا قَبِيحَ سَرِيرَتِي....لأَبَى السَّلاَمَ عَلَيَّ مَنْ يَلْقَانِي
    وَلأَعْرضُوا عَنِّي وَمَلُّوا صُحْبَتِي....وَلَبُؤْتُ بَعْدَ كَرَامَةٍ بِهَوَانِ
    لَكِنْ سَتَرْتَ مَعَايِبِي وَمَثَالِبِي....وَحَلِمْتَ عَنْ سَقَطِي وَعَنْ طُغْيَاني
    فَلَكَ الَمحَامِدُ وَالمَدَائِحُ كُلُّهَا....بِخَوَاطِرِي وَجَوَارِحِي وَلِسَانِي
    وَلَقَدْ مَنَنْتَ عَلَيَّ رَبِّ بِأَنْعُمٍ....مَا لِي بِشُكرِ أَقَلِّهِنَّ يَدَانِ

  2. افتراضي

    حقيقة أنا أجهل كثير في هذا الأمر ، ولكن ماذا لو كان هناك شخص نشأ وهو لا يعرف من الإسلام إلا إسمه ونشأ في بلد إسلامي مثل السعودية عندنا وكان إن صلى يصلي مجاملة أمام الناس أو مع الناس كالمدرسة مثلاً، وإن صام صام أمام الناس،، لم يدخل الإيمان في قلبه قط، وبعد أن كبر وهو على ذلك الحال أظهر أنه لا يعترف بوجود الله ولكنه كان يفعل كل ذلك خشية من الناس أو كان يفعل ذلك بلا مبالاة أو أهتمام دون إلحاق الضرر بأحد في هذه الحالة ما موقفنا منه..؟

  3. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حفيد جرير البجلي مشاهدة المشاركة
    حقيقة أنا أجهل كثير في هذا الأمر ، ولكن ماذا لو كان هناك شخص نشأ وهو لا يعرف من الإسلام إلا إسمه ونشأ في بلد إسلامي مثل السعودية عندنا وكان إن صلى يصلي مجاملة أمام الناس أو مع الناس كالمدرسة مثلاً، وإن صام صام أمام الناس،، لم يدخل الإيمان في قلبه قط، وبعد أن كبر وهو على ذلك الحال أظهر أنه لا يعترف بوجود الله ولكنه كان يفعل كل ذلك خشية من الناس أو كان يفعل ذلك بلا مبالاة أو أهتمام دون إلحاق الضرر بأحد في هذه الحالة ما موقفنا منه..؟
    أضرب لك مثال سيتضح به المقال :
    لو أن واحداً من الناس كان ينكر أبوه ، ولما أثبتوا له بما لا يدع مجالاً للشك أن الرجل أباه فعلاً ، ولما شك في الأمر أكثر وأكثر قُدمتْ له الدلائل والإثباتات حتى اقتنع بذلك وفي الأخير قال أنا لا أريد فما هو موقفنا منه ؟؟
    تماماً مثل الرجل الذي ذكرته قلبه غير عامر بالإيمان ، وهو يفعل ما يفعل غير آبه بالناس وغير مهتم بهم وأمامه طريقان :
    * إما أن يعيش حالة النفاق هذه وبالتالي فلن يعترض عليه أحد
    * وإما أن يعلن ردته وانسلاخه من الدين وهذا أمامه خياران :
    * أن يحضروا له أهل المعرفة والشأن وبالتالي يقيمون عليه الحجة ويظهرون له ما كان يجهل من الإسلام العظيم وبالتالي يرجع عن قناعة ثابتة ومثله مثل من كان يعيش في سراديب الظلام حتى كُشف له ضوء الشمس وبالتالي فلن يفيده الإنكار لأنه عرف الحق وتيقن منه كما يرى نور الشمس ولا ينكرها
    * وإما أن يعاند بعد هذا كله مع إقامة الحجة عليه وتوضيح المحجة له وبالتالي هو لا يحترم عقله وإنما ينقاد لهواه وما نحن عليه بوكلاء ..

    وكما ترى أيها الفاضل فمسألة إقامة حد الردة ليست مباشرة يعني بمجرد أن يقال لإمام أو قاضي المسلمين فلان ارتد فيمسكونه ويضربون عنقه ، وإنما المسألة تكون بحوار هذا الشخص وتبيين طريق الحق له بما لا يستطيع أن ينكر وبالتالي ليخلص من هذا الأمر إما أن ينافق وإما أن يلقي بيده إلى التهلكة وإما أن يقتنع والقناعة حتمية لا محالة إلا أن يعترضها الهوى ودسائس النفوس ...
    واللهِ لَوْ عَلِمُوا قَبِيحَ سَرِيرَتِي....لأَبَى السَّلاَمَ عَلَيَّ مَنْ يَلْقَانِي
    وَلأَعْرضُوا عَنِّي وَمَلُّوا صُحْبَتِي....وَلَبُؤْتُ بَعْدَ كَرَامَةٍ بِهَوَانِ
    لَكِنْ سَتَرْتَ مَعَايِبِي وَمَثَالِبِي....وَحَلِمْتَ عَنْ سَقَطِي وَعَنْ طُغْيَاني
    فَلَكَ الَمحَامِدُ وَالمَدَائِحُ كُلُّهَا....بِخَوَاطِرِي وَجَوَارِحِي وَلِسَانِي
    وَلَقَدْ مَنَنْتَ عَلَيَّ رَبِّ بِأَنْعُمٍ....مَا لِي بِشُكرِ أَقَلِّهِنَّ يَدَانِ

  4. افتراضي

    ولو سلمنا جدلاً أنه لم يقتنع ويريد أن يغير دينه فأمامه عدة خيارات :
    * إما أن يعتنق اليهودية وهذا مرفوض لأن هذه الديانة باطلة وبالتالي يقوم أهل الشأن والمعرفة -أهل العلم- الذي ذكرتهم أعلاه بتبيين أوجه بطلان هذه العقيدة -اليهودية- وبالتالي يقيمون عليه الحجة ويكشفون له بطلانها
    * وإما أن يعتنق النصرانية والكلام هنا يقال كما قيل أعلاه تماماً فيقيمون عليه الحجة ويظهرون له بطلان النصرانية وتحريفها كما جاء في الكتاب المقدس نفسه !
    * وإما أن يعتنق الديانات الضالة كالبوذية والكنفوشية وغيرها من الديانات الوضعية التي يغني بطلانها عن إبطالها وهذا مرفوض بإجماع العقلاء لعدم عقلانية هذه الأديان المرة مع قيام أهل الشأن والمعرفة بتبيين أوجه بطلان هذه الديانات والطقوس الغريبة والعجيبة والتي تمجها العقول السوية والفطر النقية والنفوس الأبية !!!
    * وإما أن يتجه إلى الإلحاد كخيار أخير فيقال لهذا :
    هل يوجد حد في الإلحاد ؟؟
    وللرد على هذه النقطة بالتحديد أدعوك لقراءة هذا الموضوع للدكتور الفيزيائي عبد الواحد عفا الله عنه وسدده
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=33496
    واللهِ لَوْ عَلِمُوا قَبِيحَ سَرِيرَتِي....لأَبَى السَّلاَمَ عَلَيَّ مَنْ يَلْقَانِي
    وَلأَعْرضُوا عَنِّي وَمَلُّوا صُحْبَتِي....وَلَبُؤْتُ بَعْدَ كَرَامَةٍ بِهَوَانِ
    لَكِنْ سَتَرْتَ مَعَايِبِي وَمَثَالِبِي....وَحَلِمْتَ عَنْ سَقَطِي وَعَنْ طُغْيَاني
    فَلَكَ الَمحَامِدُ وَالمَدَائِحُ كُلُّهَا....بِخَوَاطِرِي وَجَوَارِحِي وَلِسَانِي
    وَلَقَدْ مَنَنْتَ عَلَيَّ رَبِّ بِأَنْعُمٍ....مَا لِي بِشُكرِ أَقَلِّهِنَّ يَدَانِ

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. أنهم لا يريدون حرية المرأه انهم يريدون حرية الوصول للمراه حرية الغرب
    بواسطة ( محمد الباحث ) في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 83
    آخر مشاركة: 10-28-2014, 06:15 PM
  2. حرية الاعتقاد و مشكل حد الردة
    بواسطة متعلم أمازيغي في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 86
    آخر مشاركة: 06-04-2014, 07:53 PM
  3. نقاش مسألة حرية الإعتقاد, حرية التعبير عن الرأي و حد الردة
    بواسطة رائد الخير في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 60
    آخر مشاركة: 11-03-2012, 05:57 PM
  4. حروب الردة و حرية العقيدة ...
    بواسطة قبلت الإسلام ديناً في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 05-01-2011, 09:48 PM
  5. تعليقات: agnostics اللا أدريه في القبر :لا دريت لا دريت لا دريت
    بواسطة حياوي في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 07-16-2009, 10:36 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء