كان الناس جلوسا في المقهى الفسيح يتسامرون ويرتشفون القهوة ويدخنون السجائر. كانت الموسيقى الهادئة تسري في المكان وتضفي على جنباته مسحة من المتعة العابرة. فجأة قطع صوت رنين قوي أحاديث الحاضرين, إنها الأصوات التي تصدرها سيارات الإسعاف أو الشرطة, لكنهم سرعان ما عادوا إلى ما كانوا فيه من لهو, ثمّ اقتحم رجل إطفاء البهو وهو يصرخ: "النار.. النار.. فلتخرجوا بهدوء, فإن النار شبّت في الطوابق العلوية.." التفت إليه الجمع التفاتة رجل واحد, وقد هبوا من أماكنهم, ولم يحتاجوا إلا إلى لمحة حتى يتثبتوا من حال المُخْبر وليتصرّفوا وفق ما يقتضيه الخبر.
سؤالي لكل ملحد هو:
- هل تبقى في مكانك تتلذذ بالقهوة لو كنت شاهدا على مثل هذه الواقعة؟
- هل ستقول: أنا لم أر النار, ولم أشم الدخان, ولم أحصل على دليل مادي علمي منطقي يزيل عني كل الشكوك؟
- هل ستبدأ بالاستشهاد بالنظريات الفيزيائية والفروض العلمية على موقفك الذي يخالف ما أجمع عليه الناس من تصديق الخبر الذي تواترت القرائن على صدقه؟
- وهب أنك فعلت ذلك كله, فلأي سبب ياترى؟
Bookmarks