محمد يدخل على مصطفى مكتبه قائلاً : كيفك يامصطفى عامل ايه !؟ انا فضيت شويه قولت اعدى عليك " ازورك " واشوفك عامل ايه ؟
مصطفى : بخير يامحمد ، انت عامل ايه ؟
محمد : الحمد لله بأحسن حال ، ها مش عايز تسألنى النهارده عن حاجه !؟ لانى مش فاضى خالص النهارده بعد ساعه فقولت اعدى عليك النهارده اشوفك واطمئن عليك .
مصطفى يغلق الباب ويقول له : طبعاً عندى اسئله كثير جداً ومنها: ربنا جل وعلا خلقنا وخلق الكون كله بس ايه الحكمه من ذلك ؟.
محمد : الجواب من اجل ان تعبده .
مصطفى : طيب وهو ربنا يحتاج للناس تعبده ؟، بمعنى اصح محتاج لعبادتهم ليه ؟.
محمد : الله غنى عن العالمين واسمح لى اوضح لك الجواب بالتفصيل فى النقطه دى ، اولاً يامصطفى انت بعبادتك لربنا مش بتغنى ربنا سبحانه فهو غنى عن العالمين ، لكن بعبادتك دى بترزق فى قلبك تقوى منه ، فبتكون دائماً عايش فى الدنيا خائف من عقابه وبترجو ثوابه بترجو رحمته جل وعلا ، فيتحقق لك فى الدنيا السعاده الروحانيه طالما انك مخلص لله جل وعلا ، وهذه السعاده بتظهر على الجسد فيبدأ يعيش الانسان سعيد فى الدنيا مثاب فى الاخره فيتنظم حياته كلها ويستقيم فى الدنيا ويثاب على استقامته فى الاخره ، تمام كده فهمتنى ؟ .
مصطفى :فهمتك بس فى برضه سؤال مهم جداً ، طيب ليه ربنا خلقنا من الاساس وخلق الكون كله ؟ .
محمد: ببساطه الملائكه سألو سؤال مشابه لسؤالك لما ربنا جل وعلا خلق سيدنا ادم عليه السلام وقال الله تعالى فى كتابه الكريم
وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون ) سورة البقره . شوف يامصطفى الجواب كان ايه رغم انهم بيعبدو ربنا خلقو للعباده فقط ومنهم من بستغفر للمؤمنين ومنهم من مكلف بحفظ اعمالنا وكتابتها ومنهم من هو مكلف بأخذ الارواح فشوف ربنا سبحانه وتعالى قال
إني أعلم ما لا تعلمون ) سورة البقره ، وهذا كان رد الله سبحانه وتعالى على الملائكه لما خلق البشر رغم انهم يعبدونه حق عبادته لكن ربنا سبحانه وتعالى له حكمه فى كل شىء قد تعلم منها البعض والا تعلم الاخر لضعفك انت ولعدم قدرتك على معرفتها واستيعابها ، فالمؤمن الحق بيعرف ان الله جل وعلا له حكمه فى كل شىء فلو عرفها فهذا علم جميل نافع يجعل العقل يتدبر اكثر واكثر ولو جهلها بيؤمن بإن فى حكمه لكن بحكمة ربنا ايضاً وعلمه اخفيت عن الانسان وسؤالك ده من هذا القبيل ، فانت مثلاً سؤالك بيشبه سؤال واحد ليه السماء فوقنا مش تحتنا ! وليه الارض مش فوق ! وليه فيه فضاء فوق ومفيش فضاء فى باطن الارض فيه نجوم برضه وكواكب ! فهذه اسأله من هذا القبيل لاتعرف الحكمه فيها الا انك بتسلم تماما ً من خلال الحكم الى ظهرت ليك ان الى الحكيم بهذه الحكمه الكامله سبحانه يوجد له حكمه فى ما لم يبدو لك ولكنك بتؤمن بيها حتى لو معرفتهاش ، فانت عرفت الغايه من الخلق العباده والغايه من العباده التقوى فهذه حكم برضه كشفت ليك وليا وللمتدبرين فى ايات الله جل وعلا فلو معرفتش حكمه اكبر فده لاسباب وضحتها لك فى كلامنا ، وتعرف يامصطفى ان اغلب الملحدين والـ لادينين بيتصورو ان ربنا جل وعلا انسان وبيقسوه بالبشر ! بيعترضو على احكامه ! وبيعتقدو ان ليهم الحق يناقشو قضائه فى عباده ونسيو بشريتهم المهينه الضعيفه ومجيئهم من منى وبويضه ! ونسيو برضه مرضهم وشكلهم وهما مرضى ! ، فربنا سبحانه وتعالى ليس كمثله شىء وهو السميع البصير ، لايسأل عما يفعل لكمال حكمه فهو ليس كالبشر حكمه نابع عن حكمته وعلمه وكلما تقدم الزمان والبحث تجد ذلك فى كتب العلماء المنصفين مش الى بيرضو غرائزهم وبيكرهو الحق ! ابداً تجد المنصف حتى لو كافر بالاسلام بينصف فى حكمه ويقول الحق ، فعلى سبيل المثال ! الانسان بعقليته القاصره لما تيجى تعدم امامه قاتل ابيه وتموته يقولك حكمك بشع فى الناس ويطالب بأنه مثلاً يسجن طوال حياته ولا يقتل او يطالب انه مش فعل انسانى حتى لو الانسان ده ظالم !! ورغم ان القاتل ده لو قتل اعز من يحب فهتلاقيه يقول اشنقوى علقوه اربطوه !!!!! فهو ده الانسان ان حكم الكون بعشوائيته يدمر نفسه ويدمر من حوله ! فلازم من خلق الكون ويعرف كيفية الخلق هو من ينظم للخلق شئونهم وينظم لهم دنياهم وحياتهم على قوانين ثابته لازم يتبعها البشر ولا يلفو ولا يدورو ويتحايلو عليها والا هيظهر خلل ! تمام يامصطفى !؟
مصطفى : تمام ، انا بعد ما ناقشتنى حسيت انى اقتنعت اقتناع شديد بوجود الله ، لكن محتاج اسمع اكثر عن الرسل ، انت طبعاً تعرف يامحمد الـ لادينيه وانهم مبيعتقدوش بالرسل ، فنفسى اعرف ايه ردك على معتقدهم وايه الصح وايه الغلط فى كلامهم !.
محمد : سؤالك بيأكد لى تطور حالك تدريجياً بالتفكير الحقيقى للوصول للحق ، اوعى تفتكرنى تطورى من فصيلة القرود ههههههه .
مصطفى : ههههههههه ، فى سره قائلاً " كنت قرد وانا مش دارى " كمل يامحمد !.
محمد قائلاً : سمعت كلمة دارى فى نهاية كلامك وانت سألت عن الـ لادينيه وهبدأ اتكلم عنهم بأختصار يامصطفى ، بص ياعم الموضوع ببساطه هو ان الناس دى حبت تلعب فى خط النصف ولاتخسر الاخره ولا تخسر الشهوات ! ، ناس منطقها عجيب بمعنى انهم يمكرون ولكن سبحان من لايخفى عليه كل شىء ، ففى الاسلام من لم يؤمن بالرسل جميعاً وانهم دينهم واحد وهو الاسلام فقد كفر بهم جميعاً ولو حتى آمن بكل الانبياء وكفر بواحد فهو كافر بالكل ، اولاً يامصطفى الله جل وعلا حكيم وحكمته انت لما كنت بتفكر بالتفكير الالحادى وتركته لانك بتسأل عن الـ لادينيه ، فالملحد لانه لايؤمن بالله فهو لايرى حكمته فى خلقه ! ويرى ان كل شىء صدفه ! مع ان لو واحد كله قلم على قفاه وقاله صدفه هيشد فى شعره ههههههههه ، المهم انت الان بترى حكمة ربنا لانك بدأت تفكر فانت الان بترى الكون امامك فيه من الاثار والادله ما تبهر العيون ، فينكرها الملحد بغبائه ! ويقول فين انتو بتضحكو عليا!! ولو نظر الى ابسط شىء امامه من الذباب لرآى ما يبهر العقول فى خلق الذباب وكذلك اعلى قليلاً فى الطيور والدواب الى ان تصل الى الانسان نفسه بجسمه الذى خلق بتركيب بديع وانسجام بين كل الاعضاء لاتمام وظائف محدده مرتبه يبهر بها كل باحث طبيعى او عالم له باع فى العلم ، فلو جلست احصى لك نعم الله لن انهيها ولن احصيها ، فمن خلال ما ترى من ابداع خلق الله جل وعلا ، لابد ان يكون هذا الابداع يقابله غايه حكيمه ، بمعنى ان لو فى انسان بيوضب شقه وبيجهزها على اعلى مستوى فبيجيب الفرش والاثاث من افخم المحلات وفجأه عرفت انه هيسكن الشقه دى لناس همج يكسرونها ويحطمونها ويضعون فيها حشرات ومواد غير نظيفه فى استعمالهم يبقى الانسان ده حكيم ولا مش حكيم لما يعطى شقته الى على اعلى مستوى لناس همج !! ، ولله المثل الاعلى فلأن ربنا جل وعلا حكيم فى خلقه وابداعه فى خلقه سبحانه وتعالى يستحيل انه يعطى الكون للأنسان ليرتع فيه ويكسر فيه ويعيش حياه عشوائيه ! ويقول انا حر ! فهل ده منطق يعتقده انسان فى ربنا سبحانه وتعالى !!!؟ .
مصطفى : لاطبعاً ، فلأن الكون بالحكمه دى والابداع ده يستحيل ان الغايه من الخلق تكون همجيه وعشوائيه ! .
محمد : ممتاز يامصطفى ،طيب لو قلت لك ان الانسان ده فى حياته ميقدرش يشوف ربنا سبحانه وتعالى لان الانسان قدراته متأهلوش لذلك فى الدنيا ، لكن خليك فاكر ان فى حكمه من الخلق واوامر لازم ينفذها المخلوقين لتنفيذ الحكمه الى اتفقنا انها حكيمه جداً جداً لدقة الخلق الى انت تراه فى الكون ، يبقى بالتالى ربنا سبحانه وتعالى هيرسل لنا الى يعلمنا ، بس مينفعش الا انه يكون مننا علشان يفهمنا وفى نفس الوقت يكون افضل قومه وبرضه فى نفس الوقت يهيأ فيه ربنا سبحانه وتعالى بعض القدرات الى تتيح له انه يستقبل تكليفاته واوامره لعباده لاننا اتفقنا ان الكون خلق لحكمه وغايه حكيمه صح الكلام ؟ .
مصطفى : صح .
محمد : وبكده يبقى ربنا برضه لحكمته فى خلقه يكون عادل معاهم لانه خلقهم ومتركهمش جاهلين او تايهين بيقتلو فى بعض بدون هدف والدليل على كلامى فى عشوائية الالحاد وفلسفته ! شوف الحروب الدمويه العالميه الاولى والثانيه ! الى قامت بعد ثوره علميه وصناعيه فى اوربا ! مع ضرب الدين بالكليه وابعاده عن اى شىء فى الحياه وبسبب الرغبات الاستعماريه حصلت اكبر المذابح فى تاريخ البشريه كلها فى اوربا ! ، بكده تصور معايا لو ان الكون المنظم ده على اعلى مستوى وجمال فى الخلق يعيش فيه همج من غير ما يعرفو الحق فين والضلال فين او الخير فين والشر فين الى هيضرهم وفى نفس الوقت ما يرضى الله عنهم فى حياتهم وما لايرضيه عنهم ، فهنا لازم يكون فى رسل مهمتهم تبليغ الناس بأوامر الله ونهيه لعباده عن فعل معين ، وفى نفس الوقت تكتمل الغايه الحكيمه من الخلق ، فلا يكون الكون كله منظم ويعيش فيه همجيه وبالتالى يناقض الـ لادينى نفسه من ايمانه بالله الحكيم ويجعل الغايه من الخلق غير حكيمه ! .
مصطفى : تمام ............
يدخل احد عمال الشركه ويطلب من محمد الذهاب للمدير !.
محمد : طيب اسيبك انا بقه ونكمل بكره إن شاء الله ، ياله عايز حاجه منى !؟
مصطفى : كنت عايزك تكمل بس بسيطه بكره قريب اوى ...
محمد : سلام يامصطفى .
مصطفى : سلام .
Bookmarks