صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 16 إلى 28 من 28

الموضوع: رائعة ابو الوفاء الحنبلي في مسألة الحكمة من التعذيب الأبدي !

  1. #16

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملحد عنيد مشاهدة المشاركة
    جواب ركيك يمكن نقضه بمثله، الإنسان كلما كبر سنه وزاد علمه وحكمته قل غضبه وازداد حلمه، فالله أحق بأن يكون حليماً لا يغضب، وما يدفعه للغضب أصلا ما دام لا ينقص في ملكه عصيان عاص ولا طاعة مطيع؟ فالغضب صفة نقص وقصور أصلاً لا تجتمع مع صفات الكمال والحكمة والرحمة والحلم.

    وأما إن لم يعجبكم هذا فأقول: فكما أن غضب الله شديد لا يقاس بغضب مخلوق فكذلك رحمته لا تقاس بما سواها، فنقضت هذه ذاك وعاد غضبه توبيخاً لطيفاً.
    إذا ما أغضبتَ صديقِِ لك..أطردك من حياته
    إذا ما أغضبتَ رئيسك في العمل..أطردك منه (أي العمل)
    إذا ما أغضبت رئيس دولة..أطردك من الدنيا
    وإذا ما أغضبتَ الله..أطردك من رحمته..فلا يبقى هناك مجال للحديث عن رحمة الله الواسعة لأنك حينها تكون قد خرجتَ منها..
    يعني كما لاحضتَ كلما علا الشأن إلا واشتدت العقوبة ولله المثل الأعلى..وبما أنكم لم تقدروا الله حق قدره..فلن تقدروا غضبه ولا عذابه..{ وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ }..
    التعديل الأخير تم 04-26-2012 الساعة 09:37 PM
    التعقيد في الفلسفة عقيدة، يُحرَّمُ الإقتراب منها بالتبسيط أو فك الطلاسم.
    والتبسيط في الفلسفة خطيئة، بها يَنكشِفُ المعنى السخيف -لبداهَتِهِ أو لبلاهَتِهِ- المُتخفِّي وراء بهرج التعقيد وغموض التركيب.

    مقالاتي حول المذاهب والفلسفات المعاصرة


  2. #17

    افتراضي

    بارك الله فيك يا أخ متوكل جواب سديد
    وعذرا على التطفل شيخنا أبا عثمان
    مجموعة ورينا نفسك على الفيسبوك
    مدونتي

  3. #18

    افتراضي

    رَجلٌ سمى نفسه معاندا و ألحد عن سبق إصرار فماذا ترجو منه ؟
    من أول خطوة فضح معتقده و اعترف بعناده , أظن بأن النقاش مع هذا هو أشبه بتعليم الشطرنج لقرد .
    الكُفْرُ يُعْمي و يُصِم

  4. #19

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة متوكّل مشاهدة المشاركة
    إذا ما أغضبتَ صديقِِ لك..أطردك من حياته
    إذا ما أغضبتَ رئيسك في العمل..أطردك منه (أي العمل)
    إذا ما أغضبت رئيس دولة..أطردك من الدنيا
    وإذا ما أغضبتَ الله..أطردك من رحمته..فلا يبقى هناك مجال للحديث عن رحمة الله الواسعة لأنك حينها تكون قد خرجتَ منها..
    يعني كما لاحضتَ كلما علا الشأن إلا واشتدت العقوبة ولله المثل الأعلى..وبما أنكم لم تقدروا الله حق قدره..فلن تقدروا غضبه ولا عذابه..{ وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ }..
    إن رئيسك في عملك ودولتك ما غضبوا منك إلا لنقص يلحق بهما من جراء أفعالك وخوفهما من ذلك والله لا يلحقه نقص من أفعال عباده ولا يخاف من شيء فليس محتاجاً إلى الغضب. فيستطيع الله أن يعاقب بما يُستحق دون غضب يخل بعدله ورحمته وحكمته. أضف إلى ذلك أن الناس وكما أنهم يعيبون التقصير في العقاب فإنهم يعيبون التمادي فيه، فإنهم إن رأوا شخصاً يلقى الناس منه أشد العقوبات على أتفه الأسباب فإنهم يذمونه ويتهمونه بقلة العقل.

  5. #20
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    2,598
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي

    لا يوجد ذنب حرمه الله الا لغاية و سبب جهلناهما او علمناهما، و يكفيك ان تعلم انه ذنب لا يريده الله فتمتنع و قد وصلك التحذير و خبر العقوبة، فان انت ابيت الا ان تذنب و تعارض رغبة الله فتحمل العقوبة التي تعلم، فالذنب معلوم تحريمه و العقوبة معلومة ماهيتها فلا حجة لأحد على الله.
    ن رئيسك في عملك ودولتك ما غضبوا منك إلا لنقص يلحق بهما من جراء أفعالك وخوفهما من ذلك والله لا يلحقه نقص من أفعال عباده ولا يخاف من شيء فليس محتاجاً إلى الغضب. فيستطيع الله أن يعاقب بما يُستحق دون غضب يخل بعدله ورحمته وحكمته. أضف إلى ذلك أن الناس وكما أنهم يعيبون التقصير في العقاب فإنهم يعيبون التمادي فيه، فإنهم إن رأوا شخصاً يلقى الناس منه أشد العقوبات على أتفه الأسباب فإنهم يذمونه ويتهمونه بقلة العقل.
    انت ملحد منكر لوجود الله، بأي صفة تعلق على مواضيع تخص رحمة الله و عدله؟ يعني الآن امنت انه موجود؟!
    أستغفر الله العظيم و أتوب إليه

  6. #21
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    2,598
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي

    و الله انت اصلاً غير مؤمن بوجود الله، لما تقر بوجوده بامكانك ان تناقش بصفاته، اما ان تأتي لتناقش في صفات ذات انت لا تؤمن بوجودها اصلاً هذا عبث و لعب و هذا منتدى جاد كل حوار فيه لابد ان يكون له اساس سليم و هدف... فقط اريد التعليق على هذه:
    تضارب صفاته في الأديان دليل على خطئها.
    تواتر وجوده بكل الاديان بشتى اصقاع الارض و على مر الزمن، دليل الفطرة الانسانية التي لا تدل الا على وجود الله، هذه هي الامور التي من الممكن ان تُناقش بها هنا
    أستغفر الله العظيم و أتوب إليه

  7. #22
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    1,421
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ملحد عنيد الحوار معك مضيعة للوقت هذا أولا
    ثانيا أراك تطاولت على مقدساتنا ولم تراع حق الله ولهذا فأنت موقوف غير مأسوف عليك أنت وأسمك القبيح
    واللهِ لَوْ عَلِمُوا قَبِيحَ سَرِيرَتِي....لأَبَى السَّلاَمَ عَلَيَّ مَنْ يَلْقَانِي
    وَلأَعْرضُوا عَنِّي وَمَلُّوا صُحْبَتِي....وَلَبُؤْتُ بَعْدَ كَرَامَةٍ بِهَوَانِ
    لَكِنْ سَتَرْتَ مَعَايِبِي وَمَثَالِبِي....وَحَلِمْتَ عَنْ سَقَطِي وَعَنْ طُغْيَاني
    فَلَكَ الَمحَامِدُ وَالمَدَائِحُ كُلُّهَا....بِخَوَاطِرِي وَجَوَارِحِي وَلِسَانِي
    وَلَقَدْ مَنَنْتَ عَلَيَّ رَبِّ بِأَنْعُمٍ....مَا لِي بِشُكرِ أَقَلِّهِنَّ يَدَانِ

  8. #23
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    الدولة
    مصرى مقيم بالخارج
    المشاركات
    2,815
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    8

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مشرف 10 مشاهدة المشاركة
    فأنت موقوف غير مأسوف عليك أنت وأسمك القبيح
    بارك الله فيك يا مولانا... ولى سؤال للأخوة الأفاضل:
    - لو أن شخصاً جاء يطرح عليك قضية، ثم هو يقول لك أن لن يستمع إليك ولن يقبل حجتك مهما بلغت من قوة... فهل تناقشه ؟
    مَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ فَلْيُطِعْهُ مَا اسْتَطَاعَ
    فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الآخَرِ !

  9. #24
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    الدولة
    مِنْ أَرْضِ الرِّمَـال !
    المشاركات
    1,300
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ما شاء الله , في هذا الصباح المليح ذو نسيمٍ له فحيح , يتم طرد متعالِم انترنتي ما وجد طريقاً للتميّز الا بوصم نفسه بماديّة جافّة وحيوانيّة داروينيّة مُهينة !
    أشكر كل من شارك وعقّب وناظر وحبّر
    {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا}
    في إنتظار "ملحد حقيقي" ليعطي تفسيرات لهذه الكُبرَيات بالمنظور الإلحادي
    " الإنسانُ ليسَ مُفصّلاً على طرازِ دارون , كما أنّ الكونَ ليسَ مفصّلاً على طرازِ نيوتن " بيجوفتش

  10. #25
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    المشاركات
    189
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    يا إخوان بارك الله فيكم، هؤلاء لا يحتاجون إلى محاججة ولا إلى مناظرة ولكن إلى موعظة تقرع الواحد منهم على أم رأسه! ولا يحسبن أحدكم أن اعتراف هذا التافه بأنه "عنيد" يجعله أشد عندا من أقرانه ممن كانوا ولا يزالون إلى الآن باقين على إلحادهم في هذا المنتدى وغيره يتشدقون بمثل ما ترون من الهراء والسفسطة المحضة!
    تأمل قول صاحبنا "العنيد":
    فيستطيع الله أن يعاقب بما يُستحق دون غضب يخل بعدله ورحمته وحكمته. أضف إلى ذلك أن الناس وكما أنهم يعيبون التقصير في العقاب فإنهم يعيبون التمادي فيه، فإنهم إن رأوا شخصاً يلقى الناس منه أشد العقوبات على أتفه الأسباب فإنهم يذمونه ويتهمونه بقلة العقل
    قلت نقض المسكين شرطه من حيث لا يدري. يقول "يستطيع أن يعاقب بما يستحق دون غضب يخل بعدله ورحمته وحكمته" فمن أين له الزعم بمعرفة مقدار الغضب الذي لو زاد عليه لاختلت تلك الصفات لديه - مثلا - أو العلم بأن مطلق الغضب يخل بكمال هذه الصفات أو يرجع عليها بالنقص (كما يتقلب هو وأمثاله من المكابرين بين الزعمين)؟ بل الكمال كل الكمال والحكمة كل الحكمة عند كل عاقل لم يطمس الإلحاد عقله = أن ينزل الرضا في موضعه والغضب في موضعه فلا يجعل أحدهما حيث ينبغي أن يكون الآخر! فإنما الحكمة وضع الشيء في محله! فكم مرة تحسبون يا إخوة - بارك الله فيكم - أن هذا المجرم وأمثاله قد وقفوا على مثل هذا الكلام وما هو أظهر منه وأشد جلاء مما لا يماري فيه عاقل لديه ذرة مروءة وصدق في طلب الحق؟
    هم يريدون إلها على المزاج! إلها على الهوى! يسمح لهم بأن يسبوه كما يحلو لهم، وأن يعصوه كما يحلو لهم، وهو لا يطلبهم في شيء ولا يكلفهم شيئا أصلا، وإنما يخلقهم في الأرض للتنعم والتلذذ والغرق فيما يشتهون! يريدون ربا خلق السماوات والأرض ومن فيهما، ثم ارتضى لنفسه العلية أن تُسَب وتهان وتجحد حقها في التعظيم والإجلال من قبل مخلوقات حقيرة لا تزن في ملكه كما يزن جناح البعوضة في ملك أحدهم وهي مع هذا تتكبر وتغتر وتتعالى على خالقها، تظن أن بوسعها أن تحاربه وأن تتحداه فيما أراد وفيما حكم، فإذا ما مات أحدهم ووقف بين يدي ذلك الرب يوم البعث والحساب، توقع ألا يجد منه إلا المحبة والسلام والرضوان لأن رحمته أكمل له من الغضب كما يزعم هذا التافه! أمثل هذا يقال له حكيم أو عادل أو حتى رحيم؟ تعالى الله عما يصفون علوا كبيرا! ألم يمهلكم يا هؤلاء سنين عددا، ألم يصبر بالغيب على أذاكم وإجرامكم وأنتم لا تزيدون إلا تماديا فيه وإغراقا؟ ألم يسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ويخبركم بعقوبة ذاك الكبر والعناد والغرور المحض عنده؟ فكيف يشترطون في خالقهم حتى يعبدوه أن يسوي بينهم - إن هم أطاعوه وخضعوا لما أرسل به رسله - وبين من اتخذوا من سبه والحط عليه ومحاربة أولياءه "راسلة حياة" وأبوا إلا أن يموتوا على وصف رب البرية سبحانه وتعالى بأذم الصفات وأحقرها؟
    يا إخوان هؤلاء الملاعين لا ينقصهم دليل من العقل ولا من غير العقل، هؤلاء ينقصهم من الصدق والمروءة والتواضع للحق ما يحملهم على قبوله والخضوع له والتسليم به حتى وإن كرهوا ما ستكون عليه حياتهم إن هم أخضعوها له إخضاعا! هذا الذي يقول إن الله ظلمنا بأن خلقنا مستخلفين مكلفين ولم يخلقنا منعمين مرفهين، وكأن له أن يشترط على صانعه أن يخلقه كما يهوى هو ويريد، لا كما قضت حكمة الصانع فيما يصنع! وذاك الذي يقول إنه يظلمنا بسلب هذه النعمة أو تلك أو حرمان بعضنا منها، وهو يعلم أنه سبحانه ما وهبنا إياها أصلا إلا تفضلا منه ومنة لا حقا لنا عليه قد اكتسبناه فوجب لنا! وذاك الذي يقول إنه قد ظلم بعض مخلوقاته بأن عرَّضها للشر والألم الشديد من غير أن "يظهر لنا معاشر المخلوقين الناقصين علما ودراية" وجه ذلك وحكمته وسببه في علم ربنا، وكأن من شروط الإيمان به وبحقه في خضوع العباد له أن يعرفهم بكل صغيره وكبيرة من حكمه وغاياته وأوجه رجحان الخير على الشر في جميع مفعولاته، فيكون لهم ما له من كمال العلم والحكمة! وذاك الذي يقول لو لم يخلقنا أصلا لكان خيرا لنا، وآخر يشترط على ربه أن يكون طريق المعرفة بوجوده سبحانه هو الحس المباشر فلا يكون غيب ولا تغييب ولا رسل ولا امتحان على الإيمان ولا شيء من ذلك أصلا، وآخر يكره فكرة أن تكون سريرته مكشوفة لخالقه فلا يخفى عليه شيء فيها، بل يشترط عليه حتى يؤمن به ألا "يتدخل" في حياة الناس وكأنه كان خارجا عنها غير خالق لها ولكل حدث فيها، إلى آخر تلك الاعتراضات الصبيانية التافهة التي سئمناها ومللنا من اجترارهم إياها أشكالا وألوانا... هذه كلها ونحوها ألوان من الكبر والإباء المحض، وليست جهلا حتى نتلمس السبل في تعليم أصحابها ما يجهلون لعلهم يعقلون!!
    من أنت يا تافه يا حقير حتى تقول:
    أضف إلى ذلك أن الناس وكما أنهم يعيبون التقصير في العقاب فإنهم يعيبون التمادي فيه، فإنهم إن رأوا شخصاً يلقى الناس منه أشد العقوبات على أتفه الأسباب فإنهم يذمونه ويتهمونه بقلة العقل
    من أنت ومن تظن نفسك يا عدو نفسك حتى تحكم على جريمة الكفر والشرك بأنها "سبب تافه" يوصف من يشدد عقوبته بمثل ما تقول، قطع الله لسانك؟ من أنت وأي علم كامل هذا الذي تدعيه لنفسك حتى تنازع ربك العليم الحكيم فيما قدر من عقوبة لتلك الجريمة أو غيرها وتقول هذا تقصير وهذا تمادي؟ أما عقلت كما عقل العقلاء أن الإصرار على البقاء على الكفر والشرك حتى الموت حقيقته بالعقل المجرد، من بعد قيام الحجة الرسالية = الإصرار على إهانة وتحقير الخالق سبحانه وتعالى وتقدس اسمه وعلى جحده حقه؟ نعم الرب غني عن عبادة تلك الحشرة الوضيعة التي لا تزن شيئا في ملكوته، ولكن لهذا السبب تحديدا، عظمت جريمة تلك الحشرة في حق خالقها ورازقها حتى لم يُتصور من المخلوق جريمة أشد منها، فاستحقت أشد ما يتصوره العقل من العقوبة، واستحقت أن يغضب بسببها الرب فوق ما يغضب من غيرها! فمن منكم يا هؤلاء له أن ينازع خالقه حقه فيما قدَّر لنفسه من العقوبة والانتقام - بغير ظلم ولا عدوان - ممن أبى واستكبر عن الخضوع له من بعد ما جاءته البينات؟ والله لو قدرتم خالقكم حق قدره، لعظمت نعمه سبحانه في أعينكم، ولعظمت في أعينكم جريمة جحده حقه في شكرها واتخاذ غيره ندا له فضلا عن إنكار وجوده بالكلية! ولكنه الطمس على العقول والآذان والأبصار، نسأل الله العافية! فإن القلب إن أوصد وأحكِم عليه القفل وأوثق وثاقه في الكبر والعناد، فوالله لا يؤمن ولو أتوه بالشمس عن يمينه والقمر عن شماله، ولو رأى الله جهرة، بل والله ما تزيده آيات القرءان إلا كفرا وعنادا ((وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ)) [التوبة : 125] ترى الآية الواحدة تتلى فتزيد من إيمان من صدق في اتباع مقتضى العقل الصريح بإزاء ما جاء به المرسلون، وتزيد - هي نفسها - من كفر كل مكابر عنيد أبى إلا أن يتخذ السفسطة والجحود دينا! فسبحان الذي أقسم بالنفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها!
    إنني أكتب هذا الكلام كما كتبت من قبله غيره، وأنا أدري أن الملحد العنيد هذا وغيره ممن هم على شاكلته، لا يقرؤون هذا الكلام - إن صبروا أصلا على قراءته - إلا وهم ساخرون متهكمون، يستحضر الواحد منهم في نفسه صورته وهو مضطر للصلاة خمس مرات في اليوم والليلة، ولغض بصره وكف فرجه عما يشتهي من نسوة يراهن هنا وهناك ممن لسن له بحق، وحمل نفسه على ترك هذا وذاك مما يحب ويهوى وقد علم أن الإسلام جاء بتحريمه، وحمل نفسه على القيام لصلاة الفجر كل يوم وهي كارهة، وعلى الاستماع لإمام يخطب في المسجد هنا أو هناك في كل جمعة وإن لم يعجبه ما يسمع، وحمل نفسه على الطاعة والخضوع للأمر والنهي يأتيه على بشر مثله يفتيه ويقول إنه قد تعلم من نصوص الوحي ما يؤهله للاستنباط والنظر والتوقيع عن رب العالمين، وحمل نفسه على التسليم بالغيب ما صح خبره واستقام مصدره المعرفة به وإن كان يرى عجز عقله عن تصور ذلك الغيب أو قياسه على شيء مما يرى، وحمل نفسه وتدريبها على النزول على مراد ربها وهي خاضعة راغمة وتدريبها على ذلك، كل هذه المعاني (التي هي مقتضى قبول الحق وهي حقيقة الإسلام) والله لا يرتضيها إلا من يرحمه الله ويشرح صدره! فإن كرهها واستكبر عنها، فلتكتبوا له ما شئتم من حجج وبراهين فلا والله لا يؤمن ولا يقبل ولا يقنع بما معكم مهما كتبتم!
    أتحسبون أن السبب في طول جدال الملاحدة وكثرة شبهاتهم وتشعبها عند فلاسفتهم الكبار - ومن تبعهم من أولئك الأقزام عندنا - أن الحق في أمثال تلك المسائل كان خافيا عليهم، فاحتاج الأمر إلى بيان وتحرير وإقناع ومناقشة ومباحثة وكذا؟ كلا والله! وإنما هو هذا الصنف من العناد والاستكبار والهوى المحض الذي ترون آياته ونماذج منه ههنا، وإن جاء صاحبه بدعاوى الموادعة والملاطفة والتواضع والجهل بالحق ومظانه وطلب الوقوف على أدلته (زعموا)! هذا مبتغاهم في الحقيقة: يجب أن يظل الجدال مفتوحا متشعبا متناثرة أطرافه، يجب أن يستطيل ذيله وأن يتسع الكلام فيه ويتكاثر فتصير الفروع والشعاب أضعافا، يتفرع عن كل منها فروع وشعاب أخرى تتضاعف وتتنامى حتى لا ينتهي ذاك "الحوار" والجدال أبدا، وما كل هذا إلا ليظل الواحد من أولئك المجرمين يتخذ من مجرد استمرار ذلك الجدال بين أصحابه درعا نفسيا يحسب أن فيه تسويغا مقبولا لبقائه على كبره وعناده وإصراره! إن المتابع لفلسفة الملاحدة - لا سيما المعاصرين منهم - ليرى بجلاء كيف يتفنن الواحد منهم في الرد واختراع الاعتراضات الجديدة أشكالا وألوانا - من عينة ما ينقله هؤلاء الببغاوات عندنا - لا لشيء إلا ليظل الحوار والجدال مفتوحا بدعوى أن الحق لم يظهر بعد وأن الحجة لم تقم وأن الأمر ما زال وسيظل يحتاج إلى مزيد من الإقناع والبيان ودفع الاعتراضات والشبهات، كل هذا لأن المجرم من هؤلاء يرجو أن يكون بموقفه هذا على شيء ذي بال، فلعل رجلا مثل برتراند راسل - على سبيل المثال - كان يحسب أن يجد لنفسه مسوغا نفسيا في انتظار الموت وهو كافر بخالقه وبما جاء به المرسلون، حتى إن جاء يوم وبعثه ذلك الخالق من قبره وسأله، قال له (كما روي أنه قال في غير موضع): "آسف يا رب، فلم أجد من الأدلة ما يكفي للتصديق بوجودك"! هم ما يريدون إلا إيهام أنفسهم المريضة بأن الحق خاف لا يظهر للوهلة الأولى، وأن من زعموا خلاف ذلك من المؤمنين جهلاء عاطفيون ضعاف العقول لا يرون ما يراه الفلاسفة العظام فلان وفلان! لهذا السبب ترى الملحد من المشتغلين بالفلسفة لا يزيد إلا جحودا واستكبارا كلما طالت سنوات ممارسته للفلسفة، ولم نسمع يوما قط عن فيلسوف ملحد معاصر كتب شيئا في نصرة الإلحاد ثم انصرف عن ذلك في آخر حياته إلى قبول الحق الجلي الواضح، وإلى اتباع خاتم المرسلين، ثم البراءة من كل ما كتب في نصرة الإلحاد ونقضه وتفنيده!" كيف وهم لم يمارسوا صنعة الفلسفة أصلا إلا ليتخذوا لأنفسهم ذريعة نفسية للبقاء على ما هم فيه من إنكار الحق الواضح والاستكبار عن قبوله حتى الموت؟
    يأتيك الواحد من أتباعهم الببغاوات عندنا وهو يدعي أنه مستعد لقبول الحق إن تبين له، ولكنه كذلك يطالبك أنت الآخر بأن تكون على استعداد لقبول الإلحاد والخروج من ملة الإسلام إن تبين لك صحة موقفه! فإن كان هؤلاء قد ارتضوا الحطّ على عقولهم التي في نفوسهم، والإصرار على الباطل البين الجلي وهم يعلمون، ثم جاءوا إلى هنا ليشبعوا هوى نفوسهم المريضة بتشعيب النقاش وتفريعه والتفنن في اختراع المزيد والمزيد من الاعتراضات الواهية المتهافتة، فنحن ما جئنا إلى هنا حتى نضيع أعمارنا وأوقاتنا معهم في تلك اللعبة العابثة! وإنما جئنا لنعظهم ونقول لهم في أنفسهم قولا بليغا، عسى أن يتعظ منهم من عقل!
    فمن أراد منكم الحق معاشر الملاحدة فليقف مع نفسه وقفة صدق قبل أن تأتيه منيته ثم يشهد بين يدي ربه على نفسه يوم لا يجدي الندم بأنه كان جاحدا مستكبرا كارها للدين لا لشيء إلا لما فيه من طاعة وخضوع وترك لكثير مما يشتهي! وإلا فلا نبالي بأي اسم سميت نفسك، وأي معرف اخترت لتتخفى من ورائه "ملحد عنيد" أو "باحث عن الحقيقة": أنت ملحد عنيد مماري لا تريد إلا إحراق عمرك وعمر مخالفك في جدال بيزنطي عقيم لا ينتهي، لعلك تجد عذرا يوم تعرض على ربك وتقول كما يقول راسل: "آسف يا رب، لم أجد ما يكفي من الأدلة"!!
    فوالله لسوف نرى وسترى وسيرى الخلق كلهم يوم الحساب أي كلمة سيقولها "راسل" يوم النشور وغيره من رؤوسكم بين يدي ربهم، وسنرى اعترافهم واعترافكم بما كنتم به اليوم تكذبون، وما هي إلا أيام تفنيها ثم يأتيك أجلك، وما تدري لعله يكون اليوم أو غدا، فانتظر إنا منتظرون!
    التعديل الأخير تم 04-28-2012 الساعة 06:32 PM

  11. #26

    افتراضي

    دررُُ نفيسة..وكأنها مرآة لنفسية الملحد..فأين العقول !
    بارك الله في شيخنا أبي الفداء..
    التعديل الأخير تم 04-27-2012 الساعة 10:25 PM
    التعقيد في الفلسفة عقيدة، يُحرَّمُ الإقتراب منها بالتبسيط أو فك الطلاسم.
    والتبسيط في الفلسفة خطيئة، بها يَنكشِفُ المعنى السخيف -لبداهَتِهِ أو لبلاهَتِهِ- المُتخفِّي وراء بهرج التعقيد وغموض التركيب.

    مقالاتي حول المذاهب والفلسفات المعاصرة


  12. #27
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    الدولة
    مِنْ أَرْضِ الرِّمَـال !
    المشاركات
    1,300
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بوركت الموعظةُ ومن حولها
    جزاكم الله خيراً ونفع بكم الأمة .
    {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا}
    في إنتظار "ملحد حقيقي" ليعطي تفسيرات لهذه الكُبرَيات بالمنظور الإلحادي
    " الإنسانُ ليسَ مُفصّلاً على طرازِ دارون , كما أنّ الكونَ ليسَ مفصّلاً على طرازِ نيوتن " بيجوفتش

  13. #28

    افتراضي

    ما أجمل ما كتبته يا أستاذ أبو الفداء ونعتب عليك ولله قلة المشاركة فى حوارات المنتدى
    مجموعة ورينا نفسك على الفيسبوك
    مدونتي

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. *الوفاء من شيم النُبلاء.. (قصة)*
    بواسطة انصر النبى محمد في المنتدى قسم الاستراحة والمقترحات والإعلانات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-27-2013, 11:18 PM
  2. جزء في مقالات أبو الوفاء بن عقيل الحنبلي :
    بواسطة سين عقيل في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 11-30-2013, 07:36 PM
  3. العذاب الأبدي بين رحمة الله وعدله
    بواسطة niels bohr في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 31
    آخر مشاركة: 04-16-2010, 02:01 AM
  4. الحكمة في القرآن (الحكمة ضالة المؤمن)
    بواسطة عساف في المنتدى قسم السنة وعلومها
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 03-04-2010, 05:17 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء