الأمر عميق يا إخواني وليس بالسهولة التي تظنون للأسف ......
أنتم تتحدثون عن
فرسان ٍجادوا بثمين أوقاتهم من أجل الدعوة بلا ثمن ولا مردود إلا
رضا المعبود عز وجل ...
هم الذين يكفيهم
دعاء الداعي وشكر الشاكر الذي اهتدى على أيديهم :
ليُنسيهم تعب الأوقات ..
وليُنسيهم عتاب الأهل والأقارب والعمل على الانشغال بالدعوة ...
وليُنسيهم عتاب مَن يأخذ عليهم تفريطهم في حق أنفسهم ماديا ًوأبنائهم وزوجاتهم معنويا ً....
وليُنسيهم تعب الأبدان في السهر والكتابة .. وتعب العيون في التدقيق والنظر ...
أشياء كثيرة قد لا تتخيلونها لأنكم لستم في مكانهم -
بعد -
هم الجنود الذين استكثروا على أنفسهم حتى أوقات الراحة :
فصرفوها في نجدة ملهوف أو هداية تائه أو دحض مغرور ..!
هم المحبوبيين الذين امتلأت صناديق رسائلهم الخاصة برسائل
الشكر تارة
والأسئلة والاستفسارات تارة أخرى ...
فوالله لا ألوم أحدهم إذا ما قرر يوما ً
الراحة التامة كالجواد الذي أتعبه السباق ....
لا ألومهم : وهم يبذلون ضعف مجهود الشيوخ والدعاة المتخصصين إذ هؤلاء الأبطال :
لهم حياتهم وأعمالهم وضغوطاتها الكثيرة ذهنيا ًوبدنيا ًوماديا ًوصحيا ً:
بجانب الدعوة !!!!..
ولعل هذا يفسر لكم أن انقطاع بعضهم يكون
كليا ًوفجأة ....
وربما بغير نية للعودة أو حتى الاقتراب أحيانا ًحتى لا
تستثار لديه مشاعر الحنين فيضعف ويعود للسباق
وأما آخر أسباب الابتعاد للأسف -
وهو أقساها على النفس - وهو يفسر أيضا الاختفاء المفاجيء وبلا عودة :
فهو
ظلم الإخوان أو
قسوتهم أو
سوء الظن بهم ..... إلى آخر هذه المفسدات على الإخوة أخوتهم ....
فيرحلون ولسان حالهم يقول :
هي سنة الحياة فيما يبدو لتجديد دماء الدعوة وظهور الفرسان الجدد !!..
أو لعل الله تعالى
يفتح له بابا ًآخرا ًمن أبواب الدعوة الأخرى ...
فاللهم احفظهم واهدنا واهدهم واهد بهم .... ووفقهم في الدين والدنيا والآخرة ...
وانزع أي خصومة من قلوبنا وقلوبهم .. واجمعنا بهم في مستقر رحمتك ....
والله المستعان ....
Bookmarks