النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: حول تواتر نقل الصحابة للقرآن

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    1,421
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي حول تواتر نقل الصحابة للقرآن

    ما زال الحديث موصولاً بالشبهات المثارة حول القرآن، والشبهة التي نخصص مقالنا هذا للرد عليها، تنصب حول تواتر نقل الصحابة للقرآن الكريم؛ فقد زعم أصحاب الشبه أن رواية القرآن لم يتوافر في نقلها شروط الرواية المتواترة، إذ إن الصحابة الذين نقلوا القرآن عن الرسول - حسب زعمهم - لم يبلغ عددهم خمسة أو ستة أنفار على أكثر تقدير. وقد دعموا شبهتم هذه ببعض الروايات التي تحصر حفظة القرآن في عهد الرسول بعدد معين، من ذلك ما ثبت في صحيح الحديث، عن أنس بن مالك ، قال: ( جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أربعة، كلهم من الأنصار: أُبيُّ بن كعب ، و معاذ بن جبل ، و زيد بن ثابت ، و أبو زيد ) رواه البخاري و مسلم . وروى ابن سعد في "طبقاته" عن الشعبي ، قال: ( جمع القرآن على عهد رسول الله ستة نفر: أُبيُّ بن كعب ، و معاذ بن جبل ، و أبو الدرداء ، و زيد بن ثابت ، و سعد ، و أبو زيد ). وفي رواية عند الطبراني ، عن محمد بن كعب القرظي، قال: ( جمع القرآن في زمان النبي خمسة من الأنصار: معاذ بن جبل ، و عبادة بن الصامت ، و أُبيُّ بن كعب ، و أبو أيوب ، و أبو الدرداء ) .

    ###كما استدلوا على شبهتهم هذه بحادثة بئر معونة، وما جرى فيها من قتل سبعين رجلاً من قرَّاء الصحابة .##################### #

    بهذه الروايات ونحوها، استدل أصحاب هذه الشبهة على أن نقل القرآن لم يتوافر فيه شروط النقل المتواتر، ورتبوا على هذا القول، أن روايات القرآن فيها اختلاف وتباين، وفي بعضها نقص، وفي بعضها الآخر زيادة، إلى آخر ما خلصوا إليه في هذه الشبهة .

    وتهافت هذه الشبهة، والرد على القائلين بها، يتبين وفق الآتي:

    - أولاً: أن القرآن كان يتنـزل على الرسول صلى الله عليه وسلم بالتدرج، وكان يُقرئه صحابته على مهل وتؤدة، كي يحفظوه ويعوه؛ ويُدل لهذا ما صح عن الصحابة أنفسهم، أنهم كانوا يحفظون العشر آيات، فلا يتعدونها وينتقلون إلى غيرها حتى يحفظوها ويعملوا بما فيها؛ فالصحابة بمجموعهم كانوا يحفظون ما ينزل من القرآن، إما تلقًيا مباشرًا من الرسول صلى الله عليه وسلم، وإما تلقًيا عن بعضهم البعض؛ ويدل لهذا ما جاء في حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه، قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُشْغَل، فإذا قدِم رجل مهاجر على رسول الله صلى الله عليه وسلم دفعه إلى رجل منا يعلمه القرآن ) رواه أحمد . وهذا الأمر شواهده أكثر من أن تحصى، يعلمها كل من قرأ في كتب الحديث، وطالع سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وسيرة صحابته رضي الله عنهم .

    - ثانيًا: أن الصحابة جعلوا القرآن في المقام الأول من عنايتهم واهتمامهم، فكانوا يتنافسون في تلاوته وحفظه وفهمه، وكان ذلك دأبهم من ليل أو نهار؛ وقد ثبت في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إني لأعرف أصوات رفقة الأشعريين بالقرآن حين يدخلون بالليل، وأعرف منازلهم من أصواتهم بالقرآن بالليل، وإن كنت لم أر منازلهم حين نزلوا بالنهار ) رواه البخاري و مسلم . بل إن الصحابة كانوا يتفاخرون ويتسابقون إلى حفظ القرآن؛ يشهد لهذا ما ثبت عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: ( لقد علم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إني أعلمهم بكتاب الله، ولو أعلم أن أحدًا أعلم مني لرحلت إليه..) رواه مسلم ؛ وهذه أم هشام بنت حارثة بن النعمان ، تقول: (.. وما أخذت { ق والقرآن المجيد } إلا عن لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقرؤها كل يوم جمعة على المنبر، إذا خطب الناس ) رواه مسلم . ومع حرص أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الشديد على تلقي القرآن منه وحفظه، فقد كان يشجعهم ويحثهم على تعلُّمه وتعليمه، فكان يقول: ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) رواه البخاري . فتسابق الصحابة إلى تلقي القرآن، ومسارعتهم إلى حفظه والعمل به أمر مستفيض عنهم، لا ينكره إلا مكابر أو معاند .

    - ثالثًا: أن من الثابت تاريخيًا أن اعتماد الصحابة في حفظ القرآن إنما كان على التلقي والسماع من الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانوا يحفظونه في صدورهم، ومن ثَمَّ كان من خصائص أمة الإسلام حفظ الصدور، فكان جُل الصحابة وفي مقدمتهم الخلفاء الأربعة، وغيرهم من كبار الصحابة، كـ زيد بن ثابت ، و حذيفة بن اليمان ، و عبد الله بن مسعود ، و أبي هريرة ، و معاذ بن جبل ، وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم، و ابن عباس ، و عبد الله بن الزبير ، و ابن عمر ، و عمرو بن العاص ، وابنه عبد الله ، و طلحة ، و معاوية بن أبي سفيان ، وغيرهم كثير من المهاجرين والأنصار، كل هؤلاء كانوا يحفظون القرآن، أو على الأقل يحفظون أكثره؛ ولا شك أن بعضًا من هؤلاء الصحابة كان أكثر قراءة وأعلى من بعض، وعلى هذا يُحمل ما جاء من الروايات التي ذكرت بعض الصحابة دون بعض؛ إذ لا يفهم من تلك الروايات أن من لم يُذكر من الصحابة لم يكن يحفظ القرآن أو شيئًا منه؛ فإن هذا لا يصدقه واقع الصحابة رضي الله عنهم .

    - رابعًا: إذا تبين ما تقدم، فإن الروايات التي حصرت حفظ القرآن وتلقيه بعدد محدد من الصحابة، ليس الحصر مرادًا منها ولا متعينًا فيها؛ وإذا كان الأمر كذلك تعين حملها وفهمها على مقاصد أُخر؛ فإما أن يُقصد منها أنه لم يجمع جميع القرآن عن الرسول صلى الله عليه وسلم ويأخذه من فيه تلقياً غير ذلك العدد المذكور، والباقي - وهم الأكثر - لم يتلقوه كاملاً عن الرسول؛ وإما أن يُقصد منها أنه لم يجمعه في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وينتصب لتلقينه لغيره من الصحابة بأمر من الرسول صلى الله عليه وسلم إلا ذلك العدد المذكور، دون أن يعني ذلك أن غير هؤلاء من الصحابة لم يكونوا يحفظون القرآن أو بعضًا منه؛ أو قد يُقصد بذلك الحصر من اشتهر من الصحابة بحفظ القرآن والتصدي لإقرائه أكثر من غيره. أو قد يُقصد بذلك الحصر أنه لم يَجمع القرآن مكتوبًا لنفسه إلا هؤلاء المذكورون. فإذا كانت جميع هذه التأويلات يستقيم على ضوئها فهم تلك الروايات وحملها عليها، فلا يسع أحد أن يستدل بها على أن عدد الصحابة الذين نقلوا القرآن كان قليلاً .

    - خامسًا: والذي يؤيد هذه التأويلات، أن تلك الروايات جاءت بصيغ مختلفة بعض الشيء؛ ففي بعضها جاء حصر عدد الحفظة بأربعة، وبعضها حصرها بخمسة أو أكثر، كما أن بعضها ذَكَر من بين الحفظة أبا الدرداء ، وبعضها ذكر زيد بن ثابت ؛ وإذا كان الأمر كذلك لم يلزم منه أن يكون الواقع في نفس الأمر كذلك؛ لأنه يحتمل أن راوي تلك الروايات لم يصل إلى علمه أن سواهم جمعه، فكان مبلغ علمه ما ذكره من الحفظة؛ أو ربما لم يكن حاضرًا في ذهنه حين روايته سوى الذين ذكرهم؛ إذ الإحاطة بذلك مع كثرة الصحابة، وتفرقهم في البلاد أمر يحيل ذلك .

    - سادسًا: قد ثبت حفظ جماعات من الصحابة للقرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، نذكر منهم عثمان رضي الله عنه؛ فقد ذكر ابن كثير في "البداية والنهاية" عن محمد بن سيرين ، قال: قالت امرأة عثمان يوم الدار: ( اقتلوه أو دعوه، فوالله لقد كان يحيى بالقرآن في ركعة ) ومعلوم أن الإحياء بالقرآن في الصلاة لا يكون إلا لمن كان حافظًا لكتاب الله. وكان أبو عبيدة رضي الله عنه - كما ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء - معدودًا فيمن جمع القرآن العظيم. وروى الذهبي أيضًا عن أبي المهلب ، قال: كان تميم الداري يختم القرآن في سبع - أي في سبع أيام -. وذكر ابن حجر في "الإصابة" عند ترجمته للصحابي عقبة بن عامر رضي الله عنه، قال: هو أحد من جمع القرآن، قال: ورأيت مصحفه بمصر. ونقل ابن حجر أيضًا في "الإصابة" عن ابن إسحاق ، صاحب المغازي، قال: كان مجمع بن جارية بن العطاف حدثًا، قد جمع القرآن. وروى أبو نعيم في "حلية الأولياء" قال: " جمع أبو موسى القراء، فقال: لا تُدخلوا علي إلا من جمع القرآن، قال: فدخلنا عليه زهاء ثلاثمائة، فوعظنا، وقال: أنتم قراء أهل البلد، فلا يطولن عليكم الأمد، فتقسوا قلوبكم ". وقد تظاهرت الروايات بأن الخلفاء الأربعة رضي الله عنهم أجمعين، قد جمعوا القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ويكفينا في هذا السياق، قوله صلى الله عليه وسلم: ( مروا أبا بكر يصلي بالناس ) رواه البخاري و مسلم ، مع قوله: ( يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ) رواه مسلم . فهذه الروايات - ومثلها كثير - تدل - بما لا يدع مجالاً للشك - على أن الصحابة الذين جمعوا القرآن، لم يكن عددهم قليلاً، بل كان كثيرًا؛ وتدل أيضًا على أن الروايات التي جاءت بذكر بعض الصحابة دون غيرهم من الذين حفظوا القرآن - والتي عوَّل عليها أصحاب هذه الشبهة - لا يراد منها الحصر بذلك العدد المذكور فقط .

    - سابعًا: وعلاوة على ما تقدم، نقول: قد ثبت في "صحيح البخاري "، قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( خذوا القرآن من أربعة : من عبد الله بن مسعود - فبدأ به - و سالم مولى أبي حذيفة ، و معاذ بن جبل ، و أبي بن كعب ) فهذا الحديث قد ذكر اثنين آخرين من الصحابة، الذين لم يرد لهم ذكر في الروايات التي اعتمد عليها أصحاب الشبهة في شبهتم؛ وأيضًا فقد روى الذهبي في "سير أعلام النبلاء" عن ابن سيرين ، قال: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبيٌّ ، و عثمان ، و زيد ، و تميم الداري ، فذكر اثنين من الصحابة الذين حفظوا القرآن، ولم يرد لهم ذكر في الروايات التي استند إليها أصحاب هذه الشبهة، وفي هذا دليل آخر على أن الروايات الواردة بهذا الخصوص، لا يراد منها الحصر بالعدد المذكور .

    - ثامنًا: قد ثبت في الصحيح أنه قُتل يوم بئر معونة سبعون ممن جمع القرآن من الصحابة، وروي أيضًا أنه قتل في وقعة اليمامة نحو هذا العدد؛ فإذا كان عدد الذين قتلوا من جامعي القرآن يومئذ بهذا الكم، فكيف الظن بمن لم يُقتل ممن حضرها، ومن لم يحضرها، وبقي بالمدينة أو بمكة أو غيرهما ؟ وبه يظهر أن واقعة بئر معونة ونحوها من الوقائع، تشهد على خلاف ما يريد أصحاب هذه الشبهة أن يستدلوا به .#

    - تاسعًا: ثم يقال أيضًا للذين نفوا التواتر في نقل الصحابة للقرآن: إن تواتر القرآن يختلف عن تواتر الحديث؛ فعند علماء الحديث، من أقسام المتواتر ما يسمى: تواتر الطبقة، ومثَّلوا له بتواتر القرآن، فقد تلقاه جيل عن جيل، فهو لا يحتاج إلى إسناد؛ هذا من جانب، ومن جانب آخر، ليس من شرط التواتر في نقل القرآن أن ينقله كله جمع عن جمع، بل يكفي أن ينقل كل جزء منه عدد يحصل بهم التواتر،# وهذا حاصل بلا شك؛ إذ نقله جيل الصحابة إلى من بعدهم، وهكذا إلى أن وصل إلينا على هذه الصفة من النقل، وهو سيبقى كذلك، ينقله جيل عن جيل إلى أن يقضي الله أمرًا كان مفعولاً .

    - عاشرًا: ثم على فَرَض عدم التسليم بكل ما تقدم، فحسبنا أن نقول: إن مجموع الروايات التي ذَكرت مَن جمع القرآن من الصحابة، والتي أتينا على ذكرها في مقالنا هذا - سواء ما احتج به الخصم على مدعاه، أم ما ذكرناه دليلاً لنا - نقول: إن مجموع هذه الروايات تشتمل على خمسة عشر صحابيًا، وهم: أبيُّ بن كعب ، و معاذ بن جبل ، و زيد بن ثابت ، و أبو زيد ، و أبو الدرداء ، و سعد ، و عبادة بن الصامت ، و عبد الله بن مسعود ، و سالم مولى أبي حذيفة ، و عثمان بن عفان ، و تميم الداري ، و أبو عبيدة ، و عقبة بن عامر ، و مجمع بن جارية ؛ وهذا العدد - على فَرَض عدم وجود غيرهم - كافٍ لإثبات صفة التواتر في نقل القرآن، ولا عبرة بعد هذا بنفي من نفى صفة التواتر عن الصحابة في نقل القرآن .

    وعلى ضوء ما ذكرناه، يتبين أن الروايات التي استند إليها أصحاب هذه الشبهة لا تدل على أن القرآن لم يحفظه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أنه لم يجمعه غير أولئك المذكورين من الصحابة، بل الواقع يشهد بخلاف ذلك كما تبين في تضاعيف هذا المقال، وبالتالي يظهر بجلاء بطلان هذه الشبهة وتهافتها من أساسها، ويتبين أيضًا أن نقل القرآن قد توافر فيه شروط النقل المتواتر، ولا يُلتفت إلى كل قول يقول بخلاف ذلك، وصدق الله إذ يقول: { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } (الحجر:9) .############# #
    واللهِ لَوْ عَلِمُوا قَبِيحَ سَرِيرَتِي....لأَبَى السَّلاَمَ عَلَيَّ مَنْ يَلْقَانِي
    وَلأَعْرضُوا عَنِّي وَمَلُّوا صُحْبَتِي....وَلَبُؤْتُ بَعْدَ كَرَامَةٍ بِهَوَانِ
    لَكِنْ سَتَرْتَ مَعَايِبِي وَمَثَالِبِي....وَحَلِمْتَ عَنْ سَقَطِي وَعَنْ طُغْيَاني
    فَلَكَ الَمحَامِدُ وَالمَدَائِحُ كُلُّهَا....بِخَوَاطِرِي وَجَوَارِحِي وَلِسَانِي
    وَلَقَدْ مَنَنْتَ عَلَيَّ رَبِّ بِأَنْعُمٍ....مَا لِي بِشُكرِ أَقَلِّهِنَّ يَدَانِ

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    دار الممر
    المشاركات
    1,715
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    6

    افتراضي

    بوركتم
    ليس فى تلك الحياة كلها شيء اغلى من الدين
    فهو من أجله خُلقت ومن أجله تموت ومن أجله تُبعث


    فإ ن المتتبع للفتن العظيمة التي ألمت
    بأمة الإسلام على مدار تاريَخها؛ لا يكاد
    يجد فتنة منها إلا وقد قيض الله لها )إمام
    هدًى( يلي الأمر بالمعروف والنهي عن
    المنكر حقًا، ويسلك سبيل أئمة الهدى
    قبله في الأخذ بيد )العامة والخاصة( على
    طريق النجاة من الفتنة، لا بشيء سوى
    بالدلالة على )الوحي( و)معنى الوحي(
    و)مقتضى الوحي(


    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/forumd...aysprune=&f=27

  3. افتراضي

    جزاك الله خير.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الدولة
    عمان - الاردن
    المشاركات
    1,461
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بارك الله فيك أخي الكريم .
    أصل الشبهة متعلق بعدم فهم كيفية تحقق التواتر من جهة .وبما نقل من أخبار عن جمع القران في المصاحف .

    هذا بعض ما اجتهدت على جمعه من دلائل حفظ القرآن وصيانته عن التحريف .

    كانت شبهة لبعض الملحدين في تعارض ما هو في المصحف مع ما ورد في احاديث صحيحة من حيث القراءة,فأجبته بالآتي:

    "كثيرا من يقع البعض بخطأ شنيع نتيجة عدم تفرقته بين علوم القران وعلوم الحديث . فعلم الحديث يهتم بالاحكام ويقبل فيه النقل بالمعنى , أما القران فلا يقبل به تغير شيء بل يجب تواتر القراءة عن النبي .
    ففي القران تسمى القراءة التي لم تتواتر شاذة .
    اذا كان الرجل يؤخذ عنه القران فلا يعني هذا ان تقبل روايته في الحديث . والعكس كذلك والسبب هو اختلاف كل علم في التحصيل . فالقران يقبل من من اتقن القراءة تكرارا وحفظا وتلقي في قراءة صحيحة او اداء من مصحف مع ضبط تلقي وضبط تأدية . اماالحديث فيشترط فيه حسن التلقي وحسن الأداء .
    فالعديد من القراء ضعفاء في الحديث والكثير من الحفاظ قراءتهم شاذة غير صحيحة .

    فمن الناحية الاولى وهي التواتر هذه القراءات التي نقلت كلها اخبار احاد . ويعارضها القراءة المتواترة الصحيحة .
    هذا عام من ناحية علوم القرآن واختلافها عن علم الحديث .

    الناحية الأخرى من حيث الحديث :
    هذه يؤخذ منها المعنى ان صحت ويخصص منها المعنى ايضا وهذا مرتبط بالتفسير ولذلك نجد ان ابن جرير يوضح ذلك ان تعلق بقراءة فان كانت مما لا يقرأ فيه لم يشر الى اختلاف القراءة وان حدث الاختلاف وضح المعنى وبين القراءة الصحيحة .
    ولاحظ ان اختلاف القراءة لا يعني انه متفقة بنفس قالب المعنى بل القالب للمعنى موجود والقراءات تخصص بعضها وتوسع المعنى ولكنها لا تتضاد واذا اردت الاستزادة فعليك بكتب "توجيه القراءات" والعلماء بينوا حتى القراءات الشاذة التي لا يجوز القراءة بها وضحوا عن معانيها ويمكنك الرجوع الى كتاب ابن جني اعراب القراءات الشاذة والاضاح عنها .
    واذا كنت قد بحثت في موضوع القران فيمكنك ان تثق بعدم وجود تحريف به بعدة طرق :
    الاول : تواتر القراءات الصحيحة : ويمكن بذلك ان تبحث في القراءة في بقاع المسلمين وطلب اسانيدها من مسندي القران .
    الثاني اتفاق المسلمين بلا خلاف على صحة القران بالرسم والحركات وحتى طريقة الاداء لكل قراءة .
    الثالث اجماع المسلمين (الآن)على عدم تجويز القراءة بغير هذه التي بين ايدينا واجماعهم ان الحركة ايضا معتبرة . واعتبار من خالف ذلك خارجا عن الاسلام بلا خلاف فلذلك كفر من زعم التحريف من الرافضة .
    الرابع :معرفة غير المسلمين ان ما يقبله المسلمون هو القران المتفق عليه لا غيره واتفاقهم على انه عني به وضبط بطريقة علمية صحيحة .
    الخامس اتفاق الامة على ان حفظ القران انما هو بالتلقي وان الكتابة ليست الا وسيلة اتقان وحفظ فالقران جمع من الرقاع في مصحف واحد وكانو يشترطوا للتدوين ان يأتي بشاهدين انه كتبها بين يدي الرسول ليكون الرسم موافق للقراءات ومحتمل لها .
    نسخ المصحف بحضور الصحابة وعدم اعتراضهم عليه اخيرا مع مممانعة ابن مسعود بداية ثم تسليمه بالامر . وثم امر عثمان بان تحرق كل رقعة كتبت . لان الرقاع كثيرا منها كتب من حافظ الى كتاب دون الرجوع الى الرسم . وهذا يقطع بان يكون اي اختلاف موجود لان المصحف كتب بحضور الصحابة الحفاظ .فلا تكون شبهة بعد زمن بانه وجد رقعة مكتوب بها كذا او كذا .
    السادس :عدم وجود الاختلاف في القراءات الصحيحة وحتى الشاذة بينها العلماء وأجمعوا ان القراءة لا تجوز بالشاذة مع اعبارهم لها في التفسير والمعنى وكذلك عدم تجويزهم قراءة المنسوخ لفظا مع اعتبارهم بمعناه وحكمه .
    السابع :ان ما يشار اليه في الاحاديث يعارض بما هو اصح منه وهو المتواتر ومعلوم في الحديث ان ذلك يحعل الرواية شاذة حتى لو صح سندها .
    الثامن . وجود نصوص القران في كتب الاحكام والتفاسير والعقائد ونجدهم يوضحوا دائما ان كانت القراءة غير صحيحة .فتجدهم ياخذوا بالقران ويتركوا ما لا يقبلوا قراءته في الصلاة فلا يسمونه الا منسوخا او شاذا.
    التاسع : ان شبه المخالفين كلها اجيب عليها في مواطنها .وقد اعتنى العلماء حتى بالمصاحف التي كانت قبل النسخ مثل كتاب المصاحف لابن ابي داوود . وبينوا ما في الروايات من ضعف .وقد بينت سابقا ان القران لا يكتفى فيه بصحة السند بل الصحة فيه تعني التلقي اليقيني كالتواتر او او قبول الناس لها دون اعتراض مع صحة السند وموافقتها لرسم المصحف وموافقتها لوجه صحيح من اللغة .

    بذلك كله تستطيع ان تثق ان القران لم ينله تحريف من حيث النقل


    اما من حيث القران نفسه فهناك امرين العاشر والحادي عشر:
    العاشر:قول الله تعالى :"وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ"
    يعني لو كان من عند محمد او ناله التحريف لكان مما يمكن للناس ان يأتوا بمثله . فان لم يستطيعوا فهذا دليل انه من عند الله وهذا يدل على عدم وجود التحريف لانه لو دخل التحريف لاصبح المحرف كلام البشر الذي يستطيعوا ان يأتوا بأمثاله خصوصا مع مرور الزمن وتنامي المواحب والملكات الفكرية واللغوية .

    الحادي عشر: عدم وجود اختلاف التضاد : وهو الاختلاف الذي لا يقبل بالعقل او يتبين عدم صحته او كذبه . وهذا معنى قوله تعالى " ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا "هو جاء بالقرآن من عند الذي

    "وأظن ان امر او امرين من العشرة يمكنك ان توقن بانه من عند الله كما هو"

    المصدر: http://www.tafsir.net/vb/tafsir14952/#ixzz1y1aEP8z5
    اذا أبقت الدنيا على المرء دينه /////فما فاته منها فليس بضائر

  5. #5

    افتراضي

    موضوع أكثر من رائع بارك الله فيكم ...
    وجزا الله خيرا ًأخانا مجدي على إضافته القيمة جدا ًوتفصيله الأخير ...
    وفقكم الله ...

  6. افتراضي

    جزاك الله خيرا استاذنا الفاضل مجدي فقد اشتقنا اليك ولمشاركاتك النافعة كثيرا
    ارجو ان تبلغ سلامي الى ابنك لؤي
    عــمـــر الفـاروق
    بصوت مشاري العفاسي

    http://www.youtube.com/watch?v=31WFOo4bANc

  7. افتراضي

    بارك الله فيك وجزاك كل خير عنا يسلمووووووووووووووووووووووو

  8. افتراضي

    بارك الله فيك وجزاك كل خير عنا يسلمووووووووووووووووووووووو

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. سؤال: سؤال حول تواتر القرآن
    بواسطة ياسر رامي في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 05-08-2012, 02:23 AM
  2. سؤال: سؤال حول تواتر القرآن
    بواسطة ياسر رامي في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-05-2012, 12:43 AM
  3. من أين تواتر لقريش هذا يا ملحد !!
    بواسطة محب أهل الحديث في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 23
    آخر مشاركة: 12-07-2011, 10:49 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء