السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هؤلاء هم قادتُنا وسادتُنا وأولياءُ أمورِنا ومفخرُ عزتِنا

كلُّ الناسِ مسرورٌ إلا أنا فقال المنصور: وما ذاك ؟ قالت : ولدي أسيرٌ عند الصليبيين

هؤلاء هم قادتُنا : الذين قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في حقِّهم : إنما الإمامُ جُنّةٌ يُقاتلُ من ورائه ويُتقى به وليس كحكامِ اليومِ الذين باعوا البلاد وضحوا بالعباد

عباد الله : هل جاءكم نبأُ الحاجب المنصور يومَ رجعَ من جهادِه بنصرٍ عزيز مؤزر وكان رجوعُه صبيحةَ عيدِ الأضحى والناسُ يُهللون ويُكبرون في المساجد والطرقات وقبلَ أن يَنزِلَ عن جوادِه اعترضتْ طريقَه امرأةٌ عجوز وقالت بقلبٍ متفطرٍ مكلوم : يا منصور: كلُّ الناسِ مسرورٌ إلا أنا فقال المنصور: وما ذاك ؟ قالت: ولدي أسيرٌ عندَ الصليبين في حِصن رباح

فإذا بالبطلِ العظيمِ الذي لم ينزلْ بعدُ عن ظهرِ جوادِه والذي يعلمُ قدرَ المسؤوليةِ الملقاةِ على عاتِقه تجاه أمةِ الإسلام والذبِّ عن حياضِ الأمةِ والدين إذا به يلوي عنقَ فرسِه مباشرةً وينادي في جيشِه ألّا ينزلَ أحدٌ عن فرسِه ثم ينطلقُ متوجهاً كالرياح إلى حِصنِ رباح ويظلُّ يجاهدُهم حتى يفتحَ اللهُ على يديه ذلك الحِصن ويُرجعُ أسرى المسلمين إلى أهلِهم ليشهدوا مع أهلِهم فرحةَ العيد وكان من بينهم ولدُ المرأةِ العجوز ففَرِحتْ ودعتْ للمنصورِ بخير

د\ابو بلال