المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو حب الله
الأخ الكريم ...
أصل الإشكال لديك هو أنك اختزلت أهم جزء من المعادلة ثم حكمت عليها بالباطل !!..
وهذا الجزء هو :
أنك لم تذكر أن الله تعالى يعلم بصلاح النفوس وفسادها ويعلم إيمانك وكفرك قبل أن يبدوان على أرض الواقع !
وعلمه هنا يختلف عن علمنا وإن اتحد في أصل معنى العلم ... " ليس كمثله شيء " ..
يقول عن ذلك العلم عيسى عليه السلام : " تعلم ما في نفسي : ولا أعلم ما في نفسك " !!!..
ويقول عنه جل وعلا : " قل إن تخفوا ما في صدوركم : أو تبدوه : يعلمه الله " !!!..
وبما أن خلق النفوس في عالم الذر : هو سابق على خلقنا بأجسادنا في هذه الحياة الدنيا : إذن :
لقد رتب الله تعالى على حقيقة كل نفس : ما يناسبها من متغيرات حياتها في الدنيا التي ستظهر حقيقتها على أرض الواقع :
ليحاسبها الله تعالى عليها بدلا ًمن محاسبتها عليها مباشرة قبل أن تعمل شيئا ً...
بمعنى :
أن الله تعالى عندما خلقنا بأجسادنا في هذه الحياة الدنيا : كان يعلم من المؤمن والكافر والصالح والطالح بالفعل :
" هو الذي خلقكم : فمنكم كافر : ومنكم مؤمن " ...
ومثال على إظهار الله تعالى لحقائق كل نفس بمواقف حياتها بما يعلم :
إظهاره بموقف واحد فقط : لحقيقة كفر إبليس اللعين التي كان يخفيها خلف زي كثرة العبادة والطاعة الظاهرة !
حيث أظهر خبث نفسه وغروره وتكبره حقيقة على أمر الله : حينما أمره بالسجود لآدم عليه السلام !!!..
وهكذا الكثير من الناس ...
بل ومن أولاد الرجل نفسه مَن يطيعونه : طالما يأمرهم بما يحبون ...
ولكن حينما يأمرهم ببعض ما يكرهون أو يشق عليهم : سيظهر ساعتها من المطيع الحقيقي من غيره !!!..
ولله تعالى المثل الأعلى بالطبع في كل ذلك ...
ومن هنا أخي الكريم ...
فالله عز وجل قد أعد لكل إنسان في هذه الدنيا من الظروف والملابسات ما يُظهر تماما ًحقيقته ودرجته
في الإيمان والطاعة أو دركته في الكفر والمعصية ...!
من أول اختيار زمن ميلادك في أي عصر هو ؟ وفي أي مكان أو بلد أو دولة ؟ واختيار الوالدين .. والمجتمع
والأصحاب والمدرسة والتعليم من عدمه والمرض أو الصحة والوسامة أو الدمامة والإسلام أو الكفر إلخ إلخ إلخ
والله تعالى في كل ذلك غير ظالم لأي إنسان لأن هناك غيره مَن نجحوا في اختباراتهم وكانوا في مثل حاله !!..
بمعنى : لا عذر لمَن ولد نصرانيا وبلغته رسالة التوحيد : لأن هناك غيره من النصارى الذين بلغتهم فأسلموا !
ولا عذر لمَن يتحجج بمرض : فهناك مَن كان مثله أو أسوأ فأسلم !!!!..
ولا عذر للقبيح ولا الجاهل إلخ إلخ إلخ طالما وصلتهم رسالة التوحيد التي يفهمها كل إنسان بالغ عاقل بفطرته !
والله تعالى أعلى وأعلم ...
Bookmarks