النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: كيف نوفق بين الأمرين ؟؟

  1. #1

    افتراضي كيف نوفق بين الأمرين ؟؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    ورد في سورة المائده :

    "والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم "

    تفسير التحرير والتنوير :

    "وقد كان قطع يد السارق حكما من عهد الجاهلية ، قضى به الوليد بن المغيرة فأقره الإسلام كما في الآية"

    اذن حكم قطع اليد هو حكم جاهلي ..!

    لكن القرآن الكريم يقول :

    "أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ".

    كيف نوفق بين الأمرين يا اخوتي الأحباب ؟؟

  2. #2

    افتراضي


    في هذا التوضيح نقاط : يجب معرفتها والوقوف عليها أخي الكريم ...

    1...
    ليس كل ما كان في الجاهلية قبل الإسلام : هو مذموم ولم يقره الإسلام !!!..
    فكما ذم الإسلام أشياءً كـُثر وحرمها من أمور الجاهلية : فلقد أقر من تلك الجاهلية مثلا ً:
    كرم الضيافة وإقرار الضيف .. والغيرة في غيرما ريب .. والفصاحة والشعر الصادق الطيب إلخ ..
    وقال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم :
    " خياركم في الجاهلية : خياركم في الإسلام : إذا فقهوا " ...

    2...
    قطع اليد كان معروفا ًقديما ً.. وإنما الوليد فقط : كان أول مَن أقامه في عرب الجاهلية ...
    بل : يُعد قطع اليد هو الأخف عما كان في شريعة اليهود الأولى - كما في العهد القديم - حيث
    جاء فيه أن عقوبة السرقة كانت القتل :
    " ومَن سرق إنسانا ًوباعه : أو وُجد فى يده : يُقتل قتلا ً" ..
    ولم يكن في السرقة فقط : ولكن في مثل هذا أيضا ً:
    " إذا تخاصم رجلان : رجل وأخوه .. وتقدمت امرأة أحدهما لتخلص رجلها من يد ضاربه : ومدت
    يدها وأمسكت بعورته : فاقطع يدها .. ولا تشفق عينك
    " ..
    وأما في العهد الجديد لدى النصارى :
    فكان الأمر أعم من مجرد قطع اليد في السرقة .. بل شمل قطع أي عضو يُرتكب به ذنب : والخطاب
    في ذلك مُوجه لصاحب الذنب نفسه (أي هو الذي يقطع عضوه الذي ارتكب به الذنب بنفسه) !!..
    ففي إنجيل متى :
    " فإن أعثرتك وارتكبت بها معصية يدك أو رجلك : فاقطعها وألقها عنك : خير لك أن تدخل الحياة
    (أي حياة الآخرة) أعرج أو أقطع : من أن تـُلقى فى أتون النار الأبدية ولك يدان أو رجلان " !!!..
    " وإن أعثرتك عينك : فاقلعها وألقها عنك : خير لك أن تدخل الحياة أعور : من أن تـُلقى فى جهنم
    ولك عينان
    " ...
    وهكذا ...

    3...
    وكما أقر الإسلام من أمور الجاهلية أشياءً كما حرم منها أشياء وذمها : ففي كل رسالات دين الله
    عز وجل ثوابت شرعية وأحكام - غير العقيدة - لا تتغير - رغم تغيير بعض الشرع والأحكام تناسبا ً
    مع كل أمة
    - .. وتلك الثوابت الشرعية والأحكام : يُقرها اللاحق عن السابق ...
    بمعنى :
    نجد في شرعنا الإسلام مثلا ص: رجم الزاني المحصن : وكذلك عند اليهود ....
    ومن هنا :
    فقطع اليد ليس بدعة ًفي دين الله عز وجل من لدن آدم وحتى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ..
    وإنما اندرس الحكم في العرب الذين لم تكن فيهم رسالة : فطبقه الوليد ..

    4...
    وأما آية : " أفحكم الجاهلية يبغون " : فهي ليست عامة في النهي عن كل أحكام الجاهلية بل يُستثنى
    منها كما شرحت
    : وكما بين الشرع قرآنا ًوسنة ..
    هذه واحدة ...
    وأما الثانية : فهو أن المعنى كان خاصا ًبحادثة معينة : فيجب النظر لتلك الآية وحدود التوسع في معناها
    في ضوء هذا الحدث أولا ً
    : وليس تعميمها بإطلاق كما ظننت أخي أو ظن صاحب الشبهة ...
    بمعنى آخر :
    في الكثير من الشبهات التي ترد عن آيات معينة في القرآن : يكون أبسط رد عليها هو بالنظر لما قبلها
    أو بعدها من الآيات
    .. وحبذا لو بالتفسير لزيادة التوضيح ...

    5...
    فالسياق الذي وردت فيه هذه الآية يحكي كيف احتكم بعض أهل الكتاب - اليهود - إلى النبي
    صلى الله عليه وسلم في مسألةٍ لهم : أرادوه أن يحكم لهم فيها على غير شرع الله عز وجل عندهم وعنده :
    وكأنهم يساومونه في ذلك على إسلامهم - أي لو حكم لهم : لأسلموا : رغم أن الحكم سيكون بغير ما
    شرع الله
    - : فجاء التحذير الإلهي في بيان التمسك بشرع الله من النبي : والحذر من فتنة اليهود له بمثل
    هذه الصور الخبيثة التي يجيدونها للتملص من أحكام الله ..
    ثم بين له أخيرا ًأن شرع الله عز وجل : يخالف حكم الجاهلية الذي أرادوا الحكم به في أنه : لا تفريق فيه
    بين شريف ٍووضيع
    .. وغني ٍوفقير إلخ ..

    ويقول في كل ذلك عز وجل في سورة المائدة :
    " وأنزلنا إليك الكتاب بالحق : مصدقا لما بين يديه من الكتاب : ومهيمنا عليه .. فاحكم بينهم : بما أنزل
    الله .. ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق .. لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا .. ولو شاء الله : لجعلكم
    أمة واحدة ولـكن : ليبلوكم في ما آتاكم .. فاستبقوا الخيرات .. إلى الله مرجعكم جميعا : فينبئكم بما كنتم
    فيه تختلفون
    (48) .. وأن احكم بينهم بما أنزل الله .. ولا تتبع أهواءهم .. واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما
    أنزل الله إليك .. فإن تولوا : فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم .. وإن كثيرا من الناس لفاسقون

    (49) .. أفحكم الجاهلية يبغون ؟!!.. ومَن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون (50) " ...

    والله الموفق ...

  3. #3

    افتراضي

    أخي الحبيب أبو حب الله، هل توجد رواية صحيحة تفيد بأن الوليد بن المغيرة هو أول من سن قطع يد السارق؟ لا يوجد هذا الكلام إلا عند أهل التفسير

  4. افتراضي

    جزاكم الله خيراً.

  5. #5

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Ahmed-DK مشاهدة المشاركة
    أخي الحبيب أبو حب الله، هل توجد رواية صحيحة تفيد بأن الوليد بن المغيرة هو أول من سن قطع يد السارق؟ لا يوجد هذا الكلام إلا عند أهل التفسير
    ذكره الطبري وغيره في تفسيره .. ولم أجد نكيرا ًعليه في حد علمي ...
    فأجبت بمقتضاه .. وإن لم يصح الخبر - لأنه بلا سند شأن بعض ما في كتب السيرة عن الفترة الجاهلية - :
    فلن يُضير إجابتي شيئا ً: لأني تناولت الموضوع بصورة أشمل وأعم بما يصلح لهذه المسألة وغيرها لو لاحظت ...

    والله الموفق ...

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. كيف نوفق بين الأمرين ؟؟
    بواسطة Hassan 60 في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 05-27-2012, 05:12 PM
  2. كيف نوفق بين الأمرين؟!!
    بواسطة مالك مناع في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 09-12-2005, 01:16 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء