الحمدلله رب العالمين ومنار الجنة سبيلاً للمنصفين العادلين:وفي الاخير يا سادة يا كرام ويا سيداتي الكريمات ان اللين والشدة هي حالة اجتهادية نسدد فيها ونقارب وهذه هي الخلاصة
في هذا المنتدى المبارك اجد الكثير من النقاشات الحية المباشرة وهذا امتع شيء في المنتديات وهي النقاشات التوعوية والتي منها نستفيد الكثير, غير ان هنالك مشكلة اجدها كثيراً وهو ان الكثير للاسف يصدر احكام مسبقة علي طريقة بعض المحاورين فأحببت ان أذكر نفسي والجميع ان هنالك حد فاصل بين اللين والافراط فيها فبتالي يُعد هذا ضعفاً
وان هنالك حد فاصل بين الشدة والافراط فيها فبتالي يُعد هذا بغياً
وان هنالك حد فاصل بين الرأفة والافراط فيها فبتالي يُعد هذا إذعاناً وخنوعاً
وان هنالك حد فاصل بين الحزم والافراط فيها فبتالي يُعد هذا قسوةً.
ومن هذا فنحن نستطيع ان نتفق على بعض النقاط:
♦ متفقين ان للين مواقفها وللشدة ايضاً
♦ متفقين انه إذا التبس الامر بين استخدام اللين والشدة فنقدم اللين على الشدة
♦ متفقين انه اذا اقتضى الامر الشدة فيجب ان نستخدم الشدة قدوماً ولا تأخيراً او تعطيلاً
♦ متفقين ان الاصل اللين وشدة عارضة غير ان للين قيد وهي ان لا تكون فيها مدارة الباطل او عدم تسمية الاسماء بمسمياتها وهذا مهم
♦ ومتفقين دوم ان الاصل اللين والشدة عارضاً علي الاصل فالعارض يستطيع ان يكون اصلاً اذا غابت علة الاصل
♦ ومتفقين ان علة الاصل هو الدعوة وليس الدفع في خلاف شاسع بين الاثنين
♦ واخيراً نحن متفقين اذا اختار الانسان ان يستخدم الشدة فلا ينلام!!! فلا انكار على اجتهاد قاعدة وانه اذا وصف من يستخدم الشدة بأنه قليل ذوق وضيق الصدر مثلاً فهذا من الاجحاف بمكان ومن التعصب والغلوا فلا غلوا في الدين
وكون الامر له حالة اجتهادية وكون الكل يتكلم عن قوانين الحوارات وأدابها فهنالك امر يغيب على الكثير وهو قول ابن القيم – رحمه الله – :
جعل سبحانه مراتب الدعوة بحسب مراتب الخلق ؛ فالمستجيب القابل الذكي الذي لا يعاند الحق ولا يأباه يُدعى بطريق الحكمة ، والقابل الذي عنده نوع غفلة وتأخر يُدعى بالموعظة الحسنة ، وهي الأمر والنهي المقرون بالرغبة والرهبة ، والمعاند الجاحد يجادل بالتي هي أحسن . هذا هو الصحيح في معنى هذه الآية .
وقال أيضا : وأما المعارضون المَدْعُوّون للحق فنوعان :
نوع يُدعون بالمجادلة بالتي هي أحسن ، فإن استجابوا ، وإلا فالمجالدة ، فهؤلاء لا بُـدّ لهم من جدال أو جلاد . انتهى .
وهذا هو مربط الفرس وبالتالي فإن مشاعر الانسان هي ليست الحكم على آداب الحوار وقوانينه.
وهذا والحمدلله رب العالمين.
Bookmarks