النتائج 1 إلى 13 من 13

الموضوع: قلق وجودي، و تأملات في سورة طه

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    2,598
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي قلق وجودي، و تأملات في سورة طه

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



    ملاحظة/ تأملات و ليس تفسيرًا، لتفسير القرآن مظانه و أهله، و ما هذا بمظن له و ما أنا من أهله.



    قبل ان تكمل القراءة شغل هذا ثم عُد،


    لطالما كانت روحي عطشى، فارغة من الداخل و قلبي خاوٍ، كان لي مع الاكتئاب و الشك حكايةٌ و حكايات، في تلك المسيرة من الكفر الى الايمان و وسط اكوام الوحدة و الرهبة و اللااطمئنان، القلق الوجودي و الخوف من المجهول، من أنا و لم اتيت و الى اين سأذهب بعد الموت؟… وسط كل هذه الاسئلة التي كانت تستنزفني و تسرق من روحي و تنتهكها، كان القرآن معينًا لي كما لم يكن اي كتاب فلسفي او علمي او اي حوار مع ايٍ كان، يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ نعم و الله .. انه لشفاءٌ لعليل القلب مكتوم الصدر، و من طلب الشفاء في غيره ما شافاه الله و ان طال به الأمد، عندما يقول الله: ( و ننزل من القرآن ما هو شفاء و رحمة للمؤمنين ) يقرن الشفاء بالرحمة و الشفاءُ رحمة، الشفاء من الكمد و الحزن و الاضطراب و تعاسة القلب، التحرر من احساس العبودية، ان تكون حُرًا حيًا و مكرمًا، ان تشعر انك لستَ مجرد ذرة غبار تافهة في الكون، وليدُ الصدفة و العدم منه جئت و اليه تعود، ان تكون لحياتك قيمة و لك قيمة، ان تشعر انك تشكل فرقًا بالعالم، انك مهم و فيك “انطوى العالم الأكبر” ان “تُرحم” …. الشفاء من مرض القلب و شقائه الذي اعنيه لا يكون الا رحمةً و برحمةٍ ينزلها الله على عبده، و لعلك الآن استشعرت معنى ان تُقرن الرحمة بالشفاء في تلك الآية العظيمة – و كل آي القرآن عظيم – و لعلك تجتهد فتستشعر ما يحدثه قرن الرحمة بالشفاء في قلب عبدٍ تعيس يتمنى ان يُرحم فيرتاح.


    سورة طه، كانت من السور التي تبث في قلبي احساس اللطفِ الإلهي، ان الله يرى و يعلم بحالك و بحثك عنه ،انك لستَ وحيدًا، كانت هذه المعاني تساوي عندي العالم، تساوي العالم عند من عاش برودة الكفر و قسوته، من جرب ان ينظر لنفسه على أنه حيوانٌ ناطق او مكينة انتاج، غرائزٌ أساسية في مخلوق من لحم و عظم لا يهتم به أحد و لا يجدر به ان يهتم لأحد، أن يقصر كيانه على الأكل و الشرب و البقاء.. ان يحصر نفسه في هذا الشطر، في القسم الأول من هرم الحاجات و ان يهمل روحه التي لا دليل مادي عليها مهما عذبته و تعذب بعذابها، ان يفقد كل شيء جميل قيمته و يتلاشى، و في سورة طه هذه بعض التأملات..


    طه (1)مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ (2)إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَىٰ (3)تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى (4)


    هذه أول الآيات التي كانت تصادفها نفسيّ الخائفة المرعوبة، التي تحاول تلقف الرحمة او اجزاءٍ منها لتحيى كما يحاول صغير الطير تلقف غذائه من فم أمه، فتفاجئُ بأن الرحمة كاملةٌ قد انزلت لها و لأجلها، ( ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ) لم يكن الشقاء سبب خلقي او خلقك و لم يكن مريدًا لنا، و هذا الدين العظيم ما عُرض عليك لتشقى به او تتعب، و لستُ مجرد غبار كونيّ لا يُؤبه به فالله يقول لي انه ما اراد شقائي بشيء أنزله لي، لستُ صِفرًا و لست عديمة القيمة، فلم أنزلته علي يارب؟ لم كلفتني بهذه الرسالة، و وضعت داخلي هذه الفطرة و الغريزة التي تبحث عنك و عن مُرادك منها؟ ( إلا تذكرة لمن يخشى ) ما هذه الدين الا تذكرة لي و لك، تذكرة لنا بحقيقة انفسنا بأننا مخلوقات مكرمة معززة و بأن حياتنا لها قيمة و معنى، بأننا سائرون في هذه الدنيا لا نازلون بها، بأن وجودي ليس عبثيًا، بل ان وجودي رغبة و ارادة خالق الكون، اراد لي أن اكون فكنت ( تنزيلاً ممن خلق الأرض و السماوات العلى ) جبارُ السماوات و الأرض، مبدع هذا الكون العظيم أراد ان أكون! فمن انت يارب؟ عرفني اليك و انبئني عنك،


    الرَّحْمَٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ (5) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَىٰ (6) وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى (7)اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ (8)


    يصف نفسه بالرحمة أولاً، كأنه يطمئن روحيّ المتعبة اني ما اردت بك شرًا بل ما اردت لك الا الخير.. فأنا الرحمن، و هو رب العرش المستوي عليه، القادر على كل شيء و الذي لا يعجزه شيء، قادرٌ ان يفعل بي ما شاء و يريد لي ما يشاء لكنه رحمن! الله مالك السموات و الارض و ما بينهما، يملكني و يملك كل ما أرى لا يعجزه شيء، محيط بكل شيء، يعلم ما اخفيت و ما اسررت، فهو عالم بحالي و بحالك سِرنا و علننا، يعلم بحثنا عنه و شوقنا اليه، يعلم حديث الصدور خيرها و شرها فهو الخبير بمواطن الكتمان، انه هو الله الذي لا معبود غيره خالق الكون و مليكه له الأسماء الحسنى، فهل عرفت ربك يا عبد؟


    وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ (9) إِذْ رَأَىٰ نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَىٰ (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَىٰ (13)


    ثم يقصص عليكَ قصة نبي من خيرة الأنبياء موسى عليه السلام كليم الله، كيف نوديّ موسى من سابع سموات ليبدأ رحلة الإيمان و النبوة و معرفة الله الحق، في ليلٍ بهيم بارد يترك اهله ليتبع نارًا، مصدر ضوء بعيد لينال به هدىً او يأتي لأهله بقبس منه.. لعلك انتبهت الآن او لم تفعل، ألسنا في هذا الليل المظلم انا و انت نبحث عن نارٍ نهتدي بها و نهدي؟ .. ينادي الله موسى قائلاً له أنا ربك يا موسى و انت في وادٍ مقدس لم تكن تعلم قداسته فاخلع نعليك و استمع ما يوحى اليك، فانك مختار و لم تُخلق عبثًا


    إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ (15) فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَىٰ (16)


    يطلبُ الله من موسى ان يستمع، و موسى يسمع كلام الله فلم طلب الله منه ان يستمع؟ ان الكلام الذي سيلقى عليه ثقيل جليل، فيه جواب سؤالاتي و سؤالاتك فارهف السمع و استمع،


    انه الله اسمه الذي لا يشاركه به احد، هل تعرف له سميًا؟ مالك السموات و الارض و خالقهما، لا رب و لا خالق و لا مألوه بحق سواه، فاعبده و اخلص العبادة له وحده لا تشرك بعبادته احدًا، و لا تصرف صنفًا من صنوف العبادة لغيره من الآلهة المعبودة بغير حق، كن عبدًا لله لا لشهواتك و لا لكبرك و لا لطواغيت الارض من حكام و رهبان.. ثم اقم صلاتك لذكر ربك الذي عرفته و عرفت ما يريد منك، اتراك عرفت ما يريد منك الآن؟ انك خُلقت لتعبده وحده، فإن انت اخلص العبادة له نِلت ما اراده منك و ما شقيت، و ان اعرضت فانت و ما اخترت،


    ثم تحمل الآية التي تليها معنيين جليليّن: ( إن الساعة آتية أكاد اخفيها لتُجزي كل نفس بما تسعى ) فإنك ان مِت فلن تنتهي الى عدم و لن تتلاشى، و لم يعد الموت ذاك المجهول الذي لا تعرف ما يحمل و ما يخفي ، انك ستبعث بعد موتك و ما موتك الا صحوة اخرى، ولادة اخرى ان احببت، لكنها ولادة لا تتبعها ولادة بل انك تُجزى في ولادتك الثانية ما صنعت بعد ولادتك الاولى .. هل فقهت قولي؟ ان حياتك و عملك و افكارك ليست ذات قيمة او عبث ، بل انها ما ستبعث لأجله و تحاسب فلا تظنن انك ستترك هباءً! و في سورة القيامة يقول الله: (أَيَحْسَبُ الْأِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً)؟ فلا تستهن بفعلك او قولك، و انظر فان الخير الذي فعلته و الشر الذي اقترفته في ميزان عند رب عادل مكين، فلا تهن عقلك و نفسك و تفني عمرك في اوهام العبثية، و الزم طريق سعادتك و خلاصك من الشقاء مخلصًا العبادة لرب الكون فإن اتبعت هذا الطريق ( فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها و اتبع هواه فتردى ) فان الخير و الحق محارب ابدًا من اهل الباطل فلا غرابة ان تلقى صدودًا و كفرًا من غيرك فلا تتبع خطاهم فانهم اتبعوا الهوى و تردوا من عِل اراده لهم الله، و هل آفة ابن آدم الا الهوى؟


    وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَىٰ (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ (18) قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَىٰ (19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَىٰ (20) قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ ۖ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَىٰ (21) وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَىٰ جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَىٰ (22) لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى (23) اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ (24)


    تأخذنا الآيات و تُكمل قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الإيمان، فبعد ان عَرفه الله باسمه و ما يريد منه، و بعد ان تبين له ان غاية خلقه هي ان يعبد الله، رأى موسى عليه السلام بعينيه صدق ما يسمع، و تيقين ان الصوت الذي يسمعه صوت ربه لا وهمٌ توهمه او خيالٌ في رأسه فهاهي العصى تسعى و يده تبيض بعد سمار، فلا يا موسى ما هذا بوهم و ما تسمع الحقُ الحقُ و أنتَ نبي مُختار، فاذهب الى رأس الكُفر فرعون انه قد طغى و تجبر على العباد و اصدح بالحق المبين عنده،


    و هنا يخطر لنا خاطر، فبعد ان يطمئن القلب لله و يعرفه، و يخلص في عبادته وحده لا يصده عبد من عبيده، ما يصنع؟ انه بعد ان يفرغ من عمل نفسه يجاهد و يعمل لينشر الحق الذي علم صدقه و تيقنه، انه يبحث عن الكفر و الطغيان المخالف لإرادة الله كما عرفها و يغيرها فليس لأجل هذا الشقاء خُلقنا و ما هذا ما اراده الله لعبيده، فتيقن بقلبك و اصلح نفسك و اثبت، ثم انشر دينك و جاهد أئمة الطغيان فهذا دأب الأنبياء و من سار على دربهم، نعم الدرب دربهم فاتبعه.


    قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31)


    وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34) إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا (35)


    تلقى سيدنا موسى امر ربه موقنًا راضيًا واثقًا من قدرة الله و رحمته به، فكان اول ما فعل بعد ان أُمر بالذهاب لأعتى عتاة الأرض و طاغية مِصر فرعون ان طلب توفيق الله و عونه، و في هذه لفة أخرى، فأنت و ان عرفت ربك و أخلصت له العبادة ثم صمدت امام شياطين الهوى و الإنس و وقفت لتواجه طغاة الأرض، فأنك لن تنجح و لن تفلح دون توفيق الله و ارادته فادعه و توسل له ان يعينك فما بقوتك تهدي لكن الله يهدي، و الملك و الفعل و الأمر كله بيد الله فلا تحسبن نفسك فاعلاً من دون عون الله،


    ثم يطلب موسى من ربه ان يجعل له وزيرًا و رفيقًا في سعيه للخير، ان طريق المصلحين صعب وعر مليئ بالصعاب لا يطيقه كل أحد، و خير الزاد فيه رفقةٌ صالحةٌ تجمعت على دعوة الله و تحابت به، فهم يشدون ازر بعضهم و يعينون بعضهم على الجهاد و الذِكر، و انت يالله بنا بصير هديتنا للحق بعد ان علمت طلبنا له، و بصير بنا و بعجزنا فأعِنا.


    قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَىٰ (36) وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَىٰ (37) إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّكَ مَا يُوحَىٰ (38) أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ ۚ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي (39) إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ مَنْ يَكْفُلُهُ ۖ فَرَجَعْنَاكَ إِلَىٰ أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ ۚ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا ۚ فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَىٰ قَدَرٍ يَا مُوسَىٰ (40) وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (41)


    أخلص موسى عليه السلام بقلبه و طَلبه و دعائه لله ان يكون له معينًا فأتاه الله ما سئل و مَن عليه مرة أخرى، اما المرةُ الأولى فهي يومَ كان صغيرًا لا يملك من نفسه شيئًا،


    أوحى الله الى أمُ موسى ان اقذفي ابنك باليم بالتابوت، اقذفي طفلك الصغير الضعيف الذي لا يملك ان يدفع عن نفسه شِرًا و الذي هو عندك احب من روحك بتابوتٍ في اليم ليأخذه عدو لي و عدو له..امتحان صعبٌ للإيمان! و ليست الصعوبة فيه بحب الأم ابنها بل الصعوبة هي امتحان ثقة الأم بالله، قدرته و قدره و رحمته به و بابنها الصغير، فإلى اي حدٍ تثق انت بالله؟


    نفذت ام موسى أمر ربها مؤمنة راضية غير ساخطة فأتاها فرج الله كما يأتي الصابرين، هاهو موسى قد عاد سالمًا كما رمته اول مرة .. اعاده الله لأمه ( كي تقر عينيها و لا تحزن ) .. أرايت مبلغ رحمة الله بعبيده؟ انه قد كره حزنها و احب ان تقر عينيها ثم كافئها على ايمانها عودة ابنها و بعثه نبيًا بعد سنين، أين هذا من افتراء المُفترين ان ربًا خلقنا تركنا و نسانا؟ أننا مهملون بهذا الكون وحدنا؟


    اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42)اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ (44) قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَىٰ (45) قَالَ لَا تَخَافَا ۖ إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ (46)


    نعود الى موسى عليه السلام، فبعد ان اجاب الله دعائه و من عليه نوبةً أخرى، أمره بالذهاب الى فرعون، انه عبدٌ من عبيد الله طغى و جاوز قدره فإدعى لنفسه الألوهية و جعل نفسه صنمًا يطوف حوله عبيد الله و اذاق الناس صنوفًا من الكفر و العذاب، اذهبا فحاربا ائمة الكفر و ادعيا الناس للحق الذي عرفتماه بقلبيكما و اخلصتما له و قولا لفرعون، قولا له قولاً لينًا لعله يتذكر او يخشى .. هل أرهف قلبك مثلما رهف قلبي؟ اتراه قفز من مكانه بعد ان سمع أمر الله نبيه ان يقول لطاغية إدعى الألوهية، أن يقول له قولاً لينًا لعله يتذكر او يخشى فيتوب و ينوب و لا يشقى؟ نعم، هذا مبلغ رحمة الله بعبيده و هذا سبيله الذي اراده لهم ( ما انزلنا عليك القرآن لتشقى ) ما اراد الله بخلقنا و عبادتنا له شقائنا، و هذا فرعون المجرم يحرص الله على هدايته فيطلب من موسى ان يذهب اليه لعقر داره و يقول له كلامًا لينًا يذكره بالله ربه و ادعياه لعله يعود الى الله و يتبع سبيلاً ارادها الله له و خلقه لأجلها،


    خاف موسى و هارون من طغيان فرعون عليهما و عدوانه، اليس الكفر و الطغيان عدوين للإيمان و التوحيد مذ خلق الله آدم؟ هي سنة الله في عبيده ان يُحارب الحق من اهل الكفر اينما حل و كان، و ان يخلصوا في سبيل محاربته كما يخلص اهل الحق في تبيانه، فلعل فرعون يتكبر على الحق الذي بيدينا و يتبع هواه فيسقط من عِل! ثم يأتيهما ردٌ من الله عظيم : ( لا تخافا انني معكما اسمع و ارى ) الله معهما..


    إن أخلصت بقلبك لله و عرفته حق المعرفة ثم اتبعت سبيله الذي اراد لا يصدنك عنه هوى، ثم اصلحت نفسك بعملك و التفت لتحارب الكفر اينما حل مُتكلاً على الله طالبًا عونه واثقًا من قدرته على نصرتك و رحمته بك غير مضطرب، فسلامٌ عليك أنت من الآمنين و الله معك، يسمع و يرى.


    _


    لعلك الآن تدرك شيئًا من الرحلة التي قُمت بها، شيئًا من ملامحها و من معالمها، من القلق و الاضطراب، و التعاسة و الاكتئاب، و البحث عن اجوبة لأسئلة تبدو بدون اجوبة، و البحث عن معنى لهذه الحياة التي مُنحت لي دون ان أطلب او اعرف لم مُنحتها ، الى أول خطوات معرفة الله بأول آية من سورة طه، الى تلك الدروس و العبر الإيمانية التي افدتها من قصة سيدنا موسى عليه السلام، الى ان ارتضيت لنفسي و رغبت ان تكون داعيةً للحق صادحةً به، و لستُ هنا ازعم ان قلبي كان من الطهارة و نفسي من الاخلاص بحيث ظهرت لي هذه التأملات اول مرة او اسلمت لما ظهر لي منها ببداية طريقي فلو كان هذا لما شقيت و ما تعبت، و لا أزعم ايضًا اني الآن من عباد الله العاملين المخلصين فالله اعلم بسوء عملي و خبث نفسي، لكن آمل ان تفيدك هذه الخلاصةُ كما افادتني و ان تشحذ نفسك لأن تكون من أهل الحق الهادين المهديين، متبعًا سبيل الأنبياء و الصديقين، و ألا تشقى فلا يعلم الشقاء الا من مر به، اعيذك منه و من موارده.


    ثم أني اطلب منك ان تعيد سماع السورة هنا،

    و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    أستغفر الله العظيم و أتوب إليه

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    1,276
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    إن أخلصت بقلبك لله و عرفته حق المعرفة ثم اتبعت سبيله الذي اراد لا يصدنك عنه هوى، ثم اصلحت نفسك بعملك و التفت لتحارب الكفر اينما حل مُتكلاً على الله طالبًا عونه واثقًا من قدرته على نصرتك و رحمته بك غير مضطرب، فسلامٌ عليك أنت من الآمنين و الله معك، يسمع و يرى.

    يا إلهي من أجمل ما قرأت ! سلمت يمينك يا واسطتنا ...زادك الله حكمة و ثباتا أختاه و جعلنا الله من الذين يتدبرون القرآن العظيم و يخشعون له آمين.
    " الصدق ربيع القلب ..و زكاة النفس ..و ثمرة المروءة .. و شعاع الضمير الحي.. ومناط الجزاء الالهي (هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم ...) و إنَّ الضمائر الصحاح اصدق شهادة من الألسن الفصاح "
    -بتصرف-
    "حقُّ الواعِظ أن يتعظ ثمّ يعظ، ويبْصِر ثمّ يُبَصّر، ويهتدي ثم يَهدِي، ولا يكون دفترًا يُفيد ولا يستفيد، ومَسنًّا يحدُّ ولا يقطع، بل يكون كالشمس التي تُفيد القمرَ الضوء ولها أكثر مما تفيده"!
    -الراغب الأصفهاني رحمه الله-

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    2,598
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي

    آمين..
    و ها قد عدتِ للمجاملة تشكرين عليها
    أستغفر الله العظيم و أتوب إليه

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    1,276
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    لا يا أختي لا أجامل و الله شاهد علي إنما هزتني هذه العبارة القوية التي إقتبستها التي إن صدقنا الله حقا و أخلصنا نياتنا له و إستطعنا وصول هكذا مقام فالله الحمد و المنة .
    " الصدق ربيع القلب ..و زكاة النفس ..و ثمرة المروءة .. و شعاع الضمير الحي.. ومناط الجزاء الالهي (هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم ...) و إنَّ الضمائر الصحاح اصدق شهادة من الألسن الفصاح "
    -بتصرف-
    "حقُّ الواعِظ أن يتعظ ثمّ يعظ، ويبْصِر ثمّ يُبَصّر، ويهتدي ثم يَهدِي، ولا يكون دفترًا يُفيد ولا يستفيد، ومَسنًّا يحدُّ ولا يقطع، بل يكون كالشمس التي تُفيد القمرَ الضوء ولها أكثر مما تفيده"!
    -الراغب الأصفهاني رحمه الله-

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    2,598
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي

    قوية بمعناها الصافي المأخوذ من القرآن لا بحبكها و صياغتها ، الله ييسر لنا بلوغ هذه المرتبة
    أستغفر الله العظيم و أتوب إليه

  6. #6

    افتراضي

    اشارك اختنا في ما قالت وهو ليس مدحاً انما هو شهادة تكون لك او عليكِ
    ولن اقول الا عرفتي فلزمي.
    ثبتكِ الله واياي وجميع الموحدين.
    قسا فالأسد تفزع من قواه
    ورق فنحن نفزع أن يذوبا
    أشد من الرياح الهوج بطشا
    وأسرع في الندى منها هبوبا

  7. #7

    افتراضي

    جزاك الله خيرا اختنا واسطة

    بالاتفاق و الاجماع فالقران كله عظيم

    لكني اجد ( مثلك) لذة خاصة في سورة طه

    و هل تعجبين ان قلت لك ؟

    بأنها كانت مؤنستي ايام تخلخلي


    لكن اضيف لها سورة اخرى لا زلت اسمعها يوميا تقريبا مع سورة طه و هي


    سورة الشعراء

    و من بداعة الاعجاز القراني


    بأنك لا تمل سماعه و لا قرائته ابدا

    ما يقارب العشر سنوات وانا اسمع هاتين السورتين لنفس القارئ يوميا تقريبا حتى اني حفظت اللحظات التي يقف فيها بل وحتى انفاسه !
    الكُفْرُ يُعْمي و يُصِم

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    2,598
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلمة ابن الاكوع مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا اختنا واسطة

    بالاتفاق و الاجماع فالقران كله عظيم

    لكني اجد ( مثلك) لذة خاصة في سورة طه

    و هل تعجبين ان قلت لك ؟

    بأنها كانت مؤنستي ايام تخلخلي


    لكن اضيف لها سورة اخرى لا زلت اسمعها يوميا تقريبا مع سورة طه و هي


    سورة الشعراء

    و من بداعة الاعجاز القراني


    بأنك لا تمل سماعه و لا قرائته ابدا

    ما يقارب العشر سنوات وانا اسمع هاتين السورتين لنفس القارئ يوميا تقريبا حتى اني حفظت اللحظات التي يقف فيها بل وحتى انفاسه !
    و اياكم أخانا الفاضل،
    سورتيّ ق و طه كانتا رفيقتيّ و لا تزالان، اياتهما بذاك الوقت كانت تهزني هزًا و الحق الا شيء كالقرآن كان يصل اليّ حقًا و لعلك تعجب ان قلت لك اني احيانًا كنت ارتعد خوفًا من بعض الآيات، اذكر مرةً دخلتُ غرفة اسلامية لأناقش اعضائها عن الالحاد بالتكست و قام احدهم بتشغيل سورة الحاقة فارتجفت خوفًا و خرجت من الغرفة بعد سماعي لبضع ايات منها و لم اعد الا بعد وعود منهم الا يشغلوا السورة مرةً اخرى بوجودي الا بإذن مني، كان طغيانًا بعيدًا عن الحق،
    شكر الله اضافتك.
    أستغفر الله العظيم و أتوب إليه

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    2,598
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي

    ولن اقول الا عرفتي فلزمي.
    ثبتكِ الله واياي وجميع الموحدين.
    اسئل الله الثبات لنا و لكم، جوزيتم خيرًا
    أستغفر الله العظيم و أتوب إليه

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    1,276
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أنا مؤنستي أيام تخلخلي أيضا ...هي سورة الجاثية لن أنسى أبدا أبدا الآيات الأولى منها بل أرددها و أنا في المختبر بين الكائنات و أثناء النظر في المايكروسكوب ...أو في قاعة الدرس أثناء شرح الأستاذ و لن تجد دفترا من دفاتري إلا وقد شردت و أنا أكتب آياتها العظيمة ...فيه.
    حم
    تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ
    إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّلْمُؤْمِنِينَ
    وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِن دَابَّةٍ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ
    وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاء مِن رِّزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ
    تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ

    ثم أتابع إلى الآيات التالية فأحس بالخوف و الرهبة و أن الله قد أقام علينا الحجة حقا و أن آياته الباهرات تفحم أي جاحد أو شاك بشكل قطعي ! وهي مبثوثة هكذا حولنا لهذه العبرة حقا و ليس فقط من أجل دراسة نفعية أو لمصلحة دنيوية شأن أغلبنا في التعامل مع نعم و آيات الله !بغفلة و تبلد و تعود أو حتى جحود من البعض و العياذ بالله!!!

    هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مَّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ
    اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
    وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
    قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُون أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ
    مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ

    و بمجرد التيه في دراسة و تأمل تفصيل بيولوجي صغير جدًّا ..لتفاجأ بحكمة الخالق الكبيرة و الدقة المبهرة و أن كل شيء بمقدار و على السراط كما حدده له الصانع العظيم ! حتى أصل إلى هذه الآيات العظيمة التي تدُلك و تنقلك من إتخاذ العبرة من إحكام الخلقة و دقة صنعتها و لمس صفات الحق سبحانه فيها بكل وضوح إلى غائية الحياة ككل كنتيجة منطقية و بديهية و أننا خلقنا بالحق و من أجل الحق و سنحاسب بدقة و عدل عن كل أفعالنا و لن يظلمنا الله أبدا ! و لك الدليل في خلقه !!! و أن لا شيء صدفة أو عبث أبدا ...بل الآيات مبثوثة في كل مكان و جعل لنا عقل لهذا السبب أساسا للتمكن من معرفتها و التدبر فيها ... هذا هو دور العقل حقا " الذي يُعجز عن تفسير سبب وجوده داروينيا " و أنه لا يزيح عن هذا الحق المبثوث في الكون و في كتاب الله المسطور إلا أعمى أو مجنون أو مؤله لهواه !

    هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمِ يُوقِنُونَ
    أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُون

    وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ
    أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ

    وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ
    وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
    قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ

    صدق الحق جل جلاله و من أعظم من الله قيلا..ما أعظم كلام الله ..ما أعظم قرآننا الذي ينبض بالحق و الحكمة و قوة الحجة!

    ذَلِكُم بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ
    فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
    وَلَهُ الْكِبْرِيَاء فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
    " الصدق ربيع القلب ..و زكاة النفس ..و ثمرة المروءة .. و شعاع الضمير الحي.. ومناط الجزاء الالهي (هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم ...) و إنَّ الضمائر الصحاح اصدق شهادة من الألسن الفصاح "
    -بتصرف-
    "حقُّ الواعِظ أن يتعظ ثمّ يعظ، ويبْصِر ثمّ يُبَصّر، ويهتدي ثم يَهدِي، ولا يكون دفترًا يُفيد ولا يستفيد، ومَسنًّا يحدُّ ولا يقطع، بل يكون كالشمس التي تُفيد القمرَ الضوء ولها أكثر مما تفيده"!
    -الراغب الأصفهاني رحمه الله-

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    2,598
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي

    أعجبني ان لكل منكما سور محببة اليه لمعاني تبرز فيها هي اقرب لنفسه، سورة الجاثية و التفكر بخلق الكون و دقائقه عند صاحب العقل العلمي و آيات الهداية و اللطف الإلهي عند مكتئب عبثي كمثال، و اتمنى لو ان كل اخ دخل هنا يخبرنا اي السور تحمل معاني اقرب اليه لنفيد كلنا و نتدبر هذه الآيات و لنعرف بعضنا اكثر فهذه الامور تكشف نواحي في ذات الانسان قد لا نعلم بوجودها او ندركها.
    أستغفر الله العظيم و أتوب إليه

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    1,276
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    و اتمنى لو ان كل اخ دخل هنا يخبرنا اي السور تحمل معاني اقرب اليه لنفيد كلنا و نتدبر هذه الآيات و لنعرف بعضنا اكثر فهذه الامور تكشف نواحي في ذات الانسان قد لا نعلم بوجودها او ندركها.
    نعم و أضم صوتي لصوتك ...بالتأكيد سستفيد من تأملات بعضنا فقد يرى البعض ما لا نراه في نفس الآية بما يفتحه الله عليه من نور و بصيرة.
    أرى يا واسطة أن مكان هذا الموضوع في غير هذا القسم أليس من الأفضل في قسم الحوار عن الإسلام أم أخطأت ؟ ما رأيك أختاه ؟
    " الصدق ربيع القلب ..و زكاة النفس ..و ثمرة المروءة .. و شعاع الضمير الحي.. ومناط الجزاء الالهي (هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم ...) و إنَّ الضمائر الصحاح اصدق شهادة من الألسن الفصاح "
    -بتصرف-
    "حقُّ الواعِظ أن يتعظ ثمّ يعظ، ويبْصِر ثمّ يُبَصّر، ويهتدي ثم يَهدِي، ولا يكون دفترًا يُفيد ولا يستفيد، ومَسنًّا يحدُّ ولا يقطع، بل يكون كالشمس التي تُفيد القمرَ الضوء ولها أكثر مما تفيده"!
    -الراغب الأصفهاني رحمه الله-

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    2,598
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي

    ما رأيك أختاه ؟
    وضعته هنا لأني لم ارده ان يُصبح مرتعًا لعبث الملاحدة، لكن ان رأى الاشراف ان قسم الحوار عن الاسلام افضل فلا مانع عندي من نقله.
    أستغفر الله العظيم و أتوب إليه

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. تأملات فى المعجزة
    بواسطة القلم الحر في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 69
    آخر مشاركة: 03-08-2013, 06:45 PM
  2. تأملات
    بواسطة سرهد في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 01-03-2011, 11:18 AM
  3. سؤال: هل الاختيار شيء وجودي ؟
    بواسطة حيادي في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-11-2010, 11:45 AM
  4. تأملات تربوية فى سورة الشعراء
    بواسطة سيف الكلمة في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-13-2006, 09:56 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء