المتخلفون والمتقدمون
عندما يناقش نصراني عربي أو ملحد عربي أحد المسلمين ويريدان اللإنتقاص منه ، فإن اسهل شيء هو ان يقولا له: أنتم متخلفون والمسلمون متخلفون ! وغالبا ما تكون هذه العبارات خاتمة النقاش بعد أن يعجز هؤلاء عن اقناع المسلم بوجهة نظريهما .
على اساس أن النصارى العرب والملحدون العرب الذين يعيشون في مجتمعات عربيه وإسلاميه متقدمون كثيرا فإن سألتهم يا من تقولون اننا متخلفون أين هو تقدمكم ؟ يقولون لك : نحن لم تتح الفرصه لنا حتى يبرز فينا متقدمون وأن نقدم لمجتماعاتنا مواهبنا واختراعاتنا واكتشافاتنا ... الخ الخ وكأن المسلمين أتيحت لهم الفرصه لكي يقدموا مواهبهم واختراعاتهم واكتشافاتهم .
إن التقدم العلمي يجب أن ترعاه دول تنفق على الباحثين وعلى البحث العلمي وعلى الجامعات وهو لا يتم إلا عن طريق نظام سياسي ، فهل الإسلام هو النظام السياسي الذي يحكم مجتمعاتنا العربيه والإسلاميه ؟ إن من ينظر الى الانظمة الحاكمة في المجتمعات العربيه والإسلاميه يجدها أنظمه معاديه للاسلام أولا أو على الاقل للاتجاه الإسلامي ويجدها انظمه فرديه مصلحيه ثانيا لا يهمها لا الإسلام والعروبه ولا التقدم العلمي .
اذن لماذا يتهم هؤلاء الاسلام انه هو سبب تأخرنا !؟ وهو لا يحكم ومحارب في بلاده !؟
ثم هل التقدم هو مجرد أن تصبح نصرانيا أو ملحدا أو أن تنسب نفسك للغرب المتقدم !؟
ان الناظر يجد كثير من الدول والمجتمعات النصرانيه متخلفه كما انه يجد دولا وثنيه متقدمه مثل اليابان وبعض الدول الإسلاميه التي يمكن ان يقال ان فيها شيئ من التقدم مثل تركيا وماليزيا ، اذن هل الدين هو سبب التخلف ؟
الحقيقه أن هؤلاء الذين يدعون أننا متخلفون يشعرون بالنقص لانهم قله في المجتمعات العربيه والإسلاميه ويعيشون في محيط مختلف عنهم تماما فينسبون أنفسهم الى الغرب المتقدم علميا وكأنهم امتداد له ، فهم ليسوا متقدمون لانهم متقدمون حقا بل لانهم ينسبون انفسهم للتقدم .
Bookmarks