المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام بن الزبير
وغير بعيد عنهما كان لا أدري يحتسي فنجانا من القهوة, فحرك رأسه متأففا ثم انخرط في النقاش:
اللاأدري: بل إنكما اقتسمتما الغباء شطرين, ولو أنصفتما لما كنتما إلا لا أدريين فهذا أقصى ما يناله من كان مثلنا.
نظر إليه الملحد مغضبا وقال:
الملحد: بل الالحاد هو الحل, فلسنا نرى إلا مادة, فكيف لا ننكر ما سوى ذلك؟
اللاأدري: حدثني عن إنكارك هذا, أعلى يقين بنيته؟
الملحد: يوشك العلم أن يوصلني لليقين.
اللاأدري: أوشك وكاد من أفعال المقاربة, أخبرني عن حالك الآن!
الملحد: عدم وجود تفسير مادي للكون لا يعني وجود خالق.
اللاأدري: وعدم قطعك بشيء يجعلك لا أدريا.
اللاديني: أما أنا فما نفرت من الالحاد إلا لهروبي من هذا الفخ.
اللاأدري: لقد وقعت في أكبر مما هربت منه.
اللاديني: كيف ذلك؟
اللاأدري: فتحت عليك باب شر, فأنت تقر أن لفكرة الخلق وجها.
اللاديني: أنا أقول ذلك تجوزا, أتحدث عن الخالق ولا أقصد إلا الطبيعة وقوانينها.
اللاأدري: لكنك بذلك تقر أن الكون شيء عجيب يفتقر إلى تفسير.
اللاديني: ألسنا كلنا كذلك؟
اللاأدري: بلى, لكن أين كانت الطبيعة وقوانينها كامنة قبل الانفجار الكبير؟
اللاديني: همممم اممم اححح هههم ححح, نظرية الأوتار الفائقة تقول... أما الأكوان المتوازية... في الحقيقة الأمر محير فعلا.
اللاأدري: صدفة عليك, محير, لماذا هذا القناع إذن أيها الزميل, كلنا لا ندري: حين نقرر إنكار وجود ذات عليا خلقت كل شيء ورتبت مقادير كل شيء كما يزعم المؤمنون فإن أقصى ما نصل إليه أن نقر بأننا لا ندري شيئا.
Bookmarks