صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123
النتائج 31 إلى 36 من 36

الموضوع: مجرد سؤال هل الاله عادل ؟

  1. #31
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    الدولة
    الاردن
    المشاركات
    150
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم,,,

    أخي الحبيب الغالي مجرّد إنسان أُشدد فديتك روحي و دمي بإخوة الإسلامي فما علينا إلا تقبل النصح في جانب الصواب و التنبيه عل ما علاه من خطأ إن وجد,

    أخي الحبيب أشاطرك الرأي في أن هناك كثير من المراهفة الفكرية عند زملائنا من الملاحدة و إن كنت أفرغ وسعي و أحمل على أن لا أتسرع في الحكم على شخص و إن كان ملحدا الا أن زميلنا هنا رفض تحرير المصطلح (العدل) و رفض ان يبين لنا فحق لك كلامك بالشدة و صحيح ما علينا إلا هداية الرشاد و لكن مقدارها فيها الانسان في سعة و حدّها و ضابطها و ما يره الشخص في نفس المتكلم (من كلامه) له إعتبار فعليه يصعب ضبط المسألة بكلام عام مع مشاركتي لك أن هناك (هطل فكري) يقود الى (طفح الكيل ) و لا تدعه يطفح بل و واضب على النصح لإخوانك فكم فقد المنتدى من ينابيع لهذه الاسباب لا نريد أن نشارك في فقد مصادر لمعرفة و الرقي أٌخرى و عليه يا غالي أشدد و حدد ,,

    و ربما لو وضعت الادارة ضوابط لتحديد إن جاوز الزميل حده (مسلم بعدم الاهلية) و (ملحد بعدم الاهلية ايضا) ولو كانت لجنة صغيرة ربما تحل بعض الامور و الله ولي التوفيق و وسع الكيل رعاك ربي و أسدل عليك كريم نعمه...

  2. #32
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    الدولة
    الاردن
    المشاركات
    150
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    المقال الرائع الذي أشار له أستاذنا مجرّد إنسان للفائدة بارك الله فيكم و لزيادة العلم و الفهم..

    الخصم الأكبر

    لشيخ: فهد بن صالح العجلان:

    لطالما طرق أذني هذا المعنى، وكثيراً ما يعاد ترداده في مناسبات عديدة، هذا المعنى يتلخَّص في العبارة التالية: ( ضرورة تقديم خطاب عقلاني وبرهاني وعلمي لدعوة الناس إلى الإسلام، وأنَّ سبب جفولهم عن الإسلام راجع إلى ضعف الخطاب الموجَّه إليهم).

    ليس لي تحفُّظ كبيـر يمسُّ صحَّة هذا المعنى، لكنني كلما سمعتُ هذه العبارة قفز إلى ذهني المناظرات العلمية والإعجاز العلمي فأجد أن دورها في دعوة الناس إلى الإسلام، وأثرها على أعداد الداخلين في الإسلام أضعفُ وأبعدُ بمراحل كثيرة من دور الموعظة الحسنة أو التعامل اللطيف أو الخطاب العقلي الميسَّر، وهو ما جعلني أشك في حقيقة هذه الضرورة التي تكرَّر علينا في كل حين، ليس انتقاصاً لأهمية الحديث العقلاني والعلمي أو شكاً فيه؛ وإنما أشعر أنه يتضخَّم أمام ناظرينا فيتشكل بأكبرَ من صورته الحقيقية.

    عدتُ إلى كتاب الله - تعالى - وبدأت في قراءته من فاتحته لأتلمَّس الطريق الصحيح في التعامل مع هذه الأمر، ولم أكد أنهي بعض أجزاء منه حتى ذهلت من الحقيقة التي ظهرت لي بجلاء، لم تكن جديدة عليَّ ولا أظنُّها تخفى على أحد؛ لكن ميزة النظر في القرآن أنه يرتِّب الأولويات في عقل المسلم ويعيد تشكيل نظرته إلى الأمور لتبدوَ في وضعها الصحيح.



    الحقيقة الأولى

    بدت لي حقائق شرعية ناصعة البيان يجب أن تكون أمام أنظارنا في قضية الإيمان: أن الهداية إلى الإسلام نعمة ومنَّة من الله على أهل الإسلام {كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ} [النساء: 94]، يختار الله لها و {يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ} [البقرة: 105] وأمرها إلى الله فـ {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ} [البقرة: 272]؛ فلن يدخل أحد في الإسلام إلا بعد أن يشرح الله صدره لذلك {فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإسْلامِ} [الأنعام: 125]،وهذا ما يجعل من ثناء أهل الإيمان قولهم {وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} [الأعراف: 43]، حتى من دخل في الإسلام فلن يستقيم على أحكام الشريعة إلا بفضلٍ من الله {وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إلاَّ قَلِيلاً} [النساء: 83].



    الحقيقة الثانية

    وهذه الحقيقة توصلنا إلى أن الله يحول دون وصول بعض الناس إلى الإسلام؛ فلا يتمكن مِن فهم الحقِّ ولا ينشرح صدره له {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ} [البقرة: 7]، {وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا} [الإسراء:46]، {الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَن ذِكْرِي وَكَانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا} [الكهف: 101]. وجاء في ذلك التحذير المخيف {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْـمَرْءِ وَقَلْبِهِ} [الأنفال: 24].

    فإذا لم يُرِد الله هداية إنسانٍ إلى الإسلام فلن يملك أحد له شيئاً {أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ} [النساء: 88]، وقال نوح مخاطباً قومه: {وَلا يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إن كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ} [هود: 34]؛لأن القاعدة الشرعية الراسخة في نفوس المسلمين جميعاً أنه {وَمَن يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا} [المائدة: 41]؛ فهم محجوبون عن الهداية، بل يصرفهم الله عنها لِـمَا علم من حالهم {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْـحَقِّ وَإن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُوا بِهَا وَإن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً} [الأعراف: 146].

    هاتان الحقيقتان تزيحان الستار عن ناظرَي المسلم بأنَّ فهمَ الإسلام والاقتناعَ به لا يعني الدخول فيه، وأن من يرفض الدخول في الإسلام فليس لأنه لم يفهم الدليل ولم يقتنع به، لكن ثمَّ أمر آخر فوق هذا كلِّه، هو إرادة الله ومشيئته؛ فالهداية ليست مرتبطة آلياً بالدليل العقلي؛ فإذا رفض شخصٌ الإسلام بحثنا عن المزيد من الدلائل العقلية واجتهدنا في الإقناع تلو الإقناع، بل هي هداية وانشراح قبل ذلك وبعده، وهذا يضع (الدليل العقلي) في مكانه الصحيح فلا يطغى ويتضخَّم ليُرْبك المفاهيم والأولويات الشرعية.



    الحقيقة الثالثة

    أن الدلائل العقلية ليست على الوجه الذي يريده الكفار؛ فإنهم يقترحون دلائل معيَّنة فلا تُحقَّق لهم {فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُوا لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ} [هود: 12]، وطالَبُوا {وَقَالُوا لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنْبُوعًا 90 أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا} [الإسراء: 90 - 91]؛ فهذه دلائل طلبوها حتى يقتنعوا بالإسلام فلم تحصل لهم، وهو ما يعني أن الدلائل العقلية لا يجب أن تكون بحسب ما يريد الكافر.



    الحقيقة الرابعة

    أنَّ الكفار يعتقدون أنهم على حقٍّ {إنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ} [الأعراف:30]، {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْـحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف: 104]، ولديهم قدرة على المحاججة والمجادلة عن باطلهم {وَإنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ} [الأنعام: 121]، {وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْـحَقَّ} [الكهف: 56].

    فبقاء الكافر معتقداً أنه على حق ويسير في طريق صحيح، سنَّةٌ كونية أرادها الله ولا مبدِّل لما أراد؛ فالإنسان ليس بقادر على أن يقدِّم دليلاً عقلياً يكون قاطعاً لأي أحد ولكل مجادل ويكون حالُ منكره كحال من ينكر الأرض التي يمشي عليها، بل سُنة الله أن يبقى أكثر الناس على ضلال {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} [يوسف: 103].



    الحقيقة الخامسة

    أن سبب ضلال كثيرٍ من الناس ليس لعدم فهمهم لدلائل الإيمان والتوحيد، بل لما في نفوسهم من أهواء وأدواء: وفي (القرآن) ذِكْر لكثير من هذه الأهواء: المال {وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً} [البقرة: 41], والتلبيس {وَلا تَلْبِسُوا الْـحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْـحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 42], والإعراض {ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ} [البقرة: 83], والحسد {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّنْ بَعْدِ إيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم} [البقرة: 109],والتعصُّب للآباء {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا} [يونس: 78]، وحب الدنيا {زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْـحَيَاةُ الدُّنْيَا} [البقرة: 212]... وغيرها كثير.



    الحقيقة السادسة

    قيام الدنيا على الابتلاء والتمحيص: فمِن سنَّة الله أن يُجري على أهل الإيمان الابتلاء والاختبار {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْـجَنَّةَ وَلَـمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ} [البقرة: 214], وقد بيَّن الله حكمة هذه السنَّة الربَّانية {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْـمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْـخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} [آل عمران: 179]، فقضية الإيمان ليست مسائل عقلية تُفهَم أو لا تُفهَم، بل تحتاج النفوس مع ذلك إلى اختبارٍ وامتحانٍ ليظهر الثبات والصبر وتقديم مراد الله، وهذه معانٍ شرعيةٌ عظيمةٌ هي أسمى بكثير من فَهْم الدليل أو عدم فهمه؛ ولذلك يتكرر في القرآن وَصْف المؤمنين بالتزكية والثبات والإخبات والانقياد، وهو ما يعني أن الإيمان ليس فَهْماً للدليل بل خضوع وانقياد وتسليم لله ربِّ العالمين، وهو ما تأنف عنه كثير من النفوس ولا يكفي فهمها للدليل لتصل إلى هذه المنزلة.



    ما الذي نخلص إليه بعد استحضار هذه الحقائق القرآنية؟

    نخلص إلى أنَّ موضوع الإيمان ليس قضية عقلية صِرفة، تتوقَّف على مدى قدرتنا على تقديم خطاب عقلاني مذهل، وأنَّ كثرة المعادين للإسلام وعلوَّ أصواتهم ليس ناتجاً بالضرورة عن ضعف الدليل العقلي الذي يسمعونه من المسلمين، بل وراء ذلك أسباب عدَّة تفتح لذهن الداعية فضاءً واسعاً للتفكير في كيفية الدعوة إلى الإسلام؛ فلا يغلق ذهنه على صورة واحدة تتضخَّم في الذهن بسبب عوامل خارجية. إن هذا - قطعاً - ليس تقليلاً من الدلائل العقلية أو تهويناً من قدرها، بل إن القرآن مليء بالبرهنة والاستدلال العقلي واستحثاث أهل العقول ونعيٌ على أهل الشرك تعطيلهم لعقولهم.

    إن حضور هذه الحقائق يفتح أمام أنظارنا النتائج التالية:

    1- أن الخصومة الحقيقية والمشكلة الأكبر التي تصدُّ الناس عن الإسلام ليست الدلائل العقلية بقدر ما هي (الأمراض) التي تسكن النفوسَ: من كِبْر وحسد وحبٍّ للمال والجاه، أو التعصُّب لِـمَا عليه المجتمع والإرث، أو الإعراض وحب الدنيا، ولعل هذا يفسِّر أن أكثر الداخلين في الإسلام ينقادون إليه من دون حاجة لخطاب ذي مواصفات عالية في البرهنة والعقلانية.

    2- أهمية العناية بالوسائل التي تعالج أمراض النفوس وأدوائها: فالوعظ، والترغيب، والترهيب، والتذكير بالبعث والمصير له دور عظيم في دخول الناس في دين الله أفواجاً، وسيلفت نظرك حين تقرأ دلائل القرآن أن الخطاب الوعظي حاضر بقوَّة في مجادلة الكفَّار، فتأمل في الآيات التالية : {فَإن لَّمْ تَفْعَلُوا وَلَن تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْـحِجَارَةُ} [البقرة: 24]، وقوله - سبحانه -: {وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انتَهُوا خَيْرًا لَّكُمْ} [النساء: 171]، وقوله {وَإن لَّمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [المائدة: 37] بل إن من حكمة الله في إرسال الآيات {وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إلاَّ تَخْوِيفًا} [الإسراء: 59]؛ فهذا خطاب الله الذي خلق هذه الأنفسَ ويعلم ما تحتاج إليه، وهو معنى يغفل عنه كثيراً مَنْ يغرق في العناية بالدلائل العقلية فيكون جلُّ تفكيره وحديثه في محاولة الإبداع في استخراج الدلائل التي تقنع المخالف - وهو مطلوب حسن - لكنه يغفل عن أثر الوعظ في هداية الناس.

    3- الاعتدال في تقرير وتقديم الدلائل العقلية: فدورها أن تبيِّن الحق للشخص وليس أن تدخله في الإسـلام، وحينما لا ينشرح صدره للإسلام فإنه قادر على المجادلة وإثارة الملفات المختلفة إلى ما لا نهاية، وكثيراً ما تختفي الأهواء والأمراض والحظوظ الشخصية في قوالب الدلائل العقلية التي يقدِّمها المجادل، فتكون غلافاً لأهواء النفوس من حيث يشعر أو لا يشعر؛ ولهذا يكثر في خطاب القرآن تسمية حجج الكفار بالأهواء {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم مِّنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ} [البقرة: 145]بل كلُّ من يُعرِض عن اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فهو متَّبع لهواه {فَإن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ} [القصص:50]، وحين يكون بعض الناس بحاجة للدلائل العقلية المعقَّدة والمركَّبة والدقيقة فيجب أن يكون ذلك بحسب الحاجة؛ لأن أكثر الناس في غنى عنها.

    4-مراعاة النفوس التي يُعرَف من حالها الصدق والبذل وحبُّ الخير للناس أو الضعفة منهم: فمثل هؤلاء أقرب لأن تكون نفوسهم مهيَّأة لقبول الحق {وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأَسْمَعَهُمْ} [الأنفال: 23]؛ لأن سوء بعض الناس يكون سبباً لأن يحرمه الله من الهداية، فكما قال - تعالى -: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} [الصف: 5]، حتى لو جاءتهم الدلائل العقلية الواضحة البينة فإنهم لا يستفيدون ولا ينتفعون، بل قد يزيدهم سماع الحقِّ ضلالاً وفساداً كما قال - تعالى -: {وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إلاَّ طُغْيَانًا كَبِيرًا} [الإسراء:60]، وقال - سبحانه -: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إلاَّ نُفُورًا} [الإسراء: 41]،بل حتـى لــو أتاهـم الدليــل عيـاناً بيـاناً وتحقَّــق لهم حسـب ما يريدون فلن ينتفعـوا به {وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ 14 لَقَالُوا إنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ} . [الحجر: 14 - 15]

  3. #33
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    1,276
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ولكنّها ذنوب الخلوات وخفايا الصدور {وما تُخفي صدورهم أكبر} { إنه عليم بذات الصدور}

    ولكنّه ظلم العبد لنفسه: { وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون}

    فلماذا الاستجداء والتوسّل والاستعطاف وتقديم الدلائل لقلوبٍ علاها الران حتى صدئت؟؟؟ ومن قال لكم أن كلّ مخالفٍ ينقصه الدليل الذي غاب عنه حتى يعود إلى رشده؟؟

    ألا تعلموا أن من كان متجرّداً للحق يعلم علم اليقين بوجود آلاف الدلائل المنثورة في آلاف المواضيع المنشورة والمبثوثة هنا في المنتدى وفي غيره؟؟

    أكنتم تزعمون أنّه أجهد نفسه في البحث عنها واستفرغ وسعه فقرأها كلّها فلم يصل إلى القناعة العقليّة؟؟؟

    أليس منكم رجلٌ رشيد يتأمّل في فحوى قضيّته:

    "هو ملحد يُنكر وجود الله....لأنه يزعم أن الله ليس بعادل"؟

    يجمع بين نفي الوجود وإثباته في سياقٍ واحد؟؟؟

    أتظنون أن هذه السذاجة العقليّة تفتقر إلى دليل؟؟؟ أم أنها تفتقر إلى واعظٍ يوقظ ضميره؟؟

    في الصميم جزاكم الله خيرا ، فلا تحرمونا من نصحكم وتنبيهاتكم في شكل مداخلات من هذا النوع أو مواضيع توجيهية فنحن لسنا إلا في أول الطريق.. قد تدفعنا الحماسة و العاطفة...فقط ! فنخالها نفحة الحق تجرنا و ما هي إلا إستدراج لفخ نصبته قلوب غلف متكبرة ..والحاصل مجهود بلا طائل و صرف عن النافع المفيد حقا ...

    والله نحن الأولى بالنصح و التوجيه .
    " الصدق ربيع القلب ..و زكاة النفس ..و ثمرة المروءة .. و شعاع الضمير الحي.. ومناط الجزاء الالهي (هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم ...) و إنَّ الضمائر الصحاح اصدق شهادة من الألسن الفصاح "
    -بتصرف-
    "حقُّ الواعِظ أن يتعظ ثمّ يعظ، ويبْصِر ثمّ يُبَصّر، ويهتدي ثم يَهدِي، ولا يكون دفترًا يُفيد ولا يستفيد، ومَسنًّا يحدُّ ولا يقطع، بل يكون كالشمس التي تُفيد القمرَ الضوء ولها أكثر مما تفيده"!
    -الراغب الأصفهاني رحمه الله-

  4. #34
    تاريخ التسجيل
    Aug 2011
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    1,970
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    5

    افتراضي

    دائماً احى مجرد أنسان ما يحتاج الأخوه لنصح أخيهم الأكبر فلا تبخل علينا بذلك ولاتحرمنا من جميل نصحك ولكن أرفق بنا أخى وإن تكرر الأمر فلك العصا ، بارك الله فيك أخى الحبيب ونفع بك ...اللهم آمين ..
    الإنسان - نسأل الله العافية والسلامة والثبات - إذا لم يكن له عقيدة ضاع، اللهم إلا أن يكون قلبه ميتا، لان الذي قلبه ميت يكون حيوانيا لا يهتم بشيء أبداً، لكن الإنسان الذي عنده شيء من الحياة في القلب إذا لم يكن له عقيدة فإنه يضيع ويهلك، ويكون في قلق دائم لا نهاية له، فتكون روحه في وحشة من جسمه
    شرح العقيدة السفارينية لشيخنا ابن عثيمين رحمه الله .

  5. #35

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lightline مشاهدة المشاركة
    أزيد على كلام أخونا الاسلام هو الدين الوحيد الذي لم يرتد عنه أحد مشايخ الاسلام او العلماء
    أتحدى أهل الالحاد أن يذكروا لنا عالم أو شيخ مسلم أرتد ؟
    بخلاف الاديان الاخرى
    ####

    هذا شيخ اسلامي سابق أصبح ملحدا.

    -المقصود أن يكون عالما مشهودا له بالعلم . ردة من هذه حاله نادرة جدا عبر التاريخ , ومع هذا من قدمته ليس معدودا في علماء الأمة الإسلامية (إشراف)
    التعديل الأخير تم 06-14-2012 الساعة 01:33 PM

  6. #36
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    المشاركات
    728
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رامى11 مشاهدة المشاركة
    انا ليه تجربه انى اسلمت ولكن كنت عارف انى هرجع تانى لان الشك مش بيروح الا بدليل ولا يوجد دليل قوى يخلى الشك يروح وده انا متاكد منه انا على فكرة اسلمت من حوالى شهرين ولكن شوفت كام موقف كده خلانى افكر تانى هل الله عادل بالتاكيد لاء واقرب مثال افضل محاورين عندكم وافضل شيوخ عنكم وافضل شباب محترم عندكم لو كانوا مسيحين مثلا كانوا هيدفعوا عن المسيحيه ولو كانوا يهود كانوا هيدفعوا عن اليهوديه يعنى الدين وراثة واعتقاد وحياة ولا يوجود شىء مرتبط بالعقل لان كل دين عنده للدين الاخر عيوب كتير من وجه نظر الاخر صاحب الدين لن يراها لكن الدين الاخر يراها صاحب الدين يرى انه امر عادى الدين الاخر يرى انه شىء شاذ وفى النهايه فى ناس محظوظة وناس لاء وهتقلوا ربنا ادى لكل واحد عقل لو على العقل كان كل الاذكياء اجتمعوا على دين واحد لكن يوجد علماء فى الاسلام ويوجد فى الاديان الاخرى وكمان فى حاجة مهمه الانسان البسيط يعمل ايه الذى لا يقدر ان يفهم الدين الاخر انا عايز اعرف رايكم فى هذه النقطة بالذات لو انسان بسيط لا يقدر عقله على المقارنه بين الاديان ما مصيره بالظبط وكمان لو الاله عادل لماذا انا وناس كتير نفسها تؤمن او عايزة تعرف الحقيقة ولا يقدم اى دليل نريده
    دعك من غيرك وانظر إلى دلائل وجود الله تعالى ودينه الحق بنفسك ! وعليها حاور واذكر لنا ما يمنعك منها ؟
    وأما إذا كان الذي يمنعك هو أن الله تعالى غير عادل - في نظرك وعلمك القاصر - فهذا دليل الإلحاد النفسي ! إذ ما دخل الظلم - بفرض صحته وحاشاه - بالوجود من عدمه ؟! وكما قال أستاذنا أبو مريم , هل لأن الحكومة المصرية ظالمة = أنها غير موجودة ؟
    نصيحتي زميلي المتذبذب - وذبذبتك دليل حريتك التي تنقض وصف الله بالظلم - جادل في سبب إلحادك بمعنى عدم وجود الله , أما حين تتثبت من وجود الله , فساعتها اسأل عما بدا لك من صفاته وأفعاله في تلمس الحكمة منها وساعتها سيكون للحوار معنى وقيمة ومردود وهدف

صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. سؤال عاجل
    بواسطة جندي الخلافة في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 07-02-2010, 02:06 AM
  2. مجرد سؤال
    بواسطة أحمد شاهر في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-27-2009, 12:52 PM
  3. مجرد سؤال
    بواسطة khalid59 في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 03-28-2009, 11:09 PM
  4. مجرد سؤال
    بواسطة نصرة الإسلام في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 03-26-2008, 06:15 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء