يعلم الله أختي الفاضلة أني لم أكذب في أي كلمة كتبتها في مشاركتي الأخيرة ...
وإشارتي إلى عاطفتك الواضحة في تناول هذه المسائل : هي من باب اتخاذ العذر لك :
ثم العذر لي لعدم النقاش مجددا ًفيها لأن العاطفة + قلة الخبرة في الحياة يعملان على :
وضع معاني الكلام ونزوله على قلبك على غير موضعه ...
وأنا هنا فقط - ودفاعا ًعن الشيخ سيد سابق رحمه الله على ما في كتابه من أخطاء - :
أقول توضيحا ًلما ذكر واستنكرتيه بعاطفتك قبل التفكر فيه وتقليبه على أوجهه كما أراده الكاتب :
فأنت قلتي :ولا نعلم امرأة امتنعت عن ذلك , ولا يسوغ لها الامتناع بل كانوا يضربون نسائهم إذا قصرن في ذلك , ويأخذونهن بالخدمة
أقول :هذا السطر الأحمر لو قيل في العبيد لأنكرنها!
تخيلي أنك امتلكتي عبدا ً: ثم تمنع عن طاعتك في أي شيء !!!.. ماذا سيكون رد فعلك معه ؟!
وخصوصا ًوأنت لا تأمرينه بما لا يطيق ولا يقدر : بل بما يطيق ويقدر كما علمنا الإسلام ؟!!!..
ثم ما بالك أنه لو توقف عن الامتناع : استبدله بالتقصير في الخدمة من باب العناد !!!..
ألن تكون الجملة التي ذكرها المؤلف هنا رحمه الله لا يوجد فيها ما يُستنكر أو يُستشنع :
وخصوصا ًوأن الضرب له في ديننا شروط : حتى للعبد !!!.. وكما في الحديث الصحيح الشهير :
" اعلم أبا مسعود : لله أَقدر عليك : منك عليه " !!.. فأعتقه الصحابي خوفا ًمن عذاب الله !
والآن ...
ماذا لو جاء الرجل من عمله متعبا ًمرهقا ً: فيأمر زوجته بطعام يسد به رمقه : فلا تطيع !!!..
بنظافة يتقي بها فوضى ما فعله الصغار في البيت بل وفي غرفته التي يستريح وينام فيها :
فلا تطيع !!!.. بخروج : لا تطيع !!.. بدخول : لا تطيع !!.. بإعداد الطعام لضيفه : لا تطيع !
وهو يعلم أنه بإمكانها فعل كل ذلك !!!..
ونصحها : وهجرها في المضجع : ولا استجابة !!..
فلم َاللوم هنا مع هذه الزوجة الناشز إذا ضربها كما ذكر الحكيم جل وعلا في قرآنه ؟!!!..
فهذه هي النظرة التي ينظر بها مثلي لكلام العلماء وإنزال كلامهم في منازله : وليس حمله علىولا نعلم امرأة امتنعت عن ذلك , ولا يسوغ لها الامتناع بل كانوا يضربون نسائهم إذا قصرن في ذلك , ويأخذونهن بالخدمة
أسوأ ما يحتمل من المعاني !!!..
وكما قلت لك أختي الفاضلة ...
العاطفة الزائدة + قلة خبرات الحياة للإلمام بالظروف والملابسات المحتملة واختلافاتها :
كل ذلك لن يساعدك في أن تصلي لراحة ً(شرعية) منشودة من بحثك في مثل هاتيك مسائل ..
وأرجو ألا تظني في مشاركتي تلك شدة ًعليك أو شيء من هذا القبيل : فوالله ما لك عليّ
إلا النصح بما يرضي الله تعالى ورسوله ...
ولو أنك صرفتي من الوقت وبكتاباتك الجميلة ما ترشدين به بنات آدم لأهمية الأمانة التي
في أعناقهن في كونهم ربات بيوت المسلمين ورجال الغد : وما عليهن إتقانه وتعلمه في
ذلك الصدد : لكان من الخير المتصاعف ومن الصدقة الجارية لك كلما عملت أو استفادت
به إحداهن ولو بعضه ....
وأما ما تشكين منه أختنا من ظلم وتعنت إلخ : فاعلمي أن شيوخ المسلمين ودعاتهم وعلمائهم
ومفتيهم : لديهم أزواجا ًوبناتا ًوأمهات : ويستطيعون الدفاع عن حقوقهن بشرع الله وبالكلمة :
ربما بأوفق منك لسعة اطلاعهم وفقههم ...
وفقك الله عز وجل وهدانا وإياك لما يحب ويرضى ...
Bookmarks