السلام عليكم ورحمته الله وبركاته .. كيف حالك أخت مسلمة أتمنى أن تكوني في تمام الصحة والعفو والعافية ...
يسعدني الحوار معك ..
في الحقيقة أريد أن أتحاور معك في عدة أمور على ضوء القرآن والسنة ...
ولكن قبل أن أبدا أريد أن أعرف رأيك في الحوار الذي دار بيني وبين أبو حب الله مشكورا على ما تفضل به ...
كما قرأتي الحوار ...
كان سؤالي عن خدمة الزوجة للبيت وليس عن حكم طاعة الزوج ... ربما يرى البعض المبالغة في مسألة بسيطة ولكن العبرة ليس بعرض القضية بعينها وإنما نقطة أريد أن أصل إليها ..
وخدمة الزوجة للبيت مسألة لا يوجد بها نص شرعي واضح لذلك أختلف العلماء في هذي المسألة وكان للمذاهب الأربعة آراء كل على حسب فهمه ووجهة نظره
المسألة هذي التي طرحتها هي مسألة بسيطة وخاصة جدا (الزوجين هما من يقرران ذلك في حيتهما ) ليس لي ولا لغير إلزام أحد بأريه
هل سؤالي له علاقة باصول الدين وثوابته ...
يعني يا أختي انا طرحت مسألة أقرب من أتكون إجتماعية أكثر منها تكون دينية بحته...
أليس من الظلم أن يكون ضمن رد أبو حب الله هذا القول ...
والشاهد :
أننا لو أخذنا الدين عن تصرفات وآراء وهوى فلان وفلانة : فلن يتبقى ثابت واحد لنا في الدين !!!..
يا أخت مسلمة الثوابت والإصول في الدين ومنها العبادات مسائل ثابتة لم يختلف عليها أحد وأنا لم أتعرض لا من قريب ولا من بعيد عن ثوابت الدين وأصوله
النقطة الثانية ...
اريد أن الفت إنتبهاك لنقطة هو قول لعطاء بن رباح أنه كان يلوم علماء عصره في تخلفهم عن تعليم النساء
المرأة في الجاهلية كانت تؤد جسديا تحت التراب وتؤد فكريا إن بقيت حية كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ""والله ما كنا نعد النساء شيء حتى نزل فيهن مانزل وقُسم لهن ما قُسم "" وعندما جاء الإسلام قضى على هذا الوئد الجسدي والفكري ...
فأصبحت المرأة في قمة الإزدهار في العلم والفهم والردود القوية ومن ذلك عائشة رضي الله عنها وهي قدوة لنا نحن المسلمات نقتدتي بعائشة بقوتها في الكلمة وحبها للعلم وقوة شخصيتها في الحق ....
أذكر لك مثلا :-
عن عمر بن الخطاب قال ..... إنه دخل على حفصة فقال لها : يا بنية إنك لتراجعين رسول الله صلى الله علية وسلم حتى يظل يومه غضبان ؟ فقالت حفصة :والله إنا لنراجعه فقلت : تعلمين أني أحذرك عقوبة الله وغضب رسوله صلى الله علية وسلم ... قال : فدخلت على عائشة فقلت: يا بنت أبي بكر أقد بلغ من شأنك أن تؤذى رسول الله صلى الله علية وسلم ؟ فقالت : مالى ومالك يا ابن الخطاب ، عليك بعيبتك (1)
(1) أي عليك بوعظ ابنتك (حفصة ) والعيبة في كلام العرب ما يجعل الإنسان فيها أفضل ثيابه ونفيس متاعه فشبهت ابنته بها ... رغم أنها لن أقول ضره لها ولكن شريكه معها في الزوج!
العبرة ... أن المرأة عندما تعلمت وتربت التربية الإسلامية الراقية ... أصبحت بهذا النموذج الرائع من القوة الإسلامية وليس الضعف الغير محمود الذي ذكره رسول الله صلى الله علية وسلم في الحديث " المؤمن القوي خير واحب عند الله من المؤمن الضعيف وفي كلا خير ""
أيضا عند تخلف العلماء عن تعليم المرأة ولم يكن لهم تلميذات بل تلاميذ .. وحرمت المرأة من العلم .. ((وئد فكري))بالعموم فلم نقرأ أن هناك تلميذات لإمام والعالم الفلاني ..
ولا نقرأ بالعموم رأي المرأة في مسألة شرعية ورأيها أيضا فيما يخصها وتكون هي المحور في القضية ..
وهذا ظلم .. إستفراد الرجال بكل القضايا وما يخص المرأة عن رأي المرأة .. أرى أن هذا قمة في الظلم ..
مثلا: مسألة خدمة الزوجة للبيت من غسل وتنظيف ... رأي المرأة هو الذي يقدم هي التي تقول أنا أقبل أن أقوم بهذا العمل أو لا أقبل لا أحب
نعم ... ولا يوجد أحد يستطيع القول أن هذا ثابت في الدين وأنها من طاعة الزوج الواجبة على الزوجة .. هذا هو الحق لكل منصف
ولكن حياة الناس تختلف موجود من النساء من تريد هي الخدمة في البيت هي تريد.
ومنهن لا تريد الخدمة لا تحب نفسيا .. أو لا تستطيع جسديا ليس بمعنى أنها مريضة بل قوتها البدنية لا تؤهل أن تقوم بكل هذي الأعمال وهذا موجود ..
والكثير من الرجال والحق يقال يأتي بخادمة وزوجته لا تعمل وهو الذي ينفق على زوجتة وعلى راتب الخادمة ...ومنهن من تكون تعمل وتتكفل هي براتب الخادمة
ومن الرجال لا يحب أصلا أن تعمل زوجته في المنزل ويحب أن يرها كالأميرة .. لا يريد أن يرها تغسل ولا تمسح .. ولكن رأيها ألزوجة يقدم على رأي الزوج في هذي المسألة ... لأنها تخصها والرسول صلى الله علية وسلم يقول ""لا ضرر ولا ضرار "" وفي مثل هذي المسأل يكون التراضي المبني على الإرتياح النفسي والجسدي
نأخذ ذلك من حديث فاطمة وعلي بن طالب رضي الله عنهما ان الرسول صلى الله علية وسلم قد أصلح بينهما وراضا بينهما ولم يجبر أحد على فعل
هذا هو الإستنتاج المنطقي الذي يؤخذ من القصة وليس ان من هذي القصة ثبت وجوب خدمة المرأة ...
وفي الحقيقة يا أخت مسلمة أني قد أعترضت على قول ""سيد سابق"" في صياغة للجملة يأخذونهن بالخدمة ويضربوهن "" وما زلت أعترض على مثل هذي الصياغة
في الحديث عن مسألة مثل تلك .. فالزوجة ليست جارية وليس رفض الزوجة للقيام بالغسل والمسح من النشوز لو أنصفنا وقلنا الحق
وبالمنطق لا نقول فجاءة الزوجة كانت تقوم بشؤن البيت وهي راضية وفجاءة تتوقف عناد ومن دون ان تذكر لزوجها انها لا تريد القيام بهذي الإعمال لأي سبب هي تراه
وتذكره لزوجها ولا نقول زوج معسر لا يكاد ينفق على أهل بيته أو يأتي من عمله متعب ثم ترفض الزوجة تهئية الراحة له ...
وإنما كما أسلفت سابقا يكون بالتراضي بينهما..
وآية القوامة وكل الإحاديث في حقوق الإزواج لا تقحم في وجوب هذا الأمر .. للمنصف
على العموم هذي مسألة بسيطة قلت ما أنا مقتنعة به ... أبو حب الله قال مشكورا ما هو مقتنع به .... وليس لأحد أن يجبر شخص على قبول رأيه بأسم الدين
وأن رأيه هو الصواب .... هذا هوالإنصاف
النقطة الثانية :- في المرة القادمة إنشاء الله
والسلام عليكم وعذرا للإطالة
إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان
Bookmarks