السلام عليكمالأخـ(ت) الفاضلـ(ـة) العيون السود,
الفيديو الذي قمتـ(ـي) بوضعه لا يثبت خطأ كلامي,
ما أتحدث عنه ليس من نسج خيالي ولكنه من مأخوذ من المراجع والكتب الكثيرة التي أقرأها عن هذا الموضوع.
لم أقل أن النازيين كانوا يحسنون معاملة ضحاياهم في المحرقة النازية, أنا قلت أنه لم يكن مسموحا لهم إظهار أي من المشاعر الإنساني سواءا كانت السلبية أم الإيجابية, لأن الأمر برمته كان عبارة عن سلسلة من التجارب العلمية (حسب ادعاء النازيين أنفسهم, وليس من نسج خيالي).
ثانيا, أنا بصراحة أرفض اللغة الذي يتحدث فيها الأخ المحترم في الفيديو, فاليهود الذين تمت إبادتهم بتلك الطريقة البشعة لم يأتنا منهم أي أذى ولم يقاتلونا في الدين. و بصراحة أنا لا أرى أن الشماتة في أي شخص بغض النظر عن دينه أو عرقه تمت بصلة إلى الأخلاق التي يوصينا بها ديننا الحنيف. فديننا الحنيف هو دين رحمة للعالمين, وليس دين ظلمة وشماتة (والعياذ بالله).
ثم إن النازيين لم يقتلوا اليهود (وغيرهم من الأقليات الأخرى) حبا فينا, فلو وقعت أقلية من المسلمين تحت أيدي النازيين للقيت منهم ما لقي اليهود وغيرهم إن لم يكن أكثر.
فضلا عن أن الأخ الفاضل في الفيديو لا يستطيع أن يثبت أن الضحايا في الفيديو هم كلهم من اليهود, وأنا أتحداه في ذلك إن شئت.
هذا من ناحية, ومن ناحية أخرى فإن ظاهرة الهولوكوست النازية لم تكن فريدة من نوعها, ولم تكن الأولى من نوعها أيضا, فاليابانيون أيضا فعلوا الأفاعيل في القرى الصينية التي كانت تقع تحت سيطرتهم. فكانوا مثلا يعطون أطفال تلك القرى دمى ملوثة بداء الطاعون (سلام قول من رب رحيم) ثم يعودون لتلك القرية فيجدون أهلها قد فارقوا الحياة جميعا, وكل ذلك فقط من أجل أن يجروا تجربة على طبيعة هذا المرض وآثاره وأعراضه.
كما أن قوات التحالف في تلك الفترة سعت إلى تطبيق خطة مورغنتو (Morgenthau Plan) والتي ترمي ببساطة إلى إعادة ألمانيا إلى العصر الزراعي تماما (Pastoralization of Germany) وذلك بتدمير بنيتها التحتية والصناعية بشكل كامل. وبالطبع راح نتيجة ذلك من الضحايا ما يندى له الجبين ولا حول ولا قوة إلا بالله.
الشاهد من هذا الكلام أن النازيين لم يفعلوا ما فعلوا باليهود فقط لمجرد أنهم يهود, ولكنهم فعلوا ذلك من مطلق مبني على نظرة فلسفية مادية نفعية قذرة, تنظر إلى كل من لا ينتسب للعرق الآري على أنه مجرد شيء يمكنهم حوسلته (أي تحويله إلى وسيلة) لخدمة مصالحهم هم وحدهم, أو إبادته إن كان وجوده سيكون
مكلفا بدون مردود مادي. لذلك هم وظفوا كل من يمكنهم العمل والإنتاج لصالحهم, وأرسلوا بالباقي إلى معسكرات السخرة وأفران الغاز لإجراء التجارب العلمية عليهم وإبادتهم.
واقرأ مثلا كتابا بعنوان "الصهيونية والنازية" للدكتور عبد الوهاب المسيري رحمه الله.
لابأس ياأخي عمر عليك ولقد كفيت ووفيت وقلت مالديك وبالمناسبة أنا أخ ولست أخت !
حياك الله تعالى وهداك وهدانا لصراطه المستقيم
آمين يارب العالمين
Bookmarks