النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: مخاطر الغلو في إستخدام شعار السلفية ! !

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    الدولة
    أرض الله
    المشاركات
    142
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    Exclamation مخاطر الغلو في إستخدام شعار السلفية ! !

    مخاطر الغلو في استخدام شعار "السلفية"
    إن الاسم المحمود متى استعمل للتفريق، أو أدى إلى الصراع بين المسلمين يصبح من دعوة الجاهلية، روى أبو داود من حديث محمد بن إسحاق عن داود بن الحصين عن عبد الرحمن ابن أبي عقبة عن أبي عقبة، وكان مولى من أهل فارس أنه قال:" شهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم أحد فضربت رجلا من المشركين فقلت: خذها مني و أن الغلام الفارسي، فالتفت إلي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال:" هلا قلت: خذها مني و أنا الغلام الأنصاري؟"[ قال الهيثمي في" مجمع الزوائد"{115/6}:" رواه أبو يعلى ورجاله ثقات".]
    فهذا الصحابي حضه النبي صلى الله عليه و سلم على الانتساب إلى الأنصار، و إن كان بالولاء مع انه انتسب نسبة حق ليست محرمة، وهي كونه من أهل فارس.
    ومع ذلك نقول:الانتساب إلى الاسم الشرعي يجب أن لا يكون سببا لمحنة الأمة و تفريقها، فإن الأمر المحمود إذا أفضى إلى مفسدة نهي عنه، روى الإمام مسلم من حديث أبي الزبير عن جابر ـ رضي الله عنه، أنه قال:" اقتتل غلامان، غلام من المهاجرين و غلام من الأنصار، فنادى المهاجري: يا للمهاجرين، و نادى الأنصاري: يا للأنصار، فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال:" ما هذا؟ ، أدعوى الجاهلية ؟"، قالوا: لا يا رسول الله، إلا أن غلامين اقتتلا فكسع أحدهما الآخر، فقال:" لا بأس لينصر الرجل أخاه ظالما أو مظلوما، إن كان ظالما فلينهه فإنه له نصر، و إن كان مظلوما فلينصره".
    فتبين أن الانتساب إلى المهاجرين و الأنصار الذين هم سلف الأمة انتساب محمود، وتداع إلى ما أمرنا شرعا بإتباعهم، مالم يفض إلى دعوى جاهلية و امتحان الآمة وتفريقها على مفاسد عظيمة.عن رسالتي"حكم الانتساب".
    يكثر بعض الناس من استعمال شعار السلفية بكثافة في كل صغيرة و كبيرة، فلا يخلو لهم كلام أو بحث أو رسالة من هذا الشعار بمناسبة أو بغير مناسبة حتى في الخلافات الأكاديمية الدقيقة لا يتوانون عن استخدامه لإضفاء المصداقية و الأحقية عليها. ومعلوم أن الشعار الديني يأخذ كل بعده العملي في العقل و النفس لما يتمتع به من سلطة معنوية خاصة عند عوام الناس، فإن لم يترجم مدلوله عمليا أولم نجيد استعماله، كإخراجه عن إطاره من خلال تغطية الخطاب المفرط في التشدد و التصلب بهالة من التبجيل و التمجيد بهذا الشعار الديني، و مجاملة الذات به كـ "السلفية" و" أهل السنة" و" أهل الحق" و "الطائفة المنصورة" و "الفرقة الناجية" فسيتحول إلى الهوة التي سيجد فيها كل فكر أو دعوة تبحث عن الانتشار حتفها، لأننا سنولد نزاعا حول هذه الشعارات داخليا و خارجيا أي داخل الجماعة الواحدة ،وعلى مستوى الملة، قد يولد جماعات كثيرة تتنازع وتتجاذب هذه الشعارات و الرموز.

    فهذه الشعارات تصبح متهاوية وساقطة و غير مؤثرة بحكم الممارسات الخاطئة كالتلاعب بها في تصفية النزاعات الشخصية بين أهل العلم ،أو التشدق بها، أو التلويح بها كسلاح يستعمل لإقصاء المخالف أو التهديد بها كما هو واقع و مشاهد في الساحة العلمية.
    وعليه، فالإكثار من استخدام هذه الشعارات والغلو في مدلولاتها يبين مدى ما استغل بعض المسلمين قديما و حديثا هذه الرمزيات و الشعارات الدينية لأهداف غير شرعية حتى أصبحت عند بعض الأفراد ونتيجة لممارستهم المتعارضة مع مدلولاتها مجرد قوالب لغوية فارغة من المعاني ،لأن من عرف الحق رحم الخلق هذا إن عرفه بحق، و أما إذا لم تظهر الرحمة في علمه وكلامه و أفعاله، بل ظهر عليه التشدد و التصلب و الغلو في الذم و تصيد المثالب، فهذا يدلك على أنه لم يعرف الحق المعرفة الواجبة، قال ابن تيمية في "شرح الأصفهانية :" فإن من عرف حقائق أقوال الناس وطرقهم التي دعتهم إلى تلك الأقوال حصل له العلم والرحمة فعلم الحق ورحم الخلق، وكان مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وهذه خاصة أهل السنة المتبعين للرسول صلى الله عليه وسلم فإنهم يتبعون الحق ويرحمون من خالفهم باجتهاده حيث عذره الله ورسوله، وأهل البدع يبتدعون بدعة باطلة ويكفرون من خالفهم فيها"
    إن الإفراط الذي يظهره بعض الناس في استخدام هذه الشعارات و تزيين كلامهم بها قادهم حتما إلى التظاهر على أنهم الممثلون الصادقون و الوحيدون لأهل السنة و الجماعة، و بالتالي احتكار الكلام باسم الله ورسوله،لذلك لا تتجاوز مهمتهم العلمية إطار مراقبة غيرهم والانقضاض عليهم نقدا ونقضا وتجريحا متى اصطادوا ما يعتقدون انه خطأ في العلم أو المنهج.

    و هذا الشعور الزائف لدى هذه الفئة من المسلمين و النابع من الارتكاز على الشعار الديني بدلا من الدليل العلمي، ولد لديهم عقدة التفوق و التعالي، و التي هي في الحقيقة عقدة نقص أمام كل خطاب علمي دقيق و نزيه ،لأن الفوقية العلمية من المفروض بها أن تدفعه إلى الانغماس في المجتمع في جميع مجالاته مادام يملك الحقيقة، ولكنه بخلاف ذلك انزوى على نفسه و تقوقع.
    كذلك ساهمت هذه الشعارات التي يتزين بها هؤلاء في تشتيت أهل السنة و الجماعة و ضياع طاقاتهم العلمية و العملية في تجاذبها، ،وعندما تحولت إلى عقدة فوقية تكمن في نفوس هؤلاء أكسبتهم الجرأة والتهور للهجوم الشرس و العدواني على كل روافد أهل السنة و الجماعة، و قذعهم بأوصاف شتى، حتى أئمة الإسلام و أعلامه لم يسلموا منها، مما يدل على أن هذه الفئة تريد احتكار هذه الشعارات لصالحها، في حين هي ملك لكل المسلمين ،لا يقوم الإشكال في التغني بها بل في تقمص معانيها في الواقع.
    إن الرموز و الشعارات الدينية التي لها قداسة عند الناس أدى استعمالها المفرط وبغير منهجية إلى إحداث نتائج عكسية لدى هذه الفئة من المسلمين.
    فتغذية العقل بها باستمرار يجعلها تحل محل معيار الصدق في معارفنا،فتحل بدل العلم و أدلته، بل بدل النصوص الشرعية ، وتصير هي معيار الصدق،أي على أساسها يقبل القول أو يرد، فتؤثر في لا وعي المتلقي،خاصة إذا ما تم تحوير معناها و تضييق دلالاتها على طائفة أو جماعة معينة لخدمة أغراض هذه الطائفة المختلفة .
    أي عندما يتم استخدامها في الدعوة، وفي الاختلاف العلمي مع الغير كسلاح لإقصائه و إحراجه بإثارة الناس عليه، هنا يصير المتغذي بها يشعر أنه الممثل الرسمي لمعاني هذه الشعارات ودلالاتها.



    الشيخ مختار الطيباوي حفظه الله
    يتبع إن شاء الله
    لا اله الا الله محمد رسول الله

    اللهم ارزقني الإخلاص في العمل.
    اللهم إني أعوذ بك من أن اشرك بك و أنا أعلم
    و استغفرك فيما لا أعلم
    من فضلك أدخل هنا و لن تندم
    http://www.wgdjo.com/up/do3a2.html

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    الدولة
    أرض الله
    المشاركات
    142
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    Post

    وهنا تتولد لديه عقد الفوقية، فكل الناس يصيرون في نظره خارجين عن مدلول هذه الشعارات، و بالتالي هم من أهل الباطل و الزيغ،وهو وحده الممثل للحق في كل صوره وتجلياته، وهذا يدعوه من خلال اللاوعي إلى رفض الاختلاف واعتباره موازاة ومساواة بين الحق و الباطل،وجدال حول الثوابت، و بالتالي يرفض النقاش والحوار في الدين.
    إن الثوابت الإسلامية فوق تاريخية بمعنى أنها تتجاوز التاريخ و تتفوق على إشكالياته و تجدد عناصره ،فهي خالدة ،في حين أن المستجدات غير خالدة و لا مستمرة في المستقبل، ولذلك فلكل عصر مستجدا ته، و الإسلام فيه جزء مرن يحيط بالمستجدات و يهضمها يسمى المتغيرات، وجزء ثابت و مستقر لا يتأثر بالمستجدات وهو الثوابت.[كلمة مستجدات تحتاج إلى ضوابط]
    وبذلك تعلم أن من المسائل التي يرفع فوقها هؤلاء الناس الشعارات الدينية كلافتة ليست من الثوابت، و أحيانا ليست حتى من المسائل الدينية، فهي إما دنيوية محضة بمعنى عرفية خالصة أو دينية دنيوية أي ليست دينية محضة.
    أقول هذا لأن كثيرا من المسائل التي تضع عليها هذه الفئة شعارات:"الفرقة الناجية ،الطائفة المنصورة، مذهب أهل السنة و الجماعة " ليست من الثوابت، فهي إما مسائل اعتبارية أو خلافية حتى بين أهل السنة أنفسهم.
    إن استعمال الشعارات الدينية بكثافة بدل العلم و أدلته و اتخاذها كسلاح في الدعوة ومواجهة الآخر يولد سلبيات عديدة منها:
    1 ـاعتبارها معيارا للحقيقة بدل الدليل، وبذلك يكسب القول شرعيته بمجرد صدوره عن أحد زعامات الجماعة أو ممثليها، أي لا يقبل القول مالم يكفله أحد المنتمين للجماعة أو الطائفة.
    2ـ اعتبار المتمسك بها ممثلا للحق، وقد يقود ذلك إلى إضفاء نوع من القداسة عليه فيحرم على غيره مخالفته أو مناقشته.
    إن الخطاب الديني المشبع بهذه الشعارات ، والغارق في جعلها على مقاسه ،المبتعد عن مجريات الواقع و إشكالاته، المتجاوز بهذه الشعارات حد التعريف إلى عملية التهويل و المبالغة في مدح الذات و تزيلاتها، و الشهادة لها بالصحة العلمية و الأحقية الشرعية فوق ما تحتمله الشعارات و الرموز المستخدمة،قد يجعل أسماء الشخصيات العلمية المشهورة بالانتساب لهذه الشعارات في مستوى النص الشرعي من حيث قوة التدليل.
    3ـ عقدة الفوقية ورفض الاختلاف، لأن من يملك الحقيقة كيف للناس أن يجادلوه؟
    4ـ إقصاء الآخر و إخراجه من مدلولها، خاصة استعمالها بازدواجية مع الجرح و التعديل، فإن المبدأ العام الذي يعتمد عليه من يغلو في استعمال الشعارات الدينية و يحتكرها لنفسه لتصنيف الأشخاص و الأفراد و الجماعات هو علم الجرح و التعديل أو استعارات مشبوهة و اقتباسات مختزلة من هذا العلم الحديثي، فكل مخالف يسلط عليه الأتباع ولابد من جرحه و قذفه لإخراجه من مدلولها، ومقاطعته في إطار استراتيجيات الرفض.
    ولعل المتتبع لهذا الفئة يعلم الكيفية التي تهاجم بها خصومها أو بالأحرى غيرها بمعنى كل غيرها، زاعمة أنها تمارس النقد،أو تحمي السنة، وهي في الحقيقة تمارس الاغتيال الأدبي و الذبح العلمي،وتحمي مناصبها .
    إن الكتاب و السنة هو المستودع المشترك بين جميع فئات المسلمين التي تعتمدهما كأصلين و احتكار هذه الفئة للخطاب باسمهما، و تحويلهما إلى رمز من رموزها لجرأتها على أن تسمى اجتهاداتها ورؤيتها الخاصة بهماهو محض مصادرة، في حين أن علماء آخرين أكثر موضوعية و إنصافا يفرقون بين دلالة الكتاب و السنة القاطعة و بين فهمهم و اجتهادهم، و لذلك يحترمون الخلاف العلمي،ويتركون مجالا للالتقاء ومساحة للتلاقح العلمي.
    5 ـ شل قدرة العقل على الاجتهاد والاستنباط، لأنه يسجن نفسه في داخلها، فتدعوه إلى التقليد و تصبح المسائل عنده شرعية بمجرد أن قائلها ينتمي إلى هذه الشعارات أو ينسب نفسه إليها،فمن يجعل هذه الشعارات ديدنه في العلم لا يعتقد أن الفكر و العلم يتجددان،لا المصطلحات قابلة للتجديد و لا معانيها.
    6 ـ تقديس كلام الأوائل و المتسمين بها بغض النظر إن كان موافقا للكتاب و السنة أم لا؟،فمجرد أن قائل هذا الكلام من الأقدمين يصبح كلامه مقبولا.
    7 ـ تؤدي إلى الذوبان نتيجة الاختلاف الداخلي و النزاع حول من الأحق بها،لأن هؤلاء الذين غلوا في استعمالها لإضفاء الشرعية على آرائهم،كما استعملوها كسلاح في وجه من يخالفهم، فأول ما يرمون به مخالفهم هوتجريده من مدلول هذه الشعارات ثم يختلقون له اسما يكررونه باستمرار حتى يشتهر بذاك الاسم و يصبح خروجه عن مدلول هذه الشعارات الدينية أمرا لازما.
    كذلك بمجرد أن ينشب الخلاف بينهم يلجؤون إليها لتصفية حساباتهم، و يصير جل اختلافهم العلمي فيما بينهم هو تجاذب هذه الشعارات نفيا و إثباتا.
    إن من وسائل الإكراه و القسر ولي الذراع التي تستخدمها هذه الفئة من المسلمين حديث "الفرقة الناجية" الذي تستخدمه كسلاح ردع تلوح به في عملية الإكراه، و نحن إذا ما عدنا إلى فهم كبار الأئمة كابن تيمية لهذا الحديث، لتبينا أن هذه الممارسة من هذه الفئة محض احتكار دعائي لا يرتكز على أي أساس شرعي، ولعل عدم تفريق هذه الفئة بين النص الشرعي الإخباري و النص الشرعي الإنشائي مشكلة ضخمة.
    إن من وسائل الإكراه الظاهر في فكر هذه الفئة من المسلمين أن الرمز الديني بطبيعته منفتح ومرن، و لكنهم أغلقوه على أنفسهم كمصطلح "أهل السنة"، بل داخل هذه الفئة نفسها عملية شذ وجذب لهذا المصطلح ،و بالتالي تم تحويله إلى علامة جامدة، ولافتة لا حياة داخلها، فهو لافتة خارجية ما يقع تحته لا يعبر عن مضمونه،فإذا كان اسم "أهل السنة و الجماعة " يعبر عن التجمع حول سنة النبي صلى الله عليه و سلم ،و صار هؤلاء يدعون إلى الفرقة بلسان المقال أو بلسان الحال، أصبح هذا الشعار لا يدل في الحقيقة على شيء، وهذا من أشد الأفكار المدمرة لروح الإسلام وجوهره.
    لا اله الا الله محمد رسول الله

    اللهم ارزقني الإخلاص في العمل.
    اللهم إني أعوذ بك من أن اشرك بك و أنا أعلم
    و استغفرك فيما لا أعلم
    من فضلك أدخل هنا و لن تندم
    http://www.wgdjo.com/up/do3a2.html

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    الدولة
    أرض الله
    المشاركات
    142
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    وفي الأخير فإن المثقفين الحقيقيين و العلماء المنفتحين على الغير هم وحدهم الأكفاء على تقديم خطاب علمي موضوعي وواقعي يضع هذه الشعارات في موضعها و يسفه كل التلاعبات بها التي تستغلها فئات معينة لأغراض أقل ما يقال عنها:إنها شخصية.
    إن الفكر الإسلامي الحر و المستقل عن أي تبعية إلا التبعية للكتاب و السنة و المتجرد عن أية مديونية للغير هو القادر على أن يسفه كل استغلال للدين غير شرعي ولو رفع فوق هذا الاستغلال الشعارات الدينية، كما أنه قادر على تسفيه كل عداء للدين يناصب العداء للمعاني الحقة لهذه الشعارات لمصلحة المجتمع ككل، ولفائدة الكل.
    إن تشكيل فكر إسلامي له خلفية و أرضية سنية مطلوب، ويجب قبوله حتى من المتصلبين و المتشددين الذين عليهم أن يفرقوا بين هذا الفكر الذي يستلهم مناهجه و مبادئه و يقترح أطروحات و حلولا من خلال التراث الإسلامي السني، و بين فكر يستلهم من شرق وغرب يستغل فجوات في التراث الإسلامي العام، ولا ينسجم مع الكتاب و السنة بحيث يظهر في ثوب مخالف لثوابت أهل السنة و الجماعة، ربما يريد أن يستفيد من سلطة الدين على الناس ليضف على نفسه نوعا من الشرعية السنية .
    إن الرهان الأكبر للصراع الدائر بين فئة من المسلمين يقتصر دورها على ذم الغير و نبذه وتتبع العثرات، و البحث على نقاط الاختلاف لإبرازها و تضخيمها ، وبين العلماء و المفكرين و الدعاة المتخلصين من هذه النعرة هو التنافس المستمر بين تثريث التقليد و تجديد العلوم الإسلامية و تحديثها، بين التجريد النظري و العمل لإصلاح الأمة و جمعها على الأقل على شروط وجودها الملي،لا الصراع من أجل السيطرة على الرأسمال الرمزي للدين و هو الشعارات السنية و الأحقية الشرعية.
    إن نزع المشروعية الدينية عن أي مخالف للتصور الديني لهذه الفئة من المسلمين الغرض منه إقصاء و استبعاد كل من تسول له نفسه مخالفتهم أو الخروج عن سلطتهم، فبمجرد دعوى هذه الفئة الانتساب إلى الرمزي الديني السني تعتبر مخالفها خارجا عن الإيمان الحقيقي و الصحيح، فكل فكر تعتبره هذه الفئة من المسلمين مخالفا لها تعتبره منحرفا عن الإسلام الصحيح، لأنها تعتبر نفسها الممثلة للإسلام الصحيح و الناطقة باسمه، لأن المخيل لدى الفرد المنتمي إليها هوأنك بمخالفته تخالف النبي صلى الله عليه و سلم ،لا تخالف فهمه وتصوره هو؟
    لقد أرادت هذه الفئة فرض تصورها للدين على الناس في كل مكان، وهي في الحقيقة لا تحمل تصورا كاملا للدين و لامشروعا جديا لهذه الأمة، تصورها ليس هو تصور أهل السنة ،و إنما تصور بعض أئمة أهل السنة، ولكنها ترجحه و تفضله وتريد فرضه على الكل لأنه يوافق منظومتها المعرفية المتميزة بالتشدد ،وعليه كان حقيقة ما طرحته من تصور يظهر تناقضا كبيرا بين التصور الكامل لأهل السنة و الجماعة، و بين تصور هؤلاء الأتباع.
    إن الفصل بين أهل السنة و الجماعة وهذه الفئة المنتسبة إليهم ظاهر بفوارق وفواصل علمية عملية واضحة تلغي أية مصادرة لهذه الفئة على رموز الدين و شعاراته، فإنه وإن كان قولها سنيا من حيث النسبة فحالها في أحيان كثيرة بدعي.
    نقل شيخ الإسلام ابن تيمية عن رسالة الإمام أحمد إلى عبد الملك بن عبدوس أنه قال:"الخصومة في الدين ليست من طريق أهل السنة".
    لما تسمي كثير من اهل البدع قديما باهل السنة و الجماعة اظطر اهل العلم للتميز عنهم ببعض الالفاظ و منها السلفية و الان نفس هذا اللفظ انتسب اليه كثير ممن تلوثو ببدعة فاصبحنا نسمع سلفية جهادية و اخرى اصلاحية ... و حتى شوهت السلفية ايضا من بعض شيوخها كغلاة التجريح فاصبح الناس و العامة لما يسمعو هذه الكلمة يتبادر ذهنهم لما ذكرنا اما للجهادية او ما يسمونهم السبابة فهل ترى يا شيخ ان من الحكمة ان نترك استعمال هذا اللفظ او نقلل من استعماله و نترك انتسابنا للمنهج بيننا و بين ربنا سبحانه و تعالى.

    انتهى
    الشيخ مختار الطيباوي
    لا اله الا الله محمد رسول الله

    اللهم ارزقني الإخلاص في العمل.
    اللهم إني أعوذ بك من أن اشرك بك و أنا أعلم
    و استغفرك فيما لا أعلم
    من فضلك أدخل هنا و لن تندم
    http://www.wgdjo.com/up/do3a2.html

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. كيف تحترف إستخدام المنتدى
    بواسطة أبو كنزى في المنتدى قسم الاستراحة والمقترحات والإعلانات
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 02-08-2009, 01:03 AM
  2. قصة واقعية عن مخاطر الشات chat ؟؟؟
    بواسطة ISLAMIC SERVICE في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 11-17-2008, 02:19 AM
  3. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-28-2007, 06:27 AM
  4. مخاطر الفكر الصوفي
    بواسطة kareemm في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-15-2007, 02:14 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء