صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 16 إلى 30 من 40

الموضوع: (المسجـد والصيـاد) .. قصة حقيقية في كشف السلفية!

  1. #16
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الدولة
    مِن كل بلاد الإسلام أنـا.. وهُـم مِنـّي !
    المشاركات
    1,508
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    2

    افتراضي

    طلبه للعلم..

    لم يكن غريبا أن يحرص "أحمد" على دروس المشايخ الكبار في القاهرة مثل الشيخ محمد حسين يعقوب وغيره.. فجامعته في القاهرة..
    ولكن الغريب أن يحرص على حضور درس الأحد للشيخ ياسر برهامي في الإسكندرية لمدة ثلاث سنوات!.. يسافر كل أسبوع دون كلل أو ملل من القاهرة إلى الإسكندرية ويقطع كل هذه المسافة ليحضر الدرس.. وكان الشيخ يشرح في هذا الوقت معارج القبول وفتح المجيد.

    ولم يكن طلبه العلم الشرعي عائقا له عن دراسته.. بل كان تقديره لا يقل عن "جيد جدا" .. ساعده على ذلك تنظيم الوقت وبركة الحفاظ عليه.. وكان سريع البديهة سريع الحفظ.

    وهذا جزء من جدوله اليومي أيام الجامعة الذي وضعه لنفسه:
    - السبت: الفجر ثم قراءة القرآن حتى 6,5 ثم الموعد حتى 7,5 ثم الكلية حتى 9,5 ثم مذاكرة حتى 12 ثم "السكشن"، ثم الدرس حتى المغرب، ثم المكوث في المسجد حتى العشاء مع تحضير الدرس ثم أرجع إلى الحجرة فأظل مستيقظا حتى 11 ثم النوم حتى 4,5.
    - الأحد: الفجر ثم الموعد حتى 8-8.5 ثم مذاكرة حتى 11 ، "السكشن"، ثم النوم حتى العصر، ثم الدرس ثم المكوث في المسجد حتى العشاء مع الحفظ والمراجعة...


    وهذا أحد الدروس التي كان يلخص عناصرها ويلقيها على زملائه.. وهو درس ماتع.. فاستمعوا له!
    بعنوان: الجـــد يا شبـــــــــــاب..!
    http://ar.islamway.com/lesson/14320


    إذا دخل عليه أهله وجدوه واضعا كتابه الدراسي وفوقه كتاب شرعي وفوقهما المصحف.. فينصحونه أن يركز في دراسته فيكون رده :
    "القرآن غذاء روحي!"..


    تقول أخته: "أحسبه والله حسيبه لم يكن يعمل عملا إلا بنية.. أكله.. لباسه.. كلامه.. فكان مثلا يحرص على الثوب الأبيض والعمامة البيضاء إلا إذا كان ذاهبا للجامعة..

    وكان زاهدا في الدنيا .. فإذا قيل له تزود بهذا قال:
    "الفقراء أولى به"..

    ولم يكن يهتم كثيرا بالبحث في الأسواق أو شراء ملابسه.. لذا كان لباسه غالبا على ذوق أخيه!..

    إذا طلب أحدنا أن يتحدث معه فسيكون حتما محور حديثه ولب كلامه عن حب الله تعالى والدعوة إلى الله أو يصمت..

    وإذا كان المجلس على غير ما يهواه من ذكر الله تعالى قام وترك المجلس!"

    عندما جاء رمضان قرر أن يعتكف العشر الأواخر.. ولم يكن يفطر غالبا إلا على التمر والماء.. ولا ينام إلا قليلا.. بينما يجتهد في أعمال البر والصدقة..

    كان يعلم أن الوقت هو الحياة، فلم يكن ليترك وقته يضيع هباءً..
    حتى اللحظات الأخيرة قبل النوم يستغلها في شيء مفيد.. فيسمع درسا مثلا..
    تقول أخته: دخلتُ عليه ذات مرة قبل النوم فوجدته يستمع إلى شريط فقلت له: ماذا تصنع بهذه الدقائق القليلة التي تسمع فيها وأنت ذاهب إلى النوم؟!..

    فقال لها: "ولماذا أتركها تضيع بلا فائدة؟.. أليست من عمري؟!"

    كان شغوفا بالجهاد وأخبار المجاهدين.. يسمع أحيانا القصائد الجهادية والأناشيد الحماسية.

    - وعن لطفه مع الصغار يقول أحد إخوته:
    "زرته يوما في بلدتنا الأولى أيام الجامعة وكان ينزل إليها في أيام العطلة الخميس والجمعة.. ثم صادف أن كان صائما وكنت أنتظره في البيت وصنعت طعاما يكفي لشخصين أنا وهو.. تناولت أنا طعامي.. وكان هو في المسجد أيام العطلة يحفظ الأطفال القرآن الكريم .. وكان الأطفال يحبونه ويتعلقون به.. لأنه كان يلعب معهم ويلاطفهم.. وكان صائما يوم الخميس وحلقة التحفيظ تستمر من بعد العصر إلى المغرب..
    وبعد صلاة المغرب فوجئت به يأتي إلى المنزل وقد اصطحب معه أطفال المسجد ليتناولوا الإفطار معه!!.. فصحت في وجهه قائلا: ليس لنا طعام الآن إلا ما يكفي لشخص واحد!..
    فقال ببساطة:
    لا يهم، الاجتماع على الطعام بركة..
    وجلس الجميع يأكلون وهو معهم.. ولا أدري كيف اجتمعوا على طبق واحد!.. ثم قاموا فرحين!..
    وأخذتُ بعدها أغسل الملاعق الكثيرة وأنا متعجب!"

    ثم وعد الأطفال برحلة إلى المدينة الساحلية تشجيعا لهم على حفظ القرآن.. ولكن للأسف لم تسعفه المنية..



    يتبع إن شاء الله..
    التعديل الأخير تم 08-03-2012 الساعة 03:27 AM

    ((أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ))

    --- *** ---
    العلم بالحق والإيمان يصحبه ** أساس دينك فابن الدين مكتملا
    لا تبن إلا إذا أسست راسخة ** من القواعد واستكملتها عملا
    لا يرفع السقف ما لم يبن حامله ** ولا بناء لمن لم يرس ما حملا

    --- *** ---



    فضلاً : المراسلة على الخاص مع الأخوات فقط.

  2. #17
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    الدولة
    دولة الشريعة (اللهم إني مسلم اللهم فأشهد)
    المشاركات
    1,514
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بارك الله فيك
    قصة رائعة

  3. #18
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الدولة
    مِن كل بلاد الإسلام أنـا.. وهُـم مِنـّي !
    المشاركات
    1,508
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    2

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة muslim.pure مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك
    قصة رائعة
    وبارك فيكم.. وجزاكم الله خيرا.

    ((أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ))

    --- *** ---
    العلم بالحق والإيمان يصحبه ** أساس دينك فابن الدين مكتملا
    لا تبن إلا إذا أسست راسخة ** من القواعد واستكملتها عملا
    لا يرفع السقف ما لم يبن حامله ** ولا بناء لمن لم يرس ما حملا

    --- *** ---



    فضلاً : المراسلة على الخاص مع الأخوات فقط.

  4. #19
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الدولة
    مِن كل بلاد الإسلام أنـا.. وهُـم مِنـّي !
    المشاركات
    1,508
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    2

    افتراضي

    عبادته..


    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    (( من أصبح منكم اليوم صائما؟ قال أبو بكر رضي الله عنه: أنا. قال: فمن تبع منكم اليوم جنازة ؟ قال أبو بكر رضي الله عنه: أنا. قال فمن أطعم منكم اليوم مسكينا؟ قال أبو بكر رضي الله عنه: أنا. قال: فمن عاد منكم اليوم مريضا. قال أبو بكر رضي الله عنه: أنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما اجتمعن في امرئ، إلا دخل الجنة )) رواه مسلم.

    تقول أمه: "كنت أرى ولدي مسرورا إذا جمع في يوم واحد بين أربعة أمور: صيام وصدقة وعيادة مريض واتباع جنازة.. فتعلمتُ هذا الأمر منه وصرتُ أقتدي به!"..

    قلتُ أنا (أميرة الجلباب): ولقد رأيت بنفسي هذه الأم تحرص على جمع هذه الأمور في يوم واحد.. وكانت سببا في تحفيزي وتنبيهي أيضا على الحرص عليها!.. وقد شاركتها في بعضها بيد أننا لا نتبع الجنازة لكن نصلي عليها فقط.. جزاها الله وولدها عني خيرا..

    تقول أخته: أما الجلوس بعد صلاة الفجر في المصلى حتى تشرق الشمس ثم صلاة ركعتين.. فهذه الجلسة كانت متنفس دائم له.. حريص عليها..
    قال صلى الله عليه وسلم: ((من صلى الغداة في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتي؛ كانت له كأجر حجة وعمرة، تامة تامة تامة)) السلسلة الصحيحة.

    أما عن "قيام الليل" ..
    فقد سألتُ أمه: هل كان يقوم من الليل؟..
    قالت: نعم كان يقوم من الليل الساعات الطويلة!!..
    قلت: كم ساعة تقريبا؟..
    قالت: لا أدري..
    قلت: يعني مثلا أكثر من ساعتين!..
    قالت: نعم!.. أذكر أني استيقظت من نومي ليلا فوجدته قائما يصلي ثم تكرر قيامي ليلا لقضاء الحاجة -فقد كنت مريضة- وفي كل مرة أراه يصلي!

    ***


    تخرج "أحمد" من الجامعة بتفوق وكان من أوائل دفعته بفضل الله..

    فرجع إلى العيش مع أسرته في المدينة الساحلية.. تلك المدينة التي كان يعشقها ويعشق جوها أكثر من أي بلد أخرى..
    وهناك استطاع أن يمارس هوايته المحببة في "صيد السمك"..
    فقد تعلم الصيد بالصنارة في المرحلة الثانوية مع أبيه وإخوته من أحد الصيادين الذين شاهدهم على الشاطيء.. فأعجبه ذلك فتعلم الصيد..
    ثم سرعان ما اتقن فنون الصيد المختلفة بشكل محترف من الصيد بالشباك إلى الغوص في الأعماق والصيد بالأدوات والأجهزة الحديثة.. الأمر الذي ساعده على اتخاذها مهنة يتكسب منها بعد التخرج من الجامعة..
    فصارت مهنته ومصدر رزقه وعمله بعد التخرج.. قبل أن يحصل على أي وظيفة أخرى حكومية أو غيرها تناسب شهادته..

    فلم يرض أن يستسلم أحمد إلى الراحة أو إلى انتظار الوظيفة كحال كثير من الشباب بعد التخرج.. بل أصر أن يعمل فورا ويتكسب بنفسه مستغلا في ذلك هوايته المفضلة "صيد السمك"..
    ولم يثنه عن ذلك شيء من التردد أو مشقة العمل في هذه المهنة مع كون والده ميسور الحال..

    فقد قرر أن يبني نفسه بنفسه وأن يأكل من عمل يده..


    فبعد أن تعلم الصيد بفنونه المختلفة وتمرس في مهنته استطاع أن يحترف الغوص إلى أعماق البحر حتى برع في ذلك وسبق غيره فكان أخوه مثلا يستطيع الغطس إلى عمق 10 أو 15 مترا تحت سطح البحر مستعينا باسطوانة الهواء.. أما أحمد فقد استطاع أن يغطس إلى عمق 25 مترا تحت سطح البحر وبدون اسطوانة هواء!

    أراد والده أن يساعده في تكوين نفسه.. وكان عنده بيت فأراد أن يجهزه له بأثاث ثلاث غرف حتى يتزوج فيه.. لكنه رفض ذلك ولم يشارك فيه لأنه أراد أن يبني نفسه بنفسه وأن يكون ذلك من عمل يده وليس من عمل والده..

    فكان يواصل العمل بجد ومثابرة مستعينا بالله عز وجل متوكلا عليه في شأنه كله.. فكان دأبه اليومي أن يصلي الفجر ثم يحمل أدوات صيده وينطلق إلى شواطيء بعيدة حيث يستطيع الغوص وصيد الأسماك الكبيرة.. وكان يعشق البحر بطبعه.. ويعود بعد المغرب أو بعد العشاء.. فينام بعد العشاء مباشرة حتى يستيقظ مبكرا ..
    وكان يعلل لأهله خروجه المبكر بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    ((اللهم بارك لأمتي في بكورها)) صحيح..


    تقول أخته: أذكر أننا أصبحنا في يوم شديد البرد ورياحه قوية..
    فقلتُ له: اجلس اليوم ولا تخرج للصيد..
    فقال لي: لا أستطيع.. أنا "بموت" في البحر!

    وكان أحيانا إذا تغير الجو وصار غير مناسب للصيد يعود مبكرا لينام مبكرا ليقوم جزءا من الليل.. أو يتفرغ هذا اليوم لطلب العلم ومذاكرته ومراجعة القرآن..

    وكانت أجازته يوم الجمعة.. فيجهز خطبة الجمعة ليخطب في أحد المساجد على أطراف المدينة.. وفي المساء يحضُر درسا للعلم في المسجد الكبير..

    فاستطاع بفضل الله عز وجل ثم ببركة هذا العمل والتنظيم أن يجمع في عام واحد أكثر من 25 ألف جنيه من صيد السمك فقط!

    لكن ما الذي ساعده على جمع هذا المبلغ في هذه الفترة القصيرة؟!

    تقول أخته:
    أولا: حبه لله تعالى الذي كان من أهم أسباب توفيقه فإن الله تعالى يقول في الحديث القدسي:
    ((وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه)) رواه البخاري.

    - كان يعتبر سعيه في طلب الرزق نوعا من الجهاد.. وخروجا في سبيل الله..
    مرَّ على النبي صلى الله عليه وسلم رجل فرأى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من جلده ونشاطه فقالوا: يا رسول الله لو كان هذا في سبيل الله؟ فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن كان خرج يسعى على ولد صغار فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله)) قال المنذري: رجاله رجال الصحيح.
    كان يتأول حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أكل أحد طعاما قط ، خيرا من أن يأكل من عمل يده ، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده)) البخاري.

    - استرضائه لوالديه دائما قبل خروجه للعمل فدائما يقول: ادعي لي يا أمي.. ادعو لي يا أبي..

    - كان يخرج جزءا من ماله صدقة سواء على هيئة مال أو سمك..

    - النظام.. وتنظيمه لوقته بين العمل وطلب العلم والعبادة فلم يتأخر يوما بسبب العمل عن وقت من أوقات الصلاة.. كما لم يشغله صيد السمك عن دعوته.. بل كان في كل مكان يذهب إليه له فيه دعوة إلى الله.. فقد كان يحمل هم الدعوة في صدره.. كما أتاحت له هذه المهنة الذهاب إلى مدن وأماكن بعيدة.. فيحمل دعوته أينما حل وارتحل..

    - فهمه لسنن الله في الكون وأن النعيم لا يُدرك بالنعيم.. فلم يركن إلى الراحة.. وأدرك أهمية الاستعاذة من العجز والكسل كما ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ((اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل)).. وقوله صلى الله عليه وسلم: ((استعن بالله ولا تعجز)).

    - حبه للبحر .. وهذا من نعم الله تعالى عليه ومن أسباب التيسير عليه.. الأمر الذي جعله يبدع في العمل وينجز فيه ويستثمر فيه طاقاته وقدراته ويطورها.


    يتبع إن شاء الله..
    التعديل الأخير تم 08-04-2012 الساعة 07:38 PM

    ((أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ))

    --- *** ---
    العلم بالحق والإيمان يصحبه ** أساس دينك فابن الدين مكتملا
    لا تبن إلا إذا أسست راسخة ** من القواعد واستكملتها عملا
    لا يرفع السقف ما لم يبن حامله ** ولا بناء لمن لم يرس ما حملا

    --- *** ---



    فضلاً : المراسلة على الخاص مع الأخوات فقط.

  5. #20

    افتراضي

    متابعة ... يا أميرة الكلمة ...

  6. #21
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الدولة
    مِن كل بلاد الإسلام أنـا.. وهُـم مِنـّي !
    المشاركات
    1,508
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    2

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريم 1400 مشاهدة المشاركة
    متابعة ... يا أميرة الكلمة ...
    تسعدني متابعتك أختى الأميرة ريم.. وأتمنى أن أسمع رأيك في آخر القصة..

    ((أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ))

    --- *** ---
    العلم بالحق والإيمان يصحبه ** أساس دينك فابن الدين مكتملا
    لا تبن إلا إذا أسست راسخة ** من القواعد واستكملتها عملا
    لا يرفع السقف ما لم يبن حامله ** ولا بناء لمن لم يرس ما حملا

    --- *** ---



    فضلاً : المراسلة على الخاص مع الأخوات فقط.

  7. #22
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الدولة
    مِن كل بلاد الإسلام أنـا.. وهُـم مِنـّي !
    المشاركات
    1,508
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    2

    افتراضي

    دعوَتُه مع أهله..


    كانت الدعوة إلى الله جزء لا يتجزأ من كيانه بل هي الهواء الذي يتنفسه ويعيش به.. قد علم أنه إذا أراد النجاة فعليه أن يدعو غيره وأهله ليثبته الله ويزيده من فضله..
    قال تعالى: ((إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)) ..
    وكان أحق الناس بدعوته هم أهل بيته.. أبواه وإخوته.. قال تعالى: ((وأنذر عشيرتك الأقربين))..

    ***

    أما دعوته مع أخته..

    فقد جاء يوم زفافها.. فحاول معها بشتى الأساليب أن تجعل زفافها إسلاميا على ما يحبه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم من غير منكرات.. ونصحها باللطف واللين.. لكنها أبت ذلك وأصرت على ما زينه الشيطان في ناظريها من زخارف الدنيا والأهواء..
    فصممت على المعصية في عناد.. وصمَّت أذنها عن نصائحه..

    فاعتذر ولم يحضر عُرسها..

    وهي تتذكر هذا اليوم الآن بندم شديد وتقول: "كانت بضع ساعات إلا أنني أبيت إلا أن أمررها بما يغضب الله تعالى ويرضي الشيطان.. فكانت النتيجة أنني لم أجني لذتها ولا ثمارها بل طُلقت بعدها وجنيت الحسرة والندامة والذنوب.. ولازلت أرى لهذه الغفلة عواقب وخيمة تتوالى لولا أن منّ الله تعالى علي بالهداية..
    ليتني سمعت كلام أخي ونداء الرحمن..
    لقد جاء أخي يوم زفافي وسلم عليّ ثم ذهب ولم يحضر العرس ولم يدخل قاعة الحفل التي كانت تعج بالمعاصي.. وأتمنى لو عادت الأيام وقدمت طاعة الله تعالى على شهوات النفس وخدع الشيطان..
    لقد كان الشيطان يخدعني والدنيا غرتني.. وكان أخي حريصا على دعوتي بالنصح واللين والموعظة الحسنة.. ولكني لم أستجب له
    ".


    ***


    وتقول: ذهبتُ مرة لزيارته بعد الزواج.. وبعد الزيارة قام معي ليوصلني إلى بيتي.. وفي أثناء الطريق..
    قال لي بلطف: ألا تلبسين لباسا أحسن من هذا؟!!
    نظرت له وقلت متعجبة: وهل هناك أحسن من هذا؟!.. أنت لا تدري هذا "التايير" بكم قماشه؟.. هذا المتر منه بـ 300 جنيه.. ولن تجد من تلبس أحسن من هذا!!

    فقال مستدركا: لا أقصد ذلك.. ولكن أقصد أن يكون محترما أكثر !..
    فقلت: أكثر من هذا احترام؟!.. كيف؟!.. أنا زميلاتي يلبسن "شانيل" أما أنا فأرتدي "ماكس" وألبس طرحة لف طويلة..!
    فقال لها بهدوء: أليس هذا "التايير" يوضح تفاصيل جسدك بعرضه وأبعاده..
    قلت: صحيح.. لكنه محترم عن الآخرين!
    قال: لماذا تنظرين للأدنى منك في الطاعة.. ولا تنظرين للأعلى منك؟!.. ثم استطرد قائلا:
    لابد أن يكون اللباس غير واصف للجسد وفضفاض وهذا ما يرضي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم..
    أطرقتُ ببصري أفكر في كلامه..
    وبدأت من بعدها أغيّر من طريقة لبسي إلى ملابس أوسع كالعباءات والجلباب..

    ***

    رقة مشاعره..

    تقول أخته: "كان ربما يخرج للعمل في البحر في الصباح الباكر ثم يعود للمنزل ظهرا رغم بعد المسافة ليحضر لي خبزا لأنه ليس في البيت خبز ولا أحد عندي.. ثم يعود مرة أخرى إلى عمله في الشاطئ البعيد!..
    لقد تأثرتُ بمعاملته معي
    " ..
    ***

    جائني يوما وأنا عند زوجي -فقد كان بارا بي يسأل عني- وقد حملت.. فجلست معه أحدثه عن مشاعري وسعادتي بهذا الحمل الذي جاء بعد عامين من الانتظار.. وأذكر له عظمة الله تعالى وكيف أنني أشعر الآن بكائن حي يتحرك في أحشائي فيه روح ودقات قلب.. واستغرقت في وصفي وأحاسيسي الإيمانية بقدرة الله تعالى وخلقه.. فكان ينظر إليّ باهتمام.. وينصت إلى كل حرف أقوله وقد شعر بالروحانية العالية التي أحسها.. فقال لي فجأة:
    أتبيعين نفسك؟!
    فقلت مستغربة: أبيع نفسي!!. لمن؟
    فقال: لله!
    قلت: كيف أبيع؟
    قال: بأن تطيعيه في كل شيء..في المأكل والملبس والعمل والصلاة وكل شيء.. أن تسارعي لكل طاعة وتبتعدي عن كل معصية.. والثمن هو الجنة.. وقرأ عليّ قوله تعالى: ((إنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ )).

    أثَّر هذا الموقف أيضا في حياتي.. ودفعني إلى مراجعة حساباتي.. فبدأت أواظب على بعض الطاعات التي كنت مهملة فيها.. لكن الهداية لم تكن قد جاءت بعد!

    ***


    لقد كانت طريقته في الدعوة معي التدرج والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة.. كنت مولعة بمشاهدة التلفاز ومتابعة المسلسلات.. فدخل عليَّ يوما فوجدني جالسة أمام الشاشة.. أمام "العجل الفضي" كما يحلو له أن يسميه.. فأغلق التلفاز.. فغضبت وعلا صوتي عليه..
    فلم يكررها.. لكنه أصبح يطلب مني أن أخفض الصوت حتى لا يسمعه..

    وذات يوم سألني بهدوء: لماذا تشاهدين المسلسل؟
    قلت له: أشاهد مواقف مفيدة في الحياة وكذلك أسلّي وقتي..
    فرد عليّ قائلا: هذا تمثيل .. وبه أمور تزيّن المعصية والرذائل وترك الطاعات وهو ملهاة عن ذكر الله..
    فسكتُ..
    فقال: هل يجوز لكِ أن تنظري إلى هذا الرجل الذي بالمسلسل وهو ليس بمحْرم لك؟
    قلت: لا..
    وإذا نظرتي إلى امرأة وهي بادية عورتها هل يجوز ذلك؟.
    قلت: لا..
    قال: ألم تعلمي أن الله تعالى يقول: ((قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم)) ((وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن)).. إلى جانب أن هذه الأعمال تدعو الإنسان إلى الخلاعة وعدم الحشمة ولا تدعو إلى طاعة..

    كان كلامه خارجا من القلب إلى القلب..!

    فتوقفت عن مشاهدة المسلسلات لكني كنت أسمع وأشاهد برامج أخرى..

    فدخل عليّ يوما وأنا أشاهدها فنظر إليَّ بعتاب وقال: لماذا عدتي؟!..
    فقلت له: هذه البرامج ليس بها شيء..
    فقال: أليس فيها "تتر موسيقي" وغناء..
    قلت: لكني أخفض الصوت عنده..
    فقرأ علي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى، يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، إلا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب)) رواه مسلم.
    قلت: وما دخل هذا الحديث بما أنا فيه؟
    قال: إذا أردتي أن تلعبي حول بئر ماء هل تلعبين فوق سور البئر أم بعيدا عنه؟.. قلت: بل بعيدا عنه.. قال: ولم؟.. قلت:لأني لو لعبت على السور سأقع.. قال: كذلك محارم الله..
    ضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلا أن الحلال والحرام بينهما "حمى" أي أرض فاصلة وهي حدود الله تعالى، وضرب مثلا براعي الغنم الذي لابد أن يرعى غنمه بعيدا عن المنطقة المحرمة أو الخط الفاصل بينه وبين مِلك غيره.. وذلك حتى لا تتفلت منه من حيث لا يشعر إلى المنطقة الخطر فتجره إلى الهلاك..

    كانت هذه هي النهاية التي تركت بعدها التلفاز بالكلية..
    فبدأ يحثني على أن أملأ فراغ التلفاز عندي بأشرطة مفيدة ودروس علم.. وكان يحضرها لي..
    ويمدني أيضا ببعض الكتب لأقرأها ويتناقش معي فيها..
    وكان يحدثني بين الحين والآخر عن النقاب..

    إلى أن أتى لي بشريط كان له فعل السحر على قلبي بعنوان "قصص مؤثرة" .. يحكي قصة عجيبة لفتاة روسية أسلمت وارتدت النقاب وابتليت ابتلاء شديدا -"اضغط هنا"-.. وصبرت صبرا عجيبا.. تأثرتُ بهذه القصة وكان تعقيب الشيخ على مدى صمود هذه الفتاة أمام الابتلاءات التي صادفتها في حجابها رغم حداثة إسلامها وصمودها أمام التعذيب.. ومقارنة بين حال هذه الفتاة وحال التي إن قيل لها البسي الحجاب قالت اقنعني اولا أو غدا لما أتزوج وغيرها من الحجج الواهية.. فماذا قدمت الفتاة المسلمة لدينها بالجري وراء الموضة والتهاون بحجابها؟!..

    وبالفعل قررتُ أن أرتدي النقاب..

    ففرح أخي وقال: سأحضر لكِ النقاب والإسدال هدية..

    اتصلت بزوجها الذي كان يعمل في دولة أخرى لتخبره فإذا هو يذكِّرها بوظيفتها في الجامعة.. ويقول لها: البسيه بعد الحج وكذا وكذا.. ويسوف لها الأمور!.. ولم يوافق.

    فلما أخبرت أخاها وقالت له: ما الحل؟!
    فقال لها: "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق".
    فقالت: قل لي حلا آخر..
    فقال: إلزمي البيت قدر المستطاع ولا تخرجي منه أبدا..
    فقالت: نعم هذه فكرة طيبة وفرصة وأنا معكم هنا حتى أقنعه..

    لكن ما حصل بعد ذلك أن زوجها لم يقتنع وكان يضايقها ويؤذيها ويلح عليها في خلعه حتى بعد أن سافرت إليه .. وكان يهددها بقسوة..
    وفي الوقت التي كانت هي تتغير فيه نحو الهداية والطاعات كان هو بعيدا عن هذا الطريق.. فاستحالت العشرة بينهما.. حتى طلبت منه الطلاق.. فطلقها.


    تقول الأخت: سألتٌ أخي يوما: هل ستلبس زوجتك النقاب؟
    قال: نعم بالتأكيد فأنا أغار أن يرى أحدا شيئا منها.. ولا حتى عينيها!
    قلت: وهل ستخرجا معا؟ ..
    قال: نعم ..
    قلت: هل ستذهبا إلى المطاعم مثلا والترفيه؟
    فقال: إن حياتنا ستكون فيها أشياء ممتعة أكثر مما تظنين..
    فسألته: ما هي مواصفات الفتاة التي تتمناها يا أحمد؟
    قال: أن تكون متدينة وخلوقة وأن تكون محافظة على الصلوات الخمس خاصة صلاة الفجر.. وأن تكون قادرة على شئون البيت من طعام وغسيل وغيره.. ثم أضاف ضاحكا: وأن تقبل العيش معي على الحصيرة!
    فقلت له ملاطفة: لن تجد فتاة الآن ترضى بذلك.. ثم مَن التي سترضى بك وأنت هكذا أسمر!
    قال: لا بأس هناك ملتزمات يرضين بالقليل!

    وكان صيد السمك قد أثر على لونه كثيرا حتى أسودّت بشرته!!


    يتبع إن شاء الله..
    التعديل الأخير تم 08-07-2012 الساعة 09:27 AM

    ((أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ))

    --- *** ---
    العلم بالحق والإيمان يصحبه ** أساس دينك فابن الدين مكتملا
    لا تبن إلا إذا أسست راسخة ** من القواعد واستكملتها عملا
    لا يرفع السقف ما لم يبن حامله ** ولا بناء لمن لم يرس ما حملا

    --- *** ---



    فضلاً : المراسلة على الخاص مع الأخوات فقط.

  8. #23

    افتراضي

    ماتعة القصة الواقعية ما شاء الله ...
    وأتخيل بعض إخواني الملتزمين وأخواتي الملتزمات فيها بكل حذافيرها فهي ليست خيالا ًوالله ...
    وشكرا ًعلى رابط نقل قصة الأخت الروسية التي أسلمت ...
    فهي قصة رائعة أخرى تسابق هذه القصة في النشر وخصوصا بين الشباب وفي منتدياتهم للإفادة والقدوة ..
    والله المستعان ...

  9. #24
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    دار الممر
    المشاركات
    1,715
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    6

    افتراضي

    والله أخية عندما أقرأ عن هذا الإنسان
    أتمنى لو نجد مثله دينا وخلقا
    فى تلك الأيام
    ليس فى تلك الحياة كلها شيء اغلى من الدين
    فهو من أجله خُلقت ومن أجله تموت ومن أجله تُبعث


    فإ ن المتتبع للفتن العظيمة التي ألمت
    بأمة الإسلام على مدار تاريَخها؛ لا يكاد
    يجد فتنة منها إلا وقد قيض الله لها )إمام
    هدًى( يلي الأمر بالمعروف والنهي عن
    المنكر حقًا، ويسلك سبيل أئمة الهدى
    قبله في الأخذ بيد )العامة والخاصة( على
    طريق النجاة من الفتنة، لا بشيء سوى
    بالدلالة على )الوحي( و)معنى الوحي(
    و)مقتضى الوحي(


    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/forumd...aysprune=&f=27

  10. #25
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الدولة
    مِن كل بلاد الإسلام أنـا.. وهُـم مِنـّي !
    المشاركات
    1,508
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    2

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو حب الله مشاهدة المشاركة
    ماتعة القصة الواقعية ما شاء الله ...
    وأتخيل بعض إخواني الملتزمين وأخواتي الملتزمات فيها بكل حذافيرها فهي ليست خيالا ًوالله ...
    نعم القصة ليست خيالا بل واقع وحقيقة..
    ولا عجب من ملاحظة التشابه بين حال الملتزمين بعضهم ببعض وحال هذا الأخ.. فتفسير ذلك عندي: أن سبيل الحق واحدة تلك التي ساروا عليها فتشابهت أحوالهم.. فهي "سبيل المؤمنين" كما سماها ربنا لا سبيل لهم غيرها.. وهي "سبيله" أي واحدة فقط.. وليست "سُبُل" شتى.. كما قال تعالى: ((وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)) (سورة الأنعام)

    ((أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ))

    --- *** ---
    العلم بالحق والإيمان يصحبه ** أساس دينك فابن الدين مكتملا
    لا تبن إلا إذا أسست راسخة ** من القواعد واستكملتها عملا
    لا يرفع السقف ما لم يبن حامله ** ولا بناء لمن لم يرس ما حملا

    --- *** ---



    فضلاً : المراسلة على الخاص مع الأخوات فقط.

  11. #26
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الدولة
    مِن كل بلاد الإسلام أنـا.. وهُـم مِنـّي !
    المشاركات
    1,508
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    2

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قلب معلق بالله مشاهدة المشاركة
    والله أخية عندما أقرأ عن هذا الإنسان
    أتمنى لو نجد مثله دينا وخلقا
    فى تلك الأيام
    صدقتِ أختاه.. ولذا كان الغرض من هذه القصة أيضا أن يحرص كلٌ منا أن يكون هو هذا الإنسان..
    فهو نموذج حي عاش بيننا وفي نفس ظروفنا وعصرنا وليس من زمن آخر مضى..

    ((أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ))

    --- *** ---
    العلم بالحق والإيمان يصحبه ** أساس دينك فابن الدين مكتملا
    لا تبن إلا إذا أسست راسخة ** من القواعد واستكملتها عملا
    لا يرفع السقف ما لم يبن حامله ** ولا بناء لمن لم يرس ما حملا

    --- *** ---



    فضلاً : المراسلة على الخاص مع الأخوات فقط.

  12. #27
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الدولة
    مِن كل بلاد الإسلام أنـا.. وهُـم مِنـّي !
    المشاركات
    1,508
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    2

    افتراضي

    قلب معلق بالله..

    كان قليل الكلام إلا بذكر الله تعالى.. يأنس بذكره في الجمع والخلوات..
    وكان لا يغتاب أحدا ولا يجعل أحدا يغتاب أمامه..


    حدث أن اجتمع مع بعض أصدقائه يوما فأخذ الأصدقاء يتحدثون عن السيارات ومواصفاتها وأسهبوا في وصف أحد السيارات وجمال شكلها وإمكانياتها ومميزاتها.. وكل واحد يبدي رأيه.. وهو ساكت..
    فلما تكلم إذا به يقول:
    (أنا سأركب أحسن منها.. في الجنة!)
    وكأنه أراد أن ينقلهم بغتة من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة..


    ***

    إلى أي مدى يمكن لقلب أن يتعلق بالله عز وجل وبكتابه الكريم حتى يصبح كلام الله عز وجل ربيع القلب ونور الصدر وبلسم الروح وشفاءها؟!
    لكن هل يكون هذا التعلق في النوم أيضا؟!.. إن هذا لهو العجب العجاب..
    نعم.. لقد كان يرتل القرآن وهو نائم!..

    تقول أخته: لقد تكرر ذلك منه ورأيته بعيني.. أسمع صوته كأنه يصلي ويقرأ القرآن فأحسبه يقظان.. فأقترب منه وأنادي عليه: يا أحمد!.. فأكتشف أنه نائم !.. يقرأ وهو نائم!.. ويكبر وهو نائم!.. كما يفعل في الصلاة!
    فيقرأ الفاتحة ثم يقرأ بعض الآيات بصوت عذب ثم يكبر!

    تعجبتُ من هذا الخبر.. فأكدته لي وقالت: ولقد رآه أخي أيضا يفعل ذلك..
    سألتها: كم كان يقرأ وهو نائم؟ فقالت: ربما ربعا من القرآن.. ثم يكبر!!

    قلت: سبحان الله.. كل إناء بما فيه ينضح..!


    ***

    صبر وابتلاء..

    لا يزال المؤمن في ابتلاء وتمحيص حتى يلقى الله عز وجل وليس عليه خطيئة..
    قال تعالى: ((أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ))..
    وقال تعالى: ((أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين)) .
    وسلعة الله غالية .. لذا كان لابد أن يكون الثمن غاليا..

    فها قد تحدد اليوم الذي لابد أن يلتحق فيه "أحمد" بالجيش.. وينتظم في صفوفه كما هو النظام المتبع في الدولة..
    وكان "أحمد" قد استطاع أن يصمد ويحافظ على لحيته طوال هذه المدة..
    ونظام الالتحاق بالجيش يحتّم على كل من يلتحق به أن يحلق لحيته أولا.. ولابد!..

    وكأنه لا يراد لهذا الجندي أن يكون له هوية إسلامية!.. ولا شبهة هوية!.. ولا خلفية عقدية فوق الوطنية يقاتل عنها!... وكأن هذه المعاني مرفوضة ويراد لها أن تظل مطموسة!

    لقد عادت المعاناة مرة أخرى ولكنها هذه المرة أشد!..
    وحلت على منزل "أحمد" وأسرته وحياتهم كعاصفة هوجاء تريد أن تقتلع كل شيء..
    تريد أن تضع نهاية هوجاء لصبره الطويل على الطاعة.. وتدمر بقسوة وألم ما بناه في نفسه من معانٍ جميلة طيلة السنين الماضية... تريده أن يحلقها!
    وقف الجميع في المنزل منتظرين قراره بقلق واضطراب.. وقد قرر الجميع قرارا واحدا لا غير رأوه يتماشى مع العقل والمنطق: لابد أن يحلقها هذه المرة حفاظا على مستقبله!..
    ولكن..

    إذا كانت النفوس كبارًا تعبت في مرادها الأجسام!
    فقد رفض "أحمد" أن يحلقها..!

    بل أصرَّ على مبدئه إصرارا عجيبا.. وكأنما عاهد الله تعالى في نفسه على أمر بينه وبينه أن يثبت على ذلك مهما كلفه الأمر.. وأعلن للجميع هذا القرار الخطير..!
    وكأنما علم أن الحياة كلها جهاد.. وأن الابتلاء واقع لا محالة..


    مارسوا عليه كل أنواع الضغط النفسي.. بمحاولات الإقناع والحوار مرات.. وأن هذا للضروروة وكذا وكذا .. ولكن لا فائدة!
    وبالتعذيب والأذى باللسان مرات ومرات.. ولكن لا فائدة!
    ولم تتوقف محاولات الأهل معه ليثنوه عن عزمه وليرجع عن موقفه حتى آخر لحظة.. ولكن لا فائدة!

    تقول أخته:
    قبل يوم واحد من ذهابه للجيش وتسليم نفسه إلى المنطقة العسكرية دخلت عليه وأنا ثائرة غاضبة أصرخ في وجهه:
    أنت تضيّع مستقبلك.. لن تُقبل في وظيفة.. ولن تستطيع السفر إلى الخارج.. ولن ولن ...
    فلم يرد عليّ..

    فتوقفت عن الصراخ..
    وقلت بعد برهة:
    يا أحمد لماذا لا تحلقها والله تعالى يعذرك وهو عليم بما في قلبك؟!

    فقال بهدوء الواثق من نفسه:
    لا أريد أن ألقى الله تعالى إلا بهذه اللحية!

    فقلت له:
    طيب.. احلقها مؤقتا.. وبعد الجيش أطلقها... ما المشكلة؟!

    قال:
    ومن يضمن لي ألا أموت قبل هذا؟!

    فسكتُّ على مضض..وخرجت من الغرفة!
    ولكني دعوت الله في سري أن يعينه على ما سيلاقيه!
    وبالفعل سافر إلى المنطقة العسكرية بلحيته.. وحدث له ما حدث..
    ثم رجع.. ولم يحلقها!

    ***
    (ومن يضمن لي ألا أموت قبل هذا؟!)
    ***


    يتبع إن شاء الله..
    التعديل الأخير تم 08-07-2012 الساعة 12:01 PM

    ((أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ))

    --- *** ---
    العلم بالحق والإيمان يصحبه ** أساس دينك فابن الدين مكتملا
    لا تبن إلا إذا أسست راسخة ** من القواعد واستكملتها عملا
    لا يرفع السقف ما لم يبن حامله ** ولا بناء لمن لم يرس ما حملا

    --- *** ---



    فضلاً : المراسلة على الخاص مع الأخوات فقط.

  13. #28
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الدولة
    مِن كل بلاد الإسلام أنـا.. وهُـم مِنـّي !
    المشاركات
    1,508
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    2

    افتراضي


    ***
    ((يا رب وفقني فلقد رميت حملي عليك فلا تخذلني.. اللهم استجب فأنت حبيبي ولا أحب سواك.. فكن لي حبيبا ولا تجعلني ممن طردتهم من جنبك.. اللهم لك الحمد ما دامت هذه الكلمات مكتوبة حتى ترضى.. ولك الحمد ما دمت.. فأنت ربي ورب كل شيء لا إله إلا أنت سبحانك تبت إليك إني كنت من الظالمين.. فاقبلني في التوابين والحامدين والصابرين والخاشعن وآخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين))..
    دعاء كتبه "أحمد" في أول صفحة في أحد أجنداته..

    ***

    الأمنيات العشر..

    تقول أخته: قبل وفاته بعشرة أيام دار بيني وبينه الحوار الآتي:

    قلتُ له: يا أحمد أشعر أنه قد اقترب أجلي..
    فقال: بل أنا الذي أحس بأن عمري قصير..

    قلت: كيف؟!.. أنت لازلت في أول حياتك.. أنت لم تتزوج بعد أو تنجب ولازالت أمامك الدنيا!
    فسَكت..

    قلت: يا أحمد هل تعاهدني أن لو دخلت الجنة قبلي أن تشفع لي؟!
    فقال: وما أدراكِ لعلكِ تكونين أنت أفضل مني..!

    ثم قلت بعد برهة: ما رأيك.. ليتمنَّ كل منا أمنياته في الدنيا.. ماذا تتمنى أنت؟!

    فبدأ يعدد أمنياته وأنا أعدها له.. حتى بلغت عشر أمنيات..

    فقال:
    - أتمنى: الفردوس الأعلى ..
    - ومرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة..
    - وأن يظلني الله بظله يوم لا ظل إلا ظله..
    - وأن يدخلني الجنة مع السبعين ألفا الذين يدخلون بغير حساب..
    - وأن يزوجني الله من الحور العين..
    - وأن يجعلني مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين..
    - وأن يختم لي بالصالحات..
    - وأن أموت شهيدا..
    - وأن يبدل الله سيئاتي حسنات..
    - وأن أشرب من حوض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم شربة لا أظمأ بعدها أبدا..



    سمعت هذا الكلام وتعجبت .. فقلت له:
    أليس لك أمنيــات في الدنيــا؟!!

    فرد بكلمة لن أنساها.. وقال:
    ما لي بها حاجة!!

    فقلت: خجلتُ منك يا أحمد.. قد كنت أنوي أن أعد أمنياتي.. أن يبارك الله لي في ابنتي وأن يهدي زوجي وأن أنتهي من الماجستير وأن وأن.. وطبعا في النهاية .. الجنة!

    فلم يرد علي بشيء..

    فتركته بعد أن دعوت الله له أن يحقق أمنياته..

    حدث في هذه الليلة "خسوف قمر".. فجاء جارنا الشيخ سعيد بعد صلاة العشاء ونادى عليه: "يا أحمد الصلاة جامعة".. فذهب إلى الصلاة وتأخر فيها..
    وفي الصباح ذهب أحمد إلى البحر كعادته.. ثم جاءنا في البيت خبر وفاة أخت زوجي.. فكان لابد لي أن أسافر.. ولم يكن هو قد رجع إلى البيت.. فسافرت دون أن أنتظر رجوعه.. فاتصل بي في الهاتف وعاتبني على سفري دون انتظاره..
    وبعد عشرة أيام اتصل بي على غير عادته أكثر من ست مكالمات في يوم واحد ليكلمني وليسمع صوت ابنتي الصغيرة فقد كان يحبها جدا..

    في هذه الأيام.. لم يكن والده راضٍ تماما عن كثرة ذهابه إلى البحر وهذا الشقاء الذي وضع نفسه فيه في ظنه..
    فأخذ أحمد يسترضي والده ليرضى عن ذهابه ويسمح له فيه.. فأذن له..

    ***

    يتبع إن شاء الله..
    التعديل الأخير تم 08-07-2012 الساعة 05:36 PM

    ((أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ))

    --- *** ---
    العلم بالحق والإيمان يصحبه ** أساس دينك فابن الدين مكتملا
    لا تبن إلا إذا أسست راسخة ** من القواعد واستكملتها عملا
    لا يرفع السقف ما لم يبن حامله ** ولا بناء لمن لم يرس ما حملا

    --- *** ---



    فضلاً : المراسلة على الخاص مع الأخوات فقط.

  14. #29
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الدولة
    مِن كل بلاد الإسلام أنـا.. وهُـم مِنـّي !
    المشاركات
    1,508
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    2

    افتراضي

    ***
    (من أحب لقاء الله أحب الله لقائه)..
    كلمات أصبح "أحمد" يرددها كثيرا..
    ***


    وفي ليلة من الليالي الهادئة -ليلة يوم الإثنين- وعلى غير العادة في وقت متأخر من الليل.. أراد "أحمد" أن يتحدث مع والدته..

    تقول أمه: كنتُ متجهة إلى فراشي لأنام فطلب مني أن أجلس معه قليلا لأنه يريد أن يحدثني..
    فقلتُ له: انتظر إذن لأحضر كوبا من القهوة حتى أستطيع أن أسهر معك..
    فقال لي مداعبا: لا تكثر من القهوة يا جميل..

    ثم بدأ كلامه معها بأن أعطاها كل أمواله التي جمعها من عمله في صيد السمك خلال هذا العام -عام واحد بعد تخرجه- وكانت تقدر بحوالي 25 ألفا.. وطلب منها أن تتصرف فيها كما تشاء..


    ثم قال لها بصوت منكسر: سامحيني يا أمي..
    فقالت: أسامحك أنت يا ولدي!!.. بل أنت الذي تسامحنى فإني كنت أقسو عليك وأنت صغير!
    فقال لها: لا يا أمي.. أنتِ كنتِ تربينني وتعلمينني..
    فقام وقبل يدها ورأسها وحضنها حضن من غاب عن أمه سنين طويلة!..

    ثم قال لها وهو في حضنها: آه يا أمي من ظلمات الليل في البحر..!

    فقالت الأم وقد أحست برهبة : وما الذي يجعلنا نذهب إلى البحر في الليل يا أحمد؟

    فقال:أم ماذا كان حال سيدنا يونس عليه السلام في ظلمات ثلاث..؟!
    قالت: وما هي الظلمات الثلاث؟
    قال: ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت..
    قالت الأم ولم تكن تعرف القصة: كيف ذلك؟.. وما الذي حدث لسيدنا يونس عليه السلام؟
    فقص عليها قصة سيدنا يونس عليه السلام وكيف ألقي في البحر ثم التقمعه الحوت وكيف نجاه الله منه..

    ثم قال لها بصوت أجش:
    أنا سأموت يا أمـي!!

    فزعت الأم وقالت:
    بعيد عنك يا ولدي..!.. لم تقول هذا؟!!
    أنت لازلت صغيرا على الموت!

    ثم تابعت: أموت أنا.. أما أنت فلا!!.. أنت لم ترَ الدنيا ولم تعش حياتك بعد!.. ولم تهنأ بها ولم تتزوج بعد!

    فقام وحضنها .. وقال لها: بلى.. سأموت يا أمـي!
    فقالت بصوت مرتعب: كيف تموت قبلـــي!!

    فقال لها:
    الناس في الدنيا يا أماه كركاب قطار فمن تأتي محطته أولا ينزل أولا.. هل يمكن أن نمنع الصغير من نزول محطته لأنه صغير أو لأن الدنيا لازالت أمامه؟!..
    وأنا قد جاءت محطتي..

    قالت أمه بانفعال وحسم: لن تذهب إلى البحر مرة أخرى يا أحمد..

    فرد عليها : يا أمي..
    ((أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ))
    يا أمي إن أمًّا رأت في المنام أن ابنها سيموت وهو مسافر بالطائرة..
    فلما جاء موعد الطائرة وكان ولدها نائما قررت ألا توقظه.. وبعد مضي وقت الطائرة ذهبت لتوقظه فوجدته قد مات!
    فلو أغلقتِ عليَّ بقفصٍ من حديد لدخل الموتُ إليَّ!

    فسكتت الأم ولم تحر جوابا..

    ثم قال: ادعي لي بالشهادة يا أمي!
    سألته: وهل أنت ذاهب إلى الجهاد يا بني حتى تنالها؟!
    فرد قائلا:
    الميت في البحر شهيد!

    فقالت بتوتر: يعني أذهب لأسبح في البحر وأغرق نفسي فأكون شهيدة؟!!
    فقال: لا يا أمي.. ليس كذلك وإنما من يخرج في سبيل الله وبحثا عن رزقه وقوت أولاده ليعف نفسه وأولاده بالمال الحلال ويغنيهم عن السؤال..

    أرادت الأم أن تغير مجرى هذا الحديث فقالت:
    أخبرني يا أحمد -وكانت تعلم أنه لا يكف عن الذكر والتسبيح- كيف تسبّح الله في الوقت الذي تغطس فيه تحت الماء ؟
    فقال: أسبِّح حينها بقلبي..

    ثم قال:
    أمي .. ادعي لي أن يرزقني الله من الحور العين..
    فقالت: وما هي؟..
    فأخذ يصفها لها قائلا:
    هي مثل اللؤلؤة.. لو أطلت بوجهها لأضاءت الدنيا من نور وجمال وجهها.. وطيبُ ريحها يملأ ما بين السماء والأرض.. وعينها واسعة جميلة.. وصفاتها كذا وكذا..
    وأخذ يعدد في أوصافها..!

    فقالت الأم بعفوية وهي مبتسمة ولم تنتبه :
    من هذه الفتاة يا بني؟.. وبنت مَن هي حتى أخطبها لك؟!


    فقال لها: هي ليست في الدنيا يا أمي.. إنها في الجنة.. إنها من "الحور العين"..!


    ثم قال: ادعي لي يا أمي بالفردوس الأعلى..
    فسألته: وما الفردوس الأعلى؟!
    فقال: هو أعلى درجات الجنة تحت عرش الرحمن.. يسكنه النبيون والصديقون والشهداء..
    فدعت له الأم بما طلب..

    ثم ناولها شريطا مسجلا.. وقال: هذه تلاوة قرآنية.. بصوتي.. سجلتها لك !
    فتناولته الأم..
    فقال: لا أقول لكِ لا تبكي أماه.. ولكن لا تجزعي.. اصبري واحتسبي..!!

    قامت الأم لتنام بعد أن احتضنت ولدها.. فقد أجهدها السهر..

    وعند الفجر..
    بادر أحمد إلى المسجد مبكرا.. ليسبق غيره لأذان الفجر.. هذا المسجد ذو الجدران البيضاء المطل على البيت..

    وبدأ يؤذن بصوته الجميل: الله أكبر الله أكبر.. الله أكبر الله أكبر.. أشهد أن لا إله إلا الله..

    علا صوته في أذنها فقامت الأم من النوم.. كما كانت تفعل كل مرة.. ولكنها اليوم ما بالها؟!.. تستمع إليه بكل جوارحها..

    حان وقت الصلاة وكان إمام المسجد غائبا.. فقدموه ليؤمهم ..
    فصلى بهم..
    وتلى عليهم من الآيات كأحسن ما تكون التلاوة..
    وأمه في البيت تستمع إلى تلاوته ..
    وبعد الرفع من الركعة الثانية.. شرع في القنوت..!
    ورفعت الأم يديها لتؤمن على دعائه..
    فأخذ يدعو دعاءً طويلا..

    وكان مما قاله:
    -اللهم ارزقني الشهادة..
    -الأم: آميــن!
    - بدأ يبكي: اللهم ارزقني الدرجات العلى من الجنة..
    - الأم: آميــن!
    اللهم ارزقني الفردوس الأعلى..
    - الأم: آميــن!
    وهكذا في الدعاء كله.. وتقول الأم: آمين!


    ***

    وفي الصباح.. تهيأ أحمد للخروج..
    يقول أخوه: (شعرتُ به وهو يوقظني كما كان يفعل أحيانا لأذهب معه إلى البحر.. ولكني لم أستيقظ هذا اليوم.. كان يبدو عليه بعض التردد.. فأمسك بيدي وهزها كأنما يحدث نفسه وقال: أيما جسد نبت من حرام -أو من سحت- فالنار أولى به.. ثم ترك يدي ومضى وحده) ..

    مضى إلى هذا الشاطيء البعيد الذي تعلم عنده الصيد أول مرة..

    وهناك عند هذا الشاطيء.. قضى يومه..

    وصلى فرضه..

    واصطاد أسماكا كثيرة..

    رغم العمر القصير..

    مضى النهار وانحدرت الشمس للمغيب..
    وبدأ يحل سكون غريب..

    وعند نافذة منزله المطل على المسجد.. كانت أمه تنتظر ..
    مضت صلاة المغرب ثم العشاء .. ولم يأت بعد..!

    بدأ شبح القلق يدب في أوصالها..

    تذكرت ملامح وجهه وهو يحادثها في تلك الليلة..
    لازال صوته الندي الذي انبعث من هذا المسجد فجر اليوم.. يرن في أذنها!

    وما سر هذا الدعاء العجيب الذي دعاه في صلاة الفجر؟!..
    تذكرت كلماته التي كان يكررها كثيرا في الأيام الماضية:
    (من أحب لقاء الله أحب الله لقائه)!

    تكاثرت هذه الخواطر على قلبها.. فانتفضت!

    وليس أمامها إلا وجه "أحمد"! .. ولا على لسانها إلا اسم "أحمد"!

    رجع الجميع إلى البيت ولم يرجع "أحمد"..
    دب الفزع..

    اتصلوا به عند بعض أصدقائه ربما ذهب عند أحدهم..
    سألوا عنه في مسجد كذا وكذا ربما يقضي حاجة بعض إخوانه.. وسيعود!
    الكل يتحرك..

    لكن .. انتصف الليل ولم يعد..!

    سألوا عنه في كل مكان خطر على بالهم..
    اتصلوا بحرس الشواطيء.. بالشرطة.. ذهبوا للمستشفيات..
    الشواطيء المحيطة..
    بحثوا عنه في كل مكان..

    لكن.. لم يجدوا أثره..!


    مضت الليلة الأولى ثم الثانية ثم الثالثة.. ثلاث ليال كأنها الدهر كله .. ولم يرجع أحمد!

    لا أحد يعلم أين هو .. ولم يظهر له أي أثر!



    هـــمٌّ وغــمٌّ حيرةٌ وتوجعُ *** في دارنا ومصائبٌ تتدافعُ
    هي دارنا دار الرحيل وكلنا *** يوماً إلى دار البقاء سنُزمِعُ



    تحكي أخته عن هذه الأوقات العصيبة فتقول:

    وفي هذه الليال التي كانوا يبحثون عنه.. رأيتُه في المنام..



    رأيته يلبــس عمامـــة بيضـــاء وثوبـــا أبيـــض.. ممتلــيء الوجـــه.. مشــرقٌ أبيـــض.. وهو يضحـــك..!!




    فتأكدتُ أن قد مــات!



    وبعد ثلاث ليال في ظلمة البحر قضاها..
    ظهرت جثتـه..!
    ظهرت تطفو على شاطيء آخر بعيد..

    وكانت هيئته حين وجدوه.. رأسه إلى أسفل أقرب إلى هيئة سجود في مقابل مسجد كان يصلي فيه..
    وكان مغلق العينين والفم.. لم يدخل الماء إلى جسده..!!

    كامل الجسد لم تأكل الأسماك شيئا منه.. ولا حتى عينيه.. رغم أنه كان يغطس في أماكن تواجد الأسماك الكبيرة..
    مفاصل الجسم لينة كأنه ميت الآن وليس منذ ثلاثة أيام..


    تنبعث منه ريح طيبة..!



    تقول أخته:
    حين ظهرت الجثة حرص الجميع أن يروه وأن يلقوا عليه النظرة الأخيرة.. ولكني كنت خائفة وأشعر برهبة من فكرة رؤيته.. ظننت أنني سأرى جسدا مشوها ومنظرا رهيبا لا أحتمله..

    لكن عندما دخلت عليه لأنظر إليه..

    وجدتُ الجسد سليم كله.. فقد حفظه الله كما حفظ كتابه..

    نظرت إليه فإذا بي أراه كأنه فارس ينام ليلة عرسه..!

    وقد امتلأ جسده.. وازداد بهاء وجهه..


    رحمه الله..


    يتبع إن شاء الله..
    التعديل الأخير تم 08-07-2012 الساعة 01:52 PM

    ((أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ))

    --- *** ---
    العلم بالحق والإيمان يصحبه ** أساس دينك فابن الدين مكتملا
    لا تبن إلا إذا أسست راسخة ** من القواعد واستكملتها عملا
    لا يرفع السقف ما لم يبن حامله ** ولا بناء لمن لم يرس ما حملا

    --- *** ---



    فضلاً : المراسلة على الخاص مع الأخوات فقط.

  15. #30
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الدولة
    مِن كل بلاد الإسلام أنـا.. وهُـم مِنـّي !
    المشاركات
    1,508
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    2

    افتراضي




    ***
    شهد جنازته أعدادا كبيرة.. حتى أن أهله لم يستطيعوا اللحاق به عند الدفن..
    وكان مشهدا مهيبا كأنه مشهد عرس لا جنازة..
    ***


    تقول أخته: "ذهب أحمد نور بيته وضياء منزله.. وترك لنا المَثل والقدوة في حب الله.. والصبر على طاعته.. والرفق في الدعوة.. والقدوة الحسنة في اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم.. والكلمة الطيبة.. في هذا الزمن الذي نعيشه اليوم.. زمن الغربة والفتن!"

    ذهب بروحه وترك لنا أثره.. وترجل فارسنا البطل..

    قالوا ترحل في المساء حبيبنا *** فُقدت بلابلنا هنا لا تُسمعُ
    مات الجواد من الخليقة لم يعد *** يجدي الكلام ولا النياحة تنفعُ
    تلك الشمائل لاتسل عن حسنها *** ورد وعطر فائح يتضوعُ
    رباه .. ألهمنا اصطباراً إننا *** بعد الفراق بحِبنا نتفجعُ


    ***
    ثمرة دعوته في بيته..

    تقول أخته: لقد حاول أخى معنا كثيرا بشتى الوسائل والسبل.. لكن الله تعالى أبى إلا أن تكون وفاته هي السبب الأكبر لعودتنا إلى الحق وأن تكون روحه التي خرجت هي آخر الأسباب وهي الثمن الذي يدفعه غاليا من أجلنا!

    فصراعه مع أهله لأجل إطلاق اللحية لمدة ثلاث سنوات دون كلل.. ولجوءه إلى الله تعالى وتضرعه.. أثمر ثماره في حياته فبدأ الأب يلين وجميع أهل البيت لذلك.. ثم أطلق الأب لحيته بعد ذلك بعد أن أقنعه ولده بفرضيتها.. وفي آخر حياته كان يتسابق مع والده أيهم يذهب إلى المسجد أولا ليؤذن للصلاة وأيهم يؤم الناس في الصلاة..

    أما أخته في آخر حياته كانت تتعاون معه على قيام الليل ويتبادلون الأوقات!..
    ولقد لبست النقاب في حياته وصبرت على أذى زوجها.. وتغيرت حياتها تماما ونحسبها على خير..
    أما أمه الكبيرة في السن: فقد لبست هي أيضا النقاب بعد وفاته وقد رأيتها تحرص على نقابها كما تحرص الشابة عليه!
    ورأيتها حريصة على الطاعات وحفظ القرآن والجمع بين صيام وصدقة وعيادة مريض وصلاة جنازة في يوم واحد.. بل وتحرص على الدعوة إلى الله!

    اصبر على مضض الادلاج في السحر ... وفي الرواح إلى الطاعات في البكر..
    إني رأيت وفي الأيام تجربة ... للصبر عاقبة محمودة الأثر..
    وقل من جد في أمر يؤلمه ... واستصحب الصبرإلا فاز بالظفر..


    ***


    قصت لي أخته رؤيا أخرى أبكتني.. رأتها بعد دفنه .. قالت:


    ((رأيته يلبس العمامة البيضاء والثوب الأبيض وهو على أحسن حال من أحواله بالدنيا..
    وكان يجلس على منبر يخطب.. وحوله رجال كثيرون يلبسون مثله.. ونساء يلبسن السواد..
    وأمامهم جميعا طعام.. وهو أمامه طعام (طائر كبير كأنه ديك رومي)..
    فناديتُ عليه:
    أين أنت يا "أحمد

    فردّ عليَّ هاتف يقول:

    هو مع الصديقيــن والنبييــن والشهــداء..
    ))!



    ومرة أخرى جاءها في المنام، فقالت له: "أوصني" فكتب لها "القرآن"!.



    ورآه بعض أصحابه فيسألونه.. فيقول: أنا في الجنة..



    وفي يوم تذكرت أمه ليلتها الأخيرة معه.. فدعت له بالحور العين التي كان يتمناها..

    فرأته أخته في المنام وهو يلبس الثياب البيض وهو أبيض كالقمر..
    وضخم الجثة وشعره أسود من الليل.. ولحيته جميلة وسوداء.. وجمال لم تره على أحد من قبل..
    وكأنه في الثلاثين من عمره..

    فسلمت عليه بيدها.. فسألته:
    ما هذا الجمال يا "أحمد

    فرد عليها: "أنا عريــس بدعــوة أمــي لــي"!

    وغيرها من الرؤى..

    رحمه الله..


    يتبع إن شاء الله..
    التعديل الأخير تم 08-18-2012 الساعة 02:12 AM

    ((أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ))

    --- *** ---
    العلم بالحق والإيمان يصحبه ** أساس دينك فابن الدين مكتملا
    لا تبن إلا إذا أسست راسخة ** من القواعد واستكملتها عملا
    لا يرفع السقف ما لم يبن حامله ** ولا بناء لمن لم يرس ما حملا

    --- *** ---



    فضلاً : المراسلة على الخاص مع الأخوات فقط.

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. المسيـح الدجال فيه كل شروط الإله التي يريدهـا الملاحدة فهل سيتبعونه !
    بواسطة elserdap في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 06-06-2014, 03:46 PM
  2. قصة طريفة حقيقية
    بواسطة احمد الحسن في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 03-17-2014, 02:11 PM
  3. **قصة حقيقية (قصر فى الجنة )**
    بواسطة انصر النبى محمد في المنتدى قسم الاستراحة والمقترحات والإعلانات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-08-2013, 12:29 PM
  4. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-28-2007, 06:27 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء