صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 45 من 56

الموضوع: من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم

  1. افتراضي

    انشقاق القمر


    بقلم: زغـلول النجـار

    قال الله تعالى (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ)‏
    ‏ (القمر 1) ‏

    هذه الآية القرآنية الكريمة جاءت في مطلع سورة القمر‏,‏ وهي سورة مكية‏,‏ يدور محورها حول ‏قضية الإيمان بوحي السماء الذي أنزله ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ علي فترة من الرسل‏,‏ وأتمه ‏وأكمله‏,‏ وحفظه في الوحي الخاتم المنزل علي الرسول الخاتم‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏);‏ ولذلك ‏تحمل السورة علي المكذبين ببعثته الشريفة‏,‏ وبالآيات التي أيده الله‏(‏ تعالي‏)‏ بها‏,‏ وفي مقدمتها ‏القرآن الكريم‏,‏ وذلك انطلاقا من غرورهم‏,‏ وكبرهم‏,‏ وغطرستهم‏,‏ وصلفهم‏,‏ وتتوعدهم الآيات ‏بالشقاء في الدنيا وبالمصير المخزي في الآخرة كما حدث مع الذين كذبوا بالرسالات السابقة‏.‏
    وتطالب سورة القمر رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ بالإعراض عن هؤلاء الكافرين‏,‏ ‏وإمهالهم إلي يوم البعث العظيم‏,‏ يوم يخرجون من قبورهم كأنهم جراد منتشر‏...‏ وهو يوم الفزع ‏الأكبر‏,‏ والهول الأكبر الذي نسأل الله‏(‏ تعالي‏)‏ أن يجيرنا من فزعه وأهواله‏...‏ اللهم آمين‏.‏

    وقد ابتدأت سورة القمر بالتحذير من اقتراب وقت الساعة‏,‏ ومن الثابت عن رسول الله‏(‏ صلي ‏الله عليه وسلم‏)‏ قوله الشريف‏:‏ بعثت أنا والساعة هكذا وأشار بإصبعيه السبابة والوسطي‏.‏
    ثم تابعت السورة بذكر تلك المعجزة الحسية ـ معجزة انشقاق القمرـ التي أجراها ربنا‏(‏ تبارك ‏وتعالي‏)‏ تأييدا لخاتم أنبيائه ورسله في مواجهة تكذيب مشركي قريش لنبوته ولرسالته‏,‏ وعلي ‏الرغم من وقوع المعجزة ـ التي لم ينكرها أحد منهم ـ فإنهم بدلا من أن يؤمنوا بها اتهموا ‏رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ بالسحر‏,‏ وهم الذين لم يشهدوا عليه كذبا أبدا‏,‏ وذلك انطلاقا ‏من كبرهم وعنادهم واتباعهم لأهوائهم‏,‏ ولم تزجرهم عن ذلك الأنباء‏,‏ ولم تغنهم النذر‏...!!‏

    ومن قبيل تذكير هؤلاء الكافرين بمصائرهم استعرضت سورة القمر مصارع المكذبين في عدد ‏من الأمم السابقة ومنهم أقوام نوح‏,‏ وعاد‏,‏ وثمود‏,‏ ولوط‏,‏ وفرعون‏,‏ مؤكدة أن كفار قريش لم ‏يكونوا بأقوي ولا بأشد من تلك الأمم السابقة عليهم‏(‏ والخطاب هنا يشمل المتجبرين من الكفار ‏والمشركين في زماننا‏,‏ وفي كل زمان من أمثال الصهاينة المجرمين وإبادتهم المستمرة لشعب ‏فلسطين‏,‏ والأمريكان وأعوانهم من المتجبرين علي شعب أفغانستان وغيره من شعوب العالمين ‏العربي والإسلامي‏,‏ وكل من الروس‏,‏ والهندوس‏,‏ والبوذيين واستباحتهم لأراضي كل من ‏الشيشان‏,‏ وكشمير‏,‏ وأراكان‏,‏ وجنوب الفلبين‏,‏ وغيرهم ممن يستبيح أراضي الصومال‏,‏ ‏والسودان‏,‏ وسبتة ومليلية والجزر المحيطة بهما‏,‏ أو يقوم بمحاصرة العديد من الدول المسلمة ‏مثل العراق‏,‏ وليبيا‏,‏ والسودان‏).‏
    وفي نهاية كل خبر من أخبار الأمم البائدة تدعو السورة الكريمة كفار قريش ـ كما تدعو الكفار ‏والمشركين في زماننا وفي كل زمان ومكانـ إلي الاعتبار والتذكر وذلك بقول الحق‏(‏ تبارك ‏وتعالي‏):‏
    ولقد تركناها آية فهل من مدكر؟
    ‏(‏القمر‏:15).‏

    أو بقوله‏(‏ عز من قائل‏):‏ فكيف كان عذابي ونذر‏(‏ القمر‏:30,21,16).‏
    وقد تكررت هذه الآية الكريمة ثلاث مرات في سياق السورة‏.‏

    وبين كل خبر من أخبار تلك الأمم الهالكة والذي يليه تنبه سورة القمر إلي حقيقة أن القرآن ‏الكريم ميسر لكل من يطلبه‏,‏ ويطلب العظة والاعتبار منه‏,‏ ولذلك تكرر في ثنايا هذه السورة ‏المباركة أربع مرات قول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏ ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر‏(‏ ‏القمر‏:40,32,22,17).‏
    وبعد هذا الاستعراض التاريخي المعجز عاودت سورة القمر توجيه الحديث إلي كفار قريش ـ ‏كما توجهه إلي كفار اليوم وإلي كفار كل يوم حتي قيام الساعةـ محذرة إياهم من مصير ‏كمصائر المكذبين السابقين أو أشد وأنكي‏,‏ في الدنيا قبل الآخرة‏,‏ ومذكرة إياهم بمواقف الذل ‏والمهانة التي سوف يتعرضون لها في الآخرة‏,‏ وفي ذلك يقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏

    أكفاركم خير من أولائكم أم لكم براءة في الزبر‏,‏ أم يقولون نحن جميع منتصر‏,‏ سيهزم الجمع ‏ويولون الدبر‏,‏ بل الساعة موعدهم والساعة أدهي وأمر‏,‏ إن المجرمين في ضلال وسعر‏,‏ يوم ‏يسحبون في النار علي وجوههم ذوقوا مس سقر‏(‏ القمر‏:43‏ ـ‏48).‏
    وبعد تأكيد أن الله‏(‏ تعالي‏)‏ هو خالق كل شيء بتقدير دقيق‏,‏ وحكمة بالغة‏,‏ وأن أمره سبحانه‏(‏ ‏واحدة كلمح بالبصر‏),‏ وأن الاعتبار بهلاك الأمم البائدة من صميم التعقل ومن حسن الاستفادة ‏بدروس التاريخ‏,‏ وأن كل ما فعلته تلك الأمم‏,‏ ويفعله غيرهم من الخلق مدون‏,‏ ومسطر‏,‏ ‏ومسجل عليهم‏,‏ وأنهم سوف يواجهون به‏,‏ ويحاسبون عليه يوم القيامة‏.‏

    بعد استعراض ذلك كله ختمت سورة القمر ببيان منازل التكريم التي أعدت للمتقين من عباد الله ‏الصالحين والتي ختمها الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ بقوله‏(‏ عز من قائل‏):‏
    إن المتقين في جنات ونهر‏,‏ في مقعد صدق عند مليك مقتدر‏(‏ القمر‏:55,54).‏

    وجوانب الإعجاز في سورة القمر تشمل إثبات حقيقة انشقاق القمر‏,‏ ومواقف كفار قريش منها‏,‏ ‏ووصف خروج الناس من قبورهم كأنهم جراد منتشر‏,‏ وتشمل الإعجاز التاريخي بذكر عدد من ‏الأمم السابقة‏,‏ وذكر مواقفهم من أنبيائهم ورسلهم‏,‏ ومن وحي الله‏(‏ تعالي‏)‏ إليهم‏,‏ وذكر ما ‏أصابهم من مختلف صور العذاب جزاء استكبارهم وصلفهم‏,‏ وإنكار رسالة السماء إليهم‏,‏ ثم ‏جاءت الكشوف العلمية والأثرية في القرن العشرين مؤكدة صدق كل ما جاء في هذه السورة ‏المباركة‏,‏ وفي غيرها من سور القرآن الكريم عن تلك الأمم البائدة‏.‏
    وسوف يتم التركيز هنا علي قضية انشقاق القمر‏,‏ وهي معجزة خارقة‏,‏ لا يكاد العقل البشري ‏أن يتصورها‏,‏ ولكن من رحمة الله بنا أن أبقي لنا في صخور القمر من الشواهد الحسية ما ‏يؤكد وقوعها‏...!!‏ وأعان الإنسان علي الوصول إلي تلك الشواهد حتي تقوم الحجة البالغة علي ‏الناس في عصر العلم والتقنية الذي نعيشه بأن القرآن الكريم هو كلام الله الخالق‏,‏ وأن النبي ‏الخاتم والرسول الخاتم الذي تلقاه كان موصولا بالوحي‏,‏ ومعلما من قبل خالق السماوات ‏والأرض‏,‏ وقبل الحديث عن معجزة انشقاق القمر لابد من استعراض لأقوال عدد من المفسرين ‏في شرح هذه الآية القرآنية الكريمة‏.‏

    من أقوال المفسرين
    في تفسير قوله تعالي‏:‏ اقتربت الساعة وانشق القمر‏(‏ القمر‏:1)..‏

    ‏*‏ ذكر بن كثير‏(‏ يرحمه الله‏)‏ ما نصه‏:‏ يخبر تعالي عن اقتراب الساعة وفراغ الدنيا وانقضائها‏,‏ كما ‏قال تعالي‏‏ أتي أمر الله فلا تستعجلوه‏),‏ وقال‏‏ اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون‏),‏ ‏وقد وردت الأحاديث بذلك‏...‏ وهذا أمر متفق عليه بين العلماء أن انشقاق القمر قد وقع في زمان ‏النبي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏),‏ وأنه كان إحدي المعجزات الباهرات‏.‏

    ‏*‏ وجاء في تفسير الجلالين‏(‏ رحم الله كاتبيه برحمته الواسعة‏)‏ ما نصه‏‏ اقتربت الساعة‏)‏ قربت ‏القيامة‏(‏ وانشق القمر‏)‏ انفلق فلقتين علي جبلي أبي قبيس وقعيقعان‏,‏ آية له صلي الله عليه وسلم‏,‏ ‏وقد سئلها‏[‏ أي‏:‏ سأله أهل مكة أن يريهم آية فأراهم انشقاق القمر‏]‏ فقال‏‏ اشهدوا‏)‏ رواه الشيخان‏.‏
    ‏*‏ وذكر صاحب الظلال‏(‏ رحمه الله رحمة واسعة‏)‏ ما نصه‏:‏ مطلع باهر مثير‏,‏ علي حادث كوني ‏كبير‏,‏ وإرهاص بحادث أكبر‏,‏ لا يقاس إليه ذلك الحدث الكوني الكبير‏:‏ اقتربت الساعة وانشق القمر ‏فياله من إرهاص‏!‏ وياله من خبر‏,‏ ولقد رأوا الحدث الأول فلم يبق إلا أن ينتظروا الحدث الأكبر‏;‏ ‏والروايات عن انشقاق القمر ورؤية العرب له في حالة انشقاقه أخبار متواترة‏,‏ تتفق كلها في إثبات ‏وقوع الحادث‏....‏

    وبعد استعراض لعدد من الروايات أضاف صاحب الظلال‏(‏ يرحمه الله‏):‏ فهذه روايات متواترة من ‏طرق شتي عن وقوع هذا الحادث‏,‏ وتحديد مكانه في مكة ـ باستثناء رواية لم نذكرها عن عبدالله ‏بن مسعود رضي الله عنه‏,‏ أنه كان في منيـ وتحديد زمانه في عهد النبي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ ‏قبل الهجرة‏,‏ وتحديد هيئته ـ في معظم الروايات أنه انشق فلقتين‏,‏ وفي رواية واحدة أنه كسف‏(‏ أي ‏خسف‏)..‏ فالحادث ثابت من هذه الروايات المتواترة المحددة للمكان والزمان والهيئة‏.‏
    وهو حادث واجه به القرآن المشركين في حينه‏,‏ ولم يرو عنهم تكذيب لوقوعه‏,‏ فلابد أن يكون قد ‏وقع فعلا بصورة يتعذر معها التكذيب‏,‏ ولو علي سبيل المراء الذي كانوا يمارونه في الآيات‏,‏ لو ‏وجدوا منفذا للتكذيب‏.‏ وكل ما روي عنهم أنهم قالوا‏:‏ سحرنا‏!‏ ولكنهم هم أنفسهم اختبروا الأمر‏,‏ ‏فعرفوا أنه ليس بسحر‏;‏ فلئن كان قد سحرهم فإنه لا يسحر المسافرين خارج مكة الذين رأوا ‏الحادث وشهدوا به حين سئلوا عنه‏.‏

    وأضاف‏(‏ يرحمه الله‏):‏ بقيت لنا كلمة في الرواية التي تقول‏:‏ إن المشركين سألوا النبي‏(‏ صلي الله ‏عليه وسلم‏)‏ آية‏,‏ فانشق القمر‏.‏ فإن هذه الرواية تصطدم مع مفهوم نص قرآني مدلوله أن الرسول‏(‏ ‏صلي الله عليه وسلم‏)‏ لم يرسل بخوارق من نوع الخوارق التي جاءت مع الرسل قبله‏,‏ لسبب ‏معين‏:‏ وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون‏...‏ فمفهوم هذه الآية أن حكمة الله ‏اقتضت منع الآيات ـ أي الخوارق ـ لما كان من تكذيب الأولين بها‏...‏ فالقول بأن انشقاق القمر كان ‏استجابة لطلب المشركين آية ـ أي خارقةـ يبدو بعيدا عن مفهوم النصوص القرآنية‏,‏ وعن اتجاه ‏هذه الرسالة الأخيرة إلي مخاطبة القلب البشري بالقرآن وحده‏,‏ وما فيه من إعجاز ظاهر‏,‏ ثم توجيه ‏هذا القلب ـ عن طريق القرآن ـ إلي آيات الله القائمة في الأنفس والآفاق‏,‏ وفي أحداث التاريخ ‏سواء‏...‏ فأما ما وقع فعلا للرسول‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ من خوارق شهدت بها روايات صحيحة ‏فكان إكراما من الله لعبده‏,‏ لا دليلا لإثبات رسالته‏...‏ ومن ثم نثبت الحادث ـ حادث انشقاق القمر ـ ‏بالنص القرآني وبالروايات المتواترة التي تحدد مكان الحادث وزمانه وهيئته‏,‏ ونتوقف في تعليله ‏الذي ذكرته بعض الروايات‏,‏ ونكتفي بإشارة القرآن إليه مع الإشارة إلي اقتراب الساعة‏,‏ باعتبار ‏هذه الإشارة لمسة للقلب البشري ليستيقظ ويستجيب‏....‏

    ‏*‏ وجاء في صفوة البيان لمعاني القرآن‏(‏ رحم الله كاتبه رحمة واسعة‏)‏ ما نصه‏‏ اقتربت الساعة‏)‏ ‏قربت القيامة جدا‏.(‏ وانشق القمر‏)‏ وانفلق فلقتين معجزة له صلي الله عليه وسلم وهو بمكة قبل ‏الهجرة بنحو خمس سنين‏,‏ حين سأله أهل مكة أن يريهم آية تدل علي صدقه‏,‏ فأراهم القمر فلقتين ‏حتي رأوا جبل حراء بينهما‏,‏ فقال صلي الله عليه وسلم‏:‏ اشهدوا‏!!‏ وقد رآه كثير من الناس‏;‏ ‏والأحاديث الصحيحة في هذه المعجزة كثيرة‏.‏ وقيل‏:‏ اقتربت الساعة‏,‏ فإذا جاءت انشق القمر بعد ‏النفخة الثانية‏.‏
    ‏*‏ وذكر أصحاب المنتخب في تفسير القرآن الكريم‏(‏ جزاهم الله خيرا‏)‏ ما نصه‏:‏ دنت القيامة ‏وسينشق القمر لا محالة‏.‏

    ‏*‏ وجاء في صفوة التفاسير‏(‏ جزي الله كاتبها خيرا‏)‏ ما نصه‏:...‏ أي دنت القيامة وقد انشق القمر‏.‏

    واقعة انشقاق القمر في التراث الإسلامي
    رويت واقعة انشقاق القمر عن طريق عدد كبير من صحابة رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ منهم ‏عبدالله بن مسعود‏,‏ وعبدالله بن عباس‏,‏ وعبدالله بن عمر‏,‏ وأنس بن مالك‏,‏ وجبير بن مطعم ‏وغيرهم‏(‏ رضي الله تبارك وتعالي عنا وعنهم أجمعين‏).‏
    ‏*‏ فقد روي الإمام البخاري في صحيحه وأخرج الإمام أحمد في مسنده‏,‏ وروي كل من الإمامين أبي ‏داود والبيهقي عن عبدالله بن مسعود‏(‏ رضي الله عنه‏)‏ قوله‏:‏ انشق القمر علي عهد رسول الله‏(‏ ‏صلي الله عليه وسلم‏)‏ فقالت قريش‏:‏ هذا سحر بن أبي كبشة‏,‏ قال‏:‏ فقالوا‏:‏ انظروا ما يأتيكم به ‏السفار‏,‏ فإن محمدا لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم‏,‏ قال‏:‏ فجاء السفار فقالوا ذلك‏.‏ وفي لفظ ‏انظروا السفار‏,‏ فإن كانوا رأوا ما رأيتم فقد صدق‏,‏ وإن كانوا لم يروا مثل ما رأيتم فهو سحر ‏سحركم به‏,‏ قال‏:‏ فسئل السفار‏,‏ قال‏:‏ وقدموا من كل جهة‏,‏ فقالوا‏:‏ رأينا‏,‏ فأنزل الله عز وجل‏‏ ‏اقتربت الساعة وانشق القمر‏).‏ وروي عنه أيضا قوله‏:‏ انشق القمر علي عهد رسول الله‏(‏ صلي الله ‏عليه وسلم‏)‏ فرقتين‏:‏ فرقة فوق الجبل‏,‏ وفرقة دونه‏,‏ فقال رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏):‏ ‏اشهدوا‏.‏

    ‏*‏ كذلك روي كل من الإمامين البخاري وأحمد عن أنس بن مالك‏(‏ رضي الله عنه‏)‏ أنه قال‏:‏ إن أهل ‏مكة سألوا رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ أن يريهم آية‏,‏ فأراهم انشقاق القمر‏.‏
    ‏*‏ وروي الإمام البيهقي‏,‏ كما أخرج كل من الأئمة البخاري ومسلم والترمذي‏(‏ جزاهم الله خيرا‏)‏ عن ‏عبدالله بن عمر‏(‏ رضي الله عنهما‏)‏ قوله‏:...‏ وقد كان ذلك علي عهد رسول الله‏(‏ صلي الله عليه ‏وسلم‏),‏ انشق فلقتين‏,‏ فلقة من دون الجبل‏,‏ وفلقة من خلف الجبل‏,‏ فقال النبي‏(‏ صلي الله عليه ‏وسلم‏):‏ اللهم اشهد‏.‏

    ‏*‏ وروي كل من الإمامين البخاري ومسلم‏(‏ رحمهما الله‏)‏ عن عبدالله بن عباس‏(‏ رضي الله عنهما‏)‏ ‏قوله‏:‏ انشق القمر في زمان النبي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏).‏ كذلك روي ابن جرير عن ابن عباس ‏قوله‏:...‏ قد مضي ذلك‏,‏ كان قبل الهجرة‏,‏ انشق القمر حتي رأوا شقيه‏.‏
    ‏*‏ وروي الإمام أحمد عن جبير بن مطعم‏(‏ رضي الله عنه‏)‏ قوله‏:‏ انشق القمر علي عهد رسول الله‏(‏ ‏صلي الله عليه وسلم‏)‏ فصار فرقتين فرقة علي هذا الجبل‏,‏ وفرقة علي هذا الجبل‏,‏ فقالوا‏:‏ سحرنا ‏محمد‏,‏ وقال غيرهم‏:‏ إن كان سحرنا فإنه لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم‏.‏

    ‏*‏ وروي الإمام ليث عن مجاهد‏(‏ رضي الله عنه‏)‏ قوله‏:‏ انشق القمر علي عهد رسول الله‏(‏ صلي الله ‏عليه وسلم‏)‏ فصار فرقتين‏,‏ فقال النبي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ لأبي بكر‏(‏ رضي الله عنه‏):‏ اشهد يا ‏أبا بكر‏,‏ فقال الكافرون‏:‏ سحر القمر حتي انشق‏.‏
    ‏*‏ وفي إحدي المخطوطات الهندية القديمة والمحفوظة في مكتبة المركز الهندي بمدينة لندن‏(‏ تحت ‏رقم‏152/2807‏ ـ‏173)‏ ذكر المفكر الإسلامي الكبير الأستاذ الدكتور محمد حميد الله في كتابه ‏المعنون محمد رسول الله أن أحد ملوك ماليبار‏(‏ وهي إحدي مقاطعات جنوب غربي الهند‏)‏ وكان ‏اسمه شاكرواتي فارماس‏(‏ChakarawatiFarmas‏)‏ شاهد انشقاق القمر علي عهد رسول الله‏(‏ ‏صلي الله عليه وسلم‏)‏ وأخذ يحدث الناس بذلك‏.‏

    وحدث أن مر عدد من التجار المسلمين بولاية ماليبار‏,‏ وهم في طريقهم إلي الصين‏,‏ وسمعوا ‏حديث الملك شاكرواتي فارماس عن انشقاق القمر فأخبروه أنهم أيضا قد رأوا ذلك‏,‏ وأفهموه أن ‏انشقاق القمر معجزة أجراها ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ تأييدا لخاتم أنبيائه ورسله‏(‏ صلي الله عليه ‏وسلم‏)‏ في مواجهة تكذيب مشركي قريش لنبوته ولرسالته‏.‏ فأمر الملك بتنصيب ابنه وولي عهده ‏قائما بأعمال مملكة ماليبار وتوجه إلي الجزيرة العربية لمقابلة المصطفي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏).‏ ‏وبالفعل وصل الملك الماليباري إلي مكة المكرمة وأعلن إسلامه أمام رسول الله‏(‏ صلي الله عليه ‏وسلم‏),‏ وتعلم ركائز الدين الأساسية‏,‏ وأفل راجعا‏,‏ ولكن شاءت إرادة الله‏(‏ تعالي‏)‏ أن ينتهي أجله ‏قبل مغادرته أرض الجزيرة العربية فمات ودفن في أرض ظفار‏,‏ وحين وصل الخبر إلي ماليبار كان ‏ذلك حافزا لدخول أهلها الإسلام زرافات ووحدانا‏.‏

    شاهد من عصرنا علي انشقاق القمر
    عقب محاضرة لي عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ألقيت باللغة ‏الإنجليزية في كلية الطب بجامعة كاردف عاصمة مقاطعة ويلز في غربي الجزر البريطانية‏,‏ دار ‏حوار ممتع مع جمهور الحضور من المسلمين وغير المسلمين‏,‏ ومن جملة الأسئلة التي أثيرت من ‏أحد الحضور سؤال عن واقعة انشقاق القمر كما جاء ذكرها في مطلع سورة القمر‏,‏ وهل تمثل ‏لمحة من لمحات الإعجاز العلمي في كتاب الله؟
    وعلي الفور أجبت بأنها معجزة من المعجزات الحسية العديدة التي حدثت تأييدا لرسول الله‏(‏ صلي ‏الله عليه وسلم‏)‏ في مواجهة تكذيب كفار قريش لبعثته الشريفة‏,‏ وأن المعجزات هي خوارق للسنن ‏والقوانين الحاكمة للكون‏,‏ فلا يستطيع العلم الكسبي تفسيرها‏,‏ ولو استطاع تفسيرها ما كانت ‏معجزة‏.‏

    وأضفت أن المعجزات الحسية التي جاء ذكرها في كتاب الله‏,‏ أو في سنة رسوله‏(‏ صلي الله عليه ‏وسلم‏)‏ هي حجج علي من شاهدها من الخلق‏,‏ وبما أننا لم نشاهدها فهي ليست حجة علينا‏,‏ ولكننا ‏نؤمن بوقوعها لورود ذكرها في كتاب الله أو في الأقوال الصحيحة المنسوبة إلي رسول الله‏(‏ صلي ‏الله عليه وسلم‏),‏ وكتاب الله كله حق مطلق‏,‏ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه‏,‏ ورسول ‏الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ يصفه القرآن الكريم بقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏ وما ينطق عن الهوي‏,‏ ‏إن هو إلا وحي يوحي‏,‏ علمه شديد القوي‏(‏ النجم‏:3‏ ـ‏5).‏
    وحادثة انشقاق القمر جاء ذكرها في مطلع سورة القمر‏,‏ علي أنها قد وقعت بالفعل تحديا لكفار ‏ومشركي قريش‏,‏ وتأييدا لرسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ في مواجهة تكذيبهم لنبوته ولرسالته‏,‏ ‏ولم يرو عن أحد منهم تكذيب تلك الواقعة التي نسبوها تارة لتعرضهم هم لعملية سحر‏,‏ وتارة ‏أخري لتعرض القمر للسحر‏,‏ حتي هيئ لهم أنه قد انشق بالفعل مما يفهم منه تأييدهم لوقوع تلك ‏المعجزة‏,‏ وإن حاولوا التقليل من شأنها بنسبتها إلي السحر‏...!!,‏ ثم عاودوا نفي فرية السحر ‏بأنفسهم وذلك بقول نفر من عقلائهم ـكما جاء في روايات الواقعة ـ‏:‏ لئن كان قد سحرنا فإنه لا ‏يمكن أن يكون قد سحر معنا المسافرين خارج مكة‏;‏ فتسارعوا إلي مداخل المدينة في انتظار ‏الركبان القادمين من السفر‏,‏ وعند سؤالهم شهدوا بأنهم في الليلة نفسها التي شاهد فيها أهل مكة ‏تلك الواقعة رأوا هم كذلك انشقاق القمر إلي فلقتين تباعدتا عن بعضهما البعض لعدة ساعات ثم ‏التحمتا‏,‏ فآمن من آمن وكفر من كفر‏.‏ ولذلك تقول الآيات في مطلع سورة القمر‏:‏

    اقتربت الساعة وانشق القمر‏*‏ وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر‏*‏وكذبوا واتبعوا ‏أهواءهم وكل أمر مستقر‏*‏ ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر‏*‏ حكمة بالغة فما تغني النذر‏(‏ ‏القمر‏:1‏ ـ‏5).‏
    كذلك روي حادثة انشقاق القمر بصورة متواترة عدد غير قليل من كبار صحابة رسول الله‏(‏ صلي ‏الله عليه وسلم‏)‏ من أمثال عبدالله بن عباس‏,‏ وعبدالله بن عمر‏,‏ وعبدالله بن مسعود‏,‏ وأنس بن ‏مالك‏,‏ وجبير بن مطعم‏(‏ رضي الله تبارك وتعالي عنا وعنهم أجمعين‏),‏ ولا يمكن أن تجتمع كلمة ‏هؤلاء جميعا علي باطل‏,‏ وهم من أهل التقي والورع‏(‏ ولا نزكي علي الله أحدا‏).‏ وقد حقق أحاديث ‏انشقاق القمر عدد كبير من أئمة علماء الحديث في مقدمتهم البخاري‏,‏ ومسلم‏,‏ وأبو داود‏,‏ ‏والترمذي‏,‏ والنسائي‏,‏ وبن ماجة‏,‏ وأحمد‏,‏ والبيهقي‏,‏ وغيرهم كثير مما يجزم بوقوعها‏,‏ ومن هنا ‏فإننا نرفض قول بعض المفسرين إن الحادثة من إرهاصات الآخرة انطلاقا من استهلال السورة ‏بقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏

    اقتربت الساعة وانشق القمر‏;‏ وهؤلاء قد لا يعلمون أن عمر الأرض التي نحيا عليها يقدر بنحو ‏خمسة آلاف مليون سنة‏(‏ علي أقل تقدير‏),‏ وأن عمر مادة كل من الأرض والكون المحيط بها يقدر ‏بنحو عشرة آلاف مليون سنة‏(‏ علي أقل تقدير‏),‏ وأن بعثة المصطفي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ كانت ‏منذ أربعة عشر قرنا فقط‏,‏ ونسبة هذا التاريخ إلي ملايين السنين التي مضت من عمر كل من ‏الأرض والكون يؤكد قرب نهاية العالم‏.‏ ولذلك يروي عنه‏(‏ عليه أفضل الصلاة وأزكي التسليم‏)‏ قوله ‏الشريف‏:‏ بعثت أنا والساعة هكذا وأشار بإصبعيه السبابة والوسطي‏.‏ وهي قولة حق خالص‏,‏ ‏وإعجاز علمي صادق لأنه لم يكن لأحد في زمانه‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ أدني تصور عن قدم ‏الأرض إلي مثل تلك الآماد الموغلة في القدم‏;‏ وهذا كاف للرد علي الذين قالوا إن في استهلال ‏سورة القمر بالقرار الإلهي اقتربت الساعة وانشق القمر إيحاء بأن انشقاق القمر مرتبط باقتراب ‏الساعة‏,‏ بمعني أنها إذا جاءت انشق القمر‏,‏ لأن المعجزة قد وقعت فعلا علي زمن رسول الله‏(‏ صلي ‏الله عليه وسلم‏).‏ وقد يشير إلي ذلك وجود شق كبير بالقرب من القطب الجنوبي للقمر علي الوجه ‏الذي لا يري من فوق سطح الأرض يزيد طوله علي‏225‏ كيلو مترا ويدعمه عدم تماثل نصفي ‏القمر الحالي‏,‏ ويؤكده وصف القرآن الكريم لنهاية القمر بابتلاع الشمس له‏(‏ لا بانشقاقه‏)‏ وذلك كما ‏جاء في قوله‏(‏ تعالي‏):‏
    فإذا برق البصر‏,‏ وخسف القمر‏,‏ وجمع الشمس والقمر‏(‏ القيامة‏:7‏ ـ‏9).‏

    ويأتي العلم في قمة من قممه مؤكدا تباعد القمر عن الأرض بمعدل ثلاثة سنتيمترات في كل سنة ‏مما يشير إلي حتمية دخوله في مجال جاذبية الشمس فتبتلعه‏,‏ وإن كان ذلك ـ كغيره من إرهاصات ‏الآخرة سوف يتم بالأمر الإلهي‏:‏ كن فيكون‏,‏ وليس بالسنن الدنيوية التي يبقيها لنا ربنا‏(‏ تبارك ‏وتعالي‏)‏ لإثبات إمكان وقوع الآخرة‏;‏ بل حتميتها‏.‏
    وبعد فراغي من الإجابة علي سؤال السائل الكريم وقف بريطاني مسلم عرف نفسه باسم داود ‏موسي بيدكوك‏
    ‏(‏DavidMusaPidcock‏)‏
    وبمنصبه كرئيس للحزب الإسلامي البريطاني‏,‏ واستأذن في إمكان إضافة شيء إلي ما قلته في ‏إجابتي فأذنت له بذلك فقال‏:‏ إن هذه الآية كانت مدخلي لقبول الإسلام دينا‏,‏ فقد شغفت بعلم مقارنة ‏الأديان‏,‏ وأهداني صديق مسلم نسخة من ترجمة معاني القرآن الكريم فأخذتها منه شاكرا وتوجهت ‏بها إلي مسكني‏,‏ وعند تصفحها لأول مرة فوجئت بسورة القمر فقرأت‏:‏ اقتربت الساعة وانشق ‏القمر ثم توقفت متسائلا‏:‏ كيف يمكن للقمر أن ينشق ثم يعود ليلتحم؟ وما هي القوة القادرة علي ‏إعادته إلي سيرته الأولي؟ فتوقفت عن القراءة وكأن هذه الآية الكريمة قد صدتني عن الاستمرار ‏في ذلك‏...!!‏

    ولكن لعلم الله‏(‏ تعالي‏)‏ بمدي إخلاصي في البحث عن الحقيقة أجلسني أمام التلفاز لأشاهد حوارا ‏بين مذيع بريطاني يعمل بقناة التليفزيون البريطاني
    B.B.C‏
    واسمه جيمس بيرك‏
    ‏(‏JamesBurck‏)‏
    وثلاثة من علماء الفضاء الأمريكيين‏,‏ وجري عتاب علي الإسراف المخل في الإنفاق علي رحلات ‏الفضاء في الوقت الذي تتعرض جماعات بشرية عديدة لأخطار المجاعات‏,‏ والأمراض‏,‏ وانتشار ‏الأمية بين البالغين‏,‏ ولمختلف صور التخلف العمراني والعلمي والتقني‏.‏
    ووقف علماء الفضاء مدافعين عن مهنتهم بأن الإنفاق علي رحلات الفضاء ليس مالا مهدرا لأنه ‏يعين علي تطوير تقنيات تطبق في مختلف المجالات الطبية والصناعية والزراعية‏,‏ ويمكن أن تعود ‏بمردودات مادية وعلمية كبيرة‏,‏ وفي غمرة هذا الحوار جاء ذكر رحلة إنزال رجل علي سطح القمر ‏علي أنها كانت من أكثر هذه الرحلات كلفة فقد تكلفت عشرات المليارات من الدولارات‏.‏ فسأل ‏المحاور‏:‏ هل كان كل ذلك لمجرد وضع العلم الأمريكي علي سطح القمر؟ وجاءت الإجابة بالنفي‏,‏ ‏وبأن الهدف كان دراسة علمية لأقرب أجرام السماء إلينا‏;‏ فسأل المحاور‏:‏ ألم يكن من الأجدي ‏إنفاق تلك المبالغ الطائلة علي عمارة الأرض؟ وجاء الجواب بأن الرحلة أوصلتنا إلي حقيقة علمية ‏لو أنفقنا أضعاف هذا المبلغ لإقناع الناس بها ما صدقنا أحد‏...!!‏

    فسأل المحاور‏:‏ وما هذه الحقيقة العلمية؟ فكان الجواب أن هذا القمر كان قد انشق في يوم من ‏الأيام ثم التحم بدليل وجود تمزقات طويلة جدا وغائرة في جسم القمر‏,‏ تتراوح أعماقها بين عدة ‏مئات من الأمتار وأكثر من الكيلو متر وأعراضها بين نصف الكيلو متر وخمسة كيلو مترات وتمتد ‏إلي مئات من الكيلو مترات في خطوط مستقيمة أو متعرجة‏.‏ وتمر هذه الشقوق الطولية الهائلة ‏بالعديد من الحفر التي يزيد عمق الواحدة منها علي تسعة كيلو مترات‏,‏ ويزيد قطرها علي الألف ‏كيلو متر‏,‏ ومن أمثلتها الحفرة العميقة المعروفة باسم بحر الشرق‏
    ‏(‏MareOrientalis‏).
    وقد فسرت هذه الحفر العميقة باصطدام أجرام سماوية بحجم الكويكبات‏
    ‏(‏ImpactofAsteroid-SizedObjects‏)‏
    أما الشقوق التي تعرف باسم شقوق القمر‏
    ‏(‏RimaeorLunarRilles‏)‏
    فقد فسرت علي أنها شروخ ناتجة عن الشد الجانبي‏
    ‏(‏TensionalCracks‏)‏
    أو متداخلات نارية علي هيئة الجدد القاطعة‏,‏ ولكن أمثال هذه الأشكال علي الأرض لا تصل إلي تلك ‏الأعماق الغائرة‏,‏ ومن هنا فقد فسرت علي أنها من آثار انشقاق القمر وإعادة التحامه‏.‏
    يقول السيد بيدكوك‏:‏ حين سمعت هذا الكلام انتفضت من فوق الكرسي الذي كنت أجلس عليه أمام ‏التلفاز‏,‏ وتساءلت‏:‏ معجزة تحدث لمحمد‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ من قبل ألف وأربعمائة سنة يثبتها ‏العلم في زمن التقنية الذي نعيشه بهذه البساطة‏,‏ وبهذا الوضوح الذي لا يخفي علي عالم في مجال ‏علم الفلك اليوم‏,‏ فلابد أن يكون القرآن حقا مطلقا وصادقا صدقا كاملا في كل خبر جاء به‏;‏ وعلي ‏الفور عاودت القراءة في ترجمة معاني القرآن الكريم‏,‏ وكانت هذه الآية التي صدتني في بادئ ‏الأمر عن الاستمرار في قراءة هذا الكتاب المجيد هي مدخلي لقبول الإسلام دينا‏.‏

    ولا أستطيع أن أصف لكم وقع هذه الكلمات‏,‏ ووقع النبرة الصادقة التي قيلت بها علي كل الحضور ‏من المسلمين وغير المسلمين فقد هزت القلوب والعقول‏,‏ وأثارت المشاعر والأفكار‏,‏ ولم أجد ما ‏أقوله أبلغ من أن أردد قول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
    سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتي يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه علي كل شيء ‏شهيد‏(‏ فصلت‏:53).‏


    http://www.elnaggarzr.com/Test_fre/I...rv=2&Data=678‎

  2. افتراضي

    أحاديث نبوية شريفة عن هوان الأمة

    ‏1- " يوشك الأمم أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها،‎ ‎فقال قائل: ومن قلة نحن ‏يومئذ ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء‎ ‎السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم ‏المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن،‎ ‎فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن ؟ قال حب الدنيا ‏وكراهية الموت"‏

    ‏2- " يأتي على الناس زمان، الصابر فيهم على دينه، كالقابض على‎ ‎الجمر"‏

    لقد تحقق صدق هذين الحديثين وخاصة في زماننا هذا . فكيف عرف نبي الله ما سيكون؟

  3. افتراضي

    دعوته صلى الله عليه وسلم لوالدة أبي هريرة

    عن أبي هريرة إنه قال " كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة. فدعوتها يوما‎ ‎فأسمعتني في ‏رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره. فأتيت رسول الله صلى الله عليه‎ ‎وسلم وأنا أبكي.
    قلت: ‏يا رسول الله! إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي.‏‎ ‎فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره. ‏فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة.
    فقال رسول‎ ‎الله صلى الله عليه وسلم "اللهم! اهد أم أبي هريرة" ‏فخرجت مستبشرا بدعوة نبي الله‎ ‎صلى الله عليه وسلم.
    فلما جئت فصرت إلى الباب. فإذا هو ‏مجاف. فسمعت أمي خشف قدمي.‏‎ ‎فقالت: مكانك! يا أبا هريرة! وسمعت خضخضة الماء. قال ‏فاغتسلت ولبست درعها وعجلت عن‎ ‎خمارها. ففتحت الباب. ثم قالت: يا أبا هريرة! أشهد أن لا ‏إله إلا الله، وأشهد أن‎ ‎محمدا عبده ورسوله.
    قال فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ‏فأتيته وأنا أبكي‎ ‎من الفرح.
    قال قلت: يا رسول الله! أبشر قد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي ‏هريرة.‏‎
    ‎فحمد الله وأثنى عليه وقال خيرا.
    قال قلت: يا رسول الله! ادع الله أن يحببني أنا‎ ‎وأمي إلى ‏عبادة المؤمنين، ويحببهم إلينا.
    قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‎ "‎اللهم! حبب عبيدك هذا ‏‏- يعني أبا هريرة - وأمه إلى عبادك المؤمنين. وحبب إليهم‎ ‎المؤمنين" فما خلق مؤمن يسمع بي، ‏ولا يراني، إلا أحبني.‏

  4. افتراضي

    الفرق الضالة

    عن حذيفة بن اليمان قال: كان الناس يسألون رسول الله عن‎ ‎الخير، وكنت أساله عن الشر، مخافة ‏أن يدركني، فقلت يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية‎ ‎وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير ‏من شر ؟
    قال: نعم
    فقلت: هل بعد ذلك‎ ‎الشر من خير ؟
    قال نعم، وفيه دخن
    قال: قلت: وما دخنه ‏؟
    قال: قوم يستنون بغير سنتي،‎ ‎ويهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر
    فقلت: هل بعد ذلك الخير ‏من شر ؟
    قال: نعم: دعاة‎ ‎على أبواب جهنم . من أجابهم إليها قذفوه فيها فقلت: يا رسول الله، ‏صفهم لنا ؟
    قال:‏‎ ‎نعم، قوم من جلدتنا، يتكلمون بألسنتا، قلت يا رسول الله، فما ترى إذا أدركني ‏ذلك ؟‎
    ‎قال: تلزم جماعة المسلمين، وإمامهم
    فقلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟
    قال:‏‎ ‎فاعتزل ‏تلك الفرق كلها، ولو أن تعض على أصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على‎ ‎ذلك

  5. افتراضي

    سرعة الفرس البطيء

    فزع الناس، فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا لأبي‎ ‎طلحة بطيئا، ثم خرج يركض ‏وحده، فركب الناس يركضون خلفه، فقال: ((لم تراعوا، إنه‎ ‎لبحر). فما سبق بعد ذلك اليوم.‏

  6. افتراضي

    أصنام الكعبة

    عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان حول البيت ستون وثلاثمائة صنم مثبتة الأرجل ‏بالرصاص في الحجارة، فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد عام الفتح، جعل يشير ‏بقضيب في يده إليها ولا يمسها ويقول جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً، فما أشار ‏إلى وجه صنم إلا وقع لقفاه، ولا لقفاه إلا وقع لوجهه حتى ما بقي منها صنم‏‎.‎

  7. افتراضي

    الجحر الصحي :‏

    قال عليه الصلاة والسلام عن الطاعون : (إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا ‏وقع وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه) . هذا هو الحجر الصحي الذي أمرنا به رسولنا ‏عليه الصلاة والسلام، والذي لم تعرفه أوروبا إلا سنة 1370م عندما بدأت مدينة ‏‏(البندقية) بإيطاليا تنفيذ الحجر الصحي، هذا الذي لم تعرفه أوروبا من قبل ، والذي ‏نفذه المسلمون قبلهم بمئات السنين . هذه أيها الأخ القارئ بعض أمثلة قليلة لما ظهر ‏اليوم من إعجاز علمي للقرآن الكريم، والحديث الشريف في عصر العلم والتقدم ‏العلمي ، تصديقاً لوعد الله القائل : ‏
    ‏﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ﴾[فصلت: 53] . ‏

  8. افتراضي

    معجزة الطعام القليل يشبع العدد الكثير :-‏

    ‏1-‏ ذبح جابر رضي الله عنه شاة وطبخها وثرد في جفنة. وأتى بها رسول الله صلى الله ‏عليه وسلم فأكل القوم، وكان عليه الصلاة والسلام يقول لهم: كلوا ولا تكسروا عظماً. ثم ‏إنه صلى الله عليه وسلم جمع العظام ووضع يده عليها ثم تكلم بكلام فإذا الشاة قامت ‏تنفض ذنبها.‏
    ‏2-‏ ‏ عن جابر رضي الله عنه أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم يستطعمه، فاستطعمه ‏شطر وسق شعير، فما زال يأكل منه وامرأته وضيفه حتى كاله، فأتي النبي صلى الله ‏عليه وسلم فأخبره. فقال لو لم تكله لأكلتم منه ولقام بكم‎.‎
    ‏3-‏ ‎ ‎عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أطعم ثمانين رجلاً من أقراص ‏من شعير، جاء بها أنس تحت‎ ‎يده أي أبطه‎.‎
    ‏4-‏ وقال جابر بن عبدالله : (( أطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق من صاع ‏شعير وعناق ( الانثى من أولاد المعز ) ألف رجل حتى تركوا وانحرفوا ( مالوا عن ‏الطعام ) ، وإن البرمة لتغط كما هي وان العجين ليخبر )) ‏
    ‏5-‏ عن أبي أيوب رضي الله عنه إنه صنع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأبي بكر زهاء ‏ما يكفيهما فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ادع ثلاثين من أشراف الأنصار فدعاهم ‏فأكلوا حتى تركوا، ثم قال: ادع ستين فكان مثل ذلك، ثم قال: ادع ستعين فأكلوا حتى ‏تركوه. وما خرج منهم أحد حتى أسلم وبايع. قال أبو أيوب رضي الله عنه: فأكل من ‏طعامي مائة وثمانون رجلاً.‏
    ‏6-‏ عن سمرة بن جندب أتى النبي صلى الله عليه وسلم بقصعة فيها لحم فتعاقبوها من غدوة ‏حتى الليل، يقوم قوم ويقعد آخرون‎.‎
    ‏7-‏ عن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم ‏ثلاثين ومائة. وذكر في الحديث إنه عجن صاع من طعام وصنعت شاة فشوى سواد ‏بطنها. وقال وأيم الله ما من الثلاثين ومائة إلا قد حز له حزة، ثم جعل منها قصعتين ‏فأكلنا أجمعون وفضل في القصعتين فحملته على البعير‎.‎
    ‏8-‏ عن سلمة بن الأكوع وأبي هريرة وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم فذكروا مخمصة ‏أصابت الناس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه فدعا ببقية الأزواد، ‏فجاء الرجل بالحثية من الطعام وفوق ذلك، وأعلاهم الذي يأتي بالصاع من التمر فجمع ‏على نطع وقال: سلمة فحززته كربضة العنز، ثم دعا الناس بأوعيتهم فما بقي في الجيش ‏وعاء إلا ماؤه وبقي منه‎.‎
    ‏9-‏ قال أبو هريرة رضي الله عنه ، (( ‏كنا مع النبي ‏‎ ‎‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏في مسير قال ‏فنفدت ‏ ‏أزواد ‏‎ ‎‏القوم _ أي نفد زادهم واحتاجوا إلى طعام _ ‏‎ ‎قال حتى هم بنحر‎ ‎بعض ‏‏ ‏حمائلهم ‏ ‏قال فقال ‏عمر ‏ ‏يا رسول الله لو جمعت ما بقي من أزواد القوم‎ ‎فدعوت الله ‏عليها‎ ‎؟ ( أي بقاياه ) ‏‎ ‎قال ففعل قال فجاء ذو ‏ ‏البر ‏ ‏ببره وذو التمر بتمره قال وقال‎ ‎‏مجاهد ‏ ‏وذو النواة بنواه قلت وما كانوا يصنعون بالنوى قال كانوا يمصونه ويشربون‎ ‎عليه الماء قال فدعا عليها‎ ‎حتى ملأ القوم‎ ‎أزودتهم‎ ‎قال فقال عند ذلك‎ : ‎‏أشهد أن لا ‏إله إلا الله وأني رسول الله لا ‏ ‏يلقى الله بهما عبد غير ‏ ‏شاك ‏‎ ‎‏فيهما إلا دخل الجنة‎ ‎‏ ‏
    ‏10-‏ عن انس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم حين ابتنى بزينب، أمره أن يدعو له ‏قوماً سماهم حتى امتلأ البيت والحجرة، فقدم لهم توراً فيه قدر من تمر جعل حيساً، ‏فوضعه وغمس ثلاث أصابعه، وجعل القوم يتغدون ويخرجون، وبقي التور نحواً مما ‏كان.‏
    ‏11-‏ عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن فاطمة طبخت قدراً لغدائهما، ووجهت علياً ‏إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليتغذى معهما، فأمرها فغرفت لجميع نسائه صحفة ‏صحفة، ثم له عليه السلام، ثم لعلي، ثم لها ثم رفعت القدر وإنها لتفيض. قالت: فأكلنا ‏منها ما شاء الله‎.‎
    ‏12-‏ عن جابر رضي الله عنه في دين أبيه بعد موته، وقد كان بذل لغرماء أبيه أصل ما له ‏فلم يقبلوه، ولم يكن في ثمرها كفاف دينهم، فجاءه النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن أمره ‏بجذها وجعلها بيادر في أصولها، فمشى فيها ودعا. فأوفى منه جابر غرماءه وفضل مثل ‏ما كانوا يجدون كل سنة.‏
    ‏13-‏ قال أبو هريرة رضي الله عنه أصاب الناس مخمصة فقال لي رسول الله صلى الله عليه ‏وسلم: هل من شيء؟ فقلت: نعم شيء من التمر في المزود. قال، فآتى به. فأدخل يده ‏فأخرج قبضة فبسطها ودعا بالبركة. ثم قال: ادع عشرة فأكلوا حتى شبعوا، ثم عشرة ‏كذلك حتى أطعم الجيش كلهم وشبعوا. وقال: خذ ما جئت به وأدخل يدك واقبض منه ولا ‏تكبه، فقبضت على أكثر ما جئت به فأكلت منه وأطعمت حياة رسول الله صلى الله عليه ‏وسلم وأبي بكر وعمر إلى أن قتل عثمان فانتهب مني فذهب‎.‎
    ‏14-‏ أن أبا هريرة كان يقول: آلله الذي لا إله إلا هو، إن كنت‎ ‎لأعتمد بكبدي على الأرض ‏من الجوع، وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع، ولقد قعدت‎ ‎يوما على طريقهم ‏الذي يخرجون منه، فمر أبو بكر، فسألته عن آية من كتاب الله، ما‎ ‎سألته إلا ليشبعني، ‏فمر ولم يفعل، ثم مر بي عمر، فسألته عن آية من كتاب الله، ما‎ ‎سألته إلا ليشبعني، فمر ‏ولم يفعل، ثم مر بي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم، فتبسم‎ ‎حين رآني، وعرف ما في ‏نفسي وما في وجهي، ثم قال: (يا أبا هر). قلت: لبيك يا رسول‎ ‎الله، قال: (الحق). ‏ومضى فاتبعته، فدخل، فأستأذن، فأذن لي، فدخل، فوجد لبنا في قدح،‎ ‎فقال: (من أين ‏هذا اللبن). قالوا: أهداه لك فلان أو فلانة، قال: (أبا هر). قلت:‏‎ ‎لبيك يا رسول الله، قال: ‏‏(الحق إلى أهل الصفة فادعهم لي). قال: وأهل الصفة أضياف‎ ‎الإسلام، لا يأوون على ‏أهل ولا مال ولا على أحد، إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ولم‎ ‎يتناول منها شيئا، وإذا أتته ‏هدية أرسل إليهم وأصاب منها وأشركهم فيها، فساءني ذلك،‎ ‎فقلت: وما هذا اللبن في ‏أهل الصفة، كنت أحق أنا أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى‎ ‎بها، فإذا جاء أمرني، ‏فكنت أنا أعطيهم، وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن، ولم يكن من‎ ‎طاعة الله وطاعة ‏رسوله صلى الله عليه وسلم بد، فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا، فاستأذنوا‎ ‎فأذن لهم، وأخذوا ‏مجالسهم من البيت، قال: (يا أبا هر). قلت: لبيك يا رسول الله،‎ ‎قال: (خذ فأعطهم). ‏قال: فأخذت القدح، فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى، ثم يرد علي‎ ‎القدح، ‏فأعطيه الرجل فيشرب حتى يروى، ثم يرد علي القدح فيشرب حتى يروى، ثم يرد علي‎ ‎القدح، حتى انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد روي القوم كلهم، فأخذ القدح‎ ‎فوضعه على يده، فنظر إلي فتبسم، فقال: (أبا هر). قلت: لبيك يا رسول الله، قال:‏‎ ‎‎(‎بقيت أنا وأنت). قلت: صدقت يا رسول الله، قال: (اقعد فاشرب). فقعدت فشربت، ‏فقال:‏‎ (‎اشرب). فشربت، فما زال يقول: (اشرب). حتى قلت: لا والذي بعثك بالحق، ‏ما أجد له‎ ‎مسلكا، قال: (فأرني). فأعطيته القدح، فحمد الله وسمى وشرب الفضلة.‏

  9. افتراضي

    معجزة تكثيره السمن لأم سليم : ‏

    عن أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه قال:-
    كانت لأمي ،أم سليم شاة ‏فجمعت من سمنها في عكة فملأت العكة ثم بعثت بها ربيبة ،فقالت :يا ربيبة أبلغي هذا العكة ‏رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتدم بها ،فانطلقت بها ربيبة حتى أتت رسول الله صلى الله عليه ‏وسلم فقالت يا رسول الله هذه عكة سمن بعثت بها إليك أم سُليم قال :- (أفرغوا لها عكتها ) ‏فأفرغت العكة ودفعت إليها قالت :- فانطلقت بها ، وجئت وأم سليم ليست في البيت ،فعلقت العكة ‏على وتد ،فجاءت أم سليم فرأت العكة ممتلئه تقطر فقالت :يا ربيبة أليس أمرتك أن تنطلقي بها ‏إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقالت :- بلى قد فعلت فإن لم تصدقيني فانطلقي فسلي ‏رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقت ومعها ربيية ،فقالت يا رسول الله إني بعثت معها إليك ‏بعكة فيها سمن قال :- (قد فعلت ،قد جاءت ) قالت :والذي بعثك بالحق ،ودين الحق إنها لممتلئه ‏تقطر سمناً ، قال أنس : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- ( يا أم سليم أتعجبين إن كان الله ‏أطعمك كما أطعمت نبيه كلي وأطعمي) قالت فجئت إلى البيت فقسمت في قعب لنا ،وتركت فيها ‏ما أئتد منا به شهراً أو شهرين .‏

  10. افتراضي

    معجزة انقياد الشجر له صلى الله عليه وسلم :- ‏

    ‏1-‏ روى مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال :-
    سهرنا مع النبي ‏صلى الله عليه وسلم حتى نزلنا وادياً أفيح (أي واسعاً رحباً) فذهب رسول الله صلى الله ‏عليه وسلم يقضي حاجته ،فأتبعتُه بإداوةٍ فيها ماء ، فنظر فلم ير شيئاً يستتر به ،وإذ ‏شجرتان بشاطئ الوادي ،فانطلق إلى إحداهما فأخذ ببعض من أغصانها ،وقال :- ‏‏(إنقادي علي بأذن الله ) فأنقادت معه كالبعير المخشوش (الذي جعل في أنفه الخشائش ‏وهو العود ، يجعل في عظم أنف الجمل لينقاد ) الذي يُصانع قائدة ،حتى أتى الشجرة ‏الأخرى ،فأخذ بعضاً من أغصإنها وقال:- (إنقادي علي بأذن الله ) فانقادت معه كالبعير ‏المخشوش الذي يُصانع قائدة ،حتى إذا كان بالمنتصف فيما بينهما لاءم أي جمعهما ،وقال ‏‏:- (التئما إلي علي بأذن الله ) فالتأمتا ،قال جابر :- فخرجت أحضر (أي أعدو بشدة ) ‏مخافة أن يحس بقربي منه فيبعد ،فجلست أحدث نفسي ،فحانت مني التفاته ،فإذا أنا ‏برسول الله صلى الله عليه وسلم مقبل وإذا الشجرتان قد افترقتا . ‏

    ‏2-‏ عن ابن عباس ، رضي الله عنه ، قال : جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏، فقال : بم أعرف أنك رسول الله ؟ قال : (( أرأيت إن دعوت هذا العذق من الشجرة ‏تشهد أني رسول الله ؟ )) قال : نعم . قال : فدعا العذق ، فجعل العذق ينزل من النخلة ‏حتى سقط إلى الأرض ينقز ، فأقبل إليه ، وهو يسجد ويرفع ويمجد ويرفع حتى انتهى ‏إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال له : (( ارجع )) فرجع إلى مكانه ، فقال ‏الاعرابي : والله لا أكذبك بشيىء تقوله بعدها أبداً ، أنا أشهد أنك رسول الله ، وآمن . ‏

    ‏3-‏ ‏ عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فدنا ‏منه أعرابي فقال‎: ‎يا أعرابي أين تريد قال أهلي قال: هل لك إلى خير؟ قال: وما هو ؟ ‏قال أن تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله. قال: من يشهد ‏لك على ما تقول؟ قال: هذه الشجرة السمرة، وهي بشاطئ الوادي، فأقبلت تخد الأرض ‏حتى قامت بين يديه فاستشهدها ثلاثاً. فشهدت إنه كما قال ثم رجعت إلى مكانها‎.‎
    التعديل الأخير تم 02-06-2006 الساعة 10:40 AM

  11. افتراضي

    بركة دعائه صلى الله عليه وسلم لخادمه:-‏

    عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قالت أمي يا رسول الله خادمك أنس أُدع الله له.
    فقال : اللهم ‏أكثر ماله وولده وبارك له فيما آتيته.‏
    قال أنس : فوالله إن مالي لكثير وإن ولدي وولد ولدي ليعدون اليوم على نحو المائة‏‎.‎

  12. افتراضي

    حُسن إسلام سهيل بن عمرو

    قوله صلى الله عليه وسلم في سُهيل بن عمرو :- (عسى أن يقوم مقاماً يسرك يا عمر )
    وذلك يوم ‏صلح الحديبية حيث غضب عمر رضي الله عنه من تعنت سُهيل وكان ممثلاً لقريش يومئذ فقال له ‏صلى الله عليه وسلم :- (عسى أن يقوم مقاماً يسرك يا عمر )
    وكان الأمر كما أخبر صلى الله ‏عليه وسلم إذ مات الرسول صلى الله عليه وسلم واضطربت البلاد ونجم الكفر ووقف سهيل بن ‏عمرو رضي الله عنه بباب الكعبة بمكة فخطب فثبت أهل مكة وقوى بصائرهم فحفظهم الله من ‏الردة بسببه وهو موقف سر عمر والمؤمنين رضي الله عنهم أجمعين
    وصدق عليه الصلاة والسلام. ‏

  13. افتراضي

    ‏ طلب الغيث ثم رفعه بدعائه :- ‏
    روى البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك قال:
    أصابت الناس سنة (جدب) على عهد رسول ‏الله صلى الله عليه وسلم، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر يوم الجمعة فقام ‏أعرابي فقال: يا رسول الله هلك المال، وجاع العيال، فادع الله أن يسقينا، قال: فرفع رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم يديه وما رأينا في السماء قزعة (قطعة سحاب) فوالذي نفسي بيده ما ‏وضعها حتى ثار (انتشر) سحاب أمثال الجبال ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر ‏‏(يتقاطر) على لحيته
    قال : فمطرنا يومنا ذلك ومن الغد ومن بعد الغد والذي يليه إلى الجمعة ‏الأخرى، فقام ذلك الأعرابي أو قال غيره، فقال:
    يا رسول الله تهدم البناء، وغرق المال فادع الله ‏لنا، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه فقال: اللهم حوالينا ولا علينا قال: فما جعل رسول ‏الله صلى الله عليه وسلم يشير بيده إلى ناحية من السماء إلا فرجت حتى صارت المدينة في مثل ‏الجوبة (أي حتى صارت السحب والغيوم محيطة بالمدينة) في السحاب، وسال الوادي قناة شهرا، ‏ولم يجئ أحد من ناحية إلا حدث بالجود. ‏
    التعديل الأخير تم 02-11-2006 الساعة 09:46 AM

  14. افتراضي

    ‏ معجزة تحول جذل الحطب سيفاً :- ‏

    الجذل :هو عود غليظ من أصل الشجرة‏

    انكسر سيف عكاشة بن محصن يوم بدر فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم جذل حطب فقال له :-
    ‏‏( اضرب به ) فأنقلب في يده سيفاً صارماً طويلاً أبيضاً شديد المتن ، فقاتل به ، ثم لم يزل عنده ‏يشهد به المواقف إلى أن استشهد عكاشة في قتال أهل الردة ، وبعدما قتل بلعت الأرض ذلك ‏السيف 0 ‏

  15. افتراضي

    معجزة نطق الغزالة ووفاؤها له صلى الله عليه وسلم :- ‏

    عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
    مَرَّ النبي صلى الله عليه وسلم على قوم قد اصطادوا ظبية ‏،فشدوها على عمود فسطاط ،فقالت :يا رسول الله إني أُخذت ولي خِشفان (الولد الصغير ) ‏فاستئذن لي أرضعهما وأعود إليهم ،فقال النبي صلى الله عليه وسلم (أين صاحب هذه ؟) فقال ‏القوم نحن يا رسول الله قال :- (خلوا عنها حتى تأتي خشفيها ترضعهما وترجع إليكم ) فقالوا من ‏لنا بذلك ؟ قال :- (أنا) فأطلقوها ،فذهبت فأرضعت خشفيها ثم رجعت إليهم ،فأوثقوها فمر بهم ‏صلى الله عليه وسلم فقال :- (أين صاحب هذه؟) فقالوا :-هذا يا رسول الله فقال (تبيعونها؟) ‏فقالوا :- هي لك يا رسول الله ، فقال :- (خلو عنها فأطلقوها) فذهبت . ‏

صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 03-31-2014, 07:12 PM
  2. صلى الله عليه وسلم فى صباه وطفولته وفى نبوته ورسالته
    بواسطة السعيد شويل في المنتدى قسم السنة وعلومها
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-14-2008, 02:36 PM
  3. دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل
    بواسطة انسانه في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 01-24-2008, 09:34 PM
  4. صلى الله عليه وسلم فى صباه وطفولته وفى نبوته ورسالته ( 1 )
    بواسطة السعيد شويل في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-19-2007, 07:51 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء