لقطه من بلادي
في زمن مضى لم يكن بعيدا.. كنا نحن المسلمين في الصغر نفرح عندما يأتي عيد المسيحيين فنذهب إليهم ونأكل الكعك اللذيذ والحلويات الطازجة والفواكه اللذيذة.. وتمد إلينا أم بولص يدها عبر كوة الباب لتعطينا مما هب ودب ولكي نقول لها كل سنة وأنت سالمة يا أم بولص.. وأنتوا سالمين يا حلوين.. وننط بعدها الى أم جورج أو أم نيفين أو غيرهما..
وفي الوقت نفسه كنا نتفق مع أطفال المسيحيين أن نلتقي على المقبرة يوم عيدنا لنضحك على أهل الأموات ونبتز أموالهم من خلال قراءة القرآن على روح الميت فينقدوننا ما هب ودب من الزلابيه الى الملاليم الى التعاريف الى الحلويات فنرجع عند آخر النهار وقد امتلأت (شنطنا القماشية ) بألوان كثيرة من الطعام ..وأطرف ما كان يحدث أننا نعلم أطفال المسيحيين قراءة الفاتحة وبعض الصور القصيرة من القرآن الكريم..ونظل نعلمهم حتى يحفظونها عن ظهر قلب ( فقد كانت عدة الشغل) عندما نذهب الى المقبرة.. وكنا نغار من أطفال المسيحيين الذين يقرأون القرآن على المقابر لأنهم يجمعون أكثر منا.. فقد كانوا في معظمهم حلوين وعيونهم زرقاء فيختارهم الناس عنا نحن السمر(الممصوصين) وهكذا تدور الحياة.
وهذه قصة طريفة حدثت في مدينة الكرك الأردنية عن هذا الموضوع بالذات:
عينت البطريركية الأرثوذكسية قسا للموعظة في كنيسة الكرك جاءت به من إيطاليا أو اليونان لا أدري.. فاستقبله المسلمون والمسيحيون معا.. وحدث في ليلة من الليالي أن ضجر القس فأراد زيارة بعض رواد الكنيسة فذهب الى بيت صديقه جورج فألقى عنده مجموعة من أصدقائه: تادرس.. بولس.. حنا.. وجورج.. فاستقبلوه أحسن استقبال، وأخذوا يتحدثون عن مشاكلهم والقس يستمع.. وما أن يتحدث واحدهم حتى يقاطعه الآخر.. صلي ع النبي يا جورج.. وحياة محمد يا تادرس كلامك صحيح.. وحياة نور النبي يا حنا لأزورك بكره مع العيال.. يا جورج خليك عاقل.. النبي قال امسكوا أنفسكم عند الغضب..
واستمع القس الى كل ذلك وقد أذهله الموقف.. ثم استأذن بالخروج وهو يقول لنفسه.. جئت أعظهم عن المسيحية فإذا هم يعطوننا أمثلة عن الإسلام.. والله هاذي بلد لن أقعد فيها أبدا.
ملطوووووشششششش
Bookmarks