صفحة 6 من 7 الأولىالأولى ... 4567 الأخيرةالأخيرة
النتائج 76 إلى 90 من 91

الموضوع: الخلق والنشوء بين ضلال النظريات وحقائق الإسلام

  1. افتراضي



    (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف بربك أنّه على كل شيء شهيد)

    يحوي دماغ الإنسان أكثر من عشرة آلاف تريليون وصلة عصبية، وهذه الوصلات تصل أكثر من تريليون خلية بعضها ببعض، وتعمل كأعقد جهاز على وجه الأرض. ويقول العلماء إن خلايا الدماغ تحتاج للتأمل والتفكر دائماً لتستعيد نشاطها بل لتصبح أكثر فاعلية، وإن الأشخاص الذين تعودوا على التفكر العميق في الكون مثلاً هو الأكثر إبداعاً!! وهنا ندرك أهمية قوله تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [1]. [/CENTER]

    _________________
    [1]آل عمران: 190-191


  2. افتراضي

    جزاكم الله كل خير
    اسمحوا لي أن أتسأل واعتذر عن الخروج عن موضوع البحث
    قراءت في احد المداخلات الديك الذي يبيض وأن الهرمونات هي السبب في كونه خنثى
    وأن هذا يحصل عند الانسان
    فهل الهرمونات هي السبب في تحديد الجنس
    فإن كانت ألهرمونات الذكريه أعلى من الهرمونات الانثويه كان الجنين ذكرا
    وإن كان العكس فكانت هرمونات الانوثه هي الاعلى فيكون الجنين أنثى
    وإن حصل خلل في هذه الهرمونات فيكون الجنين خنثى مشكل
    وهو معروف في كتب الفقه والمواريث وقد أمر النبي النساء أن يحتجبن عن الخنثى المشكل
    وهل هذه الهرمونات هي الماء المذكور في الأحاديث التي ورد فيها ذكر ماء الرجل وماء المراءه الذي يتم بسببه تحديد جنس الجنين في مرحلة النطفه بعد مشيئة الله

  3. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صلوا على رسول الله مشاهدة المشاركة
    جزاكم الله كل خير
    اسمحوا لي أن أتسأل واعتذر عن الخروج عن موضوع البحث
    قراءت في احد المداخلات الديك الذي يبيض وأن الهرمونات هي السبب في كونه خنثى
    وأن هذا يحصل عند الانسان
    فهل الهرمونات هي السبب في تحديد الجنس
    فإن كانت ألهرمونات الذكريه أعلى من الهرمونات الانثويه كان الجنين ذكرا
    وإن كان العكس فكانت هرمونات الانوثه هي الاعلى فيكون الجنين أنثى
    وإن حصل خلل في هذه الهرمونات فيكون الجنين خنثى مشكل
    وهو معروف في كتب الفقه والمواريث وقد أمر النبي النساء أن يحتجبن عن الخنثى المشكل
    وهل هذه الهرمونات هي الماء المذكور في الأحاديث التي ورد فيها ذكر ماء الرجل وماء المراءه الذي يتم بسببه تحديد جنس الجنين في مرحلة النطفه بعد مشيئة الله
    يقول الله تعالى في كتابه العزيز: {إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان:34]، من ضمن الآية الكريمة أن الله يقول: {وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ}،
    ثبت في الأحاديث الصحيحة أن مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله، وأنها المذكورة في الآية المسؤول عنها، من ذلك ما رواه البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله": {إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان:34]، وفي رواية له عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مفاتيح الغيب خمس" ثم قرأ: {إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ...} (رواه الإمام أحمد عنه وعن ابن مسعود بمعناه، وروي من طرق أخرى تؤيد ما دلّت عليه الآية).

    ومعنى الآية: أن الله تعالى استأثر بعلم الساعة فلا يجليها لوقتها إلا هو، فلا يعلمها لميقاتها ملك مقرب ولا نبي مرسل، وقد أعلمهم الله بأماراتها، ولا يعلم متى ينزل الغيث ولا في أي مكان ينزل إلا الله.

    وقد يعرف ذلك أهل الخبرة عند وجود الأمارات وانعقاد الأسباب علماً تقريبياً إجمالياً يشوبه شيء من التخمين وقد يتخلف. ومن ذلك أنّ للجينات دور رئيسي في تكون الجنين ...وان كانت كانت القصه صحيحه . أي أكتشاف علماء الصين "ديك يبيض" فهذا الديك لديه اختلال في الجينات فشكله الخارجي شكل ديك بينما هو دجاجه
    وهذا يحصل في البشر
    وقد يكون سبب هذا الهرمونات التي يعطونها للحيوانات لزيادة الأنتاج وسرعة النمو وهو نتيجه حتميه لقصة البيض المطاطي.

    والله تعالى أعلم

    واختص سبحانه أيضاً بعلم ما في الأرحام تفصيلاً من جهة تخلقه وعدم تخلقه ونموه وبقائه لتمام مدته وسقوطه قبلها حياً أو ميتاً وسلامته وما قد يطرأ عليه من آفات دون أن يكسب علمه بذلك من غيره أو يتوقف على أسباب أو تجارب، بل يعلم ما سيكون عليه قبل أن يكون وقبل أن تكون الأسباب فإن لمقدر الأسباب وموجدها علماً لا يتخلف ولا يختلف عنه الواقع وهو الله سبحانه.

    وقد يطلع المخلوق على شيء من أحوال ما في الأرحام من ذكورة أو أنوثة أو سلامة أو إصابته بآفة أو قرب ولادة أو توقع سقوط الحمل قبل التمام لكن ذلك بتوفيق من الله إلى أسباب ذلك من كشف بأشعة لا من نفسه ولا بدون أسباب وذلك بعد ما يأمر الله الملك بتصوير الجنين، ولا يكون شاملاً لكل أحوال ما في الرحم، بل إجمالاً في بعضه مع احتمال الخطأ أحياناً.

    ولا تدري نفس ماذا تكسب غداً من شؤون دينها ودنياها، فهذا أيضاً مما استأثر الله بعلمه تفصيلاً، وقد يتوقع الناس كسباً أو خسارة على وجه الإجمال مما يبعث فيهم أملاً وإقداماً على السعي أو خوفاً وإحجاماً بناء على أمارات وظروف محيطة بهم فكل هذا لا يسمى علماً.

    وكذا لا تدري نفس بأي أرض تموت في بر أو بحر في بلدها أو بلد آخر، إنما يعلم تفصيل ذلك الله وحده فإنه سبحانه له كمال العلم والإحاطة بجميع الشؤون علنها وغيبها ظاهرها وباطنها.

    وجملة القول: إن علم الله من نفسه غير مكتسب من غيره ولا متوقف على أسباب وتجارب، وأنه يعلم ما كان وما سيكون، وأنه لا يشوب علمه غموض ولا يتخلف، وأنه عام شامل لجميع الكائنات تفصيلاً جليلها ودقيقها بخلاف غيره سبحانه، والله المستعان.

    وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

  4. افتراضي 14430/78/6/91/10


    آراء العلماء في التطور والخلق - 2 -


    كتبَ الكاتب والمفكر الفرنسي "مومنيه Momnieh" بحثاً في مجلة "الكوسموس" جاء فيه: (إذا إفترضنا بطريقة تعلو عن متناول العقل، أنّ الكون خُلِقَ اتفاقاً بلا فاعل مريد مختار وأنّ الإتفاقات المتكررة توصلت إلى تكوين رجُل، فهل يعقل أنّ الإتفاقات والمصادفات تُكَوِن كائناً آخر مماثلاً له تماماً في الشّكل الظاهري، ومبايناً له في التركيب الداخلي ـ وهو المرأة ـ بقصد عمارة الأرض بالناس وإدامة النّسل فيها؟ ألا يَدُلُ هذا وحده على أنّ في الوجود خالقاًُ مريداً مختاراً، أبدع الكائنات ونَوّع بينها، وغَرَزَ في كلّ نوع غَرائز، وَمّتّعَه بمواهب يقوّم بها أمْرَه ويرتقي عليها نوعه)[ 1]

    وما دمنا نتحدث عن التّناسُل لبقاء النوعين الإنساني والحيواني، والغرائز التي تثور متطلبة الإشباع، ليتم التزاوج والتلاقح الموصل إلى التناسل، فإلى بحث "التزاوج والتناسل" نرجع مرّة أخرى إلى "أ. كريسي موريسون" حيث يتناول الموضوع قائلاً: (إنّ الحياة تُرغم على التّناسل لكي يبقى النّوع، وهذا دافعٌ بلغ من القوة أنّ كل مخلوق يبذل أكثر تضحية في سبيل هذا الغرض... وهذه القوّة الإلزامية لا توجد حيث توجد الحياة، فمن أين تنشأ هذه الدوافع[ 2] القاهرة؟ ولماذا بعد أن نشأت تستمر ملايين السنين؟ إنّه قانون الطبيعة الحيّة... الذي يأتي من إرادة الخالق)[ 3]

    تحت عنوان "الأدلة الطبيعية على وجود الله" كتب أستاذ الطبيعة الحيوية، الحاصل على درجة الدكتوراه من جامعة كاليفورنيا، ومدير قسم النظائر والطاقة الذرية في معامل "أوك ريدج"، عضو جمعية الأبحاث النووية والطبيعة النووية، "بول كلارنس ايرسولد"قال الفيلسوف الإنجليزي "فرانسس بيكون" من ثلاثة قرون: "إنّ قليلاً من الفلسفة يقرب الإنسان من الإلحاد، أما التعمق في الفلسفة فيرده إلى الدين، ".... ولا شَكّ أنّ إتجاه الإنسان وتطلعه إلى البحث عن عقل أكبر من عقله وتدبير أحكم من تدبيره وأوسع، لكي يستعين به على تفسير هذا الكون، يُعَدّ في ذاته دليلاً على وجود قوة أكبر وتدبير أعظم، هي قوّة الله وتدبيره. وقد لا يستطيع الإنسان أن يُسَلم بوجود الخالق تسليماً تاماً على أساس الأدلّة العِلمية وحدها، ولكننا نصل إلى الايمان الكامل بالله عندما نمذج بين الأدلّة العلمية والأدلّة الروحيّة، أي عندما ندمج معلوماتنا عن هذا الكون المُتّسِع إلى أقصى حدود الإتساع المعقّد إلى أقصى حدود التّعقيد، مع إحساسنا الداخلي والإستجابة إلى نداء العاطفة والروح الذي ينبعث من أعماق نفوسنا، ولو ذهبنا نحصي ألأسباب والدوافع الدّاخليّة التي تدعو ملايين الأذكياء من البشر إلى ألايمان بالله، لوجدناها متنوعة لا يحصيها حصر ولا عد، ولكنها قوية في دلالتها على وجوده تعالى، مؤدية إلى الإيمان به..... إنّ الأمر الذي نستطيع أن نثق به كلّ الثقة، هو أنّ الإنسان وهذا الوجود من حوله لم ينشأ هكذا نشأة ذاتيّة من العدم المطلق، بل إنّ لهما بداية، ولا بُدّ لكل بداية من مُبْديء، كما أننا نعرف أنّ هذا النظام الرائع المُعَقد الذي يسود هذا الكون يخضع لقوانين لم يخلقها الإنسان، وأنّ معجزة الحياة في حد ذاتها لها بداية، كما أنّ ورائها توجيهاً وتدبيراً خارج دائرة الإنسان، إنها بداية مُقَدَسة وتوجيه مُقّدّس وتدبير إلهي مُحْكم.)[ 4]

    إمّا أشهر من وضع نظريات علم الميكروبات، وكشف دور الجراثيم في الإصابة بالأمراض، كان الكيميائي البيولوجي الفرنسي "لويس باستورLouis Pastor"[ 5] فيقولالإيمان لا يمنع أي إرتقاء كان، لأنّ كلّ ترقٍ يبين ويسجل الإتساق البادي في مخلوقات الله، ولوكنت علمت أكثر مما أعلَم اليوم لكان إيماني بالله أشَد وأعمق مما هو عليه الآن... إنّ العِلم الصحيح لا يمكن أن يكون مادياً، ولكنه على خلاف ذلك يؤدي إلى زيادة العِلم بالله لأنه يَدُلُ بواسطة تحليل الكون على مهارة وتبصُر، وكمال عقل الحكمة التي خلقت النّواميس المدبرة للوجود كما لا حد له).

    كتب الكيميائي وعضو أكاديمية العلوم، وعميد كليّة الطب الفرنسية، "الدكتور ويتز Witts" يقول: (إذا أحسست في حين أنّ عقيدتي بالله قد تزعزعت وجَهْتٌ وجهي إلى أكاديمية العلوم.)

    أما الجيولوجي الذائع الصيت، والمدرس بجامعة السوربون "أدموند هيربرت" فيقولالعِلم لا يمكن أن يؤدي إلى الكفر ولا إلى الماديّة، ولا يفضي إلى التشكيك.)

    كانت تلك الإستشهادات هي آراء بعض أقطاب العِلم الطبيعي، تم إختيارهم من جم كثير مما ذكره "ليون ووتي" الذي نشر بحثاً تحليلياً للدكتور الألماني "دينرت" لأكابر ومشاهير العلماء فتبيّنَ له من دراسة 290 عقل عالِم شهير ما يلي: "28 منهم لم يصلوا إلى عقيدة ما، 242 أعلنوا على رؤوس الأشهاد الايمان بالله الخالق، 20 فقط تبين أنهم غير مبالين بالوجهة الدينية ولا ملاحدة، فإذا إعتبرنا الغير مبالين من الملاحدة أيضاً، كانت نسبة المؤمنين منهم 92 %)[6 ]

    وجّهَ أحد رجال الأعمال سؤالاً إلى العالِم الفسيولوجي "أندرو كونواي إيفي"[ 7]:
    سمعت أنّ معظم المشتغلين بالعلوم ملحدين .فهل هذا صحيح؟ فأجابه: (إنني لا أعتقد أنّ هذا القول صحيح، بل إنني على نقيض ذلك وجدت في قراءتي ومناقشاتي أنّ معظم من اشتغلوا في ميدان العِلم من العباقرة لم يكونوا ملحدين....... إنّ الإلحاد، أوالإلحاد المادي، يتعارَضَ مع الطريقة التي يتبعها رجل العلوم في تفكيره وعمله وحياته، فهو يتبع المبدأ الذي يقول بأنّه لا يمكن أن تكون آلة بغير صانع، وهو يستخدم العقل على أساس الحقائق المعروفة، ويدخُل إلى معمله يحدوه الأمل َ ويمتليء قلبه بالإيمان، ومعظم رجال العلوم يقومون بأعمالهم حُبّاً في المعرفة وفي الناس وفي الله.... وكما قال "ماكس بلانك" العالم الطبيعي الذي فتح الطريق إلى أسرار الذرة: "إنّ الدين والعلوم الطبيعية يقاتلان معاً في معركة مشتركة ضدّ الشّك والجحود والخرافة، ولقد كانت الصيحة الجامحة في هذه الحرب وسوف تكون دائماً: الله")[ 8]

    وننقل عن "لورد كليفي" ـ وهو من علماء الطبيعة البارزبن في العالَم ـ قوله: (إذا فكرتَ تَفكيراً عَميقاً فإنّ العلوم سوفَ تضطرك إلى الإعتقاد في وجود الله)[9 ]

    ومرّة أخرى وكما ورد في كتاب "العالم وأينشتاين" تصريح العالِم الشهير "اينشتاين" صاحب النظرية النسبية: (إنّ الإيمان هو أقوى وأنبل نتائج البحوث العلمية).

    إنّ العلوم تدعم الإيمان بالله تعالى، هذا ما يؤكده الدكتور "ألبرت ماكوب ونشتر" المتخصص في علم الأحياء، والإخصائي في علم الوراثة وفي تأثير ألأشعة السينية على الدوسوفيلا، بعد أن حاولت عمته أن يعدل عن قراره دراسة العلوم، خوف أن يقضي ذلك على ايمانه بالله:

    (وانني لأشعر بالغبطة تملأ قلبي اليوم، بعد أن درست العلوم المختلفة، واشتغلت بها سنوات عديدة، ولم يكن في ذلك ما يزعزع لإيماني بالله، بل إنذ اشتغالي بالعلوم قد دعم إيماني بالله حتى صار أشد قوة وأمتن أساساً مما كان علية من قبل، ليس من شَكٍ أنّ العلوم تزيد الإنسان تبصراً بقدرة الله وجلاله، وكلما اكتشف الإنسان جديداً في دائرة بحثه ودراسته زاد إيمانه بالله)[ 10]

    نعم... إنّ الآيات والدلائل التي يجدها العالِم في مختبره، والباحث في مشاهداته، كلّ تلك الدلائل والمشاهدات إن أعمل العقل في التفكر بها بنزاهـة وتجرد، ورغبة في الوصول إلى الحقيقة، فستوصل حتماً وبدون شَك إلى النتيجة الحتمية القاطعة، وهي الإيمان بالله تعالى خالقاً لهذا الكون بموجوداته ومدبراً له، وستوصل بالتالي إلى الإيمان القاطع بعقم وتفاهة جميع النظريات المادية والإلحادية ونبذها.

    وفي مجال تصنيف الكائنات الحية، توصل العالم الإنجليزي "جون ري J. Ray" في القرن السابع عشر، لإيجاد نظام تصنيفي حين عرّفَ النّوع "Species" بأنّه المجموعة من الأفراد المتشابهة التي تنحدر من آباء تشبهها. وقال: "النّوع لا ينتج من نوع آخر" كما افترض "ري" أنّ عدد ألأنواع في الطبيعة ثابت ومحدود.[ 11]

    أما العالِم السويدي "كارل لينيوسC. Linnaes " (1707–1778) فقد توصل إلى الأسلوب التقليدي في التصنيف والذي ما زال قائماً حتى يومنا هذا، ويستند هذا النظام على أوجه الشبه في تركيب أجسام الكائنات الحية التي تنتمي إلى نفس المجموعة في التصنيف، مرتكزاً في نظامه على تعريف "ري" للنوع، وعلى اعتقاده أنّ كل نوع ثابت لا يعتريه تغيير، وبذلك فإنّ عدد الأنواع محدود.[ 12]

    لقد كانت تلك الآراء التي سقناها في هذا الفصل، هي آراء لمشاهير العِلم في معظم تخصصاته، وهي جميعها ـ وكثير غيرها، لايتسع المجال لذكرها ـ تُكَذِبُ إدعاء من قال بإجماع العلماء على صحة نظريات التطور المادي، بل تَدُلّ على توجه نَيِرٍ نحو الإيمان بالله تعالى، تدعمه الأدلة والبراهين القاطعة.

    أما من تلبسوا بثياب العلماء من دعاة التطور المادي، فإنَه ينقصهم الوعي والفكر المستنير والنّزاهة والتجرد، وإلا لكان مصير نظرياتهم التلاشي، فلو أعملوا عقولهم في المخلوقات وقوانين الوجود، وفي أنفسهم، لآمنوا كما آمن من كان قبلهم، وكما آمن من أتى بعدهم.

  5. افتراضي

    النوع لا ينتج من نوع آخر[/






    كل جنس من المخلوقات الحيوانية والنباتية ينتج مثله في النوع والحجم

    ____________________
    [1] محمد فريد وجدي، دائرة المعارف العربية، مادة: إله.
    [2] المقصود بالدوافع: الغرائز.
    [3] الإنسان لا يقوم وحده، صفحه ( 146 ).
    [4] الله يتجلى في عصر العلم، الصفحات ( 35 – 38 ).
    [5] باستور، لويس ( 1822-1895 ): كيميائي بيولوجي فرنسي، أثبت أنّ الخمائر خلايا حيّة، وكشف دور الجراثيم في الإصابة بمختلف الأمراض، عقّم اللبن تعقيماً جزئياً بحرارة تقتل المتعضيات الضّارة من غير أن تُحدث في المادة المعقمة تغييراً كيميائياً جوهرياً وهو ما يدعى اليوم " البسترة "، استنبط طريقة ل[1] النصوص الأربعة السابقة، ترجمها محمد فريد وجدي، ونشرها في مجلة " الأزهر ".
    [6] النصوص الأربعة السابقة، ترجمها محمد فريد وجدي، ونشرها في مجلة " الأزهر ".
    [7] أندرو كونواي إيفي: من العلماء الطبيعيين ذوي الشهرة العالمية، من سنة 1925 إلى سنة 1946. رئيس قسم الدراسات الفسيولوجية والصيدلية بجامعة نورث وسترن، من سنة 1946 إلى سنة 1953. أستاذ في كلية الطب ووكيل الكلية في جامعة الينوى حتى سنة 1958، أستاذ الفسيولوجي ورئيس قسم العلوم الأكلينية بكلية الطب بجامعة شيكاغو.
    [8] الله يتجلى في عصر العلم، الصفحات ( 150 – 162 ).
    [9] المصدر السابق، صفحه ( 23 ).
    [10] الله يتجلى في عصر العلم، الصفحات ( 104 – 105 ).
    [11] د.عدنان بدران وآخرين، البيولوجيا، صفحه ( 104 ).
    [12] المصدر السابق.

    14430/79/6/ 91-92/9 194-200/2

  6. افتراضي

    السلام عليكم
    كيف استطاع المسلمون نقض نظرية التطور منذ نشرها على يد داروين
    و من نقدها من المسلمين منذ نشرها

  7. افتراضي

    السلام عليكم
    سؤال آخر
    أنت تقول :
    ثبت بطلان تطور الإنسان من الطور الحيواني علميا
    و تاريخيا و كما تم عقليا
    أرجو توضيح كيف تم نقد هذه الإشكالية عقليا

  8. افتراضي

    السلام عليكم
    لو كنت معاصراً لداروين
    هل كان بوسعي أن أنقد و أفند فكرة التطور
    منطقيا و عقليا و مستعينا بالقرآن الكريم

  9. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالحق مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم
    سؤال آخر
    أنت تقول :
    ثبت بطلان تطور الإنسان من الطور الحيواني علميا
    و تاريخيا و كما تم عقليا
    أرجو توضيح كيف تم نقد هذه الإشكالية عقليا
    طريق الايمان

    العقـــل يوصـــل إلــى الإيمـــان

    إنّ الملاحِظَ للموجودات الثلاث التي يدرِكها عقل الإنسان وهي: الكَوْن والإنسان والحياة، بِعمْقٍ وإستنارة، يَجِدُ أنها مَحْدودَة . فالإنسانُ مَحْدودٌ لأنّه ينمو في كلّ شيء إلى حَدٍ لا يَتَجاوَزَهُ، فهوَ مَحْدود، والحَياة مَحْدودَة لأنّ مَظهَرها فرديٌ فقط، والمُشاهَدُ بِالحس أنّها تنتهي بالفرد فهي محدودة.

    وَالحُكم على الإنسان يَجِبُ أن يَنْصَبّ على ماهيته، أي على جنْسِه، فما يَصْدُق على الماهِيَة يَصْدق على الجنس كلّه مهما تَعَدّدَت أفراده. وبِما أنّ الماهِيّة في فَرْدٍ مُتَحَقِقَة في الفَرْد الواحِد "وفي كلّ فَرْد" وَالفَرْد الواحِد يَموت، فَذلك يَعْني أنّ جنْس الإنسان يَموت، وما دامَت الحَياة تنتهي في الفَرْد الواحِد فَمَعْناه أنّ جنس الحَياة تَنْتَهي فَهِيَ مَحْدودَة.

    وَالحَياة في الفَرْد – إنْساناً كانَ أو حَيَواناً – أمْرٌ يُحَسّ وإن كان لا يُلْمَس، وَيُفَرّقُ بِالحِسّ بَيْنَ الحَيّ والمَيّت، وهذا المَحْسوس مَوجود في الكائِن الحَي ومن مظاهِرِه النّمو والحَرَكَة والتَكاثُر، وهو مُمَثّل كليّاً وجزْئِياً في الفرد ولا يرتبِط بِأي شيء مطلَقاً.

    والكون محدود، لأنّه مجموعة أجرام، وكل جرم منها محدود، ومجموع المحدودات محدود بداهة، وذلك لأنّ كلّ جرم منها لَه حُدود، أي لَه أوّل وآخر، فمهما تَعَدّدَت تلك الأجرام فإنّها تظلّ تنتهي بمحدود، والمحدود هو العاجز والنّاقص والمحتاج لايجاد شيء من العَدَم ،أي عاجزٌ عن إيجاد ما إحتاج إليه. ولا يقال أنّ الأشياء المُدْرَكَة المَحْسوسة إحتاجَت لِبَعْضِها ولكنّها في مَجْموعها مُسْتَغنِيَة عن غيرها، لا يُقال ذلك لأنّ الحاجَة إنّما تَظهَر وتَتّضِح للشيء الواحِد، وتُلمَسُ لمْساً ولا تُفْرَضُ فَرْضاً نَظَرِياً لشيء غير موجود فَيُفْتَرَض وجوده، فلا يقال أنّ النّـار فيـه قابليّة الإحراق وحتى تَحرِق فقد احتاجَت لِجِسْم فيه قابليّة الإحتراق، فلو إجتمعا معاً لإستغنيا ولم يحتاجا لغيرهما، لا يُقال ذلك لأنّه فَرَضٌ نَظَري، فالحاجة للنار وللجِسْم القابِل للإحتراق هي حاجَةٌ لشيء موجود حِسّاً ومَحْسوسٌ بِإحْدى الحَواس، أو مُدْرَك عَقْلِياً، وهو بالطبع مما يقع الحِسّ على مَدْلولِهِ حتى يَتَأتى إدراكه عَقْلاً، فالحاجة هي لشيء موجود، والنّار والجِسْم لا يوجَدُ من إجتماعهما شيء يحصل فيه الإستغناء أو الحاجًة.

    وكذلِكَ الأشياء التي في الكَوْن لا يحصل من اجتماعها الإستغناء أو الحاجَة. فالحاجَة والإستغناء متمثلان في الجِسْم الواحد.

    وبما أنّ مفهوم الإحتياج مُتَعَلِقٌ بعَدَم الإستغناء، الذي هو في الجِسم الواحِد، لذا فمفهوم الإشتراط المادي المتعلق بعدم فصل الأشياء بعضها عن بعض هو مفهوم خاطيء[[1]] لأنه لا يوجد شيء يتكوّن من مجموع ما في الكون حتى يوصف

    بأنّه مستغن أو محتاج. فقولهم أنّ مجموع الأشياء التي في الكون مستغنٍ أو محتاج هو وصف لواقعٍ غير موجود، لأنّه وصف لشيء متخيّل الوجود لا لشيء موجود. والبرهان يقوم على حاجة شيء معيّن موجود في الكون، لا لمجموعة أشياء يتخيل لها إجتماع يتكون منه شيء فيُعطى وَصْفُ الحاجة أو الاستغناء، لذا فهذا فَرَضٌ تَخَيّليٌ وليسَ واقِعِيّاً ولا يَرْقى حَتّى إلى أنّه فَرَض نظري.

    ولا يُقالُ أنّ الأشياء احتاجَت إلى بَعْضِها فَأكْمَلَت بعضها فنفت بذلك الإحتياج، لا يُقال ذلكَ لأنّ الإحتياج ولو إلى شيء واحِدٍ في الدّنيا يُثبِتُ أنّه لا يوجَدُ في الكَوْن شيئ مُسْتَغْنٍ الإستغناء المُطْلَق، فَمُجًرَدُ احتياجه لشيئ واحد في الوجود يُثْبِتُ ولا بُد وَصْفُ الاحتياج، فاحتياج الجزء إلى جُزْءٍ آخرَ يُثبِتُ لَهُ وَصْفَ الاحتياج قَطْعَاً. وهذا كله ملموس محسوس بالنّسبة لجميع الأشياء المَوْجودَةِ على سَطْح الأرض وَلِما وَصَلَ إليه الإنسان من الأجرام.

    هذا علاوة على أنّ الكَوْنَ هو مَجْموعَة أجرام، وكُلّ منها يَسير بِنِظام مَخْصوص ومُحَدّد، وهذا النظام إمّا أن يكون جُزء منه، أو خاصّة من خاصّياتِه أوشيء آخر غَيْره، فهو بالتّحديد أحَدُ هذه الإحتِمالات الثَلاثَة وليس غَيْرها ولا يُمْكِن أن يكون غَيْرها مُطْلَقاً، أمّا كونه جُزْءاً منه فباطل، لأنّ سَيْر الكواكب يكون في مدار معيّن لا يتعدّاه، والمدار كالطريق هو غير السائر فيه، والنظام الذي يسير فيه ليس مجرد سَيْرِهِ فقط، بل تَقَيُدِهِ بالسّير في هذا المدار لا يتعداه. ولذلك لا يمكن أن يكون هذا النظام جُزْءاً منه، وأيضاً إنّ السّيْرَ نفسه ليس جزءاً من ماهِيّة الكوكَب بل عملٌُ له، ولذلك لا يمكن أن يكون جزءاً منه، وأمّا أنّهُ خاصيّة من خَواصه فباطلٌ، لأنّ النظام ليس هو سير الكوكب فَحَسْب، بَل سَيْرَهُ في مَدار معين. فالموضـوع ليس السّير فقط بل السّير في مدار ونظام معيّن، فإن كان السّير من خَواصـه كـان عليه أن ينظم سَيْر نفسه، وحينئذٍ يستطيع أن ينظم نظاماً آخر ما دام مـن خواصـه التّنظيم، والواقـع أنّـه لا يستطيع ذلك، ولهذا لا يمكن أن يكون مـن خواصه، وما دام ليس جزءاً منه وليس من خواصه فهو غيره قطعاً وبالتّأكيد، فيكون قد احتاج إلى غيره، أي احتاج الكون إلى نظام ينظمه.

    وأمّا الحياة فإنّ احتياجها إلى الماء والهواء ملموس محسوس، وأمّا الإنسان فإنّ احتياجه إلى الطّعام والشّراب والهواء ملموس محسوس، وعليه فإنّ الكونَ والحياة والإنسان كائنة في حالة احتياج دائِم.
    _____________________________________________
    [1] مفهوم الاشتراط الماركسي: ورد هذا المفهوم كبند أول من مواد قوانين المادية الجدلية " الديالكتك " والذي ينص على: إنّ الطبيعة شيء واحد مرتبط، ترتبط فيه الأشياء والظاهر ارتباطاً عضوياً فيما بينها ويقوم بعضها على بعض، ويكيف بعضها بعضاً بالتبادل. والديالكتك يعتبر الطبيعة كلاً واحداً متماسكاً ترتبط فيه الأشياء والحوادث ارتباطاً عضوياً، ويتعلق أحدها بالآخر ويكون بعضها شرطاً لبعض. والديالكتك لا يعتبر الطبيعة تراكماً عرضياً للأشياء، أو حوادث بعضها منفصل عن بعض أو أحدها منعزل. أي حادث لا يمكن فهمه إذا نظر إليه بمعزل عن الحوادث. يقول ستالين: الديالكتك يعتبر الطبيعة كلاً واحداً... كما يقول: ترتبط الأشياء والحوادث ارتباطا عضوياً. ويقول انجلز: وحدة العالم قائمة على ماديته. كما يقول ستالين: يكون بعض الحوادث والأشياء شرطاً للبعض. كما يقول مفسراً: أيّ حادث لا يمكن فهمه إذا نظر إليه منفرداً بمعزل عن الحوادث.. أما هيجل فيقول: الشيء بذاته ليس حقيقياً بينما الكل هو الوحيد الحقيقي.
    لمزيد من التوسع – لمن رغب – يمكن الرجوع إلى:
    - د. محمد عزت نصر الله، الرد على صادق العظم، الصفحات ( 303-320)
    - أسس الاشتراكية العربية، صفحه (67) وما بعدها.
    - - ستالين، المادية الجدلية والمادية التاريخية، الصفحات ( 16) وما بعدها.
    - الماركسية في الفلسفة، الصفحات ( 34 – 75 )
    - انجلز، ضد دهرنج، صفحه ( 74 ).
    - بيس وكافنج، بولتزير، الجزء الأول، الصفحات ( 50 – 80 )
    يتبع ان شاء الله

  10. افتراضي

    ومدلول كلمة محتاج يعني أنّه مخلوق، لأنّ مجردحاجته تعني أنّه عاجز عن ايجاد شيء من العدم، أي عاجز عن ايجاد ما احتاجإليه، فهو ليس خالقاً، وما دام ليس خالقاً فهو مخلوق. لأنّ الوجودَ كله لا يخرج عن خالقٍ ومخلوق ولا ثالث لهما قطعاً، وهذا ليسفَرَضاً وإنّما يَدُلّ عليه الواقع المحسوس للمخلوق، وهذا المخلوق إمّا أنيكون مخلوقاً لنفسه أو مخلوقاً لغيره، أمّا كونه مخلوقاً لنفسه فباطل، لأنهيكون مخلوقاً لنفسه وخالقاً لها في آنٍ واحد، وهذا باطل، فلا بُدّ أن يكونمخلوقاً لغيره، وهذا الغير هو الخالق. وهذا الخالق هو أزَلِيٌ واجبالوجود.

    أمّا كونه أزلياً لا أول له، فلأنّه إنكان له أولٌ كان مخلوقاً، إذ قد بدأ وجوده من حد معين، فكونه خالقاً يقتضيبأن يكون أزَلِيّاً. إذ الأزَلِي تَسْتَنِدُ إليه ولا يَسْتَنِدُ إلى شيء.والمحدودِيَة والأزَلِيَة ليستا اصطلاحاًوُضِعَ لَهُ تَعْريف اصطلاحي، ولا مدلولاً لكلمة وُضِعَ لها في اللُغَةلفْظٌ يَدُلُ عليها، وإنّما واقِعٌ مُعَيّن كالبحث في الفكر سواء بسواء،فحين نقول أنّ الكون محدود إنّما نُشـيرُ إلى واقع معين وهو كونه له بدايةوله نهاية، فالبحث في هذا الواقع وليس في كلمة محدود. وكونه له بداية ولهنهاية قد قام البرهانُ الحسي فيكون البرهان على واقع معين لا على معنىالكلمة لغوياً. فواقع المحدود هو أنّه له أول وله آخر، وواقع الأزَلِيُ هوما ليس له أولٌ، فيكون واقع المحدود غير واقع الأزلي، فيكون الكلام عن واقعمعين لا عن مدلول الكلمة لغوياً.والبرهان على أنّ وجودَ الخالق حَقيقةملموسة محسوسة هو في منتهى البَساطَة، فإنّ الإنسانَ يحيا في الكَوْنفَهُوَ يُشاهِدُ في نفسه وفي الحياه التي يحياه وفي كُلّ شيء في الكونتغيراً دائماً وانتقالاً من حال إلى حال، وَيُشاهِدُ وُجودَ أشياء وانعدامأشياء، ويُشاهِدُ دِقّةً وتنظيماً في كل ما يرى ويلمس، فَيَصِلُ من هذا عنطريق الإدراك الحِسي إلى أنّ هناك موجِداً لهذا الوجود المُدْرَكالمَحْسوس، وهذا أمْرٌ طبيعيٌ جِدّاً.ومثال على ذلك فَإنّ الشّخْص ليَسْمَعُصوتاً فَيَظُنُ أنّه صوت رجل أو إمرأة أو آلة، ولكن يوقن أنّه صوت ناتج عنوجود شيء نتج عنه الصّوت أمراً قطعيّاً عند سَماعِه، فقد قام البُرهانالحسي على وُجودِهِ، فيكون الإعتقاد بوجود شيء نتجَ عنه الصّوت إعْتِقاداًجاذماً قام عليه البُرْهان القَطْعي، ويكون هذا الإعتقاد أمْراً طَبيعِياًما دام البُرهان الحِسي قد قام عليه.وكذلك فإنّ الإنسان يُشاهِدُ التّغَيُرَفي الأشياء، وَيُشاهِدُ إنعدام بعضها ووجود غيرها، ويُشاهِدُ الدّقَةوالتّنظيم فيها، ويُشاهِدُ أنّ كُل ذلِكَ ليس منها، وأنّها عاجِزَة عنايجادِه وعاجِزَة عن دَفْعِه، فيوقن أنّ هذا كله صادر عن غير هذه الأشياء،ويوقِن بِوُجود خالِقٌ خَلَقَ هذه الأشياء، هو الذي يُغَيِرها ويعدمهاويوجدها وينظمها، فكان وُجود هذا الخالِق الذي دَلّ عليه وُجود هذه الأشياءوتغيرها وتنظيمها أمْراً قَطْعِياً عِند من شاهَدَ تغيرها ووجودهاوانعدامة ودقّة تنظيمها، فقد قام البُرهان الحِسي بالحِس المُباشر علىوُجودِهِ وهو بُرْهان بمنتهى البَساطَة، لذلك جاءت أكثر براهين القُرآنالكريم لافتَة النّظَرَ إلى ما يَقَع الحِس عليه ـ أي حس الإنسان ـللإستدلال بذلك على وُجود الخالق، كقوله تعالى: (يا أيها الإنسان ما غَرّكَبِرَبِكَ الكريم، الذي خَلَقَكَ فَسَواكَ فَعَدَلَكَ، في أيِ صورَة ماشـاء رَكَبَكَ)[[1]]



    (أفَلا يَنْظُرونَ إلى الإبِلِ كَيْفَ خُلِقَت،وإلى السَّماء كَيْفَ رُفِعَت، وإلى الجِبالِ كَيْفَ نُصِبَت، وإلى الأرْضكَيْفَ سُطِحَت، فَذَكِر إنّما أنْتَ مُذَكِر)[[2]]

    (فَلْيَنْظُرِ الإنسانَ مِمَ خُلِق، خُلِقَ مِن ماءٍ دافِق، يَخْرُجُ مِن بَيْن الصّلْبِ والتَرائِب، إنّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِر)[[3]]

    (أم خُلِقوا مِن غَيْر شَيءٍ أم هُمُ الخالقون، أم خَلَقوا السّمَوات والأرض بل لا يوقِنون.)[[4]]

    (ما اتَخَذَ الله مِن وَلَدٍ وما كان مَعَهُ منإلهٍ إذاً لَذَهَبَ كل إلهٍ بِما خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضهم على بَعْض سُبْحنالله عَمّا يَصِفون)[[5]]

    (سَنُرِيَهُم آياتنا في الآفاق وفي أنْفُسهم حتى يَتَبَيَنَ لهم أنّه الحَقُ أوَ لَم يَكْفِ بِرَبِكَ أنّهُ على كُل شيء شَهيد .)[[6]]هذا هو واقع الإيمان: تصدقٌ جاذمٌ مطابقٌ للواقع عن دليل. وحتى يتحقق هذا الإيمان ويرسخ، فلا بد من أن يَحْكُم العقل على صِدْقِهِبِالأدِلَةِ القَطْعِيَة، لذا فقد دعا الإسلام الإنسان إلى التّفَكُر فيالمخلوقات لِيَسْتَدِلّ بها على أنها مخلوقة لِخالِق، وتكرر طلب التّفكر فيالقرآن الكريم مصحوباً بضرب الأمثلة الدالة على الخَلق في مواضع كثيرة منالقرآن الكريم.



    أمّا بالنِسْبَة لإنكار الخَلْق لدىالشيوعييين وغيرهم من الماديين في العصر الحديث، فإنّ موضع الإنكار عندهميرتكز على قولهم أنّ العلاقات المتبادلة بين الحوادث وتكييف بعضها بعضاًبصور متقابلة، هي قوانين ضرورية لتطور المادة المتحركة، وأنّ العالم يتطورتبعاً لقوانين المادة المتحركة، أي لقوانين حركة المادة.[[7]]

    هذا هو موضع إنكار وجود الخالِق عندهم،فالتّعقيد جاءهم من تفسير ما في العالم من تغير وانتقال من حال إلى حال،وما فيه من وجود بعض الأشياء بعد أن لم تَكُن، وانعدام أشياء بعد أن كانت،أو على حَدّ تعبيرهم من تشكل المادة بأشكال مختلفة، ويفسرون ذلك بأنّهُيحْدُث من قوانين المادة وليس من شيء غيرها، فقوانين حَرَكَة المادة هيالتي تؤثِر في العالم الذي يتطور تبعاً لتلك القوانين، هذا هو موضعالإنكار، لذا كان المطلوب هو حَلُ تلك العقدة لديهم، أي أنّ محل البحث هوقوانين المادة وليس تغير العالم، وإذا حُلّت تلك العُقْدَة إنتفى جميع ماينادون به من التطور والإرتقاء المادي وخلافه، لأنّ كل تلك الأبحاث ارتكزتعلى عقدة قوانين المادة، فإذا ثَبَتَ أنّ هذه القوانين لَم تَاتِ من المادةلا هي من خَواصِها، وإنّما هي مفروضة عليها فَرْضاً من غيرها أي منخارجها، فإنّهُ يكون هناك غير المادة من يؤثر فيها، وبذلك تبطل نظريتهموَتُحَلُ العقدة لديهم، إذ يثبت لديهم أنّ العالم ليس سائِراً تبعاًلقوانين حركة المادة، بل سائِرٌ بتَسيير من أوجَدَ له هذه القوانين وفرضهاعليه فَرْضاً وأجْبَرَهُ أن يَسير بِحَسبِها، فبذلك تنتقض النظرية وتحلالعقدة حَلاً جَذْرِياً .
    أمّا كون تلك القوانين لَم تَاتِ من المادة، فذلك لأنّ القوانين هي عبارة عن جَعْل المـادة في نِسْبَة معينة أو وَضْع معين، فالماء مثلاً حتى يتحول إلى بخار أو جَليد، إنّما يتحول حسب قوانين معينة، أي حسب نسبة معينة من الحرارة، فإنّ حرارة الماء ليس لها في باديء الأمر تأثيرٌ في حالتِه من حيث هو سائل، لكن إذا زيدت أو أنْقِصَت حرارةُ الماء جاءت لحْظَةٌ تعدلت فيها حالة التّماسُكِ التي هو فيها وتحوّل الماء إلى بُخار في إحدى الحالات أو إلى جَليد في الحالة الأخرى. فإنّ هذه النّسْبَة المُعَيَنَة من الحَرارَة هي القانون الذي الذي يجري بحسبه تَحَول الماء إلى بخارٍ أو جليد، وهذه النسبة أي كونُ الحَرارَة بمقدار معين لمقدار معين من الماء لَمْ تًأتِ من الماء، لأنّه لوكانت منه لكان بمقدوره أنْ يُغَيِرَها وأنْ يخرُج عنها، وإنّما هي مفروضَة عليه فَرْضاً، فَدَلّ ذلك على أنا لَيْسَت منه قَطْعاً، وكذلك لم تأتِ من الحَرارَة بدليل أنها لا تستطيع ان تُغَيِّرَ هذه النسبة أو تخرج عنها، وأنها مفرضة عليها فَرْضاً، فهي ليست منها قَطْعاً، فتكون تلك القوانين ليست من المادة.

    أمّا كَوْنُ هذه القوانين ليست خاصية من خَواص المادة فلأنّ القَوانينَ ليست أثراً من آثار المادة الناتجةِ عنها حتى يُقالُ أنها من خواصِها، وإنّما هي شيء مفروضٌ عليها من خارجها، ففي تحول الماء ليست القوانين من خواص الماء ولا من خواص الحَرارَة، لأنّ القانون ليس تحول الماء إلى بُخار أو إلى جَليد، بل القانون هو تحوله بنسبة معينة من الحرارة لنسبة معينة من الماء، فالموضوع ليس التّحول وإنّما التحول بنسبة معينة من الحرارة لنسبة معينة من الماء، فهو ليس كالرؤية في العين التي هي من خواصها، بل هو كون الرؤية لا تكون إلا بوضع معين مخصوص، هذا هو القانون، فكون العين ترى خاصية من خواصها، ولكن كونها لا ترى إلا بوضع مُعّيّن وَمَخْصوص ليس خاصية من خواصها وإنّما أمْرٌ خارِج عنها، والنّار من خواصها الإحْراق، ولكن كونها لا تحْرِقُ إلا بأحْوال خاصة ليس خاصية من خواصها بل هو أمر خارج عنها، فخاصية الشيء هي غَيْر القواين التي تُسَيره، إذ الخاصية هي ما يعطيه الشيء نفسه وينتج عنه: كالرؤية في العين

    وكالإحراق في النّار وما شابه، ولكنّ القوانين التي تُسَِّيرُ الأشياء هي: كون الرؤية لا تحصل من العين إلا بأحوال خاصة ومخصوصة وكون الإحراق لا يحصل من النّار إلا بأحوال خاصة، وكون الماء لا يتحول إلى بُخار أو إلى جَليد إلا بأحوال مخصوصة، وهكذا......

    وبما أنّه ثبت أنّ هذه القوانين ليست من المادة ولا خاصية من خواصها فتكون آتية من غيرها ومفروضة عليها فَرْضاً من غيرها ومن خارجها، وبذلك يثبت أنّ غير المادةِ هو من يؤثر فيها، وبذلك يثبت بطلان نظرية الماديين عامة والشيوعيين خاصة لأنه ثبت أنّ العالَمَ ليس سائراً تبعاَ لقوانين حركة المادة بل هو سائر بتسيير من أوجد هذه القوانين وفرضها عليها فَرْضاً، فيكون العالم بحاجة لمن وضع هذه القوانين وفرضها عليها فرضاً، وما دام بحاجةٍ إلى من فَرَضَ علية هذه القوانين، فالعالَمُ ليس أزَلِياً، وما دام ليس كذلك فهو مخلوق، لأنّ كونه ليس أزَلِياً يعني أنّهُ وُجِدَ بَعْدَ أن لم يَكُن فهو مخلوق لخالق، وهذا الأزلي الخالق هو مدلول كلمة الله سبحانه وتعالى. نعم: إنّه الله تعالى الخالق المُصَوِرُ المُدَبِرُ الذي لا يمكن إلا أن يكون أزلياً سَرْمَدِياً واجِب الوجود.[[8]]

    ________________________
    [1] الانفطار: 6 – 8.
    [2] الغاشية: 17 – 21.
    [3] الطارق: 5 – 8.
    [4] الطور: 35 – 36.
    [5] المؤمنون: 91.
    [6] فصلت: 35.
    [7] قوانين حركة المادة: هي ثاني بنود قوانينالمادية الجدلية " الديالكتيك "، ولزيادة الإطلاع على تفسيراتهم وخاصةتفسيرات: ستالين، انجلز، شيركوف، جارودي....الخ يمكن الرجوع إلى نفسالمصادر المدونة في حاشية الصفحة (227).
    [8] إنّ هذا البحث مقتبس من عدة مصادر، يمكن لمن شاء الرجوع إليها، وهي:
    - تقي الدين النبهاني، التفكير - نظام الإسلام - الشخصية الإسلامية.
    - محمد محمد إسماعيل، الفكر الإسلامي.
    - سميح عاطف الزين، لمن الحكم ؟ ، طريق الإيمان .
    - محمد حسين عبد الله، مفاهيم إسلامية.
    - جون كلوفر مونسما، الله يتجلى في عصر العلم.
    - منتدى الزاهد - الموقغ الشخصي لحاتم ناصر الشرباتي
    ____________________________
    يتبع إن شاء الله

  11. افتراضي

    أتظر أيضا:
    خُلِقَ الإنسان في أحسن تقويم (بحث في الخلق والنشوء)
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...1%E4%D4%E6%C1)

  12. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالحق مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم
    لو كنت معاصراً لداروين
    هل كان بوسعي أن أنقد و أفند فكرة التطور
    منطقيا و عقليا و مستعينا بالقرآن الكريم
    نعم بالتأكيد
    فنظريات التطور بما فيها نظرية داروين جرى نقضها وبيان زيفها بالأدلة العقلية وبالاستعاتة بالمشاهدات وبالحقائق العلمية بالأدلة الداحضة من قبل مشاهير العلبماء المعاصرون له وبرجوعك لما تم نشره في هذا البحث يتضح لك ذلك:
    نقـض نظريــات التّطـور والارتقــاء الذّاتــي - الصفحة السابقة
    آراء العلماء في التطور والخلق - 1 -الصفحة السابقة
    آراء العلماء في التطور والخلق - 2 -الصفحة الحالية

  13. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالحق مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم
    كيف استطاع المسلمون نقض نظرية التطور منذ نشرها على يد داروين
    و من نقدها من المسلمين منذ نشرها
    منهم على سيبل المثال لا الحصر :
    ____________________
    - وحيد الدين خان:_ الإسلام يتحدى -
    - أنور الجندي: -سقوط نظرية داروين -
    - أنور الجندي: مفاهيم العلوم الاجتماعية-
    - الدكتور محمد عزت نصر الله: الرد على صادق العظم -
    - د. إحسان حقي: " خلق لا تطور "
    = هارون يحيى :- أطلس الخلق ومصادر أخرى -
    - عبد الله التل:- جذور البلاء-

  14. افتراضي 15250/89/6/93/10

    وأخــــــيراً...
    لقد كتب داروين منذ حوالي المائة وخمسين عاماً في الفصل السادس من كتابه "أصل ألأنواع"، يقول: (إني لا أشُكّ بأنّ إعتراضات كثيرة قد خطرت ببال القاريء قبل أن يصل إلى هذا الفصل من كتابي، وبعض هذه الإعتراضات خطير إلى درجة أني حتى اليوم، لا أفكر بها إلا وتعتريني هَزّه) !!!

    كان هذا النّص في الفصل السادس ـ باب مشكلات النظرية ـ، وظهر في الترجمة العربية طباعة سنة (1959)، ومما يلفت النظر أنّ هذا النّص بالكامل قد جرى حذفه من طبعة مطبعة النّهضه[ 1] التي قام بترجمتها "إسماعيل مظهر"!!!!.

    فهل يمكن لعاقل أن يؤمن بنظريّة واهيه كتلك على أنها حقيقة واقعة يجب الإيمان والتسليم بها، في حين أنّ من نُسِبَ إليه ابتداعها واختلاقها، ومن عُرفَ أنّه عَراب النظرية ومرجعها، حتى أنها قد إشتهرت بنسبتها إليه، يهتز للإعتراضات التي وَرَدَت، أو التي سَترِد على النظرية؟ ولا أخال عاقل سَيُفَسِرَ الهَزّة التي ستعتري داروين، أنها هزة الواثق المطمئن إلى صحة وسلامة نظريته!!!

    هذا علاوة على أنه بعد مرور قرن ونصف على ابتداع تلك النظرية، وعلماء التطور مستمرون في أبحاثهم، دائبون نشطون من أجل إثباتها، ورغم ذلك فإنهم عاجزون تماماً عن إثبات واقعيّة التطور المادي ومصداقية نظرياته، رغم الأبحاث الطائلة التي قاموا بها، ورغم الإمكانات الهائلة التي وضعت تحت تصرفهم، ورغم تسخير العِلم والمعامل والمختبرات، ورغم الخدع والتزويرات التي قام بها البعض الآخر منهم، ورغم توجيه الإعلام بكافة وسائله لصالحهم، وذلك ما اعترف به مؤلف كتاب "سنة العِلم" المطبوع باللغة الإنجليزية عام (1966) حيث يقولعلى الرغم من النجاحات التي أحرزها عِلم الآثار، فإنّ العلماء ما زالوا في بداية المهمة العظيمة التي يتوخونها، ونعني بذلك مَعْرِفَة تاريخ الإنسان.)


    كما أنّ التناقض واضح جداً في أقوال وتصريحات مشاهير علماء النظرية المتحمسين لإثباتها، ففي مطالعة كتاب العالِم "دوبز هنسكي T.Dobzhansky" المعرف باسم "الأساس الحيوي لحرية الإنسان" نجده يقول بصراحة: (لقد ثبت بما لا يدع مجال للشك، حتى العقد الأخير من القرن التاسع عشر، بأنّ التطور أمر واقع...)[ 2] في حين أنّه بعد صفحتين من هذا القول يرجع ليقول وفي نفس الكتاب: (مما لا شَكّ فيه أنّ المظاهر التاريخية المتممة لحلقات التطور ما زالت غير معروفة تماماً... ولا نستطيع أن نرى الأسباب التي قرّرت تطور النّوع الإنساني إلا من خلال ضَباب.)[ 3]

    فهو من جهة يؤكد ويجذم بما يرغبه ويريده من أنّ التطور هو حقيقة وأمر واقع يجب الإعتراف والإيمان به، نجده من جهة أخرى يعترف ويقر بأنّ المظاهر التي قرّرت حلقات هذا التطور غير معروفة تماماً!! بل وأنه يراها من خلال ضباب!!! وهل يرى شيئاً ثابتاً واضح المعالِم من خلال ضباب؟ وما أخاله يقصد إلا أنّ كلّ تلك النظريات المادية ما هي إلا سَـراب خادع تشبث به وتعلق تائهون هائمون على وجوههم.

    أما "الموسوعة البريطانية" فتقول: (ليس لدينا أدنى شَك فيما يتعلق بكون التطور حقيقة واقعة، وأنّ الأدلة عليها في الوقت الحاضر غير قابلة للنقض.)[ 4]

    غير أنّه ورغم هذا التأكيد القاطع على رجحان أدلتهم التي لا يتطرق إليها النقض أو الشّك، نجد أنّ نفس الموسوعة المذكورة آنفاً وفي موضع آخر تصف تلك الأدلة الغير قابلة للنقض قائلة: (إنها غير كافية، وغير متسلسلة، بل أنّ بها كثير من الفجوات... )[ 5] وتردف نفس الموسوعة قائلة: (إننا ما زلنا لا نعرف شيئاً عن هذه الظواهر الحيوية التي قررت هذا التغيير)[ 6]

    أما "سير بيير Sir Gavin Beer" فلم يتردد بأن يقول في كتابه الأخير المطبوع بعنوان "شارل داروين" مايلي: (لقد أعلن داروين بأنّ الأدلة سوف توجد في يوم من الأيام، وقد أتى هذا اليوم لأنّ سلسلة المستحاثات التي مَرّ ذكرها تقدم لنا الأدلة القاطعة على أنّ الإنسان ثمرة التطور)[7 ]

    غير أنّ هذا التأكيد على الأدلة القاطعة التي إدعاها "بيير"، لم يمنع عالماً آخر هو "د. كلارك Le Gros Clark" أن ينقض ذلك الإدعاء قائلاً: (إنّ العثورعلى مستحاثات لأجدادنا الحقيقين، أوحتى العثور على نماذج الجماعات الجغرافية المحليّة التي انبثق عنها أجدادنا الحقيقيون أمر احتماله من الضعف بحيث نرى من العبث توقع امكان حصوله.)[ 8]

    إنّ ثبات نظرية داروين وشبيهاتها من نظريات التطور المادي، لهو أوهى من خيط العنكبوت، ولا يستطيع عاقل أن يطلق على نظرية التطور المادي صفة الحقيقة العلمية، لأن تلك النظرية هي في حقيقتها أبعد ما تكون عن كونها من الحقائق، بل هي تخيلات وأوهام لا تمت إلى الحقيقة بصلة، وقد قرّرَ ذلك "د. كلارك" وهو أحد علماء التطور المشهورين، ومن أشهر المتحمسين لها، بالعبارات التالية: (من المؤسف أن تكون كل الأجوبة التي طرحت لمعرفة أصل الإنسان، تقوم على دلائل غير مباشرة، وأكثرها يقوم على فرضيات.)[ 9]

    ونقص الأدلة أو حتى انعدامها، هو رأي أخبر به معظم علماء التطور، وممن اعترف بذلك "رئيس الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم"، حيث قال بصدد حديثه عن التطور: (تعال معي لنقوم برحلة فرضية فيما قبل التاريخ، ولنتصوّر الزّمن الذي ظهر فيه نوع الإنسان "سابين spiens"، ولنقطع بسرعة الآف السنين التي تعتمد في القسم الأكبر من معلوماتنا الحاضرة عنها على الحدس والتخمين والإستنتاج، إلى أن نصل إلى فترة الوثائق التاريخية التي تسمح لنا بالتقاط بعض الوقائع...)[ 10]

    الإنسان "سابين spiens"
    وأول عصر الوثائق، مضت الآف السنين من عمر الإنسان قبل أن تبدأ ـ على حد زعمهم ـ وعلمائهم يزعمون بأنّ مراحل التطور التي يظن بأنها قد سبقت عصر الوثائق، والتي لم يرها الإنسان الحديث رؤية العين، إنّما بُنيت على الحدس والظن والشَك والتأويل والتفسير والبحث النظري الإفتراضي، أي هي بالتالي عبارة عن مجموعة من الفرضيات.

    أمّا بالنسبة لعمدة كتبهم، وأشهر مراجعهم ومصادرهم، وهو كتاب عرابهم الشهير "داروين" صاحب النظرية المسماة باسمه وهو كتاب "أصل الأنواع"[11 ] فقد أبدى أحد مشاهير العلماء الإنجليز بالملاحظة التالية عليه:

    (لقد أحصي ما جاء في كتاب "أصل الأنواع" فوُجِد أكثر من 800 جملة إرتيابية، مثل قوله: قد نستطيع أن نستنتج، قد يمكن ان يكون....ألخ، فالمرء الذي يبحث ليفهم لا يلبث عند سماع هذه العبارات الإرتيابية أن يقع في حيرة من هـذه التناقضات، إذ يرى بعض العلماء يؤكدون على التطور بصراحة، ويرى آخرون يعترفون بأنّ كل الاستنتاجات هي فرضية)[ 12]

    ___________________

    [1] المرجع، الصفحات ( 328 – 390 ).
    [2] خلق لا تطور، صفحه ( 17 )، نقلا عن: The biology basis of human freedon.
    [3] المصدر السابق.
    [4] المصدر السابق.
    [5] خلق لا تطور، صفحه ( 17 ).
    [6] المصدر السابق.
    [7] المصدر السابق.
    [8] المصدر السابق، صفحه ( 18 )، نقلاً عن: غرو كلارك، أدلة المستحاثات على تطور الإنسان.
    [9] المصدر السابق.
    [10] المصدر السابق، نقلاً عن مقال للمذكور نشر له في مجلة " العلوم " الأمريكية.
    [11] The Origin of Species, Sharles Darwin.
    [12] خلق لا تطور، صفحه ( 19 ).


    15250/89/6/93/10/201/205/2

  15. افتراضي 76 94/10

    وهذا التناقض هو الذي دفع العالِم الفسيولوجي الملحق باللجنـة المركزية للطاقة النووية "تهميسيان T.N.Tahmisian" إلى القول: (إنّ العلماء الذين يؤكدون على أنّ التطور واقع علمي هم منافقون، وأنّ ما يروونه من أحداث إنّما هو من الشعوذات التي ابتدعت ولا تحتوي على نقطة واحدة من الحقيقة) إلى أن يصف تلك النظرية بأنها: (خليطة مضطربة من الأحاجي وشعوذة الأرقام)[1 ]
    أما رئيس فرع العلوم بإحدى الجامعات "كلوتز J.W.Klotz" يقول: (إنّ الإعتقاد بالتطور يحتاج إلى كثير من السذاجة)[ 2]

    وذكر "ويكرز شامبرزWikers Chamber" في كتابه "الشهادة Witness" حادثاً كان من الممكن أن يصبح نقطة تحول في حياته، ذكر أنه بينما كان ينظر إلى إبنته الصغيرة استلفت أذناها نظرهُ، فأخذ يفكر أنّ من المستحيل أن يوجد شيء معقد ودقيق كهذه الأذن بمحض إتفاق، بل لا بد أنه وجد نتيجة إرادة مدبرة، لكنه طرد هذه الوسوسة عن قلبه حتى لا يضطر إلى أن يؤمن بالذات التي أرادت فدبرت، لأنّ ذهنه لم يكن على استعداد لتقبل هذه الفكرة الأخيرة.[3 ] ويعلق الدكتور "تامس ديودباركس" على ذاك الحادث بقوله: (انني أعرف عددا كبيراً من أساتذتي في الجامعة، ومن رفقائي العلماء الذين تعرضوا مراراً لمثل هذه المشاعر، وهم يقومون بعمليات كيماوية وطبيعية في المعامل.)[ 4]
    يتضح من تلك الرواية، أنّ الأدلة مهما كانت مقنعة وقاطعة، فمن الممكن ألا تقنع بعض الناس، لأن أبواب عقولهم المادية موصدة دون أي كلام عن الله والإيمان، ومن المؤكد أنّ موقفهم هذا ليس لأن الإستدلالات والبراهين المطروحة أمامهم ضعيفة أو عاجزة، بل إنّ ذلك راجع إلى تعصبهم المقيت ضد كل ما يوصل للإيمان،
    ويشير إلى ذلك العالِم البريطاني الشهير "سير جيمس جينز" قي كتابه "عالم الأسرار" حيث مرّ معنا سابقاً قوله: (إنّ في عقولنا الجديدة تعصباً يرجح التفسير المادي للحقائق)[5 ]

    إنّ غريزة التدين هي غريزة فطريّة في الإنسان، لايخلو منها أي انسان كان، ومن أبرز مظاهرها التقديس، وأمثال هؤلاء، يكابرون ويكبتون تلك الغريزة، فيصرفون مظهر التقديس المنبثق عنها إلى تقديس الطبيعة أوتقديس العلم أوتقديس مظاهر معينة، ليصرفو مظهر الغريزة لتقديس تافه بدل عبادة الله، فالتعصب الأعمى للتفسير المادي للحياة له جذور عميقة، يصعب معها اثناؤهم عنها حتى بالأدلة الدامغة، ويعلق على ذلك العالِم الأمريكي "جورج بلونت": (إنّ كون العقيدة الإلهية معقولة، وكون إنكار الإله سفسطة، لا يكفي لإختيار الإنسان جانب العقيدة الإلهية، فالناس يظنون أن الإيمان بالله سوف يقضي على حريتهم، تلك الحرية العقلية التي استعبدت عقول العلماء واستهوت قلوبهم، فأية فكرة عن تحديد هذه الحرية مثيرة للوحشة عندهم.)[ 6]

    يتضح مما سبق أنهم بتعصبهم اللاعقلاني الساذج للتطور المادي، قد قصدوا منه بعناد عدم الإيمان بالحقائق رغم سيطرتها علىعقولهم أحياناً، صارفين بذلك ثوران غريزة التدين المتطلب الإشباع إلى إشباع منحرف، ولا أرى تعليقاً على ذلك أبلغ من المثل العربي العامي القائل: "عَنزَه وإن طارت" وحقاً فإنّ الكفر في حقيقته لا يعدو أن يكون إلا عِناداً!!!

    ويرد الأستاذ "أ. كريسي موريسون" على نظريات التطور المادي مناقشاً:

    (إننا نستطيع أن نضع نظرية تبين كيف تطورت جميع الكائنات الحية من الخلية الأصلية، ولكن العِلم يقف عند هذا الحد، ويمكننا أن نتفق مع ذوي العقول الممتازة الذين أدت بحوثهم المضنية إلى اعطائنا فكرة حقيقية عن الوقائع الطبيعية للحياة المادية، ولكننا غير ملزمين بالوقوف حيث وقفوا، لأنهم لم يتبين لهم صنع الخالق في كل ذلك.

    إنّ كون الإنسان في كل مكان ومنذ بدء الخليقة حتى الآن، قد شعر بحافز يحفزه إلى أن يستنجد بمن هو أسمى منه وأقوى وأعظم،[ 7] يدل على أنّ الدين فطري فيه، ويجب أن يقر العِلم بذلك، وسواء أحاط الإنسان صورة محفوره بشعوره بأنّ هناك قوّة خارجية للخير أو الشّر أم لم يفعل، فإنّ ذلك ليس هو الأمر المهم، بل الحقيقة الواقعة هي إعترافه بوجود الله، والذين أتيح لهم العِلم بالعالَم لا يحقّ لهم أن ينظروا نظرة الإزدراء إلى فجاجة الذين سبقوهم أو الذين لا يعرفون الآن الحق كما نراه.بل أننا على العكس من ذلك يجب أن تأخذنا الرّوعة والدّهشة والإجلال لإتفاق البشر في نواحي العالم عن البحث عن الخالق والإيمان بوجوده! أوليست روح الإنسان[8 ] هي التي تشعر بإتصالها بالله؟ أم نخشى أن نقول بأنّ الحافز الديني[9 ] الذي لا يملكه إلا الإنسان هو جزء من هذا الكائن الواعي كأيّة صفة أخرى من خصائصه؟[10 ] إنّ وجود الحافز هو برهان على قصد العناية الإلهية[ 11] ولا يقل شأناً عن عقل الإنسان المادي الذي يكمن فيه كونه الحساس.[12 ]

    إنّ أي ذرة أو جزيء[13 ] لم يكن له فكر قط، وأي إتحاد للعناصر لم يتولد عنه رأي أبداً، وأي قانون طبيعي لم يستطع بناء كاتدرائية، ولكن كائنات حية معينة قد خلقت تبعاً لحوافز معينة للحياة، وهذه الكائنات تنتظم شيئاً تطيعه جزئيات المادة بدورها، ونتيجة هذا وذاك كل ما نراه من عجائب العالَم، فما هو هذا الكائن الحي؟ هل هو عبارة عن جزئيات وذرات؟ أجل، وماذا أيضاً؟ شيء غير ملموس، أعلى كثيراً من المواد لدرجة أنه يسيطر على كل شيء، ومختلف جداً عن كل ما هو مادي مما صنع منه العالَم، لدرجة أنه لا يمكن رؤيته ولا وزنه ولا قياسه. وهو فيما نعلم ليست له قوانين تحكمه.[14 ]

    إنّ روح الإنسان هي سيدة مصيره، ولكنا نشعر بصلتها بالمصدر الأعلى لوجودها، وقد أوجدت للإنسان قانوناً للأخلاق لا يملكه أي حيوان آخر ولا يحتاج إليه، فإذا سمى أحد ذلك الكيان بأنه أفضل لتكوين المادة، لا لشيء إلا لأنه لا يعرف كنهه بأنبوب إختبار، فهو إنما يزعم زعماً لا يقوم على برهان، إنّه شيء موجود، يظهر نفسه بأعماله وتضحياته وبسيطرته على المادة، وعلى الأخصّ بقدرته على رفع الإنسان المادي من ضعف البشر وخطئهم إلى الإنسجام مع إرادة الله.

    هذه هي خلاصة القصد الرّباني، وفيها تفسـيرات للإشـتياق الكامن في نفس الإنسان،[15 ] للإتصال بأشياء أعلى منه ومن نفسه، وفيها كشف عن أساس حافزه الديني، هذا هو الدين.[16 ]

    والعِلم يعترف باشتياق الإنسان إلى أشياء أسمى منه ويقر بذلك، غير أنّه لا ينظر نظرة جديّة إلى مختلف العقائد والمذاهب، وإن يكن يرى طرقاً تتجه إلى الله، والذي يراه العِلم ويقرره جميع المفكرين، هو أنّ الإعتقاد العام بوجود الله له قيمة لا تقدر.

    إنّ تقدم الإنسان من الوجهة الأخلاقيّة وشعوره بالواجب إنما هو أثر من آثار الإيمان والإعتقاد بالخلود، وأن غزارة التدين لتكشف روح الإنسان، وترفعه خطوة خطوة حتى يشعر بالإتصال بالله، وإنّ دعاء الإنسان الغريزي لله بأن يكون في عونه وخاصة في ساعات الشّدائد لأمر طبيعي، وإنّ أبسط صلاة تسمو به إلى مقربة من خالقه، إنّ الإنسان لا يقوم وحده)[ 17] ويستطرد "موريسون" متسائلاً عن سر الحياة، وهل هي من صنع المادة، فيقول: (إنّ المتفق عليه عموماً هو أنّه لا البيئة وحدها، ولا المادة مهما كانت موائمة للحياة ولا أي اتفاق في الظروف الكيماوية والطبيعية قد تخلقه المصادفة يمكنها أن تأتي بالحياة إلى الوجود)[18 ]

    وله أيضاً: (فالحياة هي المصدر الوحيد للوعي والشعور، وهي وحدها التي تجعلنا ندرك صنع الله ويبهرنا جماله، وإن كانت أعيننا لا تزال فوقها غشاوه.) [19 ]
    ________________

    [1] المصدر السابق.
    [2] المصدر السابق، صفحه ( 20 ).
    [3] الإسلام يتحدى، صفحه ( 42 )
    [4] المصدر السابق، نقلاً عن: The Evidence of God, p. 73-74.
    [5] المصدر السابق، نقلا عن: Mysterious Universe, p. 189.
    [6] المصدر السابق، صفحه ( 43 )، نقلً عن: Gorge H. Blount, the Evidence of God, P. 130.
    [7] إنّ الكاتب يشير هنا إلى غريزة التدين الموجودة فطرياً لدى الإنسان، والناتجة عن شعوره بالنقص والعجز والاحتياج.
    [8] الروح هنا: إدراك الإنسان لصلته بخالقه.
    [9] غريزة التدين .
    [10] كالعقل والإدراك والتكلم وانتصاب القامة مثلاً.
    [11] إنّ الدين الإسلامي وكل الأديان السماوية قبل تحريفها، تدعوا الإنسان إلى استعمال العقل والتفكر في الموجودات للأيمان بالله تعالى. والإسلام يرفض ما يسمى ( إيمان العجائز ) الذي لا يقوم على التفكر وإعمال العقل.
    [12] إنّ الإنسان من دون المخلوقات جميعاً ـ بما في ذلك جميع الحيوانات ـ هو الوحيد الذي يملك العقل المميز، والذي بواسطته يحكم على الواقع أو الشيء ما هو، وذلك بنقل الواقع إلى الدماغ بواسطة الحواس مع وجود معلومات سابقة تفسر هذا الواقع. وهذا ما يطلق عليه ( العملية التفكيرية ).
    [13] A tom or Molecale.
    [14] المقصود هنا هو الله تعالى خالق القوانين.
    [15] المقصود هنا: غريزة التدين، الناشئة عن الشعور بالعجز الطبيعي في الإنسان، وحاجته للخالق المدبر، وربط ذلك بالإيمان بوجود الآخرة حيث يحاسب الإنسان على ما قدمت يداه، وذلك ما يدفع الإنسان إلى ما يسمى ( مزج المادة بالروح ) الذي يدفع الإنسان للتقيد بما أمر الله والابتعاد عما نهى.
    [16] هذا هو الدين: اعتقاد جازم، وتقيد بالأحكام التي يفرضها هذا الاعتقاد.
    [17] العلم يدعو للإيمان، الصفحات ( 191 – 196 ).
    [18] المصدر السابق، صفحه ( 96 ).
    [19] المصدر السابق، صفحه ( 88 ).



صفحة 6 من 7 الأولىالأولى ... 4567 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. خُلِقَ الإنسان في أحسن تقويم (بحث في الخلق والنشوء)
    بواسطة حازم في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 33
    آخر مشاركة: 12-04-2018, 08:40 PM
  2. سؤال: سؤال عن نظرية التطور والنشوء ؟
    بواسطة الأسيف في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 11-28-2009, 02:06 PM
  3. سؤال في الخلق
    بواسطة tuto في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-31-2008, 09:00 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء