صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 26

الموضوع: علوم الوراثة والجنين وسقوط نظريات التطور

  1. #1

    افتراضي علوم الوراثة والجنين وسقوط نظريات التطور

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بإذنه جلّ وعلا أفتح هذا الموضوع لمناقشة مواضيع لها علاقة بالوراثة , أي المادة الوراثية ال Dna ومايتعلق بها من صفات و بيان التغييرات الني تطرأ عليها وما تسببه من أمراض ...

    إنما بداية أحب أن أعرج على موضوع مهم ومعقد على بساطته, وسأعرضه باختصار
    الموضوع هو حليب الأم
    ماهي العوامل التطورية التي أدت بالأم أن تفرز هذا السائل الخاص لتغذية ابنها
    سواء أخذنا بالاعتبار الداروينية القديمة أو النظريات الداروينية الحديثة فالأمر مستعصي على الشرح.
    في البداية قالوا أن عنق الزرافة أصبع طويلاً لشحة المصادر الغذائية وكأنه لم يتعرض للجوع سوى الزراف, على سذاجة الطرح السابق إلا أنه لايفسر لماذا يُفرز الحليب , ذلك أن الحليب وافرازه يشكل عبئاً على جسم الأم وليس له ضرورة بحد ذاته لها وليس هنالك أي ضغط تطوري يدفع لهذا الاتجاه

    وإذا نظرنا للداروينية الحديثة و موضوع انتخاب الأصلح فالموضوع أصبح من السذاجة بمكان, فانتحاب الأصلح يدل أن الأفراد ذوي الصفات الحسنة يبقون في حين أن الصفات الغير مرغوبة تختفي بالتدريج
    إذا طبقنا السابق فيلزمنا عدد لانهائي من الأمهات ( وربما الذكور أيضاً ) , الذكر الأول أو الأولى غير منتجين للحليب و مجموعة أخرى تفرز الماء فقط وأخرى الماء المالح وأخرى للحليب بدون سكر وعاشرة للحليب بقهوة و ...
    ومن بين كل هذه المجموعات اللانهائية, مجموعة واحدة فقط وهي المنتجة للحليب , وفقط المنتجة لنوع الحليب المناسب لكل نوع بقيت والبقية الباقية انقرضت كلها هكذا وبدون سبب
    وحتى هذه المجموعة المنتجة للحليب لماذا تنتجه, وكيف تكيف جسم الأم للقيام بهذه المهمة وإعطاء الحليب المناسب للوليد,
    وبعد , مارأي أصحاب التطور في هذا المثال؟
    قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً
    الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا
    أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ
    فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا
    ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    المشاركات
    4,556
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    إذا طبقنا السابق فيلزمنا عدد لانهائي من الأمهات ( وربما الذكور أيضاً ) , الذكر الأول أو الأولى غير منتجين للحليب و مجموعة أخرى تفرز الماء فقط وأخرى الماء المالح وأخرى للحليب بدون سكر وعاشرة للحليب بقهوة و ...
    ومن بين كل هذه المجموعات اللانهائية, مجموعة واحدة فقط وهي المنتجة للحليب , وفقط المنتجة لنوع الحليب المناسب لكل نوع بقيت والبقية الباقية انقرضت كلها هكذا وبدون سبب
    لعلنا نذكرالأخ وصية المهدى وصوره الكاريكاتيرية المعبرة بموضوعك هذا ولو كان موجودا معنا لصاغ من تلك الفكرة رسما كاريكاتيريا رائعا .
    لكن يا أخى ألا ترى أن انقراض الإناث اللاتى لا تدر الحليب المستساغ للطفل والذى يمده بكل الفيتامينات والعناصر الضرورية أمرا منطقيا لأنها ستكلف زوجها شراء اللبن المجفف المستورد وهو غال جدا خاصة فى تلك الحقبة التى ظهرت فيها الثدييات وهذا يعنى طبعا عبئا إضافيا على ميزانية الأسرة مما يدفع الرجال لتطليق هؤلاء أو على أقل تقدير تحديد النسل وبالتالى لا تورث صفة إنتاج اللبن بالقهوة أو صودا الليمون ؟!
    التعديل الأخير تم 03-08-2006 الساعة 07:31 AM
    قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    1,886
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    لعلنا نذكرالأخ وصية المهدى وصوره الكاريكاتيرية المعبرة بموضوعك هذا ولو كان موجودا معنا لصاغ من تلك الفكرة رسما كاريكاتيريا رائعا .
    اعتب على الاخ وصية المهدى انقطاعه عنا مع العلم انه يتابعنا

  4. #4

    افتراضي

    أخي حازم حفظك الله

    لا تعتب أخي فقريباً تعلم سبب تغيبي ، فإنما هي وعود ألجمتها عنقي للمنتدى والوفاء بها هو الأولى . وأشكر أستاذنا الفاضل أبو مريم على تذكري من خلال الرسوم الكاريكاتورية ...
    وصية المهدي
    هي وصية الخليفة المهدي إلى ولده موسى الهادي
    بتتبع الزنادقة وجهادهم وكشفهم والفتك بهم ..
    ولادينيو اليوم هم ورثة زنادقة الأمس

  5. #5

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله
    كانت النية الدخول في الموضوع مباشرة منذ عدة أيام, وفي هذه الأثناء دخلت لبعض مواقع الملاحدة لاستعراض مواقفهم ومدى علمهم وخرجت بنتيجة أن وأسفاه على الوقت الضائع؟ , وجدت عند بعضهم مايسمى "" الساحة العلمية"" استجهال وسذاجة والكل يصفق, بعضهم يقول أن سرعة الفوتون أقل من سرعة الضوء ( مع العلم أن الضوء هو الفوتونات نفسها),
    والبعض يقول أن ذرات " السناجب" بعد تحللها , إلى عناصرها الأولية من كربون وآزوت وغيرها, يمكن لهذه الذرات ان تصل للإنسان فيما بعد وهو أصل الوجه الطويل لبعض الناس كالسنجاب
    البعض الآخر وجد الحلقة التطورية "المفقودة ؟" بين الإنسان والقرد وهي أن بعض الناس تستطيع المشي على أربع

    هذا المستوى العلمي الهابط ذكرني بأحد المساكين الحيارى (ويدعي أنه طبيب, ربما أسنان ) زارنا هنا منذ أشهر ووضع مشاركة مضحكة -والمفترض أنها علمية - بدون الإشارة لصاحبها ( الذي هو بدوره ترجمها عن مصدر أجنبي ونسبها لنفسه ) وفيها يقول مثلاً أن الحدقة تؤُكل ( والحدقة ثقب)؟ http://www.eltwhed.com/vb/showpost.p...6&postcount=82

    هذه الأمور دفعتني للتريث قبل الدخول في الموضوع مباشرة, وبعد طول تفكير رأيت أن أبدأ بعرض بعض الأساسيات عن الجينات لتلافي المراوحة في المكان في حال مشاركة بعض المستلحدين , فإني رأيت أن أكثر المستلحدين المتظاهرين بالفهم لايعرفون عن البروتين مثلاً إلا أنه شيء يؤكل

    وقبل الدخول في تعقيدات الصبغيات, ولكي لانكون ملكيين أكثر من الملك, أذكر هنا أن مكتشف وواصف السلسلة المزدوجة من الصبغيات و الحائز نتيجة ذلك على جائزة نوبل في الطب عام 1962 الدكتور فرانسيس كريك Francis Crick
    قد أيقن أن دقة التنظيم العالية جداً في الصبغيات لا يمكن أبداً أن تكون وليدة الصدفة أو التطور, ولما كان حاله كحال الكثير من علماء الغرب غير موقنين بالديانات اليهودية والنصرانية, إلا أنه في الوقت نفسه لايستطيع عقلاً فكرة التطور ولايريد أن يعترف بإله خالق, فادعى أنها لابد قد تشكلت في الفضاء الخارجي ومنه أتت للأرض, وهذا المذهب يدعى panspermia
    A Visit With Dr. Francis Crick
    'Directed Panspermia'

    الصبغيات Chromosomes
    جسم الإنسان مكون من أكثر من بليون خلية, وفي نواة كل واحدة من هذه الخلايا توجد نسخة من المادة الوراثية مطابقة تاماً للمادة الوراثية الموجودة في جميع الخلايا الجسمية somatic cell . وتدعى الصبغيات, ويمكن مشاهدتها إذا نظرنا إلى نواة الخلية بالمجهر,

    سبب تسميتها بالصبغيات يعود إلى شكلها الملون الغامق تحت المجهر الضوئي, ويدعى باللاتينية الكروماتين chromatin , أما شكلها المعروف على شكل حرف H اللاتيني فيرى عند تكثفها استعداداً للانقسام

    تعداد الصبغيات عند الإنسان في كل خلية جسمية 46صبغياً, تنشأ من اتحاد 23 صبغياً من النطفة مع نظيراتها الـ23 من البويضة
    تتوزع هذه الـ 46 صبغياً على 22 زوجاً من الصبغيات المسماة بالجسمية والمرقمة من 1 إلى 22 حسب الحجم من الأكبر فالأصغر ( حيث أن الزوج الأول أكبرها ). بالاضافة إلى زوج من الصبغيات الجنسية , وهو عند الأنثى نسختين من الصبغي (سين =x ) ويرمز لصيغيتها الوراثية 46XX
    أما الذكر فنسخة من سين = X ونسخة من عين = Y, والصيغة 46XY
    الخلايا الجسمية تدعى مزدوجة الصيغة Diploid, أما الأعراس الجنسية فتدعى أحادية الصيغة Haploid


    .
    مما تتكون الصبغيات:
    كما رأينا فإن كل صبغي له شكل حرف إتش H بذراعيه الطويلتين والقصيرتين, هذا الصبغي مشكل من حبل طويل مزدوج على شكل السلم ويدعى الـ دنا = DNA
    من الـ ( دنا :الحمض النووي الريبي منزوع الأكسيجن DNA = deoxyribonucleic acid )


    الهيكل الداعم لهذا السلم هو الطرفين حيث تتشكل من تتابع جزيئات من سكرخماسي الكربون هو الريبوز منزوع الأكسجين deoxyribose و زمرة من الفوسفور Phosphate group

    أما درجات السلم فتتشكل من الأسس الآزوتية المتقابلة nitrogenous bases وهي الحجر الأساس في المادة الوراثية
    يستخدم في ( الدنا DNA) أربعة من أنواع الأسس الآزوتية وهم:
    اثنان من ثنائيات الحلقة وتدعى البوريناتPurines
    الأدنين (Adenine A)
    الغوانين ( G Guanine )


    واثنان من أحاديات الحلقة , البيرميديناتPyrimidines
    الثايمين ( T Thymine)
    السيتوزين ( C Cytosine)


    والبتالي الوحدة الأساسية في الDNA هي اجتماع جزيء سكر مع زمرة فوسفات ومع أساس أزوتي, وهذا الاجتماع يدعى النكليوتيد Nucleotide


    تطرار الوحدة السابقة يعطي عديد النيكليوتيد



    هذا الشريط الأحادي يرتبط مع آخر مقابل له وفق بطريقة خاصة, وهي أن الأدنين يجب أن يقابله التيمين, والعكس بالعكس ويرتبطان برباطي هيدروجين,
    أما الغوانين فيرتبط بالسيتوزين , والعكس بالعكس عن طريق ثلاثة روابط هيدروجينية
    وبالتالي نحصل على الشريط المضاعف



    وبتكرار الوحدات نحصل على الحبل الصبغي الكامل
    ومن المعلوم أن الصبغيات في الخلية الإنسانية تتكون من اجتماع ما يقرب ثلاتة بليون زوج من الأسس الآزوتية
    إذا تم فرد شريط الصبغيات في خلية واحدة, فإن طوله سيقارب 2 متر, وإذا ماوضعت جميع خيوط الصبغيات في جميع خلايا الجسم مع بعضها فستؤلف حبلاً أطول من المسافة بين الأرض و القمر بـ6000 مرة, فكيف يستطيع حبل الصبغيات التواجد داخل الخلية, الجواب هو بمساعدة من بعض البروتينات المدعوة هستونات Histones, والعملية تدعي التكديس package , وفيها يلتف حبل الصبغي حول الهستونات لتعطي عقدة أولية nucleosome وتشكل كل عقدة على مايقارب من 140-150 زوج من الأسس الآزوتية يفصل بينها مسافات من 20-60أساس آزوتي


    ثم تجتمع كل ستة وحدات لتشكل عقدة أكبر helical solenoid


    وبدورها تدور حول بروتين مركزي scaffoldمشكلة حلقات الصبغي chromatin loops , حيث تحتوي كل واحدة من هذه الحلقات على مايقارب 100.000 زوج من الأسس الآزوتية


    وكما لابد أدرك معظم الإخوة الأفاضل , فإن الموضوع قد تم اختصاره بشكل كبير تجنباً للاغراق في التفاصيل , ومقتصراً على الأساسيات فقط في تشكيل الصبغيات
    سأتحدث لاحقاً عن المورثات - الجينات- إن شاء الله
    قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً
    الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا
    أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ
    فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا
    ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا

  6. #6

    افتراضي

    سقوط اللاماركية قديمها وحديثها

    مقدمة: لماذا اللاماركية ونحن في القرن الحادي والعشرين,و قد سقطت النظرية علمياً و عملياً منذ بدايات القرن الماضي وباعتراف أئمة المادية أنفسهم

    الجواب, لانه أصبح واضحاً لكل مراقب محايد أن معظم من يتبح الملحدين, وأخص هنا الضالين من العربان, لازال يعتقد أن عنق الزرافة أصبح طويلاً لحاجتها للغذاء على الأشجار العالية, ولازال بعضهم يناطح ويجادل وهو لايدري أن مايناقشه لايمت إلى العلم الحديث بصلة
    وهذا الحال هو أيضاً عند "" ختيارية"" الملحدين, الذين وإن اعترفوا أحياناً بأن تلك النظرية تم تجاوزها, إلا أنهم سرعان مايستشهدون بها جهلاً تارة ودساً للسم في العسل تارة أخرى, ومن أمثلة ذلك مارأيته مؤخراً من حديث أحدهم, حيث أنه وبعد إنكاره لصلاح تلك النظرية, عاد وأستشهد بها لدعم قوله قائلاً أن الأدوات الوجودة إلى جانب عظام بعض المستحاثات من الرأسيات هي التي أدت إلى كبر حجم دماغه وحولته لإنسان؟؟

    اللاماركية: Lamarckism
    واضع هذه االنظرية هو : Lamarck, Jean-Baptiste de Monet جان باتيست دُ مونيه المشهور بلقب الشرف دُ لامارك, ولد في الريف الفرنسي عام 1744 وتوفي فقيراً ضريراً في باريس سنة 1829

    حياته بدأت كراهب في مدارس اللاهوت , لكنه سرعان ماتركها والتحق بالجيش الفرنسي لمدة سبع سنوات, وخلال تلك الفترة ظهر اهتمامه بعلم النباتات botany , وبعد الثورة الفرنسية 1789 استلم مسؤولية قسم الرخويات invertebrates التابع للمتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في حديقة النباتات الباريسية Jardin des Plantes

    قام بوضع عدة كتب منها كتاب الفلسفة الحيوانية (Philosophie zoologique (1809 وفيه يعرض لأراءه التطورية والتي لخصها بنقطتين :
    1) العضو المستخدم ينمو, والعضو الغير مستخدم يضمر
    2) الصفات المكتسبة نتيجة العامل الأول بالاضافة لعوامل البيئة تبقى و يتم نقلها من جيل لأخر.
    وقام بطرح مثاله المشهور حول الزرافة, حيث أن استخدامها الدائم لعنقها وأطرافها الأمامية أدى لنموها وكبرها ومن ثم أصبحت صفات مكتسبة متوارثة

    وقد بقيت هذه النظرية محل أخذ ورد, خصوصاً بعد أن نشر تشارلز دارون كتابه "حول أصل الأنواع "عام1859 , إلا أنها سقطت بعد ظهور علم الوراثة في بدايات القرن الماضي, ماعدا في الاتحاد السوفيتي السابق, حيث بقيت ولأسباب تتعلق بالاديولوجية الشيوعية حتى عام 1960
    عن الموسوعة البريطانية
    lamarckism

    ومن عجائب وطرائف أصحاب التطور هو الحرب الداخلية بينهم لأسباب شتى , و قد لعبت الحرب الألمانية الفرنسية أواخر القرن التاسع عشر وأوائل العشرين دوراً هاماً في ذلك, حيث إلتف التطوريون الفرنسيون حول نظرية لامارك الفرنسي , في حين حاول الألمان الانتقاص من حظ الفرنسيين عن طريق تأييد مخالفيهم الداروينيين , ومنهم أشهرهم كان أوغست وايزمن ( August Weismann (1834–1914. الذي بدأ بعدة بتجارب لاثبات خطأ اللاماركية , ومنها قطعه لذنب الفئران في مخابره لغاية الجيل الواحد والعشرين ومع ذلك استمر الذنب في الظهور في الأجيال اللاحقة, مما يشير إلى استحالة مرور الصفات المكتسبة إلى الأجيال القادمة
    Neo-Lamarckism and the Evolution Controversy in France

    غير أن أقوى دليل كان بعد تطور علم الوراثة ( وهو العلم الذي بدأه مندل Gregor Mendel ) مما مكن معارضي اللاماركية من الاجهاز عليها وذلك من خلال اتباتهم وراثياً استحالة مرور الصفات المكتسبة من الآباء للأبناء وهي نظرية germ-plasm theory وفيها تم أثبات انفصال الخلايا الجسمية somatic cells عن الخلايا الجنسية التي ستكون الأعراس الجنسية germ-line cells فيما لو قدر لذلك الجنين الحياة والنمو والإنجاب
    والشكل التالي يوضح الفكرة بشكل كبير
    حيث تبدأ بالبييضة Gamets ( يسار أسفل الصورة) والتي تتحد مع نطفة لتعطي خلايا الجنين Embryo. والتي تنقسم سريعاً وفي المراحل الأولية من تكوين الجنين إلى خلايا جسمية التي ستشكل الجنين ( في الصورة : ماداخل المربع) والقسم الآخر سيعطي الخلية العرسية هنا مرة أخرى ( البييضة) لتبدأ الدورة من جديد عند الجنين القادم , وفيها نلاحظ انفصالاً كاملاً بين الخلايا العرسية الجنسية وبين الخلايا الجسمية ولايوجد أي تأثير للصفات المكتسبة على المادة الوراثية


    وسأقوم بتفصيل الأمر عند الإنسان مع الصور عند الإنسان:

    منشأ الخلايا العرسية وهجرتها origin of the germ cells
    اعتباراً من الأسبوع الحملي الثاني تبدأ مجموعة من الخلايا بالانفصال عن بقية خلايا الطبقة الخارجية الجنينية ectoderm مشكلة الخلايا العرسية الأولية primordial germ cells , وهي خلايا مثلها مثل بقية خلايا الجنين تنائية الصيغة haploid أي تحوي 46 صبغياً
    في بداية الأسبوع الثالث تبدأ هذه الخلايا بحركة أميبية من نقطة انفصالها في الطبقة الخارجية متجهة نحو جدار الكيس المحي Yolk sac خارج الجنين ولستقر بين الأغشية الناشئة من الطبقتين الوسطى والداخلية.
    هذه الخلايا المهاجرة تظهر على الصورة السابقة على شكل نقاط حمراء صغيرة والرقم (1), الطبقة الخارجية (4 ), الكيس المحي (7).

    الهجرة المعاكسة و العرف التناسلي:
    في نهاية الأسبوع الرابع إلى الخامس الحملي وعند انحناء الجنين يتشكل في وسطه نتوئين , واحد من كل ناحية, وإلى الأمام من الحبل البولي وتسمى الأعراف التناسلية Gonadal ridge وباجتماعها مع الحبال االبولية تتشكل الأعراف البولية التناسلية, وهي متماثلة عند الجنسين في هذه المرحلة
    وعندها تبدأ الخلايا العرسية الأولية بالعودة ثانية إلى جوف الجنين بين الأسبوعين الرابع والسادس للحمل , مخترقة في طريقها عدة أوساط مختلفة التركيب من مثل القناة المحية و المعي الأولي والأغشية المعوية لتصل إلى مكانها المحدد في العرف التناسلي Gonadal ridge خلال وجود الخلايا العرسية الأولية خارج البطن وأثناء عودتهاإلى الداخل, تبدأ عملية الانقسام الخيطي mitotic ويؤدي ذلك لزيادة في أعدادها
    ونلاحظ في هذا الشكل الخط المعقد للعودة الذي تخترقه هذه الخلايا العرسية الأولية ( في الصورة على شكل نقاط حمراء) للعودة إلى جوف البطن وإلى المكان المحدد لها بالضبط,
    والرابط التالي يبين الهجرة بشكل متحرك Germ cell Migration
    وبعد وصول الخلايا العرسية إلى مكانها تبدأ بالتمايز حسب المورثات الموجودة بها , إن كانت تحوي الصبغي Y فسوف يتم التحول إلى خصيتين, وتبدأ الهرمونات الذكرية ( التستوسترون) بالظهور في الأسبوع السابع, أما في حال غياب الصبغس Y فإن الجنين سينمو وتحت تأثير من هرمونات الأم ليشكل المبيضين
    تتوضع الخلايا العرسية الأولية في البدأ على شكل حبال من الخلايا , متحولة بهد ذلك إلى جزر متفرقة, كل جزيرة منها تحوي على خلية عرسية أولية ( أو اثنتين), ومحاطة بطبقة من الخلايا الابثليالية مشكلة الجراب الأولي , وسرعان ماتبدأ بعدها الخلية العرسية الأوليه بالانقسام المنصف meiotic الأول لتعطي خلية بيضيية أولية, ولكن الانقسام بدلاً من أن يستمر للانقسام المنصف الثاني فإنه يتوقف بشكل كامل ( أي تتوقف الخلايا في منتصف مرحلة الانقسام ) وتبقى على حالها من الحياة الجنينية وحتى سن البلوغ حيث تقرر عندها بضع من هذه الخلايا كل شهر متابعة النضوج والانقسام لتعطي البييضة والمحتوية على نصف الكمية من الصبغيات والجاهزة للالتقاء بالنطفة لتكون جنيناً جديداً, والذي بدوره ما أن يكون بضع خلايا حتى تنفصل مجموعة منها مشكلة الخلايا العرسية الأولية وهكذا دواليك
    وكما هو واضح فلامكان اطلاقاً للعوامل البيئية والمكتسبة, وليس لها الإمكانية للتأتثير على الجينات سلباً أو ايجاباً, فهي مستقلة تماماً

    والأمر كما هو واضح تم شرحه عند الجنين الأنثى, وتجب الاضافة أن هذا الأمر أكثر وضوحاً وأسهل شرحاً عند الأحياء الدقيقة, إنما اخترت الانسان لزيادة في التأكيد على الفكرة
    وبعد, أعتقد أن كل مايذكر من أدلة لايغني شيئاً عند عباد الشهوات ممن أصموا آذانهم عن الحق واتبعوا ما يمليه لهم أصنامهم
    وكتب الفاروق
    -------------
    ملاحظة: الصور من موقع جامعة بيرن السويسرية
    قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً
    الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا
    أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ
    فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا
    ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,636
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بارك الله فيك اخي الفاروق وأفادنا بعلمكم
    صراحة لما قلت ان الملحدين مازالوا يظنون ان عنق الزرافة اصبح طويلا لانها لم تجد ما تأكل ذكرتني في احد المرات لما كنت اتحاور مع أحد الملاحدة العربان حينما قال لي كيف ان القرآن يقول ان الشمس والقمر كل في فلك يسبحون ونحن نعلم ان الشمس ثابثة
    وأنا لا اعرف هل الملاحدة مازالوا يعيشون في العصر الحجري؟؟؟ولا يعرفون ان الشمس ليست ثابثة بل متحركة وسابحة في الفلك؟؟؟؟؟
    فهل أصرخ غضبا ام انفجر على ذكاء الملاحدة؟؟؟
    وبالمرة اريد ان اسأل الملاحدة اتباع نظرية داروين المجنون ، هل يمكن لهم ان يعطوننا مثال واحد لطفرة واحدة تحولت أم انكم يا معشر التطوريين تحبون ان يكون اجدادكم القدامى حيوانات فهل يحب احد الملاحدة ان يكون من نسل حمار وان يكون أجداده الاوائل عبارة عن اسماك وحمير وقردة تطورت؟؟؟ وهل ممكن ان يرينا احد الملاحدة كائن عبارة عن انسان نصفه كلب ونصفه انسان او كائن نصفه سمكة ونصفه التاني طائر؟؟
    عموما فان اصحاب داروين يؤمنون بأن الانسان كان اسلافه حيوانات وحمير...فالله المستعان على من يتمسك بهرطقة الغربيين
    التعديل الأخير تم 03-22-2006 الساعة 03:04 PM
    {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}

    وكيف يعرف فرق ما بين حق الذمام وثواب الكفاية من لا يعرف طبقات الحق في مراتبه، ولا يفصل بين طبقات الباطل في منازله‏. [ الجاحظ ]

  8. #8

    افتراضي

    العزيز الفاضل الدكتور أمين, شكراً جزيلاً على مروركم الكريم
    والحال كما قلتم, جهل واتباع الشهوات, ثم البحث عن مايبرره ورفض الدين من هذا المنطلق, ومن ثم محاربته جهاراً ومن ورائها محاربة الضمير الكامن فيهم ومحاولة فاشلة للاقتناع بأن ماهم عليه هو الحق, وبين المشاركين حالياً في هذا المنتدى إحدى هذه العينات , عودة مستمرة وبأسماء مختلفة لنفس المواضيع,
    وحقيقة ندعو للصادقين منهم بالتوفيق والرشاد

    والشيء بالشيء يذكر, جرت أمامي هذه المناظرة "" المطولة"" بين ملحدين غربيين :
    هو: do you beleive in God
    هي: no
    هو: why
    هي: Because I do not care
    انتهى

    أما عن سؤالكم لهم حول الطفرات, فلاأعتقد أنه أحدهم سيجيب, اللهم إلا إن كان طفرة ملحدة,
    عموماً لايوجد مشكله وسأجيب عنهم إن شاء الله
    قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً
    الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا
    أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ
    فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا
    ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا

  9. #9

    افتراضي

    موضوع الطفرات من المواضيع المحببة إلى قلبي
    حيث تتجلى إحدى جوانب عظمة الخلق بدراسة التوازن الفائق الذي نعيش به وفيه
    وكثيراً مايعزو المستلحد العربي أمور التطور إلى أشياء سمعها مثل ( الطفرات) ! . ولكن هل عقلها وفهمها, أم يردد كالببغاء ماتناهى إلى سمعه المغيّب ؟

    نظرية دارون (شماعة الالحاد) قالت بالتطور بناءاً على انتخاب الأصلح, ولكنها لم تتكلم عن ماهية الوصول إلى المرحله التي يبدأعندها انتخاب الأصلح
    بعد اكتشاف علوم الوراثة المندلية ظن الملحدون الغربيون أنهم وجدوا ضالتهم, فظهرت النظرية الداروينيية الحديثة التركيبة ( والتي تجمع النظرية القديمة وانتخاب الأصلح مع ما يمكن أن يستتفاد منه من علوم الوراثة, اي الطفرات ) وظهرت لها تفصيلات وتنويعات وكلها للإيحاء أننا أمام علم ثابت البنى, بينما حقيقة قصور من عيدان الهواء
    قالوا هناك النطور على المستوى الصغير microevolution وقيه تلعب الطفرات دوراً بتغيير صفات الكائن الحي تدريجياً
    وباضافة عامل الزمن نحصل على تطور على المدى الكبير macroevolution وفيه تغير لكائن حي من شكل لآخر
    وهناك بعض التفرعات والتفصيلات الصفسطائية , إنما الخطوط العريضة هي السابقة.
    أما ماتلقاه المليحد العربي فهو الطفرات, ولو سألت عنها فلن تجيبك إلا قلة قليلة
    لذلك وإن شاء الله سأعرض لمثال عن إحدى الطفرات ( البيتا تلاسيميا = تلاسيميا البحر المتوسط = Beta Thalassemia ) وسأ تلوه بمناقشة الطفرات بشكل عام
    قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً
    الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا
    أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ
    فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا
    ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا

  10. #10

    افتراضي

    بداية أرجو مِن القراء الكرام لهذه المشاركة بالتحديد التحلي بروح الصبر, ومتابعة المشاركة, وسأقوم بعرض الفكرة بشكل مبسط ماأمكن


    مثال التلاسيميا بيتا + فقر دم البحر الأبيض المتوسط, هو مثال عادي للطفرات, وفد اخترته بسبب الشيوع النسبي لهذا المرض في بلادنا , كما أنه مثال جيد للتأثير السلبي للطفرات , وشرح تطبيقي لها حيث أن هذا الموضوع لازال غامضاً لكثير من الناس وأخص منهم المستلحدين الذين لايعرفون عن الطفرات إلا اسمها

    بداية: العنصر المختص بنقل الأكسجين من الرئتين إلى بقية خلايا الجسم هو الكريات الحمراء, وتحديداً خضاب الدم Hemoglobin الموجود فيها, والأمراض التي تصيب هذا الخضاب تسبب تغيرات كمية ونوعية وهو مايسمى بفقر الدم ( الأنيميا anemia )
    يتكون الخضاب من اتحاد أربع سلاسل بروتينية, أثنتين من نوع ألفا Alpha , واثنتين من نوع (غير ألفا) وهذا النوع الغير ألفا عند الإنسان البالغ هو سلسلتين من النوع بيتا Beta
    كل واحدة من السلاسل الأربعة ترتبط بذرة حديد وفق تفاعلات خاصة مشكلة زمرة الهيم haem , وهذ الحديد بالذات هو المسؤول بشكل مباشر عن حمل الأوكسيجين

    هذه السلاسل الأربعة ( 2a + 2 b ) يجب ان تجتمع مع بعضها البعض وفق روابط محددة معطية شكلاً فراغياً معين , مشكلة جزيئ الهيوغلوبين الرباعي Tetramer
    أي تغير في أي مكون من مكوناته أوأي تغير في شكله الوظيفي سيؤدي لاخلال عمله وبالتالي لفقر الدم, وتترواح شدة الأصابة من حالات خفيفة بالكاد عرضية, إلى حالات شديدة يموت فيها المصاب جنيناً


    وبالعودة للصبغيات, فإن المورثات المسؤولة عن السلاسل غير ألفا ( ومنها السلسلة بيتا) تتوضع على الذراع القصير للصبغي الحادي عشر , وهي تتألف من 73,308 زوج من الأسس الآزوتية ( وقد كنت بصدد وضعها داخل هذه المشاركة, غير أني عدلت عن ذلك عندما وجدت أنها تحتل 22 صفحة Word لكتابة الشفرة الوراثية للمركب بيتا, ومن يرغب بمشاهدتها كاملة فهذا هو عنوانها Human beta globin )

    وقبل عرض القسم المتعلق منها بهذه المداخلة, أود العودة مرة أخرى إلى الأسس الآزوتية الواردة في المداخلة رقم 5 وأخص هنا البورينات, الأدنين A والغوانين G , لنلاحظ الفرق بينهما: , عملياً ومن المقارنة بين هذين المركبين نلاحظ التماثل الشديد, والفرق بينهما( بالاضافة إلى ذرة الآزوت التي انزلقت ) هو ذرة أوكسيجين واحدة , أي أن تركيب الغوانين يزيد عن تركيب الأدنين بذرة واحدة من الأوكسيجين, فهل تستحق منا كل هذا العناء؟
    الجواب نعم , ولها دور هام جداً وفيها يبرز دور التخصص الباهر لكل تركيب في أنحاء الجسم, وأن التشابهات السطحية ( وهي مادة مفضلة للمستلحدين ) لاتعني أي شيء اطلاقاً , ومن يتمسك بها فإنما يدلل فقط على قلة علمه وتعديه على مالايعرف

    وسأعرض الأن للقسم الخاص من المورثة المسؤولة مباشرة عن تصنيع السلسلة بيتا وسأعرضه داخل اقتباس, مذكراً أن الموقع المسؤول عن جينات بيتا يبلغ 73.308 زوجاً من الأسس الآزوتية, وماسأنقله هنا هي الأسس من 62.041 إلى الأساس رقم 63.840

    00001
    .....
    .....
    62041 gagccacacc ctagggttgg ccaatctact cccaggagca gggagggcag gagccagggc
    62101 tgggcataaa agtcagggca gagccatcta ttgctt**((**acat ttgcttctga cacaactgtg
    62161 ttcactagca acctcaaaca gacaccATGGTG CTGAGGAGAA GTCTGCCGTT ACTGCCCTGT GGGGCAAGGT GAACGTGGAT GAAGTTGGTG GTGAGGCCCT GGGCAGgt
    62281 tggtatcaag gttacaagac aggtttaagg agaccaatag aaactgggca tgtggagaca
    62341 gagaagactc ttgggtttct gataggcact gactctctct gcctattggt ctattttccc
    62401 acccttagGCTG CTGGTGGTCT ACCCTTGGAC CCAGAGGTTC
    62461 TTTGAGTCCT TTGGGGATCT GTCCACTCCT GATGCTGTTA TGGGCAACCC TAAGGTGAAG
    62521 GCTCATGGCA AGAAAGTGCT CGGTGCCTTT AGTGATGGCC TGGCTCACCT GGACAACCTC
    62581 AAGGGCACCT TTGCCACACT GAGTGAGCTG CACTGTGACA AGCTGCACGT GGATCCTGAG AACTTCAGGgtgagtcta
    62641 tgggaccctt gatgttttct ttccccttct tttctatggt taagttcatg tcataggaag
    62701 gggagaagta acagggtaca gtttagaatg ggaaacagac gaatgattgc atcagtgtgg
    62761 aagtctcagg atcgttttag tttcttttat ttgctgttca taacaattgt tttcttttgt
    62821 ttaattcttg ctttcttttt ttttcttctc cgcaattttt actattatac ttaatgcctt
    62881 aacattgtgt ataacaaaag gaaatatctc tgagatacat taagtaactt aaaaaaaaac
    62941 tttacacagt ctgcctagta cattactatt tggaatatat gtgtgcttat ttgcatattc
    63001 ataatctccc tactttattt tcttttattt ttaattgata cataatcatt atacatattt
    63061 atgggttaaa gtgtaatgtt ttaatatgtg tacacatatt gaccaaatca gggtaatttt
    63121 gcatttgtaa ttttaaaaaa tgctttcttc ttttaatata cttttttgtt tatcttattt
    63181 ctaatacttt ccctaatctc tttctttcag ggcaataatg atacaatgta tcatgcctct
    63241 ttgcaccatt ctaaagaata acagtgataa tttctgggtt aaggcaatag caatatttct
    63301 gcatataaat atttctgcat ataaattgta actgatgtaa gaggtttcat attgctaata
    63361 gcagctacaa tccagctacc attctgcttt tattttatgg ttgggataag gctggattat
    63421 tctgagtcca agctaggccc ttttgctaat catgttcata cctcttatct tcctcccaca
    63481 gC TCCTGGGCAA CGTGCTGGTC TGTGTGCTGG CCCATCACTT
    63541 TGGCAAAGAA TTCACCCCAC CAGTGCAGGC TGCCTATCAG AAAGTGGTGG CTGGTGTGGC
    63601 TAATGCCCTG GCCCACAAGT ATCACTAA gctcgctttc ttgctgtcca atttctatta aaggttcctt tgttccctaa
    63661 gtccaactac taaactgggg gatattatga agggccttga gcatctggat tctgcctaat
    63721 aaaaaa
    catt tattttcatt gc**))**
    aatgatgt atttaaatta tttctgaata ttttactaaa
    63781 aagggaatgt gggaggtcag tgcatttaaa acataaagaa atgaagagct agttcaaacc
    ......
    ......
    73.308
    الاقتباس السابق هو قطعة من المورثة DNA الموجودة على الصبغي, وتحت تأثير الطلب لتصنيع الخضاب تقوم أنظيمات خاصة بالبحث عن مناطق خاصة على المورثة, وتسمى المحفزات promoter region sequences 'ccaat', 'ata' and 'cttctg'
    وعند التعرف إليها تقوم الأنظيمات بعمل نسخة من المورثة مشكلة الرنا المرسال **((** mRNA **))** وهو في مراحله الأولى غير ناضج, حيث يتألف أولاً من القطعة الأولية التي تلي المحفزات ثم تتوالى بعدها ثلاث قطع خارجيةُ exones وهي التي تحمل الشفرة الوراثية للبروتينات المكونة للسلسلة بيتا ( والموجودة أعلاه بأحرف كبيرة )
    ومن قطعتين داخليتين introns يجب فصلهما في مكان محدد ليتم النضوج ( والموجودة أعلاه بأحرف صغيرة)
    ثم يأتي بعدها ذنب Tail مشبع بالأدنين aat aaaaaa وهو يقوم بمهمة تثبيت القطعة لحين نضنوجها وترجمتها إلى بروتين

    إن كل العناصر السابقة من الأهمية بمكان لنجاح العملية والحصول على البروتين المطلوب, ومالنتائج من الطفرات الحاصلة فيها إلا دليل عظيم على مدى تعقيد المادة الوراثية واستنساخها, وقد وصفت المراجع الطبية أكثر من 200 نوع من الطفرات التي تصيب السلسلة السابقة, وكل واحدة منها تؤدي إلى مرض كما هي الحال في مثالنا, ونظرياً يمكن تخيل وحساب آلاف من التغيرات والطفرات البسيطة , والتي تؤدي إلى حالة مرضية

    الطفرة في هذا المثال مثلاً كانت بانقلاب أساس غوانين g إلى أدنين a في بداية الانترون الأول, أي بكلمة أخرى, نقصت ذرة أوكسيجين من الأاساس الآزوتي, وبدلاً من الشكل السابق
    GAAGTTGGTG GTGAGGCCCT GGGCAGgt
    62281 tggtatcaag gttacaagac

    أصبح عندنا
    GAAGTTGGTG GTGAGGCCCT GGGCAGat
    62281 tggtatcaag gttacaagac

    للوهلة الأولى قد يتبادر في الذهن أنها كما يحلو للبعض تسميتها بطفرة حيادية,ذلك أن كلاً من الشفرتين codon AGG و AGA تشفران لنفس الحمض الأميني وهو الأرجنين arginine إنما الأمر غير ذلك تماماً
    ذلك أن الشفرة رقم 30 AGG المشفرة للأرجنين مقسومة إلى قسمين, الأول ( AG ) وهو موجود في نهاية الإكسون الأول, وتتمة الشفرة (G )موجودة في بداية الإكسون الثاني , ويفصل بينهما الإنترون الأول ( انظر داخل الاقتباس أعلاه )

    وفي حال هذه الطفرة من انقلاب الأساس الأول من الإنترون الأول من g إلى a فإن التسلسل الجديد الناتج يبطل عمل الأنظيمات الخاصة لقسم وفصل الإنترون الأول, حيث أن عملها يتطلب الدقة الفائقة وفي هذه الحالة , الدقة المطلوبة هي 100% ومادون ذلك فإم الإنترون الأول يفشل في الانفصال مؤدياً لتشكل mRNA معيب والنتيجة بعد الترجمة بدلاً السلسلة بيتا الطبيعية ببروتيناتها الـ 146, نحصل على سلسلة معيبة شاذة ومكونة من 58 حمض أميني نصفهم مختلف تماماً عن السلسلة الطبيعية, والنتيجة النهاثية فشل في تكوين خضاب الدم


    كما يستنتج من الطفرة السابقة
    --تغيرراً بسيطاً جداً له تأثيرات شديدة
    --التغير السابق أدى ( نظرياً لشفرة محايدة), إنما الواقع خلاف ذلك تماماً
    -- الطفرة السابقة حصلت في الإنترون وليس الإكسون مما يلقي بالأهمية لدورها
    --هناك أنظيمات تقوم بفصل الإنترونات ومن نقاط محددة تماماً ( وحتى لوكان الأمر من وسط شفرة) مما يدل على أن العملية أبعد مايكون عن العشوائية
    --وبدراسة الأشكال المختلفة للطفرات داخل هذه السلسلة, والأحتمالات الكثيرة ( بالألاف ) لطفرات جميعها مؤذية, نستنتج بوضوح سذاجة التصور أن الأمر تم بالتطور سواءً بالاضافة أو بالحذف

    والحمد لله رب العلمين
    -----------------------------------
    Human beta globin
    beta globin
    التعديل الأخير تم 03-30-2006 الساعة 01:00 PM السبب: اضافة المراجع
    قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً
    الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا
    أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ
    فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا
    ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا

  11. #11

    افتراضي

    بإذنه تعالى أعيد هذه المشاركة والتي فقدت عند تعطل المنتدى


    السليلوز CELLULOSE


    تخيل أنك الآن تجلس على أمام جهازك الحاسب تقرأ هذه الكلمات, مسنداً ذراعك على طاولة من السكّر وربما أيضاً تجلس على كرسي من السكر , وتمسك بقلماً من السكر و ربما تقضمه و أيضاً أرضية غرفتك مفروشة بالسكر ,ومارأيك بالخروج بعدها من البيت فتفتح باب الدر المشكل من السكر وتمشي على الأرض المكسوة بكميات كبيرة من السكر الملون, وتتناثر على جانبيك أعمدة كبيرة من السكر ولها تفرعات وأغصان وأوراق وكلها من السكر, ليس هذا فقط, وإنما قسم كبير من ملابسك من السكر
    السيناريو السابق قد يبدو غريباً بعض الشيء, إلا أنه حقيقي تماماً, وذلك أن المكون الرئيسي لمادة الخشب مثلاً هو السليلوز وألياف القطن كمثال هي من أصفى أشكال السليلوز الطبيعية
    و السليلوز -وبكل بساطة- " سكر" وهو تجمع لجزيئات عديدة من سكر الغلكوز Glucose ( سكر العنب) الذي تناوله يومياً مع الشاي


    كم من المجاعات حلت بكوكب الأرض وكم من الحيوانات نفقت لعدم توفر الغذاء الكافي وهو موجود ومتوفر بكميات هائلة

    أصحاب المذاهب الإلحادية الجحودية قالوا أن الحياة نشأت من مواد غير عضوية وبطريقة خلبية " أبراكا دابرية " أصبحت خلية حية, وهذه الخلية أصبحت كائناً حياً يمتلك البلايين من الخلايا ولكنها فشلت في تطوير بروتيناً قادراً على هضم السليلوز!
    كيف فشلت ملايين السنين والطفرات بانتاج ذلك البروتين؟ وأين ذهبت نظريات الانتخاب الطبيعي هنا؟
    أليس من المنطقي بل والمتوجب أن تنجح عوامل البيئة القاسية والمجاعات بانتخاب الأصلح من بين الكائنات المتواجدة وتطوير ها بحيث تستطيع استقلاب أحد أهم موارد الطاقة شيوعاً وأكثرها توفراً ؟. وأين ذهبت الطفرات وأصحابها ؟
    ومما يزيد من توجب حتمية تطور بروتين كهذا " وأقولها تجاوزاً " أن الكائنات الدنيا من جراثيم وفطريات تمتلكه, ولم يبقى سوى أن تمرره إلى الأخرى متعددة الخلايا بطريقة ما, أوليس الـ" د ن ا" مشكل كما يدعون بقسمه الأعظم من مورثات فيروسية وأخرى مندسة !

    لنرى الآن كيف أفشل السليلوز نظرية التطور وانتخابها الطبيعي وطفراتها, ولنبدأ أولا بعرض نبذة علمية مختصرة:

    تعد السكريات من أهم مصادر الطاقة وأكثرها شيوعاً, وكيميائياً تتشكل وحداتها الأساسية (Monosaccharides ) من اجتماع ذرات من الكربون والأوكسيجن و الهيدروجين
    أصغر السكريات يتشكل من ثلاثة ذرات كربون ( وتسمى السكريات الثلاثية)
    وهناك أيضاً السكريات الرباعية , والخماسية , ومن أشهر الخماسية سكر الريبوز والذي يشكل الهيكل الأساسي للحموض النووية ( DNA & RNA )
    ومن ثم من ست ذرات كربونية (السكريات السداسية Hexoses ) وهي موضوع حديثنا

    السكريات السداسية :
    ولها الصيغة التالية : C6H12O6
    وأهمها ثلاثة:
    الغلوكوز ( سكر العنب ): Glucose
    الفراكتوز ( سكر الفواكه): Fructose
    الغالاكتوز ( سكر الحليب): Galactose
    وهذه الأنواع الثلاثة لها نفس عدد الذرات ( C6H12O6 ) وإنما تختلف بطريقة ترتيبها بشكل بسيط


    أما فراغياً فتأخذ شكل حلقي , وبحسب اتجاه زمرة الهايدروكسيل ( OH- ) الموجودة على الكربون رقم واحد ( الموجودة في أقصى اليمين من الشكل السداسي ) تسمى ألفا أو بيتا
    ففي ألفا ( α) غلوكوز مثلاً تتواجدزمرة الـ( OH-) فراغياً تحت الحلقة, أما في بيتا (β ) غلوكوز فتتواجد فوق الحلقة
    وجسم الأنسان يحوي في الحالة الطبيعية هذين النوعين في حالة توازن دائمة, ويمكن التحول من أحدهما للآخر بسهولة


    أما الغالاكتوز, فكما هو واضح من الصورة أعلاه, فهو يشبه الغلوكوز تماماً ( قد يكون ألفا أوبيتا على الكربون الأول ) والفرق الوحيد بين السكرين يكمن أيضاً في زمرة الهايدروكسيل, وإنما هذه المرة الزمرة المرتبطة بالكربون الرابع ففي حين تتجه في الغلوكوز دائماً نحو الأسفل ( أي تحت الحلقة فراغياً ) , فإنها تتجه دائماً للأعلى في الغالاكتوز ( أي فوق الحلقة فراغياً )
    وجسم إلإنسان يحتوي على أنظيم قالب ( epimerase ) يستطيع قلب زمرة الهايدروكسيل للأعلى أو للأسفل وبدون صرف طاقة وذلك حسب الحاجة لأحد السكرين

    وكما سبق, فالسكريات السابقة تسمى السكريات الأحادية, واجتماع إثنان منها يسمى بالسكريات الثنائية disaccharide لها الصيغة الكيميائية التالية C12H22O11 . أما اجتماع أكثر ثلاثة فأكثر فيعطي السكريات العديدة Polysaccharides

    ولتشكيل هذه السكريات المركبة, يتم ربط كل إثنين منها برابط سكري ( glycosidic bond) والارتباط يكون بين الكربون الأول من السكر الأول (من اليسار) مع الكربون الرابع من السكر التالي ( إلى يمينه) وبذلك يسمى الرابط رابطاً سكرياً من النوع ( 1-4)
    وطبعاً حسب تواجد الـ --OH إلى الأعلى أو الأسفل فهناك نوعين من الروابط:
    α-1,4
    β-1,4
    ومن هذه السكريات الثنائية سأذكر هنا أربعة منها على قدر من الأهمية سواء للجسم أولبحثنا هنا :


    الأول : سكر القصب ( السكروز Sucrose ) وهو سكر المائدة الذي نستخدمه يومياً , هو سكر ثنائي ناتج عن ارتباط وحدة من ألفا الغلوكوز ووحدة من الفركتوز , وبالتالي الرابط هو ( α-1,4)
    وعند تناوله فإن أنظيم السكريز Sucrase في الأمعاء يقوم بفصل الرابط السابق ( ألفا1-4) محرراً السكريين الأحاديين, ليتم امتصاصهما عبر الأمعاء ومن ثم استخدامهما في توليد الطاقة

    الثاني : سكر الشعير ( المالتوز Maltose) فهو اجتماع إثنان من الألفا غلوكوز بالرابط ( α-1,4)
    , وبتتابع الرابط السابق يتشكل الأميلوز ومن ثم النشاء Starch

    وعند تناول النشاء فإن أنظيم الأميليز amylase المتواجد في اللعاب يبدأ بقصقصة المركبات النشوية إلى وحدات أصغر عن طريق قطع الرابط ألفا بينهم , ويتم إكمال العمل في الأمعاء بواسطة الأميليز البانكرياسي منتجاً الوحدات الأولية لسكر العنب ( الغلوكوز ) والذي يتم امتصاصه عبر جدار الأمعاء إلى الدم حيث سيستخدم لتوليد الطاقة

    الثالث: سكر الحليب ( لاكتوز Lactose ) فهو سكر ثنائي من اجتماع وحدة من الغلوكوز ووحدة من الغالاكتوز بواسطة الرابط السكري بيتا (β-1,4 )
    وعند تناول الحليب فإن أنظيم اللاكتيز Lactase المتواجد في الأمعاء يقوم بتفكيكه إلى وحدتيه الأساسيتين عن طريق فك الرابط بيتا (β-1,4 )

    وهكذا ومن دراسة السكريات السابقة يتم الاستنتاج أن الإنسان و الحيوان على حد سواء لهما القدرة على استقلاب تلك السكريات سواء أكان الرابط من النوع ألفا (α-1,4 ) أو من النوع بيتا (β-1,4 )
    كما رأينا أن أن الغالاكتوز يشبه الغلوكوز وإنما يختلف عنه بفرق بسيط ( زمرة –OH ) عند الكربون الرابع تتجه فراغياً لأعلى الحلقة بدلاً من الأسفل ويمكن للجسم التحويل بينهما وبسهولة

    أما الرابع فهو السيلوبيوز Cellobiose, وهو سكر ثنائي ناتج عن ارتباط جزيئتين من سكر الغلوكوز برباط من النوع بيتا
    وبانضمام المزيد من الوحدات يتشكل السليلوز Cellulose و هو أحد المركبات الأساسية في النباتات , وهو الأخشاب التي نبني بها و الأوراق التي نكتب عليها والملابس القطنية التي نرتديها ........إلخ


    ولتفكيك واستقلاب هذا السكر العديد نحتاج لأنظيم السيليوليز Cellulase وهو غير متوفر , حيث أن جميع الكائنات الحية تفتقر إليه ( باستثناء بعض الفطريات و الجراثيم ) وعدم وجوده هو دليل كبير على فشل فرضيات التطور و الإنتقاء الطبيعي والاصطناعي وانتخاب الأصلح والأسوء وما إلى ذلك من ترّهات , والأسباب كثيرة ومنها:

    1) السليلوز من أكثر مصادر الطاقة شيوعاً في الطبيعة , وهو متوافر في كل البقاع, وبالتالي " تطورياً " التنافس نحو الغذاء و الطفرات عبر ملايين السنين , كان لابد أن تدفع باتجاه الحصول على هذا الأنظيم وهو مالم يحصل, حيث لم يثبت وجوده عند أي كائن حي متعدد الخلايا قديماً وحديثاً

    2) العديد من المجاعات حدثت وأدت لنفوق جماعي للكائنات الجائعة . ولم نجد أي كائن حي ينتهز الفرصة عن طريق طفرة وخلافه , رغم توفر الغذاء بصورة مذهلة على شكل السليلوز . وهذا الأمر يشبه أحداً ما مات من العطش وهو يبحث عن الماء, رغم أن الماء ليس فقط محيط به ومن جميع الجهات, بل ويغمره حتى رأسه
    وكما هو معروف فقد أرجع كبير التطوريين ( تشارلز دارون) أحد أهم محركات التطور والانتقاء الطبيعي إلى المجاعات التي تسمح بالأفراد ذات الصفة الملائمة بالتطور , حيث يقول في كتابه عن أصل الأنواع: Thus, from the war of nature, from famine and death, the most exalted object which we are capable of conceiving, namely, the production of higher animals, directly follows.

    وكما يقول الجيولوجيون, فإن مستحاثات النباتات ترجع إلى الحقبة الأوردفيسية ( Ordovician period ), من العصور القديمة ( Paleozoic Era ) وذلك لخمسمائة (500) مليون سنة خلت, وقد تكاثرت وملئت سطح الأرض بالغابات, ولذلك سمي أحد العصور اللاحقة بالكربوني ( Carboniferous Period ) , وخلال هذه الفترات الزمنية الموغلة في القدم , كانت الفرصة مواتية لبقية الأحياء بتطوير ذلك البروتين القادر على قص السليلوز والإستفادة منه, وهو مالم يحصل, بل وأكثر من ذلك, فقد شهدت العصور الجيولوية إنقراض مجموعات كبيرة من الكائنات الحية وذلك لأسباب شتى, ويعتقد أن نوعية الأشجار والنباتات وتوزعها - مثلاً- كان له دور كبير بإنقراض الكثير من الأحياء في نهاية البرميان ( Permian) وبداية الترياسي ( Triassic ) من العصور الوسطى ( Mesozoic Era)
    وأيضاً من المرجح أن إنقراض الغالبية العظمى من الديناصورات العملاقة ( the sauropods ) والذي حدث في نهاية الحقبة الجوراسية ( Jurassic Period ) له علاقة مباشرة بقلة عدد إحدى أنواع الأشجار ( cYCADS) من فصيلة النخليات , وسيادة أنواع أخرى من النباتات المزهرة والتي تحتوي على كميات أكبر من السليلوز

    وعلى امتداد التاريخ لم تتوقف المجاعات الغذائية عن الفتك بالمصابين, ومن الأمثلة في عصورنا هذه ماحدث في إيرلندا مابين 1846-1849 حيث مات أكثر من مليون إنسان بسبب مرض فطري أصاب محصول البطاطا مما أدر إلى تلفها مؤدية مما أدى إلى المجاعة


    3) من الثابت أن بعض من الفطريات والجراثيم ( وحيدات الخلايا) تملك أنظيم السليليز, ونظراً لقول التطوريين بن عديدات الخلايا تشكلت إبتداءً من تجمع وانقسام لوحيدات الخلايا, فإنه أصبح من غير المفهوم ولا المنطقي أن لا تنتقل صفة هذا الأنظيم من الجراثيم التي تحتويه إلى عديدات الخلايا المتشكلة عنها, بطريقة أوبأخرى, فكما هو مألوف الباع الطويل و التفسيرات الايديولوجية المكسورة التي لايفتئ بني جاحد من أصحاب التطور تسويقها لتخدم توجهاتهم, من مثل أن الميتوكوندريا كانت جرثوم مستقل ثم تعايشت مع الجسم عن طريق الاندماج داخل الخلية, فلماذا هنا لانشهد تعايش هذه الجراثيم المنتجة للسليليز داخل خلايا الإنسان , أو الحيوانات المهددة بالانقراض جوعاً لاسيما أن السليلوز متوافر بشكل كبير مادام الماء وضوء الشمس متوافرين !


    4) الحيوانات العاشبة ومنذ القدم تلجاً لطريقة معقدة للاستفادة من السليلوز , فالبقرة مثلاً لها معدة كبيرة مشكلة من أربعة أقسام وتتسع لما يقرب من 100-150لتراً من العشب المحاط بالسوائل الهاضمة , وحيث بعد التهام العشب يتم تخزينه لساعات طويلة في القسم الأول , وخلال هذا الوقت تقوم الجراثيم بتفكيك و تخمير السليلوز إلى حموض دهنية ( حمض الخل وحمض البروبيونيك وحمض الزبدة acetic acid , propionic acid , butyric acid ) والتي تستفيد منها البقرة, ومن ثم تعاود اجترار الطعام ولفترات طويلة تصل إلى عشر ساعات باليوم من أجل خلط ومزج للطعام قبل أن تبتلعه مرة أخرى
    هذه العملية المعقدة والتي تستغرق معظم وقت " الكائن الحي" المجتر ,ويقدر أن البقرة يومياً تقوم بـ 40.000- 60.000 حركة مضغ , بالإضافة لقلة فعاليتها مقارنة مع أنظيم يفك الروابط بين جزيئات سكر الغلوكوز بدلاً من تخميرها وضياع قسم من الطاقة, بالإضافة إلى تعقد العملية الكبير وتطلبها تغيراً تشريحياً في جسم البقرة للحصول على المعدة ذات الأربعة حجرات, وتغيراً فيزيولوجياً من أجل الحفاظ على الجراثيم حية وعدم تلفها بحموضة المعدة وتغيراً عصبياً للقيام بالمهام الإشرافية على عملية الهضم والاجترار , وكل هذه الأمور لاداعي لها في حال حدوث طفرة على الأنظيمات التي تقوم بعمل مشابه " ولانقول إنشاء أنظيم من جديد تجاوزاً" , فكما أن أنظيم التربسين مثلاً يهضم ويفكك لبروتينات إلى الحموضوالأمينية بدون تخصص, أصبح من المفروض -نظرياً- حسب التطور أن يتطفر قليلاً الأميليز أو اللاكتيز وبالتالي يفك روابط السليلوز, ولكن هيهات, عندما نحتاج للطفرة, وكل العوامل تقف إلى صالح حدوثها فإننا لا نعثر على أي بصيص من النور مهما شحب


    5) وبعض الحيوانات تذهب لأبعد من الحيوانات المجترة , حيث يقوم الحصان ( وليس لديه معدة كبيرة مقسمة كالبقر ), يقوم بابتلاح برازه coprophagy بعد أن يتخمر داخل الأمعاء ( الأعور) بفعل الجراثيم وبذلك يحصل على نواتج السليلوز المخمر ايستفيد منها
    والأمر أكثر تخصصاً عند الفئران حيث تنتج نوعين من البراز, فبعد التهام وجبة نباتية, يبقي الفأر الطعام الممضوغ داخل أمعائه لفترة زمنية ليترك الفرصة للجراثيم لتقوم بتخمير وتفكيك السليلوز ( وطبعاً بعد أن يهيأ لها الشروط التشريحية والفيزيولوجية وغيرها من أجل ضمان نمو الجراثيم المطلوبة ) وبعد ذلك فإنه يتبرز هذا الطعام المخمر على شكل سائل حيث يتناوله مجدداً ليقوم بهضمه والاستفادة من نواتج التخمير وبعدها فإنه ينتج فضلاته القاسية , وكل ذلك يحصل بدون أن يختلط الأول بالثاني
    كل هذه العملية المعقدة والأجهزة المخصصة لاداعي لها لو توفرت " الطفرة " اللازمة

    الكائنات الحية المتواجدة حالياً مختلفة ومتباينة بشكل كبير ( ثديات وزواحف وأسماك وطيور وحشرات....) فهل يعقل أنها جميعها تطورت عن أصل مشترك وأصبح لها أشكال وألوان مختلفة, فمنها اللاحم ومنها العاشب, ومنها من له تمانية أرجل ومنها من يطير ولكنها جميعها فشلت في تطوير بروتين يكفل لها الاستفادة من من أكثر مصادر الطاقة شيوعاً !

    طبعاً لن يجيب المستلحدين على هذا المأزق, وسيبقى السليلوز وهضمه غصة في الحلوق ودليل على فشل نظريات التطور المعروفة

    {وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين}.
    قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً
    الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا
    أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ
    فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا
    ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا

  12. افتراضي

    جزاك الله خيرا أخي الحبيب الفاروق. كتابتك ممتعة وأسلوبك شيق؛ وحبذا لو نزلت المداخلة ككل في شكل ملف pdf.

    ملحوظة بعض الصور إختفت من السرفر فهي لا تظهر (على الأقل بالنسبة لي) مثلا:
    التعديل الأخير تم 03-18-2007 الساعة 04:03 PM

  13. #13

    افتراضي

    تحت أمرك أخي الفاضل
    الصور المرفقة الصور المرفقة
    قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً
    الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا
    أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ
    فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا
    ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا

  14. افتراضي

    جزاك الله خيرا أخى الفاروق و نفع الله بك

  15. #15

    افتراضي

    بارك الله فيك اخي الفاروق
    موضوع ممتع للغاية
    استفدت كثيرا

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. سؤال: أنا طالب في كلية علوم الحياة و الأرض ... كيف أحمي نفسي من فكر التطور ؟
    بواسطة خلف السنة في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 11-07-2012, 10:45 PM
  2. نقد نظريات التطور " درس متكامل "
    بواسطة سيدة القصر في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 05-18-2012, 01:13 AM
  3. ثلاث اشارات قرآنية تهدم نظريات التطور الالحادية
    بواسطة ابو ذر الغفارى في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 05-02-2012, 02:17 AM
  4. نقد نظريات التطور
    بواسطة فخر الدين المناظر في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 06-29-2011, 07:37 PM
  5. السلام عليكم (علوم الطب والجنايات يؤكد بطلان نظرية التطور)
    بواسطة أدناكم عِلما في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-06-2010, 07:59 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء