نَوادي الزَّيغ تُطْريني *** رياضُ الذِّكر تهجوني
لسانُ الزَّهو والعُجْب*** بمدْحِ النَّفس يُغريني
صفيقُ الوجهِ في كِبْرٍ *** أُنادِي غيرَ خَزْيان:
"غَزيرُ العِلْمِ ذو ورعٍ *** فهاكُمْ بعضَ تبييني"
هَوتْ في الحين فتنتُه *** بأغمارٍ مسَاكين
كَثيرُ القِيل مِهْذارٌ *** بلا كُتْبٍ وتدْوين
سفيهُ الرَّأي في طَيْشٍ*** وَ مَنْكُوسُ المَوازين
غَوِيُّ النَّهْج مَرْذُول*** وَ بَقْبَاقٌ بِلَا دِينِ
ونفْسٍ شَانَهَا كِبْرٌ *** حَوَاهَا صَدْرُ مَفْتُونِ
فَزَادَ الجهْل فِي تِيهٍ *** فَمَنْ لِلْحَقِّ يَهْدِينِي؟
ضَلَالِي خِلْتُه فِقْها *** بمحض الخَرْص والظنِّ
حِجَاجِي كُلُّهُ صَدْحٌ *** بِمَدْحِ الشَّكِّ وَالْمَيْنِ
أَعِيبُ الْحَقَّ مَزْهوًّا *** بِرَأْيٍ بَعْدَ تَخْمِينِ
شَدِيدُ الطَّعْنِ فِي صَحْبٍ *** و سِلمٌ للفراعين
سبيلي نبزُ أسلافٍ *** بتسفيهٍ و تخوينِ
فأغْدو نافخاً كيراً *** وأهْذي مثلَ سكْران
أنا أَستنُّ في رفْضٍ *** كمُندسِّ الثَّعابين
ودأْبي أينما أَمْشي *** أبيعُ الدِّين بالتِّين
فأُلبسُ باطلاً حقًّا *** كطمْس النجْس بالطين
و فُحشُ القولِ مبذولٌ *** وتلبيسُ الشياطين
فقل للنّاصح الهادي *** ومن للوحي يدعوني
للفْظِ النصِّ أنْ أوِّلْ *** فنور العقل يكفيني
و تلك البدعةُ الكبرى *** فسحقاً شرّ فتَّان
لها وَخْزٌ بلا سِنٍّ *** لها لَفْحُ البراكين
فَزِدْ مَا شِئْتَ فِي مكرٍ*** وَفِي كيدٍ وَتَزيِينِ
وبابُ التَّوب مفتوحٌ *** ومثْوى الخَلْق دَاران
وما عدْنٌ كسِجّينٍ *** وما طلْح كغِسلين