نرجع مرة اخرى للموضوع
(2)
أما التطور فهو لم ولن يتوقف ولكنه بطيء جدا، ويستغرق ملايين السنين، فإذا كان عمر الإنسان لا يتعدى بضعة عقود من السنين، فكيف إذن يتسنى له أن يرى التطور بأم عينيه
التطور ليس بطىء لكن ليس له وجود فى الاساس وان وجد مع هذا الاقرار فلا يمكن ان يدخل فى اطار الملاحظة والرصد وهذا يعنى كونه مجرد فرضية كانت وستظل الى الابد يمكن الرد عليها بفرضية اشد منها سخافة من باب الجدال العقيم , اما وجود مجال للتجربة والإثبات فلا يوجد , ولا نعلم من أين جاء التطورين بهذا اليقين الداعم لحدوثه مع تقديمهم لهذا الترير, لكننا لن نحتاج لهذا المراء لوجود العديد من الدلائل التي تقر عدم حدوث تطور للكائنات وانها مخلوقة كما هى منذ لحظة وجودها على سطح الارض, العصب الرئيسي فيها عدم وجود الكائنات الوسيطة او العناصر البينية التي من الفروض وجودها لدعم تلك العملية .
يقول داروين :
"إذا كان من الممكن إثبات وجود أي عضو معقد لا يُرجَّح أن يكون قد تكَّون عن طريق تحورات عديدة ومتوالية وطفيفة، فسوف تنهار نظريتي انهياراً كاملاً" هذه اقرار من داروين بقيام نظريته على الظن والتخمين فاليقين لا يمكن ان يستقيم مع تصريح كهذا فاذا اضفنا لهذا الاقرار التبرير السابق فسوف نعلم يقينا بان النظرية سوف تظل قائمة دائما على الظن والتخمين مجرد فرضية خارج اطار البحث والتجريب ..
المهم بعد التخلى عن العقل التطور نظرا لبطئه الشديد لا يمكن ملاحظته او رصدة وبالتالى لا يمكن اقراره او نفيه تحت اطار النظر والمراقبة
هذه الحيادية او التسليم الجدلى سوف يولدان لدينا مشكلة ..
اذا كان التطور بطيء بهذه الدرجة وخارج اطار المراقبة والرصد بحيث لا يمكن اثباته او نفيه فمن اين اتينا نحن الخلقيون بالدلائل التى تظهر وتثبت فساده .
هناك الكثير من الادلة نوردها كما يلى :
ان لم يتيسر مجال لمراقبة الكائنات المعقدة بطيئة التكاثر التى لا تطرأ عليه سوى تغيرات طفيفة وان مر عليها ملايين السنين كالقرد او الانسان فقد تتيسر فى كائنات اخرى كذبابة الفاكهة والكائنات المجهرية والبكتريا والطحالب الخضراء ممن يتسم بسرعة كبيرة فى التكاثر ..
ففي الأحياء المجهرية تحدث انقسامات سريعة وتكاثر سريع, لدرجة ان التغير الحاصل لهذه الكائنات خلال 30 عاما يعادل التغيرات الحاصلة للانسان فى عشرات الملايين من السنين فمثلاً تنقسم بكتريا Ascherichia coli كل عشرين دقيقة وبشكل متعاقب. واذا لم تكفى مدة ال30 عاما لابراز نوع جديد من هذه الكائنات فلن يكفى عمر الكون كله لابراز نوع جديد من الكائنات التى تتعداها فى التعقيد ما البال اذا مر عليها عشرات الملايين من الاعوام دون ان تتغير , فهناك من علماء المتحجرات من يذكر أن البكتريا والطحالب الخضراء والزرقاء عاشت في العهد السلوري والبرمي وهي من العهود الجيولوجية القديمة. ويرد في بعض الكتب أن هذه البكتريات وجدت قبل 300 مليون سنة، وفي كتب أخرى أنها وجدت قبل 50 مليون سنة، وأنها طوال خمسين أو 300 مليون سنة لم تتغير وأن البكتريات الحالية تشبه تلك البكتريات السابقة تماما.
وقد يعترض بعضهم علينا فيذكر بأن متحجرات الطحالب الخضراء والزرقاء قليلة جداً، وهذا يؤدي إلى تعذر البرهنة على تعرضها لأي تغيير أو تطور. ولكننا على أي حال نتكلم عن الكائنات الحية التي لها القابلية على سرعة التكاثر مثل البكتريا. فهذه الكائنات لم تتغير ولم تتطور طوال مدة خمسين وربما طوال ثلاثمائة مليون سنة.
بينما تتناسل ذبابة الفاكهة ثلاثين مرة في السنة الواحدة. أي أن السنة الواحدة لهذه الذبابة تعادل مليون سنة من سنواتنا، فما يحصل لدى الإنسان من تغير طوال مليون سنة يجب أن يحصل لدى هذه الذبابة في سنة واحدة. فلو حصل تغير في النوع لدى هذه الذبابة في سنة واحدة قبلنا آنذاك أن مثل هذا التغير النوعي قد يحصل لدى الإنسان في مليون سنة. ولكن الحقائق المشاهدة هي على النقيض من هذا تماماً.
يتبع بعون الله
Bookmarks