يؤمن الملحد بقانون السببية في جميع أمور حياته إلا في مسألة وجود الله تعالى, مع أن الكون الماثل أمامنا من أحوج مايكون إلى مسبب وخالق نظراً لافتقاره وتغيره وتحوله, والإيمان بخالق للكون بدون رؤية ذاته أو تكييف صفاته يعد من أشرف المعارف, فأشرف المعارف ماكان من باب الضرورات العقلية والحتمية, ووجود الله سبحانه وتعالى ضرورة فكرية يحتمها العقل, ومثل هذه المعارف هي التي تميز الإنسان عن العجماوات, إذ أن رؤية الفاعل والمسبب مما يشترك فيه الإنسان والحيوان. إلا أن الملحد الذي اقتنع بأن أصله حيوان لايخجل من المطالبة برؤية ماحتم العقل وجوده ووجوبه, ويأبى إلا أن تكون معرفته مساوية لمعرفة الحيوانات
.
Bookmarks