آيةُ الله التي جلاَّها لابن حزْم .. تُعْجِزْ الحمقى القائلين بالصُدْفة :
يتأمَّل ابن حزم كما يُعودنا في كتاباته يُخبرنا أنَّه تأمَّل وتفكَّر ومحصَّ فأعمَل عقلُه فكَّر فأدرَكَ فتجلَّت لهُ الحكمَة والعِبرة والحقيقة وما وراء الأمور والأشخاص والأشياء فيكتُبُ استنتاجاتُه يسبِقُ فيها عصْر العلوم التجريبية في أروروبا بمئاتٍ من السنين وقرونٍ طوال يقول : " تأملت كل ما دون السماء وطالت فيه فكرتي فوجدت كل شيء فيه من حي وغير حي من طبعه إن قَوِيَ أن يخلع عن غيره من الانواع كيفياته ويلبسه صفاته فترى الفاضل يود لو كان الناس فضلاء وترى الناقص يود لو كان الناس نقصاء وترى كل من ذكر شيئا يحض عليه يقول وأنا أفعل أمرا كذا وكل ذي مذهب يود لو كان الناس موافقين له وترى ذلك في العناصر إذا قوي بعضها على بعض أحاله إلى نوعيته وترى ذلك في تركيب الشجر وفي تغذي النبات والشجر بالماء ورطوبة الأرض وإحالتهما ذلك إلى نوعيتها فسبحان مخترع ذلك ومدبره لا إله إلا هو " . أهـ : مداواة النفوس .
وأنا أذُكُر يا ابن يحزمٍ لو تعلم أنَّنا درسنا أنَّ عنصر الزئبق يُفسد الذهب ويفقده قيمته كما يُفسِد صديق السوء صاحبته ويُذهبُهُ هيْبَتَه, وقد تعلمنا أيْضًا أنَّ الشمس لشدَّة توهُجِها تهبُ شيء من ضوئها للقمَر والأجرام من حولها كما يهبُ العالم الفاضل الناشر لضوءِ علمه شيء من نوره لتلاميذه والناس من حولِه .. إن هذا القانون الثابت في الأشخاص والأشياء الحي والغير حي العاقل والغير عاقل يجعلنا ندرك أنَّ هذا كلُّه من صنع قوَّة عاقلة مريدة تُجلِّي اسمُ اللهِ القهَّار : إذ الله عزَّ وجل أجبر مخلوقاته وأخضها عاملةً تحت قوانينه الفيزيائية وسننه الإجتماعية لاتحيد عنْها , فكان هذا من معاني القهر واسمُ ربِّنا القهَّار .
والحَرَج للقائلين بالصُدْفَة أنْ يرموا النرد مرّاتٍ كثيراتْ , عدد المخلوقات والموجودات من الأشخاص والأشياء حيًّا وغير حيْ عاقل وغير عاقل ماكان في السماء وماصار إلى الأرض مما يُرى ومالا يُرى فتكون النتيجة في كلِّ مرةٍ واحدة = قانونًا ثابتًا ..
وإنِّي والله لا أُريدُ أنْ اُعْجِزَك ولكِنِّي أُريدُ أن أُظْهِرَ عَجَزَ ماتُؤمن به , فلترمي النردَ تكرّمًا منِّي 20 مرَّة فقط على أن يكون الرقم الناتج عن الرميةِ الأولى هو نفسُهُ على التوالي والتتابُع لا تُخطيء الصُدفة معكَ ولا تحيد* , فإن لم تقدِر فكيْفَ بعددٍ لا يُحصى من المخلوقات والعناصر والأشخاص والأشياء ؟!
قال تعالى { قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ } .
-------------------
* وإيَّاك أن تغش وتستخدم الطرق المُلتوية لإظهار الرقم التي تريد , لأنَّك حينها ستكون قدْ قُدْتَ العملية بعقْلِكَ وأبْصَرْتَها ,
ولن تكون النتائج بسبب الصدفة الغير عاقلة والعمياء .. فلا تضحك على نفسِكَ .. إن جرَّبت!
Bookmarks