بارك الله في شيخنا أبي القاسم ..
وأزيد هنا فائدة استفدتها من السفر الجليل (درء تعارض العقل والنقل) لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ..
وهي أن العبرة ليست بنوع الدليل ، نقلي أو عقلي ، بقدر ما هي متعلقة بدرجة هذه الدليل بين الظن واليقين ..
فالدليل القطعي مقدم على الظني مطلقًا بغض النظر عن نوع كل منهما ..
فالنزاع الموهوم بين العقل والنقل ليس في أيهما أفضل من حيث نوع الدليل ..
بل المسألة في أيهما قطعي يفيد اليقين وأيهما لا يفيد ..
فالنص الشرعي - وإن لم يكن قطعي الدلالة - فيه حمولة استدلالية أعلى بكثير من الاستنتاج العقلي المجرد الذي قد يدخله الخطأ من مسالك ودروب كثيرة خفية وجلية ..
لكن هذا لا يعني أن النقل مقدم على الدوام أو على طول الخط ، بل هذا هو الغالب ..
ويمكن تقديم الدليل العقلي على النقلي إن كان الدليل النقلي أضعف من جهة الثبوت أو الدلالة على المطلوب ..
وهذه المشكلة نقابلها مجددًا في الكشوف العلمية الحديثة التي لم تبلغ بعد مرتبة اليقين القطعي ..
فيخرج علينا من يعارض النقل الشرعي بهذه الكشوف ، ويجعل بينها تعارضًا وإشكالاً لا سبيل لحله ..
فيكون الرد عليه - وهو جواب صحيح - إن النقل مقدم على العقل أو إن الشرع مقدم على العلم ..
وحقيقة الأمر أن الدليل الشرعي القطعي مقدم على الكشف العلمي الظني الذي لم يبلغ مرتبة اليقين ..
فالمقارنة في حقيقتهما بين درجتين من مراتب الظن واليقين ، وليست مصادمة بين الدين والعلم ..
وللمزيد يمكنك الرجوع لرسالة الشيخ أبي الفداء حول مراتب الأدلة :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread...E1%C3%CF%E1%C9
والله أعلم .
Bookmarks