بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
من أعظم أسماء الله اسم الحى والقيوم وفيهما دلالة الغنى عن كل شيء وحاجة كل شيء لله الصمد الأحد
والسببية هى أحد أهم مظاهر فقر كل شيء وعجزه وغنى الله عز وجل وهنا محاولة لتبين المعنى الذى نريده بالسببية لكثرة اللغط فيها من قبل ضلال فلاسفة وعلماء الغرب وتسمتهم الأشياء بغير اسمها على عادة أستاذهم الكبير ابليس
فما هى السببية ؟
السببية مرادفة للعجز والفقر ولما كان كل شيء تحكمه السببية كان معنى هذا عجز كل هذه المخلوقات وفقرها ودلالتها على الواحد القهار
حقيقة السببية أن لكل شيء فى هذا الوجود حدود يعجز عن تجاوزها فيحتاج إلى سبب ليفعل ما أراد فلو كان يمتلك بنفسه هذا السبب أو يستطيع الحصول عليه لتمكن من الفعل ولو لم يكن كذلك فيعجز ولا يتمكن من الفعل فهذا ما تعارفنا عليه بالسببية هو انعكاس لشيئين
الاول :أن لكل شيء فى هذا الكون حدود لا يمكنه تجاوزها فهو ناقص عاجز بعد هذه الحدود
الثانى أنه من فقد السبب فلا يقدر على الحصول على نتيجة هذا السبب
فمتى تنهدم السببية ؟
لو وجدنا شيء من هذا الوجود ليس له حدود يعجز بعدها بل يقدر على الإتصاف بكل صفة ويقدر على فعل كل شيء بدون امتلاك اسباب هذا الفعل بذاته وبدون الحصول عليها من غيره فى هذه الحالة تنهدم السببية
وهذا نعلم أنه لم ولن يحدث لأنه لو كان هذا الشيء موجود لطغى على كل شيء ولما استقر نظام ولا قانون فى هذا العالم ولا امتازت الأشياء عن بعضها بالخصائص المميزة لكل منها
وكل من ادعى أنه ربما يكون هناك شيء يخرق قانون السببة ويفعل أشياء بدون أن يحتاج الى أسباب فعل هذه الأشياء (و هذا يهدم مبدأ السببية البديهى )
فنقول له لو حدث ذلك لانهدم مبدأ السببية الواقعى وليس الذهنى البديهى لماذا؟؟
فلو أن شيء من هذه المخلوقات فعل فعلا بدون الحاجة الى سبب هذا الفعل فما الذى يمنعه أن يفعل كل فعل وكل شيء بعد ذلك ؟؟
فالذى يمنع الشيء من فعل معين هو فقد سبب هذا الفعل وما دام هذا الشيء المزعوم لا يحتاج الى الأسباب أصلا فما الذى يمنعه من فعل كل شيء ؟؟
ولو أن هذا وقع فعلا لما كنا نحن الأن نعتقد بشيء اسمه قانون السببية لأننا كنا سنلاحظ أن كل شيء يمكن أن يقع بدون سبب بل لما عجز شيء عن فعل شيء ولا الإتصاف بأى شيء و لما جهلنا شيء أصلا لأن الجهل هو فقد سبب العلم والعجز عن تحصيله
فوجود شيء يخرق السببية لا يهدم السببية فى الأذهان كما يدعى أصحاب تلك المناهج على اختلافهم بل يهدم السببية فى الواقع وهذا لم يقع فعلم كذب هذا الادعاء
والله المستعان
Bookmarks