بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
وجدتها تناسب المقام فنقلتها، و الحكمة ضالة المؤمن انى وجدها فهو اولى بها، انى وجدها..
(... كان ابن ابي العرجاء و ابن المقفع يلاحظان الجمع الذي كان يقوم بالطواف حول الكعبة فقال ابن المقفع لاصحابه: "و لا واحدٌ من هؤلاء يستحق اسم الانسانية الا هذا الشيخ الجالس - و اشار الى جعفر بن محمد - اما الباقي فرعاع و بهائم "فقام ابن ابي العرجاء الى الشيخ و تحدث معه ثم رجع الى صاحبيه فقال: "ما هذا ببشر! لو كان بالدنيا روحاني يتجسد اذا شاء ظاهرًا و اذا شاء باطنًا فهو هذا" و يظهر انه حينما اقترب من الشيخ و اصبحا منفردين قال له الشيخ اولاً: "لو كان الامر كما يقول هؤلاء - و اشار الى الجمع القائم بالطواف - و هو حقًا كما يقولون نجا هؤلاء و عطبتم اما اذا انعكس الحال و كان على ما تقولون و هو ليس كما نقول فانتم و اياهم سواء" فقال ابن ابي العرجاء: " رحمك الله ايها الشيخ، اي شيء نقوله نحن و اي شيء يقولونه هم؟ ما نؤمن به و تؤمنون به واحد" فأجاب الشيخ جعفر:" انى لما نقول ان يكون كما تقولون!! هم يقولون بالميعاد و الوعد و الوعيد و ان للسماء الهًا و ربًا و بها عمرانًا و انتم تزعمون ان السماء خراب و ليس بها احد" حينئذ قال ابن ابي العرجاء:" لو كان الامر كما تقول، فما منع الله من الظهور لجميع خلقه و دعوته الى عبادته حتى لا يصبح اثنان منهم على خلاف؟ لم اختفى عنهم و مع ذلك ارسل رسلاً؟ فأجاب جعفر: " كيف اختفى عنك من اظهر قدرته في نفسك؟...و في نماءك و في نشوءك و لم تكن و كبرك بعد صغرك و قوتك بعد ضعفك و ضعفك بعد قوتك و سقمك بعد صحتك و صحتك بعد سقمك و رضاك بعد غضبك و غضبك بعد رضاك و حزنك بعد فرحك و فرحك بعد حزنك و حبك بعد بغضك و بغضك بعد حبك و عزمك بعد ابائك و ابائك بعد عزمك و شهوتك بعد كراهتك و كراهتك بعد شهوتك و رغبتك بعد رهبتك و رهبتك بعد رغبتك و رجاءك بعد يأسك و يأسك بعد رجاءك و خاطرك بما لم يكن في وهمك و عزوب ما انت معتقده عن ذهنك.." قال ابن ابي العرجاء لجليسيه:" و ما زال يعدد لي قدرته التي هي في نفسي لا ادفعها حتى ظننت انه سيظهر فيما بيني و بينه") بتصرف: كتاب التوحيد لابن بابويه، باب القدرة.
- و كان ابن ابي العرجاء و ابن المقفع من الزنادقة المانوية.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
Bookmarks