صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 32

الموضوع: الأخلاق بين الطبيعية والألوهية

  1. #1

    افتراضي الأخلاق بين الطبيعية والألوهية

    الأخلاق مبحث مهم لأنه يتعلق بكيف نتصرف ونتعامل مع بقية العالم في هذه الحياة التي لا نعرف غيرها. لكي نعالج الموضوع بشكل جيد لا بد من الحديث في النقاط التالية:
    1. تعريف الصواب والخطأ الأخلاقي و كيف نميز بينهما؟
    2. لماذا علينا الالتزام بالأفعال الصواب وتجنب الخطأ؟
    3. علاقة ذلك بإله المسلمين

    أولا: ما معنى الصواب والخطأ الأخلاقي؟ وكيف نميز بينهما؟
    ما معنى أن السرقة خطأ مثلا ؟ ما الشيء الذي يميز الأمور الخاطئة؟ ما الشيء المشترك بين جميع الأفعال الخاطئة؟ في المقابل ما الشيء المشترك بين جميع الأفعال الصحيحة؟ التعريف الذي يمكن أن يوافق عليه غالبية البشر أن الصواب الأخلاقي هو ما يسبب السعادة والصحة والرفاه ويقلل الضرر والمعاناة غير الضروية بينما الخطأ الأخلاقي هو ما يسبب الضرر والمعاناة غير الضروية و يقلل السعادة والصحة والرفاه. قد يقول البعض أن هذا يعتمد على وجهة نظرك. هذا غير صحيح فهذا ليس شيئا يعتمد على وجهات النظر بل أمر موضوعي يمكن حتى قياسه بالأجهزة فلو وضعت عقل انسان يتعرض لعذاب معين في جهاز ام ار اي مثلا فيمكن قياس حالة الدماغ أثناء هذا الألم. فالسعادة والرفاه الصحة والضرر هذه كله أشياء حقيقية لا تعتمد على وجة نظري فلا يتطلب أن أعتقد أن شخص يموت حتى يكون هذا الشخص يموت فعلا.
    الآن سيقول قائل أن هذا تعريفك وتعريفك هو أمر شخصي ذاتي وليس موضوعيا، صحيح ولكن أيضا تعريف المسلمين للأخلاق على أنها ما أمر به الله أمر شخصي. فالكل سيبدأ بتعريف لكن ما يهم هو ما يدل عليه هذا التعريف وما هو التعريف الأكثر منطقية وتماسكا. حتى لو كان هناك إله وأمر بأمور معينة فلا يوجد ما يستوجب تعريف الخطأ والصواب الأخلاقي بناء على أوامره هذه إلا إذا قمت أنت بوضع هذا التعريف بنفسك.
    لو سألنا مثلا هل ترك الإسلام أمر خطأ أم صواب أخلاقيا؟ بناء على تعريفي هو ليس بخطأ لكن في النظرة الدينة هو خطأ لأنه فقط يخالف ما أمر به إله الإسلام. الآن ندخل في معضلة فهل هذا الأمر سيء لأن الله نهى عنه أم أن الله نهى عنه لأنه سيء. إن كان الأول فالأخلاق ستصبح عشوائية وأياً كان ما أمر الله به فيصبح هذا الأمر أخلاقي حتى لو سبب معاناة لامنتهية. ما يعني أيضا أن وصفنا لله أو أوامره أنها جيدة لا معنى له. وإن كان الثاني فهذا يعني أن الله يلجأ لمعايير خارجة عن نفسه ليحدد ما هو الصواب من الخطأ ،الأمر الذي يجعله مجرد رسول للأخلاق وليس مصدر الأخلاق ويجعل الألوهية غير ضرورية كمصدر للأخلاق.
    البعض قد يلجأ لخيار ثالث ليقول أن الأخلاق هي أمور تعكس صفات الله الأزلية. هذا الجواب لا يخلو من مشاكل أولها أن صفات الله تحتوي بعض الصفات التي تعتبر لا أخلاقية عند البشر كالجبار والمتكبر والمحيي المميت والنافع الضار. بالإضافة إلى أن هذا الجواب لا يحل المعضلة بقدر ما يؤخرها خطوة. فالسؤال يبقى لماذا مثلا صفة الرحمة هي أخلاقية؟ إجابة المؤمن: لأن الرحمة تعكس صفات الله الأزلية. السؤال: ولماذا الرحمة هي صفة من صفات الله الأزلية؟ إجابة المؤمن: لأن الرحمة أخلاقية. وهكذا ندخل في الدور إلى مالا نهاية.
    قولنا أن الكذب فعل لا أخلاقي أو أن الله رحيم هي عبارات لا معنى لها في النظرة الدينية لأن معيار المسلمين لتقييم الله هو الله نفسه فالقول أن الله رحيم لا يضيف شيئا في هذا السياق أكثر من قولنا أن الله هو نفسه. وقولنا أن الله يأمر بالأخلاق لا يضيف شيئا عن قولنا أن الله يأمر بما يأمر به. هذا يمكن تطبيقه على أي أحد مثلا لو قلت أن لطفي أخلاقه كاملة، وسأل أحدهم ما معنى أن تكون كامل الأخلاق؟ الجواب هو أن تكون على نفس أخلاق لطفي. ولماذا أن تكون على أخلاق لطفي يعني أن تكون كامل الأخلاق؟ الجواب لأن لطفي أخلاقه كاملة وندخل في الدور.
    بعبارة أخرى فإن القول أن الله له صفات الكمال الأخلاقي لا يختلف عن قولنا أن الله هو نفسه! هل هذا يعني أن الله مهتم بصحة الإنسان أو رفاهه أو بتقليل الضرر والمعاناة أو نشر العدل والمساواة ؟ لا! هذا يعني فقط أن الله هو نفسه! هل يمكن أن يأمر الله بأوامر تؤدي للمعاناة ويبقى هو نفسه كامل الأخلاق في نفس الوقت؟ نعم! هل الإحسان للجار أخلاقي لأنه يؤدي إلى مجتمع متماسك أم أنه أخلاقي فقط لأن الله أمر به؟ عند المسلمين هو فقط أخلاقي لأن الله أمر به حتى لو أدى لتدمير المجتمع فهو أخلاقي .في الإسلام الله أخلاقي فقط من التعريف ولا يوجد في الاسلام أي معنى للأخلاق خارج عما يأمر به الله لذلك مهما كانت هذا الأوامر فستوصف دائما بأنها أخلاقية. هل من المسلمين أحد يمتلك من الشجاعة الأدبية ما يكفي للاعتراف بأن القول أن الله أخلاقي لا معنى له أكثر من قولنا أن الله هو الله؟!


    ثانيا: لماذا علينا الالتزام بالأفعال الصواب وتجنب الخطأ؟
    النوع الإنساني بشكل عام يسعى لتحقيق الرفاه والصحة والسعادة ليس لنفسه فقط لكن للمجتمع ككل. فالإنسان لديه القدرة الإحساس بمشاعر الأفراد الآخرين فهو عندما يرى إنسان معين في ظرف سيء يتخيل نفس ما يتعرض له هذا الإنسان من حزن أو خوف أو ألم أو جوع أو عطش وما إلى ذلك ويتمنى أن لا يقع في نفس موقف هذا الشخص ما يدفعه للمساعدة أولا حتى يخفف عن نفسه بالتخفيف عن الآخرين وثانيا آملا أن يساعده الآخرون إن تعرض لنفس الموقف. هذا هو المصدر الحقيقي للرحمة والإحساس بالآخرين في البشر. أضف إلى ذلك أن الإنسان كائن اجتماعي يحتاج للتعامل مع الآخرين ولكي يستطيع الإنسان أن يكون دائرة من الأصدقاء فلا بد أن يلتزم بالأخلاق الذي تجعل الآخرين يحبون التواجد معه. جرب مثلا إن دعاك أحد لمنزله للغداء أن تخرب كل شيء ثم انتظر هل سيدعوك مرة أخرى أم لا؟ إذاً إن أردت أن يتعامل معك الآخرون بشكل جيد فلا بد من الالتزام بالقاعدة الذهبية وأن تتعامل مع الآخرين كما تحب أن يتعاملوا معك. الإنسان ينجذب للأشخاص اللطفاء الرحماء الكرماء الأوفياء الصادقين ويشعر بالاطمئنان والسلام حولهم وينفر من القساة البخلاء الكذابين..الخ ويشعر بالخوف حولهم، لذلك إن أراد أن يكون مع الصنف الأول فلا بد أن يتحلى هو نفسه بنفس الصفات. أخيرا فأكثر إنسان يتواجد معه الإنسان هو نفسه لذلك فهو يحتاج أن يكون هذا الشخص الذي يتواجد معه دائما من الناس الذين ينجذب إليهم ويطمئن بهم وليس ممن ينفر منهم. خلاصة ما سبق أن التزام الإنسان بالأخلاق هو أمر مبني على حاجة الإنسان.
    الآن سيعترض البعض أن هذا الإلزام مبني على حسابات عقلية وليس على إلزام أخلاقي غير مبني على أمور مادية. وأن الإلحاد وإن أعطانا إلزام عقلاني مبني على سؤال (ما هو الحال؟) فإنه لا يوفر إلزام أخلاقي مبني على سؤال (ماذا ينبغي أن يكون عليه الحال؟). هنا لا بد من التوضيح أن ما يسمى بالإلزام الأخلاقي غير المبني على أي شروط مادية ما هو إلا شيء تخيلي لا وجود له في أرض الواقع حتى لو كان هناك إله فلا يمكن الحصول على إلزام أخلاقي غير مشروط منه. الإسلام يقول أن هناك خالق خلقنا و أعطانا أوامر بناء على ما يتمتع به من صفات. لكن كل ما سبق لا يتحدث إلا عن (ما هو الحال؟) وليس (ما ينبغي أن يكون عليه الحال). كل قصة الإسلام لا يمكن أن تفسر لماذا أوامر الله ملزمة بدون شروط؟ بالتأكيد أوامر الله ملزمة (إذا) أردت أن تنجو من النار أو (إذا) أردت أن تدخل الجنة أو (إذا) أردت أن تطيع الله لكن هذا سيعيدنا إلى مربع الإلزام المشروط بحسابات عقلانية. قولنا أن الله أمر بعدم الارتداد عن دينه لا يعطي أي إلزام أخلاقي هو فقط يتحدث عن ما هي الحالة ولا يمكن أن يستمد منه أي إلزام أخلاقي كما لا يمكننا أن نستمد إلزام أخلاقي من أن قانون المرور يمنع عبور الإشارة الحمراء فالقضية ليست القانون لكن لماذا وُضع القانون؟ والمشاكل المترتبة على قطع الإشارة الحمراء وهذه أمور عقلانية. الإلزام الأخلاقي كما يريد الألوهيين تعريفه ببساطة غير موجود لا في الأديان ولا في الإلحاد. إنه مجرد خيال، هناك فقط إلزام عقلاني والإصرار على ضرورة وجود معايير متسامية غير مادية وغير مشروطة هو أمر يدين صاحبه ومرجعيته أولا قبل الآخرين لأنه يطالب بشيء لا يستطيع هو نفسه بمرجعيته أن يوفرها.
    الادعاء أننا نحتاج معايير أخلاقية متسامية غير مادية غير مشروطة لنضع حقائق أخلاقية موضوعية لا يقل سذاجة عن القول أننا نحتاج معايير طبية متسامية غير مادية غير مشروطة لنضع حقائق عن صحة الإنسان. الأخلاق هي علم تحقيق الرفاه الاجتماعي والمجتمعي كما أن الطب هو علم تحقيق الرفاه الفسيولوجي. الحقائق الأخلاقية هي مثل الحقائق الطبية موجودة وموضوعية. هناك أمور أخلاقية موضوعيا علينا فعلها وأمور لا أخلاقية موضوعيا علينا تجنبها بناء على كون هذه الأمور مفيدة أو مخربة.
    أينما وجد الدليل فلا حاجة للإيمان، وأينما انعدم الدليل فلا مبرر للإيمان.

  2. #2

    افتراضي

    ثلاثة أسئلة فقط للزميل نيوتن لكي نستطيع التواصل معه حول موضوعه الفريد والهام :

    1- كيف تطورت الأخلاق في الكائنات الحية التي لا أخلاق لها في ضوء تعريفك أعلاه ؟؟؟..
    2- كيفية تمثيل الأخلاق (ماديا ً) على الشريط الوراثي للكائنات الحية : وعلاقة ذلك بشرحك لتطوره ؟؟؟..
    بمعنى : هل تم اكتساب الأخلاق من الخارج : إلى داخل الكائن الحي ومن ثم توريثها ؟؟..
    أم قد نشأت من مجموعة طفرات : تم انتخابها طبيعيا ً؟؟؟..
    3- مَن الذي يمثل اليوم منظومة الأخلاق من وجهة نظرك زميلنا نيوتن ؟؟؟..
    هل هم أفراد منتشرون وسط البشرية - وكم نسبتهم من وجهة نظرك - أم هي دولة أو جماعة أو حزب أو منهج معين تستطيع إخبارنا عنه ؟؟..

    وشكرا ً...

  3. #3

    افتراضي

    الزميل أبو حب
    يرجى الالتزام بالنقاط التي يحتوي عليها موضوعي وفيها رد ضمني على أسئلتك..إذا أردت تفصيلا أكثر في موضوع التطور فسأرد عليه في موضوع منفصل. هنا القضية ليس التطور فبغض النظر عن الطريقة التي وصل إليها الانسان لعقله الحالي تبقى قضيتنا هل الأخلاق طبيعية أم ألوهية. كما لو كان الخلق صحيحا تبقى القضايا الصحية شأن طبيعي.
    أينما وجد الدليل فلا حاجة للإيمان، وأينما انعدم الدليل فلا مبرر للإيمان.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2011
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    1,970
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    5

    افتراضي

    لم اقرأ كل هذه المقالة الا أنى لفت نظرى أول أقتباسة تلك ولى عودة إن شاء الله :
    أولا: ما معنى الصواب والخطأ الأخلاقي؟ وكيف نميز بينهما؟
    ما معنى أن السرقة خطأ مثلا ؟ ما الشيء الذي يميز الأمور الخاطئة؟ ما الشيء المشترك بين جميع الأفعال الخاطئة؟ في المقابل ما الشيء المشترك بين جميع الأفعال الصحيحة؟ التعريف الذي يمكن أن يوافق عليه غالبية البشر أن الصواب الأخلاقي هو ما يسبب السعادة والصحة والرفاه ويقلل الضرر والمعاناة غير الضروية بينما الخطأ الأخلاقي هو ما يسبب الضرر والمعاناة غير الضروية و يقلل السعادة والصحة والرفاه. قد يقول البعض أن هذا يعتمد على وجهة نظرك. هذا غير صحيح فهذا ليس شيئا يعتمد على وجهات النظر بل أمر موضوعي يمكن حتى قياسه بالأجهزة فلو وضعت عقل انسان يتعرض لعذاب معين في جهاز ام ار اي مثلا فيمكن قياس حالة الدماغ أثناء هذا الألم. فالسعادة والرفاه الصحة والضرر هذه كله أشياء حقيقية لا تعتمد على وجة نظري فلا يتطلب أن أعتقد أن شخص يموت حتى يكون هذا الشخص يموت فعلا.
    -هل سب الوالدين يمكن قياسه بالسعادة والصحة والطب !؟أنه أخلاقى أم غير أخلاقى !؟هناك البعض يستسيغ ذلك فى زماننا فى الكثير من الدول ويرى أن أبواه لا حق لهم عليه ! وفى نظره أن هذا حق وراحة له وحرية ! أن يعيش كما يريد بدون قيود أبويه وفى جنس النساء أكثر بمثل هذا الفكر النسوى ولا يخفى عنك الحركات النسوية ضد الأبوية بالتأكيد !...
    -هل سب معتقد الأخرين مثل المسلمين مثلاً تستطيع معرفة إن كان سيضر بالصحة أو يسبب السعادة أم لا !؟ ربما يسعدك أنت ملحد أو يسعد غيرك كملحد ! فكيف نحسم الأمر !؟
    -هل الجنس بالمفهوم الغربى وممارسته التى يعتبرها المجتمع الغربى من ضمن الحريات ومن ضمن ما يسعد الأنسان ومن ضمن ما لايستطيع طبيب أن يقول لممارسيه أنه خطأ ويضر طالما الجنسين سالمين من الأمراض ! وطالما يرتبط الطرفين فقط ببعضهم البعض وكلاهما يعشق الأخر فهل تستطيع أن تقول ان هذا منافى للأخلاق ! وبنفس قواعدك التى وضعتها أسألك !....
    -الأنتحار !...هناك من يراه حل وسعادة له من الحياة المتعبة ! رغم مرارته على النفس الا انه مثل الدواء ! فينتحر ليتخلص من حياته ! وهذا فيه سعادته ولن يسأل فيه طبيب !...
    - الأخلاق فى أوربا ليست كما هى فى الشرق فكيف تحسم الخلاف !؟ وهل يوافقك كل ملحد على ذلك أم أن هناك خلاف بينك وبين الملحدين فما تراه صواب ربما يراه غيرك خطأ وله مطلق الحرية التى يكفلها له الألحاد فى أن يخالفك ويفعل ما يريد !...
    منتظر ردك على أسئلتى حول ما أقتبسته !.....
    الإنسان - نسأل الله العافية والسلامة والثبات - إذا لم يكن له عقيدة ضاع، اللهم إلا أن يكون قلبه ميتا، لان الذي قلبه ميت يكون حيوانيا لا يهتم بشيء أبداً، لكن الإنسان الذي عنده شيء من الحياة في القلب إذا لم يكن له عقيدة فإنه يضيع ويهلك، ويكون في قلق دائم لا نهاية له، فتكون روحه في وحشة من جسمه
    شرح العقيدة السفارينية لشيخنا ابن عثيمين رحمه الله .

  5. #5

    افتراضي

    تعليقات سريعة على الموضوع وأبدأ من الفقرة الثانية حيث عرفت الأخلاق أنها الحاجة وهذا يدل على التزمت بالفعل بمنظورك الإلحادى فنرجوا أن تكمل على هذا المنوال إلى النهاية
    فالأخلاق يكمن تعريفها فى الحقيقة على عكس ما ذكرت فيكمن القول انها جلب الصلحة للغير على حساب مصلحتك أنت وحاجتك أنت ولذلك التضحية من الأخلاق والصدق الذى يكلف صاحبه الكثير من الأخلاق والأمانة التى تجعلك تصف عيوب سلعتك قبل محاسنها من الأخلاق والوفاء بالوعد الذى يكلف الكثير غالبا وحفظ أعراض الناس الذى يمنعك من اجابة نداء الغريزة وما إلى ذلك كثير
    أما الفقرة الأولى فسوف أعود بعد قليل للتعليق عليها
    مجموعة ورينا نفسك على الفيسبوك
    مدونتي

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    1,421
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    جاري التنسيق
    وعليه فالموضوع مغلق إلى حين اختيار المحاور
    واللهِ لَوْ عَلِمُوا قَبِيحَ سَرِيرَتِي....لأَبَى السَّلاَمَ عَلَيَّ مَنْ يَلْقَانِي
    وَلأَعْرضُوا عَنِّي وَمَلُّوا صُحْبَتِي....وَلَبُؤْتُ بَعْدَ كَرَامَةٍ بِهَوَانِ
    لَكِنْ سَتَرْتَ مَعَايِبِي وَمَثَالِبِي....وَحَلِمْتَ عَنْ سَقَطِي وَعَنْ طُغْيَاني
    فَلَكَ الَمحَامِدُ وَالمَدَائِحُ كُلُّهَا....بِخَوَاطِرِي وَجَوَارِحِي وَلِسَانِي
    وَلَقَدْ مَنَنْتَ عَلَيَّ رَبِّ بِأَنْعُمٍ....مَا لِي بِشُكرِ أَقَلِّهِنَّ يَدَانِ

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    المشاركات
    715
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الزميل نيوتن , سيحاورك الأستاذ أبو حب الله إن شاء الله
    حوارا موفقا

  8. #8

    افتراضي

    أهلا وسهلا
    أينما وجد الدليل فلا حاجة للإيمان، وأينما انعدم الدليل فلا مبرر للإيمان.

  9. #9

    افتراضي

    أهلا بك زميلي .........
    ولي مشاركة بعد ساعة ونصف تقريبا ًأو ساعتين من الآن ....
    وأرجو المعذرة للانشغال ...
    والله الموفق ...

  10. #10

    افتراضي


    بسم الله الرحمن الرحيم ...

    1...
    الزميل نيوتن ..
    أنت جئتنا بموضوع عنونت له بقولك :
    ((الأخلاق بين الطبيعة والألوهية)) ..

    ومفهوم الألوهية عندنا : متعلق بالربوبية والخلق والهداية ... فإلهنا وربنا وخالقنا واحد :
    لا إله إلا هو عز وجل ...
    ونحن كمسلمين موحدين له سبحانه : نؤمن أنه ألهم كل نفس بالفطرة : فجورها وتقواها :
    " ونفس ٍوما سواها : فألهمها فجورها وتقواها " .. ثم ترك لنا الاختيار حتى يكون الجزاء :
    " قد أفلح مَن زكاها : وقد خاب مَن دساها " !!..

    فالإنسان بفطرته عندنا في مفهوم الدين :
    مجبول على مجموعة أخلاق أساسية تعرفه الخير من الشر .. ثم تأتي بعد ذلك أخلاق مكتسبة مما أمر به الشرع أو حذر منه (يحمل المؤمن نفسه عليها حملا ًاستجابة ًلله تعالى وثقة ًفيه وفي حكمته وعدله وبره : حتى ولو كانت ضد هوى أحدنا) :
    " وأما مَن خاف مقام ربه : ونهى النفس عن الهوى : فإن الجنة هي المأوى " ....

    إذا ً...
    فالأديان لم تأت بكل الأخلاق التي لدى البشر .. < ولكن جاء بتأكيدها والإضافة لها وتخصيصها وأحوالها واختياراتها ودرجاتها إلخ > ..
    وذلك لأن البشر : لديهم أصلا ًبفطرتهم معرفة أخلاق الفجور والتقوى كما ذكرت ..
    حتى عند الملاحدة واللادينيين : عندهم مفهوم الأخلاق الفطري ومعرفة الفجور والتقوى ..
    إذا ًالعبارة الصحيحة هي :
    الله تعالى هو مصدر كل الأخلاق الحسنة :
    إما إلهاما ً: وإما تشريعا ًللحفاظ عليها وتعليمها ونشرها وتوكيدها والحساب في الدنيا والآخرة عليها ..

    ومن هنا :
    فأنت في نص عنوانك : قد ربطت مقارنة الأخلاق لديك صراحة ًبـ (الألوهية الدينية) فقلت :

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نيوتن مشاهدة المشاركة
    الزميل أبو حب
    يرجى الالتزام بالنقاط التي يحتوي عليها موضوعي وفيها رد ضمني على أسئلتك..إذا أردت تفصيلا أكثر في موضوع التطور فسأرد عليه في موضوع منفصل. هنا القضية ليس التطور فبغض النظر عن الطريقة التي وصل إليها الانسان لعقله الحالي تبقى قضيتنا هل الأخلاق طبيعية أم ألوهية. كما لو كان الخلق صحيحا تبقى القضايا الصحية شأن طبيعي.
    فبهذا صارت نقطة الإرتكاز في موضوعك :
    ليست العقل وعلاقته بالأخلاق فقط كما حاولت التهرب بل : نقطة الارتكاز هي نقطة أخرى أهم من ذلك وأكبر وأسبق في الزمن وهي التي :
    تتعلق بالإله الخالق عز وجل : والذي وهب لنا هذا العقل ابتداء ً: وعلى ماذا برمجه ؟!!..

    بمعنى :
    بما أني مؤمن بالله تعالى وأنسب الأخلاق إليه بالصورة التي سأشرحها بعد قليل :
    فلك مطلق الحرية كمخالف - سواء ملحد أو غيره - أن تسألني ما شئت :
    والمفترض أن أجيبك إجابات منطقية ومقنعة ومتوافقة مع الطبيعة المشاهدة (عمليا ًلا نظريا ً) ..
    وألا أتهرب من أسئلتك بصورة سطحية وإلا كان معنى ذلك : أني لا أملك تلك الحقائق التي أدعيها ..
    والآن :
    المثل بالمثل لك بالضبط ...
    فما دمت تملك رؤية عن الأخلاق : فيجب ألا تتهرب من أي جزئية من جزئيات سؤالنا فيها !!..

    2...
    فأما قولك :

    تبقى قضيتنا هل الأخلاق طبيعية أم ألوهية. كما لو كان الخلق صحيحا تبقى القضايا الصحية شأن طبيعي.
    أقول لك كلا ..! بل ضع القضايا الصحية في مقابل الموت .. ثم عرف لنا ما الذي يفقده جسم الإنسان عند موته ؟!!.. وذلك لأننا نرى السليم بين لحظة وأخرى أو عشية وضحاها : يموت !!.. وكذلك هذا الصغير الذي ما أدركت الشيخوخة حتى خلاياه وتكاثرها أو تناسخها ؟!!!.. إلخ ..
    فهل هي الروح تلك التي تخرج من الإنسان فتفقده حياته ؟!!..
    أيضا ًماذا عن المرض بالوهم أو الأعراض بالوهم ؟؟؟..
    وماذا عن تأثير الانتكاسة النفسية على الجسد !!..
    فها هي والدة أحد الشباب المتزوج : وقد أصابها كسر بسيط دخلت على أثره المشفى .. وفي لحظات راحتها التي بدت فيها نائمة .. وبعد أن طمأن الطبيب الشاب وزوجته أن الكسر مر بسلام وأنه كسر بسيط وتستطيع الأم العودة معهم لمنزله بعد أن تستيقظ : سمعت الأم تسخط الزوجة من عودة الأم إلى بيت ابنها من جديد ! ولم تسمع من ابنها ما يشفي صدرها : فتدهورت حالتها في دقائق ومن أسوأ إلى أسوأ : حتى ماتت كمدا ًمن ليلتها !!..
    فهل هو الحزن والروح وتأثيرهما على الجسد على الترتيب ؟!!..
    وكذلك ماذا عن الأحلام والرؤى التي تتحقق في كل الأمم والشعوب منذ فجر الخليقة كما في كتب التاريخ والسير وحتى اليوم ؟!!..
    هل هي الروح ؟!!..
    إذا ً: من الصعب حصر حوار هام : بين مظاهر صحة الجسد : وتجنب الحديث عن الروح وآثارها ابتداء ًوهي صنعة الخالق عز وجل !!..
    " ويسألونك عن الروح : قل الروح من أمر ربي : وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ً" ..!

    3...
    ولكي تتضح المسألة أكثر وأكثر ..
    وكيف أن مسألة الأخلاق بالفعل يجب أن تتعدى مظاهرها السطحية التي تريد تناولها زميلي بها :
    إلى الحديث عن منشأها : هل هو التطور المادي (النفعي) بالفعل : أم الإله الخالق :
    فدعني أخبرك بشيء ...

    الأخلاق لا تتم خياراتها ومواقفها وأوامرها ونواهيها :
    إلا بوجود (وعي) ذاتي يقوم بذلك داخل الكائن الحي !!!.. وذلك الوعي هو (الأنا) الخاص بكل كائن : وعلى رأسهم الإنسان !!!..
    إذا ًقولك :

    هنا القضية ليس التطور فبغض النظر عن الطريقة التي وصل إليها الانسان لعقله الحالي تبقى قضيتنا هل الأخلاق طبيعية أم ألوهية.
    هو محاولة هروب لطيفة زميلي : من الاعتراف بتلك (الأنا) الفاعلة للأخلاق والمدركة لها !
    ولأعطيك مثالا ًللتقريب لتلك المعضلة (المادية الروحية) إن صح التعبير ...

    4...
    لكي يقوم الكائن الحي (الإنسان مثلا ً) باتخاذ رد فعل أخلاقي ما :
    فهو يعتمد على محصلة معلوماتية سابقة لديه من حياته وخبراته وحياة وخبرات الآخرين ..
    وذلك حتى يقوم بعد ذلك بالاختيار بين ما عرفته أنت بالصواب الأخلاقي والخطأ الأخلاقي بقولك :

    الصواب الأخلاقي هو ما يسبب السعادة والصحة والرفاه ويقلل الضرر والمعاناة غير الضروية بينما الخطأ الأخلاقي هو ما يسبب الضرر والمعاناة غير الضروية و يقلل السعادة والصحة والرفاه
    وعليه ...
    فلنتخيل معا ًمخ الإنسان المادي : كالمكتبة الكبيرة ذات الصفوف والأعمدة المتقاطعة ..
    ونتخيل أن كل معلومة تحصل عليها الإنسان : يتم تسجيلها وتخزينها في صورة كتاب أو كراس أو ورقة .. على حسب حجمها مثلا ً.. ثم يتم ترتيبها بعدا ًأو قربا ًمن النقطة الوسطى لهذه المكتبة : على حسب مدى أهمية المعلومة أو الذكرى أو آثارها إلخ
    والسؤال الآن ...
    عندما يمر بأحد الناس موقف ٌ: يتطلب منه اتخاذ قرار ٍأخلاقي معين (سواء صواب أو خطأ) ..
    ما هو ذلك الشيء ((((المادي)))) الذي يتحرك في داخل دهاليز مخه وبين صفوف وأعمدة هذه المكتبة الحياتية الضخمة : ليستخلص منها مقومات اتخاذ القرار ؟!!.. ما هو ذلك الشيء الفاعل الذي يبحث في دفاتر المخ ليتخذ القرارات ؟!!!..

    إن قلت المادة : فأرجو أن تسمه لي زميلي ...
    وإن قلت العقل : فأرجو أن تصفه لي (ماديا ً) و(مكانيا ً) إذا سمحت ..
    وكل ذلك :
    لا يعد بحال من الأحوال خروجا ًعن أصل موضوعك بل : هو في صميمه كما أوضحت أنت من العنوان !!!..
    (((( الأخلاق بين الطبيعة والألوهية ))))

    وذلك لأن الطبيعة التي أعرفها - ولا أعرف إن كنت تعرفها كما أعرفها وكما يعرفها التطوريون والملاحدة أم لا - تلك الطبيعة يجب أن تفسر لنا أنت عن طريقها : كيفية نشأة هذه الأخلاق ودوافعها : وكيف عقلتها الطبيعة : وكيف أوكلتها لشيء ما - لا نعرف ما هيته عندكم بعد - : هو الذي يقوم بالتجول في المخ والاختيار بين البدائل والمعلومات للخروج بقرار نهائي في موقف أخلاقي - أصاب أم أخطأ - ؟؟؟..

    فأرجو أن تضع لنا ذلك التصور زميلي ....
    وذلك تفسير أول سؤال مني عندما قلت لك :

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو حب الله مشاهدة المشاركة
    ثلاثة أسئلة فقط للزميل نيوتن لكي نستطيع التواصل معه حول موضوعه الفريد والهام :

    1- كيف تطورت الأخلاق في الكائنات الحية التي لا أخلاق لها في ضوء تعريفك أعلاه ؟؟؟..
    وذلك لأنه لو كانت الأخلاق قد تطورت بالطرق المادية : فيجب أولا ًأن تعطونا توصيفا ًدقيقا ًلتلك (الأنا) الفاعلة : ما هي بالضبط وأين مكانها ؟
    ثم ثانيا ً: تخبرني كيف تم بلورة معاني (الصواب) و(الخطأ) لمكونات مادية لا روح فيها :
    بحيث تتغير من اللا اختيارية في الفعل : إلى الاختيارية في الفعل ؟؟؟..

    5...
    مثال ...

    الكائنات الحية وحدة بنائها هي الخلية .. والخلية تتكون من العديد من المواد الكيميائية .. والمواد تتكون من ذرات .. والذرات لا تملك اختيارات في تفاعلاتها وارتباطاتها .. فأنت مهما تضع الصوديوم في الماء في نفس الظروف : سيتفاعل معه بنفس الطريقة لا تتغير ولو لمليارات المرات (في الظروف العادية يحدث وهج وانفجار بصوت قوي كلما وضعنا الصوديوم في الماء وعلى حسب كمية الصوديوم الموضوعة) .. وأيضا ًمهما فاعلنا هيدروكسيد الصوديوم مع حمض الكلور في نفس الظروف العادية : يخرج لنا ملح وماء .. وهكذا ..
    إذا ً:
    فأصغر وحدات في الطبيعة التي يؤمن بها الملاحدة :
    من المفترض أنها (لا اختيارية) في تفاعلها مع بعضها البعض ... 1 + 1 = 2 في نفس الظروف ..

    فكيف تم استخراج من هذه الذرات التي (((لا اختيار))) لها :
    نظاما ًدقيقا ًكالحمض النووي مثلا ًفي الإنسان : يملك شفرات وراثية : من المفترض أن تحمل تعريفات للـ (اختيار) ؟!!..
    كيف يعطي الشيء اللا اختياري : شيئا ًله اختيار ؟؟!!..

    هذه واحدة ...

    6...
    وأما الثانية :
    فنحن نرى مثلا ًأثناء الانقسام في الخلايا : ظواهر عجيبة مثل : الموت الانتقائي لبعض الخلايا أثناء تكوين الجنين لتكوين الفراغات بين الأصابع مثلا ً(جين الانتحار) ؟!!!.. أو نرى أوامر أخرى صارمة من بعض الجينات المتخصصة في مراقبة الخلايا أيضا ً: لقتل بعض الخلايا التي صارت ضارة : وحتى لا تضر مَن حولها ومن ثم بالجسم !!..
    والسؤال :
    من أين أتت أمثال تلك الاختيارات ؟!!!..
    هل هي من طفرة ؟؟؟.. ثم تم اصطفاؤها طبيعيا ً؟!!.. (أي : طفرة تحمل معلومات لقلب اللا مريد إلى مريد) ؟
    أم ماذا ؟!!!..
    وكيف هي طريقة طباعة هذه المفاهيم بالراجع على محتويات الحمض النووي ؟!!!..
    بمعنى :
    كيف تم اكتساب الخلية أو الكائن الحي مثل هذه المفاهيم لكي يكون لخلاياه (اختيار) ؟؟!!!..
    وذلك كان سر سؤالي الثاني زميلي :

    7...
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو حب الله مشاهدة المشاركة
    2- كيفية تمثيل الأخلاق (ماديا ً) على الشريط الوراثي للكائنات الحية : وعلاقة ذلك بشرحك لتطوره ؟؟؟..
    بمعنى : هل تم اكتساب الأخلاق من الخارج : إلى داخل الكائن الحي ومن ثم توريثها ؟؟..
    أم قد نشأت من مجموعة طفرات : تم انتخابها طبيعيا ً؟؟؟..
    حيث أرجو ألا تظن أن كل ذلك أيضا ًخارج نطاق موضوعك !!..
    بل هو في صميمه لأنك تريد عقد مقارنة بين الأخلاق (من الطبيعة) : والأخلاق (من الله) !
    فوجب أن تدافع عن رؤيتك عن تلك الأخلاق التي تدعي أنها من الطبيعة : كيف أتت أصلا ًوظهرت لدى الكائنات الحية ؟!!..
    لأنك لو فعلت ذلك :
    لفتحت مجال النقاش واضحا ًجليا ًحول ما تريد ...
    وخذ عندك هذا المثال ...

    لو كانت الأخلاق هي مما تم إكسابه للبشر مثلا ًبالطبيعة : وكان ذلك مشتملا ًعلى تعاريف الصواب والخطأ : وذلك بإلحاق السعادة والرفاه للنفس والآخرين أو نزعها منهم : لو كان ذلك كذلك :
    فلماذا لم يقضي التطور على الشرور والخطأ الأخلاقي بعد ؟!!!..
    لماذا لم يرث المجرمين أو المخطئين في اختياراتهم الأخلاقية : الصواب الأخلاقي فقط : وتم اصطفاؤهم بالانتخاب الطبيعي دونا ًعن سواهم من أصحاب الخطأ الأخلاقي ؟!!.. وتماما ًكما حدث مع كل ما حولنا من معجزات الانتخاب الطبيعي المزعومة لتسوية الخلق ونظمه وأخلاقه وغرائزه بكل دقة ؟!!..
    أم تراك ستقول أن تلك الأخلاق ودوافعها واختياراتها : لا تورث (الصفات المكتسبة لا تورث) ؟؟..

    <<< على الرغم من أن معاني السعادة والرفاه إلخ التي ذكرتها أنت : هي خارجية إذا كانت للآخرين : وكذلك أيضا ًمعظمها خارجي بالنسبة للشخص : لأن الآخرين هم مَن سيتسببون في سعادته ورافهيته أم لا .. فكيف تم رصدها بالنسبة للخلايا والجينات والكائنات الحية على مدار تطورها >>> ..

    8...
    أقول :
    وإن كانت لا تورث : فهذا ينفي أن يكون هناك أخلاق مشتركة يعرفها البشر ويتأثرون بها منذ ولادتهم وقبل الاحتكاك بمواقفها لأول مرة !!..
    وذلك مثل :
    الإيثار (ويتمثل في إعطاء الآخر حاجة هي لك : مع عدم يقينك برد نفس الموقف لك مستقبلا ً) !
    الحياء (وهو أن توضع في موضع ينتقصك بصورة ما : وما يتبعه من تغيرات فسيولوجية تظهر آثارها حتى في الوجه) !
    الغضب (وهو سلوك رد الفعل النفسي لأذى وقع عليك أو على غيرك ومن ثم يمكن تحوله لأفعال أو أقوال) !
    التضحية بالنفس (والتي لا نفع فيها أبدا ًلفاعلها لأنه سيموت : ولن يعود عليه مردودها بأي حال) !

    9...
    أيضا ً:
    هل الأخلاق : هي الغريزة ؟؟؟؟...
    وذلك لأن في جعبتي بعض الأخلاق / الغرائز العجيبة للكائنات الحية :
    أريد أخذ رأيك المعتبر فيها .. هل هي غريزة أساسية : أم أخلاق قابلة للتغيير ؟!!..

    10...
    وأما سؤالي الثالث لك فكان :

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو حب الله مشاهدة المشاركة
    3- مَن الذي يمثل اليوم منظومة الأخلاق من وجهة نظرك زميلنا نيوتن ؟؟؟..
    هل هم أفراد منتشرون وسط البشرية - وكم نسبتهم من وجهة نظرك - أم هي دولة أو جماعة أو حزب أو منهج معين تستطيع إخبارنا عنه ؟؟..
    وذلك لأننا نريد أمثلة (فعلية) و(تطبيقية) على كلامك ...
    وحتى تقترب فكرتك أكثر للقاريء ويصير النقاش حولها أجدى وعلى بصيرة ...
    لأنه لو وُجدت أمثلة فعلية على كلامك :
    فلن تخرج عن أن تكون :

    > إما حالات فردية :
    وهذه معضلة أمام الانتخاب الطبيعي إذ : كيف لم يقم باصطفائها وإهلاك الآخرين ؟!!..
    فإن قلت أن الخير في أخلاقه أضعف أصلا ًمن الشر الذي يبيح القتل والأذى إلخ :
    قلت لك :
    إذا ًكان يجب أن يكون الشر هو الذي يصطفيه الانتخاب الطبيعي لأنه عنوان بقاء الأقوى : ويقوم بإهلاك كل مَن يحمل صفات أخلاق الخير !!!..
    ولاسيما وهم أفراد في وسط كل مجتمع !

    > وإما أن تكون الأمثلة حالات جماعية أو مجتمعية :
    وهنا سؤال : لماذا لم يتم تعميمها على البشر ككل بالوراثة : إلا إذا كانت الأخلاق نسبية ؟!!..
    وهذا هو مدخل للحديث عن الأخلاق (الألوهية) على حد تعبيرك إذا سلمت لي إلى هنا ...

    في انتظار ردك ...
    وخذ وقتك تماما ًفلست في عجلة من أمري ..

    وشكرا ً...
    التعديل الأخير تم 09-15-2012 الساعة 11:24 PM

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    المشاركات
    728
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الأخوة الأعضاء , نرجو الالتزام حينما تخصص الإدارة شخصا للحوار في موضوع ما ألا يتم التدخل الخارجي فيه لعدم التشتيت , وكبديل يمكن لمن يريد التعليق أو الإضافة أن يقوم بعمل موضوع موازي للتعليق على الموضوع الأول . وقد قمت بنقل مشاركة الأخ إسلام هناك
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...51#post2847951

  12. #12

    افتراضي

    الزميل أبو حب أستحلفك بالله هل قرأت الموضوع وفهمته قبل أن ترد؟ الموضوع يعطيك تفسير مادي بحت 1 ) لكيفية تمييز الأخلاق الجيدة من السيئة و 2) لماذا يلتزم الناس بها. وفي المقابل لماذا الدين لا يوفر قاعدة حقيقية لا للتمييز ولا الالتزام. لن أعيد تلخيص الموضوع هنا حتى لا تضيع بعض النقاط.. أنت لم ترد على أي شيء من محتوى الموضوع وقبل أن ترد على ردي هذا عليك الرد محتوى الموضوع حتى يكون الحوار بناء.
    الكائنات الحية تحمل نوعين من المعلومات معلومات على الدي ان اي ومعلومات في الدماغ. الأخلاق خليط من الأمرين وكما ذكرت في الموضوع كيف يميز الإنسان بين الأفعال التي تسبب الضرر الآخرين. وهذا يمكن تخزينه على الحمض النووي كما يخزن كيف تأكل وكيف تشرب.
    هل تريد ان تتحدث عن الروح وعن الدماغ وعن التطور وعن الدي ان اي..أنا جاهز لكن بعد أن تعالج النقاط التي ذكرتها أنا في موضوعي فأنا لم أكتب موضوع طويل عريض لنتحدث في موضوع آخر. وأرجو منك أثناء الرد عدة أمور أولا الابتعاد عن الكلام الإنشائي والمقدمات التي لا طائل منها و ثانيا عدم التلوين الكثير لأنه يصعب القراءة وثالثا تركيز ردك في فقرات دون الكثير من الأسطر فهذا سيوفر الوقت الجهد عليك وعلي.

    ما هو ذلك الشيء ((((المادي)))) الذي يتحرك في داخل دهاليز مخه وبين صفوف وأعمدة هذه المكتبة الحياتية الضخمة : ليستخلص منها مقومات اتخاذ القرار ؟!!.. ما هو ذلك الشيء الفاعل الذي يبحث في دفاتر المخ ليتخذ القرارات ؟!!!..
    هذا هو ردك الوحيد الذي له علاقة بالموضوع..طريقة عمل الدماغ هي إشارات كهربية في النيورونات. والإنسان يتخذ قرار بناء على عمل هذه النيورونات، هذا يعرفه الجميع الآن.

    اجابة أسئلتك الثلاثة باختصار حتى لا تتحجج بها بعد الآن
    1- عندما تفهم الأخلاق بالمفهوم الذي ورد في الموضوع فيصلح تطورها مثل تطور الكلام أو التفكير أو أي شيء آخر.
    2- ويصبح كذلك تمثيلها في الحمض النووي أمر مادي مثل أي أمر مادي آخر.
    3- الغالبية العظمى من البشر الطبيعيين هم أخلاقيين..رؤيتهم للأخلاق تتفاوت في التفاصيل لكن في النهاية هم أخلاقيون.

    إضافة أخيرة أن الأخلاق لا يجب أن تحفظ في الدي ان اي.. قد يكون بعضها في الدي ان اي لكن الكثير منها معلومات عقلية توصل إليها البشر بالخيرة وتوارثتها الأجيال بالتعليم. فلا يجب أن يكون الايثار في الجينات. كما أن حديثك عن الخلايا وما إلى ذلك لا معنى له.. الأخلاق لم تأت إلا في الحيوانات ذات الأدمغة.
    أينما وجد الدليل فلا حاجة للإيمان، وأينما انعدم الدليل فلا مبرر للإيمان.

  13. #13

  14. #14

    افتراضي

    1...
    الزميل أبو حب أستحلفك بالله هل قرأت الموضوع وفهمته قبل أن ترد؟
    أنت لم ترد على أي شيء من محتوى الموضوع
    لقد قرأت الموضوع نعم ...
    ولكن : مَن قال لك أن ما كتبته هو ردي عليه زميلي ؟؟؟..
    وهل هذا هو أسلوبي الذي تعرفه في الرد ؟؟؟..

    أسلوبي في الرد : هو أن أفصص كلامك كله فقرة فقرة ونقطة نقطة بالاقتباس للتعليق عليها ...
    فهل رأيتني فعلت ذلك في موضوعك ؟؟؟..

    والشاهد :
    أني قبل الرد : أردت فقط حثك على إجابة الثلاثة أسئلة التي وجهتها لك :
    لفضح الخواء والإفلاس (المادي) و(التطوري) لدى الملاحدة لتفسير (أصل) و(نشأة) الأخلاق !!!!..
    فهل تراني نجحت ؟؟؟..

    تعال لنرى معا ًونترك الحكم للقاريء ...

    2...
    الموضوع يعطيك تفسير مادي بحت 1 ) لكيفية تمييز الأخلاق الجيدة من السيئة و 2) لماذا يلتزم الناس بها.
    رائع .. ولأنه ((مادي بحت)) : فقد أحرجتك بسؤالي عن كيفية ظهور الأخلاق من المكونات الأولى للذرات والخلايا ((المادية البحتة)) ؟!!..
    وسألتك عن (تمثيلها المادي البحت) في الحمض النووي ؟؟؟..
    وكيف ظهر وتم تسجيله بشيفرات وراثية :
    هل بتأثير من الخارج للداخل : باستحداث شيفرات وراثية لمعاني السعادة والصحة والرفاه ؟؟؟..
    أم من الداخل للخارج بالتمثيل أولا ًعلى الحمض النووي مثل كل معجزات الصدفة والتطور بزعمكم ؟!..

    فماذا كانت إجاباتك الواثقة زميلي ؟؟؟...
    وكيف كان التضارب في كلامك بإمكانية تمثيل الأخلاق كلها على الحمض النووي : أو بعضها ؟؟؟؟...

    الكائنات الحية تحمل نوعين من المعلومات معلومات على الدي ان اي ومعلومات في الدماغ. الأخلاق خليط من الأمرين
    كما ذكرت في الموضوع كيف يميز الإنسان بين الأفعال التي تسبب الضرر الآخرين. وهذا يمكن تخزينه على الحمض النووي كما يخزن كيف تأكل وكيف تشرب.
    عندما تفهم الأخلاق بالمفهوم الذي ورد في الموضوع فيصلح تطورها مثل تطور الكلام أو التفكير أو أي شيء آخر.
    والتطور يتطلب تمثيلا ًتاما ًعلى الحمض النووي ؟؟؟.. أليس كذلك ؟؟؟..
    ولهذا أنت قلت في الإجابة على سؤالي الثاني :

    ويصبح كذلك تمثيلها في الحمض النووي أمر مادي مثل أي أمر مادي آخر.
    أحسنت ...
    ولكنك عدت بعدها بسطرين لتقول من جديد :

    إضافة أخيرة أن الأخلاق لا يجب أن تحفظ في الدي ان اي
    فما هذا بالله عليك ؟؟... أفتح الشباك واللا أقفله ؟؟؟...
    ولكن لا بأس ...
    سأعتبر جملتك الأخيرة التي عقبت بها على جملتك السابقة هي رأيك الأصلي والنهائي حيث قلت :

    قد يكون بعضها في الدي ان اي لكن الكثير منها معلومات عقلية توصل إليها البشر بالخيرة وتوارثتها الأجيال بالتعليم
    ورغم أن ذلك الكلام لا يناسب أبدا ًمفهوم التطور لأنه يتعلق بأشياء معظمها (غير مخزون في الحمض الوراثي النووي) من خبرات خارجية ومجتمعية ومع النفس والآخر :
    إلا أني سأجاريك فيها : ولننظر معا ً:
    كيف قمت بتفسير وجود الأخلاق كمعلومات (عقلية) توصل إليها البشر بالخبرة ؟؟؟..

    3...
    لقد قلت لك :

    لكي يقوم الكائن الحي (الإنسان مثلا ً) باتخاذ رد فعل أخلاقي ما :
    فهو يعتمد على محصلة معلوماتية سابقة لديه من حياته وخبراته وحياة وخبرات الآخرين ..
    وذلك حتى يقوم بعد ذلك بالاختيار بين ما عرفته أنت بالصواب الأخلاقي والخطأ الأخلاقي بقولك :

    الصواب الأخلاقي هو ما يسبب السعادة والصحة والرفاه ويقلل الضرر والمعاناة غير الضروية بينما الخطأ الأخلاقي هو ما يسبب الضرر والمعاناة غير الضروية و يقلل السعادة والصحة والرفاه
    وعليه ...
    فلنتخيل معا ًمخ الإنسان المادي : كالمكتبة الكبيرة ذات الصفوف والأعمدة المتقاطعة ..
    ونتخيل أن كل معلومة تحصل عليها الإنسان : يتم تسجيلها وتخزينها في صورة كتاب أو كراس أو ورقة .. على حسب حجمها مثلا ً.. ثم يتم ترتيبها بعدا ًأو قربا ًمن النقطة الوسطى لهذه المكتبة : على حسب مدى أهمية المعلومة أو الذكرى أو آثارها إلخ
    ثم سألتك بناء على هذه المقدمة (والتي أعدت أنت تكرارها بذكرك للخبرة إلخ) :

    والسؤال الآن ...
    عندما يمر بأحد الناس موقف ٌ: يتطلب منه اتخاذ قرار ٍأخلاقي معين (سواء صواب أو خطأ) ..
    ما هو ذلك الشيء ((((المادي)))) الذي يتحرك في داخل دهاليز مخه وبين صفوف وأعمدة هذه المكتبة الحياتية الضخمة : ليستخلص منها مقومات اتخاذ القرار ؟!!.. ما هو ذلك الشيء الفاعل الذي يبحث في دفاتر المخ ليتخذ القرارات ؟!!!..
    فماذا كانت إجابتك عن ((الفاعل)) ؟؟؟؟..
    لقد أجبتني وبكل تمكن واقتدار عن ((الوسيط)) بأن تخزين الكتب في المكتبة : يتم بواسطة رفوف خشبية متينة مرقمة ومنظمة لتسهيل البحث والالتقاط على ((الفاعل)) !!..
    و((الفاعل)) هو الذي يقوم باختيار والتقاط الكتب !!.. هذا يعرفه الجميع الآن !!!..

    أو بمعنى آخر أنت قلت :

    هذا هو ردك الوحيد الذي له علاقة بالموضوع..طريقة عمل الدماغ هي إشارات كهربية في النيورونات. والإنسان يتخذ قرار بناء على عمل هذه النيورونات، هذا يعرفه الجميع الآن.
    فبالله عليك : إذا كان هذا هو ردك على الجزء الوحيد من كلامي الذي رأيت فيه علاقة بموضوعك :
    فماذا لو رددت عليك موضوعك كله ؟؟؟؟؟...

    ولمَن لا يعرف :
    فالزميل نيوتن خبير في لوي وتغيير وتحويل دفة الحوار أو الكلام لابتعاد عن النقاط التي تفضحه !
    سواء في ردوده على الآخرين : أو في ترتيب كلام مواضيعه ومشاركاته هو نفسه :
    وكما سنرى بعد قليل حين أقوم بالتعليق على موضوعه ....

    ومع أمثاله : أنا لا أحاوره رغبة ًفي هدايته : فهو عليل القلب والعقل معا ً!!!.. ولا يبحث عن الحق ..
    إذ لو كان يبحث عن الحق :
    فقد انخزلت حجته وأباطيله وشبهاته في عشرات المواضيع هنا والمشاركات مع الأخوة الأفاضل :
    وعلى رأسهم أخي وأستاذي عبد الواحد ...
    ولكن مثله لا توجد ذرة حياء في وجهه أن يعاود الكرة من جديد وكأننا ننسى انخزالاته السابقة !
    ولكني أنخرط في حوار معه فقط :
    لأواصل فضحه وشبهاته التي يضحك بها وأمثاله على الشباب الصغير والعوام والبسطاء ..
    والله المستعان ...

    وأما سؤالي له عن الفرق بين الغريزة والأخلاق :
    فلا أحسبه أصلا ًسيجاوب عليه .. لأنه لو فعل - وإجابته ستكون خاطئة - :
    فعندي له أسئلة تهدم كل نظرته (المادية) لنشوء وظهور الاثنان معا ً(الأخلاق) و(الغرائز) !
    ولذلك لم يأت على ذكرها بل تهرب منها مثلما فعل مع أغلب كلامي ..

    والآن ...
    نعود إلى موضوعه (الفذ) لنرى ما فيه : والذي يحسب صاحبه أنه أتى من الكلام عجبا ً!

    4...
    أما بالنسبة لمفهوم أصل الأخلاق في الإسلام ...
    فقد قلت في مشاركتي السابقة :

    ونحن كمسلمين موحدين له سبحانه : نؤمن أنه ألهم كل نفس بالفطرة : فجورها وتقواها :
    " ونفس ٍوما سواها : فألهمها فجورها وتقواها " .. ثم ترك لنا الاختيار حتى يكون الجزاء :
    " قد أفلح مَن زكاها : وقد خاب مَن دساها " !!..

    فالإنسان بفطرته عندنا في مفهوم الدين :
    مجبول على مجموعة أخلاق أساسية تعرفه الخير من الشر .. ثم تأتي بعد ذلك أخلاق مكتسبة مما أمر به الشرع أو حذر منه (يحمل المؤمن نفسه عليها حملا ًاستجابة ًلله تعالى وثقة ًفيه وفي حكمته وعدله وبره : حتى ولو كانت ضد هوى أحدنا) :
    " وأما مَن خاف مقام ربه : ونهى النفس عن الهوى : فإن الجنة هي المأوى " ....

    إذا ً...
    فالأديان لم تأت بكل الأخلاق التي لدى البشر .. < ولكن جاء بتأكيدها والإضافة لها وتخصيصها وأحوالها واختياراتها ودرجاتها إلخ > ..
    وذلك لأن البشر : لديهم أصلا ًبفطرتهم معرفة أخلاق الفجور والتقوى كما ذكرت ..
    حتى عند الملاحدة واللادينيين : عندهم مفهوم الأخلاق الفطري ومعرفة الفجور والتقوى ..
    إذا ًالعبارة الصحيحة هي :
    الله تعالى هو مصدر كل الأخلاق الحسنة :
    إما إلهاما ً: وإما تشريعا ًللحفاظ عليها وتعليمها ونشرها وتوكيدها والحساب في الدنيا والآخرة عليها ..
    5...
    والآن نأتي لوضع كلام الزميل نيوتن في الميزان ...

    ما معنى أن السرقة خطأ مثلا ؟ ما الشيء الذي يميز الأمور الخاطئة؟ ما الشيء المشترك بين جميع الأفعال الخاطئة؟ في المقابل ما الشيء المشترك بين جميع الأفعال الصحيحة؟
    سؤال جميل ؟؟؟..
    وما هي إجابتك زميلي نيوتن : باعتبارك ممثلا ًلأحد الملحدين الماديين ؟؟؟...

    التعريف الذي يمكن أن يوافق عليه غالبية البشر أن الصواب الأخلاقي هو ما يسبب السعادة والصحة والرفاه ويقلل الضرر والمعاناة غير الضروية بينما الخطأ الأخلاقي هو ما يسبب الضرر والمعاناة غير الضروية و يقلل السعادة والصحة والرفاه.
    كلام خطأ !!!!...
    ولا يوافقك عليه أغلبية البشر .. بل يوافقك عليه الملاحدة فقط أبناء الذرات والقرود ....
    وإلا :
    فالسعادة والصحة والرفاة : تتعارض مع قولك بعد قليل :

    خلاصة ما سبق أن التزام الإنسان بالأخلاق هو أمر مبني على حاجة الإنسان.
    إذ جعلت مدار إلتزام الإنسان بالأخلاق : هو (الحاجة) النفعية ..
    وذلك يفسره قولك بعد قليل :

    ثانيا: لماذا علينا الالتزام بالأفعال الصواب وتجنب الخطأ؟
    فالإنسان لديه القدرة الإحساس بمشاعر الأفراد الآخرين فهو عندما يرى إنسان معين في ظرف سيء يتخيل نفس ما يتعرض له هذا الإنسان من حزن أو خوف أو ألم أو جوع أو عطش وما إلى ذلك ويتمنى أن لا يقع في نفس موقف هذا الشخص ما يدفعه للمساعدة أولا حتى يخفف عن نفسه بالتخفيف عن الآخرين وثانيا آملا أن يساعده الآخرون إن تعرض لنفس الموقف. هذا هو المصدر الحقيقي للرحمة والإحساس بالآخرين في البشر
    أقول :

    6...
    بالنظرة المادية البحتة بعيدا ًعن خيالك ولا واقعيتك :
    لا أحد حينما يفعل خيرا ًما : يكون ((متأكدا ً)) ((يقينا ً)) بأنه سيحتاج نفس هذا الخير في حياته !
    بل الموضوع عبارة عن احتمالات !!.. قد تقع .. وقد لا تقع !!..
    أنا قد أتبرع بدمي لمستشفى : رغم أني لست متأكدا ًبأني سأوضع في موضع الحاجة لدم في حياتي ؟!!..
    ثم : حتى لو سأوضع في هذا الموضع : فسيكون هناك مَن يتبرع لي من ((الحمقى)) الخلقيين - كما تسمونهم - !
    فماذا يدفعني للتبرع بالدم وخسارة الوقت والجهد والشعور بالألم ؟!!!..
    وكذا التبرع بكليتي مثلا ً؟!!!!!.. فماذا سيعود علي ؟؟.. وهل هو (يقين) أو على سبيل (التأكد) ؟!!..
    وقس على ذلك آلاف المواقف الإنسانية والأخلاقية التي لو تم النظر إليها بنظر تبادل المنفعة : لفشلت !
    وطالما الأمر تطرق إلى ((الشك)) في عود النفع :
    فالمفترض ((ماديا ً)) أن لذة الابتعاد عن مثل هذه الأعمال الخيرية : هي أكبر من دافع عملها الاحتمالي المنفعة !!!..
    أليس كذلك ؟!!!..
    فإذا كان الأمر هكذا :
    فما بالنا بالذي يموت من أجل صديقه : حبيبه : ولده أو حتى طفل لا يعرفه لينقذه من موت محقق إلخ ؟!!!..
    فهل يقال لمثل هذا أيضا ً((ومن المنطلق النفعي المادي للأخلاق)) :
    أنه سيعود عليه نفعه بشيء ؟!!!..
    هل سيعود عليه بنفع ما وهو ميت يا ملاحدة ييا مَن لا تؤمنون بالآخرة والثواب والعقاب ؟!!!..

    7...
    ولأن مثل هذه الحقائق الفطرية وهي ضرورة الاعتراف بالفطرة الأخلاقية والمراقبة الإلهية لوجود الأخلاق وتفعيل العمل بها : أقول : لأن مثل هذه الحقائق : هي واضحة وضوح الشمس عند كل إنسان ((سوي)) يعرف أن بدونها تصير الحياة غابة : كما يتخيلها الملاحدة :
    فعندما أراد الزميل نيوتن ((التدليل)) على كلامه : فماذا ضرب لنا بمثال ؟!!!..
    ماذا ضرب لنا بمثال على قياس مشاعر الإنسان ؟!!..
    هل تذكرون رده على (الوصلات العصبية) ؟!!!..
    فتعالوا اقرأه قرينه هنا حيث قال :

    قد يقول البعض أن هذا يعتمد على وجهة نظرك. هذا غير صحيح فهذا ليس شيئا يعتمد على وجهات النظر بل أمر موضوعي يمكن حتى قياسه بالأجهزة فلو وضعت عقل انسان يتعرض لعذاب معين في جهاز ام ار اي مثلا فيمكن قياس حالة الدماغ أثناء هذا الألم. فالسعادة والرفاه الصحة والضرر هذه كله أشياء حقيقية لا تعتمد على وجة نظري فلا يتطلب أن أعتقد أن شخص يموت حتى يكون هذا الشخص يموت فعلا.
    فبدلا ًمن أن يقول أن الإيثار والكرم والحياء والحلم إلخ : يقاس بالأجهزة :
    عدل عن ذلك إلى قياس ((الألم)) !!!!..

    فهل بالله عليكم : وهل الألم : هو خلق من الأخلاق ؟!!!..
    أترك لكم الإجابة ...

    8...
    الآن سيقول قائل أن هذا تعريفك وعريفك هو أمر شخصي ذاتي وليس موضوعيا، صحيح ولكن أيضا تعريف المسلمين للأخلاق على أنها ما أمر به الله أمر شخصي. فالكل سيبدأ بتعريف لكن ما يهم هو ما يدل عليه هذا التعريف وما هو التعريف الأكثر منطقية وتماسكا. حتى لو كان هناك إله وأمر بأمور معينة فلا يوجد ما يستوجب تعريف الخطأ والصواب الأخلاقي بناء على أوامره هذه إلا إذا قمت أنت بوضع هذا التعريف بنفسك.
    كلام في الهواء : لا طعم له ولا لون ولا رائحة : فضلا ًعن خلوه من المعنى !
    وتعال لنقارن معا ًعلى عجالة بين بعض مظاهر الأخلاق (الدينية) وخلو اليد منها في أخلاقك المادية (المزعومة) !

    >>>
    ففي الإسلام مثلا ً: يحرم نظر الأب إلى الابنة أو الأخ إلى أخته : بشهوة في حال يمكن أن يختلس النظر إلى عورتها فيه : وهو على يقين من أنها لن تراه ولن يكشفه أحد !!!..
    ولكن في النظرة الأخلاقية في الإلحاد : لا شيء في هذا طالما انتفعت نفس الأب أو الأخ ببعض اللذة وعرف أن لا رقيب عليه ولا حساب !!!!..

    >>>
    وفي الإسلام أيضا ً: مدح رسول الله رجلا ًسقى كلبا ًعطشانا ًفي الصحراء !!.. وقال أن لنا في كل كبد رطبة أجر !!!.. وذم امرأة ًحبست قطة (أو هرة) حتى ماتت !!!.. وذم مَن فجع طيرا ًصغيرا ًبأخذ بيضه من الشجرة !!!..
    وما كان الكلب لينفع الرجل !!!.. ولا ذلك الطير الصغير !!.. وما كانت القطة لتضر المرأة !!!!.. فأين المنطق النفعي للأخلاق المادية هنا ؟!!.. أين هو إن لم يكن الإسلام يحث حثا ًعلى الرحمة التامة بغير مقابل في داخل كل إنسان ؟!!..

    >>>
    والخلاصة - ولأن الأمثلة كثر ويجهل بها كل مليحيد لا يعرف من الإسلام إلا اسمه والشبهات المتعلقة به - أقول : يحث الإسلام على جعل الإنسان من نفسه وضميره أولا ًرقيبا ًعليه : باستحضار الفطرة التي فطره الله عليها وتفعيلها .. والثمن : رضا الله تعالى عنه وحسن الجزاء مع الإيمان ...!
    فالإسلام (أو الدين عموما ً) :
    يحترم (ذاتية) الإنسان : ويُفعل فيه (الأنا) الإنسانية التي تميزه عن الجمادات والملاحدة !!..
    فأين مثل تلك المعاني السامية عند أحفاد القرود وأبناء عمومتهم ؟!!!..
    فعن النواس بن سمعان الأنصاري قال :
    " سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم .. فقال : البر : حُسن الخلق .. والإثم : ما حاك في صدرك : وكرهت أن يطلع عليه الناس " !!.. رواه مسلم ..
    فسبحان الله العظيم !!!..
    بشر .............. وجمادات !
    مؤمنين ................. وملاحدة !
    سمو أخلاقي في الأداء ابتغاء وجه الله وتفعيلا ًلفطرة الخير .............. ومنفعة !
    وحديث مماثل أيضا ًعن وابصة بن معبد قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
    " جئت تسأل عن البر والإثم ؟ قلت : نعم .. قال : استفت قلبك !!!.. البر : ما اطمأنت إليه النفس : واطمأن إليه القلب !!.. والإثم : ما حاك في النفس : وتردد في الصدر : وإن أفتاك الناس وأفتوك " !!!..
    الله أكبر ...
    هل هذا إلا إرتداد بالسائل إلى فطرته الأخلاقية التي فطر الله تعالى الناس عليها من تمييز الفجور والتقوى والبر والإثم ؟!!..
    " ونفس ٍوما سواها : فألهمها فجورها : وتقواها .. قد أفلح مَن زكاها .. وقد خاب مَن دساها " !!!..

    والزميل نيوتن يقول لنا أن الأخلاق تتوارث كالتطور ؟!!!.. فكيف نشأ وتوارث خلق الحياء ؟!!!!..
    عجيب ؟!!!..

    9...
    لو سألنا مثلا هل ترك الإسلام أمر خطأ أم صواب أخلاقيا؟ بناء على تعريفي هو ليس بخطأ لكن في النظرة الدينة هو خطأ لأنه فقط يخالف ما أمر به إله الإسلام.
    ونحن لكي نفضح مثالك لمَن تلتف عليهم مثل هذه الأساليب أقول :
    هل ترك شرب الماء وتركه نهائيا ًواستبداله بشرب البول : هل هو خطأ أم صواب عموما ً؟!!!.. ودعك من أنك عارضت أمر والدك إليك بعدم ترك الماء واستبداله بشرب البول ..
    >>
    فيكون الجواب عند العقلاء ومَن يعرفون أهمية الماء للإنسان :
    أن ترك الماء واستبداله بالبول هو عين الخطأ !!!..
    >>
    وأما الجواب عند الملاحدة :
    هو عين الصواب لأنه فعل شيئا ًمن نفسه ارتضاه : ولم يضر أحد !!!..

    فهل علمتم الفرق ؟!!!..
    الإسلام يأمر كل مَن ينتسب إليه بما يُصلح دينه ودنياه : وعلى ذلك لا يتركه إلا منكوس جاهل أو جاحد مُخرب ..
    وأما الإلحاد والردة :
    فلا يُبقي عليهما إلى مَن طمس فطرته بيده وترك طيب الطعام وفضل عليها النجاسات كالخنزير !!!..
    فطالما (لم يؤذي أحدا ً) بحسب تفكيره : فهو في نظر الإلحاد صواب !!!..

    فالزنا في الإسلام مثلا ً: ذنب ٌعظيم ..
    وأما في الإلحاد فإن كان برضا الطرفين : فلا شيء عليه !!!.. حتى ولو ماتت الزانية بعد ذلك في حمل ٍببطنها : أو أسقطته فقتلته بريئا ً: أو ولدته ولفظته في الشارع ليحيا حياة ًكاملة ًبغير أب ولا أم : يلعن الخنزيرين الذين أتيا به بهذه الصورة إلى الدنيا !!!..

    فهذا هو الإسلام دين الطهر والسلامة والنظر لكل النواحي بعين الاعتبار ..
    وهذا هو الإلحاد دين القذارة المتستر تحت دعوى الحرية الشخصية : والذي لا ينظر أبعد من أرنبة أنفه !!!..
    ذلك الإلحاد الذي يضع ((منفعة)) الإنسان هي القيمة الأولى والدافع : ثم ((المنفعة المتبادلة)) كأساس للتعامل مع الآخرين :
    ثم يخلع على تلك المهزلة أسماء (السعادة) و(الرحمة) و(الرفاه) !!!!..
    ولا عجب أن أكبر نسبة انتحار في العالم :
    هي في دول السعادة (المادية) والصحة (المادية) والرفاه (المادية) !!!!.. مثل السويد والدنمارك واليابان الملاحدة !

    10...
    الآن ندخل في معضلة فهل هذا الأمر سيء لأن الله نهى عنه أم أن الله نهى عنه لأنه سيء. إن كان الأول فالأخلاق ستصبح عشوائية وأياً كان ما أمر الله به فيصبح هذا الأمر أخلاقي حتى لو سبب معاناة لامنتهية. ما يعني أيضا أن وصفنا لله أو أوامره أنها جيدة لا معنى له. وإن كان الثاني فهذا يعني أن الله يلجأ لمعايير خارجة عن نفسه ليحدد ما هو الصواب من الخطأ ،الأمر الذي يجعله مجرد رسول للأخلاق وليس مصدر الأخلاق ويجعل الألوهية غير ضرورية كمصدر للأخلاق.
    لا أعرف صراحة ً: هل تختلق لنفسك عدوا ًذميما ًلكي تذمه يا زميلي ؟!!!..
    القول الأول : هو للأشاعرة .. فهم مَن قالوا في التقبيح والتحسين للأشياء أنها مرتبطة بالوحي والشرع فقط .. ولا دور للعقل في الحكم عليها !!..
    وكان على طرف النقيض منهم المعتزلة : فقالوا أن العقل يدرك كل حسن وقبيح حتى بدون وحي ولا شرع : وأن الله سيحاسب كل إنسان عليه حتى و لم تبلغه رسالة !
    وأما أهل السنة فهم الوسط وهم الحق (وهم أهل هذا المنتدى الذين تحاورهم : فلا تهاجمنا في صورة غيرنا !)
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...C3%CE%E1%C7%DE

    حيث نقول أن الصدق هو حسن بالعقل والشرع معا ً.. وهكذا كل قيمة للخير : هي خير في ذاتها .. والشرع موافق لها .. ولكن : لا حساب إلا لمَن بلغته رسالات الله ..
    ومن هنا يتبين لنا أن مطلق الحق ومعاني الخير والشر لا تعارض بينها وبين الله تعالى أصلا ًحتى يكون خاضعا ًلها !!!..
    فلا تصدر أحكاما ًعلى افتراضات من عند نفسك زميلي ...

    11...
    البعض قد يلجأ لخيار ثالث ليقول أن الأخلاق هي أمور تعكس صفات الله الأزلية. هذا الجواب لا يخلو من مشاكل أولها أن صفات الله تحتوي بعض الصفات التي تعتبر لا أخلاقية عند البشر
    مثل إيه يا علّامة الأخلاق في أوساط الملاحدة والبشر ؟؟؟..

    كالجبار والمتكبر والمحيي المميت والنافع الضار.
    بالله عليكم : هل هذا كلام عاقل ؟!!!..
    حتى المحيي والنافع صارت صفات (لا أخلاقية) ؟!!!!...
    اللهم لك الحمد على نعمتي العقل والدين ...!!

    وأقول عموما ً:
    الصفة تكون لا أخلاقية : عندما لا توضع في محلها ...
    فهل عندما تقوم الأم مثلا ًبتنييم طفلها : تكون لا أخلاقية !!.. ثم عندما توقظه تكون أخلاقية ؟!!!..
    فهذا مثال تقريبي فقط لذم صفات المحيي المميت (ولا أدري ما علاقة ذلك بالأخلاق) !!!!..
    ولله المثل الأعلى ...

    وأما صفة المتكبر : فهي لا يستحقها إلى الله عز وجل وحده !!.. فليس متكبرا ًعلى وجه الحقيقة إلا هو .. ولا تنبغي إلا له ..

    وأما صفة الضار : فمقرونة بصفة النافع : والاثنتان لبيان طلاقة قدرة الله تعالى في خلقه بحكمته وعدله ..
    فمَن أراد ضره فعل .. ومَن أراد نفعه فعل .. ولا دافع لضره .. ولا جالب لنفعه : إلا بإذنه سبحانه ..

    وأما صفة الجبار : فهي التي يقصم الله تعالى بها مَن يريد من خلقه .. ملحدا ًكان أو كافرا ًأو غير ذلك ..

    وملحوظة أخيرة :
    عند التحدث عن صفات الله تعالى : يُنظر إليهم معا ً.. فلا يُنظر للرحمة مثلا ًبغير الحكمة .. ولا للغفار مثلا ًبغير المنتقم .. وهكذا ..
    وكلها صفات كمال فيه عز وجل ...

    12...
    بالإضافة إلى أن هذا الجواب لا يحل المعضلة بقدر ما يؤخرها خطوة. فالسؤال يبقى لماذا مثلا صفة الرحمة هي أخلاقية؟ إجابة المؤمن: لأن الرحمة تعكس صفات الله الأزلية. السؤال: ولماذا الرحمة هي صفة من صفات الله الأزلية؟ إجابة المؤمن: لأن الرحمة أخلاقية. وهكذا ندخل في الدور إلى مالا نهاية.
    هذه المعضلة هي في رأس مَن اخترعها لينقضها .. والإجابة تمت في الاقتباس الذي قبله ..
    ولو فطن الزميل : لوجد أن ما يذمه ويتندر عليه : هو أصلا ًوصف ما أتى به من تحليل لأصل الأخلاق عنده !!!..
    مثال :
    لماذا الرحمة هي خلق حسن > لأنها تجلب السعادة للنفس والآخرين > ولماذا ترتبط السعادة بالرحمة منذ الأزل أو بداية ظهورها المزعوم في سلم التطور > لأنها من الأخلاق الحسنة > ولماذا هي خلق حسن > لأنها تجلب السعادة للنفس والآخرين ..... > وهكذا ندخل أيضا ًفي الدور إلى ما لا نهاية على رأي زميلنا ........

    حقا ً.........
    سفسطة ملاحدة ..!

    13...
    قولنا أن الكذب فعل لا أخلاقي أو أن الله رحيم هي عبارات لا معنى لها في النظرة الدينية لأن معيار المسلمين لتقييم الله هو الله نفسه فالقول أن الله رحيم لا يضيف شيئا في هذا السياق أكثر من قولنا أن الله هو نفسه. وقولنا أن الله يأمر بالأخلاق لا يضيف شيئا عن قولنا أن الله يأمر بما يأمر به. هذا يمكن تطبيقه على أي أحد مثلا لو قلت أن لطفي أخلاقه كاملة، وسأل أحدهم ما معنى أن تكون كامل الأخلاق؟ الجواب هو أن تكون على نفس أخلاق لطفي. ولماذا أن تكون على أخلاق لطفي يعني أن تكون كامل الأخلاق؟ الجواب لأن لطفي أخلاقه كاملة وندخل في الدور.
    بعبارة أخرى فإن القول أن الله له صفات الكمال الأخلاقي لا يختلف عن قولنا أن الله هو نفسه! هل هذا يعني أن الله مهتم بصحة الإنسان أو رفاهه أو بتقليل الضرر والمعاناة أو نشر العدل والمساواة ؟ لا! هذا يعني فقط أن الله هو نفسه! هل يمكن أن يأمر الله بأوامر تؤدي للمعاناة ويبقى هو نفسه كامل الأخلاق في نفس الوقت؟ نعم!
    كذب .. وكلامك يمكن توجيهه لفرقة منحرفة كالأشاعرة أو غيرهم ...
    أما أهل السنة والجماعة فقد وضحت لك الرد أعلاه ...

    14...
    هل الإحسان للجار أخلاقي لأنه يؤدي إلى مجتمع متماسك أم أنه أخلاقي فقط لأن الله أمر به؟
    الإحسان أخلاقي - سواء للجار أو غيره : ويتضاعف ثوابه مع الجار - : لأن الإحسان خلق مفطور عليه الإنسان أنه من الخير ..
    فأما المسلم : فيجد الإسلام يحث عليه وينميه ويظهره ويُعلمه ويشجع عليه ويذكر له ثوابه في الدنيا والآخرة ..
    وأما غير المسلم :
    فرغم أن الإحسان في فطرته : إلا أنه يطمسه بيده إذا اتبع سبيلا ًغير سبيل الله : فيدفعه ذلك السبيل الضال إلى إيذاء الآخرين وجاره إلخ (كاليهود والتلمود مثلا ًمع غيرهم من البشر والأمم) ..
    فماذا قال الزميل نيوتن ليفتري على الإسلام والمسلمين هنا ؟؟؟..
    < ولاحظوا أنه يقوم بتفصيل سؤال : على قد إجابة هي في رأسه مسبقا ً!!>

    15...
    عند المسلمين هو فقط أخلاقي لأن الله أمر به حتى لو أدى لتدمير المجتمع فهو أخلاقي .
    أنظروا من جديد لتناقض جملته منطقيا ً((الجزء الأخير منها بخصوص تدمير المجتمع)) !
    وهذا من انتكاسة عقل الإلحاد والكفر والله !!!..
    إذ كان المنطق يقضي أن يكون المثل كالتالي : وطالما سيختمه بتدمير المجتمع :

    "" هل تدخين السجائر أخلاقي ؟؟.. هو أخلاقي لو أمر الله به : حتى لو أدى إلى تدمير المجتمع ""

    فنجد الزميل من شدة تخبطه ورغبته فقط في تشويه الإسلام وخلط الأوراق :
    لا يضبط حتى منطق جمله ولا عباراته !!.. فيتحدث ابتداء ًعن الإحسان للجار : ثم يُنهي الفقرة بتدمير المجتمع !
    وكل ذي عقل يعرف أن الزج هنا بـ (تدمير) المجتمع على غير سياق ومقتضى الكلام :
    قد حمله عليه رغبته في دس التشويه لموقف المسلمين في العبارة !!!!..
    فسبحان مَن يمكر بأمثاله !!!..

    16...
    في الإسلام الله أخلاقي فقط من التعريف ولا يوجد في الاسلام أي معنى للأخلاق خارج عما يأمر به الله لذلك مهما كانت هذا الأوامر فستوصف دائما بأنها أخلاقية. هل من المسلمين أحد يمتلك من الشجاعة الأدبية ما يكفي للاعتراف بأن القول أن الله أخلاقي لا معنى له أكثر من قولنا أن الله هو الله؟!
    لدينا الشجاعة الكافية للقول لك : خذ هذه السخافات وتوجه بها لأقرب منتدى أشاعرة ..
    أما المنتدى هنا فهو على منهج أهل السنة والجماعة - إن كنت لا تعرف بعد كل هذه السنين - ...!

    17...
    النوع الإنساني بشكل عام يسعى لتحقيق الرفاه والصحة والسعادة ليس لنفسه فقط لكن للمجتمع ككل. . أضف إلى ذلك أن الإنسان كائن اجتماعي يحتاج للتعامل مع الآخرين ولكي يستطيع الإنسان أن يكون دائرة من الأصدقاء فلا بد أن يلتزم بالأخلاق الذي تجعل الآخرين يحبون التواجد معه. جرب مثلا إن دعاك أحد لمنزله للغداء أن تخرب كل شيء ثم انتظر هل سيدعوك مرة أخرى أم لا؟ إذاً إن أردت أن يتعامل معك الآخرون بشكل جيد فلا بد من الالتزام بالقاعدة الذهبية وأن تتعامل مع الآخرين كما تحب أن يتعاملوا معك.
    هذا الكلام الإنشائي = الأخلاق نسبية حسب الوسط الذي سيكون فيه الإنسان !
    وأنت هنا الذي جعلت من الأخلاق (الحسنة) مرجع للتقييم بغير دليل !!!..
    وإلا :
    فلو تأملنا في جملتك السابقة مثلا ً:

    ولكي يستطيع الإنسان أن يكون دائرة من الأصدقاء فلا بد أن يلتزم بالأخلاق الذي تجعل الآخرين يحبون التواجد معه
    فنجد - وكما قال لك الأخوة بكل بداهة - أن التي تتواجد في مجتمع محافظ مهذب متحجب : عليها أن تلتزم بخلق الستر والعفة والاحتشام ..
    ولكنها عندما تنتقل إلى مجتمع متفسخ وأصحاب سوء الفتاة فيه صاحبة وعاهرة يغشاها الكل بغير حرج : فعليها أن تكون مثلهم حتى يألفوها ولا ينبذوها أو ينفروا منها !!!..
    والسؤال الآن :
    ما هو الخلق الصواب هنا ؟!!!..
    هل لك أن تميزه بعلامة ((((ثابتة)))) لا تتغير بتغير الأماكن والأشخاص ؟!!!!..
    ولو اخترت واحدا ً: فما الذي ميزه لديك عن الآخر : ما دام في الاثنين نفع لتلك الفتاة وسط مجتمعها ذلك أو ذاك : وخصوصا ًمع قبول كل ٍمن المجتمعين لكلا السلوكين وكلا الخلقين ؟!!!..
    وعليه :
    ينفضح عدم صحة اختيارك التالي الذي رجحت فيه أحد السلوكين على الآخر فقلت :

    18...
    الإنسان ينجذب للأشخاص اللطفاء الرحماء الكرماء الأوفياء الصادقين ويشعر بالاطمئنان والسلام حولهم وينفر من القساة البخلاء الكذابين..الخ ويشعر بالخوف حولهم،
    أقول : كلام عير صحيح .. فمجتمعات العصابات والسفاحين والمخمورين والشواذ والمغتصبين ومجرمي الحرب إلخ : يحبون ما ذممته أنت هنا !!!.. وعلى مَن يريد الالتحاق بهم صديقا ًومرغوبا ًفيه : أن يتحلى بالفسق والفجور مثلهم !!..

    19...
    لذلك إن أراد أن يكون مع الصنف الأول فلا بد أن يتحلى هو نفسه بنفس الصفات. أخيرا فأكثر إنسان يتواجد معه الإنسان هو نفسه لذلك فهو يحتاج أن يكون هذا الشخص الذي يتواجد معه دائما من الناس الذين ينجذب إليهم ويطمئن بهم وليس ممن ينفر منهم. خلاصة ما سبق أن التزام الإنسان بالأخلاق هو أمر مبني على حاجة الإنسان.
    لا زميلي .. بل الخلاصة أن التزام الإنسان بالأخلاق (وبنظرتك المادية الإلحادية) :
    هو أمر نسبي يختلف باختلاف الأفراد والمجتمعات : ولا خير مطلق فيه ولا شر : بعكس الإسلام !!!..
    فلا تتهرب بتزييف الحقيقة بإطلاق نتائج وخلاصات لا تمت لطرحك بصلة !!!..
    فمثل هذه الألاعيب : قد تخدع بها مَن يقرأون للملاحدة بغير تفكير ..
    وأما المتدينين وطلاب العلم الشرعي : فلا ..
    " ومَن لم يجعل الله له نورا ً: فما له من نور " ...

    20...
    قالآن سيعترض البعض أن هذا الإلزام مبني على حسابات عقلية وليس على إلزام أخلاقي غير مبني على أمور مادية. وأن الإلحاد وإن أعطانا إلزام عقلاني مبني على سؤال (ما هو الحال؟) فإنه لا يوفر إلزام أخلاقي مبني على سؤال (ماذا ينبغي أن يكون عليه الحال؟). هنا لا بد من التوضيح أن ما يسمى بالإلزام الأخلاقي غير المبني على أي شروط مادية ما هو إلا شيء تخيلي لا وجود له في أرض الواقع حتى لو كان هناك إله فلا يمكن الحصول على إلزام أخلاقي غير مشروط منه.
    ماشاء الله !!.. يعني وصل التضليل وبعد أن ملأت موضوعك بافتراضات من عندك وردودك عليها :
    أن تفترض أن حتى وجود إله : يعني كذا وكذا !!!..
    فلنتابع ...

    21...
    الإسلام يقول أن هناك خالق خلقنا و أعطانا أوامر بناء على ما يتمتع به من صفات. لكن كل ما سبق لا يتحدث إلا عن (ما هو الحال؟) وليس (ما ينبغي أن يكون عليه الحال). كل قصة الإسلام لا يمكن أن تفسر لماذا أوامر الله ملزمة بدون شروط؟
    وهل قال لك أحد المخابيل أن (الإله) في الإسلام هو إله قاصر ؟!!.. طفل صغير ؟!!.. سفيه غير حكيم ؟!!!..
    سبحان الله عما يصف الجاهلون والمتبجحون !!!..
    لا يا زميلي ...
    أوامر الله تعالى ونواهيه ملزمة للمسلمين في الإسلام : لأنهم آمنوا به :
    ربا ًوإلها ًخالقا ًحكيما ًخبيرا ًعليما ًعادلا ًقديرا ً!!!!!..
    فهل لديك اعتراض ؟!!!..
    فعن هذا يجب أن تتحدث .. وليس أن تملأ موضوعك بافتراضات من رأسك ومن عندك على لساننا وعلى ديننا ومنهجنا :
    لتجيب عليها إجابات من عندك أيضا ًسابقة التجهيز !!!..

    22...
    بالتأكيد أوامر الله ملزمة (إذا) أردت أن تنجو من النار أو (إذا) أردت أن تدخل الجنة أو (إذا) أردت أن تطيع الله
    ما تذكره هنا زميلي هو جزء فقط من الإجابة : وأما الأصل :
    فهو ما ذكرته لك بالأعلى وأغفلت أنت ذكره عمدا ًفي تدليسك بحديثك عن الله في الإسلام - قمة الأخلاق النفعية الصراحة ! -

    23...
    لكن هذا سيعيدنا إلى مربع الإلزام المشروط بحسابات عقلانية. قولنا أن الله أمر بعدم الارتداد عن دينه لا يعطي أي إلزام أخلاقي هو فقط يتحدث عن ما هي الحالة ولا يمكن أن يستمد منه أي إلزام أخلاقي كما لا يمكننا أن نستمد إلزام أخلاقي من أن قانون المرور يمنع عبور الإشارة الحمراء فالقضية ليست القانون لكن لماذا وُضع القانون؟ والمشاكل المترتبة على قطع الإشارة الحمراء وهذه أمور عقلانية. الإلزام الأخلاقي كما يريد الألوهيين تعريفه ببساطة غير موجود لا في الأديان ولا في الإلحاد. إنه مجرد خيال،
    يا خياااال !!.. أقصد : يا سلاااام !!!..
    ولا أعرف صراحة ًنوعية (الألوهيين) الذين تجالسهم أو تعرف دينهم !!!!..
    بل بدأت أشك في تسرب البوذية والهندوسية والنصرانية إلى مواقع الإلحاد فينتقدونها على أنها الإسلام !!!..
    والله الشافي ...

    24...
    هناك فقط إلزام عقلاني والإصرار على ضرورة وجود معايير متسامية غير مادية وغير مشروطة هو أمر يدين صاحبه ومرجعيته أولا قبل الآخرين لأنه يطالب بشيء لا يستطيع هو نفسه بمرجعيته أن يوفرها.
    الادعاء أننا نحتاج معايير أخلاقية متسامية غير مادية غير مشروطة لنضع حقائق أخلاقية موضوعية لا يقل سذاجة عن القول أننا نحتاج معايير طبية متسامية غير مادية غير مشروطة لنضع حقائق عن صحة الإنسان. الأخلاق هي علم تحقيق الرفاه الاجتماعي والمجتمعي كما أن الطب هو علم تحقيق الرفاه الفسيولوجي. الحقائق الأخلاقية هي مثل الحقائق الطبية موجودة وموضوعية. هناك أمور أخلاقية موضوعيا علينا فعلها وأمور لا أخلاقية موضوعيا علينا تجنبها بناء على كون هذه الأمور مفيدة أو مخربة.
    وماذا سيقول ملحد (مادي) غير هذا الكلام ليضحك به على العوام !!!..
    وحقيقة ً...
    من ضمن عشرات النقاط التي تهربت من الإجابة عليها في أسئلتي لك من المشاركة السابقة :
    كان بودي فقط أن تعطيني مثالا ًواحدا ًعن بلد ما أو جماعة أو حتى أفراد مشهورين :
    يطبقون خرافاتك هذه عن (مادية) الأخلاق !!!!..
    وذلك حتى يتسنى لنا وضعهم تحت المجهر هنا كنماذج عملية :
    لنفضح بهم حقيقة الإلحاد الأجوف والمنفعة الأخلاقية فيهم ...
    والله المستعان ..

    والحمد لله على نعمة الإسلام ..


  15. #15

    افتراضي


    هذه إضافة أراها هامة عن : بعض جوانب أهمية الدين للأخلاق ...
    وهي مختصرة مع بعض التصرف من الرابط الذي ذكرته في المشاركة السابقة ..

    حيث وبعد أن قررنا أن هناك قاعدة (فطرية) للأخلاق بداخل كل منا :
    فالحاجة الآن صارت لاستعراض : بعض جوانب أهمية الدين للأخلاق كما قلت ..
    ---------
    1...
    الدين يُفصل الأخلاق العامة ...

    لأن تحديد هذه المكارم والمحاسن بالتفصيل وتفاضلاتها : يجب أن يكون من اختيار خالق البشر :
    فهو العليم الكامل سبحانه في معرفة الصواب والأصوب ..
    < مثال .. بر الوالدين مكرمة أخلاقية .. ولكن الدين يُركز على أهمية بر الأم أكثر من الأب !!..
    أيضا ً: تقسيم ميراث الميت بين والديه وأبنائه وأقاربه : هو من محاسن الأخلاق ومكارمها .. ولكن :
    كيف لنا أن نفاضل بين تلك الأنصبة من دون الله عز وجل ؟!!.. إلى غير ذلك من عشرات الأمثلة
    >

    وعليه نفهم قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :
    " خياركم في الجاهلية : خياركم في الإسلام : إذا فقهوا " رواه البخاري ومسلم ..
    حيث يُعيد الإسلام توجيه وتفاضل هذه الأخلاق من جديد في الوجهة الصحيحة :
    فيستبق منها ما بقي على أصله الحسن .. ويُقوّم منها ما يحتاج لذلك بمقداره ..
    ---------
    2...
    وضع حدود (منصوص عليها) لردع الهوى والزيغ نفسيا ًمن داخل الفرد : ومجتمعيا ً..

    وذلك لأن كل خطأ أو جريمة : يكون فيه أحد الجوانب المغرية للنفس للوقوع فيه ..
    مثل شرب وتجارة الخمر والقمار (الميسر) مثلا ً:
    فرغم أن فيهما منافع تجارية ومكاسب للعاملين عليها أو الواقعين فيها : إلا أن حكم الله هو :
    " فيهما إثم ٌكبير (بما يتسببان فيه من بلايا وجرائم وخسائر تنال المال والأهل والنفس والعرض) ..
    ومنافع للناس
    (أي من بيع وشراء ومكسب مادي ونحوه) .. وإثمهما : أكبر من نفعهما " !!.. سورة البقرة ..
    وعليه : جاء الأمر باجتنابهما (والاجتناب أشد درجات التحريم) ..!

    وذلك لأنه في كل إنسان منا ما يُعرف بـ (الهوى) - بالإضافة لوساوس الشيطان - !!!..
    وذلك الهوى : لا يخضع بالضرورة للعقل أو تابعا ًلمعرفة الصواب والخطأ !!..
    فهناك مَن يعرف مثلا ًأن زناه بزوجة جاره هو خطأ .. ومع ذلك : يأتيه !!..
    وهناك أيضا ًمَن يعرف بأن سرقة رجل عجوز في الطريق (حتى ولو اضطر لضربه وقتله إذا قاوم) :
    هي خطأ (والدليل أنه لا يرضاها لنفسه أبدا ًإذا كان هو موضع هذا الرجل الكبير !!) :
    ومع ذلك يأتيها على بشاعتها .. وقس على ذلك كل خطأ أخلاقي أو جريمة ..
    وهو ما نسميه تحكم الهوى في النفس : وغلبته على التفكير العقلاني !!..
    ومن هنا ينشأ البحث عن (رادع أخلاقي) علوي : من خارج الإنسان نفسه :
    يتوعده بالعقاب على الخطأ المتعمد والإجرامي ..
    بشرط أن يكون معلوما ًمتواترا ًشفاهة ًأو كتابة ًأو عملا ً:
    بحيث حتى لو تخطاه الفرد : يظل يعاني من وغز الضمير وألم النفس !!..
    وهذه المعاني لا مقابل لها عند الملاحدة الدينيين القح !!..
    وهذا ما جعل أكابر الفلاسفة الواقعيين يقولون بأن مجتمعا ًمن غير دين :
    هو أسوأ من الغابة !!!..
    ولا وزن هنا لأكاذيب الملاحدة (النظرية) عن جمال المجتمع (المتوهم) بغير دين :
    إذ الواقع ينسفها نسفا ً: وخصوصا ًبالنظر في أوساط اللادينيين والملاحدة !!..

    والخلاصة :
    أن الهوى : يسول للإنسان والفرد دوما ًخطأه وجريمته ساعة الفعل :
    فالسارق يسول له هواه الحاجة للمال .. وكذا القاتل والزاني والظالم إلخ
    فكل ٌلن يعدم الهوى والشيطان تزيين خطأه له وجرمه ساعة الفعل !!..
    فالدين هنا يمثل العلامة الحمراء وقوانين إشارات المرور التي يخترقها الجاني :
    فيعلم بخطئه أولا ً.. ويعلم أنه مسؤول عنه ثانيا ً: حتى ولو مر بفعلته في دنياه بسلام ..!
    ويورثه ألما ًنفسيا ًثالثا ً: إما يتسبب في توبته بعد ذلك .. أو ردعه عن تكرار الخطأ أو الجريمة !
    ---------
    3...
    إعطاء الدين الخبرة النهائية لنتائج الأفعال والأقوال ..

    وذلك لأن هذا الدين هو من عند خالق البشر الحكيم العليم ..
    يقول تعالى عن نفسه :
    " ألا يعلم مَن خلق : وهو اللطيف الخبير " ؟!!.. سورة الملك ..

    وعندما أقول (النتيجة النهائية) ومآل (الأقوال والأفعال) :
    فيجب الاعتراف معها هنا بقصور عقل الإنسان عن كل ذلك !!!..
    فليس هناك من البشر مَن يمكن وصفه مثلا ًبأنه عالم بصواب كل شيء !!!..
    بل : وحتى في المراحل العمرية المختلفة للإنسان نفسها :
    يختلف عقله وتفكيره وتقديره وحكمه في الأشياء من مرحلة عمرية إلى أخرى !!..
    < حيث من المفترض أنه كلما مضى بنا العمر : نزداد اتزانا ًفي الحكم على الأشياء : وربما تعجبنا من أشياءٍ في الماضي كنا نفعلها أو نتبعها مثلا ً>
    وإذا كان رسول الله موسى عليه السلام (وهو من أولي العزم من الرسل) :
    ظن في نفسه قدرته الصبر مع العبد الصالح الخضر على ما سيرى من أعاجيب !!!..
    حيث قال له العبد الصالح :
    " إنك لن تستطيع معي صبرا ً" !!..
    فقال له موسى عليه السلام :
    " ستجدني إن شاء الله صابرا ً: ولا أعصي لك أمرا ً" !!!..
    والآيات من سورة الكهف ..

    فهل صدق ظن موسى عليه السلام في نفسه وتحمل أعاجيب ما صنعه الخضر ؟!!!..
    أقول ..

    فإذا كان هذا هو أحد أعظم أنبياء الله وأكملهم جلدا ًوصبرا ًوعلما ًصلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين !!!..
    فما بالنا بفتاة مثلا ًتحترف الخروج ليلا ًمع أصدقائها من الشباب : بل وربما السفر معهم أيضا ًلأيام بمفردها :
    وهي في كل ذلك تظن في نفسها أنها تستطيع البعد عن الوقوع في الفاحشة والزنا أو اعتداء أحد عليها !!
    فتقع !!..

    وكيف بمَن يحترف الخروج مع الشباب الضائع الذي يشرب الدخان والمسكر والمخدرات ويُعاكس و و و و
    وهو يظن في نفسه العصمة والقوة والمنعة ....
    فيقع !!..

    وكيف بمَن أورد نفسه موارد الاختلاس : فوقع !!..
    ومَن أورد نفسه موارد الرشوة : فوقع !!..
    ومَن أورد نفسه موارد الشبهات والإلحاد والكفر : فوقع !!..

    إذا ً: الدين يعطينا رؤية نهائية لمآل الأخلاق والتصرفات لمَن يريد السلامة ..
    ولا يقدح في ذلك أن يقول قائل ٌمثلا ً: فلانة كانت تخرج وتفعل وتفعل وتفعل : ولم تقع في الزنا !!..
    وذلك : لأن هناك العشرات غيرها فعلن : ووقعن !!.. وغيرها دخلن في خلوة مع الرجال الأجانب : فوقعن !!..
    ---------
    4...
    دور الدين في تقويم فاسد العادات والتقاليد الاجتماعية والدينية ..

    وأقصد هنا تلك التي قد ينشأ عليها الإنسان عمرا ًأو حتى مجموعة من البشر :
    فيستحلونها مع الوقت وهي خاطئة : فتنطمس بها أنوار فطرتهم وضمائرهم بحكم العادة !

    حيث مع تكرارها أمام الواحد منهم طوال عمره (وربما يكون قد شارك فيها بنفسه) :
    فتنطمس بوصلة الصواب والخطأ بداخله : أو يخبو بصيص نور ضميره وفطرته !!!..
    فمن أين له بمَن يجلو له كل ذلك :
    إن لم يكن دينا ًمن لدن رب العالمين لا يأمر بالفحشاء والمنكر وهو الواحد الأحد ؟!!!..

    وبرغم إقرار الإسلام للأعراف إذا لم يكن فيها حراما ًفقال : " خذ العفو : وأمُر بالعرف " ..
    إلا أن كثيرا ًمنها يُعد من العادات الاجتماعية السيئة في سائر البلاد ..!

    منها عادات وأخلاق سيئة وطقوس في الزواج : وفي الميلاد : وفي الموت : وفي الاحتفالات والأعياد إلخ ..

    وأما الفرق بين تلك بلاد الكفر مثلا ًوبين بلاد العرب بعد الإسلام :
    هو أن الأخيرة قد استنارت بنور الإسلام : فقوم معوج أخلاقها وعاداتها ..
    وأما أمثال تلك المناطق : فلم تزل ترفل في ظلمات الجهل والهوى والعادات السيئة !!!..
    ---------
    5...
    الدين يقدم منظومة أخلاقية وتشريعية كاملة وجاهزة وموثوقة لمَن يريد !!!..

    وذلك مفيد لمَن أراد الانسلاخ التام من بيئة الكفر التي نشأ بها أو مجتمعه الذي كان فيه ..
    أي أني لو نشأت مثلا ًفي دولة كفر وفساد طيلة حياتي : ثم تعرفت على الإسلام :
    فلامست فطرته فطرتي : ولامسَت بساطته وصدقه : قلبي .. وعرفت أنه متوافق مع الإنسان:
    فقررت الانضمام إليه :
    فلن يضيرني في شيء الانخلاع من كل ما نشأت فيه بالغا ًما بلغت فيه من العمر :
    لأصطبغ بصبغة الإسلام وكأني ولدت من جديد : ففيه ما يكفيني وزيادة كنظام حياة متكامل ..
    ---------
    6...
    الدين مرجع كلي يضع الحدود بين نسبية الأخلاق ويبت فيها ..

    وذلك لأن طبيعة البشر هي الاختلاف فيما بينهم تبعا ًللأهواء وتفاوت العلم والمعرفة والخبرة إلخ ..
    فكل ٌمنهم لديه من الأسباب في عقله ما تجعله يوافق الفطرة في الأخلاق : أو يبرر له الخروج عنها لنقيضها ..
    فإن لم يكن هناك مرجع كلي أساسي ومعروف ومحكوم له بالصحة عن تجربة ويقين :
    فستيبقى مسألة الأخلاق نسبية لا أساس لها !!!..
    فما يُعد عفة ًوأدبا ًوحياءً واحتشاما ًعند قوم : يُعد تخلفا ًورجعية عند آخرين !!..
    وما يُعد رحمة ًوحلما ًولطفا ًعند قوم : يُعد عند الآخرين رعونة !!!..
    وما يُعد همجية وتسيب وانفلات ودعارة وتعدي واغتصاب عند قوم : يُعد جرائم عند آخرين !

    وسنأخذ هنا كمثال مسألة الشذوذ الجنسي التي (( يظن )) فاعليها أنها : لا ولن تضر أحدا ًغيرهم :
    أقول :
    هل تذكرون نقطة (إعطاء الدين الخبرة النهائية لمآل الأفعال والأخلاق والسلوكيات) الماضية ..
    وذلك عندما ذكرنا فيها كيف أن الإنسان قد يظن شيئا ًمعينا ًمن نفسه :
    ثم يتضح له خطأه وما ترتب عليه على غير ما توقع ؟!!!..
    فرأينا مثلا ًكيف ظنت الفتاة المستهترة الحفاظ على عفتها وسط الحرام : فلم تقدر ..
    إلى آخر ذلك من الأمثلة ..

    أقول ..
    الشذوذ الجنسي فضلا ًعن مضاره النفسية والسلوكية والعضوية والصحية الخطيرة على فاعليه :
    وفضلا ًأيضا ًعن أنه انتكاس ٌفي الفطرة التي فطر الله تعالى الناس عليها ..
    فهو يتخطى آذاه لغير فاعله أيضا ًللأسف !!!..
    < وعلى غير ما يشيعه أصحابه والمروجين له والساكتين عليه من منظمات دولية وحقوقية فاسدة مفسدة >
    فإن هناك في حياة الإنسان مقدمات :
    معلوم ٌنتائجها مقدما ًيقينا ًمهما عاند المعاندون وكابروا !!..
    هي مقدمات أشبه بمَن يقفز من فوق الجبل : فهل يشك أحد في سقوطه لأسفل ؟!..

    وعليه ...
    فبالبحث في مغتصبي الأطفال : تجد جلهم شاذين !!!..
    وبالبحث في الأمراض الفتاكة التي تنتقل من الشاذ جنسيا ًإلى الغير شاذ (وقد تكون المسكينة زوجته أو أبنائه) :
    تجد بعض الأمراض تنتقل باللمس وهناك بالدم وثالث برذاذ العطس ورابع بالمني وخامس باستخدام الأدوات الشخصية !!..

    وللمزيد من المعلومات عن هذه المسألة :
    فهذا رابط موضوع : حوار مع مسلم <اضغط هنا>
    وهذا رابط النقطة 20)) الرد على أدعياء الحرية المطلقة والشذوذ <اضغط هنا>

    وهنا ملحوظة أخيرة على أهمية الدين في البت في (نسبية) الأخلاق وهي :
    أن ذلك الفصل في نسبية الأخلاق ليس على مستوى الفرد فقط ولكن :
    على مستوى الأمم والجماعات والمباديء والقيم والأنظمة العالمية الحديثة أيضا ً!!..
    والإسلام في كل ذلك قد أظهر : كمالا ًأخلاقيا ًنفسيا ًواجتماعيا ً:
    تضاءل بجواره كل ما عداه من الأمراض المهلكة للإنسانية والأخلاق والشعوب في شرق الأرض وغربها !!..
    كيف لا وهو من عند الله تعالى خالق البشر ؟!!!..

    فهذا رابط للقراءة باسم :
    أقوى ثلاثين دليلا ًلنقد فخ العلمانية والليبرالية والدولة المدنية <اضغط هنا>
    وهذا رابط أخير للتجول في أقوال المنصفين عن النبي محمد والإسلام والقرآن :
    <اضغط هنا>

    وختاما ً:
    أعرض موقف لغير متدينين (أقارب الزميل نيوتن) : وما وصلوا إليه بـ (مادية) الأخلاق :
    وهو (جمودية) الشعور بالآخرين - حتى ولو أطفالا ًأو مصابين أو محتاجين - :
    وهو الشيء الملاحظ جدا ًمن اليابان والصين شرقا ًإلى أوروبا وأمريكا غربا ً!!..
    وأسأل :
    هل مثل هذه البلادة (الإلحادية أو اللادينية) التي وصل إليها مجتمع مادي ترك الدين كالصين :
    هل نجد مثلها في أي بلد إسلامي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!..

    http://www.shorouknews.com/news/view...4-6620e42c6e59

    والله المستعان ..


صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 2 (0 من الأعضاء و 2 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. تعليقات على موضوع : الأخلاق بين الطبيعة والألوهية
    بواسطة هشام بن الزبير في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 76
    آخر مشاركة: 11-07-2012, 09:05 PM
  2. تعليقات: تعليقات حوار الأخلاق بين الطبيعة والألوهية
    بواسطة Eslam Ramadan في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 09-17-2012, 04:14 PM
  3. التبعية الطبيعية والمساواة ..
    بواسطة الورّاق في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-28-2011, 03:16 PM
  4. هل كل الكوارث الطبيعية هى من قدر الله ؟
    بواسطة ابن المصرى في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-19-2006, 03:08 PM
  5. لا فرق بين الربوبية والألوهية !
    بواسطة عماد في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 30
    آخر مشاركة: 07-24-2005, 03:59 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء