بسم الله الرحمن الرحيم
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك فى هذا الأمر وينزل علينا تأييده ونصره
لا اعرف ما هى الصورة التى تريدوننى أن ألخص بها مقال أخى الحبيب عبد الواحد لكنى سوف ابدأ وأنتظر توجيهاتكم
________________________
فرضية التطور تقوم على دعامتين 1_آلية الطفرات 2_آلية الإنتخاب الطبيعى وهما كالإيجاب والسلب ويمكن اضافة نشألة الخلية الأولى لجانب الإيجاب (وهو جانب الصدفة البحتة) ليكون وجود الخلية الأولى من جريان القوانين الفيزيائية حدث بالصدفة البحتة ثم وجود كل الصفات الجديدة لتلك الخلية حتى تصل إلى هذه المملكة العظيمة من الكائنات الحية وتمايز الأنواع عن بعض كل هذا يرجع إلى الوجود هذه الوظائف بالصدفة البحتة ثم يأتى جانب السلب (الإنتخاب الطبيعى) وهو خارج اطار الصدفة (حسب زعمهم) بل هو جانب التوجيه الذى يعطى لهذه المملكة هذا الإحكام والإتقان الذى نراه فى كل جزء فيها
فما أراه أن نجمع كل ما كتب فى دحض جانب الإيجاب وكل ما كتب فى دحض جانب السلب وأبدأ بمقالة أخى عبد الواحد (الصدفة التراكمية وجهالة دوكينز)
فقد بين الأخ عبد الواحد بطلان هذا الشق الأول (الإيجاب) الذى يدخل فيه نشأة الحياة نتيجة لقوانين الفيزياء(صدفة بحتة) وكذلك تكون الصفات الجديدة عن طريق الطفرات التى هى أيضا نتيجة لقوانين الفيزياء (صدفة بحتة) ببطلان لوازمه حيث قال :
في البدء كانت الطائرة
يناقش ريتشارد دوكينز ثلاثة أقوال متعقلة بظهور النظام البيولوجي: (1) القول بالتصميم الذكي (2) والقول بالصدفة الكبيرة عند خط البداية (3) والقول بالصدف الصغيرة التراكمية. لكنه يستبعد القول الأول كونه ملحد، ويستبعد القول الثاني ربما خجلا، بل ويذهب الى وصف الصدفة الكبيرة عند خط البداية بالفكرة السخيفة، وهي فعلا كذلك، فتجده في مثله عن (تدرج السارق في فك شفرة الخزنة) يتظاهر بالانزعاج من استشهاد الخلوقيين بمثل الإعصار الذي اجتاح خردة لتظهر طائرة بوينج 747. ومما يُفهم من كلامه أن المقارنة السليمة يجب أن تكون بين تعقيد (طائرة البوينج) وبين تعقيد (الغاية النهائية للتطور) التي تمثل سلسلة طويلة من الصدف الصغيرة المتراكمة عبر الزمن. والحقيقة أنه غير صادق في تظاهره بالانزعاج من سؤال الخلوقيين وذلك لسببين: لأن إلحاده لا يستقيم إلا إذا قبل نفس الصدفة الواحدة التي وصفها بالسخيفة والتي أدت الى ظهور (الخلية الأولى) قبل انطلاق أية عملية تراكمية وقبل ظهور نظام التناسخ البيولوجي نفسه. ولأن العالم فريد هويلي قارن صدفة ظهور (طائرة بوينج) بصدفة ظهور (أبسط خلية) وليس بـ(الناتج النهائي للتطور). وأما الافتراض أن "الخلية الأولى كانت أبسط".. لا يلغي مقارنة هويلي، بل يغير فقط من نوعية ودرجة تعقيد الطائرة محل المقارنة.
إذاً كان على دوكينز وضع (درجة تعقيد الطائرة) في الحلقة الأولى من سلسلة الصدف المتراكمة بدل جعلها في آخرها، لكنه اضطر الى مغالطة نفسه وتحريف الحقيقة التي ذكرها هويلي حتى يتسنى له القول أن ("الناتج النهائي الذي يُشكل الكائن هو الذي يحاجج به الخلوقيون بشكل مرهق بأشكاله المختلفة"). وغلف أن الإشكال ليس فقط في ظهور حيوان البطريق في نهاية التراكم بل أيضاً في ظهور الخلية الأولى نفسها قبل انطلاق أية علمية تراكمية. وسواء اختلط عليه الأمر أو تعمد المغالطة، فهو في الحالتين يناقض نفسه: من جهة يخجل من القول بإمكانية ظهور الطائرة نتيجة صدفة خرافية عند خط البداية، ومن جهة أخرى يؤمن بإمكانية ظهور الخلية الأولى عند خط البداية رغم أنها أكثر تعقيدا من الطائرة الغير مجهزة أصلاً بأية آلية ذاتية للتناسخ.
الأمر الثاني الذي غفل عنه دوكينز هو أن الرياح بالفعل لها آثار تراكمية، ومنذ أن تكوّن الغلاف الجوي وهي تعصف بكل المواد على سطح الأرض. وإذا كان يؤمن أن لتراكم الصدف أي دور في ظهور نظام غير عاقل ينسخ الخلايا.. فعليه إذاً أن يؤمن بإمكانية تسبب الآثار المناخية المتراكمة عبر ملايين السنين في نشوء نظام جديد يجعل الطائرات تتناسخ ذاتيا ما دام تصادفها كمواد هو أمر ممكن نظريا في كل حين، بخلاف الخلية الاولى التي يقول الملحد ان ظهورها يحتاج الى ظروف لم تعد متوفرة في الطبيعة. ومعلوم أن الاحتمال الأكبر هو الذي تتوفر ظروفه لمدة أطول!
المقارنة بين نفس درجة اللا احتمالية المفترض أن تكون بين:
• ظهور الخلية الأولى القادرة على التناسخ + تراكم أخطاء النسخ = طفرات تؤدي الى ظهور حيوان أرقى مكون من بلايين الخلايا!
• وظهور الطائرة الأولى القادرة على التناسخ + تراكم أخطاء النسخ = طفرات تؤدي الى ظهور نظام أرقى مكون من بلايين الطائرات!
إذاً خرافة ظهور الخلية الأولى صدفة وتطورها الى حيوان البطريق نتيجة أخطاء في النسخ.. لا تختلف من الناحية الاحتمالية عن خرافة ظهور طائرة أولى قادرة على التناسخ الذاتي، لتتطور الى شركة طيران عملاقة بكل أنظمتها وإداراتها التي تنسق بين بلايين الطائرات نتيجة سلسلة طويلة من الأخطاء في النسخ!
____________
وقد كان لى مقال فى نفس هذا المعنى يدحض الشق الأول لهذا الصنم :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?36265-
ويمكن تتبع كل ما كتب فى هذا الجانب واضافته
ثم ذكر الاخ عبد الواحد فى نهاية مقاله حجة أخرى لدحض هذا الشق فقال:
وجهة التطور الطبعي
في غياب مدبر للأحداث، متى يحق للملحد وصف أي تطور بـ(الطبيعي)؟ إذا كانت وجهته متوافقة مع وجهة (التطور الفيزيائي) الذي يحكم لبنات المادة، وإلا لن يكون لكلمة (طبيعي) أي معنى غير خداع القارئ. وما هي وجهة التطور الفيزيائي؟ هي وجهة القوانين التي تسوق المادة نحو الحالة الأكثر استقرارا، وذلك بسبب تحول طاقة الكون الفاعلة exergy الى طاقة غير فاعلة anergy مع مرور الزمن. كما أن قواعد الاحتمال هي الأخرى تسوق كل نظام آلي الى الحالة الأكثر استقرارا. وما هي الحالة الأكثر استقرارا من المنظور الرياضي؟ هي الحالة الأكثر احتمالا! ومتى تكون الحالة أكثر احتمالا؟ حين تتطلب شروطا أقل! في المقابل انتقال المادة من الموت الى الحياة هو انتقال الى حالة تتطلب شروطا أكثر، لأن المادة الحية تحتاج (للشروط الفيزيائية) علاوة على (الشروط البيولوجية) بخلاف المادة الميتة التي تحتاج فقط (للشروط الفيزيائية)!
إذاً من الخداع وصف أي تطور "بالطبيعي" إذا كانت وجهته معاكس لوجهة كل القوى الفاعلة في الكون. وتلك القوى حسب الفكر الإلحادي لا تخرج عن العوامل الفيزيائية والاحتمالية دون وجود أي مدبر.. فبأي منطق إذاً يصف ريتشارد دوكينز (الصعود الى قمة الجبل) بالتطور الطبيعي إذا كانت قمة الجبل تمثل شروطاً أكثر، بخلاف التطور الفيزيائي والاحتمالي له وجهة معاكسة نحو شروط أقل؟
__________________
ثم ينهى مقاله بهذه الكلمات :
قبل نسخ أو خلية في التاريخ
من يؤمن بالصدفة، عليه أن يؤمن أن بظهور أول خلية، أصبح محيطها الفيزيائي يتمتع برؤية مستقبلية، فتوقع أن الخلية الأولى لن تبقى متماسكة طويلا إذا تُرك الأمر للتطور الفيزيائي والإحتمالي. فدُقّ ناقوس الخطر وطُلب من الصدفة وضع خطة عاجلة للحافظ على غنيمتها، وذاك بإنشاء قوانين جديدة تحكم (اللغة البيولوجية الأولى) المكونة من حروف مثل (A,T,C,G) . علاوة على إنشاء (الذاكرة الأولى كجهاز) تتناسق هندستها مع قوانين اللغة الأولى. ثم قامت الصدفة باستعمال تلك الذاكرة لتخزين (الكتاب الأول كمعطيات) ضرورية لعلمية النسخ.
وكل تلك الصدف لا تكفي.. لأن وجود المعلومة في الكتاب الأول لا يعني وجود آلية لفك شفرات المخزنة، إذاً لا بد من الاستعانة بالصدفة مرة أخرى ليظهر (القارئ الأول) أي النظام الأول القادر على فك رموز الذاكرة، وهذا أيضا لا يكفي لأن وجود آلية تدوين وقراءة.. لا يعني أبداً القدرة على تحويل ما تم تدوينه وقراءته الى واقع! إذاً لابد من صدفة أخرى تصمم (أول آلية نسخ) توفر المواد الكيميائية المطلوبة بنسبها الصحيحة، ولتتحول شفرات الكتاب الأول من (معلومات مشفرة) الى (واقع يشكل صفات أول خلية منسوخة)! كل ذلك يُفترض أن يتوفر صدفة عند خط البداية وقبل أن تنطلق أول عملية نسخ بيولوجية في التاريخ!
نسخ أول لبنة ونسخ أول بناء.
المراوغة أو التهرب من عامل التعقيد لن يحل المشكلة! فيمكن للملحد أن يجادل في ظهور الطائرة صدفة، ويجادل في إمكانية حل بلايين الرجال العمي لمكعب روبيك في نفس الوقت. لكنه لو وجد تصميما لأبسط طاولة خشبية عليها ملصق يحتوي على تفاصيلها الهندسية وكيفية صناعتها ونسخها، فمن الحماقة الادعاء أن (الطاولة والمُلصق) ظهرا صدفة. بل حتى لو وجد أبسط مكعب خشبي عليه ملصق كُتبت عليه تفاصيله الهندسية، فهذا أكبر دليل على وجود مصمم لذلك المكعب!
وما يسري على المثل السابق يسري على أي تصميم بيولوجي: فحتى لو تم التسليم جدلاً بإمكانية ظهور الخلية الأولى صدفة، يبقى السؤال عن إمكانية نسخها أول مرة. فإن قيل أن الخلية الأولى كانت تحتوي على شفرات تصف كل التفاصيل الهندسية والكيميائية المُراد نسخها!.. إذاً تلك التصاميم الجديدة لم تظهر صدفة. نفس الأمر ينطبق على (أول كائن متعدد الخلايا) مع وجود إشكاليته مزدوجة، فنسخه لا يحتاج فقط الى المعطيات المتعلقة بالتركيبة الداخلية للخلية، بل يحتاج أيضاً الى معطيات إضافية متعلقة بصميم الكائن الحي ككل. لأن معرفة خصائص اللبنة لا تكفي لمعرفة خصائص البناء ككل. فإن قيل "أن المعلومات المخزنة في الخلية لا تقتصر فقط على تصميمها الداخلي بل تشمل أيضاً تفاصيل الكائن المتعدد الخلايا الذي ظهر أول مرة".. إذاً أول كائن متعدد الخلايا لم يظهر صدفة ما دام تصميمه كان مدونا قبل ظهوره! وإلا كيف أمكن -بعد ذلك- نسخه أول مرة؟
______________________
يتبع بذكر ما ورد فى دحض الشق الثانى الموجه (السلب) أو الإنتخاب الطبيعى
Bookmarks