سلام الأخ نهرين
السيد متروي يريد القول هنا أن شبهة تشابه بعض أحكام الزرادشتية مع الإسلام ميتة أصلا لأن الزرادشتية التي يتكلم عنها المستشرقون في هاته الحيثية أتت بعد الإسلام بقرون , فالأولى أن الشبهة الحقة هي سرقة الزرادشتية من الإسلام وليس العكس .
ملاحظة : الموضوع قديم (حوالي 04 سنوات) فلا أظن أنه سيكون هناك رد
شكرا
لي وقفات حول هذا الموضوع أّذكر بعضها لضيق الوقت
أولا:
هذه الشبهة كلها مبنية على وجود الشبه بين الديانات السابقة والإسلام.
وقد قتلت هذه الشبهة بحثا وردا، من بينها ما ذكره الإخوة .
إذا أردنا صياغة هذه الشبهة نقول:
هناك بعض التشابه بين الأديان السابقة وبين الدين الإسلامي، إذن الدين الإسلامي مستقى من الديانات السابقة، إذن الدين الإسلامي غير صحيح.
لا يخفاك أن هذا حمق ظاهر!.
ثانيا:
هذه شبهة قائمة على الانتقائية.
أي يتركز النظر فيها إلى أوجه التشابه ويترك الكم الكبير من الاختلاف الجذري بينها.
يعني لو جمع لنا أحد أوجه الخلاف بين الإسلام وبين هذه الديانة كم سيكتب من ورقة.
ثالثا:
من أين أتى إعجاز القرآن العلمي؟ من سلمان؟
من أين أتى الإعجاز التشريعي الصالح لكل زمان ومكان؟ من سلمان؟
من أين أتت دلائل نبوة النبي ص؟ من سلمان؟
فالإنتقائية تجعلك تنسى ما ورد من أدلة على ثبوت النبوة للنبي ص.
رابعا:
سلمان رضي الله عنه لم يكن يلازم النبي ص كما لازمه بعض الصحابة الآخرين.
يقول الذهبي كما في سير أعلام النبلاء لَهُ فِي "مُسْنَدِ بَقِيٍّ" سِتُّوْنَ حَدِيْثاً وَأَخْرَجَ لَهُ البُخَارِيُّ أَرْبَعَةَ أَحَادِيْثَ وَمُسْلِمٌ ثَلاَثَةَ أَحَادِيْثَ.
يعني هذا الصحابي من المقلين فلم يرو في عدة سنوات إلا هذه الأحاديث
من ناحية أخرى كان الصحابة يعرفون من هو ملازم للنبي ص ومن ليس بملازم له.
فعلي رضي الله عنه قال إني كنتُ كَثيرًا أسمعُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقول : ( ذهبتُ أنا وأبو بكرٍ وعُمَرُ، ودخلتُ أنا وأبو بكرٍ وعُمَرُ، وخرجتُ أنا وأبو بكرٍ وعُمَرُ) . (صحيح البخاري)
ولاحظ الصحابة الدخول الكثير لابن مسعود على النبي ص
قال أبو موسى قدِمتُ أنا وأخي مِن اليمَنِ، فمكُثْنا حينًا،ما نُرَى إلا أنَّ عبدَ اللَّهِ بنَ مَسْعودٍ رجلٌ مِن أهلِ بيتِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ، لِما نَرَى مِن دُخولِهِ ودُخولِ أُمِّهِ على النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم .(البخاري)
ولم يلاحظ الصحابة ولا علماء الإسلام، ولا المشركون في ذلك الوقت ولا المنافقون ولا أهل الكتاب دخول سلمان على النبي ص وتعليمه للنبي ص !! ولكن لاحظ ذلك المستشرقون بعد ألف سنة !!
خامسا: عندنا نص صحيح بأن سلمان إنما التقى بالنبي ص في المدينة، فلا نتركه لقول من لا يعلم ولو كان عالما من علماء الاسلام.
سادسا: وأما التشابه في أسماء الله فلا يخفاك أن أكثر سور القرآن مكية
وما ذكر في الشبهة إنما هي أسماء ورد ذكرها في سور المكية
"الحكيم" ورد في سبأ وهي مكية وفي فاطر وهي مكية وفي الزمر وهي مكية وفي الزخرف وهي مكية وفي الذاريات وهي مكية
"الخبير" ورد في الأنعام وفي سبأ وفي الملك وكلها مكية
"الغني" ورد في الأنعام وفي يونس فاطر من السور المكية
"القهار" ورد في سورة يوسف و إبراهيم وص وهي من السور المكية
"الخلاق" ورد في سورة الحجر وهي مكية وورد في يس وهي مكية
"العليم" ورد في سورة الأنعام وهي مكية وفي يوسف وهي مكية وفي الحجر وهي مكية
وأما "واهب الانعام" "المكين" ، "الكامل" و"القدس" "الحكمة" "الخبرة" "المغني" "محق الحق" ""البصر""فلا أعلمها أسماء لله في الكتاب والسنة.
"السيد" جاء في حديث لا نعلم متى قاله النبي ص في مكة أم في المدينة لكن ورد تسمية الله بالصمد في سورة الإخلاص وهو من له كمال السؤدد وهي مكية
"الشافي" ورد في أحاديث للرقية، فلا نعلم أذكر هذا الاسم في الفترة المكية أو المدنية
لكن لنا أن رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ كان يتعوَّذُ منَ الجانِّ وعينِ الإنسانِ حتَّى نزَلتِ المعوِّذتانِ فلمَّا نزلَتا أخذَ بِهِما وترَكَ ما سواهما (صحيح الترمذي)
والمعوذتان مكيتان على الراجح وهو المروي عن ابن عباس.
سابعا: الاستدلال باختلاف العلماء في التعامل مع المجوس ليس بحجة
فقد اتفق الأصوليون على أنه إذا اختلف الصحابة على قولين لم يكن قول بعضهم حجة على بعض –فضلا عن العلماء الذين بعدهم- بل يرجع إلى الأدلة الأخرى.
المشكلة أن الشبهة نقلت حديثا صريحا للنبي ص في طريقة التعامل معهم وهو قوله ص: " سنوا بهم سنة أهل الكتاب "
فلم نجد إلا حيرة للملحد وليس حيرة للنبي ص معاذ الله.
والشبهة مليئة بالمغالطات
قد رد على بعضها الإخوة الأفاضل جزاهم الله خيرا
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
Bookmarks