لقد مضى زمن التحدى شاهدا للقرآن ولن يتكرر ..
فمن هذا الاحمق الذى يظن انه افصح من كفار القريش او لديه باعث اكبر ..
الم يسأل نفسه لماذا لم يأتى احدهم اى من الكفار بمثل هذا الهذيان ويزعم بانه معارض للقرآن ..
الاجابة ببساطة لانه يعلم يقينا انه سوف يصبح اضحوكة عصره .
والان سوف ابين الحكمة من التحدى فى ذلك العصر ليعلم هذا الانسان ما فيه من حمق وضلال :
لو بحثنا عن الغاية من التحدى فى ذلك العصر (عصر الخطباء والبلغاء) نجدها غلق وحسم هذه المسألة تماما ..
والمقصود هم بالطبع حمقى المتاخرين من اليهود والنصارى والملحدين ومن كان على شاكلتهم ..
يقول الرافعي فى كتابه اعجاز القرآن :
"وحِكمة هذا التحدي وذكره في القرآن إنما هي أن يشهد التاريخ في كل عصر بعجز العرب عنه وهم الخُطباء اللُّدُّ، والفصحاء اللُّسن، حتى لا يجيءَ بعد ذلك فيما يجيءُ من الزمنِ مولد، أو أعجمي كاذب، أو منافق، أو ذو غفلة فيزعمُ أن العرب كانوا قادرين على مثله وأنه غير معجز" (إعجاز القرآن 22 ).
و أكده القاضى الباقلاني ذلك من ناحية اخرى بقوله :
لا يمكنُ لأي كائنٍ أن يُقَدِّرَ إعجاز القرآن سوى أهل اللغة والبيان ذوي الخبرة بعلوم اللغة المختلفة. ونَصُّ عبارته في كتابه إعجاز القرآن : ((فأما من كان متناهياً في معرفةِ وجوه الخطاب، وطرقِ البلاغة والفنون التي يمكنُ فيها إظهار الفصاحة، فهو متى سمع القرآن عرَف إعجازه)) (كتاب إعجاز القرآن ص 51، وانظر: الاستشراق والقرآن العظيم د. محمد خليفة ص 56. ).
والعرب هم من تنطبق عليهم هذه الصفات دون غيرهم على الاطلاق ..
فيكونوا هم المؤهلين للحكم والتقييم اكثر من سواهم بنفس الدرجة ..
مم يوجب غلق وحسم الامر ليصبح مسلمة لا جدال او مماطلة فيها .
اذن فمن اين تأتى كل هذه الشبهات ؟
كل الشبهات تثار من اليهود والنصارى المتاخرين على غير اساس او هدى بلا معايشة او معاصرة او قرب عهد وتعامل وتذوق للغة العربية وفهم معانيها ..
مع تجاهل هذه النقطة البديهية ..
الشبهات من اى ناحية كانت الاولى باثارتها ونشرها واستخدامها هم كفار قريش لانهم الاعلم باخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم وحياته الخاصة وعفته واخلاقه (لانهم عايشوه وعاصروه) ولديهم الحافز الانتقامى الذى لم يتوفر لسواهم ..
وبالتالى شهادتهم وعجزهم تأخذان فى المقام الاول فى الاعتبار والقيمة عن اى عجز و شهادة اخرى .."ولكن يأبى (المولَّدون) كما قال الدكتور ابراهيم عوض إلا الجدال في ما لم يجادل فيه ألدّ خصوم هذا النبي من المعاصرين له، ممن لم يتورعوا عن محاولة سفك دمه صلى الله عليه وسلم وإهدار عرضه!!
Bookmarks