النتائج 1 إلى 14 من 14

الموضوع: قصتـي مع السلفيـة..

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الدولة
    مِن كل بلاد الإسلام أنـا.. وهُـم مِنـّي !
    المشاركات
    1,508
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    2

    افتراضي قصتـي مع السلفيـة..

    قصتي مع السلفية!

    لا أذكر زمانا محددا بدأت فيه قصتي مع السلفية..!
    اللهم إلا من حيث بدأتُ أنا!

    ولكنني أذكر في صغري حين كنت هناك.. تلك الأيام الجميلة والرحلات الممتعة من العاصمة إلى مكة والمدينة..
    اقتربنا من مكة فرأيت لافتة كبيرة مكتوبٌ عليها: "لا يُسمح بالدخول لغير المسلمين!"..
    فسألني أبي ذات مرة وقد اقتربنا من الدخول: ها.. هل أنتِ مسلمة؟
    فقلت وكأنما اجتاحتني رهبة وإحساس بالمسؤولية: نعم..!..
    فانطلقنا داخلين.. فشعرت بالفخر والظفر أنني ممن يملكون حق الدخول إلى هذا المكان، والاستمتاع بالرحلة التي أحبها!

    أدركت مبكرا أن قدماي الصغيرتان حين تطوف حول الكعبة فهي تطوف حيث طاف رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده رضوان الله عليهم.. تسعى حيث سعوا.. وتفعل كما فعلوا.. ربما وطئت أقدامي بعض مواضع أقدامهم.. كنت أدرك هذا بوضوح.. ويتردد صداه في داخلي..

    أحببتُ أرض الحرم في مكة والمدينة.. تعلقت بعض المعاني الإيمانية في قلبي وصاحبتني بقية عمري..
    لازلتُ أفخر من صغري أنني قبّلتُ الحجر الأسود كما قبّله الرسول صلى الله عليه وسلم.. ولولا أن النبي صلى الله عليه وسلم قبلّه ما قبلناه.. كما قال عمر رضي الله عنه وكما فعل الصحابة.. فهم قدوتنا في كل شيء..
    وحين مررنا على جبل أحد - لا أنسى منظره وهيبته- ورأيتُ أناسا يصعدون إليه في صف متصل.. فرجوتُ أبي أن نصعد إليه كما صعدوا!.. وكم حزنت حين أعتذر!.. وعند البقيع وقفنا ندعوا لهم!: أنتم السابقون ونحن إن شاء الله بكم لاحقون.. يا له من معنى!
    رأيت مسجد "قباء" أول مسجد كأنه لؤلؤة!..
    ودخلتُ المسجد النبوي ووقفتُ أمام قبره الشريف صلى الله عليه وسلم، وكانت لحظات لا تنسى حين أشاروا لي قائلين: إنـه هنا!..
    أما هنا فأبو بكر.. وهنا عمر..!

    أرى لهذه البداية أثر كبير في حياتي.. ارتبطتُ بها.. ولمستُ أثرها في نفسي.. وفي تكوين عقيدتي وانتمائي.. كانت تلك المناسك ومعايشة تلك الأجواء والقرب الحسي من الأماكن المقدسة والقرب المعنوي من حياة هؤلاء السلف لها أثر عظيم في غرس روح الانتماء والحب لهذا الدين.


    فكرتان طرقتا ذهني في طفولتي المبكرة بعفوية ووضوح.. ولازلتُ أذكر وقعهما:

    الأولى: أتلفت حولي فأشعر أن هناك شيءٌ عظيم جدا في حياتنا؛ ورغم ذلك لا يُقدّره الناس حق قدره!.. ما هو؟
    فيخطر ببالي أنه ((الله))!

    الثانية: ليس لزاما أن يكون والداي دوما على صواب!

    ورغم بساطة هذه الأفكار إلا أنني كنت أشعر حينها بأنها شيء كبير أو كنزٌ عثرت عليه أو هدية غالية لأبعد الحدود!

    نعم.. إنه (الله).. عظيم عز وجل مهيمنٌ على حياتنا..
    كما أنه ليس لزاما أن يكون والداي هما القدوة المثلى لي في الحياة في كل شيء..!

    وبهذه الهدية العظيمة من ربي عصمني الله تعالى من فكرة التقيد بسنة الآباء والأجداد التي اكتشفتُ بعدها عندما كبرت كم هي مذمومة في القرآن الكريم وأنها سبب في ضلال كثير من البشر.
    كان صمتي طويل.. طويل جدا..
    وأسئلتي كثيرة!

    أذكر يوما كانت معلمتى في الابتدائية تحكي لنا موقف كفار قريش من دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم ورفضهم لها رغم معرفتهم أنه صادق وأنه نبي!..
    وهنا وقعت في حيرة .. ولم أقتنع!.. فرفعت يدي وسألتها: كيف يعلمون في أنفسهم أنه نبي؛ ولا يؤمنون؟!
    أظنها فكرت قليلا ثم قالت: لأنهم استكبروا!
    لم تقنعني إجابة معلمتي ولم تدخل رأسي، قلت في نفسي: يبدو أن معلمتى لا تعرف الجواب!.. فلا يستقيم أبدا أن يعلموا في أنفسهم أنه نبي وصادق ويتوعدهم بالنار.. ثم لا يؤمنون به!.. لم أستوعب حينها هذا التناقض!

    المجتمع المحافظ..
    مهما قرأنا في الكتب عن مجتمع الفضيلة والستر والصون والحجاب لا يكون تأثيره وتخيله كمن عاين ذلك بنفسه وشاهد كيف تكون الحياة في ظل هذا النمط.. كيف تكون الحياة أسهل وأمتع وأسلم وأكثر صونا وأمنا للجميع وأكثر قربا من الفطرة السوية والراحة النفسية من غير كبت ولا حرمان..
    بيئة تساعد على الحفاظ على بذرة الإيمان..
    مجتمع يساعد على حراسة الفضيلة وصون الحياء والطهر ..
    مدرسة منضبطة بآداب الشرع وأخلاقيات الإسلام..
    توعية في المدرسة بقضايا الأمة مثل قضية فلسطين.. فنعيش معها ونشعر بها..
    إعلام محلي منضبط إلى حد ما.. حريص على الفضيلة.

    كانت هذه هي المحطة الأولى..

    يتبع إن شاء الله..

    ((أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ))

    --- *** ---
    العلم بالحق والإيمان يصحبه ** أساس دينك فابن الدين مكتملا
    لا تبن إلا إذا أسست راسخة ** من القواعد واستكملتها عملا
    لا يرفع السقف ما لم يبن حامله ** ولا بناء لمن لم يرس ما حملا

    --- *** ---



    فضلاً : المراسلة على الخاص مع الأخوات فقط.

  2. افتراضي

    مُتابعةٌ إنْ شاءَ اللهُ وكُلِّي شوقٌ لكلِّ حرفٍ يُسطَّر في قصَّتك مَعَ السَلَفِيَّة ،
    بارك الله فيكِ ونفع بك أُخيَّتي أميرةُ الجلبابِ .
    قال الله سُبحانه وتعالى { بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ } الأنبياء:18


    تغيُّب

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الدولة
    مِن كل بلاد الإسلام أنـا.. وهُـم مِنـّي !
    المشاركات
    1,508
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    2

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عَرَبِيّة مشاهدة المشاركة
    مُتابعةٌ إنْ شاءَ اللهُ وكُلِّي شوقٌ لكلِّ حرفٍ يُسطَّر في قصَّتك مَعَ السَلَفِيَّة ،
    بارك الله فيكِ ونفع بك أُخيَّتي أميرةُ الجلبابِ .
    أشكرك أختي الكريمة.. يشرفني مرورك وتسعدني متابعتك.

    ((أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ))

    --- *** ---
    العلم بالحق والإيمان يصحبه ** أساس دينك فابن الدين مكتملا
    لا تبن إلا إذا أسست راسخة ** من القواعد واستكملتها عملا
    لا يرفع السقف ما لم يبن حامله ** ولا بناء لمن لم يرس ما حملا

    --- *** ---



    فضلاً : المراسلة على الخاص مع الأخوات فقط.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الدولة
    مِن كل بلاد الإسلام أنـا.. وهُـم مِنـّي !
    المشاركات
    1,508
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    2

    افتراضي

    لما رجعنا إلى بلدنا "مصر" وكنت حينها في المرحلة الإعدادية ..

    لاحظت -للأسف- الفرق الكبير في أشياء كثيرة بين هنا وهناك!..
    لاحظت مثلا كم الإسفاف والابتذال الموجود في الإعلام والمناظر التي تخدش الحياء عمدا.. وصُدمت!
    لاحظت كم المسلسلات والأفلام التي تلهي الناس عمدا.. وتضيع العمر.. وتقتل المروءة والنبل في النفوس.. وتذهب بنخوة الرجال!
    كنت أشعر بالتقزز مما أرى..

    كان هناك فرق كبير بين الحياة في السعودية والحياة في مصر.. المجتمع من حولي .. الصحبة والأصدقاء.. المدرسة .. الإعلام..
    ولما تزامنت العودة إلى مصر مع مرحلة المراهقة.. عشت فترة مليئة بالتقلبات والأفكار المتصارعة والجفاف الروحي.. والأدهى من ذلك البعد عن الجو الإيماني العام الذي كان هناك!
    بدأ المنحنى الإيماني في الهبوط.. لم يكن هناك شيء يساعد على الثبات.. لم يكن ثمّ توجيه إيماني .. كان هناك فراغ روحي كبير وخواء..
    وإحساس يتزايد بمرور الأيام بالألم والضياع والعذاب النفسي!

    بدأت رحلة المعاناة والتفكير الطويل في حالي وحال أهلي .. والمقارنة بين الصور المثالية الباقية في ذهني.. وما فيها من شبه حياة متكاملة طيبة سليمة ملتزمة .. وبين الحياة الواقعية التي أصبحت أعيشها الآن.. كان حالنا هناك أفضل بكثير!
    وظللت أبحث عن السبب..
    ولم يكن عندي من مصادر للمعرفة إلا أقل القليل!..

    سألت زميلة لي يوما: هل تستطيعين أن تستمعي إلى هذا الأغاني أمام والديك؟!
    فأجابت بتبلد: نعم أسمعها أمامهم عادي.. وهما يثقان فيَّ!!
    كانت إجابة صادمة بالنسبة لي!

    كنت أتقزز من رجل يخرج أمام الناس جميعا ليتمايل ويصرّح بكلمات الغزل والهيام يفضح بها نفسه وشهوته!
    كنت أشعر أن هذا شيء مخجل وعديم الحياء!
    هكذا كانت نظرتي وتفكيري ورأيي..!

    كنت أعتبر نفسي محظوظة بعض الشيء بين صديقاتي.. فأنا أعرف ما هو الطريق الصواب وإن لم أكن أسلكه!.. عندي شبه تصور للحياة الكريمة الطيبة وكيف تكون.. ولكني لا أعرف كيف أصل إليها أو كيف أعيشها في هذا المجتمع الغريب!

    كنت أعرف ما ينبغي أن أكون عليه ولكنى لا أطبقه.. كنت أعرف مثلا أن الصحيح هو أن ألبس الحجاب.. بل وأيضا غطاء الوجه -ولكني خلعته هو والعباءة قبل أن تطأ قدمي أرض مصر- لم أكن راضية تماما عن خلع العباءة وفعلتها مكرهة لأن عبائتي وُضعت في الحقائب قبل السفر ويصعب استخراجها وكانت لحظة صعبة أن أنزل من البيت لأول مرة بدونها..
    ورغم أنني نسيتُ بعدها.. أو لنقل لم أعد أشعر بالشعور الذي شعرت به أول مرة.. وتدرج الأمر معي من فرط غفلتي إلى المزيد من التهاون في الحجاب.. إلا أنني كنت أؤمن أن هذا الحجاب وخاصة (غطاء الوجه) هو الصواب من خلال مشاهدات كثيرة ومواقف وتفكير عميق في فلسفة الحجاب ومغزاه.. ومعرفة كانت تتراكم عندي يوما وراء يوم.. حتى أصبحت كاليقين الذي لاشك فيه!

    كنت متفوقة في دراستي أحصل على المراكز الأولى..

    أما في الداخل فكان الصراع الداخلي يتصاعد يوما وراء يوم.. غير راضية أنا عن حالي وغير مرتاحة في حياتي وأشعر بدائرة من الضياع أدور فيها.. ولا أقوى على الخروج.. كانت أمنيتي الكبيرة أن أجد فقط مخرجا أو يدا تمتد إليّ لتنقذني!!

    كان في ذهني صورة جميلة لما ينبغي أن يكون عليه حالي أعرف الكثير من تفاصيلها ولكن ينقصني التطبيق العملي.. ولا أجد في نفسي القدرة على ذلك.. ولا أجد من حولي نموذج حي أمامي يطبق ما أحلم به.. كنت أحلم بأن أعود إلى الحجاب الكامل.. بأن أكون أفضل في علاقتي مع ربي.. لم أجد قدوة ومثال حي يعيش واقعي الذي أعيش فيه بنفس الظروف والملابسات.. ويطبق في نفس الوقت هذه القيم والمعاني والسلوكيات التي أعلمها من ديني..

    كنت أحيانا أنزوي على نفسي أفكر.. وأحيانا أبكي.. وأحيانا أكتب شعرا أو خواطر نثرا تعبر عن حيرتي وضياعي وبحثي عن المجهول..

    كنت كالذي يبحث عن شيء لا يعرفه ولكنه متيقن أنه يفتقده.. كنت متيقنة أنه ينقصني وأنني متعطشة إليه بشدة لا يعرفها إلا من ذاق معنى هذا الحرمان..
    والفقد..
    فقد الهداية والطمأنينة والسعادة والإيمان ..

    يتبع إن شاء الله..
    التعديل الأخير تم 10-14-2012 الساعة 02:36 AM

    ((أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ))

    --- *** ---
    العلم بالحق والإيمان يصحبه ** أساس دينك فابن الدين مكتملا
    لا تبن إلا إذا أسست راسخة ** من القواعد واستكملتها عملا
    لا يرفع السقف ما لم يبن حامله ** ولا بناء لمن لم يرس ما حملا

    --- *** ---



    فضلاً : المراسلة على الخاص مع الأخوات فقط.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    المشاركات
    231
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    متابعة إن شاء الله .........
    اللهم إني أسألك الاخــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلاص
    اللهم إني أعوذ بك من العجب و الرياء
    اللهم أعلي همتي في طلب العلـــــــــــــــــم

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الدولة
    مِن كل بلاد الإسلام أنـا.. وهُـم مِنـّي !
    المشاركات
    1,508
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    2

    افتراضي

    نظرة أخرى على الفرق بين حياتي في السعودية وحياتي في مصر..

    المناهج التعليمية والمدارس..

    كان هناك فرق كبير في منهج التربية الدينية بين مصر والسعودية.. درست هناك المرحلة الابتدائية كلها حتى الصف الأول المتوسط.
    وعندما انتقلت لمصر لاحظت الفرق الكبير..

    المناهج التعليمية هناك كانت أكثر توازنا بين متطلبات العقل والروح..

    فمنهج التربية الدينية في المدراس الحكومية في مصر بالمقارنة بالكتب التي كنا ندرسها في السعودية يعتبر منهج هزيل جدا .. لا يكاد يبني شخصية مسلمة متكاملة قادرة على الصمود أمام تحديات الحياة.
    فهناك كنا ندرس في العام الدراسي الواحد كتاب في العقيدة وكتاب في الحديث وكتاب في الفقه وكتاب قراءة حرة: (صور من حياة الصحابة) ..
    وكان كل كتاب منهم له "سُمك" معتبر!..

    أما في مصر فلم نكن ندرس سوى كتاب هزيل جدا في مضمونه "سمكه رفيع " سيء الطباعة دونا عن باقي الكتب!.. اسمه باختصار "التربية الدينية" .. كم كنت أشعر بالقهر والأسى عندما أنظر إليه وأقارن بينه وبين الكتب التي كنا ندرسها في السعودية!

    وأرى أن ضعف التعليم الديني أو التأسيس الديني في المدارس المصرية هو أحد الأسباب الرئيسية في فساد منظومة التعليم .. ثم فساد مرحلة المراهقة.. ثم مرحلة الشباب... الأمر الذي ينعكس أثره على المجتمع ككل بظهور الفساد فيه..
    وليس أدل على ذلك مما نراه عند عقد المقارنة..

    نعم هناك فساد في كل مجتمع.. ولا أنكر أن المجتمع السعودي فيه مفاسد مثل المجتمع المصري.. ولكن عند النظر إلى المجموع الكلي أو الغالب أجد فرق إلى حد ما ظاهر وجلي على الأقل حتى الفترة التي كنت أعيشها هناك قبل الانتقال.

    مثلا .. -وكم هو مؤسف ودليل على الضعف في العلم الديني- أن نجد بعض المسلمين هنا مثلا لا يعلمون أن "النصارى" كفار.. وتجد نفسك محتاجا لإقناعهم بهذه المسلَّمات في الدين!

    أتمنى أن يرتقي التعليم بشكل عام في وطني والتعليم الديني بشكل خاص.. حتى ترتقي حياتنا نحو الأفضل.

    أعتز بطفولتي التي قضيتها هناك وأشعر أن هذه البلد مني وأنا منها.. أعتز بها وأعتبرها كوطني الأصلي..

    كان هناك أيضا اهتمام بالأنشطة غير المنهجية كالأنشطة الفنية والرحلات والإذاعة.. والتربية النسوية وهي مادة خاصة لمدارس البنات فقط تعني بشؤون المرأة وتدبير المنزل والعناية بالطفل والطبخ والخياطة إلخ.. وهذه المواد كانت تضاف للمجموع بخلاف مصر.. لذا كان الاهتمام بها كبيرا مثلها مثل باقي المواد.. لأنك عندما تدرس وتعرف أن المادة تدخل درجاتها في المجموع تهتم بالدراسة أكثر من حالة عدم كونها داخلة.. وهذا ما كان ينطبق على مواد التربية الدينية والتربية الفنية والنسوية .. حتى النشاط في الفصل أذكر كان عليه حصة من الدرجات.


    المرأة في السعودية تتمتع بحرية أكبر مما تتمتع به المرأة في مصر..!!


    كم أتمنى أن تسعى الدول الإسلامية أن توفر للمرأة المنظومة المتكاملة الملائمة للحجاب دائما في المجتمع المدني..

    في السعودية كانت هناك -ويا للعجب- ألعاب ملاهي كاملة خاصة للنساء فقط.. مدارس خاصة للبنات فقط كل طاقمها التربوي والإداري من النساء.. جامعات خاصة للنساء.. صالات أفراح خاصة للنساء .. أسواق .. حدائق عامة ومتنزهات.. وحدائق حيوان بعض أيام الأسبوع فيها للنساء فقط وبعض الأيام للرجال وبعضها للعائلات .. وهكذا..

    أما في مصر فكان كل شيء مختلط بشكل يدفع للضيق والخنقة!!.. فلا نجد مثل هذه الأماكن التي تأخذ المرأة فيها حريتها..

    حتى كنت أسخر في نفسي وأقول هذه البلد ليس للنساء فيها شيء واحد خاص بهن سوى دورات المياة!..
    أما ما عدا ذلك فكل شيء مشترك .. وكل شيء مختلط!...
    أينما ذهبت وأينما توجهت أجد الرجال يزاحمون النساء وأسوأ ما في ذلك وسائل المواصلات!
    فلم يبق للمرأة خصوصية ولا أماكن تستطيع فيها أن تضع الحجاب مثلا كما هناك !
    فتظل أغلب وقتها بحجابها الكامل إن أرادت أن تخرج من بيتها.. لأن ما من مكان يمكن أن تبرز فيه بشعرها إلا منزلها أو منازل معارفها أو دورات المياة!!

    وبالتالي يحدث ضيق وتضييق على المرأة..
    فإذا أرادت المرأة في عمرها المبكر أن تلبس الحجاب فتراها أحيانا تستصعب الأمر .. وتتخيل كيف يمكنها أن تعيش بالحجاب في هذه الأحوال المحيطة بها؟
    ويكون بالتالي من السهولة بمكان أن تتهيأ نفسيا لرفض الحجاب أو تأجيله أو استثقاله .. بجانب الظروف المجتمعية المحيطة بها والهالة العلمانية والعلمانية التي تلح عليها ليل نهار بعدم تقبل فكرة الحجاب.. أي حجاب.. فكيف بالحجاب الشرعي الكامل.. وترى أنها بذلك تحكم على نفسها وعلى متع حياتها وحرياتها بالإعدام..!!

    في حين أن المرأة في السعودية لا يوجد غالبا لديها هذا الشعور أبدا لأن البلد هناك قد وفرّت لها بالفعل حياة اجتماعية وطبيعية كاملة فهي لا تضطر للبس الحجاب الذي يشنع عليه المشنعون ويلمزون بسببه -جهلا وبهتانا- البلاد بالتشدد!.. والكبت والحرمان والقهر!.. وإلصاق تهمة المجتمع الذكوري به!!.. بينما الحقيقة التي يعرفها من عايشها هناك أو وقف عليها بنفسه أن المرأة لا تضطر للبس هذا الحجاب إلا في مسافة الطريق فقط حين تنتقل من مكان إلى مكان!

    أي أن هذه الهيئة التي يشنعون عليها من حجاب النساء لا تشكل في حياة المرأة السعودية ولا تقتطع من حياتها اليومية سوى ما يقارب ساعة أو بضع ساعة في اليوم كله!
    فهي ترتدي الحجاب فقط عندما تنتقل من مكان إلى مكان .. أما في كل مكان -وهو الأصل- فهي تكون في مجتمع نسائي.. وحياة متكاملة تتمتع فيها بثيابها وكامل زينتها.. تصفف شعرها كل يوم بتسريحة جديدة.. وتلبس كل مرة على أحدث موضة وتتزين بين بنات جنسها كما تشاء..

    أما في مصر فإن المرأة التي التزمت بالحجاب الكامل فهي لا تملك هذه الصلاحيات الواسعة التي تتمتع بها المرأة السعودية.. لذا فهي عرضة دائما لضغوط إجتماعية ونفسية.. ووسوسة من الشيطان تدعوها للتخفف من الحجاب تارة.. أو نبذه بالكلية تارة..
    كما أن البيئة والثقافة العامة للمجتمع تفرض عليها -إذا أرادت الخروج للعمل- أن تعمل في أعمال أغلبها يكون مختلطا بالرجال ولا مفر!.. وهي تعمل بضغط الحاجة تارة وبدعوى أن تثيت ذاتها وتتسلح لمستقبلها!.. تارة.. وتحت تأثير الثقافة العامة المجتمعية التي تصور لها أن العمل هو مرحلة لابد منها مثلها مثل الرجل على السواء وأن هذا هو الوضع الطبيعي لكل "إنسان" بغض النظر عن نوعه.. والفضل في هذا يرجع إلى ثقافة الحرية والتحرر والمساواة العلمانية التي تغلغلت في أفهام كثيرين من الأسر المسلمة حتى صارت من المسلّمات البديهية!

    وهنا لا يصمدن إلا القليل في ظل اجتماع عدة صعوبات.. مثل وجود السخرية والاستهزاء أحيانا ممن ترفض هذا الخط العام .. أو ترفض الانصياع لهذا التيار الجارف حولها وتصر أن تناضل وحدها ضد الأكثرية..
    أو مع وجود أفكار سيئة مسبقة عن الحجاب الكامل (النقاب) حين يظن البعض أنه لباس التشدد أو الرجعية والتخلف أو لباس من تريد أن تسلك مسلكا مشينا في الخفاء!!
    هكذا صوّر لهم الإعلام المصري باحتراف وتدليس وعلى مدار عقود وأزمنة.. بأن هذا الحجاب الكامل (النقاب) رمزا لكل ما سبق من الرجعية والتخلف والتشدد .. فهو رمز لكل شيء سيء.. إلا أن يكون رمزا للطهارة والنقاء!

    فلا تصمد إلا من ارتضت أن تبيع نفسها حقا وتستغني عن الكثير وتتخفف من الدنيا ومتاعها..

    فكيف لي وأنا الضعيفة الحائرة .. وحدي وسط هذا المجتمع.. كيف لي أن أعود إلى هذا الحجاب الذي صرت أفكر فيه كثيرا وأحلم به.. وأتمناه..

    يتبع إن شاء الله..
    التعديل الأخير تم 10-20-2012 الساعة 12:54 AM

    ((أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ))

    --- *** ---
    العلم بالحق والإيمان يصحبه ** أساس دينك فابن الدين مكتملا
    لا تبن إلا إذا أسست راسخة ** من القواعد واستكملتها عملا
    لا يرفع السقف ما لم يبن حامله ** ولا بناء لمن لم يرس ما حملا

    --- *** ---



    فضلاً : المراسلة على الخاص مع الأخوات فقط.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الدولة
    مِن كل بلاد الإسلام أنـا.. وهُـم مِنـّي !
    المشاركات
    1,508
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    2

    افتراضي

    شخصيات تأثرت بها..


    كان لأبي -حفظه الله ورعاه- بصمة واضحة في توجهي التوجه الديني منذ صغري.. وذلك لأنه التزم فترة طويلة في السعودية وأطلق لحيته وكان مواظبا على الصلوات في جماعة ومصاحبا لجماعة المسجد .. معظما للدين.. وصحبنا مرات عديدة إلى الحج والعمرة.. كان يهتم بشراء الكتيبات الدينية وشرائط الكاسيت -تلك التي بدأت استكشافها بعد العودة إلى مصر- وكان له مواقف تربوية إيمانية مؤثرة جدا في حياتي..
    أذكر منها مثلا: كنا في الحرم المكي وكنا في رمضان صائمين نأخذ عمرة وكنت صغيرة ورغم مشقات الطواف والسعي أبقيتُ على صيامي.. وكنتُ أبلل فمي بالماء ثم أمجه ولا أبتلعه.. وكنا نطوف يومها من الدور العلوي.. فلما أصابني الجهد وأردت أن أجلس احتلتُ حيلة.. فكنت أركض بسرعة فأسبق أهلي بمسافة طويلة ثم أجلس قليلا أستريح حتى يتقدموا نحوي فإذا ما حاذوني قمت وركضت أخرى حتى يحاذوني وهكذا قطعت الطواف!.. فلما حان المغرب جلسنا في الدور العلوي محلقين حول الطعام أمام السور مباشرة نطل على الكعبة وتطل علينا.. وكان الجو الروحاني عالي جدا.. أشعر بالسكينة تخيم حولنا وهدوء محبب وطيور الحمام تحلق حول الكعبة وكأن الملائكة أيضا كانت تنتظر!..
    أذكر هذه اللحظات جيدا.. كنت في غاية العطش أنتظر أول كلمة من الأذان بفارغ الصبر.. وأصبّر نفسي.. وبينما نحن كذلك ننتظر وقد غمرتنا مشاعر إيمانية فياضة استشعرناها جميعا.. إذ بالمؤذن يرفع الأذان عاليا.. فانطلقت يدي مباشرة كالسهم نحو كوب الماء الذي وضعته أمامي مباشرة استعدادا لهذه اللحظة.. وهنا لا أنسى ما حدث.. وضع أبي يده على يدي يمسكها.. فنظرتُ إليه.. فإذا هو يتمتم بكلمات.. ففهمتُ منه أنه يريدني أن أتريث لأذكر دعاء الإفطار وأدعو قبل أن أشرب!.. فدعوة الصائم عند فطره مستجابة.. وهكذا فعلت ثم شربت.. والحمد لله.

    كانت فترة التزام أبي هي الفترة الأخيرة من وجودنا هناك ..

    من الأشخاص الذين أثروا فيّ أيضا في السعودية وكان لهم بصمة قوية في حياتي هو.. خالي حفظه الله..

    فهو أول شخص سلفي ملتزم -أحسبه كذلك- أحتك به في حياتي.. وكان ذلك عندما جاءنا مرة هو وأسرته لزيارتنا في السعودية .. زارنا مرتان كل مرة استمرت لمدة أسبوع..
    وسبحان الله الذي قدّر لخالي هذا بالذات من بين جميع الأخوال والأعمام أن يسافر السعودية وأن يأتي لزيارتنا..
    وكانت لزيارته آثارا لا أنساها.. أذكر أهمها وهي مواقف قد تبدو بسيطة في نظر البعض.. ولكنها كانت كبيرة عندي.. وذلك لأدلل فقط على أهمية السلوك الفردي الملتزم للشخص المسلم وأثره فيمن حوله.. وكيف يمكن أن يكون لموقف بسيط عادي من سلوكك الملتزم أمام الآخرين كيف يكون له أثره الكبير الضارب في الأعماق أحيانا أصله ثابت من حيث قوته حين قمت به.. وفرعه في السماء يؤتي أكله كل حين في نفس الآخر.. من حيث لا تدري أنت!

    الموقف الأول: وهو خارج من إحدى الغرف وبيده المكنسة الكهربائية!
    نعم.. كنا ننظف المنزل فقام وأخذ يساهم معنا في التنظيف !!

    تذكرت ما قرأته عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان في منزله يكون في مهنة أهله.. حتى إذا جاء وقت الصلاة خرج ليصلي.. وهكذا فعل خالي!

    الموقف الثاني: كنا نسير في الطريق عائدين من الحديقة وكان الوقت ليلا.. وفجأة يلتفت إلى زوجته ويكتشف أنها نسيت ووضعت طبقة واحدة من حجابها على وجهها .. وكانت تلك الطبقة غير كافية للستر.. فغضب منها وعنّفها.. فاعتذرت له أنها نسيت ولم تنتبه..
    هذا الموقف أضاف رصيدا لا يُستهان به عندي لأهمية الحجاب في حياتي فيما بعد..

    الموقف الثالث: كنا في البيت فجلس معي وأحضر المصحف وأخذ يعلمني بعض أحكام التلاوة وعلامات الوقف..
    في مشهد لا أستطيع أن أنساه من ذاكرتي ما حييت.. ولا أنسى ما علمنيه لمدة طويلة !

    الموقف الرابع: وهو أقواها وأشدها تأثيرا..
    كان المذياع في يد زوجته تقلب في القنوات.. وفجأة تصاعد منه صوت الموسيقى.. فانتبه بسرعة وأغلق المذياع.. وقال لها بلهجة جادة حازمة ومباشرة: (إن الذين يستمعون إلى الموسيقى يصب في آذانهم "الآنك" -أي: الرصاص المذاب- يوم القيامة)!!
    وبغض النظر عن صحة هذا الأثر.. إلا أنني فزعت من الكلمة.. وكرهت الموسيقى من صغري .. واتخذت منها موقفا سلبيا جدا..
    وبقيت كذلك حتى كبرت.. وبقي هذا الأثر معي حتى بعد أن انحدر مستواي الإيماني لما رجعنا إلى مصر.. نعم أهملت الاحتراز منها في تلك الفترة المنحدرة.. ولكن بقيت رغم هذا الانحدار أكره الموسيقى فلم أشتري يوما شريط كاسيت موسيقى أو أغاني في حياتي .. وبهذا عصمني ربي من صغري والحمد لله رب العالمين.

    ولي مع الموسيقى قصص ومواقف ربما أحكيها لكم في شريط آخر..

    ومن الأشخاص أيضا الذين تأثرتُ بهم في صغري.. مدرّستي في الابتدائية -وكنتُ في مدرسة خاصة أول الأمر-.. كانت مدرّسة فلسطينية جميلة متدينة غيورة على الدين .. وكنا نحبها لأنها تلعب معنا.. وكانت لها مواقف تربوية إيمانية تتعمد أن تسقيها لنا .. وكانت تذكّرنا بين الحين والآخر بقضية فلسطين.. فأحببناها وأحببنا فلسطين وشعرت معها أن فلسطين جزءا مني..

    يتبع إن شاء الله..
    التعديل الأخير تم 10-19-2012 الساعة 10:41 PM

    ((أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ))

    --- *** ---
    العلم بالحق والإيمان يصحبه ** أساس دينك فابن الدين مكتملا
    لا تبن إلا إذا أسست راسخة ** من القواعد واستكملتها عملا
    لا يرفع السقف ما لم يبن حامله ** ولا بناء لمن لم يرس ما حملا

    --- *** ---



    فضلاً : المراسلة على الخاص مع الأخوات فقط.

  8. افتراضي

    أشكرك أختي الكريمة.. يشرفني مرورك وتسعدني متابعتك
    رفع الله قدركما .. أنتما قدوتاي ومعلماتي .. وأتعلم منكم الكثير والله .. أسأل الله أن يرضى عنكما ويرضيكما .. ولايحرمنا من مشاركاتكم النافعة الرائعة بحق .. جزاكم الله خير وكتب الله أجركم أستاذة أميرة الجلباب وأستاذة عربية

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الدولة
    مِن كل بلاد الإسلام أنـا.. وهُـم مِنـّي !
    المشاركات
    1,508
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    2

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عبد الملك السلفية مشاهدة المشاركة
    متابعة إن شاء الله .........
    جزاكِ الله خيرا أختى أم عبدالملك.. تسعدني متابعتك.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة wsayashaheeda مشاهدة المشاركة
    رفع الله قدركما .. أنتما قدوتاي ومعلماتي .. وأتعلم منكم الكثير والله .. أسأل الله أن يرضى عنكما ويرضيكما .. ولايحرمنا من مشاركاتكم النافعة الرائعة بحق .. جزاكم الله خير وكتب الله أجركم أستاذة أميرة الجلباب وأستاذة عربية
    جزاكِ الله خيرا أختى الكريمة وصايا شهيدة .. أما أنا فلا أستاذة ولا شيء .. وهذا من حسن ظنك بارك الله فيك..
    أشكرك على المرور الكريم..

    ((أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ))

    --- *** ---
    العلم بالحق والإيمان يصحبه ** أساس دينك فابن الدين مكتملا
    لا تبن إلا إذا أسست راسخة ** من القواعد واستكملتها عملا
    لا يرفع السقف ما لم يبن حامله ** ولا بناء لمن لم يرس ما حملا

    --- *** ---



    فضلاً : المراسلة على الخاص مع الأخوات فقط.

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الدولة
    مِن كل بلاد الإسلام أنـا.. وهُـم مِنـّي !
    المشاركات
    1,508
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    2

    افتراضي

    كأن الله تعالى علمني قبل أن أتعلم.. وعصمني قبل أن أضل.. وكان هو المتفضل عليّ ابتداءً وانتهاءً.. وهو الذي رباني تربيةً بعد تربية.. فله الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه..

    الحياة المدرسية في السعودية والمجتمع والإعلام.. ساعد كل ذلك على حفظ بذرة الحياء في داخلي.. فلم يكن هناك اختلاط مستهتر ولا غير مستهتر .. الحياة هناك عامة لم يكن فيها ما يساعد على خدش الحياء.. بل يساعد على الحفاظ عليه.. لم يكن هناك التكشف والعري والتبرج الذي يلوث الفطرة كما في مصر.. كان مجتمعا نظيفا في نظري ونقيا بالمقارنة بالمجتمع المصري!

    حصلت لي نكسة دراسية في الصف الثالث الإعدادي.. فبعد أن كنت الأولى على المدرسة تغير حالي وانتكس مستواي الدراسي آخر العام وأصبت باكتئاب واهتزاز في الثقة.. وكثرة بكاء.. ولم أكن في هذه الفترة محافظة على الصلوات ولا على الحجاب.. ولم يكن حولي دعم نفسي مناسب.. حاولت أن أخرج من نكستي بنفسي .. أغلقت الباب على نفسي.. واصلت في الأيام الأخيرة المذاكرة لساعات طويلة .. استطعت بجهد جهيد وبعد فضل الله أن أحصل على درجات متقدمة في الشهادة الإعدادية وترتيب لا بأس به على مستوى المحافظة..
    وكانت هذه النكسة هي بداية رحلة التفكير ..

    كان كلامي قليلا جدا.. وتفكيري طويل..
    صمتي الطويل كان علامة مميزة وملازمة لي.. حتى ربما اشتكى من ذلك بعض أهلي وعاتبوني..
    وبعد أن كبرت.. تبينت أو اكتشفت أن هذه السمة فعلا زائدة عندي عن حدها.. وأنني ينبغي أن أتكلم!.. نعم.. اكتشفت أنني في مواقف كثيرة كان ينبغي أن أتكلم ولم أكن أفعل.. اكتشفت أنني ضعيفة جدا في التعبير عن نفسي وعما حولي.. بل لا أكاد أفعل ذلك أصلا.. ومن الذي سيستمع لي أصلا.. لا أحد.. هكذا تخيلت.. تخيلت أن كلامي ليس له قيمة ولا داعي له.. فلا ضير أن يظل حبيسا في صدري..
    ربما لأنني في طفولتي لم نكن نحتك بأناس كثيرين.. ربما لطبيعة التربية في البيت.. ربما لأنني الكبيرة بين إخوتي.. ربما..
    من الأشياء التي كنت أتمناها بشدة في هذه الفترة ولا أجدها وحز ذلك في نفسي... كنت أتمنى أن أجد من يكلمني!.. هكذا ببساطة.. كنت متشوفة أن يكلمني أحد.. أي أحد!.. كانت تمر بي أحداث كثيرة تستحق أن أتكلم عنها وأخبر بها.. ولكن يخيل إلي أني لا أجد من يستمع إليّ أو أفضي إليه.. ثم يأتي حدث أشد من الأول فلا أجد أيضا من أتحدث إليه.. وهكذا .. فتموت الرغبة في الحديث في داخلي رويدا ورويدا حتى أزهد فيها!..

    كان هذا اكتشافا خطيرا.. أنني قليلة الكلام جدا.. لا أجيد التعبير عن نفسي ولا أجد لهذا داعي .. ضعيفة التواصل مع الآخرين ..

    أتأمل أحيانا ثرثرة بعض النساء من أقاربي وأكاد أجزم أن هذا معجزة!!.. أتسائل كيف تستطيع هي أن تأتي بكل هذا؟!.. كيف تستطيع أن تذكر كل هذه التفاصيل وتفاصيل التفاصيل وتحفظ هذا الكم من الأحداث الصغيرة والكبيرة وتعلق على كل شيء!!..
    أشعر أن ذبذبة التركيز عندي غير متوافقة مع زخم كلامها .. فأسرح منها ولا أركز.. وأتركها حتى تنتهي من الحديث ثم أعلق بشكل عام أو على آخر جملتين!!
    مستواي في الثرثرة يكاد يساوي الصفر..!
    وأتسائل بصدق -حتى اليوم- كيف يفعلنها؟!

    إحدى صديقاتي الملتزمات قالت لي بصراحة: أن من عيوبي أنني لا أتحدث عن نفسي!
    وهذا صحيح..
    لما اكتشفت صفتي هذه في مرحلة متأخرة نوعا ما.. بدأت أحاول التدريب على الكلام.. وأدفع نفسي للكلام دفعا وأحملها عليه .. استغرق الأمر مني وقتا طويلا وجهدا.. لاحظت في البداية أنني إذا تكلمت وجدتُ من حولي ينظرون لي ويسكتون ليرون ماذا أقول!!.. وكان هذا متزامنا مع بداية إلتزامي..

    الحمد لله استطعت أن أتغلب على هذه المشكلة إلى حد كبير.. وأن يصبح كلامي في حد معتدل.. خاصة بعد أن دفعني إلى ذلك دفعا أن علمت بعض القواعد من المنهج السلفي وهي: ((وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)) - ((عدم جواز تأخير البيان عن وقت الحاجة)) - ((وجوب رد الغيبة إن أمكن أو مغادرة المجلس))- ((وجوب الدعوة إلى الله وبيان الحق الذي معي للناس)).. وهكذا.. فكان لزما عليّ أن أتدرب على الكلام والبيان أكثر وأكثر..

    ومن هنا كان المنهج السلفي -وطبعه الاتزان في كل شيء - كان فيه علاجا لمشكلتي..

    وكذلك ما قرأته قريبا من فعل الصحابة -وهي فائدة لدكتور عبدالله الشهري- حيث يقول:
    يتردد بعض الناس عن التعبير عن أنفسهم بحيث يتحرجون من ذكر ما يحبون ويكرهون بكل شفافية و صراحة. ولا أتحدث عن الأشياء الشخصية أو السرية وإنما عن العادات والمرغوبات الحياتية وربما نظر بعض هؤلاء الناس إلى بعض طلبة العلم فاقتبسوا منهم شيئاً من هذا التحرج، ولكن الصحابة رضي الله عنهم يعلّمونا درساً في الانفتاح والصراحة أو قل درساً في "الصحة النفسية" و "الثقة بالنفس" وهم يحدثون الناس عما يحبون ولو كان من أمور الدنيا، ففي صحيح البخاري من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أنه قال: "إن كنا لنفرح بيوم الجمعة كانت لنا عجوز تأخذ أصول السلق فتجعله في قدر لها فتجعل فيه حبات من شعير إذا صلينا زرناها فقربته إلينا وكنا نفرح بيوم الجمعة من أجل ذلك وما كنا نتغدى ولا نقيل إلا بعد الجمعة والله ما فيه شحم ولا ودك".
    وفي هذه القصة عبر ودروس أخرى، ولكني أشرت إلى واحدة.
    اهـ.

    وبعد كل هذا قالت لي أختي قريبا: أنت لا تتحدثين عن نفسك كثيرا.. أنت لا تظهر شخصيتك إلا إذا تكلمتِ في الدين!
    وهذا صحيح.. إذا تكلمت في مسألة تتعلق بالدين في مجتمع ما.. فربما أسهب في الحديث ولا يوقفني شيء!
    أما إذا تحدثت عن نفسي فلا أجد ما أقول!.. وأجاهد نفسي لأقول!
    ومن الأدلة .. هذا الموضوع الذي أكتبه الآن.. يعلم الله كيف جاء!

    ورغم ذلك.. لازلت سعيدة بهذه الصفة وأعتبرها ميزة.. حتى لو ظهرت للناس خلاف ذلك .. وأعتبرها أيضا مما عصمني الله تعالى به من كثير من الزلل ورباني بها تربية.. والحمد لله رب العالمين.

    يتبع إن شاء الله.

    ((أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ))

    --- *** ---
    العلم بالحق والإيمان يصحبه ** أساس دينك فابن الدين مكتملا
    لا تبن إلا إذا أسست راسخة ** من القواعد واستكملتها عملا
    لا يرفع السقف ما لم يبن حامله ** ولا بناء لمن لم يرس ما حملا

    --- *** ---



    فضلاً : المراسلة على الخاص مع الأخوات فقط.

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الدولة
    مِن كل بلاد الإسلام أنـا.. وهُـم مِنـّي !
    المشاركات
    1,508
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    2

    افتراضي

    ومع هذه النكسة الدراسية التي مرت بي وحالة الاكتئاب.. كنت أفكر في حالي..
    استمرت مرحلة الضياع أو الخواء الروحي فترة المراهقة لمدة خمس سنوات.. كانت مرحلة سيئة.. كنت أنتظر فيها أن يُرمى لي طوق نجاة لأتعلق به.. لأجد طريقي.. لأعرف هدفي في الحياة.. وأحدد مستقبلي..!!
    من الطبيعي أن أبحث عن السبب وأبحث عن النجاة والراحة لروحي المعذبة ..
    أتلهف إلى أي يد تمتد إليّ أو كلمة تنصحني أو إشارة ترشدني.. أي إشارة!.. ثم ما هو هدفي في الحياة؟!

    مصادر المعرفة حولي قليلة.. وتبا لهذا التلفاز الذي لم يساعدني في شيء.. بل كان يدمر ما بقي..
    صوت ضعيف يأتي من المسجد البعيد إذا سمعته أحاول أن أتصنت.. فألتقط بعض الجمل أو بعض الكلمات..
    لم أكن أعرف طريق مسجد.. ولا حلقات.. ولا شيخ!.. وأظن أنني لم أدخل مسجدا منذ جئت من السعودية إلا مرة أو مرتين!!
    حتى الإذاعة المدرسية كانت ضعيفة.. وفي النهاية منعوها أن تذاع في مكبر الصوت.. وكأنهم يتعمدون إحكام الحصار عليّ..
    المناهج الدراسية ضحلة.. كتاب "التربية الدينية" هزيل لا أجد فيه علاجي ولا يشفي غليلي.. أشعر بالحنق على العملية التعليمية برمتها وعلى المسؤولين!
    نسيت قضية فلسطين ولم أعد أسمع عنها شيء ولا أدري ما يحدث فيها..
    لا مكان لكلمة (الإسلام) لا في المناهج العلمية البحتة ولا في الإعلام .. لا تُذكر الكلمة إلا على استحياء! أو مواربة!

    شيء واحد وجدته.. كتيبات قليلة هنا وهناك .. ظهرت أمامي.. هي من بقايا ما أحضره أبي من هناك.. كنت أتناولها بلهفة!.. وأقرأها مرة بعد مرة.. بدأت أبحث عنها في كل مكان في البيت.. وجدت أيضا بعض الشرائط الكاسيت .. كانت عندي كالكنز!!.. دون مبالغة!
    ذهبت وحدي إلى منزلنا القديم الذي حططنا فيه رحالنا أول مرة عند عودتنا من هناك.. أخذت أقلب في الحقائب والصناديق القديمة بحثا عن أي (شريط أو كتاب).. سعادتي عظيمة عندما أعثر على أي شريط أو كتاب.. ترددت على المنزل القديم أكثر من مرة لا لشيء إلا للبحث عن هذا الكنز!.. كنزي كان (شريط واحد أحيانا أو كتاب).. حتى أتيتُ عليها كلها ولم يعد هناك شيء!

    لم أكن أعلم طريق المكتبات!.. ولم يكن عندنا في بلدتنا مكتبة لهذه الكتيبات أو الأشرطة أصلا.. أو أنني لم أشاهد هذا أبدا في ذلك الوقت..
    بل ربما كنت أظن أن هذه الأشياء (الكتيبات الدينية والشرائط) ليس لها مثيل هنا في مصر إلا في أماكن معدودة..

    في المرحلة الثانوية وفي حصة الأحياء.. كان أول درس عن نظرية دارون ولامارك!.. رفعت يدي في الفصل.. وقلتُ للمدرسة:
    كيف ندرس هذا الكلام.. وعندنا في الإسلام أن آدم عليه السلام هو أول البشر..
    نظرت إلي وقالت: لا دخل لي بهذا .. هكذا هو المنهج!!

    في آخر المرحلة الثانوية تعرفت قدرا على زميلة لي في المدرسة في الشعبة الأدبية كانت نصرانية وأسلمت سرا.. لم يكن يعلم بإسلامها إلا القليل.. كانت هذه الفتاة بمثابة حجر ألقي في بركة مياه راكدة في داخلي فحرّكها!
    تأثرت بقصتها جدا.. التقيتها وتحدثت معها.. وتكرر لقائنا لعدد محدود من المرات وبحذر.. فقد كان معروفا عني ميولي الدينية في المدرسة! فلا أريد أن أؤذيها وهي تخفي إسلامها.. وكنت متشوفة للقائها دائما.. بل متلهفة!.. وكأنها تملك سرا أبحث عنه!.. كيف غيرت دينها؟!.. كيف استطاعت أن تقاوم التيار؟!.. كيف ستعيش؟!.. تحدثت عن نفسها .. عن إسلامها.. عن تعذيب أهلها لها لما أحسوا بأمرها.. عن إجبارهم لها على الذهاب للكنيسة أياما مضاعفة في الأسبوع.. عن صلاتها في السر وصيامها.. عن رؤيتها لمستقبلها.. كنت مشدوهة بكلامها!
    وذات مرة ضممتها إلى صدري بعمق.. أريد أن أثبّتها وأُشعِرها أنني معها.. أو لأستمد منها شيئا لقوتي.. فشعرت لأول مرة منذ مدة بنوع من المشاعر الإنسانية والدينية يتحرك داخلي بعنف.. دعوت لها كثيرا وبكيت لأجلها.. كنت أتمنى أن أساعدها ولم أعرف كيف!


    مرت هذه السنون العجاف بدوامة وغيوم..
    كنت أدعو ربي أن يرزقني حسن الرفيق دوما وأبدا.. ثم أتسائل هل يستجيب الله دعائي وأنا على هذه الحال من البعد عنه!!
    شيئان لم أفقدهما رغم كل شيء.. غيرتي على الدين .. وحيائي!

    عندما انطلقت إلى الجامعة كان من الطبيعي أن يلازمني بحثي عن المفقود..


    يتبع إن شاء الله..

    ((أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ))

    --- *** ---
    العلم بالحق والإيمان يصحبه ** أساس دينك فابن الدين مكتملا
    لا تبن إلا إذا أسست راسخة ** من القواعد واستكملتها عملا
    لا يرفع السقف ما لم يبن حامله ** ولا بناء لمن لم يرس ما حملا

    --- *** ---



    فضلاً : المراسلة على الخاص مع الأخوات فقط.

  12. #12

    افتراضي

    رائِع أختي أميرة سردك المُتسلسل للأحداث
    لم يتسنَ لي المُتابعة والقراءة إلّا الآن (:
    أكملي ومتابعون
    أعظَم مَن عُرِف عنه إنكار الصانع هو " فِرعون " ، ومع ذلك فإن ذلك الإنكار ليس حقيقيا ، فإن الله عزّ وَجَلّ قال عن آل فرعون :(وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا)
    وبُرهان ذلك أن فِرعون لَمّا أحسّ بالغَرَق أظْهَر مكنون نفسه ومخبوء فؤاده على لسانه ، فقال الله عزّ وَجَلّ عن فرعون : (حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ)

  13. افتراضي

    وبعد كل هذا قالت لي أختي قريبا: أنت لا تتحدثين عن نفسك كثيرا.. أنت لا تظهر شخصيتك إلا إذا تكلمتِ في الدين!

    أحسنت أختي كلام رائع وجميل
    أكملي فإني من المتابعين

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    274
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    وأنا كذلك متابعة
    حفظك الله أختاه ما أجمل كلامك!
    إنَّ سيرةَ محمّدٍ -صلى الله عليه وسلّم- تقتضي تصديقَهُ ضرورةً وتشهد له بأنَّه رسول الله حقًّا، فلو لم تكن له معجزةٌ غير سيرتِه لكفى. ابن حزم/ الفصل.

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء