صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 45 من 61

الموضوع: تعليقات حول : إلى من يسأل عن دليل أن محمدًا صلى الله عليه وسلم مرسلٌ

  1. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عادل أحمد أحمد مشاهدة المشاركة
    أنا اعتذر عن الغيبة.
    ولنعود إلى موضوع النقاش:
    إن النقاش عن طبيعة البدوي في شبه الجزيرة العربية وقدرته على (الكلام) مسألة ليست بتلك القوة البرهانية التي تتحدث عنها، إن محمد مرسل - كما يقول - للعالمين، فإقناعه لمجموعة من البدو في صحراء، باستخدام السجع أو اللغة ليس دليل فلسفي ولا طبيعي على مسألة الوجود.
    أنا الآن في القرن الواحد والعشرين، وأنا من وجهة نظر إسلامية مكلف بهذا الدين، وكل العالم مكلف به، وأنا لا يقنعني نص مموسق بأن هناك إله أوجد الكون، فهل هناك أي برهان قدمه محمد على نبوته غير أنه كان ((معجز)) في اللغة؟؟ وهذا إن اعتبرنا أن اللغة شيء يمكن أن يعجز أحد.
    القران الكريم لم يفحم مشركي العرب بسجعه ونظمه اللغوي البديع فقط ... بل افحمهم بقوة حجته و بما يحمله من منطق عقلاني و معاني اخلاقية واخبار تاريخيه وحقائق كونية

    وادا كنت تريد برهانا علمياً فيزيائيا او فلكيا او .... فما اكثر الحقائق العلمية التي اخبر بها القران (مند الف واربعمية سنة) ولم يتوصل لها علماء الغرب الا مند عشرات السنين ..
    فاعجاز القران شامل للبلغاء والفيزيائيين والاطباء (علم الاجنة) والفلكيين والمفكرين والمشرعين والقانونييين والمؤرخين والتربويويين .. وما من قظية عالجها القران الا فاق فيها اهل التخصص
    اطلبوا الموت .. توهب لكم الحياة
    ان موتكم هو في حياتكم مهزومين .. وان حياتكم هي في موتكم منتصرين

  2. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Maro مشاهدة المشاركة
    سمعتوا آخر نكتة ؟
    واحد ملحد زعلان من الإعلام ومتضايق منه !
    هههههههههههههههههه
    الحمدلله الذي هدانا إليه

    ۞ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله ۞

    "" ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لا يعقلون"""

  3. #33

    افتراضي

    مروّع هوَ كم التغافُل عن نقاط الطرح من طرفك ياعادِل !!
    ومن قالَ لكَ أصلاً أن القرآن الكريم كتاب الله تعالى وكلامه سُبحانه جاء _ أو المفروض أن يكون _ كتاب فيه كل معارِف الكون بِتفاصيلها وكتالوجها الجاهِز حتّى يكونَ مُعجزاً ..؟؟!!
    أتعلَم أنّ هذا لو كان بتفصيل وبدون اشارات فقط في هذا الكتاب لأبطَل قيمة الإستخلاف والأمر بالتعمير والعلم وهوَ مُراد الله تعالى من خلق الخلق , فماقيمة العلم والعمل والصناعات والتقدّم البشري إن هُيئ وشُرح بتفاصيله ..؟؟!
    ثُمّ حين يبقى هذا الكتاب معجزاً لِكل العصور وسيستمر حتّى نلتقي جميعاً أمام الخالق فبلا شكّ جاء فيه مبهرات لكل عصرٍ من العصور تتكشّف تبعاً لتيسير الله تعالى فيما يناسب كل عصر , وكانت في عصر التنزيل ومازالت لغته وبلاغته ونظمه مجال تحدٍّ مفتوح , كون أهل ذاكَ العصر أساطين لغة وأقحاح بلاغة ! إلّا إن كُنتَ تُنكرُ هذه فتلِك حالةٌ أخرى !!
    أمّا إعجاز كتاب الله بمجمله فلا يقف عند عصر معين، ولا يحد بثقافة وما يلفت أنظارنا من أعماق الإعجاز العلمي في القرآن الكريم إنه هضم معلومات البشر العلمية الصحيحة منذ نزل, وتمشت معلومات البشر العلمية الصحيحة (قديمها وحديثها) مع ما أثاره القرآن الكريم من قضايا العلم , ولو بحثتَ وتجرّدت لما فيه من أسرار اعجازات حولَ ماتُدندن لوجَدت مايُذهب العقول , ولكنه الهوى ولاشيئ سواه !!
    التعديل الأخير تم 11-02-2012 الساعة 01:13 AM
    أعظَم مَن عُرِف عنه إنكار الصانع هو " فِرعون " ، ومع ذلك فإن ذلك الإنكار ليس حقيقيا ، فإن الله عزّ وَجَلّ قال عن آل فرعون :(وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا)
    وبُرهان ذلك أن فِرعون لَمّا أحسّ بالغَرَق أظْهَر مكنون نفسه ومخبوء فؤاده على لسانه ، فقال الله عزّ وَجَلّ عن فرعون : (حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ)

  4. #34
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    الدولة
    مصرى مقيم بالخارج
    المشاركات
    2,815
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    8

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عادل أحمد أحمد مشاهدة المشاركة
    لذلك لا يمكن أن يكون (جمال المعنى) دليل يمكن أن يقدمه شخص على برهان شيء ما.
    الزميل لم يفهم بعد -حتى هذه اللحظة- التحدى القرآنى !
    لم يفهم بعد أن المعضلة ليست فى الـجمال... وإنّما فى الـكمال
    كتابٌ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه... جلّ ما يوصف به أنه جميل ؟؟؟
    أهذا كل شىء؟؟؟
    سحقاً لهكذا عقول منكوسة !
    مَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ فَلْيُطِعْهُ مَا اسْتَطَاعَ
    فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الآخَرِ !

  5. #35

    افتراضي

    يقول الملحد :
    إن الأدوات (لم، لما، لام الأمر) هي من جوازم الفعل المضارع التي تجزم فعلاً واحداً، وليس صحيحاً أن تقول (لم يطيقون) ولكن الصحيح (لم يطيقوا) لأنه فعل مضارع مجزوم بحذف النون لأنه من الأفعال الخمسة
    وهذا التعليق :
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...C5%E1%CD%C7%CF
    التعديل الأخير تم 11-02-2012 الساعة 10:40 AM
    مقالاتي
    http://www.eltwhed.com/vb/forumdispl...E3%DE%CF%D3%ED
    أقسام الوساوس
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...5-%E3%E4%E5%C7
    مدونة الأستاذ المهندس الأخ (أبو حب الله )
    http://abohobelah.blogspot.com/

  6. #36
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    الدولة
    أرض الاسلام
    المشاركات
    70
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ده كله في الاعجاز البلاغي !!

    ده لسه سكتك طويلة يا عادل
    أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ
    ..................
    مدونة بن خضير
    http://ibnkhodair.blogspot.com/

    Facebook
    https://www.facebook.com/ahmedelshaf3i

  7. #37
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    2,207
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    5

    افتراضي

    ولكن الصحيح (لم يطيقوا) لأنه فعل مضارع مجزوم بحذف النون لأنه من الأفعال الخمسة
    بل الصحيح أن تقول: "لأنه فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة - والأفضل ان تركز في أصل الموضوع وتتفضل برد البرهان
    "العبد يسير إلى اللـه بين مطالعة المنة ومشاهدة التقصير!" ابن القيم
    "عندما يمشي المرؤ على خطى الأنبياء في العفاف, يرى من نفسه القوة والعزة والكبرياء. بينما يعلم المتلوث بدنس الفحش الضعف من نفسه والضعة والتساقط أمام الشهوات"


  8. #38

    افتراضي

    وبما أن الملحد "ضليع" في اللغة ..ويستغل سهو قلم ليشنع ..
    اقتربت الساعةُ وانشقَّ القمر - عن غزالٍ صاد قلبي ونفر
    هذا البيت المدعى مكسور وزنه ، فالذي اختلقه ليطعن على القران ، واضح أنه لم يبلغ سنة أولى شعر ..وحسبك به تفنيدا..
    التعديل الأخير تم 11-03-2012 الساعة 08:18 PM
    مقالاتي
    http://www.eltwhed.com/vb/forumdispl...E3%DE%CF%D3%ED
    أقسام الوساوس
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...5-%E3%E4%E5%C7
    مدونة الأستاذ المهندس الأخ (أبو حب الله )
    http://abohobelah.blogspot.com/

  9. #39
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    الدولة
    مصرى مقيم بالخارج
    المشاركات
    2,815
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    8

    افتراضي

    المضحك أن الزميل الملحد بعد طول صمت... جاء وفاجأ الجميع بشىء آخر بعيد عن الموضوع !
    الدكتور "هشام" يسأل: (لماذا لم يستجب العرب للتحدى القرآنى بأن يأتوا بسورة من مثله) ؟
    فإذا بالملحد يأتينا بأبيات شعر !
    يابنى -ربنا يهديك- بنقول لك: (عايزين تحدى) !
    هل هذه الأبيات كان غرضها خوض التحدى؟
    مَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ فَلْيُطِعْهُ مَا اسْتَطَاعَ
    فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الآخَرِ !

  10. افتراضي

    لا أراه زميل ملحد طالب حق بل يجادل من أجل جدال فقط
    لف ودوارن
    الحمدلله الذي هدانا إليه

    ۞ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله ۞

    "" ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لا يعقلون"""

  11. #41
    تاريخ التسجيل
    Aug 2012
    المشاركات
    1,058
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الاخوه الكرام لا اعلم ان كنتم تشاطروني الراي في ان ملحدي الفيسبوك و اليوتوب ضعيفي المستوى مقارنة مع الملحدين الذين كنا نجدهم هنا في الايام الاولى للمنتدى فقادة الالحاد في الفايس بوك لا يستطيعون مقارعة حتى عضو عادي هنا فكيف بمحاور ...

  12. #42

    افتراضي

    الشاعر الجاهلي امرؤ القيس (520 م - 565م) يقول في قصيدة له:
    اقتربت الساعةُ وانشقَّ القمر - عن غزالٍ صاد قلبي ونفر
    أحور قد حرتُ في أوصافه ناعس الطرف بعينيه حَوَر
    مرَّ يوم العيــد في زيـنته فرماني فتعاطى فعقر
    بسهامٍ من لِحاظٍ فاتــكِ فتَرَكْني كهشيمِ المُحتظِر
    وإذا ما غــاب عني ساعةً كانت الساعةُ أدهى وأمرّ
    كُتب الحسنُ على وجنته بسَحيق المِسْك سطراً مُختصَر
    عادةُ الأقمارِ تسري في الدجى فرأيتُ الليلَ يسري بالقمر
    بالضحى والليلِ من طُرَّته فَرْقه ذا النور كم شيء زَهَر
    قلتُ إذ شقَّ العِذارُ خدَّه دنت الساعةُ وانشقَّ القمر
    ومن أقواله أيضاً:
    أقبل والعشاقُ من خلفه كأنهم من كل حدبٍ يَنْسلون
    ومن أقواله أيضاً:
    يتمنى المرء في الصيف الشتاء حتى إذا جاء الشتاء أنكره
    فهو لا يرضى بحال واحد قتل الإنسان ما أكفره
    ويقول أيضاً:
    إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها
    تقوم الأنام على رسلها ليوم الحساب ترى حالها
    يحاسبها ملك عادل فإما عليها وإما لها
    أما الشاعر الجاهلي النابغة الذبياني المتوفى عام 605م فهو يقول:
    ألم ترَ أن اللهَ أعطاك سورةً ترى كل مَلِكٍ دونها يتذبذبُ
    بأنك شمسٌ والملوكُ كواكبٌ إذا طلعَت لم يبْدُ منهنَّ كوكبُ
    تفضّل ياعادِل , وعليكَ أن تختر بعناية من تتلمذ على يدِه في أصول الإلحاد وإلقاء الشُبهات (:

    هذه الشبهة منقوضة بأكثر من عشرين وجها ، وبيان ذلك فيما يلي :
    الوجه الأول : أن هذه الأبيات ليس لها وجود في كتب اللغة والأدب ، وقد بحثنا في عشرات من كتب البلاغة والأدب واللغة والشعر المتقدمة ، ولم يذكر أحد شيئا من الأبيات السابقة أو جزءا منها .

    الوجه الثاني : أنه لا توجد هذه الأبيات في ديوان امرىء القيس ، على اختلاف طبعاته ، ونسخه ورواياته ، ولو كانت إحدى الأبيات السابقة صحيحة النسبة إليه أو حتى كاذبة لذكرت في إحدى دواوينه .

    الوجه الثالث : أن أي متخصص وباحث في الأدب العربي ، وشعر امرئ القيس على وجه الخصوص يعلم أن شعر امرئ القيس قد وجد عناية خاصة ، وتضافرت جهود القدماء والمحدثين على جمعه وروايته ونشره ، وهناك العديد من النسخ المشهورة لديوانه كنسخة "الأعلم الشنتمري" ، ونسخة "الطوسي" ، ونسخة "السكري" ، ونسخة "البطليوسي" ، ونسخة "ابن النحاس" وغيرها ، ولا يوجد أي ذكر لهذه الأبيات في هذه النسخ ، لا من قريب ولا من بعيد ، فهل كان هؤلاء أعلم بشعر امرئ القيس ممن عنوا بجمعه وتمحصيه ونقده .

    الوجه الرابع : أنه حتى الدراسات المعاصرة التي عنيت بشعر امرئ القيس وديوانه ، وما نسب إليه من ذلك ، لم يذكر أحد منهم شيئاً من هذه الأبيات لا على أنها من قوله ، ولا على أنها مما نحل عليه – أي نسب إليه وليس هو من قوله – ، ومنها دراسة للأستاذ "محمد أبو الفضل إبراهيم" في أكثر من 500 صفحة حول شعر امرئ القيس ، وقد ذكر فيه ما صحت نسبته إليه وما لم يصح ، وما نحل عليه ومن نحله ، ولم يذكر مع ذلك بيتاً واحداً من هذه الأبيات السابقة .

    الوجه الخامس : أن امرأ القيس وغيره من الشعراء قد نحلت عليهم العديد من القصائد فضلا عن الأبيات ، بل نحل على بعضهم قصص كاملة لا زمام لها ولا خطام ، وقضية نحل الشعر ونسبته لقدماء الشعراء أمر معروف لا يستطيع أحد إنكاره ، وقد عرف عن "حماد الراوية" و "خلف الأحمر" أنهم كانوا يكتبون الشعر ثم ينسبوه إلى من سبقهم من كبار الشعراء ، وقد ذكر ابن عبد ربه – وهو من المتقدمين توفي سنة 328 هـ - في كتابه " العقد الفريد " في باب عقده لرواة الشعر ، قال : " وكان خَلف الأحمر أَروى الناس للشِّعر وأعلَمهم بجيّده .... وكان خَلفٌ مع روايته وحِفظه يقول الشعر فيُحسن ، وينَحله الشعراء ، ويقال إن الشعر المَنسوب إلى ابن أخت تأبّط شَرّاً وهو :

    إنَّ بالشِّعب الذي دون سَلْع لقتيلاً دَمُه ما يُطَلُّ

    لخلَف الأحمر ، وإنه نَحله إياه ، وكذلك كان يفعل حمّاد الرواية ، يَخلط الشعر القديم بأبيات له ، قال حماد : ما مِن شاعر إلا قد زِدْتُ في شعره أبياتاً فجازت عليه إلا الأعشى ، أعشى بكر ، فإني لم أزد في شعره قطُّ غيرَ بيت فأفسدتُ عليه الشعر ، قيل له : وما البيتُ الذي أدخلته في شعر الأعشى ؟ فقال :

    وأنكرتْني وما كان الذي نَكِرتْ من الحوادث إلا الشَّيبَ والصلعَا " ا.هـ [ العقد الفريد821 ]
    وقال الصفدي - المتوفى سنة 764 هـ - في كتابه "الوافي بالوفيات" في ترجمة "خلف الأحمر": " خلف الأحمر الشاعر صاحب البراعة في الآداب ، يكنى أبا محرز ، مولى بلال بن أبي بردة ، حمل عنه ديوانه أبو نواس ، وتوفي في حدود الثمانين ومائة . وكان راوية ثقة علاّمة ، يسلك الأصمعيّ طريقه ويحذو حذوه حتى قيل : هو معلِّم الأصمعي ، وهو والأصمعيّ فتَّقا المعاني ، وأوضحا المذاهب ، وبيَّنا المعالم ، ولم يكن فيه ما يعاب به إلا أنه كان يعمل القصيدة يسلك فيها ألفاظ العرب القدماء ، وينحلها أعيان الشعراء ، كأبي داود ، والإيادي ، وتأبَّط شراً ، والشنفري وغيرهم فلا يفرَّق بين ألفاظه وألفاظهم ، ويرويها جلَّة العلماء لذلك الشاعر الذي نحله إيّاها ، فمّما نحله تأبَّط شرّاً وهي في الحماسة من الرمل :

    إنّ بالشِّعب الذي دون سلعٍ لقتيلاً دمه لا يطلُّ

    ومما نحله الشّنفري القصيدة المعروفة بلامية العرب وهي من الطويل :

    أقيموا بني أمي صدور مطيِّكم فإني إلى قومٍ سواكم لأميل

    ..... قال خلف الأحمر : أنا وضعت على النابغة القصيدة التي منها : من البسيط

    خيل صيامٌ وخيلٌ غير صائمةٍ تحت العجاج وأخرى تعلك اللُّجما



    وقال أبو الطيب اللّغويّ : كان خلف الأحمر يصنع الشعر وينسبه إلى العرب ، فلا يعرف . ثم نسك ، وكان يختم القرآن كلّ يوم وليلة . ". اهـ

    ومثل ذلك ذكره ياقوت الحموي - المتوفى سنة 626 هـ - في كتابه " معجم الأدباء " ( 4 / 179 ) في ترجمة خلف الأحمر .

    ونقل أبو الحسن الجرجاني – المتوفى سنة 392 هـ - في كتابه " الوساطة بين المتنبي وخصومه " ص24 - وهو يناقش من يعترض عليه بأن شعر المتقدمين كان فيه من متانة الكلام ، وجزالة المنطق وفخامة الشعر ، ما يصعب معه أن ينسج على منواله ، ولو حاول أحد أن يقول قصيدة أو يقرضَ بيتاً يُقارب شعر امرئ القيس وزهير ، في فخامته ، وقوة أسْره ، وصلابة معجَمه لوجده أبعد من العيّوق مُتناولاً ، وأصعبَ من الكبريت الأحمر مطلباً ؟ .

    فرد على المعترض قائلا :" أحلتك على ما قالت العلماء في حمّاد وخلَف وابن دأْب وأضرابِهم ، ممن نحلَ القدماءَ شعره فاندمج في أثناء شعرهم ، وغلب في أضعافه ، وصعُب على أهل العناية إفرادُه ، وتعسّر ، مع شدة الصعوبة حتى تكلّف فلْي الدواوين ، واستقراءُ القصائد فنُفِي منها ما لعلّه أمتن وأفخم ، وأجمع لوجوه الجوْدة وأسباب الاختيار مما أثبت وقُبِل . "

    [ راجع الأعلام 2 / 358. معجم البلدان 11 / 64. أنباء الرواة 1 / 348. الفهرست ص / 50. طبقات الشعراء ص /147 ]

    وإنما أوردنا كل هذه النقولات لنثبت أن وقوع النحل في شعر العرب أمر وارد وحاصل ، وقد أوردنا لك كلام المتقدمين ، الذين عرفوا كلام العرب وأشعارهم ، وسبقوا المحدثين والمستشرقين ، أما المعاصرون ، فقد قال الأستاذ محمد أبو الفضل في مقدمة دراسته عن امرىء القيس وشعره :" استفاضت أخباره على ألسنة الرواة ، وزخرت بها كتب الأدب والتراجم والتاريخ ، ونسجت حول سيرته القصص ، وصيغت الأساطير ، واختلط فيها الصحيح بالزائف ، وامتزج الحق بالباطل ، وتناول المؤرخون والأدباء بالبحث والنقد والتحليل ، وخاصة في العصر الحديث ... وفي جميع أطوار حياته منذ حداثته وطراءة سنه ، إلى آخر أيامه ، قال الشعر وصاغ القريض ... وأصبح عند الناس قدر وافر من قصيده ، فنحلوه كل شعر جهل قائله ، أو خمل صاحبه ، من جيد يعسر تمييزه عن شعره ، ورديء سفساف مهلهل النسج ، سقيم المعنى ، وللعلماء من القدماء حول هذا الشعر وتحقيق نسبته إليه أقوال معروفة مشهورة " اهـ [ امرؤ القيس ص 6 ]

    فلو نسبت الأبيات التي هي موضع الشبهة إلى امرىء القيس دون سند أو برهان ، فلا شك حينئذ في أنها منحولة ومكذوبة عليه ، ومع ذلك فإنه حتى في المنحول الذي يذكره من جمع شعر امرئ القيس و ما نحل عليه لا تذكر هذه الأبيات .



    الوجه السادس : أن بعض الأبيات السابقة منسوبة بالفعل إلى غير امرىء القيس ، قال الذهبي – المتوفى سنة 748 هـ - في تاريخ الإسلام في ترجمة " محمد بن محمد بن عبد الكريم بن برز – المعروف بمؤيد الدين القمي - " :" وكان كاتبا سديدا بليغا وحيدا ، فاضلا، أديبا، عاقلا، لبييا، كامل المعرفة بالإنشاء، مقتدرا على الارتجال ... وله يد باسطة في النّحو واللّغة، ومداخلةٌ في جميع العلوم ، إلى أن قال: أنشدني عبد العظيم بن عبد القويّ المنذري، أخبرنا عليّ بن ظافر الأزديّ، أنشدني الوزير مؤيّد الدّين القمّي النائب في الوزارة الناصرية، أنشدني جمال الدّين النّحويّ لنفسه في قينة:



    سمّيتها شجراً صدقت لأنّـهـا كم أثمرت طرباً لقلب الواجد



    يا حسن زهرتها وطيب ثمارها لو أنّها تسقى بـمـاءٍ واحـد



    وبه – يعني بالإسناد السابق - قال: وأنشدنا لنفسه:



    يشتهي الإنسان في الصّيف الشّتا فإذا مـا جـاءه أنــكـــره



    فهو لا يرضى بـعـيشٍ واحـدٍ قتل الإنـسـان مـا أكـفـره " اهـ



    فهذا الذهبي - وهو من المتقدمين - يروي البيتين السابقين بالسند منسوبين إلى غير امرىء القيس ، على أن "التيفاشي" – وهو من كبار أدباء العرب توفي سنة 651 هـ - صاحب كتاب " سرور النفوس بمدارك الحواس الخمسة" ينسب البيتين [ ص 89 ] إلى يحيى بن صاعد ، قال :" يحيى بن صاعد :



    يشتهي الإِنسانُ في الصيفِ الشتا فإذا جاء الـشـتـا أنـكـرَهُ



    فهو لا يرضـى بـحـالٍ أبـداً قُتِلَ الإنـسـانُ مـا أكـفـره " ا.هـ





    وأيا كان الأمر ، فإن "التيفاشي" والذهبي متقدمان على المناوي ، وقد نسبا كما رأيت البيتين إلى غير امرىء القيس .



    الوجه السابع : أن بعض المفسرين أنكر هذين البيتين صراحة ، قال محمود الألوسي رحمه الله في تفسير قوله تعالى { قتل الإنسان ما أكفره } :" قال الإمام – أي الرازي - إن الجملة الأولى تدل على استحقاقهم أعظم أنواع العقاب عرفا ، والثانية تنبيه على أنهم اتصفوا بأعظم أنواع القبائح والمنكرات شرعا ، ولم يسمع ذلك قبل نزول القرآن ، وما نسب إلى امرىء القيس من قوله :



    يتمنى المرء في الصيف الشتا فإذا جاء الشتا أنكره



    فهو لا يرضى بحال واحد قتل الإنسان ما أكفره



    لا أصل له ، ومن له أدنى معرفة بكلام العرب لا يجهل أن قائل ذلك مولد أراد الاقتباس لا جاهلي " اهـ [ روح المعاني 30 / 44 ] ، فانظر إلى كلام من ذاق أشعار العرب ، وألف أساليبهم ، حيث لم يخف عليه ركاكة الألفاظ وضعف السبك .



    الوجه الثامن : أن المتقدمين من أهل اللغة والأدب كانوا يعكسون القضية ، فكانوا يذكرون الآيات القرآنية التي اقتبسها الشعراء من القرآن ، وضمنوها شعرهم ، فهذا ابن داود الظاهري الأصفهاني - وهو من أعلم الناس بأشعار العرب ، كما أنه متقدم توفي سنة 227هـ - قد عقد في كتابه " الزهرة " فصلا لما استعانت به الشعراء من كلام الله تعالى ، وكان مما ذكر قوله سبحانه { إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها } ، وأن الخنساء ضمنته في أبيات لها فقالت :



    أبعدَ ابن عمرو من آل الشّريد حلَّتْ به الأرضُ أثقالها



    فخر الشّوامِـخُ من فَقْدِه وزُلزلتِ الأرضُ زلزالها



    وهذا مما يدل على أن أول من نطق بهذه العبارة هو القرآن الكريم ، لأنه لو كان امرؤ القيس قد قالها قبل القرآن الكريم ، لما كان للفصل الذي عقده فائدة ، ولكانت الخنساء قد ضمنت أبيات امرىء القيس في شعرها ، لا آيات القرآن الكريم ، ولكان القرآن الكريم نفسه قد ضمن أبيات امرأ القيس ، لكن لأن الأبيات الثلاثة المنحولة على امرىء القيس والتي سبق ذكرها أول البحث ، وأولها :



    إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها



    لكون تلك الأبيات لا وجود لها في عصر ابن داود الظاهري ، لم يذكرها أو يشر إليها ، بل كان الفصل الذي عقده في الآيات القرآنية التي استعان بها الشعراء .



    الوجه التاسع : أن غاية ما ذكر في كتب بعض المتقدمين مما نحل على امرىء القيس ، وذكر لفظه في القرآن الكريم ، ما نسب إليه من قوله :



    أنا منْ قومٍ كرامٍ يطعمونَ الطيباتِ



    بجفانٍ كالجوابي وقدورٍ راسياتِ



    هذان هما البيتان الوحيدان اللذان ذكرهما بعض المتقدمين منسوبين إلى امرىء القيس ، ومع ذلك فقد أنكروهما وشككوا في صحة نسبتهما إليه ، فذكر ابن أبي الأصبع - المتوفى سنة 654 هـ - في كتابه " تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر" ص486 عندما تكلم عن الإيداع أو التضمين ، وما قيل من وقوع ذلك في القرآن الكريم في قوله تعالى { يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات }، قال : " على أن بعض الرواة ذكر أنه وضعه بعض الزنادقة ، وتكلم على الآية الكريمة ، وأن امرأ القيس لم يصح أنه تلفظ به ."



    ونقل عبد الرحيم العباس - المتوفى 963 هـ - في كتابه : " معاهد التنصيص على شواهد التلخيص " ص 2297 – قول ابن أبي الأصبع ، وأقره ثم أعقبه بقوله :" قلت : وقد تصفحت ديوانه على اختلاف رُواته ، فلم أجد فيه قصيدة على هذا الوزن والروي " اهـ .



    فهذه كتب الأدباء والعلماء ، وأساطين اللغة والشعر الذي اطلعوا على أشعار العرب ودواوين امرئ القيس حتى نهاية القرن العاشر الهجري ، لا ينسبون إلى امرئ القيس أي شيء من هذا القبيل ، ولو أنهم اطلعوا على غيرها من الأبيات لذكروه ، سواء صحت نسبته أم لم تصح .



    الوجه العاشر : أن أي نقد يوجه إلى شيء من الأبيات المنسوبة إلى امرىء القيس ، يوضح ضعف سبكها ، وتهلهل نسجها ، وسقم معناها ، وسخف بعض التراكيب فيها ، فالبيت الذي فيه :



    اقتربت الساعة وانشق القمر من غزال صاد قلبي ونفر



    ما المراد بالساعة واقترابها ، إن كان المراد بالساعة يوم القيامة ، فالجاهليون لم يكونوا يؤمنون بالمعاد ، فضلا عن أن يذكروه في أشعارهم أو يضعوه في قصائدهم ، وإن كان المراد ساعة لقاء الحبيبة كما يزعم البعض ، فما المراد حينئذ بقوله ( وانشق القمر ) ، فإن كان المراد انشقاق القمر فعلا ، فهذا كذب ، إذ لم ينشق القمر في عهدهم أبدا ، بل انشق على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كما جاءت بذلك الروايات ، وإن كان المراد بالقمر ذكر المحبوبة ، فليس من عادة العرب التعبير عن جمال المحبوبة بانشقاق القمر ، وأي جمال في انشقاق القمر إذا انشق ، وما وجه الحسن في انشقاقه ليشبه به المحبوبة ، وقد دأب العرب على تشبيه حسن النساء بالبدر حين اكتماله ، لا بانشقاق القمر ، ثم انظر إلى ركاكة الأسلوب في البيت السابق وقارنه بقول امرىء القيس في معلقته :



    قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل



    فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها لما نسجتها من جنوب وشمأل



    وقوله :



    مكر مفر مقبل مدر معا كجلمود صخر حطه السيل من عل



    وقوله :



    ألا عم صباحا أيها الطلل البالي وهل يعمن من كان في العصر الخالي



    بل قارن الأبيات التي هي موضع الشبهة ، والتي ذكرت أول البحث ، بما ثبت نحله على امرىء القيس ، وجزم بأنه ليس من قوله ، مثل :



    ترى القنة الحقباء منها كأنها كميت يبارى رعلة الخيل فارد



    ومثل :



    وآليت لا أعطي مليكا مقادتي ولا سوقة حتى يئوب ابن مندله



    ومثل :



    فجعت به في ملتقى الحي خيله تركت عناق الطير تحجل حوله





    وإذا قرأت الأبيات السابقة ، والتي ثبت أنها منحولة على امرىء القيس ، علمت أن الأبيات التي هي موضع الشبهة مكذوبة لا شك في ذلك ، وأنها من أردأ المنحول .



    الوجه الحادي عشر : أن البيت الذي فيه :



    مر يوم العيد بي في زينة فرماني فتعاطى فعقر





    يظهر منه ركاكة الأسلوب ، فإن قوله ( فتعاطى ) جاء بعد قوله ( فرماني ) ، فإذا كان قد رماه ، فأي شيء تعاطاه ، والتعاطي هو تناول الشيء ، فلماذا يتعاطى شيئا بعد أن رماه ، وكان المفترض أن يتعاطى شيئا ثم يرميه به ، لا أن يرميه ثم يتعاطى ، وقد جاء بعد هذا البيت :



    بسهام من لحاظ





    أي أنه قد رماه بسهام من سهام العيون ، وإذا كان الأمر كذلك ، فما فائدة قوله ( فتعاطى فعقر ) إلا الزيادة في قبح الأسلوب ورداءة المعنى ، على أن العقر إن أريد به الذبح فإنه لا يأتي في اللغة إلا في الناقة والخيل ، يقال : عقرت الناقة ، وعقرت الخيل ، ولا يقال عقر بمعنى ذبح إلا في الناقة والخيل . وإن أريد به الجرح ، فإن البيت موضوع أصلا للدلالة على الرمي المعنوي بسهام العيون ، لا على الرمي الحقيقي بآلة أو نحو ذلك ، وأيا ما كان الأمر فإن ضعف الأسلوب وركاكة التعبير تخجل من نسبة هذا الشعر إلى شاعر مولد فضلا عن شاعر عربي جاهلي .



    الوجه الثاني عشر : أن البيت الذي فيه :



    بسهام من لحاظ فاتك فر عني كهشيم المحتظر



    فيه ركاكة وخلل تركيب واضحين ، فقوله ( كهشيم المحتظر ) لا معنى له في البيت ، فإن ( هشيم المحتظر ) هو حشيش الحظائر البالي الذي تدوسه الأغنام بأقدامها ، أو هو العظام المحترقة ، أو التراب المتناثر من الحائط كما جاء في تفسيرها [ انظر تفسير الطبري 11 / 561 ] ، فأي علاقة بين ذلك وبين فراره عنه ، وما وجه الشبه ، وهل يفر وهو كشيهم المحتظر ؟ أم كان الأولى به أن يهلك ويموت إذا صار كهشيم المحتظر ، وقارن بين ضعف التشبيه هنا ، وقوته في قوله تعالى { إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر } .



    الوجه الثالث عشر : أن المناوي رحمه الله صاحب فيض القدير ، لم تكن له عناية في كتابه ذلك إلا بشرح أحاديث الجامع الصغير ، فلم يعتن بجمع الشعر أو نسبته ، أو تمحيص رواياته ، وكتابه "فيض القدير" ليس كتابا معتمدا في نقل الشعر أو نسبته ، وإنما هو كتاب في شرح الحديث ، هذا فضلا عن كونه من المتأخرين ، حيث توفي سنة 1029 هـ ، فكيف يصبح كلامه مقدما على كلام من سبقه من أساطين اللغة ، وعلماء الأدب والبلاغة ، ولا شك في أن نسبته لتلك الأبيات إلى امرىء القيس خطأ محض ، كما سبق بيانه ، ولهذا لا يذكر لها سندا أو عزوا أو مصدرا .



    الوجه الرابع عشر : أن البيت الذي ذكره المناوي ، وهو :



    اقتربت الساعة وانشق القمر من غزال صاد قلبي ونفر



    غير مستقيم من ناحية الوزن الشعري ، فالشطر الأول مكسور ، إلا لو أبدلنا ( اقتربت ) بـ ( دنت ) ، وحينئذ يتبين أن المناوي لم يكن على عناية في كتابه بذكر الشعر أو تحقيقه ، لا سيما وأن البيت الذي فيه :



    إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها



    لا يستقيم في ميزان الشعر ألبتة ، فالتاء زائدة وكاسرة للوزن ، وليس هناك رواية مكذوبة أخرى لتصحح هذا الخلل ، مما يدلك على أن أصل نسبة تلك الأبيات إلى امرىء القيس ، محض خطأ أو كذب .



    الوجه الخامس عشر : أن الأبيات الثلاثة التي ذكرها المناوي ، وهي :



    إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها



    تقوم الأنام على رسلها ليوم الحساب ترى حالها



    يحاسبها ملك عادل فإما عليها وإما لها



    لا يمكن أن تصدر من امرىء القيس ، فليس هي من معهود شعره ، كما أن أهل الجاهلية لم يكونوا يؤمنون بالبعث ، فضلا عن أن يذكروا تفاصيل إخراج الأرض لأثقالها وقيام الأنام لربها ، مع حضور الرسل ليوم الحساب ، إضافة إلى مشهد حساب الله تعالى للخلائق ، إلا ما نقل عن الحنفاء الذين عرف اتصالهم بأهل الكتاب ، ووجد في شعرهم شيئ من ذلك كأمية بن أبي الصلت ، وزيد بن عمرو بن نفيل ، وامرؤ القيس ليس منهم قطعا .



    الوجه السادس عشر : أن البيتين المنسوبين إليه ، والذين ذكرهما المناوي ، وهما :



    يتمنى المرء في الصيف الشتاء حتى إذا جاء الشتاء أنكره



    فهو لا يرضى بحال واحد قتل الإنسان ما أكفره



    في هذين البيتين خلل من ناحية الوزن الشعري ، وبيانه أن كل أشطار البيتين من بحر الرمل ، إلا الشطر الثاني من البيت الأول ، فهو من بحر الرجز ، ولا يمكن أن يقع هذا من مثل امرىء القيس ، اللهم إلا إذا أخذنا بالرواية التي ذكرها الذهبي في تاريخه والتي نسب فيها البيتين إلى غير امرىء القيس ، أو الرواية التي ذكرها "التيفاشي" ، فحينئذ يستقيم البيت على بحر الرمل .



    الوجه السابع عشر : أن كفار قريش كانوا أعلم الناس بأشعار العرب ، وأحفظهم له ، وأعرفهم بمداخله ومخارجه ، وقد كانوا مع ذلك أحرص الناس على بيان كذب النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنه ما هو إلا ساحر أو كاهن أو شاعر ، ومع ذلك كله لم يقل له أحد منهم : إن ما جئت به يشبه شعر امرىء القيس أو أحد غيره ، فضلا عن أن يقول له إن ما جئت به مقتبس من شعر من سبق ، وإذا كانوا قد ادعوا أن النبي صلى الله عليه وسلم شاعر ، ورد الله تعالى عليهم بقوله { وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون } ، فلم يستطيعوا تكذيب كلام الله تعالى ، ولم يقدروا على أن يأتوا بدليل على كلامهم إلا التهويش والتكذيب ، ولو كان ذلك الشعر من كلام امرىء القيس ، لكان كفار قريش وصناديد الكفر أول من يستعين به في رد كلام الله تعالى .



    الوجه الثامن عشر : أن الوليد بن المغيرة شهد على نفسه وقومه من قبل بأن القرآن الكريم ليس من جنس شعر العرب ، فضلا عن أن يكون مقتبسا منه ، قال الوليد :" والله ما فيكم رجل أعلم بالأشعار مني ، ولا أعلم برجز ولا بقصيدة مني ، ولا بأشعار الجن ، والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا " ، وإذا كان كذلك علم أن الأبيات السابقة مكذوبة لا محالة .



    وقال ضماد بن ثعلبة الأزدي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- كما في صحيح مسلم :" لقد سمعت قول الكهنة ، وقول السحرة ، وقول الشعراء فما سمعت مثل كلماتك هؤلاء ولقد بلغن ناعوس البحر " .



    وفي قصة عتبة بن ربيعة حين جاء يفاوض النبي - صلى الله عليه وسلم- على أن يترك دعوته ويعرض عليه المال والملك والسلطان ، فقرأ عليه - صلى الله عليه وسلم - شيئاً من القرآن ، فلما رجع إلى قومه وجلسوا إليه قالوا : ما وراءك يا أبا الوليد ؟ قال : ورائي أني والله قد سمعت قولاً ما سمعت مثله قط ، والله ما هو بالشعر ولا الكهانة ، يا معشر قريش ، أطيعوني واجعلوها بي ، خلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه ، واعتزلوه ، فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ ، فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم ، وإن يظهر على العرب فملكه ملككم ، وعزه عزكم ، وكنتم أسعد الناس به ، قالوا : سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه ، قال : هذا رأيي لكم فاصنعوا ما بدا لكم .



    ولما بلغ أبا ذر مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة قال لأخيه اركب إلى هذا الوادي فاعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنه يأتيه الخبر من السماء ، فاسمع من قوله ثم ائتني ، فانطلق أخوه حتى قدم مكة وسمع من قوله ، ثم رجع إلى أبي ذر فقال : رأيته يأمر بمكارم الأخلاق ، وكلاما ما هو بالشعر ، فقال : ما شفيتني فيما أردت فتزود وحمل شنة له فيها ماء حتى قدم مكة ليسمع منه ، ثم أسلم رضي الله عنه .



    الوجه التاسع عشر : أنه على فرض صحة نسبه تلك الأبيات إلى امرىء القيس ، فإن القرآن الكريم لم ينزل بالعبرية أو السريانية ، بل نزل بلغة العرب ، وإذا كان كذلك فلا غضاضة في أن يحصل تشابه في بعض الكلمات أو التراكيب ، إذ القرآن الكريم نزل ليتحدى كفار قريش ، قائلا لهم : إنكم تنطقون بهذه الأحرف ، وتقولون تلك الكلمات ، لكنكم مع ذلك عاجزون عن أن تأتوا بمثل القرآن من جهة القوة والإحكام والإتقان ، والتشابه في بعض الكلمات والتراكيب لا يعني الاقتباس والنقل كما هو معلوم .

    الوجه العشرون : على فرض صحة نسبة تلك الأبيات إلى امرىء القيس ، فإنها لا تتعدى مع المكذوب منها عشرة أبيات ، فلو سلمنا جدلا بأن القرآن اقتبس في عشر آيات منه ، من عشرة أبيات ، فمن أين أتى القرآن بأكثر من ستة آلاف آية أخرى !!!



    ونقول أخيرا – وهو الوجه الحادي والعشرون – إن هذه الفرية ليست وليدة اليوم ، فقد بدأت أصداؤها منذ بداية القرن التاسع عشر الميلادي ، حين نشرت الجمعية الإنجليزية المكلفة بالدعوة إلى النصرانية كتابا بعنوان "تنوير الأفهام" ، وقد كتب ذلك الكتاب أحد الحاقدين على الإسلام وأهله ، وضمن كتابه الأبيات التي ذكرناها أول المقال ، ونسبها إلى امرىء القيس ، ثم ادعى بعد ذلك أن القرآن الكريم قد اقتبس من تلك الأبيات .



    ونص الأبيات التي لفقها على امرىء القيس :



    دنت الساعة وانشق القمر عن غزال صاد قلبي ونفر



    أحور قد حرت في أوصافه ناعس الطرف بعينيه حور



    مر يوم العيد في زينته فرماني فتعاطى فعقر



    بسهام من لحاظ فاتك فتركني كهشيم المحتظر



    وإذا ما غاب عني ساعة كانت الساعة أدهى وأمر



    كتب الحسن على وجنته بسحيق المسك سطرًا مختصر



    عادة الأقمار تسري في الدجى فرأيت الليل يسري بالقمر



    بالضحى والليل من طرته فرقه ذا النور كم شيء زهر



    قلت إذ شق العذار خده دنت الساعة وانشق القمر



    [ انظر مجلة المنار 7/3/101 ]



    وقد تنبه العلامة محمد رشيد رضا رحمه الله لهذه الفرية ، وردها بالأدلة والبراهين ، ونحن ننقل شيئا من كلامه لأهميته ، قال رحمه الله :" لولا أن في القراء بعض العوام ، لما كنت في حاجة إلى التنبيه على أن هذه القصيدة يستحيل أن تكون لعربي ، بل يجب أن تكون لتلميذ أو مبتدئ ضعيف في اللغة من أهل الحضر المخنثين عشاق الغِلمان ، فهي في ركاكة أسلوبها وعبارتها وضعف عربيتها وموضوعها ، بريئة من شعر العرب لا سيما الجاهليين منهم ، فكيف يصح أن تكون لحامل لوائهم ، وأبلغ بلغائهم .



    وهب أن امرأ القيس زير النساء كان يتغزل بالغلمان - وافرضه جدلا - ولكن هل يسهل عليك أن تقول : إن أشعر شعراء العرب صاحب ( قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ) يقول : أحور قد حرت في أوصافه ناعس الطرف بعينيه حور ، وتضيق عليه اللغة فيكرر المعنى الواحد في البيت مرتين ؛ فيقول : أحور بعينيه حور .





    أتصدق أن عربيا يقول : انشق القمر عن غزال ، وهو لغو من القول ؟ وما معنى : دنت الساعة في البيت ؟ وأي عيد كان عند الجاهلية يمر فيه الغلمان متزينين ؟ وهل يسمح لك ذوقك بأن تصدق أن امرأ القيس يقول : فرماني فتعاطى فعقر ، وأي شىء تعاطى بعد الرمي ، والتعاطي : التناول ... وهل يقول امرؤ القيس : لحاظ فاتك ؟ فيصف الجمع بالمفرد .





    وهل يشبّه العربي طلوع الشعر في الخد بالسُرى في الليل ؟ مع أنه سير في ضياء كالنهار ؟



    وكيف تفهم وتعرب قوله :



    بالضحى والليل من طرته فرقه ذا النور كم شيء زهر



    وهل يقول عربي ، أو مستعرب فصيح في حبيبه : إن العذار شق خده شقًّا ؟!



    .... بعد هذه الإشارات الكافية في بيان أن الشعر ليس للعرب الجاهليين ، ولا للمخضرمين ، وإنما هو من خنوثة وضعف المتأخرين ، أسمح لك بأن تفرض أنه لامرىء القيس إكراما واحتراما للمؤلف – أي مؤلف كتاب "تنوير الأفهام" - ، ولكن هل يمكن لأحد أن يكرمه ويحترمه فيقول : إن الكلمات التي وضع لها العلامات هي عين آيات القرآن ؟ .... وليس في القرآن ( فرماني فتعاطى فعقر ) وقد ذكرنا لك الآية آنفا ، وقوله ( تركني كهشيم المحتظر ) مثله ، وإنما الآية الكريمة { إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر } فالمعنى مختلف والنظم مختلف ، وليس في البيت إلا ذكر المشبه به ، وهو فيه في غير محله ؛ لأن تشبيه الشخص الواحد بالهشيم يجمعه صاحب الحظيرة لغنمه لا معنى له ، وإنما يحسن هذا التشبيه لأمة فُنيت وبادت كما في الآية ... وليس في القرآن أيضًا : كانت الساعة أدهى وأمر ، وإنما فيه { سيهزم الجمع ويولون الدبر * بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر } ، فههنا وعيدان شرهما الساعة المنتظرة فصح أن يقال : إنها أدهى وأمر ، وليس في البيت شيء يأتي فيه التفضيل على بابه .

    واعلم أن هذا الشعر من كلام المولدين المتأخرين هو أدنى ما نظموا في الاقتباس ، ولم ينسبه إلى امرىء القيس إلا أجهل الناس
    .

    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...C7%E1%DE%ED%D3

    (:
    أعظَم مَن عُرِف عنه إنكار الصانع هو " فِرعون " ، ومع ذلك فإن ذلك الإنكار ليس حقيقيا ، فإن الله عزّ وَجَلّ قال عن آل فرعون :(وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا)
    وبُرهان ذلك أن فِرعون لَمّا أحسّ بالغَرَق أظْهَر مكنون نفسه ومخبوء فؤاده على لسانه ، فقال الله عزّ وَجَلّ عن فرعون : (حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ)

  13. #43

    افتراضي

    تدريجيًا سيكتشف الزميل عادل أن كثيرًا من الأكاذيب والشبهات التي نسجها عقله وخياله حول القرآن الكريم ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم وحول صحة دين الإسلام لا محل لها من الصواب إطلاقًا ..
    إن عرفتَ أنك مُخلط ، مُخبط ، مهملٌ لحدود الله ، فأرحنا منك ؛ فبعد قليل ينكشف البهرج ، وَيَنْكَبُّ الزغلُ ، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهلِهِ .
    [ الذهبي ، تذكرة الحفاظ 1 / 4 ].
    قال من قد سلف : ( لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه ، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ، و يؤكد الجهل عليك ، و لكن افهم عنه ، فإذا فهمته فأجبه ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ، ولا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم فإن الجواب قبل الفهم حُمُق ) . [ جامع بيان العلم و فضله 1/148 ].

  14. #44
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    الدولة
    مصرى مقيم بالخارج
    المشاركات
    2,815
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    8

    افتراضي

    (اللى بعده)
    مَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ فَلْيُطِعْهُ مَا اسْتَطَاعَ
    فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الآخَرِ !

  15. #45

    افتراضي

    حُقّ لكَ الإختفاء ياعادل ... (:
    أعظَم مَن عُرِف عنه إنكار الصانع هو " فِرعون " ، ومع ذلك فإن ذلك الإنكار ليس حقيقيا ، فإن الله عزّ وَجَلّ قال عن آل فرعون :(وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا)
    وبُرهان ذلك أن فِرعون لَمّا أحسّ بالغَرَق أظْهَر مكنون نفسه ومخبوء فؤاده على لسانه ، فقال الله عزّ وَجَلّ عن فرعون : (حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ)

صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. إلى من يسأل عن دليل أن محمدًا صلى الله عليه وسلم مرسلٌ من ربه عز وجل
    بواسطة د. هشام عزمي في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 59
    آخر مشاركة: 04-14-2013, 08:20 AM
  2. دليل أفضلية النبي صلى الله عليه وسلم على سائر الخلق
    بواسطة سؤال وجواب في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 11-20-2009, 11:42 PM
  3. محبة النبي صلى الله عليه وسلم .. للشيخ المغامسي .. ومقطع جميل
    بواسطة عبدالملك السبيعي في المنتدى قسم الاستراحة والمقترحات والإعلانات
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-08-2008, 10:01 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء