صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 36

الموضوع: عاصفة سيندي عصفت بعقيدة الولاء والبراء عند كثيرين

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2011
    المشاركات
    1,524
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    2

    افتراضي عاصفة سيندي عصفت بعقيدة الولاء والبراء عند كثيرين

    "من حسنات الإعصار ساندي أنه كشف عن أشخاص لا يعتقدون بالولاء والبراء، يبكون لبكاء أمريكا ويفرحون لفرحها"، كانت هذه "تغريدة" لي على موقع "تويتر"، كتبتها وظننتُ أنها ستخفف عني شيئا مما خلفته في نفسي سخافات قرأتها جاد بها يراع بعض أهل الجهالة والجفاء في تعليقاتهم على أخبار تلك العاصفة، فاضطجعت لعلي أفوز بسويعات نوم قبل أن أنهض للصلاة ثم للسفر، لكن خاب ظني وأملى وبدأت الأفكار تتعاقب تباعا في مخيلتي، ولسان حال النوم يقول : "لن آتيك حتى تشارك إخوانك في منتدى التوحيد بعض هذا الضيم"

    عاصفة سيندي ضربت العقول والقلوب، فأجلت عقيدة الولاء والبراء من قلوب كثيرين، وكانت العاصفة ابتلاءا لنا في العقيدة قبل أن تكون بلاءا لهم، فلم نسمع لهم تعاطفا مع هايتي التي ضربها نفس الإعصار في أوج قوته- وهم أولى بالتعاطف لأنها دولة غير حربية- لكنا سمعنا تباكيا على أمريكا وهي دولة على رأس المحاربين للأمة الإسلامية ودينها وثقافتها ومصالحها، ومن أمثال هؤلاء الذين يهرفون بما لا يعرفون من قال :

    حال الاعصار ضربت عقول الذين مازالوا يعيشون خارج التاريخ، ويتحدثون بطريقة الاسلاف، ويفكرون كأهل الكهف بعد ان ناموا ألف عام ويزيد، يحللون الوضع الكارثي في اميركا وفقا لنظرية العقاب الإلهي، قرروا ان العقاب يصيب مدينة كاملة فاسدة، وان كان فيها من الصالحين والمسلمين، لان مجرد وجودهم جريمة يجب ان يعاقبوا عليها من قبل الارادة الالهية
    يقول الله تعالى : { وَتِلْكَ ٱلْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِداً }

    باب ما جاء في عذاب العامة بعمل الخاصة : عن زينب بنت جحش : " أنه - صلى الله عليه وسلم - استيقظ من النوم محمرا ، وهو يقول : لا إله إلا الله ، ويل للعرب من شر قد اقترب ، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج ، مثل هذه ، قالت زينب : فقلت : يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : نعم ، إذا كثر الخبث " - موطأ الإمام مالك بشرح الإمام الزرقاني -

    ومن أمثال من لا يعرف كوعه من بوعه القائل :

    قلوبنا مع الأميركيين في إعصار ساندي، ومن يرى في ذلك عقوبة ربانية، لا يفهم الطبيعة ولا يفهم الدين
    { ألَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّٰهُمْ فِي ٱلأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا ٱلسَّمَآءَ عَلَيْهِم مِّدْرَاراً وَجَعَلْنَا ٱلأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَٰهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ }

    { كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَآ آلَ فِرْعَونَ وَكُلٌّ كَانُواْ ظَالِمِينَ }

    ومثله :

    فالندعوا بالرحمة على الضحايا، و لنتدرع الى العالي جل جلاله ان ينزل شابيب رحمته على العباد في منطقة الاعصار من المسلمين و غير المسلمين.
    { مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوۤاْ أُوْلِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ ٱلْجَحِيمِ }

    اليس مسؤولي هده البلاد ملائكة يستحقون الاحترام والتبجيل ..امريكا حبيبتي انت اقوى من ساندي الله يحفظك ويحفظ نظامك وشعبك ودمت فوق اعناقنا انك تستحقين يا اجمل بلد في العالم ....
    { لاَّ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ يُوَآدُّونَ مَنْ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوۤاْ آبَآءَهُمْ أَوْ أَبْنَآءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَـٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ أُوْلَـٰئِكَ حِزْبُ ٱللَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ }

    أمريكا قوية، دولة متقدمة، وعظمى لن يدمرها إعصار مهما كانت قوته ودرجته، الإعصار يدمر الدول الإسلامية لأنها متخلفة وضعيفة وموبوءة ومتكاسلة، وتؤمن بالقضاء والقدر،، أما أمريكا فهي تؤمن بالمسؤولية البشرية، لهذا فهي تتهيأ لكل الاحتمالات، ولن يضرها أي إعصار
    { وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّن قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً }

    { قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ ٱلْمَسِيحَ ٱبْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً وَللَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

    { قُلْ هُوَ ٱلْقَادِرُ عَلَىٰ أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ٱنْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ ٱلآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ }

    هذه بعض الغثاءات التي لا أصل لها شرعا، إنما مجرد تأملات عقلية وانصهارات إمعية، وأترككم مع فتوى الشيخ ناصر العمر :

    سؤال : هل يجوز أن نفرح بما أصاب أمريكا من هذه الإعصارات وما تبعها من هلاك ودمار في بعض ولاياتها ؟

    الجواب :


    الحمد لله رب العالمين، معز المؤمنين وقاهر الظلمة والمتجبرين والمتكبرين، _سبحانه_ فعّال لما يريد "أَهْلَكَ عَاداً الْأُولَى* وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى*وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى*وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى*فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى" [ النجم: 50-54]
    والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،، أما بعد:

    فقد اتصل بي أحد الإخوة في ساعة فتوى، وسألني قائلاً: هل يجوز أن نفرح بما أصاب أمريكا من هذه الإعصارات وما تبعها من هلاك ودمار في بعض ولاياتها ؟

    قلت له: ولم السؤال ؟

    قال: هناك من يقول: إنه لا يجوز لنا أن نفرح، بل علينا أن نحزن ونأسى لما أصابهم، مشاركة في هذا الوجدان والشعور الإنساني، امتثالاً لقوله _تعالى_: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ" [الإسراء:70].

    قلت له: يا أخي الكريم، إن هذا الاستدلال غير صحيح، وهذا وضع للآيات في غير موضعها .

    فما علاقة تكريم الإنسان بترك الفرح والسرور على مصاب الكافرين الظالمين المعتدين؟ بل إننا والله نفرح ونسر بما أصاب هؤلاء الظلمة المتجبرين المتكبرين.

    إن أمريكا هي قائدة الظلم والطغيان والجبروت في هذا العصر، استخدمت أموالها التي مكنها الله _جلّ وعلا_ منها في ظلم البشرية في مشارق الأرض ومغاربها، وتاريخ أمريكا تاريخ أسود على كل المستويات ، وفي شتى أنحاء العالم، وخصوصاً فيما يتعلق بالأمة الإسلامية، فأمريكا أمة كافرة باغية محادة لله ولرسوله – صلى الله عليه وسلم – ومحاربة للمسلمين، دنَّست كتاب الله وأهانته، قريبة من كل شرّ بعيدة عن كل خير، حامية الإرهاب في العالم.

    من الذي يدعم إسرائيل ؟

    من الذي يحمي اليهود بلا حدود ؟

    من الذي أباد أفغانستان ؟

    من الذي دمر العراق ؟

    من الذي يأخذ خيرات المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ليعيدها لهم صورايخ وقنابل ورؤوساً نووية ؟

    أعظم السجون وأشدها ظلماً وفتكاً هي التي تشرف عليها أمريكا وعملائها، سجون جوانتانامو وأمثالها، ، وسجل جرائمها العالمية يصعب حصره لا ينافسها في ذلك أحد، حالها حال من قال الله _تعالى_ فيه: " وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ" [البقرة:205] ..

    أمريكا بسبب قوتها المادية تمد ذراعها كما يحلو لها، لا تأبه بأحد "كَلَّا إِنَّ الْإنْسَانَ لَيَطْغَى*أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى*إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى" [العلق:5 – 8] وهي بسبب هذا وغيره أصبحت فتنة لكثير من المسلمين.

    استمعت إلى حوار في قناة فضائية قبل أيام لرجل كان عميداً لكلية الشريعة في إحدى البلاد العربية، فإذا هو يمجد أمريكا، ويمنحها شرعية التدخل في كل مكان من العالم بحجة إنقاذ المستضعفين؛ لأنها – حسب قوله – أكبر قوة في الأرض ، وذكر كلاماً يسوء كل مسلم أن يسمعه من أي إنسان فضلاً عن رجل متخصص في الشريعة ، بل عميداً لكليتها ! إن قوة أمريكا فتنة وإضلال وضلال وطغيان وجبروت.. فلماذا لا نفرح إذا أصيبت؟

    لقد قال الله _سبحانه_ مخبراً عن موسى _عليه السلام_: "وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ" [يونس:88], فقال الله _جلّ وعلا_: "قد أجيبت دعوتكما"؛ لأن موسى كان يدعو وهارون كان يؤمن، فأجاب الله دعوتهما، ولو لم تكن دعوة شرعية عادلة لما أجاب الله دعاءهما، حاشاهما أن يدعوا بغير أمر مشروع ..وإذا كان مشروعاً فلم لا نفرح به؟ ألم يشرع لنا صيام ذلك اليوم الذي استجيبت فيه الدعوة شكراً لله؟

    ولماذا لا نفرح وقد دعا محمد _صلى الله عليه وسلم_ على مضر، وقال: "اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف" رواه البخاري وغيره ؟

    ألا يحق لنا أن نفرح باستجابة الله لدعاء المستضعفين المظلومين في المشارق والمغارب؟!

    لماذا لا نفرح وما أصابهم عقاب من الله على جرمهم " وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ"[الرعد: من الآية31] ؟

    لماذا لا نفرح ونوح _عليه السلام_ يقول لربه: "وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً * إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّاراً" [نوح:26-27] فاستجاب الله دعاءه "وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ"[هود: من الآية44] ؟

    إن ما أصاب أمريكا هو قدر كوني وعقوبة من الله _جلّ وعلاّ_؛ لطغيانها وعصيانها وجبروتها وظلمها وبعدها عن الله _جلّ وعزَّ_..

    والعجيب أن بعض اليهود وبعض الإنجيليين الجدد يقولون: إن ما حدث لأمريكا عقوبة من الله _جلّ وعلا_ فهم يعدونها نذارة لأمريكا، بينما نجد في المسلمين من يقول: إن علينا أن نحزن لما أصابها !
    إن هذا القول ضلال مبين وجهل بالنصوص الشرعية وبعد عن شرع رب العالمين، فالله لا يظلم "وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً"، والمجرم لا يترك "وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ".

    لماذا لا نفرح والله يقول لرسوله _صلى الله عليه وسلم_ وصحابته: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً" [الأحزاب:9] ؟
    لقد كانت منة عظيمة من الله _جلّ وعلا_ على عباده ، ومدعاة لفرحهم وسرورهم، وذلك حين جاءت الريح العظيمة وشتت الأحزاب في غزوة الخندق ، ولذا يذكر الله بها عباده المؤمنين فيقول: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ"[الأحزاب: من الآية9] .

    إننا عندما نرى هذه الرياح العاصفة تدمر أمريكا أو بعض ولاياتها نعلم أنها نعمة من الله _جلّ وعلا_ تستوجب الحمد والشكر والفرح "وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ*بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ" [الروم:4،5] ، فالأحزاب قد تحزبوا اليوم على المسلمين بقيادة أمريكا كما تحزب المشركون بقيادة قريش، فأرسل الله عليهم هذه الريح والجنود تذكر الغافلين بقدرته _سبحانه_ إنها نعمة عظيمة وقدر من الله _جلّ وعلا_ نفرح به ونسر، وتلك سنة الله في أمثالها، بل وفيمن كان دونها في البغي والظلم.

    ولنتأمل أيضاً قصة قارون وما حدث له، يقول الله _جلّ وعلا_: "فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِين َ* وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ * تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ" [القصص:81-83]، فإذا كان قارون خُسف به وبداره الأرض بسبب بغيه "إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ" فخسف الله به، مع أنه لم يبلغ من البغي والفساد ما بلغته أمريكا بطغيانها وجبروتها وخبثها وفسادها.

    وقد يقول قائل: أليس فيهم بعض المسلمين، ألا نحزن لمصابهم؟

    فأقول له: يا أخي الكريم، ثبت في الحديث الصحيح من حديث زينب _رضي الله تعالى عنها_ عندما قالت للنبي _صلى الله عليه وسلم_ "أنهلك وفينا الصالحون ؟" إنه قال: "نعم، إذا كثر الخبث". و معنى ذلك أن الصالحين قد يهلكون في بلاد المسلمين إذا كثر الخبث، فكيف ببلاد الكافرين؟ أما المسلمون فمن كان منهم صادقاً فإنه يبعث على نيته كما ورد في الحديث الصحيح فيمن يخسف بهم فإنهم يبعثون على نياتهم، فلا تعارض أبداً بين تدمير الكفار، ونزول العقوبات، وإصابة بعض المسلمين .أليس في بعض بلاد المسلمين يقع الطاعون، وهو وباء مهلك، ومع ذلك فهو شهادة ورفعة لمن أصيب بذلك كما ثبت في الحديث الصحيح ؟
    وقد يجتمع في النازلة الواحدة أمران؛ فرح وحزن، فنفرح لهلاك الكافرين، ونحزن لمصاب المسلمين إن أصيب منهم أحد ،ونعلم أن المسلمين ومن يقع عليهم مثل هذا البلاء بغير جرم فهو لهم من الابتلاء والتمحيص والتكفير، ورفعة الدرجات، وقد يكون شهادة للبعض، كمن مات غريقاً أو في حريق فله أجر الشهداء كما ورد في الأحاديث الصحيحة.

    وقد يقول قائل آخر: ماذا نقول في قوله _تعالى_: "لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ" [آل عمران:128]؟ والعلماء قد ذكروا أجوبة كثيرة يرجع إليها في مظانها من كتب التفسير، ومن أقواها في ذلك أنه دعا على أناس معينين قد علم الله أنهم سيسلمون وقد أسلموا بعد ذلك.

    وقد يقول قائل: إن أبا الدرداء – رضي الله عنه – بكى لما فتحت قبرص وفرق بين أهلها وأخذوا أسرى؟
    فالجواب عن ذلك مذكور في أصل الخبر والرواية: حيث ذكر بعض أهل العلم كأبي نعيم في الحلية بسند صحيح عن جبير بن نفير، قال: لما فتحت قبرص فرق بين أهلها بكى بعضهم إلى بعض، ورأيت أباالدرداء جالساً وحده يبكي، فقلت: يا أبا الدرداء ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله؟ قال: ويحك يا جبير ما أهون الخلق على الله، إذا هم تركوا أمره، بينا هي أمة قاهرة ظاهرة لهم الملك تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى.

    فبكاء أبي الدرداء – رضي الله عنه – ليس حزناً عليهم ولا أسفاً، ولكنه من قوة إيمانه وتدبره وتعظيمه لله _سبحانه_ وخوفه من عقابه؛ لأن كثيراً من الناس ينطبق عليهم قوله _تعالى_: "وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ"[الأنعام: من الآية91]

    وخلاصة القول:

    يحق لنا أن نفرح بما أصاب أمريكا، وأن نسرّ بذلك؛ لأن هذا منطق القرآن ومنهج الأنبياء، والمطرد مع الفطرة والعقول الصحيحة، إن ما حدث مطرد مع السنن الإلهية، والنواميس الكونية. "جَزَاءً وِفَاقاً" [النبأ:26]، "وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً"[الكهف: من الآية49] "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ* إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ*الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ*وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ*وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ*الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ* فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ" [الفجر:6- 14]

    فلا نامت أعين الجبناء والمهزومين ومرضى القلوب، الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون.
    "قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ" [التوبة:52]

    "وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ"[الشعراء: من الآية227]

    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
    التعديل الأخير تم 11-01-2012 الساعة 05:13 AM

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    بين المسلمين
    المشاركات
    2,906
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    و الله من الغيظ الذي في أجد نفسي أقول ( تباً لعبدة الأمركيان هؤلاء ! )

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    861
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    جزيتم خيرا استاذنا ابن عبد البر
    الحقيقة أنه لا يتعاطف مع أمريكا المتجبرة إلا ضعيف إيمان ، إنسان لا يهتم لأمور امته ولو اهتم لعرف يقينا أن المجازر اليومية في البلدان الإسلامية من صنع أمريكا الصهيونية ، من يهتم فإنه بمجرد ذكر امريكا سيتذكر نساء أبو غريب وسيتذكر العراق وأفغانستان و...
    من يهتم سيتذكر إخوانه المسلمين في غوانتانامو ....
    ما لاحظته أن الله سبحانه عز وجل يعاقب أمريكا في كل مرة تتجبر فيها على المسلمين وعلى البشرية
    أذكر بعد الحرب على غزة الشريفة ، من أعداء الله اليهود والأمريكان (ولا يقول لي أحد ليس لللأمريكان دخل لأن كثير من المعدات كانت أمريكية وهناك من صرح أن بعض الجنود كانوا امريكيين ناهيك عن المساندة السياسية والإعلامية) ، عاقب الله هذه الدولة المتجبرة بأحد المحن الطبيعية لا أذكرها الآن جيدا ، أهو اعصار ام زلزال المهم كانت خسائرهم المادية كبيرة جدا
    فلو فكرنا جيدا سنعرف أن هذا العقاب جاء نتيجة لتجبر وظلم هذه الدولة الآيلة للإنهار والسقوط في أقرب وقت بإذن الله تعالى وهو مساندة من الله للمسلمين وإمدادا لهم بجنود
    فالريح أحد جنود الله مثلا...
    وليبكي وينوح عشاق أمريكا كثيرا ولا يتوقفوا أبدا لأن مصيرها الزوال لا محالة ..أليس الله يهلك الظالم ولو كان مسلما أولن يهلك الظالم وهو كافر ؟
    أمثال هؤلاء لا يعرفون حقيقة ما يعانيه إخوانهم المسلمين في كل مكان وفي كل يوم بسبب أمريكا وحلفائها..والله المستعان
    التعديل الأخير تم 11-01-2012 الساعة 04:29 PM


  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    المشاركات
    675
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الاســـم:	albrq.net-7db7be9bda.jpg
المشاهدات: 302
الحجـــم:	10.8 كيلوبايت

    الاســـم:	523476_460616287317797_1486130648_n.jpg
المشاهدات: 405
الحجـــم:	13.6 كيلوبايت

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    المشاركات
    675
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الاســـم:	albrq.net-1cc7744620.jpg
المشاهدات: 786
الحجـــم:	30.0 كيلوبايت

    الاســـم:	albrq.net-39d57d990c.jpg
المشاهدات: 279
الحجـــم:	11.0 كيلوبايت

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    المشاركات
    675
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الاســـم:	albrq.net-5e12d05c56.jpg
المشاهدات: 270
الحجـــم:	11.3 كيلوبايت

    الاســـم:	albrq.net-9757e4d886.jpg
المشاهدات: 266
الحجـــم:	23.0 كيلوبايت

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    المشاركات
    675
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الاســـم:	albrq.net-e5996a8ec8.jpg
المشاهدات: 266
الحجـــم:	27.8 كيلوبايت

    الاســـم:	albrq.net-29b0643f3e.jpg
المشاهدات: 304
الحجـــم:	14.7 كيلوبايت

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    المشاركات
    675
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الاســـم:	albrq.net-550f30b23d.jpg
المشاهدات: 264
الحجـــم:	16.2 كيلوبايت

    الاســـم:	albrq.net-641c19f8e2.jpg
المشاهدات: 277
الحجـــم:	17.9 كيلوبايت

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    المشاركات
    675
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الاســـم:	albrq.net-a4af473c1d.jpg
المشاهدات: 289
الحجـــم:	22.0 كيلوبايت

    الاســـم:	albrq.net-53d28d2138.jpg
المشاهدات: 319
الحجـــم:	17.2 كيلوبايت

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    المشاركات
    675
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الاســـم:	albrq.net-c62c709461.jpg
المشاهدات: 267
الحجـــم:	13.2 كيلوبايت

    الاســـم:	albrq.net-d52daa42b6.jpg
المشاهدات: 278
الحجـــم:	22.7 كيلوبايت

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    المشاركات
    675
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الاســـم:	411382-3-or-1351535666.jpg
المشاهدات: 380
الحجـــم:	23.7 كيلوبايت

    الاســـم:	2012-10-30T000613Z_1_ACAE89T00AI00_RTROPTP_2_OEGIN-STORM-SANDY-MY4.JPG
المشاهدات: 462
الحجـــم:	28.2 كيلوبايت

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    861
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    سبحان الله...سبحانه الله
    اللهم ارحمنا برحمتك التي وسعت كل شيء
    اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.


  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    المشاركات
    675
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    وليستمِع هنا كل جاحِد منكر , ملحد كان أو لاديني كافِر برب هذا الملكوت والآمِر له في أي لحظة بأن ينقلب على كل شيئ بكن , فيكون , إلى صرخات استجداء الله تعالى من هول المشهد , وهوَ لايُقارَن بالطبع بأهوال يوم القيامة , مصداقاً لقوله تعالى : ( فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون ليكفروا بما آتيناهم وليتمتعوا فسوف يعلمون أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بالحق لما جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين ) ........فاتّعظوا يا أولي الإلباب !ّ!
    أترككم مع الفيديو :


  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    861
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أهناك دليل أقوى من القرآن والسنة الصحيحة ؟
    الأستاذ ابن عبد البر أعطى دليلا قطعيا من القرآن على كل كلامه يا أخي عبد الرحمن
    فإن كان عندك دليلا من القرآن فهاته وإلا فحجتك باطلة وكلامك لا سند له.
    تفضل وآتنا بدليل ثم نناقشه
    ثم نحن لم نطعن في نية أحد الكلام واضح وصريح ، الله يهديك وينور بصرك وبصيرتك.
    التعديل الأخير تم 11-01-2012 الساعة 05:12 PM


  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    2,064
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    1

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الولاء والبراء
    بواسطة قاهر في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-13-2005, 07:49 PM
  2. هل صار الولاء والبراء محرجا ؟
    بواسطة أبو مهند النجدي في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-19-2005, 02:00 AM
  3. الولاء والبراء فى خطر ؟؟؟؟؟!!!!!!!!
    بواسطة ابوالمنذر في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 04-08-2005, 07:16 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء