ما ترينه أختنا الفاضلة ليندا هنا : هو من جنس ما يُسمى بمبدأ الجبرية للأسف ..
وفيه نسبة الظلم لله تعالى : بأنه هو الذي خلق الكافرين كفارا ًثم فعل كذا وكذا إلخ ..
ويُرد على ذلك بأن الله تعالى لم يخلق الكافرين كفارا ًابتداء وإلا :
لما كان هناك معنى للاختبار والابتلاء ..
ولكن يُقال :
خلق الله تعالى الجن والإنس مختارين ابتداءً ...
فمنهم مَن كفر ومنهم من آمن ...
فلما كان أطهر القلوب محمد صلى الله عليه وسلم : اصطفاه الله لختم الرسالات وعالميتها فهي لكل الناس ..
ولما كان أفسد القلوب إبليس : فقد قدر الله تعالى له ما يُظهر حقيقته وهو موقف السجود لآدم عليه السلام ..
ثم اختار إبليس طواعية ًوبإرادته الخاصة أن يقوم بغواية البشر انتقاما ًمن آدم عليه السلام !!..
والشاهد :
أن أكل آدم من الشجرة كان يمكن أن يتم أيضا ًمن غير إبليس !!.. فقد ورد أن آدم ينسى .. وربما اشتهى الشجرة إلخ
أيضا ًمن أسباب غواية الإنسان هي نفسه المادية : ووسوسة الشياطين من الإنس والجن !!..
وكل ذلك يمكن أن يتم بغير إبليس !!!..
والخلاصة :
أنه لا يُقال أن الله تعالى جبر أحدا ًعلى كفر ولا إيمان من الجن والإنس ...
بل هو سبحانه يقدر لكل نفس ما يظهر مكنوناتها في هذه الحياة ...
ولو أنا قلنا بالجبر على الله .. فإن ذلك يساوي : وصفه بالظلم سبحانه بل وبالكذب أيضا ًوحاشاه وإلا :
فكيف ينادي في القرآن على الناس ويأمرهم بالإيمان : وهو يعلم أن هناك مَن لا يستطيع الإيمان أصلا ً: جبرا ً؟؟؟!!!..
أوليس ذلك من أظلم الظلم ؟؟.. أن آمر أحدا ًبفعل ما لن يستطيعه أبدا ً؟؟..
كالذي يقطع يدي إنسان ثم يأمره بأن يصفق بيديه : وإن لم يفعل : فسيقتله ؟؟؟!!!!..
أرجو أن تكون الأمور قد اتضحت ..
والله الموفق ...
Bookmarks