صفحة 1 من 10 123 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 143

الموضوع: حقيقة عدنان إبراهيم ..

  1. #1

    Exclamation حقيقة عدنان إبراهيم ..


    حقيقة عدنان إبراهيم ...

    هذا الموضوع قد قمت بتجميعه في مدونتي على الرابط التالي :
    http://abohobelah.blogspot.com/searc...87%D9%8A%D9%85

    وسوف أترككم معه وأنقله لكم تباعا ً.. لعل الله تعالى يهدي به الضالين والجاهلين والغافلين ..
    اللهم آمين ...
    ---------------

    فضح الورقة الجديدة للروافض : عدنان إبراهيم ...

    شكر خاص لكل مَن ساهم في تجميع فضائح هذا الزنديق على اليوتيوب والفيس بوك والمنتديات ..
    وأخص منهم :
    الأخين ابن عبد البر .. والأخ هشام ابن الزبير - منتدى التوحيد ..
    --------

    1)) مقدمة عن تدرجه في الضلال والإضلال (اضغط هنا)
    2)) بيان بالكتابة لزندقاته وفسقه (اضغط هنا)
    3)) بيان بمقاطع فيديو لتخاريفه وهرطقاته (اضغط هنا)
    ----------------

    << مقالات في فضح وتعرية عدنان إبراهيم >> :

    4)) فضح منهج عدنان إبراهيم - بدر بن سليمان العامر (اضغط هنا)

    عدنان إبراهيم والمسيح الدجال 1 - بدر بن سليمان العامر (اضغط هنا)
    عدنان إبراهيم والمسيح الدجال 2 - بدر بن سليمان العامر (اضغط هنا)

    5)) مثال لأخطاء عدنان في تعامله مع الصحيحين - د. حاتم العوني (اضغط هنا)

    6)) التحذير من عدنان إبراهيم - أبو القاسم المقدسي - منتدى التوحيد (اضغط هنا)

    7)) تعقيب على كلمة أبي القاسم المقدسي - أبو حب الله - منتدى التوحيد (اضغط هنا)

    8)) عدنان إبراهيم والعودة إلى المربع الأول - صالح الحساب الغامدي (اضغط هنا)

    9)) مثال لافتراء عدنان إبراهيم على ابن تيمية - سلطان العميري (اضغط هنا)

    10)) عدنان إبراهيم وفضيحة هيرودتس (اضغط هنا)

    11)) فضيحة هروب عدنان إبراهيم من مناظرة د حاتم العوني
    (اضغط هنا)

    التعديل الأخير تم 11-16-2012 الساعة 01:48 AM

  2. #2

    افتراضي



    مقدمة عن تدرجه في الضلال والإضلال
    !


    الأخوة الأفاضل

    أبدأ معكم اليوم بعون الله تعالى أولى رسائل فضح هذا الزنديق الفاسق الشيعي :

    عدنان إبراهيم...

    والذي بلغت من طوامه وزندقاته الأخيرة وهدمه للإسلام :

    أن سكت الآن كالفأر الجبان حتى ينسى الشباب والناس لفترة ما قال :

    وتهرب من المناظرات كالجرذ الجربان وآخرها في رمضان :

    أمام الدكتور حاتم العوني !!!..

    وتعلل بمرض في حنجرته : شل الله لسانه وأركانه ..

    والحقيقة أنه عرف أن دكتور حاتم لم يكن ليترك زندقات عدنان في هدم الدين :

    ليناظره في السنة !!!!..

    لن يترك مَن يقول لليهودي والنصراني يمكنكم البقاء على دينكم : فقط إذا أمنتم بالنبي !

    ولن يترك مَن يقول بأن حواء خلقت قبل آدم !!!..

    والبقية المخزية سنتعرف عليها في الرسالتين القادمتين كتابة ًوفيديو بإذن الله ..


    >>>
    وهو من مواليد 1966م بمخيم النصيرات بغزة بفلسطين ..


    >>>
    وهو الذي رأى أن يبدأ دعوته وشهرته في فيينا بعد أن أتاها من يوغسلافيا هاربا :

    حيث عرف أنه في أوروبا لن يتصدى له أحد مثلما سيفعل به مسلمو العرب هنا !

    فبدأ يبث سمومه هناك بالفعل ...


    >>>
    فكان في باديء الأمر يداهن أهل السنة ليستقطب الشباب الغر الساذج :

    ومثل خطبة قديمة له بعنوان (الطريق إلى الله تعالى)


    >>>
    ثم كان يترضى على معاوية رضي الله عنه وأبيه أبي سفيان :

    وذلك مثل خطبة قديمة له بعنوان (إليه يصعد الكلم الطيب)

    >>>

    ثم استطاع بطريقته المميزة في الإلقاء والكلام جمع المزيد من الشباب حوله ..

    ولا سيما وقد صار يهرطق لهم ويستشهد بكلام الفلاسفة الكفار ..!

    فصار في نظرهم الشيخ العالم الداعية المثقف !!

    ولو كان هؤلاء الشباب يعلمون دينهم الإسلام بالفعل :

    منهج أهل السنة والجماعة : النبي وصحابته :

    لم يكن ليجلسون أمام مَن يطعن في الصحابة ويسبهم وينتقصهم وزوجات النبي !


    >>>
    وكان بداية ظهور الوزغ الشيعي الرافضي عليه في التسعينات ..

    وذلك بدعم من شيعة وروافض البحرين وإيران لإفساد المسلمين كعادتهم ..

    وقد كان تلقى التشيع ودرسه على يد الشيعي حسن المالكي ..

    وكما فضحه الشيخ البراك حفظه الله في قناة وصال في حلقات الرد عليه ..

    فلما انتبه المسلمون ساعتها لسبه وانتقاصه لصحابة رسول الله وزوجاته :

    تم طرده من مسجد الهداية بفيينا ...


    >>>
    فقام بعدها بشهر واحد - وبالتمويل المجوسي الشيعي الرافضي -

    بفتح مسجد ضرار يختصه فيه بدعوته وزندقاته كما سنرى تباعا بإذن الله ..

    تماما كمسجد الضرار الذي أقامه المنافقون في المدينة وقال الله فيه :

    " لا تقم فيه أبدا ً.. لمسجد أ ُسس على التقوى من أول يوم : أحق أن تقوم فيه "


    >>>
    ورغم أن جهات أوروبية كشفت ضلالته وفسقه ..

    إلا أن البعض الآخر كان لا زال ينخدع به وبأسلوبه وبدرجة الدكتوراة !

    تلك الدكتوراة التي حصل عليها بالمراسلة من جامعة الأوزاعي بلبنان ..

    وقد دعته إليها إحدى الجمعيات المغربية في بلجيكا للإلقاء فيها :

    ولكنها لفظته لما علمت بمنهجه العفن في سب وانتقاص الصحابة ..


    >>>
    حيث تدرج ذلك الزنديق في الطعن بكل خبث ودهاء

    مستغلا ًأحداث الفتنة بين علي ومعاوية ومن معهما رضي الله عن الجميع

    تلك الفتنة التي يكفي قراءة كتاب ماتع مثلا كالعواصم من القواصم لابن العربي :

    ليتبين الصحيح من السقيم والمكذوب والموضوع فيها ..


    >>>
    فبدأ بالطعن في يزيد ثم معاوية ثم أبي هريرة ثم طلحة ثم الزبير ثم عثمان

    وأخيرا ًعائشة رضي الله عنهم جميعا ًوأرضاهم ...


    >>>
    وهو في كل ذلك يستغل الروايات الشيعية والرافضية المكذوبة الموضوعة :

    والتي تسللت للكثير من كتب التأريخ والسير مثل تاريخ الطبري وتاريخ بغداد إلخ

    والتي كان يعترف جامعوها أنفسهم أنهم لا يقطعون بصحتها إنما هم :

    جامعون لكل ما قيل من روايات : ليأتي من العلماء مَن يحكم على سندها ..

    وهذا بالفعل ما يفعله علماء السنة الأجلاء حيث يبينون الصحيح من المكذوب ..

    ولكن ماذا نفعل في زمان الجهل الديني الذي يعيشه شبابنا اليوم :

    حتى باتت تنطلي عليهم كل كذبة من خبيث ضال يستغل ما لا يعرفون ؟!!..


    >>>
    ثم يدس السم في العسل بمدح الدولة الإيرانية وإخفاء ماضيها وحاضرها !

    ومدح حزب اللات وعلماء الروافض الخبثاء !

    وبلغ من خبثه أنه لما استضافته قناة الرسالة في الكويت :

    لم تهدأ الأمور هناك إلا بعد أن تم طرده منها ومن الكويت بسبب ما قال !


    >>>
    ولم يزل يطعن في علماء الأمة الكبار أجمعين !!!..

    وذلك بكل بساطة لانه يطعن أيضا ًفي حجية السنة من أساسه !!!..

    ويريد أن يتوقف قبول أي حديث على عقله الخرب حتى ولو صحيح سندا !

    ويريد قلب موازين الإسلام كلها رأسا على عقب !!!..

    وبالطبع لم ينسى - كعادة كل مبتغي شهرة في عصرنا هذا -

    مداهنة المرأة وحقوق المرأة ولو بتمييع الدين ونفي شرائعه !!!..

    ---------

    ورغم اختلاف أقوال الناس في ضلاله :

    هل هو مجرد متعالم يتخوض في الدين بغير علم شرعي :

    أم هو شيعي رافضي خبيث : متخفي بالتقية التي تبيح لهم الكذب :

    أم هو شيعي زيدي :

    حيث أن الذي صار واضحا ًالآن كلما زادت فيديوهاته انتشارا ًوظهورا ً:

    أنه شيعي رافضي خبيث يتخفى بالتقية ومحبة الحسين رضي الله عنه وآل البيت !

    وعلاماته في ذلك - وهي ثابتة في كل شيعي رافضي لمَن لا يعرف - :


    1...
    طعنه في معاوية رضي الله عنه بحقد ظاهر لم يستطع كظمه بعد أن كان يداريه ..

    فيصفه رضي الله عنه بأنه دعي ابن دعي (يعني أباه أبا سفيان زاني وجده أيضا)

    ويفتري على ميسون بنت بحدل زوجة معاوية أنها كانت تهوي خادمه سرجون !

    ويلعن معاوية رضي الله عنه لعنا ًقبيحا ًويصفه بأنه دجال عظيم !

    وكل ذلك معروف وثابت لدى كل رافضي خبيث زنديق ضال ..


    2...
    سلم المبتدعة والكفرة من لسانه البذيء السليط : ولم يسلم منه لا الصحابة (ولا حتى أكابر الصحابة كأبي بكر وعمر كما سنرى) ولا استخفافه حتى بالحديث عن النبي نفسه صلى الله عليه وسلم !!!..


    3...
    وكذلك طعن في أمهات المؤمنين الطاهرات زوجات النبي : فيصف عائشة رضي الله عنها بأنها : بدائية جاهلة !!.. ويصفها بأنها تتشبه بالرجال فيقول عنها : رجلة : تركب الفرس !!.. وهذا منه لها لعن كما جاء في نص رسول الله بلعن المتشبهات من النساء بالرجال والعكس .. وغير ذلك من انتقاصاته المفضوحة لها والتي ينقلها عن الشيعة الروافض : وفي النهاية :

    يتورع أن يقول أنها في الجنة فيقول : الله أعلم بحالها !!!!..

    وخذل وكذب والله هذا الزنديق الفاسق ...


    4...
    ومن علامات الشيعة الروافض أيضا ًحقدهم البالغ على أئمة علماء أهل السنة الذين فضحوهم وعروا تقيتهم وكذبهم وخداعهم للعوام والجهال والبسطاء ..

    فيقول هذا الزنديق عدنان على شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى أنه :

    ناصبي (أي كاره لآل البيت) عاشق لبني أمية !!!..

    ويصف الإمام الذهبي رحمه الله تعالى بأن : هواه أموي !!!..

    وصار الكل عنده من أكابر العلماء أخزاه الله : يعشقون ويؤرخون لبني أمية !

    فقط لأنه لا يقبل الحقائق التي تفضح الشيعة والرافضة ودولتهم !!..

    فابن حزم : ناصبي !!.. وابن كثير وابن عساكر : يؤرخان لبني أمية !!..

    وكذلك الهيثمي : هواه أموي !!!..


    5...
    ولعل من أوضح علامات تشيعه ذلك المفضوك المنكوس :

    هو محاولته الطعن في كتاب : العواصم من القواصم لابن العربي المالكي رحمه الله :

    وهو من أشهر الكتب التي فضحت الأكاذيب في أحداث الفتنة بين علي ومعاوية وبقية الصحابة : وفضحت الأكاذيب والروايات الموضوعة من الشيعة والرافضة لتكريه المسلمين في الصحابة بافتراء الفواحش عليهم والظلم والردة إلخ ..

    فيقول عن ذلك الكتاب القيم :

    عواصم ابن العربي : قواصم النصب والبغض لأهل البيت : والكذب على الله والرسول والأئمة والتورايخ : وعلى العقل والشواهد والحس والضرورات !!!..

    كل ذلك :

    والإمام القاضي ابن العربي لم يتحدث في الكتاب إلا بالدليل ووزن الأسانيد !!..

    فماذا لو كان مثل عدنان يجمع مروياته من كتب الروافض العفنة الساقطة السند ؟!

    ولكن حقا ً: الخنزير لا يقبل أن يترك أكل النجاسات : ولو قدمت إليه الطيبات !!

    < ملحوظة : القاضي ابن العربي المالكي : هو غير ابن عربي الصوفي الضال >


    6...
    وكذلك له كلام كثير للطعن في السنة والأحاديث الصحيحة وعدم التعويل عليها :

    أو دعوته لجعل العقل وحده حاكما ًعليها ..!

    وكذلك طعنه في أحاديث صحيحه رواها البخاري ومسلم لتشكيك المسلمين فيهما ..

    وذلك لأن الكثير من الأحاديث الصحيحة (سواء في البخاري ومسلم أو غيرهما) :

    فيها فضح كل أهل البدع وأصولهم ...


    7...
    والمزيد من التفصيل في ضلالاته وزندقاته وفسقه :

    نجده في الرسالة القادمة بإذن الله تعالى باسم :

    (( حقيقة الدكتور عدنان إبراهيم المتشيع ))

    للشيخ داود العتيبي جزاه الله خيرا ً...
    التعديل الأخير تم 11-16-2012 الساعة 12:02 AM

  3. #3

    افتراضي


    بيان بالكتابة لزندقاته وفسقه ...

    حقيقه الدكتور عدنان ابراهيم المتشيع!

    بقلم : داود العتيبي


    صورة له وهو يمسك كتاب : شرح نهج البلاغة !!

    وهو من أشهر كتب الشيعة والروافض والمعتزلة للطعن في صحابة النبي ..

    -------

    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:

    فماتزال الأيام حبلى بالظالمين والمُفسدين، ولا يفتأ أعداء الإسلام من الكيد له والطعن فيه، وفي كل حين نسمع فتنة ًمُضلة يذهب ضحيتها من لم يسلح نفسه بسلاح العلم والعقيدة وإنا لله وإنا إليه راجعون.

    وفتنة هذه الأيام الدكتور عدنان إبراهيم..

    هذا الرجل من مواليد غزة لكنه مقيم في النمسا وله مركز إسلامي ومسجد جعله كمسجد ضرار للتفريق بين المؤمنين.

    لقد ابتدأ منهجه ودينه بالطعن في معاوية رضي الله عنه ثم هبط ليطعن في أزواج النبي ثم في أبي هريرة ثم أنس بن مالك ثم طلحة بن عبيد الله ثم المغيرة ثم أبي بكر وعمر ثم جملة الصحابة ثم العلماء فلم يدع منهم أحدا ولم يذر.

    ثم في بني أمية والعباسين أجمعين إلى آخر طعوناته.

    ثم مدح الشيعة الإمامية وأثنى على علمائها كالصدر وعلي شريعتي وياسر الحبيب الطاعن في أم المؤمنين.

    ثم يعترض على أهل السنة عموما ويصفهم بأوصاف التضليل والتجهيل والنقص.
    ثم يعترض على الدين ويشطح شطحات عجيبة في الفقه ويعترض على الدين بأقل شيء لأنه لا يوافق عقله، لا يعجبه عجب ولا صيام في رجب وكأنه لم يفهم الدين أحد إلا هو.

    هذا الرجل له ذكاء وخبث ودهاء متكلم لَسِن له إحاطة بعلوم عصرية وإطلاع كبير على الفلسفة القديمة والحديثة وحافظة فلا عجب أن يجذب بهذه الأوصاف قلوب الضعفاء والمساكين.

    ولا يغرنكم مدحه أحيانا للصحابة ولبوس أهل السنة والجماعة فما هو إلا اصطياد!

    ولقد أتي عدنان إبراهيم من عدة أشياء ضل فيها وأضل:

    أولا:
    ليس له شيخ ولا عالم ثنى ركبته عنده ودرس عليه، بل شيخه كتابه، وكما قال العلماء من كان شيخه كتابه كان خطؤه أكثر من صوابه، وهذا الصفة كفيلة بأن يترك المؤمن سماع كلامه خاصة في باب العقيدة.
    لذلك هو حاطب ليل وجمَّاع ضلالات.

    ثانيا:
    يعتمد على المصادر الشيعية في التاريخ والصحابة ويقدمها على مصادر أهل السنة بل يصف مصادرنا بالتزوير والكذب والبهتان.

    ثالثا:
    اغراقه في الفلسفة ويبدو أنه بلع بعضها وما استطاع أن يتقيأها فيتخلص منها.

    رابعا:
    تحكيمه للعقل القاصر على الشريعة.

    خامسا:
    مزاجه النكِد ولسانه السليط والشتام، فإذا ما غضِب أغمض عينيه وحرك يديه وجسده وأطلق لسانه منفلتا لا يلوي على شيء.

    لذلك اختلفت أوصاف الفضلاء فيه فمنهم من قال شيعي متستر ومنهم من قال زيدي ومنهم من قال صاحب فتنتة.

    وأرى والله أعلم أن كل هذه الأوصاف تُعبر عن شيء من دينه وعقيدته فهو كما سبق حاطب ليل، إلا أن الأظهر والأقوى أنه شيعي متستر يستخدم التقية ويتزيا بثوب أهل السنة ليطعن في الدين من داخله على طريقة عبد الله بن سبأ مع المسلمين وبولس مع النصارى وهو شبيه بحسن السقاف ومحمد التيجاني التونسي صاحب كتاب " ثم اهتديت "، بل ضل.

    والخلاصة: أن المسلم لا يتورع عن انتزاعه من أهل السنة والجماعة.

    ولئن تورع بعضهم من وصفه بالشيعي في عموم أحواله فقد يكون معه جانب حق لأن عدنانإبراهيم لا يقول بالإمامة وهي ركن من أركان الإسلام لدى الشيعة ويخالفهم في بعض الأمور.

    إلا أنه لا يستبعد أن يفعل هذا تقية ليلعب على سذج المسلمين ويستدرجهم إلى فخاخه الملغومة.

    خاصة وأنه المغرم والعاشق لدين الرافضة ومنهجم.

    وقد يكون مفكرا حرا لا ينتمي إلى مذهب إلا أنه تم استدراجه من الشيعة واستغلاله فهو مطرق الرأس غامض العين لدى ذكرهم.

    وتابعت بعض جمهوره فرأيت كثيرا منهم شيعة رافضة يُطبِّلون ويزمرون حوله ولا عجب فهو داعية إلى دينهم باحتراف ولن تسمع ردا منه عليهم إلا شذرات صغيرة..

    فإذا كان ثلثي متابعيه رافضة والثلث الآخر منقسم بين أناس "تنويريين" يقدمون عقولهم القاصرة على الشريعة ومساكين من أهل السنة يسمعون كلمة أو كلمتين وفلسفة أو فلسفتين فيقولوا هذا إمامه عصره وفريد دهره، فيكفيك أن تحكم على دينه بالخلل.

    ولذلك تراه يلبس السواد في ذكرى كربلاء ويتكلم بلسان لا تفرق بينه وبين الرافضة ويطعن في الصحابة وفي أهل السنة ويقول عنهم إنهم لا يحترمون آل البيت ولا يقدرونهم قدرهم!!

    وبعد هذا أتريدون منا أن نقول من أهل السنة؟ كلا والله، بل هو شيعي متستر خبيث على الصحابة وعلى أهل السنة ماكر خداع

    ولئن لم يكن شيعيا فهو قطعا ليس بسني بل صاحب دين جديد، يريد تفريق الصف فيجعله ثلاثة صفوف بدل أن يكون اثنين.

    هذا مجمل حاله! ومن أراد التفصيل فليكمل قراءة هذا المقال، ولم آت بشيء من عندي بل هذه مختارات من كلامه في خطبه وفتاويه في موقعه لتكونوا على بينة من أمر هذا الشيعي.

    وكل مسلم يعلم زورها وبهتانها لأن القول بها يخالف دينه وإسلامه.

    وإذا ذكرت مسألة لم يقلها في خطبه فليراجعني المُراجع، فهذه نقولات من خطبه: عدالة الصحابة، عائشة في النار؟!، و بين يزيد والحسين، وسلسلته عن معاوية، وسلسلته في الفلسفة وغيرها.
    --------------

    أولا: طعنه في معاوية رضي الله عنه:

    وجعلته أولا لأنه بوابة الرفض وبوابة الطعن في سائر الصحابة. فيقول عنه: دعِي بن دعِي، ويصف ابنه يزيد بأنه ابن حرام ويصف ميسون بنت بحدل الكلبية زوجة معاوية أنها كانت تهوى سرجون خادم معاوية ويلعن معاوية لعنا قبيحا.

    ويصفه بأنه دجال عظيم، وعنده عقدة جنسية، وغير ذلك كثير من التهم والنقائص.

    نقول: معاوية رضي الله عنه صحابي مشهود له بالجنة قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا". قالت أم حرام: قلت يا رسول الله! أنا فيهم؟ قال: " أنت فيهم". ثم قال النبي: "أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم". فقلت: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: "لا". أخرجه البخاري

    ومعلوم أن أول جيش غزا البحر هو جيش معاوية، وثبت أن النبي صلى الله وسلم قال فيه:"اللهم اجعله هادياً مهدياً واهده واهد به" أخرجه أحمد وغيره.

    و سئل الإمام أحمد عن رجل يشتم معاوية أيصلى خلفه؟ قال لا ولا كرامة.

    سئل أحمد عن من ينتقص في معاوية وعمر بن العاص أيقال له رافضي: قال إنه لم يجترأ عليهما وإلا وله خبيئة سوء.

    بل قال عبد الله بن المبارك: تراب في أنف معاوية أفضل من عمر بن عبد العزيز.

    وأنا أقول تراب في أنف فرس معاوية خير من ملئ الأرض مثلك يا عدنان إبراهيم.

    وقد نص على فضله وإمامته علماء الأمة وأعلامها وقد روى عنه كثير من الصحابة أحاديث عدة وهذا فضل عظيم له، وصرح بفضله غيرهم من التابعين والعلماء كسعيد بن المسيب، وأحمد بن حنبل وابن المبارك والمعافى بن عمران والميموني وسائر أعلامنا كالبخاري وابن الجوزي وابن كثير والطبري وابن عبد البر وابن حجر العسقلاني وغيرهم كثير نصوا على فضله وصحابيته وأن الطاعن فيه خبيث الطوية.

    وقد مدح عدنان قديما بعض الذين لا يوثق بقولهم كالبوطي، والعجيب أن البوطي نفسه ترضى عن معاوية وعن الصحابة أجمعين وقال هم صحابة رسول الله، فإلى من ينتمي عدنان وإلى أي شريعة نحاكمه؟
    ---------------

    ثانيا: طعنه في عائشة رضي الله عنها:

    يقول عائشة بِدائية جاهلة وذلك لأنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم مهما يكتم الناس يعلمه الله؟ ويقول إنها رجلة، تركب الفرس، ومعنى رجلة أنها تتشبه بأفعال الرجال.

    وهذا لعن منه لها!! لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن الرجلة من النساء.
    ثم يتورع من أن يقول: عائشة في الجنة فيقول الله اعلم بحالها!!

    ثم يحرك أصابعه محاكاة لسير عائشة، وتشير الأصابع إلى السخرية والاستهزاء كأنه يصفها بأنها طفيلية لأنها تبِعت النبي صلى الله عليه وسلم ليلا.

    ويقول: عائشة مبطلة وعلى باطل، وهي ضرس بِتَخوِّف ولذلك اشتراها معاوية بالمال حتى تسكت. ويقول حديث "من أحب الناس قال عائشة" أنا لا أقبل هذا الحديث.

    قلت: فلا أدري كيف يليق هذا الوصف بأفقه نساء العالمين وأم المؤمنين! ليس إلا الرفض.

    وقد قال الله في أزواج النبي " وأزواجه أمهاتهم "، وقد اخترن الله ورسوله والدار الآخرة فأعد الله لهن أجرا عظيما.

    ويقول: كان بينها وبين طلحة بن عبيد الله حب !!
    قلت: هذا كذب وزور وقاتله الله وقطع لسانه يطعن في الشريفة ابنة الشريف ويتهم أحد العشرة المبشرين بالجنة.

    قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ".

    قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ عَائِشَةُ قِيلَ مِنْ الرِّجَالِ قَالَ أَبُوهَا.

    والذين ندين الله به أنها زوجته في الجنة، وقد أقرأها جبريل السلام، وقد مات النبي في حجرها وكان يسأل أين أنا أين أنا رجاء ليلتها.
    فليخسأ عدنان وليمت بغيظه.
    --------------------

    ثالثا: طعنه في أبي هريرة رضي الله عنه:

    يقول أبو هريرة أسلم من أجل بطنه، أسلم من أجل الخِرفان، حتى ضجِر منه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: زر غبا تزدد حبا.

    ويتهمه بأن بني أمية أعطوه الأموال ليروي الأحاديث لهم.
    قلت: هذا كذب وزور، والطعن في أبي هريرة طعن في الدين كله.

    قال أبو هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله "اللهم حبب عُبَيْدك هذا - يعني أبا هريرة - وأمه إلى عبادك المؤمنين وحبب إليهم المؤمنين فما خلق مؤمن يسمع بي ولا يراني إلا أحبني " رواه مسلم.

    اللهم فإنا نشهدك على حبه وعلى بغض عدنان.
    -------------------------------

    رابعا: طعنه في أبي بكر رضي الله عنه:

    يذكر حادثة مكذوبة مدسوسة لا أصل لها ولا سند.
    وهي أن أبا بكر خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى شهداء أحد، وقال اشهد لنا يا رسول الله، فقال يا أبا بكر: لا أدري ماذا تحدثون بعدي، شهداء أحد ختم لهم بخير، وأنا أشهد لهم، أما أنتم فما زلتم أحياء، لا أدري ما تحدثون بعدي، هل تكونون على الدرب ولّا بِتْغَيروا وبِتبَدْلوا.
    هكذا يقول بطريقته الاستهزائية.

    قلت: يكفيه شرفا أنه ثاني اثنين في الغار وصحبته لرسول الله وشهادته له بالجنة، وقتاله المرتدين، بل إن عدنانإبراهيم صرح بلسانه قائلا: لولا أبو بكر ما كان الإسلام، ولكنه اضطرب واختلط وتشيع وضل.
    --------------------

    خامسا : طعنه في عمر رضي الله عنه:

    يقول: عمر لا يمثل الإسلام دائما ولا أبدا، في جوابه على سؤال طرح عليه.

    ويصف عمر رضي الله عنه لأنه اجتهد في قسمة الغنيمة " هذه مشكلة توجب الردة والزندقة.
    قلت: ويكفي شرفا لعمر أنه ثاني خلفاء النبي صلى الله عليه وسلم وأن القرءان وافقه في كثير من مسائل الدين ولا يطعن فيه إلا خبيث.
    -----------------------------

    سادسا: طعنه في عدة من الصحابةرضي الله عنهم:

    يقول عن أنس بن مالك: أكثر ما يروي أحاديث جنسية.

    ويقول عمر بن الخطاب كان يعرف أن ابنه عبد الله بن عمر نسونجي لا يصلح للخلافة.
    يقول: عثمان لما حكم أطلق يد معاوية ورخص له كل شيء لأنه ابن عمته وأطلق العنان لبني أمية في أموال المسلمين وأعراضهم.
    يقول عن الحكم بن العاص: حقير لعين لعنه الله.
    وينتقص انتقاصا ظاهرا من الصحابة الذين طعموا مع النبي صلى الله عليه وسلم ويقول عنهم طفيليين وأصحاب سوالف وكلام فاضي والنبي مش فاضي لهم.


    ويقول: جالسين في بيت النبي وحجرة واحدة زينب وجهها للحيط وظهرها لهم.. هدول جالسين شوف الأدب في ناس ثقلاء حتى من الصحابة، ويصفهم بأنهم طلبوا من النبي متكأ حابين يناموا.. عاملين فيها قصص وأحاديث مقهى أبو العبد.. طرفة ونكتة هو فاضي النبي؟

    ويقول: بعض الصحابة كان لا يستحي أن يأكل مع النبي وزوجة النبي قبل نزول الحجاب.

    وقال الخبيث: أحيانا تجول يده في الإناء فتلمس يده يد زوجة النبي، فيلاحظ النبي ولا يعجبه، بعض الصحابة بحب يلمس يد زوجة النبي.

    قلت: وهذا اتهام لعرض النبي صلى الله عليه وسلم بل هو اتهام لخاتم الأنبياء بالدياثة.

    ويقول: النبي يعرف الصحابة فيهم الفاجر وفيهم المنافق وفيهم لعن الله والديه.

    وأحيانا يستخدم التقية فيقول: علي أبو بكر عمر عثمان نحبهم والباقي ما لنا دخل فيهم.
    قلت: كلامه هذا كله مليء بالزور والبهتان والضلالة على أصحاب رسول الله والطعن فيهم.

    قال تعالى مبينا فضلهم: "مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ".

    وقال: "وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ"
    -------------------

    سابعا: طعنه في جملة الصحابةرضي الله عنهم:

    يؤكد عدنانإبراهيم دائما على أن الصحابة ليسوا مقدسين ويهتك هذا الحجاب ويقول انتقدوهم لا تسكتوا عليهم، ومعلوم أن منهج أهل السنة والجماعة هو الكف عما شجر بينهم، وأن الصحابة دائرون بين الأجر والأجرين، فمن اجتهد وأخطأ له أجر ومن اصاب فله أجران.

    قال الحافظ ابن حجر:اتَّفَقَ أَهْل السُّنَّة عَلَى وُجُوب مَنْع الطَّعْن عَلَى أَحَد مِنْ الصَّحَابَة بِسَبَبِ مَا وَقَعَ لَهُمْ مِنْ ذَلِكَ وَلَوْ عَرَفَ الْمُحِقّ مِنْهُمْ ؛ لِأَنَّهُمْ لَمْ يُقَاتِلُوا فِي تِلْكَ الْحُرُوب إِلَّا عَنْ اِجْتِهَاد، وَقَدْ عَفَا اللَّه تَعَالَى عَنْ الْمُخْطِئ فِي الِاجْتِهَاد , بَلْ ثَبَتَ أَنَّهُ يُؤْجَر أَجْرًا وَاحِدًا وَأَنَّ الْمُصِيب يُؤْجَر أَجْرَيْنِ.

    وقد نص على ذلك غير واحد كالقرطبي وابن أبي زيد القيرواني وابن بطة وأبو زرعة الرازي وغيرهم كثير.

    فمن عدنان إبراهيم أمام ابن حجر وأحمد بن حنبل وسائر العلماء؟ لا شيء خردلة!

    وقال الميموني: قال لي أحمد بن حنبل:
    يا أبا الحسن،إذا رأيت رجلا يذكر أحدا من الصحابة بسوء فاتهمه على الإسلام.

    وإنا نتهمك على الإسلام يا عدنانإبراهيم.

    وقال أبو زرعة الرازي:
    إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق ؛ وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة.

    ويقول إن من أسلم بعد صلح الحديبية ليس صحابيا، فعنده خالد بن الوليد وأبو هريرة وأبو موسى الأشعري وغيرهم كثير ليسوا صحابة أبدا.

    ويقول ليس كل الرضوانيين والبدريين في الجنة لأنه بعضهم نكص على عقبيه.

    وإنا نبرأ إلى الله من عدنانإبراهيم لأنه خالف أهل السنة قال تعالى:
    لقد رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا"

    وقال ابن حزم - يرحمه الله- في الملل والنحل:
    فمن أخبرنا الله عز وجل أنه علم ما فى قلوبهم ورضى الله عنهم، وأنزل السكينة عليهم، فلا يحل لأحد التوقف فى أمرهم ولا الشك فيهم.

    قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة، أخرجه الترمذي.

    والنبي صلى الله عليه وسلم أصدق من عدنان.

    وأهل بدر مغفور لهم، وذلك أن عمر بن الخطاب استأذن النبي صلى الله عليه وسلم ليقطع عنق حاطب بن أبي بلتعة فقال النبي: " لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم، فقد وجبت لكم الجنة أو فقد غفر لكم" فدمعت عينا عمر وقال: الله ورسوله أعلم.

    فنزول الدمع من عيني عمر فهم لذلك، وإن الترجي في كلام الله وكلام رسول الله للوقوع كما قال ابن حجر.
    إلى غير ذلك.
    ----------------------------------

    ثامنا: طعنه في علماء الإسلام:

    يقول ابن تميمية ناصبي عاشق لبني أمية، والذهبي ناصبي هواه أموي، ابن حزم ناصبي، ابن كثير وابن عساكر يؤرخان لبني أمية، الهيتمي هواه أموي، ثم ينتقص الطبري وينقد أسلوبه في التاريخ وطريقته مفضلا غيره ممن لا يعرف نسبه ولا دينه من الغربيين.

    يقول عن كتاب العواصم من القواصم لمؤلفه ابن العربي المالكي رحمه الله، كتاب تضليل وتزوير وبهتان فيقول: عواصم ابن العربي قواصم النصب والبغض لا أهل البيت والكذب على الله والرسول والأئمة والتواريخ وعلى العقل والشواهد والحس والضرورات.

    قلت: ولعل حقده على هذا الكتاب دليل ظاهر وحجة دامغة على أنه شيعي مقيت فهذا الكتاب قاصم ظهر الرافضة.

    وينتقص من أحمد بن حنبل وكذلك الذهبي لأنهما نقدا أحاديث لم تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم.

    ويقول: مشايخ اليوم أستحي ان أقول عنهم نساء ولا صبيان ولا حقراء بل هم ذباب وصراصير وفئران وأرانب.
    يقول: هذه الأمة حُكمت بالطواغيت ألف وأربعمئة سنة من هؤلاء الطغاة الفقهاء وقال: علماؤنا ضللونا فكر متخلف ومنحط.

    ويقصد علماء أهل السنة.

    قلت: فمن بقي؟ لم يبق إلا أن تكون شيعيا رافضيا سبئيا.
    ----------------------

    تاسعا: طعنه في البخاري ومسلم وفي المحدثين:

    يقول إذا جاء الحديث وأثبتت التجربة أنه مخالف لها فرده ولو كان متصل السند في البخاري وإلا كنت أهبلا، وإذا أثبت التاريخ ما يخالف البخاري ومسلم فردههما وعليك أن تقول هذا كذب وغلط.

    ويقول يجب أن نعيد النظر في مئات من الأحاديث في البخاري ومسلم.

    ويقول: المحدثون هم الجهاز الإعلامي لبني أمية.

    قلت: وكانت كلمة أهل السنة والجماعة أن البخاري وسلم هما أصح الكتب بعد كتاب الله، وأجمع جهابذة الحديث على توثيق البخاري وأمانته ولم يخالف في ذلك إلا أهل الضلالة من الرافضة وغيرهم.
    -------------------

    عاشرا: لمزه وغمزه بأهل السنة:

    يقول أهل السنة مقصرون في محبة آل البيت ويقارنهم كثيرا بالرافضة ليفضل الرافضة عليهم، ويقول مشايخ اليوم حمير وضلال لا تقوى ولا ورع ولا إنصاف ويكذبون علينا.

    ويقصد بالكذب المعهود لدى الرافضة.

    ويقول: أهل السنة لم يحفظوا وصية النبي صلى الله عليه وسلم لذلك لا يحزنون لمصابهم ولا يدافعون عنهم.

    ويقول: بنو أمية والعباسيون دجالون كذابون أكثر من آذى النبي صلى الله عليه وسلم.

    قلت: وكلنا يعلم ما فعلت دولة بني أمية كيف نشرت الإسلام والعلم، ولا يعني هذا خلوهم من الزلل، إلا أنهم داخلون في حديث النبي صلى الله عليه وسلم " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ".
    وكانوا حماة الإسلام وفتحوا البلاد ونشروا الدين في الأصقاع، ولهف نفسي ما فعل الرافضة أحبابعدنان في الأمة الإسلامية؟
    -----------------

    الحادي عشر: ثنائه على الشيعة:

    هو كثير التبجيل والتعظيم لهم، ويثني على علمائهم كمحمد باقر الصدر، والمدعو علي شريعتي، وياسر الحبيب، وما أدراك ما ياسر يقول عنه: هو ليس كاذبا بل لا إنصاف عنده، وينكر على أحدهم حين لعنه، وقال: أنا أدعو لياسر حبيب بالهداية من كل قلبي.

    ويقول: مذهب الشيعة الإمامية في الصحابة أقل خطرا على العقول والنفوس من مذهب أهل السنة والجماعة.

    يقول: الشيعة إخواننا، وهو مذهب أنت مخير أن تكون حنبليا أو شافعيا أو إماميا.

    ويمدح الطبرسي الرافضي اللعين صاحب كتاب: فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب "
    ويمدح مسجدا شيعيا حين دخله وقال شيء جميل بوحدوا الله.
    وقال: خل الشيعة يعبدوا عليا ويألهوه ما دام يقفون في وجه الظالم.

    يقول: موازين أهل السنة غلط وموازين أهل الشيعة أصح.

    قلت: ولا أظن لبيبا يشك في تشيعه بعد ذلك.
    -----------
    متفرقات وضلالات وكفريات:

    -الرجل إمام في التناقض وله ضلالات كثيرة منها:

    يقول إن القسمة للذكر مثل حظ الأنثيين في الميراث هذا كان صالحا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، أما الآن فيجب أن تكون القسمة سواء، لأن مسألة الميراث مسألة اقتصادية.

    وهذا اتهام لله ولدينه ولنبيه، قال الله تعالى: اليوم أكملت لكم دينكم.

    والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: تركتكم على المحجة البيضاء..

    فالدين كامل ومن زعم نقصانه فقد ضل سواء السبيل وهو صالح لكل زمان ومكان، وقد تولى الله تعالى قسمة الميراث بنفسه.


    -لا يعتد بإجماع بل ينكره ويخالفه بجراءة ويقول لا تقل لي إجماع المهم أنا أقتنع.
    قلت: وقد كفر بعض العلماء من أنكر الإجماع القطعي الذي أجمع عليه الصحابة ومن بعدهم إذا كان معلوما من الدين بالضرورة.

    ومن الكفريات قوله:

    لا يوجد مسلم يبرهن بشكل قاطع أنه على حق، ويقول أعرف سيكفرونني بهذه الكلمة.

    ويقول: لا تظن أن فكرك الإسلامي صحيح، قد يكون الحق بجانب عدوك.

    ويقول: الله لم يقل نحن المسلمون على حق مطلق، والله قرر أن أهل الكتاب عندهم كثير من الحق ولم يقل هم على باطل.

    بل يقول إن اليهودي والنصراني الذي لا يقول بالتثليث إذا كان مؤمنا بالله واليوم الآخر يدخل الجنة وهو على خير.

    ويقول: أعتبر نفسي أخالف إجماع الإسلام الذي يقول بأن من لم يسلم فإنه في نار جهنم، وأعرف بأنهم سيتكلمون علي وهذا لا يهمني.

    يقول: اليهودي والنصراني إذا لم يتبع محمد ولكن ءامن بمحمد نظريا من غير متابعه فله كفل من رحمة الله وإن اتبع له كفلان.

    ويقول: لا يستطيع أحد أن يتدخل في أفكاري بل أفكاري حرة الوحيد الذي يستطيع أن يعبث في أفكاري هو الله!!

    قلت: وهل يعبث الله؟ قال تعالى " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا "

    وينقل كلاما لأحد الغربيين فيقول هذا الغربي: أنا استهدف النفاذ إلى عقل الخالق.

    فيقول عدنان: اللغة تخرِّجه من كلامه، يا اخي لا تكن سلفيا خذ المعنى الله يخليك المعنى صحيح.

    وينقل كلاما لأحدهم: الرب مختلط بالإنسان والإنسان متمثل بالإله.

    فيعتذر له ويتسمح.

    قلت: وهذا منه عجيب حين يعتذر للملاحدة الكفرة ولا يعتذر لأصحاب رسول الله بل يفتش عنهم وينقب.

    وقد خالف الله وخالف رسول الله في كلامه.

    فقد أجمع العلماء على أن من لم يكفر النصارى كافر، وأنه لا يقبل دين غير الإسلام.

    قال تعالى:
    ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين.

    -وصف النبي صلى الله مرة بأنه كان "نزقا " والنزق سوء في الخلق وخفة في العقل.

    ويقول عنه: باعتقادي أن الرسول كان يتعرض للشك وهذا ليس عيب وهو القائل "نحن أحق بالشك من إبراهيم"، ويقول إن كلام العلماء فارغ بأن مقصود النبي صلى الله عليه وسلم أن إبراهيم لو شك شككت أنا وأنه من قبيل التواضع

    ويقول عدنان: كأن الشك نقيصة عندكم؟ في الأدبيات: اليقين لا يكمن إلا في الشك.

    ونقول: قال تعالى
    " أفي الله شك فاطر السموات والأرض يدعوكم ليغفر لكم.. "

    فمجرد الشك كفر والعياذ بالله.

    وأما معنى الحديث فكلام العلماء هو صواب وكلام عدنان هو الفارغ والمردود على وجهه:

    قال السيوطي في شرح صحيح مسلم: نحن أحق بالشك من إبراهيم معناه أن الشك يستحيل في حقإبراهيم فإن الشك في إحياء الموتى لو كان متطرقاً إلى الأنبياء لكنت أنا أحق به من إبراهيم، وقد علمتم أني لم أشك فاعلموا أن إبراهيم لم يشك.

    وإنما خص إبراهيم لكون الآية قد يسبق منها إلى بعض الأذهان الفاسدة احتمال الشك، وإنما رجحإبراهيم على نفسه تواضعاً وأدباً أو قبل أن يعلم أنه خير ولد آدم.

    فهل الدين ناقص وغير مفهوم حتى جاء عدنان فكمّلَه وفهمه؟

    -يقول: كلام علي بن أبي طالب فوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق.

    قلت: وهذا غلو فيه فأبو بكر وعمر أفضل منه، وما صدرت إلا من الشيعة ومن والاهم.

    - يخص الحسن والحسين وأحفادهم بقوله عليهم السلام، وكان الأليق به استخدام هذا السلام على جميع آل البيت آل عقيل وآل العباس وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم.

    -يرى أن الصحابي لا يكون صحابيا إذا رأى النبي صلى الله عليه وسلم مرة أو مرتين.

    نقول: قال النووي رحمه الله: فأما الصحابي فكل مسلم رأى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ولو لحظة هذا هو الصحيح في حده وهو مذهب أحمد بن حنبل وأبي عبد الله البخاري في صحيحه والمحدثين كافة.

    وهم أعلم وافهم وأجل من عدنان إبراهيم.

    ومن تناقضاته:
    وتستطيع القول بأنها تقية فيظهر السنية ويخفي التشيع:

    فمرة يقول لا دين إلا الإسلام ومرة يدخل اليهودية والنصرانية الجنة.

    ومرة ينكر النسخ ثم يثبته في الآية التي أمرت بالصدقة قبل النجوى.

    ينكر حد الردة ثم يثبت أن الخلفاء الراشدين فعلوه جميعا ويرد على العلمانيين في إنكارهم.

    ومرة يثبت أن أزواج النبي من آل البيت وأنهن اخترن الله ورسوله والدار الآخرة ومرة يخرجهن.

    آخر شيء المضحكات فمنها:

    يروي رواية مضحكة كعادة الرافضة فيقول: جاءت امرأة إلى علي بن أبي طالب فقالت له: إني أبغضك.

    قال: أنت سلقلق، قالت وما سلقلق؟

    قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم لا تبغضك امرأة إلا وهي سلقلق.فقلت يا رسول الله وما السلقلق؟

    قال المرأة التي تحيض من دبرها.

    فقالت صدق رسول الله وأنا أحيض كذلك ولم أخبر أهلي.!!

    وفي تفسير التين والزيتون:
    يقول التين إشارة إلى إله بوذا ويذكر قصة خرافية ليستنتج أن الأديان أربعة: إسلام يهودية نصرانية بوذية.

    ويقول معنى إنا أعطيناك الكوثر :
    يقول هو نسل محمد صلى الله عليه وسلم. وهذا تفسير الرافضة لهذه الآية.


    ومن المضحكات أيضا أن يقول عن نفسه بعد كل هذا إنه شافعي أشعري! فأي أمة يخادعها هذا المسكين؟


    --------------------------------------------
    ختاما:

    نسأل الله العفو والعافية من الضلال بعد العلم والزيغ بعد الهدى، كما رأيتم أحبتي ضلال هذا الرجل وتشيعه وخروجه عن منهج أهل السنة والجماعة لذلك وجب التحذير منه وحرمة السماع له، والسعي لإصدار فتاوي العلماء في حقه حتى يُقطع دابره.

    وقد بذل الشيخ عثمان الخميس والشيخ محمد الداهوم جهودا مشكورة في الذب عن الصحابة وفي بيان ضلالات هذا الرجل، خاصة الشيخ محمد الداهوم فقد أفرد له أربعة دروس تقصى فيها كثيرا من ضلالاته وبين منهج أهل السنة.

    وقد رأيت من عدنانابراهيم امتعاضا شديدا نتيجة كلام الأسد الهصور الشيخ عثمان الخميس ولكن هذا لا يكفي لرد شبهه وضلالاته، وأرجو أن يكون ما كتبت بداية وليس نهاية وأن تكون إثارة لغبار هذا الرجل حتى يجتهد أحفاد الصحابة رضي الله عنهم وحفيدات عائشة رضي الله عنها للانتصار

    والله أعلم ...
    التعديل الأخير تم 11-16-2012 الساعة 12:30 AM

  4. #4

    افتراضي


    بيان بمقاطع فيديو لتخاريفه وهرطقاته ...

    مَن نصدق يا عدنان يا كذاب ؟؟.. أنت ؟.. أم الله عز وجل ؟.. الله تعالى يقول في قرآنه الكريم :
    "
    ومَن أحسن قولا ًممَن دعا إلى الله : وعمل صالحا ً: وقال إنني : من المسلمين " ..
    هذا عند الله .. أما عند هذا
    الفاسق الزنديق عدنان :
    فلا مشكلة معه أن يظهر بمظهر الشيعي ماركسي رأس مالي ملحد (
    ! ) فيلسوف : مؤمن كافر ( ! ) : كله مع بعضه !!!!
    شل الله لسانك وأركانك يا مَن ميعت الدين لعوام الشباب وجهالهم !!!.. ونستمع إلى المقطع :



    آآآه .. نسيت أن تذكر صوفي أيضا ًأيها الضال ....؟؟؟..
    مممممم .. ممكن أن نعطيك هذا المثال الكافي أيها الزنديق !!!..
    حيث تدعي فيه أن اسم الله الأعظم : هو محمد !!!!..
    وأن مَن ذكر ذلك هم علماء كبار !!!!!!!!.. وعارفين !!!!..
    ما شاء الله على العته الذي ترضعه لمريديك وهم كالأصنام أمام الصنم !


    آآآه .. نسيت أيضا ًأن تقول أنك من
    المجددين المخربين للدين !!!..
    فحتى سيدنا آدم أول الخلق : جعلت حواء قبله يا معتوه وخالفت نصوص القرآن والسنة !
    واسمعوا أدلته الدامغة ما شاء الله !!.. لتعرفوا أن أصحاب العقول في راحة :



    وكما لاحظ أحد الأخوة فقال :
    يبدو أنه جالس مع نساء : بدليل طمس الصورة من حوله في المقطع السابق ..
    فهنيئا ًله من رجل بركات ...
    حيث يبدو أنه من بركاته لما جالس النساء : أن جعل حواء أسبق من آدم !!!..
    وكان من بركاته على النصارى أيضا ًلما جالسوه :
    أن أدخلهم الجنة بتثليثهم وشركهم !!!.. هم واليهود أيضا ً: فقط : لو آمنوا بمحمد !
    هــه ؟؟.. ماذا تقولون ؟؟.. لم تسمعوا ذلك بعد ؟؟؟..
    إليكم الدليل ما شاء الله ولتصدقوني عندما أخبرتكم أن الرجل :
    يُجدد الدين لدرجة السلخ ...!


    ولا اعتبار عنده لقول الله عز وجل في قرآنه صراحة ً:
    { وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ ٱلإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي ٱلآخِرَةِ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ } !!!..

    نسيت .... وقبل أن نبتعد في جولتنا عن خرافة خلق حواء قبل آدم :
    فهذا المتكبر المغرور بنفسه يدعي أنه يوافق نظرية التطور بنسبة 99 % !!
    ولعلكم تعرفون ما في خرافات هذه النظرية من القول بتطور الإنسان من الحيوان إلخ !
    وقولهم بوجود بقايا تطور في الكائنات ليس لها فائدة (وحاشا لله أن يكون خلقه معيوبا ً)
    إلى آخر هذه الأكاذيب : والتي تم فضحهم بها علميا ًوتزويرهم لأدلة مزعومة :
    http://abohobelah.blogspot.com/2012/...g-post_28.html


    التعديل الأخير تم 11-16-2012 الساعة 12:55 AM

  5. #5

    افتراضي


    والآن ... مع فضيحة أخرى وكذبة صلعاء تثبت إخفائه المتعمد لتشيعه ورفضه :
    حيث يقسم بالله أنه لا يعرف الرافضي مجتبى الشيرازي : ثم تشاهدون فضيحة كذبه :

    http://

    أيضا ًيتجمل
    بستر عوراته الرافضية القذرة بالنهي عن اللعن ..
    ويبالغ في تقمص هذا الدور : لصورة الشيخ المودرن الراقي الذي لا يلعن أحدا ً:
    ثم نرى ونسمع منه العجب العجاب أخزاه الله !!!!..
    يلعن شيوخ أهل السنة :
    ثم
    لا يلعن ياسر الخبيث شاتم أمنا عائشة رضي الله عنها !



    التعديل الأخير تم 11-16-2012 الساعة 01:03 AM

  6. #6

    افتراضي


    الرسالة القادمة هامة جدا ًيا إخواني ...
    حيث فيها نقد أكاديمي ومتخصص لعدنان إبراهيم :
    وبيان تعمده التدليس وهو يعلم ..!! وفضح طرقه في ذلك ..
    لكل مَن احترم عقله وكان يصف نفسه بالمثقف والإسلامي المتفتح ..!
    والله الموفق ...

    التعديل الأخير تم 11-16-2012 الساعة 01:13 AM

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,604
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    قبل النقد الأكاديمي اضحك قليلا على عدنان ابرهيم غشاش الإمتحانات !!!

    إذا كنتَ إمامي فكن أمامي

  8. #8

    افتراضي

    فضح منهج عدنان إبراهيم ...
    أو : عدنان إبراهيم ..أين الخلل ؟

    بدر بن سليمان العامر
    الأحد 11 / 4 / 1433 هــ

    بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

    لعل هذا المقال يكون مقدمة لسلسلة حلقات تلفزيونية صالحة أن تنشر في موقع اليوتيوب إن شاء الله ، وما دعاني إلى كتابة هذه الحلقات إلا حين سمعت بعض الفضلاء يصف الدكتور عدنان إبراهيم بأنه يحترم العقل ، ولأني من أشد الناس إعجاباً بمن يحترم العقل ذلك أن الذي يحترم العقل هو يحترم الدين ، ويحترم إنسانية الإنسان ، ذهبت لأستمع إلى محاضراته وقراءة مقالاته وفتاواه في موقعه ، فلم أهجم على الدكتور عدنان من نظرة مسبقة تحكم عليه وتنقب عن الأخطاء والمؤاخذات ، وإنما سمعت وقرات له قراءة الطالب للمعرفة ، ولو أني تماسكت لما استطعت أن أكمل له ربع حلقة من حلقاته وخاصة التي تتحدث عن معاوية رضي الله عنه في الميزان .

    وهذه المقالة ليست مقالة أتتبع فيها جزئيات المسائل ومناقشة الموضوع من جانبه الحديثي والتاريخي والعقدي – فهذا لعله يأتي في المستقبل - ، وإنما التركيز فيها على جانب " المنهجية " التي هي عندي أخطر وأهم من موضوع الجزئيات المتناثرة التي تشكل الرؤية الكلية للإنسان ، فإن صلحت المنهجية هان بعد ذلك النتائج التي تعقبها ، وإن انحرفت المنهجية أو اختلت اختل معها كل مخرجاتها ، ولربما تسلسلت بالإنسان إلى أمور لم تكن بالحسبان ، وقد أستخدم في مناقشة منهجية الدكتور شيئا من القضية الكلامية أكثر من النقاش العقدي المدرسي التقليدي لاني أظن أن هناك الكثير ممن ناقشه في الأمر ، وما تحمست لمناقشة هذه القضية إلا حين رأيتها تتعلق بجانب أصولي خطير ، فالموضوع يمس الصحابة والصحبة ، وهو بالنسبة لأهل الإسلام شأن مقدس وحمى لا يوطأ ، فكان حقيق بمن يرى في نفسه القدرة أن يتقدم حتى ولو اعتور كلامه شيئ من الخطأ ، فإن مثل هذه المسائل مهمة لترتباتها الفكرية والعقدية ، وحفظاً لجناب الشريعة من الأيدي العابثة ، فالصحابة نقلة الوحي ، وخير البشر ، عاصروا النبي الأكرم ، وتمتعوا برؤيته ، وآمنوا به ، وأثنى الله عليهم في كتابه ، ولذلك كان أهل السنة يثلمون من يثلمهم لهذا الاعتبار ، لا لقداسة خاصة في أعيانهم ، بل لموقعهم من مقام النبوة ، والقرب من الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم .

    والدكتور عدنان يبهرك بادئ الأمر حين تسمع له ، حاله حال كثير من المتكلمة والمتفلسفة حين يعرضون آراءهم وأفكارهم ، ويستخدمون في ذلك التأثير النفسي والعاطفي ، فيخيل إليك قوة الفكرة ومتانتها ، ولو اقتصر الإنسان في قناعاته على سماع أولي ، أو ترك التأمل والنظر لاقتنع بكثير مما يقول ، وبمجرد أن يجيل الإنسان فكره في الفكرة مرة تلو أخرى ، ثم يعرضها على قواعد النظر والاستدلال الشرعي ، يدرك مباشرة بانها كسراب بقيعة يحسبه الضمآن ماء ، حتى إذا جاءه لم يجده شيئا .. ولو قلت بأن كل دليل يأتي به الدكتور في حديثه عن قضية" معاوية رضي الله عنه " يصح أن يكون ضده لم أكن بذلك مجانباً للصواب في هذا الأمر .

    أين هو الخلل فيما يطرحه الدكتور عدنان إبراهيم ؟

    حين يرى الإنسان الكتب أمام الدكتور ، يقلبها بين يديه ، ثم يقرأ أقوال اهل العلم لربما سلم بكثير مما يقول ، غير أن المعول عليه ليس الرجوع إلى كتب التاريخ والتراجم والسير والأحاديث ، فهي بمتناول الجميع ، وقد سهل "البحث الالكتروني " المهمة على الكثير ، وقارب إلى الناس المعلومات والمعارف ، ولكن حجم هذه المعارف إن لم يكن لها منهج جامع يرجع إليه في ضبط التصورات والتصديقات ، فإنها ستكون عبئا على صاحبها ، وطريقاً إلى الخطأ والانحراف بل والضلالة .. وعليه فإني سأركز في هذه الدراسة السريعة القصيرة على بعض المؤاخذات المنهجية على الدكتور ، ولعله يعقبها إن شاء الله دراسة موسعة لكثير مما يطرح في موضوع" معاوية رضي الله عنه " ، وفي غيره ، حتى يكون هناك مجال أكبر أمام الجيل للمقارنة والمدارسة ، وحتى لا يوجد مصدر التلقي لطليعة الشباب الجديدة في موضوعات مهمة كهذه ، والحكمة في النهاية ضالة المؤمن أني وجدها فهو أحق بها ..

    أولا : الأصابع الأموية في كتابة السنة :

    حين يمر حديث يعكر على الدكتور عدنان صفوه في تأصيل فكرته التي يريدها ، مباشرة يحيلها إلى " مؤامرة أموية " ، هي التي " دست " هذا الحديث في التاريخ ، حتى تنتصر لطرف على طرف في الصراع الذي جرى بين الصحابة ، وكثير من الكتاب الذين هم على شاكلة الدكتور عدنان يستخدمون حاسة " الشم " بدلاً من المنهج العلمي في بيان الدور الأموي في كتابة الحديث ، وهذه الطريقة " الذوقية أو الشميّة " هي محاولة لأن يبدوا أمام الناس سالمين من التناقض ، ولذلك يبطل كثيراً من السنة والأحاديث بدعوى أن هذا من صنع بني أمية ، وينسى الدكتور عدنان ، أنه بالقدر الذي يظن أنه يهدم مناهج المخالفين بهذه الطريقة هو يهدم منهجه كذلك وإليك البيان :
    ينطلق الدكتور عدنان من موقفه من معاوية رضي الله عنه بأنه " منافق " لم يدخل الإيمان في قلبه من قول علي رضي الله عنه : ( والله إنه لعهد النبي الأمي إلي أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق ) ، ثم تأتي المعادلة المنطقة عنده كالآتي : لا يبغض علياً إلا منافق ، معاوية يبغض علياً = معاوية منافق .
    هذا الأصل الذي ركن إليه الدكتور عدنان في موقفه من معاوية رضي الله عنه جعله يتعامل مع الأحاديث التي وردت في فضل معاوية رضي الله عنها تعاملاً عجيباً ، فكل حديث يأتي في " فضل معاوية " هو حديث أموي ، وكل حديث يأتي في " الحط من معاوية " هو حديث في قمة الصحة والسلامة ، فحتى الأحاديث التي جاءت مؤولة بأنها دلالة على فضل معاوية كحديث : ( لا أشبع الله له بطناً ) لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (عن عائشة رضي الله عنها قالت:دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان. فكلمها بشيء لا أدري ما هو. فأغضباه. فلعنهما وسبهما. فلما خرجا قلت: يا رسول الله! من أصاب من الخير شيئا ما أصابه هذان. قال "وما ذاك" قالت قلت: لعنتهما وسببتهما. قال "أو ما علمت ما شارطت عليه ربي؟ قلت: اللهم! إنما أنا بشر. فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا"
    رواه مسلم

    وفي البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم :
    " اللهم فأيما مؤمن سببته، فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة "
    إن مثل هذا الحديث ينغص على الدكتور عدنان حياته ، لأن فيه قلب لحديث ( لا أشبع الله له بطناً ) ، فإن كان ظاهره دعاء على معاوية رضي الله عنه ، إلا أنه من زاوية أخرى فيه تزكية له ، لأن هذا ما شارط النبي صلى الله عليه وسلم ربه بأن يجعل من سبه أو لعنه يكون هذا السب واللعن زكاة وأجرا ، بل وقربة إلى الله يوم القيامة ، ولو كنا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لتمنينا إن يسبنا إن كان هذا هو حال من يسبه عليه الصلاة والسلام .
    ماذا سيصنع الدكتور عدنان في هذا الحديث ؟

    1:
    يحاول أن يبطله بتكلف النكارة ، فهو يستغرب كيف يغضب النبي عليه السلام ، وهنا تجرأ وجرد النبي صلى الله عليه وسلم من إنسانيته ، وجعله لا يغضب ولا ينفعل ، ونسي أن الله تعالى أرسل إلى الناس " بشراً يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق " ، وأنهم يعترضهم ما يعترض البشر من العوارض إلا أنهم لا يقرون على الخطأ إن وقع منهم ، وتناسى الدكتور أن موسى كليم الرحمن ، ومن أولي العزم من الرسل في القرآن – حتى لا يقول أن هذا من صنع بني أمية ألقى الألواح وفيها كلام الله من الغضب ، وأخذ بلحية نبي ، و ( رجع موسى إلى قومه غضبان أسفاً ) ، وان الغضب الذي يقع من النبي لا يقلل من مكانته لبشريته ، ولذلك قلب الله ما يحدث من النبي صلى الله عليه وسلم للمؤمنين في زمانه ليكون لهم زكاة وتطهير ورحمة وقربى إلى الله .

    2:
    جعل هذه الأحاديث من صنع بني أمية ، وهي في الصحيحين الذين اتفق أهل السنة على صحة أحاديثهما في الجملة ، ولا يدري عدنان إبراهيم مآلات وعاقبة هذا المنهج " الذوقي " الخالي من المنهجية العلمية ، فإن كان يرى أن بني أمية يحيكون المؤامرات لإدخال الأحاديث على النبي صلى الله عليه وسلم ، فلماذا إذن لم " يمحوا " الأحاديث التي في ظاهرها مؤاخذة لمعاوية رضي الله عنه ؟ لماذا رووا فضائل علي ؟ لماذا لم ينكروا ويخفوا الحديث الذي رواه سعد بن أبي وقاص في فضائل علي في مجلس معاوية نفسه ، فقد روى مسلم في صحيحه قال :حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن عباد وتقاربا في اللفظ قالا حدثنا حاتم وهو ابن إسمعيل عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال :
    " أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال ما منعك أن تسب أبا التراب فقال أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن أسبه لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له خلفه في بعض مغازيه فقال له علي يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي وسمعته يقول يوم خيبر لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال فتطاولنا لها فقال ادعوا لي عليا فأتي به أرمد فبصق في عينه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه ولما نزلت هذه الآية فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال اللهم هؤلاء أهلي " !!..

    3:
    إن كان يقرر عدنان هذه المنهجية في تناول الحديث بعيداً عن منهج أهل العلم ، فحتى مخالفوه وخصومه يمكن أن يمحوا كل حديث ورد في فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه بنفس الحجة نفسها حذو القذة بالقذة ، فالحديث الذي جعله عمدة في فضل علي رضي الله عنه ، وبسببه طعن في معاوية رضي الله عنه جاء بأسانيد كلها لا تخلو ممن رمي بالتشيع ، فحديث ( إنه لعهد النبي الأمي أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق ) جاء في صحيح مسلم من طريق الأعمش عن عدي بن ثابت عن زر بن حبيش عن علي به ، ومعروف أن عدي بن ثابت شيعي فقد قال الدار قطني أنه (يفرط في التشيع ) ، وقال الذهبي : ( شيعي جلد ) ، ولو طبقنا منهج الدكتور عدنان عليه لقلنا بأن هذا الحديث ماهو إلا صناعة المتشيعة الذين يريدون أن يعظموا علياَ عليه السلام من جهة ، ويحطوا من قدر خصومه من الجهة الأخرى، ولذلك انتقد الدار قطني هذا الحديث في الالزامات والتتبع ، وأعله بعدة علل ، ومع ذلك لم يكن أهل الحديث والعلم يسيرون على منهجية عدنان ابراهيم في الذوقيات ، والشم ، أو لعل هناك من دس أو افترى أو صنع أو تآمر ، بل هم يسيرون على منهجية علمية دقيقة ، ولو أراد أحد أن يعامل الدكتور بمنهجيته لهدم الأصل الذي يتكئ عليه ولم يبق لعلي فضائل تذكر ، ولربما جاء الخارجي والناصبي المبغض لعلي عليه السلام وعامل الدكتور بنفس منهجيته ولا بد أن يسقط في يده حين يدعي بلا منهج ولا سبيل قويم بأن فضائل علي كذبها وافتراها شيعته ومحبوه .

    إن الذي لا يسير على منهجية علمية سيجد الحفر أمامه كثيرة جدا ، فالذي يريد أن يسقط حديث علي الآنف الذكر سيجد له مبررا لوجود شيعي غال في سند الحديث ، وهو قرينة قوية على انه روى ما يعزز رؤيته العقدية ، ولذا لم يرو البخاري له شيئا مما يؤيد بدعته ، ومسلم أخرج له في الشواهد والمتابعات ولم يخرج له في الأصول ، ولكن أين المنهجية العلمية التي مضى عليها عدنان إبراهيم في رد حديث النبي صلى الله عليه وسلم فيمن سبه ولعنه ؟ أين هي القرينة التي تدل على تدخل أحد من بني أمية في الحديث ، فالحديث لم يرو في لعن معاوية وسبه ، بل في لعن رجلين آخرين .. ولكنها المنهجية العرجاء التي تودي بصاحبها في غياهب الجهالة من حيث يدري ولا يدري ، ولربما لا يدري الدكتور بان رأس بني أمية معاوية رضي الله عنه هو الذي قال كما جاء في عند الإمام أحمد بسند صحيح :
    " رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-يمص لسانه أو قال شفته ( يعني الحسن بن علي ) عليهما السلام ، وإنه لن يعذب لسان أو شفتان مصهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم " !!..

    إن هذه العماية الايدلوجية التي يقوم بها عدنان ابراهيم في موقفه من معاوية رضي الله عنها تنطلق من موقف إيدلوجي بسيط ، وقد يكون موقفاً سياسياً في بادي الأمر جعله ينكفئ على التاريخ ليتلمس مشكلات الماضي وأثرها على الحاضر ، ثم تبدأ تكبر في خلده إلى أن تصل به إلى إحراق التاريخ ، والضلال الواقعي، فموقفه مثل موقف الشيعة من التاريخ الإسلامي ، جعلوه كله صنيعة من الملوك والخلفاء ، أدى بهم ذلك إلى موقف سلبي من الصحابة ، ثم تدرج بهم الأمر إلى النكاية بالسنة ، والتشكيك بها ، كل ذلك نصرة لفكرة هي قائمة في أصلها على أساس هش لا يقوى على مواجهة الحجج والبراهين ، وكثير ممن يبدأ باللمز في معاوية ويتحمس للتحيز إلى أحدى الطائفتين المتناحرتين سيجد نفسه غالياً في هذا الطرف إلى درجة تحطيم كل ما أمامه من منغصات تقف في طريق تمرير فكرته ، وها هو حسن المالكي كمثال بدأ بموقف بسيط من معاوية ثم تسلسل به الحال إلى لعنه والشناءة عليه وإخراجه من دائرة الصحبة والحكم بنفاقه ، وهاهو عدنان يسير بنفس الطريق ، مخالفين بذلك قول علماء الأمة من زمن الصحابة ، منطلقين من " غلو " في الموقف من آل البيت ، مزايدين على علي والحسن والحسين موقفهم من الفتنة ، حتى وصل الحال بالمالكي إلى إخراج جماعات من الصحابة من مفهوم الصحبة الشرعية ، وقد تكلف العناء والكد حتى يقنع الناس بأنه ليس كل من لاقى النبي وآمن به هو صحابي شرعي ، فصارت فكرة إيدلوجية تحيزية صغيرة تضخمت عنده قاضية عليه وعلى سلامة منهجه ، مفاصلة له عن أمته وبيئته ، قد شط عن السبيل ، ولن يقف إن سار على هذا النهج إلا على منهج الرفض المحض إن لم يتدارك نفسه ويلجمها بلجام العقل والحكمة والعلم .

    ثانياً : ماهي القضية عند الدكتور عدنان ؟

    حتى نستطيع فهم الموضوع بدقة لابد أن نؤصل تساؤلاً معرفياً وضرورياً ، لماذا يلجأ سني مع أن " المقرر " عند أهل السنة قاطبة فضل معاوية وصحبته للنبي صلى الله عليه وسلم ، وأن هذا قدر يمايزون فيه المتشيعة ، وأنهم وإن خطئوه وانتقدوه في بعض التصرفات ، ورأوا مخالفته في التوريث ، ونطقوا بذلك ، بل يكادون يجمعون بأنه هو ومن معه هم " الفئة الباغية " ، وأن علي وصحبه هم الطائفة المحقة ، وأنهم يجمعون ويتفقون على أن علي خير من معاوية بغير مقارنة وأنهم يفاصلون " الناصبة والخوارج " الذين لهم موقف سلبي من آل البيت ، ويرون أنهم ضلال ومبتدعة .. ويخالفون المعتزلة الذين " يفسقون" من اقتتل من الصحابة ، فكيف يدعي رجل " سني " كما يدعي ويلجؤه إلى الطعن في معاوية ، بل والحكم عليه بالكفر والنفاق والضلال كالدكتور عدنان إبراهيم ؟؟

    هناك منطلقان ينطلق منهما كل من طعن في " معاوية " رضي الله عنه في القديم والحديث ، بل ليس في معاوية بل في عموم الصحابة الكرام والذي من خلاله نشأت فرقاً كثيرة في الواقع الإسلامي منذ زمن الصحابة إلى الآن :


    # المنطلق الأول:
    التشيع لعلي عليه السلام وآل بيته (عقدي) ، ولا نقصد في التشيع هنا " محبة آل البيت وولاؤهم وتعظيمهم " فإن هذا قدر متفق عليه عند كل أهل الإسلام ، وإنما يقصد في التشيع ما جاء من إفرازات قضية " الإمامة والعصمة والنص والوصاية " ، والتي تنطلق من كون علياً أفضل الصحابة ، وأحق بالإمامة ، وكانت بداية التشيع هذا بداية غالية في زمنه رضي الله عنه ، فقد ظهرت السبئية الذين عظموه حتى خرجوا به من إطاره البشري إلى تأليهه وعبادته ، ثم ظهرت فرقاً أخرى تزيد وتنقص في درجة الغلو في أمير المؤمنين علي رضي الله عنه ، وهذا المنطلق أحدث شرخاً كبيراً في جسد الأمة ، وانقسمت الأمة إلى ( شيعة ) و ( سنة ) يعاني الناس من ويلاتها إلى الآن ، وقد ظهرت الفرق التي أوصلها أهل الفرق إلى قرابة السبعين فرقة كلها تتمحور حول ( تعظيم علي وآل بيت النبي ) ، واقتضى ذلك مقتضيات كثيرة من الموقف السلبي من الذين اختلفوا وتقاتلوا معه من الصحابة ، ووصل إلى تكفير وسب والشناءة على أبي بكر وعمر وعثمان وغيرهم من الصحابة الكرام ، وقد صاحب ذلك غلوا في آل البيت نقلهم من الطبيعة البشرية إلى " العصمة "المطلقة ، وإدعاء رجوعهم في آخر الزمان ، وأن الإمامة لا تصلح إلا بهم ، ثم ظهرت فكرة " المهدية " و" الاثنا عشرية " وغيرها من المسائل الذي ليس هذا مجال تفصيلها والحديث حولها ، فكانت الخصومة مع " معاوية " رضي الله عنه ومن كان معه من الصحابة من منطلق عقدي أصلي يقوم على أصول ومنطلقات ظاهرة وواضحة بحيث لا يشتغرب من الشيعي أن يطعن في معاوية بهذا الاعتبار .

    # المنطلق الثاني (سياسي):
    وهذا لا يقتصر على الشيعة الذين تشيعوا لعلي وغالوا في التشيع ، بل هؤلاء السياسيون حتى من أهل السنة يرون أن معاوية رضي الله عنه قد أحدث خطأ كبيراً في نقل " الخلافة الراشدة " إلى " ملك ووراثة " ، ويرون أن كل قضية سياسية منحرفة في الأمة هي من ذلك التصرف الذي وقع من معاوية رضي الله عنه باستخلافه لابنه يزيد بن معاوية ، وخاصة الذين تحمسوا لفكرة الديمقراطية ، ورأوا ان تأصيلها يأتي من خلال ( سنن الخلافة الراشدة ) والتي أفسدها معاوية رضي الله عنه ، وخاصة ( الاختيار ) ، وعليه فإن ( هدم ) فكرة ( التوريث ) التي بدأت مع بني أمية ، ومن معاوية حتى سبيل التحديد والذي يتذرع به من يرى " شرعية الأنظمة الوراثية " ، وعليه فإن " الانقضاض " على معاوية وبني أمية شرط لهدم هذه الفكرة ، ومن ثم إقناع الناس بأن " الملك والتوريث " بدعة وخطراً تسقط الشرعية .

    ماذا صنع السياسيون في هذا الأمر ؟

    لقد وظفوا " مجمل " الصراع بين السنة والشيعة ونصوص الطرفين لصالح رؤيتهم السياسية ، فاستفادوا من " التراث الشيعي " من خبرته بــ( النكاية في معاوية ) ، ووظفوا ولا بد لهم حتى يتحقق هذا أن يلجأوا إلى عملية " تأويلية " للنصوص التي تنكأ في معاوية –ظاهراً - ، والتي تدينه لاجل إسقاطه ، ولذلك حين تقرأ لأحدهم لا تدري هل هو سني أم شيعي ، فهو يدعي أنه سني ، والمنهج الذي يسير عليه في تناول النصوص شيعي ، ولذلك وجدت الحيرة من هؤلاء هل هم سنة أم شيعة ؟
    وحتى يتم لهم الأمر ، فإن الأمر الذي لا يمكن قبوله أن الهجوم على" معاوية " غير مبرر إن كان صحابي وعلي صحابي ، اختلفوا ، وانتهى الأمر ، ومنهم المصيب ومنهم المخطئ ، وهذاقد ألجأهم إلى النكوص إلى " المنطلق الشيعي " في تعظيم علي ليعظم جرم معاوية ، ولا بد لهم أن يفعلوا ذلك شاءوا أم أبوا .. فكان المنطلق أن " علي لا يحبه إلا مؤمن .. ولا يبغضه إلا منافق " !!!..
    في هذه اللحظة التي يلتقي فيها الطرفان يبدأ " التحيز " إلى الصف الشيعي بلا شعور ، لأنه يشعر أن المنطلق والغاية واحدة ، مع إدعاء الفريق السني بأنه يرفض التشيع أو الرفض – أي التعدي على الشيخين ابي بكر وعمر والصحابةولذلك يختلط عند الناس الشيعي من السني في هذا الباب الدقيق .

    ولذلك يندر من سياسي يرشح " الديمقراطية " ويجعلها هي (الاختيار ) الذي حصل في وقت الخلافة الراشدة إلا وينال معاوية بسوء ، فحتى بعض الإسلاميين والإصلاحيين يرون أن قضية معاوية هي قضية أصلية ، وعلى طريقة "السياسيين " ، فإن تحطيم الأصنام التي تقف في طريق إيدلوجيتهم مهمة حتى لو نزعوا نزوعاً غير أخلاقي في التعامل مع هذا المخالف ، بل حتى لو كان صحابياً اتفق أهل السنة على صحبته واجتمع الصحابة عليه في ( عام الجماعة ) ، وأثنى عليه الأئمة الكبار ، بل جعلوا الموقف منه فيصلاً بين السني والمبتدع ، ومن هذا المنطلق نستطيع أن " نفهم " منطلقات هؤلاء السياسيين في الموقف من معاوية بله والأمويين عموما .
    يقول الدكتور عدنان إبراهيم في أحد أوصافه لمعاوية رضي الله عنه في سلسلته المرئية في صفحته في الجزء الثاني أنه (بداية كارثتنا ) وهو يقصد في الجانب السياسي وقضية التوريث وإنتهاء العصر الراشدي ، وهذا يؤكد على قضية ذكرتها في الحلقة الثانية بان الموقف السياسي الإيدلوجي يشكل رؤية عقدية في الموقف من الصحابة ، ويظن الدكتور عدنان أنه بمجرد أن يسقط معاوية أو يحكم عليه بالضلالة والخطأ والانحراف بله والنفاق بأن أمورنا ستصبح تمام التمام ، ولذلك حرث في التاريخ ليصل إلى هدم " بني أمية "حتى تخرج الأمة من " الكارثة " هكذا يخيل للدكتور عدنان ، وهكذا أملى عليه عقله وضميره ، وهكذا درس قضية معاوية في التاريخ ، وسوف آتي إن شاء الله على قضية " التوريث " ودراستها شرعياً وعلمياً بعد أن أكمل حلقات النقاش المنهجي مع الدكتور عدنان في بعض رؤاه .

    ثالثا : التأصيل المعــــّوج :

    لا ينقضي عجبي من حجم التجاوزات المنهجية في كلام الدكتور عدنان ، وخاصة في فهم كلام أهل ( الحديث ) ومنهجهم في القبول والرد والحكم على الرجال ، وخاصة حين يترك الإنسان الإنصاف من نفسه والذي يخرجه من نزعات الهوى والتشهي ، وعلامة ذلك هو : إبراز الأقوال التي تؤيد فكرته ، ومحاولة إخفاء كل قول ينقض كلامه ، وكان الحري بالدكتور وهو يتكلم عن قضية حساسة مثل هذه أن يأتي بالأقوال التي تنقض كلامه ويرد عليها حتى يحقق " الاتساق المنهجي " ، ويسلم من "التناقض المعرفي " ليكون لكلامه قوة وقبولاً ومن ذلك :

    1-
    الجهل بأبجديات علم الحديث ، فالدكتور عدنان يظن أن : كل راوٍ يخرج له أصحاب الكتب الست وأهل الحديث يدل على " سنيته " ، ثم يخرج بنتيجه بأن موقفه من معاوية رضي الله عنه يعبر عن قول سني ، ولا يدري بأن أهل الكتب الستة وغيرهم يخرجون للرجال حتى لو كانوا خوارج أو روافض أو شيعة أو قدرية ما دام يتحقق عندهم شرط الإتقان والضبط ، وينقلون عن أناس حكموا عليهم بالبدعة والضلالة ، بل إن بعضهم يروون عن بعض المبتدعة ويقبلون حديثهم حتى فيما ينصر بدعتهم إذا رأوا من القرائن والأدلة صحة الرواية ، او يذكرون روايات هؤلاء في كتبهم لانهم لم يشترطوا الصحة فيما ينقلون ، وهذا يدل على ان أهل الحديث يملكون منهجاً معيارياً علمياً دقيقاً في القبول والرد للروايات ، لا يحكمون على الروايات بالتشهي أو الموقف العقدي ومخالفة الناس لهم ، ولولم يكن إلا هذا الدليل لكان كافياً على إنصافهم ، ولا يدعي أحد بأن مجرد إلتحمل عن الراوي هو حكم بصحة عقيدته أو تصرفه إلا رجل لم يعرف طرائق أهل الحديث في الحكم على الرجال ، ولذلك يكرر دائما هذه المقولة حين يذكر أي راو تعدى على معاوية بأن ( أصحاب الكتب السنة أخرجوا له ) ، ولا يدري بأن أهل أهل الحديث تحملوا عن أناس أشد من مجرد الطعن في معاوية ، بل في أناس تعدوا على عثمان حين رأوا ضبطهم وإتقانهم بما يروون حتى ولو كانوا يقعون في الشناعات العقدية وإليكم هذا المثال :

    عبد الرحمن بن صالح الازدي
    ـ
    هو ابو محمد الكوفي . ذكره صاحبه وتلميذه عباس الدوري ، فقال : كان شيعيا ، وذكره ابن عدي فقال : احترق بالتشيع ، وذكره صالح بن جزرة فقال : كان يعترض عثمان ، وذكره ابوداود فقال : الف كتابا في مثالب الصحابة ، رجل سوء ، ومع ذلك فقد روى عنه عباس الدوري والامام البغوي ، وأخرج له النسائي . وذكره الذهبي في ميزانه فوضع على اسمه رمز النسائي ، اشارة إلى احتجاجه به ، ونقل من اقوال الائمة فيه ما سمعت . وذكر ان ابن معين وثقه. وأنه مات سنة خمس وثلاثين ومئتين ، وكان يجالس الإمام أحمد ، وقد قال ابن معين عنه لأن يخر من السماء أحب إليه من أن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم – أو كما قال – فهل يصح أن يقال للأزدي الذي يؤلف في مثالب الصحابة ، ويعترض عثمان ذي النورين أن يقال بأنه سني لمجرد رواية أهل الحديث عنه في كتبهم ثم يصحح فعله ويحتج به ؟
    ولو ذهبت أستقصي من كان رافضي غاليا في رجال الكتب الست لطال المقام ، ولكن لأشير إلى أن هناك خلل في فهم معنى " رجال الحديث " ، وخلل كذلك في معنى " التحمل " ومنهجية أهل الحديث في قبول الأخبار ، وهذا ما أوقع الدكتور عدنان في هذه الطامات الكبيرة والأغلاط المنهجية .

    2-
    إخفاء الحقائق و نقص الأمانة العلمية والإيهام بسنية الرجل لمجرد طعنه في معاوية ، ولعلي أقف عند هذا المثال الذي ذكره الدكتور عدنان إبراهيم حين تكلم عن ( عبيدالله بن موسى العبسي مولاهم ) ، فهو يبدأ بمقدمة طويلة في ثناء أهل العلم عليه حتى يقنع القارئ بأن ( سنياً ) يطعن في معاوية فقدم أنه إمام ثقة (أخرج له الكتب الستة – وهي عنده كافية كما بينت سابقاً بسنية الرجل وسلامة معتقده) ثم يأتي بمن أثنى عليه من العلماء في الضبط والإتقان ، وبعدها يخبرنا أن هذا (السني ) كان يكره معاوية بل لا يحدث قوما فيهم اسم معاوية ، بل لا يدخل أحدا اسمه معاوية في بيته ، وليت الدكتور علق تعليقاً تربوياً برد هذا "الغلو " حتى لو كان يكفر معاوية ، لأن هذا يدل على مبالغة في المواقف ، وكرها خارجاً عن الإطار الشرعي ..

    المهم .. أن عدنان ابراهيم غفل وهو يخبر عن هذا الكوفي بقول ابن مندة بــأنه ( معروف بالرفض ) ، ولكنه احتفى بقوله بأنه لا يحدث قوماً فيهم اسم معاوية ولا يدخل أحدا في بيته بهذا الاسم ، فلم لم يقف عند قول ابن مندة ( معروف بالرفض) ، وهل ينتظر من رجل معروف بالرفض إلا سب معاوية بل وتكفيره والشناءة عليه ؟ ولماذا لم يذكر بأن الإمام أبو داوود قال عنه : شيعي محترق ؟ ولماذا حين ينقل أن الإمام أحمد كان يدل الناس عليه أن يذكر أنه قال عنه : ( حدث بأحاديث سوء وأخرج تلك البلايا فحدث بها ) ؟ إن هذا نوع من التدليس الخفي لتمرير الأفكار المقررة سلفاً ، ولذلك ختم الدكتور عدنان كلامه عن عبدالله بن موسى بقوله :
    ( موجود من ( أهل السنة ) ومن رجال الكتب الستة ، ومن شيوخ البخاري ، وشيوخ أحمد من كان منحرفاً جداً عن معاوية ) ؟ وهذا تدليس ظاهر في تقرير أن من أهل السنة من كان يتهم معاوية في دينه أو يتنقص منه أو ينحرف عنه .

    وإن كانت هذه الجلالة للأئمة والتي جعلته يعظم من أخرجوا له ليدل على " سنيته " فلم غفل عن أقوالهم فيمن تكلم عن معاوية وفي الثناء عليه ؟ أم هو الهوى ؟ أين هو عن قول الإمام أحمد حين سئل عمن يقول بأنه لا يقول أن معاوية كاتب وحي ، أو لا أقبل أنه خال المؤمنين فإنه أخذها بالسيف غصباً فقال : ( هذا قول سوء رديء ، يجانبون هؤلاء القوم ، ولا يجالسون ، و نبين أمرهم للناس ) كما في السنة للخلال ؟ ولماذا إذا كان يعظم أهل الحديث ويكتفي بإخراجهم للرجال أنه تزكية له لم يقبل قول عبدالله بن المبارك وهو أمير المؤمنين في الحديث في معاوية رضي الله عنه : (معاوية عندنا محنة ، فمن رأيناه ينظر إليه شزراً اتهمناه على القوم ، يعني الصحابة ) ؟ أليس هؤلاء من أئمة السنة ومن أعظم المحدثين الذين نقلوا السنة وهم أعلم بما ينقلون من غيرهم ؟أم هو التشهي والهوى ؟

    إن صنيع الدكتور عدنان مع عبيدالله بن موسى صنعه مع غيره في إخفاء" تشيعهم " ، وإيهام الناس بأنهم " أهل سنة" ، كما فعل مع جريرالضبي الذي كان يشتم معاوية ، وكما فعل مع " غسان النهدي " الذي فيه تشيع ، ثم يأتي بهؤلاء الشتمة الذين خالفوا الهدي النبوي في حرمة السب والشتم بسبب بدعتهم ، ولذلك فمن التناقضات أنه حين قرأ شتم أبي جريرالضبي لمعاوية قال : ولا نقر الشتم ، ثم بعد قليل وهو يتحدث عن ( ابي الغسان النهدي ) وأن الذهبي قال بأنه كان ينال من معاوية قال الدكتور عدنان إبراهيم ( وهذا ما نريده ) أي النيل من معاوية ، فأخبرنا يا دكتور هل أنت تريد الشتم أم لا تريده ؟ فهو يقول ( نازلين في معاوية وجماعته ثم يقول : ( كويس ) .. فما أقبح التناقض .

    3-
    ومن الأمثلة الدالة على عملية " الإخفاء " المتعمد للأقوال التي تعكر صفو الدكتور وتقف أمام ما يريد أنه حين تحدث عن ( يحيى بن عبدالحميد الحماني ) قال :
    أخرج له مسلم حديثاً واحدا ، وهذا كذب وزور ، فلم يخرج للحماني هذا أحد من الكتب الست ، لضعفه ، وإنما ذكره الإمام مسلم فقط في ضبطه لاسم راو فقد قال الإمام مسلم بعد سوقه لحديث إذا دخل أحدكم المسجد فليقل اللهم افتح لي ابواب رحمتك قال: سمعت يحيى بن يحيى يقول : كتبت هذا الحديث من كتاب سليمان بن بلال ، قال :وبلغني أن يحيى الحماني يقول : وأبو أسيد . فلم الإيهام بأن الإمام مسلم أخرج له ؟
    ثم ذكر أن الحماني هذا يقول : ( مات معاوية على غير الإسلام) ، وقد فرح الدكتور عدنان بهذا لأنه وفي سبيل نكايته بمعاوية يقبل الانحرافات ، ويقبل التكفير والقطع بالموت على غير الإسلام ، وهكذا يفعل الهوى بصاحبه ، يرديه إلى مهاوي الردي ، ويقبل الموبقات حتى يتحقق له ما يريد ، وإلا كيف يقبل هذا الكلام من رجل شيعي يغلو في الخصومة حتى يشابه الخوارج في التكفير ؟ ثم يقبل منه الدكتور بسرور ، فمن يميل عن عثمان لا يستغرب منه أن يكفر معاوية ، فقد قال أبو داوود سألته – أي الحماني – عن حديث لعثمان فقال : تحب عثمان ؟

    أوليس الذي لا يحب عثمان سيكفر معاوية ؟

    وهنا يعود الدكتور لإخفاء الحقائق التي لا يريدها من جديد ، فلم لم يذكر بعد قوله ( مات معاوية على غير الإسلام ) قول أحمد بن محمد بن صدقة وأبو شيخ ، عن زياد بن أيوب دلويه ، سمعت يحيى بن عبد الحميد يقول : مات معاوية على غير ملة الإسلام . قال أبو شيخ : قال دلويه : كذب عدو الله . فأين هذه العبارة ، لم أخفاها ؟ لم لم يذكر أن من يقول هذا هو : عدو لله كما ذكر ؟

    4-
    الضعف في فهم الكلام ، وإخراجه على غير ما يراد منه ، وهنا سأذكر مثالا ذكره الدكتور عدنان عن " الإمام النسائي " ، وكالعادة فهو يقدم مقدمة ينفخ فيها من يشاء حتى يتقبل الناس قوله حتى لولم يفهمه ، فهو يريد أن يقرر بأن الإمام النسائي يطعن في معاوية ، فقال : (أنَّ محمد بن إسحاق الأصبهاني قال: "وخرجَ إلى دمشق، فسُئِلَ بها عن معاويةَ بنِ أبي سفيان، وما رُويَ من فضائلِه؟ فقال: ألا يَرْضَى معاويةُ رأسًا برأسٍ، حتى يُفضَّل؟ فمازالوا يدفعون في حِضنَيْهِ حتى أُخرج من المسجد، ثم حُمِلَ إلى مكةَ ومات بها".

    فقال عدنان إبراهيم في أثناء ذكر هذه الحادثة عن الإمام النسائي : ( معنى الكلام إنكم تسكتوا عن معاوية ، إحنا ساكتين عنه ، وخلاص ، بدكوا أفضليات إليه ، فضائل معاوية ؟ إله فضائل ؟ ) ، ثم ذكر في الرواية الأخرى أن من فضائله التي ذكرها النسائي لا أشبع الله له بطنا ، وبعيداً عن مقصد الإمام النسائي من عدم ذكره لفضائل معاوية عند أناس نواصب يغلون فيه ويكرهون خصمه وان هذا قد يزيد من غلوائهم في بدعتهم أو منكرهم ، وأنهم قد سألوه عن فضل معاوية ليكون بمنزلة فوق منزلة علي بن ابي طالب عندهم وذلك يفهم من قوله : ( رأساً برأس) ، وهو قد ذكر في كتابة " خصائص علي رضي الله عنه " أن الذي حمله على التأليف أنه حين دخل دمشق كان المنحرف فيها عن الإمام علي كثير فضنفت كتاب الخصائص رجاء أن يهديه الله " ، أو أنه لا يقصد من قوله : لا أشبع الله له بطناً أنه فضيلة بناء على مشارطة النبي صلى الله عليه ربه أن يجعل من سبه قربة له وزلفى ، وما قيل في تشيع الإمام النسائي الخفيف ، لماذا نغفل عن تصريح الإمام النسائي نفسه بجلالة قدر الصحابة بما فيهم معاوية رضي الله عنه ؟ فقد علق الإمام الحافظ ابن عساكر رحمه الله على قول الإمام النسائي فقال : (هذه الحكاية لا تَدلُّ على سوءِ اعتقادِ أبي عبد الرحمن في معاوية بن أبي سفيان، وإنما تَدلُّ على الكفِّ في ذكره بِكُلِّ حال" ثم روَى بإسنادِه إلى أبي الحسين علي بن محمد القابسيِّ قال: سمعت أبا عليٍّ الحسن ابن أبي هلال يقول: سُئل أبو عبد الرحمن النسائي عن معاوية بن أبي سفيان صاحبِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إنما الباب كدار بها باب، فباب الإسلام الصحابة، فمن آذَى الصحابة إنما أراد الإسلام، كمن نقر الباب؛ إنما يريد دخول الدار، قال: فمن أراد معاوية، فإنما أراد الصحابة ) كما في تهذيب الكمال.

    فإن كان عدنان إبراهيم يرى أن الإمام النسائي بهذه الجلالة وعظيم القدر في السنة ، فلم لم يأت بقوله هذا في الصحابة ومعاوية ؟ أم هو التوظيف المتطرف للنصوص في تأييد فكرة قائمة على شفا جرف هار ، لا يقويها في أنظار البسطاء إلا تمويهات وإخفاءات تنكشف عند مناقشتها بدقة منهجية ، فيظهر الزيف ، وتبين الحقائق .. ويتضح الحق والصواب .

    نصيحة ذهبية :

    يقول الدكتور عدنان إبراهيم: (لا تغتروا بي ولا بغيري ، كونوا أيقاظاً ، كونوا مفتحين ، لا تسحموا لاحد أ يدلس عليكم ولا تسمحوا لاحد أن يزيف وعيكم)
    واستجابة لهذا التوجيه الجميل من الدكتور ، فإني أقوله له : قطعاً لن نسمح لأحد أحد يدلس علينا ، او يغيب عقولنا ، وهي دعوة تحرر العقل من التبعيات الجاهلية والعمياء ، فإن كان الدكتور مقتنع جداً بهذه الدعوة ، فإن هذه الحلقات هي تطبيق عملي لهذه الدعوة المباركة ، وتحقيق لأمنية يريد أن يراها في شباب المسلمين.. وإنا نشاطره هذا الهم في التحرر العقلي ، والفكر النقدي الذي لا تغره نبرات العاطفة ، أو الدعاوى العريضة ، أو التأثير النفسي ، إذ لا بد أن يكون قادرا على" التنبيش " على المسائل حتى يكشف التدليس ، ليسلم من التغييب التزييف .

    رابعا : التركة المعلونة :

    يقر الدكتور عدنان بان قضية البحث فيما جرى بين الصحابة ، ومسألة الموقف من معاوية هي قضية " غير ذات موضوع " ، أي أنها لا تشكل حيزاً واقعياً ملموساً ، ولكنه يرى في نفس الوقت أن القضية هي التي جرت علينا الويلات الكثيرة ، فكل مآسي الأمة التي نعيشها هي بسبب " معاوية " ، كل بلاوينا الكبيرة والصغيرة ، تخلفنا ، فقرنا ، تأخرنا عن ركب الحضارة هو بسبب معاوية وما أحدث وبدل ، ولذلك يرى أن معاوية قد خلف لنا تركة ( ملعونــة ) ، يمثل ( الحكم الاستبدادي ) ، ثم يخلص إلى نتيجة مفادها أن مناقشتها ، وإقناع الناس بأن معاوية " صعلوك " ، وانه " منافق " ، وأنه " غير صحابي " ، وأنه " أحدث وبدل" ، هو الذي سوف ينتشلنا مباشرة من حالة التخلف والرجعية ، إلى حالة النهضة والتقدم .. إذا نحن آمنا بما يقوله في الصحابي الجليل معاوية رضي الله عنه ..

    أين هو الخلل في هذه القراءة ؟

    إن الخلل الذي وقع فيه عدنان إبراهيم ليس حكراً عليه وحده ، بل هو خلل يعتور أكثر " السياسيين " الذي لا ينظرون إلى " تاريخينا" إلا من ثقب الصراع السياسي ، والحكام ، والولاة ، والحروب والصراع والدماء ، إنها قراءة " سوداوية " متشائمة ، تنظر إلى تاريخ المسلمين على أنه" بحر من الدماء " ، وأن المسلمين على مدار 1400 سنة كان كل همهم أن يقتل بعضهم بعضاً ، ولذلك فهم يقرأ اللحظة الارتكاسية للأمة سياسياً من لحظة" معاوية " ، وعليه فإننا نأسى على كل التاريخ الذي ورثنا هذه التركة (الملعونة !)
    إن هذه القراءة التي يرسخها عدنان إبراهيم في وعي الجيل تجعله ينظر إلى أمته نظرة أزدراء ، وإلى التاريخ الإسلامي على انه تاريخ دموي بشع ، وهذا يعني أن " الإسلام " قد أفرز هذه البشاعة ، والنتيجة مؤداها أن الخلل هو في التكوين الأساسي الذي أفرز هذه البشاعات ، ولا شك أن هذا سوف يحدث شرخاً في الوعي ، وتزهيداً بتاريخ الأمة الإسلامية .

    الإزراء بالتاريخ الإسلامي ، وتسليط الضوء والتركيز على "مشكلاته السياسية " امر ركز عليه الشعوبيون والمستشرقون الذين صوروا للناس ان الأمة الإسلامية أمة وحشية دموية تبحث عن القتل وتعشقه ، مع ان عقلاء المستشرقين ومنصفيهم يردون على هؤلاء حين يدرسون التاريخ دراسة متجردة عن الأهواء الإيدلوجية ، ويركزون على القراءة المعرفية التي تنظر بعيني الفكر ، دون أن تقولب التاريخ بإطار محدد ثم ترميه عن قوس واحدة .
    إن التاريخ الإسلامي ليس هو تاريخ " السياسي " فقط ، إنه تاريخ حضارة ضربت أطنابها في الأرض ، وسادت الدنيا علماً ونوراً وهداية ، انارت العقول والقلوب في شرق الدنيا وغربها ، إنه تاريخ ( العلم ) المتراكم الذي أحدث أكبر موسوعة ( فقهية ) عرفها التاريخ ، أنه تاريخ ( التدوين ) الذي قعد القواعد ، وأصل الأصول ، وتنوعت فيه مذاهب الفكر والفقه والدراسة إنه تاريخ العلماء ، والمجاهدين والدعاة الذين ملؤوا الأرض نوراً وحقاً ، إنه تاريخ الفتوح والعدل والأمان ، تاريخ وجد فيه أهل الكتاب من اليهود والنصارى الأمن والأمان الذي لم يحصلوا عليه في دارهم الأصلية ، إنه تاريخ الفكر والفلسفة والإنارة العقلية ، التاريخ الذي تلمست منه أوروبا منطلقات نهضتها ، واعملت سنن الكون لتقف على أقدامها وتدخل في عالم النهضة والتقدم المادي .

    وحتى التاريخ السياسي لم يكن بهذه البشاعة التي يصورها الدكتور عدنان ، فحتــى معاوية رضي الله عنه " عدوه المفترض " حين يقرأ تاريخه السياسي بإنصاف ستتغير الصورة التي يريد أن يعممها ، لكنه حين يذكر في سياق واحد بأنه تاريخ ( القتل ، والخيانة ، والدجل ، والفتك بالخصوم ، والتآمر ) في سلسلة غير منتهية من التهم التي تصاغ في سياق واحد حتى يخلص الإنسان إلى نتيحة سوداوية لذلك التاريخ وهذه قراءة مجحفة وغير منصفة ، وفيها إخفاء متعمد لمن أنصف عهده وأثنى عليه ، فتاريخه ليش بشعاً كما يريد أن يصوره الدكتور عدنان ، فإن كان ينبش عن روايات ومقولات لبعض المتشيعة والرافضة في كره معاوية وثلبه والنيل منه ، فلماذا يعرض صفحاً عن نقولات وأقوال كثيرة في الثناء عليه ، لم يخفي تلك الأقوال التي تحدث على الأقل توازناً في نظر القارئ للموضوع محل البحث والنظر ؟

    ألم يمر عليه ويقرأ قول سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في معاوية : (ما رأيت احدا بعد عثمان أقضى بحقّ من صاحب هذا الباب ، يعني معاوية رضي الله عنه )كما في سير أعلام النبلاء ؟
    ألم يمر عليه مثلا قول قول ابن عباس في صحيح البخاري حين قيل له بان أمير المؤمنين معاوية يوتر بواحد ، فقال ابن عباس : ( إنه فقيه ) ؟
    ألم يكن معاوية رضي الله عنه أميراً للشام في مدة طويلة تعلق فيه أهل الشام لحسن إمارته وعدله وحكمته وإدارته للأمور ؟ وكان هذا في زمن خير البشر بعد النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم ؟ ما كل أولئك العلماء والمؤرخين والمحدثين الذين أثنوا على معاوية رضي الله عنه وأشادوا بإدارته للأمور ، فقد قال ابن القطقطا:
    "وأما معاوية رضي الله عنه كان عاقلاً في دنياه لبيبًا عالمًا حاكمًا ملكًا قويًا جيد السياسة، حسن التدبير لأمور الدنيا عاقلاً حكيمًا فصيحًا بليغًا، يحلم في موضع الحلم، ويشتد في موضع الشدة إلا أن الحلم كان أغلب عليه، وكان كريمًا باذلاً للمال محبًا للرياسة شغوفًا بها، كان يَفْضُلُ على أشراف رعيته كثيرًا، فلا يزال أشراف قريش مثل: عبد الله بن العباس، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن جعفر الطيار، وعبد الله بن عمر، وعبد الرحمن بن أبي بكر، وأبان بن عثمان بن عفان، وناس من آل أبي طالب رضي الله عنهم يفدون عليه بدمشق فيكرم مثواهم، ويحسن قِرَاهم ويقضي حوائجهم، ولا يزالون يحدثونه أغلظ الحديث ويجبهونه أقبح الجَبَه، وهو يداعبهم تارة، ويتغافل عنهم أخرى، ولا يعدهم إلا بالجوائز السَّنِيَّة، والصلات الجمَّة... إلى أن يقول: واعلم أن معاوية رضي الله عنه كان مربي دول وسائس أمم، راعي ممالك، ابتكر في الدولة أشياء لم يسبقه إليها أحد "

    أولم ير هؤلاء الأشراف ( التركة المعلونة ) التي يتحدث عنها الدكتور عدنان ؟ أم جاءه من العلم مالم يأت من عاشره ورأى تصرفاته وأثنى عليه ؟ حتى قال ابن خلدون في وصف مدته : (وأقام في سلطانه وخلافته عشرين سنة ينفق من بضاعة السياسة، التي لم يكن أحد من قومه أوفر فيها منه يدًا، من أهل الترشيح من وَلَدِ فاطمة وبني هاشم، وآل الزبير وأمثالهم )
    وقد يقول الدكتور بان هناك من ثلبه وتكلم به ؟ أوليست قواعد العدل والإنصاف والحق تقتضي أن نعامله بالأصل حتى يأتينا ( اليقين ) الذي ينقضه ؟ وهل اليقين الناقض للأصل تلك الروايات العليلة التي يتذرع بها الدكتور ؟

    خامساً: عدنان إبراهيم .. والنزوع إلى غير الأصل .

    من أبسط الأمور العلمية أن " الأصل " لا يقضى ليه بفرع، والكلي لا يقضى عليه بجزئي ، وما يصنعه الدكتور عدنان هو قلب المعادلة ، بحيث يجعل الفرع الجزئي قاض على الأصل الكلي ، فحين يتحدث عن معاوية يهمل " الأصل " فيه والذي عليه" أهل السنة " من الصحابة وكبار التابعين ، وأئمة المذاهب المتبوعة ، والعلماء القدماء والمعاصرين من أهل السنة والذين يرون أن معاوية رضي الله عنه من جملة " الصحابة " الكرام الذين آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وشهدوا التنزيل ، وكتبوا الوحي ، ورووا الأحاديث ، وأن كل ما ثبت من " فضيلة " للصحابة فهو داخل فيها بالأصالة ، وأن هذا الأصل لم يخالف فيه إلا المتشيعة الذين ثلموه وسبوه ، أو الخوارج الذين كفروه .

    إن هذا الأصل هو الذي يوافق الأصول الشرعية بأن من ثبت إسلامه بيقين فإنه لا يزول عنه وصف الإسلام إلا بيقين منه أو أعلى منه ، وأن من ثبتت له الصحبة للنبي صلى الله عليه وسلم وآمن به ومات على ذلك فهو داخل في قوله تعالى :
    ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً ، سيماهم في وجوههم من أثر السجود ، ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه فآزر فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا منهم وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجراً كبيرا ) ، وأن معاوية رضي الله داخل فيهم قطعاً ، وهو داخل كذلك في جملة الصحابة الذين قال فيهم عليه الصلاة والسلام : ( لا تسبوا أصحابي ، فلو أن أحدكم أنفق مث أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ) ، وغيرها من الفضائل الكثيرة والتي امتن الله بها عليهم فصاحبوا محمدأ في حياته ، وشرفهم الله بالإيمان به فكانوا خير القرون .

    إن هذا " الأصل " المقرر هو الذي كان عليه أهل السنة ، ولا ينقضه أن ينتقدوا صحابياً في موقف ، أو يرى خطأه في أمر أو اجتهاد ، فإن هذا كذلك أصل مقرر( نزع العصمة ) من الصحابة تنظيراً وتطبيقاً ، مع حفظ حقهم في التوقير والتبجيل حتى لو أخطأوا أو تنازعوا فهم بشر يعتريهم ما يعتري البشر من النزعات والاختلافات في الآراء والمناهج والتصورات السياسية وغيرها.
    إن صنيع الدكتور عدنان إبراهيم يتلخص في أنه نزع من هذا الأصل الأصيل والمتفق عليه عند أهل السنة إلى نقضه بالظن والتكلف ، فأعمل معول التأويل والعسف للنصوص حتى يطقبها على معاوية رضي الله عنه ليبدو أن كلامه متسقاً مع مقدمة خاطئة ، وأن كل أولئك العلماء والفقهاء الذين لم يصلوا إلى ما وصل إليه من نتيجة لم يفهموا مرادات النصوص ، ولا مقاصد الشريعة ، ولا فهم كلام النبي صلى الله عليه وسلم ومن أمثلة ذلك :

    1-
    الاعتماد على الأدلة الضعيفة في الحط من قدر معاوية رضي الله عنه كحديث : ( أول ما يغير سنتي رجل من بني أمية ) ، والذي رواه ابو ذر رضي الله عنه ، والحديث رواه أبو العالية عن أبي ذر وهو منقطع ، والبخاري أعل الحديث وقال بأنه لا يعلم أن ابا ذر قدم الشام في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
    ولو سلمنا جدلاً بأن الحديث صحيح أو حسن كما فعل الألباني رحمه الله فهو لا يدل صراحة على معاوية ، وتطبيق أحاديث الفتن على أعيان معينة هو دخول في حكم الغيب ، وتقول على الشريعة ، وجرأة في غير موضعها ، فضلا بان هذا يكون من الظن الذي لا يغني من الحق شيئا ، كيف هو جاء من طريق منقطع ومعلول فلا يمكن لمثل هذا الحديث أن يكون سبيلاً لنكاية بصحابي مثل معاوية رضي الله عنه .

    2-
    أحاديث صحيحة ولكنها لا تدل على جواز الموقف السلبي من معاوية ، وهي مؤولة على أنها له لا عليه ، كحديث : ( لا أشبع الله له بطناً ) ، فالدكتور يغضب حين يجاب على هذا الحديث بأن النبي صلى الله عليه وسلم شارط ربه ان من سبه او لعنه فإنها تكون له زكاة وقربى يوم القيامة ، ويقول بأن هذا الكلام مرفوض لأنه لا يتوافق مع صفة " نبي الرحمة " ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) ، والعجيب أنني رأيت في كلام الدكتور عدنان شيئا عجباً ، فما رأيته يأتي بدليل يريد النيل فيه من معاوية أو يقرر قاعدة أو دليلاً إلا ويكون عليه هو نفسه لا له !! فإن كان رد الأحاديث في الصحيحين التي تدل على مشارطة النبي ربه بأن يجعل سبه زلفى وقربى لمن سبه بحجة أن هذا لا يتوافق مع ( أخلاق النبي ) عليه السلام ، فيمكن أن يقال هذا في حديث ( لا أشبع الله له بطناً ) ، ففيه كذلك دعوة على معاوية بعدم الشبع ، فإن كان يرى أن هذه مثلبة بمعاوية ومضرة له فهل تتوافق كذلك مع ( الرحمة ) أن يدعو عليه بأن لا يشبع نكاية به ؟ فهل هذه تتفق مع الصفة التي اتصف بها النبي صلى الله عليه وسلم ؟

    وإني لأسأل الدكتور عدنان وغيره ممن يوافقه على هذا ، هل دعاء ( لا أشبع الله بطنك ) هي من صالح الإنسان أو ضده ؟ هل الشبع محمدة للإنسان ؟ أم التخفف من الطعام وعدم الشعور بالشبع أحسن ؟ ألم يتجشأ رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال له عليه الصلاة والسلام : ( كف عنا جشاءك فإن أطول الناس ( شبعاً ) في الدنيا أطولهم جوعاً يوم القيامة ) ؟ ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم : ( بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه ) ؟، فهل مثل هذا الحديث على أي تأويل سواء كان دعاء ( على ) معاوية ، أو دعاء ( له ) ، ينقص الأصل المقرر في فضل الصحبة ، وإجازة التعدي على من صحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟
    ولو شئنا تطبيق منهج الدكتور العجيب في تدخل أيدي " السياسي " في صياغة الأحاديث لقلنا له أن كل حديث جاء في ثلب معاوية ، او يفهم منه ثلبه رضي الله عنه هو من " صنع أعدائه " من الشيعة الذين كانوا يكرهونه ، ولأنه منهج لا زمام له ولا خطام ، فإنه يجوز لنا أن " نتشهى " بحيث ننظرإلى كل حديث لا يروق لنا لنجعل طرفاً من الصراع الذي وقع بين الصحابة عاملاً في صياغته ليفتك في خصمه ويبعد الناس عنه ، لكن هذا منهج " غير علمي " ، وإحالة إلى أمر لا يضبط منهجياً ، وفتح لباب الردللسنة بالرأي المجرد والهوى الإيدلوجي ، وهذا بالنهاية سيوصل إلى ( الشك ) بالسنة ورفضها والاقتصار على ( القرآن ) كخطوة سابقة إلى تجريد نصوص الشريعة كلها من قيمتها ومحتواها .

    3-
    أحاديث ليس فيها النص على معاوية بثلب ولا منقصة ، بل ما يلزم منها – برأي الدكتور – النيل من معاوية كحديث علي رضي الله عنه : ( إنه لعهد النبي الأمي إلي أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق ) والذي رواه الإمام مسلم ، فهو يقرر بأن بغض معاوية لعلي يدل على " نفاقه " ، وبغض النظر عن الخوض في صحة الحديث وعلله المذكورة في كتب أهل العلم ، والتسليم بانه صحيح باتفاق ، فهل يدل على ما ذهب إليه عدنان إبراهيم من الحكم بنفاق معاوية ؟ لماذا يزايد الدكتور على ( علي بن أبي طالب ) رضي الله عنه وهو الذي عهد إليه النبي بهذا العهد فلم يصف خصومه بالنفاق مع قتالهم وتكفيرهم له ؟ أم يكفره الخوارج ويقاتلوه ويسبوه ويلعنوه فلم لم يكفرهم بل قال لهم : ( إخواننا بغوا علينا ) ، فسواء جاء الحديث في الخوارج أهل النهروان ، او جاء في معاوية وفئته فإنه وصفهم بوصف ( الإخوة ) ، ولا يمكن أن يوصف المنافق بأنه أخ ، ألم يسأل علي رضي الله عن الذين قاتلوه أكفار هم ؟ فقال : ( من الكفر فروا ) ؟ أمنافقون هم فقال : (المنافقون لا يذكرون الله إلا قليلاً وهؤلاء يذكرون الله كثيرا ) ، هل وصل عدنان العلم بفهم الحديث وفقهه بحيث تجاوز فهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وهو صاحب العهد ؟ أم أن الفارق أن علياً رضي الله عنه كان " فقهياً " يعلم الفرق بين " الخلاف العقدي " ، و " الخلاف السياسي " ، ويرى أن ما جرى بينه وبين معاوية ليس لانه ( علي بن ابي طالب ابن عم النبي ) ، وليس ( لأنه زوج فاطمة الزهراء ) ، فلو كان هذا الحامل على الكره لبصم وبصمنا جميعاً بأن هذا نفاق أكبر ، فلا يكره علياً أحد بهذا الاعتبار إلا منافق معلوم النفاق ، ولأن علي بن أبي طالب رضي الله عنه يدرك أن ما جرى خلاف على آراء أوصلت بهم إلى حدوث فتنة عمياء ندموا عليها جميعا

    إن الأمر الذي غفل عنه الدكتور عدنان إبراهيم ان النفاق المقصود في الحديث هو النفاق التام الذي يكون الحامل فيه على كره علي موقعه من الإسلام ، كما أن " بغض الأنصار نفاق وحبهم إيمان " لانهم ناصروا النبي صلى الله عليه وسلم وآزروه ووقفوا معه وآمنوا به ، فكان كرههم نفاق لهذا الاعتبار ، فلا يمكن أن يتصور أن يكره أحد الانصار إلا يكون كرهاً في النبي ودينه وشريعته .

    أما ما يحصل بين الأنصار أنفسهم من خلاف على رأي أو دنيا لا يكون نفاقاً بحال لأن الدافع ليس عقديا ، بل دنيوي مادي ، ولذلك جعل الإمام مسلم حديث حب الأنصار هو الأصل في صحيحه ، وحديث علي عليه السلام في الشواهد لتطابق المعنى عنده ، وهكذا الموقف مما جرى بين معاوية وعلي ، خلاف سياسي كل يرى أنه أقرب إلى الصواب ، وهذا أمر فهمه علي ، والحسن والحسين والصحابة ولم يحكم أحد منهم على معاوية بالنفاق لأجل ذلك ، ولذا سلم الحسن أمر الناس لمعاوية ، ووالله لو كان يراه منافقاً او مرتداً أو خائنا لم يجز له أن يوليه على الناس لو فني ومن معه ، ولكنهم قوم استبصروا الأمر وعرفوا حدوده قبل أن تضخم الفرق العقدية والغلاة الأمر ، وتحمله مالا يحتمل ، فقد روى البخاري عن أبي موسى قال :سمعت الحسن – أي البصري - يقول :
    استقبل والله الحسن بن علي معاوية بكتائب أمثال الجبال ، فقال عمرو بن العاص : إني لأرى كتائب لا تولي حتى تقتل أقرانها فقال له معاوية - و كان خير الرجلين - : أي عمرو ، إن قتل هؤلاء ، هؤلاء و هؤلاء ، هؤلاء من لي بأمور الناس ؟ من لي بنسائهم ؟ من لي بضيعتهم ؟ فبعث إليه رجلين من قريش من بني عبد شمس - عبد الله بن سمرة و عبد الله بن عامر بن كريز - فقال : اذهبا إلىهذا الرجل فاعرضا عليه و قولا له و اطلبا إليه . فأتياه فدخلا عليه فتكلما و قالا له و طلبا إليه . فقال لهما الحسن بن علي : إنّا بنو عبد المطلب قد أصبنا من هذا المال و إن هذه الأمة قد عاثت في دمائها ، قالا فإنه يعرض عليك كذا و كذا و يطلب إليك و يسألك ، قال : فمن لي بهذا ؟ قالانحقن لك به ، فما سألهما شيئاً إلا قالا نحن لك به فصالحه ، فقال الحسن أي البصري - : و لقد سمعت أبا بكرة يقول : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر - و الحسن بن علي إلى جنبه و هو يقبل على الناس مرة و عليه أخرى و يقول - : إن ابني هذا سيد و لعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين ".

    إن المآلات المرعبة التي لم يتنبه لها الدكتور عدنان في تقرير هذا الأمر الإلزامي بناء على ظاهر الحديث تجعله يحكم نفس الحكم على عائشة أم المؤمنين ، وطلحة ، والزبير ، وكل الصحابة الذين قاتلوا علياً رضي الله عنه ، فإن " قتال "علي أعظم من سبه وكرهه ، فلماذا قصر حكم النفاق على معاوية ؟ إنه يدرك خطورة الأمر ، ولربما رأيناه في يوم يقرر نفس التقرير ، ولربما انسحب على غيره من الصحابة الذين أخذوا منه الخلافة كما تدعي الشيعة وآذوه في ذلك .

    سادساً : التكفير بالإلزام :

    يقول الإمام الشوكاني رحمه الله : (التكفير بالإلزام، من أعظم مزالق الأقدام ، فمن أراد المخاطرة بدينه، فعلى نفسه جنى) ، ومعنى التكفير بالإلزام هو الحكم على الأعيان بالنفاق ، والكفر بناء على ما يلزم من أقوالهم ، أو ما يلزم من تطبيق فهم بعض النصوص على أفعالهم ، وهذا المسلك كان مسلك الخوارج الذين كفروا والصحابة بما يلزم من أقوالهم أو أفعالهم ، أو تطبيق آيات نزلت في " الكفار " فجعلوها في المسلمين ، وقد قال عبدالله بن عمر رضي الله عنه في الخوارج كما في البخاري : ( إنهم أتوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها في المسلمين ) ، وهنا لابد من الإشارة إلى بعض القواعد المفيدة في هذا :

    أولا :
    أن " لازم القول ليس بقول " و " لازم المذهب ليس بمذهب " ، فإن قال القائل قولاَ يلزم من كفر أو نفاق أو بدعة ، فإنه لا يجوز أن يحكم عليه بكفر ولا نفاق ولا ضلال ولا بدعة حتى يلتزم هذا اللازم ، وإنما يجوز ذكر اللازم لفساد القول لا للحكم على القائل .

    ثانياً :
    تنزل نصوص الكفر والنفاق المطلق على " الأعيان " فقه دقيق يحتاج إلى علم ، وخاصة فيما يتعلق بآيات النفاق ، فإنها من أخطر القضايا التي حسمتها الشريعة الإسلامية ، وكانت سيرة النبي صلى الله عليه وسلم حافلة في التحذير من الحكم على السرائر ، وضرورة معاملة الناس بظاهرهم كما قال عليه الصلاة والسلام : (ما أمرنا أن نشق عن قلوب الناس )، وحين جاءه المخلفون بعد تبوك يعتذرون إليه (قبل منهم رسول الله صلى الله عليه و سلم علانيتهم وبايعهم واستغفر لهم ووكل سرائرهم إلى الله ) وكان في زمانه وهو يعلم المنافقين بأعيانهم ، ويأتيه الوحي يتنزل عليه بصفاتهم وأسمائهم ، ومع ذلك كان يعاملهم بما يظهرون لا بما يبطنون ، فكيف إذن يستطيع إنسان في القرن الرابع عشر أن يحكم على رجل آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم وكتب وحيه ، وسلم له الصحابة الإمامة أنه منافق ؟


    لقد كان من المنهجية التي يرسخها النبي صلى الله عليه وسلم في وعي أصحابه عظمة اسم الإسلام ، وأنه يعصم الدم والبغي والعدوان على صاحبه ، وأن " الصلاة " شعيرة عظيمة تدرأ عن الإنسان أموراً كثيرة ، ولذلك حين قال عمر يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق لمن قال للنبي صلى الله عليه وسلم : إعدل ، فقال : لا لعله يكون يصلي ، فقال يا رسول الله إنه يفعل ذلك رياء ، فقال عليه الصلاة والسلام : ( ما أمرنا أن نشق عن قلوب الناس ) ، فإن كان هذا في حق رجل طعن في عدل النبي صلى الله عليه وسلم ، فما بالك بمن سواه ممن اتفق الصحابة على أنه مسلم وغير منافق كمعاوية رضي الله عنه ..


    إن الإشكالية الكبرى فيما يقرره عدنان إبراهيم ليس قضية " تخطئة أو مخالفة لمسلك دون مسلك ، أو نهج دون نهج " ، فإن أهل السنة يقررون عدم عصمة الصحابة وجواز وقوع الشرك والكفر والكبائر منهم ، بل وقد خطئوا معاوية رضي الله عنه في حربه لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، ولكن القضية عندهم لم تصل إلى الحكم بالفسق أو النفاق أو الكفر ، ولم تصل إلى درجة البراءة التامة ، لأنهم يدركون " المنهج الشرعي " في خطورة الأحكام على الأعيان .


    وقد ذكرت في السابق كلام الدكتور عدنان حول كلام الإمام علي : ( إنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق ) ، فتعامل الدكتور بهذا اللازم الذي هو مزلة الأقدام ومضلة الأفهام ، ليتوصل بالحكم على معاوية بــ( النفاق ) ، فقرر أنه يلزم من " قتال " معاوية للإمام علي أن يكون " منافق " ، لانه يلزم من سبه وقتاله الحكم بنفاقه ، وهو عين منهج الخوارج الذين جعلوا " التحكيم " يلزم منه رفض الشريعة ، ويلزم منه قول الرافضة في كفر أمنا عائشة رضي الله عنها ونفاقها لأنها ( قاتلت إمام الزمان ) وهو تعبير يستخدمه عدنان مع أنه معروف بالاختصاص للإمامية الاثني عشرية ، ويلزم منه كذلك فسق من دخل في المعركة من الطرفين وتقاتلا عند العتزلة ، لانه يلزم منه مخالفة النهج النبوي ..


    فإن كان الدكتور عدنان سيلتزم هذه اللوازم فعليه أن يضطرد في منهجه ، لأنه يلزم منه كذلك الحكم بنفاق وضلال من قاتل الإمام علي رضي الله عنه من الصحابة من المهاجرين والأنصار كطلحة والزبير وعائشة وغيرهم ، فلماذا يستثني هؤلاء من المؤاخذة ، ويحصرها في معاوية ..

    حين قرر عدنان إبراهيم أن معاوية باغ علي أمير المؤمنين ، انكر على من حمله على الاجتهاد بانه قتل : سبعين ألفاً من المسلمين ، ثم يشير بالخطبة بيده كأنه يمرر سكيناً على يده الأخرى إشارة إلى فعل " الذبح " وهو تصوير للمشهد بأنه " مجزرة " يقوم بها معاوية رضي الله عنه في حق الصحابة والتابعين ، ولكنه سرعان ما تناقض فحكم على " عائشة وطلحة والزبير " بالاجتهاد في قتالهم لعلي ، مع أننا نعرف أن عشرات الآلاف قتلوا من الصحابة والتابعين في معركة الجمل التي دارت بين علي وعائشة وطلحة والزبير ، فما الذي جعل المتقاتلين هنا مجتهدون والمتقاتلون هناك غير مجتهدين ؟ إن عدنان يدرك خطورة هذا الأمر حين يحكم على أم المؤمنين وطلحة والزبير وهما من المبشرين بالجنة .


    والأمر الذي شكل رؤية عدنان حول القضية هو تقريره لمسألة أصلية وهي : قتال معاوية علياً كرهاً فيه ، ورغبة في الملك ، وهاهنا أقرر أنه رغبة الملك قضية قد تقع حتى من الصحابة ، فهم بشر يصيبون ويخطئون ، ويميلون إلى الرغبات كغيرهم ، ويضعفون في موقف فيقعون في الخطأ بل والمعاصي الكبيرة كالزنا والسرقة وغيرها ، ولذلك يستطيع خصوم الدكتور عدنان من الناصبة أن يقولوا : مالذي يخرج أمير المؤمنين علياً من فرضية طلب الإمامة ؟ فالسني إن كان يقرر عدم عصمة الصحابة سيقول : وهذا أمر قد يقع منه ومن غيره من الصحابة ، بل هو كان يرى أنه أحق بها من أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ، لكن الرافضي لأنه يرى أنه " معصوم " لا يقرر هذا، بل لا يراه يمكن أن يقع في هوى ، أو في معصية ابداً ، وهو محق ومصيب في ( كل ) تصرفاته ، فيكون الرافضي هنا أكثر اتساقاً من عدنان إبراهيم في تقريراته والتي تؤدي في النهاية إلى ادعاء عصمة علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، ولذلك حين وقف من معاوية موقفاً سلبياً لم يستثن عائشة ولا الزبير ولا طلحة ولا غيرهم من الصحابة الذين يرى أنهم قاتلوا علياً أو عادوه أو أخذوا حقه في الخلافة ، فيدخلون في هذا حتى ابي بكر وعمر وعثمان .. وأظنها هي المآلات التي لابد أن يلتزمها من ينطلق من الغلو في علي ، والشناءة على معاوية .


    إن مسلك الدكتور عدنان في الضرب على وتر السب والتكفير والحكم بالنفاق لمعاوية يعطي تشريعاً للجيل الذي يسمع له ويقرأ ويربيهم على هذه النزعة الخطيرة ، فكيف يمكن لرجل يدعي أنه يرسم منهجية الاعتدال والسنة والوعي الصحيح للجيل ، ثم يحرث في التاريخ ليثبت أن صحابياً وقع في كفر ، ثم يربي المستمع على مبدأ اللعن ، والشتائم والنزق في القول والجراة على رجل يقرر جماهير أهل السنة منذ ألف سنة على أنه صحابي جليل مهما ادعى الخصوم ، فكيف إذن سيكون تعامل المستمعين مع غير الصحابة ممن يخالفهم ؟
    في الحلقة القادمة إن شاء الله سأتناول مفهوم " البغي " .. والله الموفق
    -----------------------------------------------------

    سابعا : الدكتور عدنان .. وقضية ( البغي )

    بداية .. لم أكن أشأ أن أدخل في الحديث عما جرى بين الصحابة رضوان الله عليهم من فتنة وقعت تاريخيا ، لأني أدرك أن عدم التغاضي عما جرى بين الصحابة هو الذي سبب الشتات والتفرق بين الأمة شيعة وسنة وخوارج ، والانفعال الذي صاحب الاطراف التي خاضت في الفتنة وتحيزت كل فئة إلى رجل من الصحابة - بغض النظر عن المصيب والمخطئ - في الأمر هو الذي سبب هذا الشقاق والتشرذم والتشظي ، فبسبب هذا التعلق التاريخي احتقنت النفوس ، وتباعدت القلوب ، وتمزقت الأواصر ، وحصل البغي والعدوان بين المؤمنين ، ووجد الشيطان سبيلاً للتحريض حتى تنوعت المذاهب ، وتكاثرت وباضت وفرخت ، وكل ذلك بسبب تلك المشكلة التي وقعت بين الصحابة .

    إنني حين وجدت رجلاً مثل الدكتور عدنان وله قامة فكرية ، وله أتباع ومريدون ، وبدلاً من التوجه إلى الإصلاح بعيداً عن نبش مشكلات التاريخ ، وجدته يغوص فيها بشكل لا يليق بفيلسوف ومثقف وفقيه يلقي دروساً كثيرة في فنون علمية وثقافية وفلسفية وتربوية ، وأرى أن خوضه في هذا المجال أذهب بركة كثير من نتاجه المفيد ، وساهم في خلق حالة من الاختلاف في ثوب جديد داخل إطار أهل السنة الذي ينتمي لها ، وهنا أود الإشارة إلى جملة أمور فيما يتعلق بقضية الفتنة وكيفية تناول الدكتور لها :

    1- ماهي الفتنة التي وقعت ؟

    كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه جالساً مع الصحابة في أثناء خلافته ، وكان من بين الجالسين معهم حذيفة بن اليمان رضي الله عنه ، كاتم سر النبي صلى الله عليه وسلم ، والذي اعطاه النبي صلى الله عليه وسلم أخباراً وأسماء وأحكاماً على معيين لم يعطها أحدا غيره ، وكان عمر رضي الله عنه يدرك أن من ضمن ما أخبره عليه الصلاة والسلام الفتن التي سوف تقع في الأمة فقد أخرج البخاري قال : حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا شقيق سمعت حذيفة يقول بينا نحن جلوس عند عمر إذ قال :
    " أيكم يحفظ قول النبي صلى الله عليه وسلم في الفتنة قال فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره تكفرها الصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال ليس عن هذا أسألك ولكن التي تموج كموج البحر قال ليس عليك منها بأس يا أمير المؤمنين إن بينك وبينها بابا مغلقا قال عمر أيكسر الباب أم يفتح قال بل يكسر قال عمر إذا لا يغلق أبدا قلت أجل قلنا لحذيفة أكان عمر يعلم الباب قال نعم كما يعلم أن دون غد ليلة وذلك أني حدثته حديثا ليس بالأغاليط فهبنا أن نسأله من الباب فأمرنا مسروقا فسأله فقال من الباب قال عمر " .

    وقد بوب الإمام البخاري رحمه الله باب الفتنة التي تموج موج البحر فقال : باب الفتنة التي تموج كموج البحر وقال ابن عيينة عن خلف بن حوشب كانوا يستحبون أن يتمثلوا بهذه الأبيات عند الفتن قال امرؤ القيس

    الحــــــــــرب أول ما تكون فتية --- تسعى بزينتها لكل جــهول
    حتى إذا اشتعلت وشب ضرامها --- ولت عجوزا غير ذات حليل
    شمطاء ينكر لونــــــها وتغيرت --- مكروهة للشم والتقبـــــــيل

    فالصحابة الكرام يعرفون ماذا سيقع من فتن بما أخبرهم به النبي صلى الله عليه وسلم ، وكانوا يسمعونه يخبر بأن ( عمار تقتله الفئة الباغية ) ، ولما كان يخطب عليه الصلاة والسلام في المسجد جاءه الحسن بن علي فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين طائفتين عظيمتين من المسلمين ) ، وغيرها من الأخبار التي كان الصحابة يعلمون بوقوعها ، لكنهم لا يعرفون كيفية وقوعها ، ولذلك من يقرأ في تسلسل الفتنة التي وقعت بين الصحابة يدرك أنها جاءت متوالية منذ مقتل عثمان الذي أحزن كل الصحابة ، وتتابع الأحداث بخروج عائشة وطلحة والزبير ، وبداية موقف معاوية من خلافة علي واشتراطه إخراج من قتل عثمان ليقتص منه بناء على أنه ولي الدم ، حتى حصلت تلك الحروب التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من القتلى ، ولم يكن من الصحابة أحداً يرغب في الدم ، أو يستبيح القتل والقتال ، أو يجيز لنفسه هذا ، ولكنها الفتن التي وقعت بعد أن كسر الباب ( عمر الفاروق ) ، والتي لن تغلق إلى قيام الساعة .

    ولذلك حين جاءت هذه الفتن افترق الصحابة إلى ثلاثة فرق :
    - الفرقة الأولى : قاتلت مع علي بناء على أنه الخليفة والإمام الشرعي الذي يجب للناس أن تسمع له وتطيع .
    - والفرقة الثانية : القاتلت مع معاوية بناء على أنه لم يرفض بيعة علي ، وإنما رأى أن الاقتصاص من قلتة عثمان واجب قبل الدخول في البيعة بناء على أنه ولي الدم .
    - والفرقة الثالثة : الصحابة الذين اعتزلوا القتال ولم يشتركوا فيه بناء على أنها فتنة وقعت بين مسلمين لا يجوز الدخول فيها بناء على عموم الأحاديث التي تدعو المسلم إلى تجنب الفتن وأن يكون عبدالله المقتول ولا يكون عبدالله القاتل ، وهذا اختيار سعد بن ابي وقاص ، وعبدالله بن عمر ، ومحمد بن مسلمة ، وغيرهم ممن اعتزل الفتنة وقعد عنها ، مع معرفتهم بان علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو المحق في الأمر ، وأخذوا بظواهر نصوص الفتن ومن ذلك ما روا ه البخاري قال حدثنا محمد بن عبيد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة ح قال إبراهيم وحدثني صالح بن كيسان عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    " ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي من تشرف لها تستشرفه فمن وجد منها ملجأ أو معاذا فليعذ به " .

    وبهذا يقول الإمام الطبري : اختلف السلف فحمل ذلك بعضهم على العموم وهم من قعد عن الدخول في القتال بين المسلمين مطلقا كسعد وابن عمر ومحمد بن مسلمة وأبي بكرة في آخرين ، وتمسكوا بالظواهر المذكورة وغيرها ، ثم اختلف هؤلاء فقالت طائفة بلزوم البيوت ، وقالت طائفة بل بالتحول عن بلد الفتن أصلا . ثم اختلفوا فمنهم من قال : إذا هجم عليه شيء من ذلك يكف يده ولو قتل ، ومنهم من قال : بل يدافع عن نفسه وعن ماله وعن أهله وهو معذور إن قتل أو قتل . وقال آخرون : إذا بغت طائفة على الإمام فامتنعت من الواجب عليها ونصبت الحرب وجب قتالها ، وكذلك لو تحاربت طائفتان وجب على كل قادر الأخذ على يد المخطئ ونصر المصيب ، وهذا قول الجمهور ، وفصل آخرون فقالوا : كل قتال وقع بين طائفتين من المسلمين حيث لا إمام للجماعة فالقتال حينئذ ممنوع ، وتنزل الأحاديث التي في هذا الباب ، وغيره على ذلك وهو قول الأوزاعي ، قال الطبري : والصواب أن يقال إن الفتنة أصلها الابتلاء ، وإنكار المنكر واجب على كل من قدر عليه ، فمن أعان المحق أصاب ومن أعان المخطئ أخطأ ، وإن أشكل الأمر فهي الحالة التي ورد النهي عن القتال فيها . وذهب آخرون إلى أن الأحاديث وردت في حق ناس مخصوصين ، وأن النهي مخصوص بمن خوطب بذلك . وقيل إن أحاديث النهي مخصوصة بآخر الزمان حيث يحصل التحقق أن المقاتلة إنما هي في طلب الملك . وقد وقع في حديث ابن مسعود الذي أشرت إليه : قلت يا رسول الله ومتى ذلك ؟ قال أيام الهرج قلت : ومتى ؟ قال حين لا يأمن الرجل جليسه " .

    ومن ينظر إلى القضية بعيداً عن التحيزات يدرك أن الصحابة كانوا ينظرون إلى القضية على أنها فتنة اكتنفها اختلاف آراء حول أولويات ، وان هذه القضية فيها مصيب ومخطئ ، دون المبالغة في تبني آثارها أو التحيز إلى فئة دون أخرى بالمبالغة والتهوين ، ولذلك حين انتهت الفتنة سموا ذلك العام بعام ( الجماعة ) إذ الجماعة الأصل والفتنة طارئة ، وحصلت البيعة لمعاوية بعد تنازل الحسن ، وأمنت الناس ، وحصل الخير ، وهدأت النفوس ، ولم يتعلقوا نفسياً بالقضية مع شدة إيلامها على النفوس حين حدوثها . ولن أدخل الآن في تفاصيل كيف حدث القتال ، وأسبابه ، والأطراف التي تدخلت في إذكاء الفتنة ، فهذا ليس مهماً الآن بقدر أهمية الرؤية الشاملة لما حدث ليتحديد موقف الصحابة منها .

    القراءة الايدلوجية :
    فالمراد من إيراد هذه القضية والاستطراد بها أن القضية هي " فتنة " قد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عنها إجمالاً ، وأنها سوف تنتهي بصلح يجمع القلوب بعد الفرقة والشتات ، ولكن القراءة " الايدلوجية " التي يمارسها الدكتور عدنان إبراهيم تؤدي إلى " التحيز " إلى فئة بغلو بحيث يكون الموقف من الفئة الأخرى موقفاً شديداً ، وهذه القراءة تؤدي بصاحبها إلى منهجية – سبق ذكرها – من تأويل النصوص ، والتحكم في قبول الأخبار ، ومن ذلك :
    1- تضخيم الروايات التي تنصر الرؤية والموقف من الفتنة
    2- التهوين من الروايات التي في ظاهرها تقضي على الاختيار الفكري والايدلوجي
    3 – التحكم في قبول الأخبار ، فهذا الراوي يقبل حين يروي ما يؤيدني ، ويرفض حين يروي ما يخالفني ، دون اصضراد في المنهج كما حصل في الموقف من معاوية .
    4- الأحكام على الأعيان بناء على الموقف العام من الفتنة بناء على رؤية ايدلوجية سياسية .
    5- المبالغة في آثار الفتنة ونتائجها الكارثية على الواقع بعد مئات السنين ، في الجانب السياسي وتشويه صورة التاريخ بناء على ذلك .
    6- التشنيع على المخالفين بأوصاف غير علمية ، والنزول الأخلاقي في الألفاظ بناء على التشنج الأيدلوجي والموقف الفكري .
    7- الوثوقية في الرأي مع الاعتراف بالترحل فيه من حيث الاختيار ، والقطع بصحة القول من دون اعتبار نزعة الاجتهاد النسبية التي قد تصيب وقد تخطئ .
    8- تحكم المشكل الواقعي على القراءة التاريخية وممارسة " الإسقاط " الفكري على التاريخ ، ومحاولة عسف النصوص لتوافق الرؤية الايدلوجية في الموضوع .
    التعديل الأخير تم 11-16-2012 الساعة 01:30 AM

  9. #9

    افتراضي

    رائِع ماشاء الله , سلمت يمينك
    ليكن هذا الموضوع مرجعاً لكل من يغتر بهذا العدينان
    جزاكم الله خيراً
    أعظَم مَن عُرِف عنه إنكار الصانع هو " فِرعون " ، ومع ذلك فإن ذلك الإنكار ليس حقيقيا ، فإن الله عزّ وَجَلّ قال عن آل فرعون :(وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا)
    وبُرهان ذلك أن فِرعون لَمّا أحسّ بالغَرَق أظْهَر مكنون نفسه ومخبوء فؤاده على لسانه ، فقال الله عزّ وَجَلّ عن فرعون : (حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ)

  10. #10

    افتراضي


    جزاكم الله خيرا ًإخواني ...
    فما لي إلا تجميع ما جمعهالأخوة بالفعل من عدة مصادر :
    ثم التنسيق والتلوين لتسهيل قراءته لكل مَن يريد ..
    والله الموفق ...
    ونستكمل بعون الله ..
    التعديل الأخير تم 11-16-2012 الساعة 09:30 AM

  11. #11

    افتراضي

    عدنان إبراهيم ..والمسيح الدجال (1)
    بدر بن سليمان العامر

    12 / 7 / 1433 هــ

    كثيراً ما يحتاط الدكتور عدنان إبراهيم لنفسه حين يريد تقرير أو تمرير قضية التي يريد ، ولكن احتياطه يكون " ناقصاً " ، بحيث يحاول قطع الطريق فقط على خصمه من خلال " التمويه " على قضية هي في حقيقتها نقضاً لفكرته الأساسية ، فيقدمها حتى يسلم منها ..

    حين سمعت خطبته عن " المسيح الدجال .. تدجيل أم تغفيل " لفت انتباهي انه بدأ بالحديث عن " الشيطان " ، مختزلاً الشيطان وقصته في القرآن بـ ( إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ - إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ ) ، وخلص من هذا إلى أن الشيطان حقيقة ليس له سلطان إلا على الذين يريدون اتباعه .. فلماذا قدم بهذه المقدمة ؟

    كانت بداية كلام الدكتور عن الدجال من خلال تساؤل عقلي : إذا كان الدجال بهذه القدرة الفائقة على " الإضلال " ، أوليس الناس معذورون باتباعه ؟ أليس من يحمل هذه الصفات فتنة يريد من قدّر خروجه وهو" الله تعالى " ان يضل الناس ويفتنهم عن دينهم ؟ وأن الآيات إنما تأتي" تخويفاً " فقط وليست إضلالاً وتكفيراً للناس ؟ إن الله لا يمكن أن يفعل هذا ، فإن قال قائل بأن " إبليس " نفس الحكاية ، قال لا ، إبليس لا يملك لقدرة على هذا ..والنتيجة : الدجال تدجيل وتغفيل .

    هذه القضية الكلية هي التي انطلق منها الدكتور عدنان إبراهيم ، ومن ثم بدأ يسرد ما ورد في أحاديث الدجال من تناقضات كثيرة عنده ، ولأن أحاديث الدجال وردت في " الصحيحين " البخاري ومسلم وغيرهما من الصحاح ، فلا بد كعادته أن يهيئ النفوس للطعن في أحاديث الصحيحين بقضايا يدرك المختص أنها داخلة في " التجديف المعرفي " لا الكلام العلمي كما سيأتي إن شاء لله ..

    نعود إلى أصل القضية .. المقارنة بين ( إبليس والدجال ) والتي أفضت إلى إنكار الآخر بناء على أن ابليس ليس له سلطان على الناس ، فكيف يخرج الله في آخر الزمان من يكون له سلطان على الناس يجعلهم يعبدونه ويكفرون بالله ؟

    إذن فالقضية عنده هي قضية " لا يقبلها عقله" ، وهي مصادمة كذلك للقرآن .. وماهي إلا تقولات وتخرصات وخرافات .

    ماهي المشكلة الأساسية ؟

    - إن المشكلة الأساسية في هذا البحث المعرفي لدى عدنان إبراهيم الاعتماد على مقدمات خاطئة ، توصل بلا ريب إلى نتائج كارثية وخاطئة كذلك ، وهي كذلك نتائج توصل إلى متتالية من "الإنكارات " التي هي في حقيقتها متلازمة متراصة ، فمن ينكر الدجال حتماً سينكر المسيح ، ومن ينكر نزول المسيح حتماً سينكر المهدي ، ولو أثبت أحدها سيقع حتماً بالتناقض والذي يحاول الفرار منه بعملية " كنس " لكثير من هذه القضايا التي تحدث عنها وقدمها على أنه نتيجة لكد معرفي ، وتحرر فكري ، وإعمال للعقل .

    * تبسيط الشيطان من خلال آية :

    إذا قال عدنان إبراهيم كيف يمكن أن يخرج المسيح الدجال بهذا الكم من القدرة على الإضلال يمكن ببساطة أن يقال : كيف يمّكن الله مخلوقاً يقال له " إبليس " على أن يحيا منذ خلق الله الخلق إلى أن يبعثون وهو يضل الناس بصفات كثيرة هي اعظم من حقيقة الدجال وإضلاله .

    فإن كان الدجال منظوراً موصوفاً للناس ، فإن أبليس لا يرى ، بل حكى الله عنه أنه يقول عن مهمته العظيمة { ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِم وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ } ، فبسبب هذا المكر لا يكون أكثر الناس شاكرين لله .

    ثم قال : (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ - إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ) فقال الله تعالى [في سورة الإسراء] إقراراً لهذا ( قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُورًا )، فهو إقرار بأن القضية ليست فقط إغواء ، بل تبعية لمخلوق سخره الله تعالى لهذه المهمة ؟ أوليس من يريد أن يسير على طريقة عدنان إبراهيم أن يقول : هل الله الرحيم بعباده ، العظيم في علاه ، الشفيق على من عصاه يسخر مخلوقاً مثل إبليس ليكون سبباً في إضلال الناس ؟ كيف يعطيه هذه القدرة من البقاء إلى قيام الساعة ، وكثرة الأتباع ، والقدرات الخارقة التي تجعله يتسلل إلى عقل الإنسان وبصيرته فيوسوس له ، ويزين له الكفر والشرك والعصيان ؟ أليس هذا هو نفس المنطق الذي انطلق منه الدكتور عدنان لإنكاره للمسيح الدجال ؟

    - وإن كان " الدجال" يأتي من خارج الذات ليضل الناس ، أليس الذي يأتي ليتمثل " ضمير"الإنسان فيوسوس له ويغريه بلا شعور أعظم من شخص يدرك العاقل المؤمن أنه دجال أفاك بصفاته وطريقته وما بيّن النبي من حاله ؟

    - وإن كان الدجال يغوي أناساً في " آخر الزمان " حين انقضاء الآجال ، واقتراب الارتحال من الدنيا ، ألا يكون من أخذ على نفسه العهد ، وسار بإذن الله الخالق أن يكون همه الإغواء والذي أردى الملايين المملينة من البشر منذ خلق آدم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها أعظم عملاً وفتنة ؟ حتى أنه سيعين الدجال على الإغواء والإضلال بتزيين فعله ، وتعمية عقول الناس عن تلمس حقيقة فتنتنه ؟ أليس ما يرد على الدجال من تساؤل يرد على إبليس الذي بسط الدكتور عدنان أمره في أول الحديث ليسلم له الاعتراض في نهايته ؟

    إن السبل التي رسمها الله تعالى لعباده المؤمنين في الخلوص من الشيطان الرجيم ، من وسوسته ، وتزيينه للمنكر ، وإضلاله للناس كانت في ترسيخ ( حقائق الإيمان ومعرفة وصف الشيطان ومنهجه وطريقته في الإضلال ) ، والطريقة التي رسمها النبي صلى الله عليه وسلم لتوقي فتنة الدجال هي ذات الطريقة في ترسيخ ( حقائق الإيمان ، ومعرفة الله وأسمائه وصفاته ، والتحذير منه ووصف طريقته في الإضلال والأغواء ) ، إلا أن المهمة في التعامل مع الشأن المحسوس المشاهد أهون من التعامل مع أمر لا يرى ولا يدرك ولا يمكن أن يحتاط الإنسان منه في كل أحواله ..إلا أن يقال في الشيطان – وهي النتيجة التي نخشى أن تكون من متتاليات الدكتور القادمة – والتي قالها بعض الماديين الذين نكسوا الايات والأحاديث لتتوافق مع" عقولهم " زعموا بان الشيطان لا وجود له على الحقيقة وإنما هو كناية عن الشر في الارض .. كما كان آدم كناية عن الخير في الارض . ولا شي بعيد!

    - وإذا كان الله تعالى قال في شان الشيطان (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ - إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ ) ، فيقال في شأن " الدجال" ، إنه لا سلطان له على الذين آمنوا واستبصروا حقيقته بخبر الصادق وعرفوا حجم فتنته وضعفه وتخييله وقدرته على الإيهام ، وإنما يكون سلطانه على الذين لم يستبصروا حقيقته ، فغابت النذر عن أذهانهم فسقطوا في وبال فعلهم مع رقة دينهم وضعف تمسكهم بكلام نبيهم ...

    هذا الشيطان الذي يقول الدكتور أنه لا سلطان له علينا بطريقة تبسيطية هو الذي يقول الله تعالى عنه : { إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُواْ حِزْبَهُ لِيَكُونُواْ مِنْ أَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ }
    وهو الذي يخذل الانسان ( وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا ) ، وإن كان قد أغوى آدم أبو البشر فأخرجه من الجنة ألا يغوي من دونه ؟ (وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ - وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ - فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ .. الآيات ) .

    بل حتى أن الشيطان يوحي لأوليائه بطريقة جدال أهل الحق وهو أمر لم يفكر به الدجال : ( إِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ ) . وغيرها من مكائده العظيمة التي يتسلل بها إلى النفس الإنسانية ، بالوعد بالفقر ، وتزيين الفواحش ، والتفنن في أسلوب الغواية حتى بنزع الانسان عن العلم او تقليل موجبات تقواه وغيرها مما يطول الحديث عنه .. أليس السؤال نفس السؤال ؟ والتفريق بين المتماثلات لا يصح عقلاً ولا شرعاً ؟؟

    في الحلقة القادمة ستتم مناقشة منهجية الدكتور العلمية في إنكار أحاديث الدجال .. وبيان حجم المغالطات العلمية والمنطقية في قوله.

    ودمتم سالمين ..


  12. #12

    افتراضي

    عدنان إبراهيم ..والمسيح الدجال (2)
    بدر بن سليمان العامر

    19 / 7 / 1433 هـ

    في الحلقة الأولى من مناقشة الدكتور عدنان إبراهيم حول قضية إنكاره لخبر " المسيح الدجال" تمت مناقشة فكرته حول معارضة أخبار المسيح الدجال للقرآن ، وان أصل المعارضة كان لوجود السلطان العظيم للمسيح الدجال ، وكان سؤاله العقلي : كيف يمكن لشخص أن يحمل هذه الصفات إلا أن يضل الناس ، وهل الله يتعمد إضلال الناس بإعطاء عباده القدرة على هذا الإضلال ، ولكن أصل الفكرة تم نقضها من خلال إمكانيات "إبليس " على الإضلال ، وتم بيان بأن إبليس هو أعظم إضلالاً من الدجال من خلال أمرين :

    الاول : الزمن المتطاول الذي جعله يحيا مع كل الأمم منذ خلق آدم إلى أن يقوم الناس لرب العالمين ، وهذا الزمن المتطاول صار فيه من الإضلال والكفر وصرف الناس عن التوحيد ما يعادل ملايين ما يمكن أن يقع من الدجال الذي لا يعيش إلا " أربعين سنة " على القول الأكثر ، وإلا فقد قيل أربعين يوماً ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل عن الشياطين : (إني خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين فحرمت عليهم ما أحللت لهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا ) من حديث عياض بن حمار كما في الحديث الصحيح ، فالشياطين لهم دور كبير في إضلال الناس وصرفهم عن التوحيد ، وإدخالهم الشرك وتحليل ما حرم الله تعالى .

    الثاني : أن الشيطان يوصل الإنسان إلى الشرك والضلال والكفر من خلال حرفة وطريقة ليست مكشوفة ، يتسلل من خلالها إلى النفس البشرية فيغريها ويلبس الحق عليها بالباطل ، بينما الدجال ينكشف للناس بدعوة صريحة بادعاء الربوبية الأمر الذي لا يقبله الموقن المؤمن ، بل يقبله الشاك المرتاب ، فلا يتبع الدجال إلا كل منافق ومنافقة وكافر وكافرة ، اما من آمن بالله ، وصدق بالرسالة فهذا يحصنه بعد توفيق الله من اتباع الدجال كما يوفق الله عباده الموقنين بعدم اتباع سبيل الشيطان وطريقته في الغواية والإضلال .

    والآن .. دعونا ننتقل من الحجج العقلية ودعوى معارضة خبر الدجال للقرآن إذ لا يوجد في القرآن من الدلائل العقلية والنقلية ما يحيل وقوع مثل "فتنة الدجال " إلا عند من التبس عليه الأمر ، واستسلم لفكره دون تحقيق ونظر ، وإن كان الدجال لم يذكر في القرآن مباشرة ، فلا يعني ذلك أن الأخبار والأحكام مقتصرة على ما يورد في القرآن ، ففرق بين " معارضة القرآن " معارضة صريحة لا تقبل التأويل والجدل ، وبين " توهم " البعض بأن بعض الأخبار والأحكام تعارض القرآن ، وما تعجل المتعجلون في نفي الأخبار إلا من خلال عدم القدرة العلمية والذهنية على " التوفيق " بين ما ياتي من صحيح الأخبار ، وبين ما يقرره القرآن ، وعدم التفريق بين استحالة العقل الصريح للامر وبين " مقررات العقل النسبي " الذي يتفاوت الناس فيه بناء على تفاوتهم بالفهم والتأمل والعلم ففرق بين ما " يحيله العقل .. وبين ما يعجز العقل عن إدراكه "وهي قاعدة نفيسه لمن تأملها .

    منطلقات الدكتور في إنكاره لأخبار الدجال :

    ينطلق الدكتور عدنان إبراهيم من إنكاره للمسيح الدجال من قاعدة قررها أولاً وهي أن فيأخبار الدجال غرائب وعجائب وأكاذيب ، وان هناك خوارق للعادات لإضلال الناس ، وأن في الكتب الصحيحة أحاديث ضعيفة ، وأن هناك ضعفاء في الصحيحين وغيرها من القضايا التي من خلالها حكم على " فتنة الدجال " بالخرافة .
    ومن المنطلقات التي انطلق منها أن هناك " تعارضاً " في الأحاديث التي وردت في خبر الدجال ، وبعضها يكذب بعضاً أو يخالف بعضاً ، وهذا دليل على كذب ما وردفيه .

    أين المشكلة في تأصيل الدكتور عدنان إبراهيم لهذه القضية :

    أولا : لم يفرق الدكتور بين ورود الأخبار " المتواترة " في إثبات ( حقيقة الإخبار عن الدجال ) ، وبين الأحاديث الواردة في ( صفات الدجال وتفاصيل خبره ) ، فإثبات حقيقة الدجال شي ، والإيمان بكل ما ورد في صفاته شي آخر منفصل تماماً عنه ، وقد رأينا علماء أهل السنة ، بل علماء الإسلام قاطبة – إلا ما ندر- يضعفون كثيراً من الأخبار الواردة في الدجال ، وما ورد فيها من تعارض – ظاهري – في نصوصها حرص العلماء على التأليف بينها بمنهج علمي ، وليس وجود الإشكال في بعض أخبار الدجال يضعف الحقيقة الأصلية أو يقضي عليها كما سيأتي .

    الثاني : أشعر أن هناك مشكلة " منهجية " عند الدكتور عدنان إبراهيم في قراءته للتراث الإسلامي كله ، ومشكلته نابعة من ( غياب المنهجية العلمية المحكمة ) ، وقد يظنها هو "تحرراً " من القيود ، واستقلالاً في التفكير ، ولكنه وقع في (التلفيق ) المعرفي ، والذي جعله يمايز بين المتماثلاث ، ولا يمكن أن يطرد رأياً واحداً أبداً ، فهو مرة عقلاني قرآني ، ومرةسلفي أثري ، ومرة متكلم فلسفي ، ومرة يقبل الحديث المطعون فيه ، ومرة يرد الحديث المتواتر ومرة يثني على عالمإن قال قولاً يوافق رأيه ، ومرة يزري عليه بأشد العبارة ، فإن أقره بشي صار شيخ الإسلام ، وإن خالفه صار جاهلاً لا يفهم ، ومن ذلك موقفه من الصحيحين خاصة البخاري ومسلم ، فهو يستشهد بأحاديثهما ويصحح ويضعف ، ولكنه ينسف مصداقية الصحيح كلما أراد أن يقرر مسألة من المسائل ، وهذا مافعله حين أراد إنكار أخبار المسيح الدجال ، فقد قدم بمقدمة تعرض فيها للإمام عثمان ابن أبي شيبة – مع أن أحاديثه ليس فيها تعلق بالمسيح الدجال - ، وكأنه يهيئ وعي المستمع لعدم إنكار رد ما ورد في الصحيحين من أخبار الدجال ، ومثله تعرضه لاسماعيل بن أبي أويس وغيره ، ومن يسمع مثل هذا الكلام يدرك ان هناك مشكلة منهجية علمية في التعامل مع " الأحاديث " ولعل هذه طبيعة من لم يدرس العلم الشرعي دراسة أكاديمية ومنهجية ويعتمد في فهمه فقط لمسائل دقيقة تحتاج إلى كد وعناية فائقة وسنوات طويلة .

    ولعلي أبدأ هنا – في هذه الحلقة – في مناقشة إثبات ( خبر المسيح الدجال ) عموماً دون الدخول في تفاصيل الأخبار وتعارضها ومناقشة الخوارق ، فلها إن شاء الله حلقة قادمة :

    القراءة الاستردادية :

    حين نريد أن نفهم مسألة أو خبراً من الأخبار نحتاج أن نعود إلى الوراء ، في ذلك الزمن الغابر حيث بدأ التدوين لنعرف كيف تم كتابة الأحاديث ، وحتى ندرك أن القضية ليست قضية "أخبار ملفقة ومكذوبة " كما يدعي الدكتور عدنان إبراهيم ، بل لندرك أن الجيل الأول والثاني والثاني في عصر التدوين يدركون أن " الإخبار عن الدجال " هو بمثابة وجود أمريكا في هذا الزمن لا ينكره إلا مهبول أو في عقله دخن ، ولكن أهل العلم حين يريدون إثبات قضايا "السمع" ، فلا طريق لذلك إلا " الأسانيد " المتصلة التي ينقلها الثقات بالاسناد المتصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وهنا مستويان :

    المستوى الأول : شياع الأخبار ومعرفة الناس لها في زمن التدوين ، وهذا مثل معرفة القرون الأولى بوجود شخص اسمه ابو بكر وعمر وعثمان وعلي وعائشة وغيرهم بلا حاجة إلى إسناد ودليل خاص .
    المستوى الثاني : مستوى النقل العلمي عن تفاصيل أقوالهم وأفعالهم ، فالأول تواتر معنوى ، والثاني تواتر أو أخبار علمية .

    دعونا نأخذ هذا الدليل على ما أقول :

    الإمام مالك بن أنس الأصبحي رضي الله عنه إمام دار الهجرة ولد سنة 93 هــ وتوفي سنة 173 هــ وهو من الأئمة المتبوعين ، والثقات العظام قال الشافعي عن كتابه الموطأ ( ما تحت أديم السماء أصح من كتاب مالك ) روى في الموطأ حديثاً فقال : حدثني نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (أراني الليلة عند ‏ ‏الكعبة ‏ ‏فرأيت رجلا ‏ ‏آدم ‏ ‏كأحسن ما أنت راء من أدم الرجال له‏ ‏لمة ‏ ‏كأحسن ما أنت راء من اللمم قد ‏ ‏رجلها ‏ ‏فهي تقطر ماء متكئا على رجلين أو على ‏ ‏عواتق ‏ ‏رجلين يطوف ‏ ‏بالكعبة ‏ ‏فسألت من هذا قيل هذا ‏ ‏المسيح ابن مريم ‏ ‏ثم إذا أنا برجل جعد ‏ ‏قطط ‏ ‏أعور العين اليمنى كأنها عنبة ‏ ‏طافية ‏ ‏فسألت من هذا فقيل لي هذا ‏المسيح الدجال ‏) .

    هذا الحديث الذي رواه مالك جاء فيه ذكر المسيح الدجال ، وبين مالك وبين النبي صلى الله عليه وسلم رجلان فقط هما : نافع مولى ابن عمر ثقة ثبت ، يقول الامام مالك: ( إذا قال نافع شيئا فاختم عليه ) ، والبخاري رحمه الله يرى أن أصح الأسانيد إطلاقاً هي رواية مالك عن نافع عن ابن عمر ولا يعرف له خطأ أبداً في جميع ما روى، ( سلسلة ذهبية ) ، ونافع يحدث عمن لازمه وهو ابن عمر بن الخطاب ولا يحتاج إلى تزكية أو كلام ، وهذا الحديث ينميه ابن عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم ..ويذكر فيه الدجال .

    حسناً .. سوف نقول لعدنان إبراهيم ، دعنا الآن من متن الحديث ولنناقشك عن سنده ، هل ترى أن الكذاب في الحديث هو : مالك بن أنس أمام دار الهجرة الإمام المتبوع التي أجمعت الامة على إمامته وفضله ؟ أم الكذاب هو نافع مولى ابن عمر ؟ أم الذي كذب في الخبر عن الصادق المصدوق هو الصحابي الجليل ابن عمر رضي الله عنهما ؟

    لنسلم لك الآن بان هذا الحديث مفترى ومكذوب ، والذي رواه ليس بينه وبين النبي إلا رجلان اثنان فقط .. ماذا تقول حين روي من طرق أخرى ؟ أم ان أهل الحديث هم مجموعة من الأفاكين الكذابين الذين شغلتهم فقط يضعون أحاديث ينسبونها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؟ دعنا الآن من حديث مالك .. ماذا تقول في الآتي :

    قال مسلم في صحيحه : حدثنا بن نمير حدثنا أبي حدثنا حنظلة عن سالم عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( رأيت عند الكعبة رجلا آدم سبط الرأس واضعا يديه على رجلين يسكب رأسه أو يقطر رأسه فسألت من هذا فقالوا عيسى بن مريم أو المسيح بن مريم لا ندري أي ذلك قال ورأيت وراءه رجلا أحمر جعد الرأس أعور العين اليمنى أشبه من رأيت به بن قطن فسألت من هذا فقالوا المسيح الدجال ) .

    وهذا إمام الأئمة مسلم النيسابوري يحدث بالحديث من طريق آخر ، فلم يروه في الإسناد عن نافع مولى ابن عمر ، بل رواه من طريق سالم عن نافع عن ابن عمر به .. فهل كذلك هذا اسناد ملفق ومفترى وليس بين مسلم وبين النبي صلى الله عليه وسلم إلا اربعة رجال فقط ؟ وهل يمكن يتواطأ الناس على الكذب بهذه الطريقة ؟ وقد روى في أسانيد أخرى بلفظ الحديث عن جابر بن عبدالله وعمر وغيرهم من الصحابة بنفس الحديث وفيه ذكر الدجال .

    وهذا الحديث رواه البخاري في صحيحه قال : دثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما مرفوعاً به .

    هل هذا فقط ما روي في شأن الأخبار عن " المسيح الدجال " ؟

    إن الأسانيد التي رويت في بيان خبره كثيرة جداً ولست هنا أريد تتبع كل الأحاديث التي رويت ، بل لبيان ان خبر الدجال عند الجيل الأول هو من باب القطع بحيث لا يماري فيه أحد ، وكان الجيل الأول بعد الصحابة يعرفون خبر النبي عن الدجال كما يعرفون أسماء الصحابة ، وهو من الانتشار والذياع بحيث لا ينكره أحد .

    سأكمل إن شاء الله في الحلقة القادمة مناقشة فكرة " تواتر خبر ذكر المسيح الدجال " حديثياً .. وإثبات ذلك إن شاء الله تعالى .

    ودمتم سالمين


  13. #13

    افتراضي

    بعض أخطاء عدنان إبراهيم في تعامله مع الصحيحين
    د. حاتم الشريف


    بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

    من أمثلة أخطاء الدكتور عدنان إبراهيم في جرأته على الصحيحين , لا بالتخطيء فقط , بلباستجهال واستغفال الإمامين الجليلين البخاري ومسلم :

    ذكر الدكتور حديث أنس رضي الله عنه : ((أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله , مَتَى السَّاعَةُ قَائِمَةٌ ؟ قَالَ : وَيْلَكَ ! وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا ؟ قَالَ : مَا أَعْدَدْتُ لَهَا إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ الله وَرَسُولَهُ , قَالَ : إِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ . فَقُلْنَا: وَنَحْنُ كَذَلِكَ, قَالَ : نَعَمْ . فَفَرِحْنَا يَوْمَئِذٍ فَرَحًا شَدِيدًا . فَمَرَّ غُلَامٌ لِلْمُغِيرَةِ , وَكَانَ مِنْ أَقْرَانِي, فَقَالَ : إِنْ أُخِّرَ هَذَا فَلَنْ يُدْرِكَهُ الْهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ )) .

    وهذا حديث صحيح في البخاري وسلم .

    وانتقده الدكتور عدنان إبراهيم وادعى أنه كذب , بدعوى مخالفته القطعية للواقع ؛ لأن ذلك الغلام لو عمر مائة سنة بعد ذلك الحديث , فقد وقع تكذيب هذا الخبر بعدم قيام الساعة بعد شيخوخته , بل بعد موته , وحتى اليوم .

    وفي الرد عليه أسأل هذا السؤال : تكذيب الواقع لهذا الخبر التكذيب القطعي متى سيظهر للعقلاء ؟

    سيقال : بعد هرم الغلام , أو قل : بعد موت الغلام دون أن تقوم الساعة , .

    فأقول : ولنفترض أن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا الكلام في آخر سنة قبل حجة الوداع , يعني قبل موته صلى الله عليه وسلم بأشهر فقط , يعني في سنة عشر من الهجرة . فستكون سنة (110) هي آخر سنة يتبين فيها كذب هذا الخبر .

    لكن الواقع أن البخاري ومسلما قد صححا هذا الحديث , بعد مرور هذا الأمد بنحو مائة وأربعين سنة . أي عندما صحح البخاري ومسلم هذا الحديث كان قد مر على ظهور كذبه (في رأي الدكتور) أكثر من قرن , ومع ذلك صححاه ! وليس هذا فقط , بل صححه جمع من أهل العلم , ورووه في كتبهم . وقبلهم رواه أئمة التابعين وأتباع التابعين , رغم مخالفته القطعية للواقع !! ورغم وضوح كذبه للأعمى !!

    فإما أنهم جميعا مجانين , إذ كيف يصححون ما يظهر كذبه لأغبى الخلق وأعمى الناس عن الواقع ؟!

    وإما أنهم لم يجدوا فيه ما يخالف الواقع , ولذلك صححوه .

    ولا يرد هنا احتمال فوات هذا الأمر عنهم , ولا يحتمل أن يكونوا قد غفلوا عن هذا الأمر الواضح ؛ لأنه أمر في غاية الوضوح , كما ترون , ولأنه لو أصيب أحدهم بالعمى والغباء في هذا الحديث , فلا يمكن عقلا أن يتغابا المحدثون كلهم ويتعاموا عن هذا الأمر الواضح ممن رواه معتقدا صحته .

    ولذلك : فمن أراد التشكيك في هذا الحديث بهذا الأمر الواضح , فعليه أن يعلم بأنه بتشكيكه هذا قد حكم على البخاري ومسلم بغباء مفرط , يصل أقصى حدود البلاهة , بل بالجنون ؛ لأن إدراك عدم قيام الساعة بعد موت هذا الغلام لا يحتاج إلا شخصا له أدنى درجات العقل وإدراك الحس .

    وهذه أول فائدة نستفيدها من هذا التوضيح : وهو أن الحكم على هذا الحديث بالكذب بهذه الحجة هو حكم على كل الذين صححوه بالجنون ! فإن كان المشكك يعتقد أن البخاري ومسلما وغيرهم من أئمة الحديث ليسوا مجانين , فعليه أن يقرر أن لهم تفسيرا للحديث لا يتعارض مع الواقع , ولذلك صححوا الحديث . ولا مانع بعد ذلك من أن يستضعف هذا التفسير , لكن لا يحق له أن يوهم أو يتوهم أن البخاري ومسلما ومن صحح الحديث كانوا غافلين عن هذا النقد الواضح , كأنه هو الوحيد الذي اكتشف أن القيامة لم تقم , رغم موت الغلام منذ قرون !

    فإذا رجعنا للتفسير :

    أولا : ذكر الإمام البخاري والإمام مسلم هذا التفسير في صحيحيهما , ومن كلام هشام بن عروة بن الزبير (ت145هـ) , وذلك في حديث عائشة رضي الله عنها قالت : ((كَانَ رِجَالٌ مِنْ الْأَعْرَابِ جُفَاةً يَأْتُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَسْأَلُونَهُ : مَتَى السَّاعَةُ ؟ فَكَانَ يَنْظُرُ إِلَى أَصْغَرِهِمْ , فَيَقُولُ : إِنْ يَعِشْ هَذَا , لَا يُدْرِكْهُ الْهَرَمُ , حَتَّى تَقُومَ عَلَيْكُمْ سَاعَتُكُمْ )) . قَالَ هِشَامٌ : يَعْنِي مَوْتَهُمْ .

    إذن : فلو كان البخاري لا يعي من الكلام شيئا ولا يدرك أن الساعة لم تقم بعد موت الغلام ! فقد بين له هشام بن عروة هذا المعنى الواضح , وهو أن معنى الحديث : لن يهرم ذلك الغلام حتى يموت السائل , والموت هو ساعة كل إنسان .وكان هذا المعنى مفهوما عند هشام بن عروة , ومفهوما عند البخاري وعند مسلم أيضا , فلا يمكن المزايدة عليهم في إدراك هذا المعنى .

    ثانيا : كان هذا التفسير واضحا عند علماء الصحابة , قبل أن يهرم ذلك الغلام , وقبل أن يموت .

    ففي الصحيحين من حديث عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما ، قَال : ((صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، صَلَاةَ الْعِشَاءِ، فِي آخِرِ حَيَاتِهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ فَقَالَ: «أَرَأَيْتَكُمْ لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ؟ فَإِنَّ عَلَى رَأْسِ مِائَةِ سَنَةٍ مِنْهَا لَا يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَحَدٌ» . قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَوَهَلَ النَّاسُ [أي غلط الناس] فِي مَقَالَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِلْكَ، فِيمَا يَتَحَدَّثُونَ مِنْ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ، عَنْ مِائَةِ سَنَةٍ، وَإِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ الْيَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَحَدٌ» يُرِيدُ بِذَلِكَ أَنْ يَنْخَرِمَ ذَلِكَ الْقَرْنُ [ أي الجيل])) .

    وعبدالله بن عمر رضي الله عنهما توفي سنة (73) , أي : إنه رضي الله عنه قد فهم هذا الفهم الصحيح من الحديث قبل أن يُقطع بمجيئ الوقت المحدد حسب ذلك المعنى الذي اعتبره الدكتور معنى قاطعا في الحديث . فهذا الصحابي الجليل فهم مراد النبي صلى الله عليه وسلم , رغم وقوع الغلط في فهمه منذ زمنه وفي حياته . حيث فهم رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم لا يعني به إلا موت جيله وأصحابه , لا أنه ميعاد لقيام الساعة الكبرى .

    والغريب : أن المعنى الخاطئ الذي يتوهم من يسمع كلام الدكتور عدنان أنه معنى هو أول من اكتشفه , قد تبين أنه معنى قديم جدا , ولكنه معنى خطأ , ونبه على خطئه الصحابة والتابعون وتابعوهم والأئمة من بعدهم !! ولذلك صحح البخاري ومسلم الحديث , بناء على معناه الصحيح , لا على معناه الخطأ الذي نفاه الأئمة عن الحديث , ونزهوا كلام النبي صلى الله عليه وسلم منه , وفهمه الصحابة الفهم الصحيح قبل مجيء الموعد المضروب فيه , مما يعني أن كلام النبي صلى الله عليه وسلم كان مفهوما عندهم , بغير حاجة إلى تأويل أدركوه من خلال الواقع .

    وبهذا انتهينا : من أمرين :

    الأول : أن معنى الحديث ليس فيه مخالفة للواقع كما ادعى الدكتور , فالمقصود بالساعة ساعة السائل , وهي ساعة موته .

    الثاني : أن هذا المعنى لم نتأول به نحن الحديث للدفاع عن الصحيحين , ولا تعسفنا في تفسيره لكي لا نخطئ الشيخين (البخاري ومسلم ) , كما يوهمه كلام الدكتور , بل كان معروفا عند الصحابة والتابعين وتابعيهم , وعند الشيخين (البخاري ومسلم) , ولذلك صححوه .

    ثانيا : فلماذا أجاب النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الجواب ؟

    الجواب : أن الأعراب كانوا يسألون عن موعد الساعة , وكان النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يلفت انتباههم إلى أن معرفة موعد الساعة لا ينفعهم في شيء , وإنما ينفع المرء عمله , ولذلك قال صلى الله عليه وسلم لذلك الأعرابي الذي سأله (كما في حديث أنس الذي يحتج الدكتور به) : ((وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا ؟)) . فهو صلى الله عليه وسلم يقول له : إن كان موعدها قريبا أو بعيدا , ماذا ينفعك ؟ فماذا سوف تستفيد إن كان موعدها بعيدا , إن أسأت العمل ؟! وماذا ينقصك إن كانت قريبة : إن أحسنت العمل ؟!

    ثم أكد النبي صلى الله عليه وسلم هذا المعنى بقوله : ((إِنْ أُخِّرَ هَذَا فَلَنْ يُدْرِكَهُ الْهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ )) , أي : لو كانت الساعة بعد عشرة آلاف سنة , فإنك يا أيها السائل لن تفوق في العمر عمر هذا الغلم الصغير , فسوف تموت , وهذه هي ساعتك .

    هذا هو جواب النبي صلى الله عليه وسلم , وقد فهمه علماء الصحابة كذلك , وفهمه علماء التابعين ومن بعدهم كذلك أيضا ؛ لأن السياق يدل عليه ؛ ولأن غياب علم الساعة عن كل الخلق من حقائق القرآن والسنة المشهورة المعلومة , وأنه من خصائص علم الله تعالى وحده الذي لا يشركه فيه أحد , وهذا كله مما يدركه جهلاء المسلمين , فضلا عن علمائهم .

    الخلاصة : أن هذا الحديث صحيح لا شك في صحته , ومعناه الصحيح الذي لا يعارض القرآن ولا الواقع معنى واضح , ولم يفهمه بالمعنى الذي ذكره الدكتور عدنان إلا أصحاب الغلط منذ حياة الصحابة رضي الله عنهم , ونبه الصحابة فمن بعدهم على خطأ هذا الفهم , الذي ما زال الدكتور يكرره .

    هذا نموذج سريع وسهل من رابط وضعه أحد المعلقين على المنشور السابق , يتضح من خلاله تسرع الدكتور عدنان على الأئمة وعلى مناهج علومهم , وسيتضح للمغترين بأخطائه ما يدعو للتوقف عند كثير منها ؛ إن كانوا (بالفعل) قد تعلموا منه احترام العلم والعقل .

    وهذا غلط آخر على الصحيحين للدكتور عدنان إبراهيم (وفقه الله) , بسبب فهمه الخطأ لكلام علي بن المديني :

    يقول الدكتور في هذا المقطع : ((عند علي بن المديني لم يصح حديث عن رسول الله في أن أهل بدر من أهل الجنة .. ولا صح حرف منه عند علي بن المديني)) . واحتج الدكتور لذلك بما ذكره من أن علي بن المديني رفض الشهادة لأحد بالجنة .

    أولا : افترضنا أن هذا هو قول علي بن المديني , ما الذي جعل قوله مقدما على قول أحمد والبخاري ومسلم وعامة نقاد الحديث ممن صححوا الحديث (بل لم يضعفه أحد منهم) ؟

    وهل سيلتزم بكلام علي بن المديني دائما ؟ وبمنهج علي بن المديني في التصحيح والتضعيف ؟

    إن كان منهج علي بن المديني منهجا مرضيا عنده , ولذلك احتج به , فسوف يلزمه ذلك باحترام وتقدير منهج المحدثين والبخاري ومسلم على رأسهم ؛ لأن منهجهم جميعا في النقد واحد .

    ثانيا : الواقع أن علي بن المديني قد صحح حديث علي رضي الله عنه , الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم عن حاطب : ((إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَكُونَ قَدِ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ)) , فيما نقله عنه ابن كثير في مسند الفاروق , حيث نقل عن علي بن المديني أنه قال عن هذا الحديث : ((قد روي عن علي من وجوه صحاح)) .

    إذن فعلي بن المديني كان يصحح هذا الحديث كاملا , لا أنه لم يصحح حرفا من حروفه .

    ثالثا : الكلام الذي نقله الدكتور عن علي بن المديني في نفي الشهادة بالجنة , هو في حديث العشرة المبشرين بالجنة , وليس في أهل بدر , ولا في أهل بيعة الرضوان .

    وهذا أول خطأ وقع للدكتور في هذا النقل عن علي بن المديني , حيث جعله عن أهل بدر , وهو في حديث آخر , لا أظن الدكتور عدنان نفسه يضعفه , وهو حديث العشرة المبشرين .

    ولو تنبه الدكتور لذلك لعله كان سيفهم كلام علي بن المديني فهمه الصحيح .

    رابعا : أن الذي نفاه علي بن المديني عن حديث العشرة المبشرين هو أن يقول رجل بناء على هذا الحديث : (أشهد أن أبا بكر في الجنة) , أو (عمر ... أو عثمان أو علي ...) , لكل واحد من العشرة . لأن الحديث عند علي بن المديني خبر آحاد ظني , والخبر الظني حجة عند ابن المديني وغيره من الأئمة , لكنه يفيد غلبة الظن والرجحان , ولا يفيد اليقين . ولفظ الشهادة يدل على القطع واليقين , ولذلك لم يرتض علي بن المديني ذلك .

    وخالفه الإمام أحمد في القطع بذلك , لأنه يرى حديث العشرة المبشرين خبر آحاد محتفا بالقرائن المفيدة لليقين .فلم يكن اختلاف ابن المديني وأحمد في التصحيح , فكلاهما يصححان الحديث , لكنهما مختلفان في درجة إفادته : هل هي اليقين , أم الظن الغالب ؟

    وهذا ظاهر من الحوار المطول الذي نقله الخلال في كتاب السنة (المطبوع) عن الإمام أحمد في هذه المسألة , وعقد لها فصلا بعنوان (الشهادة للعشرة بالجنة) . وقال ابن قيم الجوزية في كتابه (الطرق الحكمية) : ((وَقَدْ تَنَاظَرَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ فِي الْعَشَرَةِ - رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ - فَقَالَ عَلِيٌّ : أَقُولُ " هُمْ فِي الْجَنَّةِ ، وَلَا أَشْهَدُ بِذَلِكَ " بِنَاءً عَلَى أَنَّ الْخَبَرَ فِي ذَلِكَ خَبَرُ آحَادٍ ، فَلَا يُفِيدُ الْعِلْمَ ، وَالشَّهَادَةُ إنَّمَا تَكُونُ عَلَى الْعِلْمِ ، فَقَالَ لَهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ : " مَتَى قُلْتَ : هُمْ فِي الْجَنَّةِ , فَقَدْ شَهِدْتَ)) .

    وقد كنت كلمت عن هذه المسألة في كتابي : (اليقيني والظني من الأخبار : سجال بين الإمام أبي الحسن الأشعري والمحدثين) . وتنبه لقول علي بن المديني : ((أَقُولُ " هُمْ فِي الْجَنَّةِ ، وَلَا أَشْهَدُ بِذَلِكَ )) , فهو صريح في بيان مراد علي بن المديني , وأنه لا إشكال عنده في أن يقول شخص : هم في الجنة , بل هو نفسه يقول ذلك , لكنه كان يمتنع فقط عن لفظ الشهادة بذلك .

    هذا مثال آخر (من ضمن كثير منها) لأخطاء الدكتور عدنان إبراهيم على الصحيحين بجرأة وعجلة . ولا يهمني الخطأ نفسه , بقدر ما يهمني منهج التخطيء غير العلمي .


  14. #14

    افتراضي

    التحذير من عدنان إبراهيم ..
    أبو القاسم المقدسي - منتدى التوحيد ..

    أحمد الله في البدء والمنتهى , على أن جعل طريق الحق لاحبا لأولي النهى ..وأصلي وأسلم على سيدنا محمد المصطفى..
    خرج علينا نابتة منذ مدة يدعى عدنان إبراهيم ..وفي بواكير شهرته كان الله تبارك اسمه نبهني إلى خطره.. وعقيدته البدعية المؤسسة على الفلسفة والكلام, مع ما أوتي من "كاريزما" في التأثير على الجمهور ,ثم إنه خرج علينا بعد ,بما أفصح عن مكنون طويته

    فنال من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ,بأساليب أقرب ما تكون إلى طريقة كلام العوام في الشوارع ,حيث السخرية والطعن بالتصريح تارة والغمز والتعريض تارة أخرى والتهويل "الدرامي" بألفاظ سوقية,حتى بلغ به الإسفاف حد الكذب الصريح المتعمد على رسول الله في مواضع شتى كقوله بلهجة "شوارعية" : "يا أخي شوف غيري " (!!) زاعما أن الرسول الأعظم
    خاطب بهذا أبا هريرة ! رضي الله عنه ,في القصة التي ذكرها بعد أن خلع عن نفسه ثوب الأدب في حفظ مقام حافظ الإسلام وأمير المؤمنين في الحديث أبي هريرة ,وعرّض به قبل ذا فقال .. أنه دنيء المروءة يتعاطى بالتسول ليأكل ..بل إنه انحط دون ذلك إلى رتبة رافضية ردية محققا أرَبَه الخسيس في الوقيعة في الصحابة الأبرار...زاعما أن الذين كانوا يواكلون رسول الله على نفس الصحفة قبل آية الحجاب كانت تعمد أيديهم عن قصد شهواني منهم إلى ملامسة يد أم المؤمنين متخطيا في ذلك مقام الأدب مع رسول الله وأزواجه المطهرات متوصلا إلى ذلك الأرب بعد أن تجاوز مقام العلم والصدق وهو في ذلك كله يفصح عن مخبوء صدره,

    وإني لأستحيي أن أستعمل عبارته القذرة التي تصور للسامع أنه أغير على نساء رسول الله من رسول الله نفسه, فانظر يا حماك الله كيف أداه غرضه من اتخاذ الصحابة غرضا إلى الحَوْم حول حمى شرف أطهر بيت..وله من الطوام التي لا تنطلي على حذاق العوام الشيء الكثير ..واعلم هديت للرشد أن أصل عقيدة سب هذا القرن الزاكي من الصحابة : إنما نبغت في نفوس قوم طفحت حقدا على الدين نفسه ,يدلك على هذا مثلا قول أبي زرعة الرازي الإمام العلم :
    " إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلَّم؛ فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلَّم عندنا حقٌّ، والقرآنُ حقٌّ، وإنَّما أدى إلينا هذا القرآنَ والسنن أصحابُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودَنا ليبطلوا الكتاب والسنة ، والجرح بهم أولى وهم الزنادقة "..

    ولما كان النيل من خال المؤمنين وأميرهم الفقيه :معاوية ,هو مقدمة معقولة حسب المنطق الشيطاني ليكون بابا ينفذ من خلاله إلى ما بعده ,كان من عادة هؤلاء: التقدِمة لانحطاطهم :بالطعن فيه وإسقاطه ,فذلك تذليل لطريق النيل من البقية بعد هتك الستر الواقي- أعني معاوية- ..ولهذا تفطن السلف إلى هذا فقال الربيع بن نافع الحلبي -رحمه الله تعالى-مثلا :
    " معاوية ستر لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، فإذا كشف الرجل الستر اجترأ على ما وراءه "

    وصدق رحمه الله فبدأ عدنان ,بمعاوية رضي الله عنه,ثم أداه نفس السبيل إلى الطعن في غيره من الأكابر ,وما يرتاب عاقل أن إعمال منهجه النقدي في الصحابة يفضي إلى الطعن في رسول الله نفسه لا محالة! وذلك أنه ما من أحد مهما جل قدره إلا وأمكن الوقوف له على ما لواقتطع من سياق معين كان ظاهره استحقاق الملامة فيعاب به بعد قطع النظر عمن هو أو عن الظروف الملابسة ولو فتشت في الأكابر عثرت على ما يمكن أن ينتقد أو يخطّأ سواء كان مكذوبا أو حقيقة,فهذا أمير المؤمنين علي رضوان الله عليه أراد أن يجمع على بنت رسول الله بنت أبي جهل حتى غضب رسول الله ورقى المنبر والقصة معروفة كما في الصحيحين, ووفق منهج عدنان وعموم الشيعة :يمكن لأي امريء أن يتخذ هذه الواقعة مادة للوقيعة في أبي ترابرضي الله عنه,وقس عليه سائر الصحابة ,حتى يكون المنتهى القدح في نفس رسول الله
    إما تصريحا أو تلويحا ,مباشرة أو بلزوم ...ولهذا رأينا من ألحد وجعل كلام هؤلاء ذريعة أو حجة مما يسوغ به إلحاده, ووجدنا النصارى يستعملون نفس منهج الرافضة وعدنان في الطعن في رسول الله
    بالتقاط بعض المواقف وصوغها على هيأة شوهاء..وقد نصب الله للحيران في أمثال هؤلاء أمارات تبرق في سماء العقل المعافى فإذا هي كالفرقان في بيان حقيقة ماهم عليه ,من ذلك مثلا أن تعلم أنه اجتمع على مدح هذا الشخص الملحدون والرافضة ,أو تعلم أن فلانا يرجح طرائق اليونان على أساليب القران بلسان الحال..

    وإن كان بيننا من هو متعصب له ,فإني أوفر عليه الجهد لأقول :
    " ادع هذا الذي شغف قلبك حبه ليناظر في هذا الموقع ودع عنك مؤنة الرد لأن الموقع على منهج أهل السنة والجماعة ,وأئمة أهل السنة والجماعة لا يقول أحد منهم ما يقول عدنان بل كلهم متفقون على تضليل من هذا حاله, وقد أقر على نفسه أنه ليس من أهل السنة في أحد أشرطته ..وهذا الذي آتيتكم موجزا عنه :يسمى في موقعه :علّامة.فهل وجدتم عالما ربانيا يرعى للعلم حرمة ولله خشية ,يرتضي أن يقدم نفسه معلَّقا بأهداب الألقاب الفخمة وإن حقّت فيه ,فضلا عن أن يكون من "الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا

    التعديل الأخير تم 11-16-2012 الساعة 10:03 AM

  15. #15

    افتراضي

    تعقيب على تحذير أبي القاسم المقدسي من عدنان ..
    وبيان أن بضاعة عدنان لا تروج إلا على العوام والجاهلين والغافلين ..
    أبو حب الله - منتدى التوحيد ..


    1...
    أ ُرحب بأخي الحبيب أبي القاسم في عودته بهذا الموضوع المبارك الذي أدعو الله أن يكتب
    له بكل حرف ٍفيه من الحسنات ما يرضى ..

    2...
    وددت لو أقوم بـ ( تلوين ) مشاركته وإعطائها للإشراف ليستبدلها ......
    < إدمان تلوين وتنسيق >

    3...
    أكثر ما أستغربه من أبناء المسلمين : أن ينخدع أحدهم بفكرة ٍما يتحصل عليها من أحد أدعياء
    العلم والفهم
    : فيتبناها (رغم شذوذها) : ويتخيل أنه ظفر بما لم يظفر به الأولون والآخرون
    من علماء الأمة الأفذاذ الأكابر !!!..

    ويتخيل أن هذا الدعيّ (كالنكرة المدعو عدنان هذا) : قد فهم واستنبط واستخرج : ما فات
    على الصحابة والتابعين وعلماء الأمة من أهل السنة والجماعة طوال 14 قرن من الزمان
    !
    حيث يُخبرهم بأنه (( اكتشف )) أن معاوية رضي الله عنه : كان كذا وكذا (يسبه ويذمه
    ويتبرأ منه بالكذب والافتراء لعنه الله
    ) !!.. وأن أبا هريرة رضي الله عنه : كان كذا وكذا
    (يسبه ويذمه ويتبرأ منه بالكذب والافتراء لعنه الله) :

    وما يعلم العوام أو الغافلون أو الجاهلون أنما الرجل حاطب بليل !!!..

    وأن هؤلاء العوام والغافلين والجاهلين لو كان لهم أدنى قراءة (( أدنى قراءة )) في كتب الروافض
    والمخبولين منكري السنة
    : لكانوا علموا من أين يستقي هذا الدعي النكرة عدنان إبراهيم
    كلامه
    !!!.. وهذا رابط لفضح المجوس الشيعة الروافض من مدونتي :

    http://abohobelah.blogspot.com/2012/...post_2520.html

    وهذا رابط لفضح بعض ضلالات منكري السنة وطرقهم في الكذب والتدليس :
    http://abohobelah.blogspot.com/2012/...post_4549.html
    وهذا الرابط يوضح خمسة من أنواع صناعة الشبهات عندهم :
    http://abohobelah.blogspot.com/2012/09/21.html

    فوالله الذي لا إله إلا هو :
    لم يأت الرجل بجديد قط ولو قدر الحرف !!.. ولكن الغافلين والجاهلين هم الجُدد أمام أمثاله !
    هم ضحايا شياطين الإنس في كل زمان ٍومكان !!!..

    4...
    وأما الأغرب والأغرب :
    فهو أن يظنن ظان أن المحاورين هنا وطلبة العلم بالمنتدى : لا قدم لهم ولا خبرة ولا سابقة
    في إفحام أمثاله وإلقام أفواههم الحجر فلا ينطقون
    !!!..
    حقيقة ًأقولها والله : ولا أ ُزكي نفسي ولا إخواني على الله !!..
    ولا يعلم أن لمعظم المحاورين وطلبة العلم هنا : صولات وجولات في فضح كل دعي من أمثاله !

    5...
    ولذلك أقول لأخي الحبيب أبا القاسم :
    هذا العدنان هو ((((((((( أ جــبــن )))))))))) من أن يُحاور أحدا ًذا علم ٍأبدا ًحتى لا
    يفتضح جهله وغشه : وحتى لا يسقط ستره ويتعرى وجهه القبيح أمام مُرديه والمنخدعين
    فيه
    !!!!..

    ولو فعل : يفعل من خلف شخص آخر يضعه في الواجهة بدلا ًعنه : أو : باسم ٍمستعار حتى
    إذا خذله الله : لا يعلم مُريديه أنه هو !!!..
    وكل هذا جربناه ممَن هم أكثر شيطنة ًوسوءا ًوتفرعنا ًمنه !!.. حتى صار لهم شعار !!..

    وللعلم : كان لي رسالة نقدت فيها شخصا ًمثله - يُسمونه داعية شهير جدا ًوينسبونه لأهل
    السنة والجماعة للأسف : وهو في الحقيقة ممَن يتسمون بالمجددين المُخربين
    - ولكنه أخف جهلا ً
    من هذا العدنان الخبلان
    لأنه لم يخوض في الصحابة وعرض النبي :

    فقام أحد زملائي في العمل : بتوصيل رسالتي تلك إلى هذا الذي يُسمونه داعية في موقعه
    الشهير على النت (حيث كان زميلي أحد المقربين منه) :
    وأخبرني بأنه فعل ذلك : وأنه بانتظار الرد .. فقلت له والله (وأنا على يقين ألف بالمائة) :
    أنه : لن يرد عليك بشيء مما في الرسالة من نقد ٍشرعي ٍله بالقرآن والسنة الصحيحة ..
    وبالفعل :
    جاءته رسالة بعد أيام من هذا الذي يسمونه داعية : يتعجب فيها من سبب هجومي عليه !
    و ........
    و ........
    وبس ............!

    أين الرد على الرد ؟!!!..
    أين دفاعه عن نفسه فيمَن يصفه بالجهل ؟!!!..
    أين تبييض وجهه أمام زميلي الذي كان يظنه عالما ً؟!!!..
    أين علمه الشرعي الذي أوهم تابعيه أنه لديه : فلماذا لم يرد به على نقاط معدودات ؟!!

    لا شيء ...!

    ومن يومها : وقد تركه زميلي في العمل وقد عرف أنه نكرة في محراب العلم !!..
    وأنه ممَن نفخهم الإعلام نفخا ً: وشق طريقه بإجادته في القص والحكي : لا بالعلم والفهم والتقوى !
    والله المستعان ..

    6...
    وأخيرا ً...
    فإليكم مثالا ًبسيطا ًعلى جهل المخدوعين بكلام أمثاله : عندما يذكر لهم مثلا ً
    نصوصا ًوأحاديثا ً(باسم الكتاب والصفحة والرقم) : للطعن في الصحابة وافتراء الأقاويل
    عليهم
    : فينقلها المخدوعون المُغيبون عنه : ويظنون أنها صحيحة مائة في المائة !!!..
    أقول :

    شروط الحديث الصحيح : أو القول الصحيح في كتب السيرة أو غيرها لمَن يريد :
    خمسة شروط :
    1.. أن يكون الراوي عدل ..
    2.. أن يكون ضابطا ًلما ينقل قوي الحفظ ..
    3.. أن يتصل السند بالعدول الضابطين مثله : وانتهاءً بالشخص مصدر الخبر ..
    4.. أن لا يكون في الحديث شذوذ يُسقطه أو يُضعفه ..
    5.. أن لا يكون في الحديث عِلة تسقطه أو تضعفه ..


    والآن (وإلى كل ناقل بغير فهم) :

    هل تعلمون الاختلاف بين قولنا حديث (صحيح) وبين قولنا حديث (سنده صحيح) ؟
    الحديث الصحيح : قد استوفى الخمسة شروط بأكملها ..
    الحديث الذي سنده صحيح : قد استوفى أول ثلاثة شروط واستثنى العلة والشذوذ !!

    وخذوا التالية أيضا ً(لكل مَن يفهم أو يُريد أن يفهم) :
    عندما يُقال للحديث : رجاله ثقات .. أو : رجاله رجال الصحيح :
    فلم يُحقق إلا أول شرطين فقط من شروط الحديث الصحيح !!!!..
    وأما : العلة : والشذوذ : واتصال السند : فلا !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!..

    فاللهم اهد قومي : فإنهم لا يعلمون !!..

صفحة 1 من 10 123 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. آخر هلوسات عدنان إبراهيم
    بواسطة متروي في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 23
    آخر مشاركة: 03-27-2013, 06:23 PM
  2. بعض الأمثلة على كذب عدنان إبراهيم
    بواسطة أبو القـاسم في المنتدى أبو القاسم المقدسي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 12-17-2012, 10:28 PM
  3. عدنان إبراهيم مشعوذ يغش في الإمتحان !!!!
    بواسطة متروي في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-31-2012, 07:59 PM
  4. الرد على عدنان إبراهيم
    بواسطة أبو القـاسم في المنتدى قسم السنة وعلومها
    مشاركات: 46
    آخر مشاركة: 06-23-2012, 06:10 PM
  5. تعليقات: التحذير من عدنان إبراهيم ..
    بواسطة أبو القـاسم في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 54
    آخر مشاركة: 01-01-2012, 05:36 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء