بارك الله بك... الشكوكية التي تقابل اليقينية مذهب فلسفي انتقد اليقينية بشدة, المفكرون الغربيون ينظرون إلى سقراط, أبي حامد الغزالي و ريني ديكارت كأهم رموز هذا الفكر.
هواة الالحاد الرخيص الأنتيرنيتي غير موجودون في هذا المنتدى, هل أنا أرتاب في هذا, أؤمن بوجودهم, أعلم بوجودهم, هل وجودهم يقين أم عين اليقين؟
أنا أعتقد أن العلم ليس إلا 'إيمانا مدعوما', مدعوم بحجج أو براهين أو تجارب أو طبيعة/إحساس بشري .. إلخ
تصور أنت جالس وراء مكتبك أمام نافذة زجاجية ثم سمعت البرق و الرعد و نظرت إلى السماء وجدتها غائمة ثم بعد برهة سمعت أو رأيت قطرات ماء تنحدر على زجاج النافذة, ثم دخل أخوك البيت و مظلته مبللة بالماء .. فماذا ستعلم؟
ستدعي أنك تعلم أن المطر يتساقط !! في الحقيقة علمك هذا ليس إلا 'إيمانا مدعما' بتلك الملاحظات, فهل إيمانك هذا عقلاني؟ نعم. لكن يقيني؟ لا, ربما أخوك يريد أن يجعلك تعتقد أن المطر يتساقط لتقوم أنت بحركة/عمل يصب في مصلحته, أو يريد أن يضحك عليك !!
هنا أفرق أنا بين النظري و العملي, فمن الناحية النظرية أنا لست متأكدا أنني الآن أكتب ردا في منتدى التوحيد, يعني لست متيقن بوجود حاسوب أمامي! هذا لأن آحتمال أن يكون وجود هذا الحاسوب أمامي نوع من الوهم أو حلم من الأحلام وارد.. لكن احتماله ضعيف!! و لذلك فإنه من الناحية العملية لابد و أن يكون قراري يقينيا 100% و إلا فلن أستخدم الحاسوب.
كثير من المرات نبحث عن شيء نتوهم وجوده في مكان ما بينما هو في اليد أو أمامنا على الطاولة, و كثير من المرات تحلم بالنزهة على دراجتك في الحديقة فإذا بك تستيقض من النوم و ترى بطانيتك قد جمعته و طويته عند رجليك!
و لكن هل كل مرة تأخذ قلم في يدك و تؤمن بأنك يجب أن تبحث عنه؟ لن تكتب أي شيء و للأبد, فعدد المرات الذي حصل معك ذلك يغير نسب الاحتمالات.
فإيمانك أن السماء تمطر إيمان منطقي و قرار عقلي جدا, لكن تصور أن أخوك سبق و أن فعل تلك الفعلة ليجعلك تؤمن أن السماء تمطر, فهل سيكون ايمانك عقلي؟ نعم لأنه فعلها مرة واحدة و في 99 مرة عشت نفس الملاحظات و كانت السماء تمطر فعلا .. طيب, فعلها 50 مرة؟ نعم إيمانك صحيح .. فعلها 99 مرة؟ يحق لك أن تشك الآن.
لكن تصور معي أنه فعلها 99 مرة و في المرة المائة لاحظت نفس الملاحظات (سماء غيوم, قطرات ماء على النافذة, أخوك دخل و مظلته مبللة و رعد ..) فهل ستؤمن؟ لا أعتقد, لكن تصور معي عندك 50 ألف دولار أوراق نقدية وضعتها في خزانة مفتوحة و تركتها في ساحة حديقتك حيث يمكن أن تتبلل بالماء و تفسد.. فهل ستؤمن أن السماء تمطر أو هل سيكون ايمانك منطقي ؟ نعم, لأن ضعف احتمال سقوط المطر (1%) يقابلها أهمية مرتفعة.
يمكن أشك في وجود تلفون أمامي لأنه سبق لي أن آمنت ثم كان وهما, رغم أن هذا الشك أحمق لأنه ربما حصل معي هذا مرة في حياتي إلا أنه يمكن أن أشك ... لكن هل أشك أن يكون لأنظمة الكون منظم؟ لا فأنا لم ارى في حياتي كلها نظاما واحدا تشكل بالحوادث اللاعقلية و الصدف - و إن كان احتمال حدوث ذلك نظريا وارد لكن عمليا لا - و بالمقابل بحثت وراء كل نظام فوجدت له منظم .. لماذا لا يكون المنظم نفسه نظم من طرف منظم آخر؟ هذا ممكن إذا أردت أن تقع في تسلسل الحوادث إلى ما لانهاية, أو إن جئت بدليل أن الخالق تجري عليه ما يجري للكون من سبب و مسبب,تغيرات و تطورات, انفجار كبير و اتساع الكون ... الخ
كم من مرة حصل معك إنسان معروف عند الجميع بالصدق و الكرم و الرجولة و الأمانة يكذب عليك أو على عائلتك أو على جميع الناس؟؟ فبـأي منطق إذن نكذب أنبياء وصلتنا أخبارهم بالتواتر مع أخبار تثبت صدق نبوتهم في الواقع ؟؟
الأهمية هنا ليست 50.000 $ تنقذها من الفساد أو تتركها و تخسرها, إنما هي جنة أو نار, فآحذر !!
الهوى و الحماقة و الكبر و العناد و التخلف فقط, أما المنطق و العقلانية فينعدمان عند هواة الالحاد الأنتيرنيتي الرخيص.
التعديل الأخير تم 08-14-2009 الساعة 09:02 AM
الفلسفة الإنسانية أو علمنة الفلسفة و العلم وراء الكارثة الحديثة التي تسبب اللاوعي و الإحباط كنتيجة للصراع بين المتناقضات, فعلى سبيل المثال لا الحصر, تصور الحياة على أنها عبثية -أو نتيجة عملية عبثية- من جهة, و من جهة ثانية إبعاد صفة العبث عن هذا التصور و عن أي محاولة فلسفية فكرية متتالية في إثبات هذا التصور!!
Bookmarks