النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: قانون السببية ليس قانونا حادثا بعد أن لم يكن

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    1,733
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي قانون السببية ليس قانونا حادثا بعد أن لم يكن

    كتبه الأستاذ أبو الفداء
    الحمد لله وحده.
    أما بعد، فينبغي التفريق - أخي الكريم - بين المعاني اللغوية المجردة (ويدخل تحتها قواعد المنطق ومنها السببية) وبين ما تنطبق عليه تلك المعاني من الأشياء في الخارج (في الواقع). فأما المعاني اللغوية المجردة فليست شيئا واقعيا خارج الذهن حتى توصف بأنها مخلوقة، وأما مادة تلك المعاني وموضوعها فهي جميع الموجودات في الواقع وما يتعلق بها من صفات وعلاقات وأحوال، بما في ذلك الباري جل في علاه. وهذه المسألة مما يتعذر على بعض طلبة العلم تصوره، إذ المسلم يقطع بأن كل ما سوى الله تعالى فهو مخلوق ولا شك، فكيف يقال إن المعاني الذهنية المجردة ليست مخلوقة؟ وكثيرا ما يثار التساؤل على هذا النحو الذي تفضلت به: "الله هو خالق كل شيء، فكيف يقال بخضوعه لقانون المنطق؟" وهذه شبهة عقلية تحتاج إلى دقة نظر حتى يتبين وجه الخلل فيها. فهذا التساؤل الأخير يمكن نظمه في المقدمات التالية:

    - إذا كان المنطق قانونا،
    - وتقرر أنه لا يجوز أن يكون الباري خاضعا لأي قانون مخلوق،
    - النتيجة: إذن فليس هو خاضعا لقانون المنطق وإنما هو خالقه المتقدم عليه.

    ولبيان فساد هذه الشبهة، فإننا نطالب صاحبها ببيان مراده من لفظة "قانون" ولفظة "خاضع" في المقدمتين السالفتين، إذ القانون لفظ مجمل قد يطلق ويراد به النظام السببي الحادث (كقانون الجاذبية مثلا، وقانون حركة الأجرام في بحر السماء وغيرها)، وقد يطلق ويراد به التشريع الأخلاقي (الثواب والعقاب المترتب على أفعال مخصوصة) وقد يطلق ويراد به الأسس الذهنية البدهية للمنطق واللغة. فإذا كان المراد الوجه الأول أو الثاني، فنعم كل قانون من هذا الصنف فهو حادث بعد أن لم يكن ولا شك، والله تعالى لا يخضع له لأنه هو الذي أحدثه وأخضع له الحوادث على نحو ما أراد جل وعلا.

    ولكن إن تكلمنا في المقابل عن قانون من قوانين المنطق كقانون السببية، الذي ينص على أن لكل مسبّب سببا متقدما عليه لا محالة، فهذا ليس قانونا حادثا بعد أن لم يكن، إذ ليس هو وصفا لعلاقة حادثة في الخارج، وإنما هو تقرير لعلاقات ذهنية ضرورية بين معاني لغوية مجردة لا يصح في العقل أن تتخلف. فلا يقال لصحة انطباق تلك المعاني على الأشياء الموجودة وتعلقها بصفات تلك الأشياء في الواقع إنه "خضوع" لقانون حادث، كما في المعنيين الأول والثاني للفظة "قانون". ولهذا لم يترتب على قولنا بصحة تلك القوانين واطرادها من الأزل = تعدد القدماء، إذ هي ليست إلا معاني مجردة في الأذهان يدرك العقل انطباقها الضروري على جميع الموجودات! والجهمية وأضرابهم من غلاة المتكلمين ما وقعوا في بدعة القول "بلزوم تعدد القدماء" من إثبات الصفات – بالمناسبة - إلا من خلطهم بين الصفات (التي هي معاني ذهنية مجردة) والذوات الواقعية الموجودة خارج الذهن، التي تنسب إليها تلك الصفات، فحكموا على الجميع بحكم واحد!
    فمن نفس هذه البابة نقول إن القول بصحة واطراد قوانين المنطق واللغة من الأزل (التي هي معاني وتراكيب مجردة في الأذهان تنطبق بالضرورة على سائر الموجودات الواجبة منها والممكنة) ليس إشراكا للباري في صفة الأزلية وليس تعددا للقدماء! بل لا يجوز أن تربط قوانين المنطق بامتداد زمني معين أصلا، فلا يقال إنها حادثة ولا يقال إنها أزلية، لأنها ليست أشياء واقعية تحتمل أحد الوصفين! وإنما هي معاني مجردة في الأذهان، فما دامت في الوجود ذات أزلية، لزم أن تكون تلك المعاني الذهنية البدهية صحيحة في حق تلك الذات من الأزل، لا أن تكون قد بدأت صحتها بعد أن لم تكن تصح!
    ولبيان فساد القول بأن الله خلق "قانون السببية" – مثلا - بعد أن لم يكن، تأمل معي في لازم هذا القول ومقتضاه. فنحن عندما نقول إن الله تعالى هو العلة الأولى، نرد بذلك على الملاحدة، فإنما نستند إلى بداهة وضرورية قانون السببية في العقل، بمعنى أننا نستصحب هذه القاعدة كأساس بدهي لا يحتاج إلى ذكر أو برهان. فإن جاز في العقل أن يقال إن هذا القانون "مخلوق"، فقد وقع الدور المنطقي، وخرج الباري بذلك من أن يكون منطبقا عليه معنى السببية والعلية، ولزم إذن أن تسقط دعوانا أنه سبحانه هو السبب الأول، وأنه "مسبب الأسباب" وأن تسقط كل دعوى فيها نسبة لفعل من الأفعال إليه على سبيل السببية والفاعلية (لأن الفاعل سبب تتعلل به أفعاله بالبداهة). وهذا كما ترى تعطيل للعقل نفسه، وقول بما حقيقته أن الله لا يعرف هل تصح في حقه الممتنعات أم لا، فلا ندري لعلها تصح بموجب قانون منطقي آخر كان قد خلقه ثم أفناه قبل قانوننا هذا! بل لا يُعرف هل وجوده نفسه واجب أصلا أم لا، إذ لا يلزم أن يكون وجوبه في منطقنا هذا الذي نعرفه، مطردا في منطق كائنات أخرى أو مخلوقات أخرى في عالم آخر (مثلا)! وهذه السفسطة قد تكلم بها الملاحدة كثيرا بالفعل، فلم يكن لدى العقلاء في جوابهم إلا القول ببطلان دعوى حدوث قوانين المنطق وإمكان أن يصح ما يخالف بدهيات العقل أو يناقضها في يوم من الأيام!
    أرجو أن يكون هذا الجواب قد أزال الإشكال من غير أن يفتح عليك إشكالات أخرى، والله الموفق للسداد والرشاد، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
    التعديل الأخير تم 11-26-2012 الساعة 03:48 PM
    الله هو الواجب فلا موجود احق منه تعالى ان يكون موجودا فهو احق بالوجود من مثبتيه ونفاته ومن كل ما يتثبه المثبتون.وليس في الدنيا احمق واضل من نفاته او الشاكين في وجوده اذ يمكن كل شيء الا يكون موجودا او يشك في وجوده لانه ممكن يقبل الوجود والعدم ليس وجوده اذا اكان موجودا ,ضروريا ولا عدمه اذا كان معدوما ,,ولا يمكن الا يكون الله موجودا ,ولو فرض عدمه كان هذا فرض عدم من يجب وجوده ,وهو تناقض محال.(الشيخ مصطفى صبري).يقول حجة الإسلام الغزالي ( إن رد المذهب قبل فهمه و الاطلاع على كنهه هو رمي في عماية )

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    1,733
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    لا يصح أن نطلق القول بأن السببية (هكذا) قد تتعطل بأمر الله، فكل أمر من أوامر الله هو في الحقيقة سبب لما يترتب عليه من حوادث أيا ما كانت، سواء وافقت تلك الحوادث عادتنا أو خرقتها. فإن كنت تقصد "بالسببية" قوانين الطبيعة (التي لا يزيد البشر على أن يستقرؤوها من الواقع المشاهد استقراءً، مستصحبين في ذلك اطرادها كنظام سببي ظاهر مسنون بموجب حكمة الخالق الحكيم) فنعم هذه قد تتخلف لأسباب أخرى باطنة لا نحيط بها، فالذي خلق الحوادث سبحانه وسن سننا في الكون تجعل بعضها سببا لبعض، قادر على أن يعطل تلك السنن ليجري تلك الحوادث على خلاف اعتيادنا بمشيئته وعلمه وعلى مقتضى كمال حكمته، فلا تكون تلك الحوادث - إذن - أسبابا وفق النظام أو السَنَن الكوني المعتاد، وإنما يجري مجموع الحوادث على ترتيب سببي آخر لا نعلمه فيقع بذلك ما يخالف عادتنا.

    ولكن "السببية" كاصطلاح لا تطلق عند المتكلمين والمناطقة (خلافا لبعض الفلاسفة) إلا لإرادة مطلق العلاقة بين السبب والمسبّب (أو النتيجة على اصطلاح بعض المعاصرين)، وهذا كما ترى معنى تجريدي لا يمكن أن يتخلف أبدا، خلافا لبعض الفلاسفة الذين زعموا إمكان ذلك وراحوا يتنطعون في ثبوت تلك القاعدة البدهية بكلام هدموا به العقل كله، وخلافا لبعض المتكلمين من أهل القبلة الذين قالوا إن العلاقة بين السبب والمسبب ليست تأثيرا مباشرا لازما، وإنما هي ارتباط ظرفي لا غير (يحدث السبب والمسبب في مكان واحد وبترتيب زمني ثابت، دون أن يكون الأول مؤثرا في الثاني: وهذا هدم لحقيقة السببية كما لا يخفى)، وخلافا لقول أصحاب التصوف الفلسفي بأن السببية لا حقيقة لها أصلا، وغير ذلك من انحرافات كلامية في هذه المسألة. فنحن نقول: ما جعله الله سببا، فهو سبحانه السبب في كونه سببا، وهو (أي هذا السبب) مفض إلى النتيجة بالتأثير المباشر لا محالة، وإلا ما جاز أن يقال إنه سبب. وأما ما جعله سبحانه سنة كونية ماضية في كون بعض الحوادث أسبابا لبعض، فمن الجائز عقلا أن يقضي الله تعالى بتعطله (لا بتعطل السببية، إذ ما من حادث إلا وله سبب) لحكمة عنده تقتضي ذلك.
    لذا لا ينبغي أن يقال إن السببية "سببيتان" كما تفضلت، بل السببية عَلَم على تلك العلاقة المنطقية الثابتة التي لا تتخلف بين الشيء الحادث وسببه أيا ما كان ذلك السبب. ولكن لك أن تقول إننا نفرق بين "السببية" كقاعدة منطقية بدهية، وبين "السنن الكونية" كنظم حادثة مخلوقة يجيز العقل أن تتعطل أو تنقلب بأمر خالقها وإرادته.
    فلا أستحسن لك - أخي الفاضل - أن تجاوز هذا القدر من تحرير التصور والمعتقد في هذه المسألة، حتى لا يؤول بك الأمر إلى التكلف والتنطع والوقوع فيما يرجع عليك بلوازم لا تنتبه إليها، والله يوفقنا وإياك للرشاد.
    الله هو الواجب فلا موجود احق منه تعالى ان يكون موجودا فهو احق بالوجود من مثبتيه ونفاته ومن كل ما يتثبه المثبتون.وليس في الدنيا احمق واضل من نفاته او الشاكين في وجوده اذ يمكن كل شيء الا يكون موجودا او يشك في وجوده لانه ممكن يقبل الوجود والعدم ليس وجوده اذا اكان موجودا ,ضروريا ولا عدمه اذا كان معدوما ,,ولا يمكن الا يكون الله موجودا ,ولو فرض عدمه كان هذا فرض عدم من يجب وجوده ,وهو تناقض محال.(الشيخ مصطفى صبري).يقول حجة الإسلام الغزالي ( إن رد المذهب قبل فهمه و الاطلاع على كنهه هو رمي في عماية )

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    1,733
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    النار تحرق ... لكن رب العزة
    منعها

    من حرق إبراهيم عليه السلام.
    المرأة تحتاج لرجل لتنجب ... لكن رب العزة خلق سيدنا المسيح

    رد الأستاذ ابو الفداء
    هذه الأمثلة لا تدل على تخلف أو تعطل قانون السببية، وإنما تدل على أن أسبابا أخرى قد عملت في تلك الحالات على خلاف المعتاد، ولهذا سميت هذه الوقائع

    بخوارق العادات وليس بخوارق السببية. وأنت فيما يبدو لا تخالف في هذا المعنى. ولكن الذي يبدو لي من هذا الكلام المقتبس أنك أوردته مورد المحتج على الملحد، مع أن الملحد يجحد

    ثبوت هذه الوقائع كلها رأسا، فانتبه.
    التعديل الأخير تم 11-26-2012 الساعة 03:48 PM
    الله هو الواجب فلا موجود احق منه تعالى ان يكون موجودا فهو احق بالوجود من مثبتيه ونفاته ومن كل ما يتثبه المثبتون.وليس في الدنيا احمق واضل من نفاته او الشاكين في وجوده اذ يمكن كل شيء الا يكون موجودا او يشك في وجوده لانه ممكن يقبل الوجود والعدم ليس وجوده اذا اكان موجودا ,ضروريا ولا عدمه اذا كان معدوما ,,ولا يمكن الا يكون الله موجودا ,ولو فرض عدمه كان هذا فرض عدم من يجب وجوده ,وهو تناقض محال.(الشيخ مصطفى صبري).يقول حجة الإسلام الغزالي ( إن رد المذهب قبل فهمه و الاطلاع على كنهه هو رمي في عماية )

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    1,733
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    جواب الشبهة

    أن الله سبحانه وتعالى هو خالق كل القوانين والبديهيات ومنها بديهة أن لكل صنعة صانع (قانون السببية)
    فالله سبحانه هو خالق هذه البديهة وواضعها في الكون لنعرفه. فلا يجوز القول بخضوعه سبحانه جل شأنه لقانون هو واضعه في الكون بل تخضع له مخلوقاته

    رد الأستاذ ابو الفداء

    وهذا الجواب غلط كما أرجو أن يكون قد تبين لك الآن. فالصواب في مقام كهذا ألا يكون الكلام حول "السنن الكونية" (أو جنس الأسباب والمسببات المخلوقة) أصلا، ولكن حول مطلق معنى السببية، الذي لا يتحقق ولا تثبت له حقيقة في أذهان البشر إلا بإثبات الباري تبارك وتعالى سببا لجميع الحوادث ونهاية لسلسلة الأسباب، والله أعلى وأعلم.
    ملحوظة: التعبير "بالأسباب المادية" أيضا ليس بمستقيم، لأن المادية مصطلح له مفهومه لدى الفلاسفة، وهو قصر الأسباب فيما يمكن - من حيث المبدإ - للإنسان أن يرصده بحواسه (وهذا اختزال لمفهوم الوضعية المادية الذي اصطبغ به هذا الاصطلاح اليوم، ولكنه يقرب إليك التصور فيما أرجو)، وأنت تؤمن بأن لله تعالى أسبابا غيبية في السماوات والأرض لها نظامها الذي لا نعلم تفصيله، الذي منه إيماننا المجمل معاشر المسلمين بأعمال الملائكة الموكلة بالمطر والزرع (مثلا)، فهذه على الاصطلاح الصحيح ليست أسبابا "مادية" وإن كانت أسبابا مخلوقة محدثة منتظمة بنظامها المخصوص كالأسباب المادية سواء بسواء، فانتبه. وأضيف: ينبغي لطالب العلم قبل أن يتناول فلسفة من الفلسفات بالرد والتفنيد، أن يكون ملما باصطلاحاتها إلماما تاما، بارك الله فيك.

    كما ينبغي التنبه إلى الفرق بين قول القائل "مطلق السببية"، وقوله "السببية المطلقة"، فلعل الذي تعنيه ههنا التعبير الأول لا الثاني. وللتوضيح، فإن قول القائل: مطلق الحرية (مثلا)، يفهم منه أن مراده جميع صور ووجوه الحرية (باختلاف أعراف الناس ومفاهيمهم لها)، أما إن قال: "الحرية المطلقة" فمفهوم قوله تلك الحرية التي لا حد لها ولا قيد البتة! وقول القائل "مطلق الترك" يفهم منه أن المتكلم يقصد معنى الترك (عدم الفعل) أيا ما كانت صورته أو مقداره في الواقع، أما إن قيل "الترك المطلق" فالمفهوم هنا: صورة معينة للترك، ألا وهي الترك التام الذي لا قيد له ولا حد! ومثال هذا التفريق في مسائل الشريعة، أن نفرق بين الكلام حول مطلق ترك الصلاة، والكلام حول ترك الصلاة مطلقا، فأحوال ترك الصلاة ليست على صورة واحدة، فالتارك قد يلحق به هذا الوصف لتركه صلاة مكتوبة بعينها متعمدا حتى خرج وقتها، وقد يوصف به لكونه تاركا للصلاة تركا كليا (بمعنى أنه لا يصلي أبدا البتة).
    ولذا فلا مفهوم يقرب إلى ذهني لقولك: "السببية المطلقة"، إذ السببية (على الاصطلاح المنطقي الذي حررناه آنفا) تطلق ويراد بها معنى لا يتفاوت في مقدار أو قوة مطابقته لما يطلق عليه، ولا يتصور تقيده بقيد! الشيء إما أن يكون سببا في الخارج أو لا يكون سببا، بصرف النظر عن مدى تصديق العقل لسببيته (هل يعرف تلك العلاقة بيقين أم بظن أم بشك أم ماذا؟). فالصواب أن تقول: "أقر بمطلق السببية" وتزيد للإيضاح فتقول: "وأقر بتمام التعليل في السبب الأول" أو نحو ذلك.
    التعديل الأخير تم 11-26-2012 الساعة 03:49 PM
    الله هو الواجب فلا موجود احق منه تعالى ان يكون موجودا فهو احق بالوجود من مثبتيه ونفاته ومن كل ما يتثبه المثبتون.وليس في الدنيا احمق واضل من نفاته او الشاكين في وجوده اذ يمكن كل شيء الا يكون موجودا او يشك في وجوده لانه ممكن يقبل الوجود والعدم ليس وجوده اذا اكان موجودا ,ضروريا ولا عدمه اذا كان معدوما ,,ولا يمكن الا يكون الله موجودا ,ولو فرض عدمه كان هذا فرض عدم من يجب وجوده ,وهو تناقض محال.(الشيخ مصطفى صبري).يقول حجة الإسلام الغزالي ( إن رد المذهب قبل فهمه و الاطلاع على كنهه هو رمي في عماية )

  5. #5

    افتراضي

    بديع جدًا هذا التحرير ..
    إن عرفتَ أنك مُخلط ، مُخبط ، مهملٌ لحدود الله ، فأرحنا منك ؛ فبعد قليل ينكشف البهرج ، وَيَنْكَبُّ الزغلُ ، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهلِهِ .
    [ الذهبي ، تذكرة الحفاظ 1 / 4 ].
    قال من قد سلف : ( لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه ، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ، و يؤكد الجهل عليك ، و لكن افهم عنه ، فإذا فهمته فأجبه ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ، ولا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم فإن الجواب قبل الفهم حُمُق ) . [ جامع بيان العلم و فضله 1/148 ].

  6. #6

    افتراضي

    بارك الله فيكم يا أخي الفاضل الأستاذ حمادة ..ولي تعليق يسير على شيء لمحته في نقلك الكريم :
    بخوارق العادات وليس بخوارق السببية
    أقول وبالله العون : مصطلح خوارق العادات الأصل أنه مصطلح الأشاعرة ونحوهم ، والاولى تركه لما يحمله من دلالة على معنى فاسد عند المتكلمين ، حقيقته نفي الصلة بين السبب والمسبب إذ يرون في إثبات هذه الصلة وفي إثبات طبائع الأشياء المخلوقة منافاة لكمال الله تعالى وطلاقة قدرته ..ومراد أبي الفداء -وفقه الله تعالى-بطبيعة الحال ليس هو هذا ، ولكن أردت التنويه بما يحمله هذا المصطلح عند القوم من ظلال بدعية ولوزام فاسدة ، ولو قيل خوارق العلائق المعينة أي بين الأسباب والمسببات لكان جيدا ، فإذا قيل خارق للعادة ولابد فينبغي التنبيه على تنزيله على معنى مناسب للاعتبار الشرعي ..وقد تفطن الإمام ابن حزم لهذا فقال في الملل والنحل رحمه الله : (وهذا المذهب الفاسد حداهم على أن سموا ما تأتي به الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من الآيات المعجزات خرق العادة لأنهم جعلوا امتناع شق القمر وشق البحر وامتناع إحياء الموتى وإخراج ناقة من صخرة وسائر معجزاتهم إنما هي عادات فقط ..) ، فمن اللوازم الفاسدة تفريغ الآيات التي يؤيد الله بها الأنبياء من مضمونها البرهاني الذي تقوم به الحجة القطعية ،لأن العادة قد تختلف من عصر لعصر ، ومن مصر لمصر فما يكون في عصر آية أو بينة هو خرق لما اعتاده الناس لا غير !، ولأن مرادهم أن الأثر يحدث عند السبب ، لا به ..فهو اقتران مجرد عادي -نسبة إلى العادة-.. والله أعلم
    التعديل الأخير تم 11-26-2012 الساعة 10:56 PM
    مقالاتي
    http://www.eltwhed.com/vb/forumdispl...E3%DE%CF%D3%ED
    أقسام الوساوس
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...5-%E3%E4%E5%C7
    مدونة الأستاذ المهندس الأخ (أبو حب الله )
    http://abohobelah.blogspot.com/

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. سؤال: قانون السببية
    بواسطة ontology في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 11-09-2011, 02:09 AM
  2. سؤال: انكار قانون السببية
    بواسطة ابن السنة في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 07-31-2010, 06:15 AM
  3. قانونا الديناميكا الحرارية
    بواسطة أبو القاسم1 في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 02-02-2010, 02:03 AM
  4. قانون السببية وإثبات الربوبية
    بواسطة احمد كامل في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 05-23-2009, 10:48 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء