يا مسكين كلامك قديم تم دحضه منذ قرون !
فشبهة التركيب والمركب شبهة قديمة رد عليها ابو حامد الغزالي وابن تيمية .
كما ان العقلاء يقسمون الوجود الى ممكن وواجب او قديم وحادث وهكذا وليس الى تركيب ومركب.
فنحن لا نثبت واجب الوجود بالاعتماد على هذا التقسيم الذي اتيتنا به فكيف تلزمنا بنتائجه ونحن لا نسلم لك بمقدماتك ؟!
نحن نثبت الواجب لاننا نقسم الوجود الى واجب وممكن فالممكن يحتاج الى واجب الوجود الذي لا يحتاج لمن يوجده.
فان اردت الحديث عن التركيب والمركب واستحالة وجود واجب غير مركب فما عليك الا العودة الى القرن الذي عاش فيه اريسطوطاليس.!
كما ان الفلاسفة قالوا بلفظ التركيب ولكن ليس كما تفهمه انت بل هم كانوا يعتقدون ان المركب هو الذي تجتمع فيه الصفات اي الموصوف بصفة لازمة له يسمى مركب عندهم.
وحين احتجوا على علماء الاسلام بقولهم باحتياج الواجب الى مركب ...رد عليهم ابو حامد الغزالي " فإن قيل فإذا أثبتم ذاتا وصفة وحلولا للصفة بالذات فهو مركب وكل تركيب يحتاج إلى مركب ولذلك لم يجز أن يكون الأول جسما لأنه مركب قلنا قول القائل كل مركب يحتاج إلى مركب كقوله كل موجود يحتاج إلى موجد فيقال له : الأول قديم موجود لا علة له ولا موجد فكذلك يقال : موصوف قديم ولا علة لذاته ولا لصفته ولا لقيام صفاته بذاته بل الكل قديم بلا علة"
وقال ابن تيمية
وذلك أن هؤلاء قالوا لأبي حامد والمثبتين إذا أثبتم ذاتا وصفة وحلولا للصفة بالذات فهو مركب وكل مركب يحتاج إلى مركب
قال لهم قول القائل كل مركب يحتاج إلى مركب كقول القائل : كل موجود يحتاج إلى موجد
ومقصوده بذلك أن هذا المعنى الذي سميتموه تركيبا ليس معنى كونه مركبا إلا كون الذات موصوفة بصفات قائمة بها ليس معناه أنه كان هناك شيء متفرق فركبه مركب بل ولا هناك شيء يقبل التفريق فإن الكلام إنما هو في إثبات صفات واجب الوجود اللازمة الوجود بنفسه لم يكن أن تفارقه ولا أن توجد دونه ولا يوجد إلا بها فليس هناك شيئان كانا مفترقين فركبهما فركب.
فأبو حامد وأمثاله خاطبوا هؤلاء بلغتهم في أن الموصوف بصفة لازمة له يسمى مركبا وقالوا لهم قلتم إن مثل هذا المعنى الذي سميتموه تركيبا يمتنع في الواجب الوجود فقولهم إن كل مركب مفتقر إلى مركب مغلطة نشأت من الإجمال في لفظ مركب فإنهم لم يسلموا لهم أن هناك تركيبا هو فعل مركب حتى يقال إن المركب يفتقر إلى مركب بل هناك ذات موصوفة بصفات لازمة له فإذا قال القائل كل موصوف بصفات لازمة له يفتقر إلى مركب ومؤلف يجمع بين الذات والصفات كان قوله باطلا.
والحمد لله رب العالمين
Bookmarks