ذات يوم ذهبت بولدها ووضعته أمام الطبيب ! ، جلس الطبيب وظل يجرحه بأدواته الحادة الشديدة وهو يبكي وينظر لأمه ! ...
ظل الولد حزيناً منها وهي مشفقة عليه محبة له ، وتنتظر شفاءه وعافيته ، فقال لها الولد : لما فعلتي معي ذلك ؟! انت امي لما تركتيه يذبحني ؟....
نظرت الأم نظرة المشفقة المحبة لولدها قائلة : ولدي قد فعلت بك ذلك لتشفى !!! ....
قال لها الولد : ماذا تقولي يا أمي ؟ ، كيف أشفى والرجل الذي أخذتيني اليه قطّع لحمي وأخرج منه الدماء !....
ظلّت تضحك بشفقة على ولدها قائلة : ولدي غداً ستعرف الحقيقة يوم أن تشفى !!! ، قد رأيتك تبكي وتتألم وانا لدي الأمل في شفاءك !
علمت ياولدي أنه لاشفاء لك الا بهذه الطريقة فوضعتك لتعالج !....كانت السكاكين تمزق لحمك وانت أمامي ولكن هذا علاجك !.....
فسكت الولد وصبر حتى رأى بعينه أنه قد شفي !....فبكى بكاءً شديداً لظلمه وتعديه فى حق أمه وذهب اليها معتذراً : أمي سامحيني !....
--------------------------------------------------------------------------
يعتقد بعض الملحدين أن الدنيا دار لعب ! ، أو انها مبنى تجاري لا خسارة فيه أبداً لابد أن يحالفه فيه النجاح !، وإذا فشل ظل بغضبه بثور فى من حوله ! ، هائماً حزيناً !! ، مكتئباً مريضاً ظاناً أنه وهو فقط لابد أن ينجح فى كل شىء ! ، عليه الفوز فى كل شىء ! ، لابد أن يجد كل ما يريد أمامه ولو كان " بالريموت كنترول ! " ، تلك الفكرة التى عششت فى رأس الكثير من البشر ! ، حتى وأنك إن جئت تناقش أحدهم عن اعتقاده فى مجيئه الى الأرض وحياته عليها وسبب مجيئه اليها بنظرياته المادية الكافرة ! ، وجدته يحاول أن يهرب من اعتقاد المسلمين بشتى الطرق ! ، حتى أن أحدهم قال لي ما مفاده : هناك عدة فرضيات فى نشأة الكون لتريح بها عقلك !!!! ، ليلمح بذلك أن هذه التى ستريح عقلي بعيدة كل البعد عن عقيدة المسلمين ! ....أرأيتم كيف يتعاملون مع الحق ؟!.....
قال الله جل وعلا : وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ .
فتجد أحدهم فور نقاشك معه يقول : أنا صليت دائماً لله فلماذا لا أجد ما أريد من نجاح وتقدم ؟....
فأقول : وهل انت توكلت على الله حق التوكل ؟! ...ثم إن صلاتك هي لك أنت فنفعها عائد على قلبك وحياتك ونهيك عن المحرمات وفى الآخرة فهي من ضمن ما ستحاسب عليه فإن خيراً فخير وإن شراً فعقابك عليه !!!! ......
وتجد الآخر يقول : أنا مبتلى بأشد الابتلاءات ...فلماذا كل هذه الابتلاءات وانا قد صليت صلاة المسلمين واديت العبادات ؟
فأقول : وهل أنت ياهذا عرفت الاعتقاد فى رب العباد ؟! إن الجهل مشكلة وسمة غالبة فى كثير من البشر !! ، فتجده يعتقد أعتقاد معين ثم يحاسب الناس عليه وهم لم يقولوا به أصلاً او ربما هو توهم عكس ما يعتقدون فيحاسبهم على شىء ويحكم عليهم بناءً عليه وهم ابعد الناس عن اعتقاده هذا فيهم !!! وعن ظنه ظن السوء فيهم ثم يبدأ فى محاكمتهم على أساس ما نسجه خياله من خرابيش وأوهام !!....ولله المثل الأعلى ، فإن هذا السائل يظن أنه بصلاته يمنع ابتلاءه !!!! ، وأنه ولابد ان يعيش ولايخدشه خدش !!! ، ثم من هذا الاعتقاد يتعامل مع الله جل وعلا بناءً على هذا الاعتقاد !!! فإذا ما جاء عكس ما كان يتوقع فتن وكفر !!!! ......إن الله جل وعلا يبتلي العباد وهنا يظهر الصادق و الكاذب !!! ، فتجد أحدهم يقول : ها أنا تبت ورجعت الى الحق ولكن مهلاً !!!! ....هناك ما سيثبت ذلك أمام الناس !!! بل ويعري نفسك انت أمامك !!! ، وهو الابتلاء !!! ...والذي من ثمراته- إن أفلح فيه العبد- زيادة الحسنات ورفع الاثام والذنوب !!!! ...حتى لأن الذي لم يبتلى بما ابتلي به غيره من شدائد ليتمنى فى الاخرة انه لو قطع لحمه وجسده حتى يفوز بما فاز به المبتلى فتأمل !!!.......
وتجد الآخر يقول : أنا قد دعوت الله جل وعلا لكي أكون على الحق وها انا الان ملحداً ؟...
قلت إن العجيب أنه يتصور أن مرحلته العمرية قد توقفت عند اللحظة التى يخاطبني هو فيها !!! ، فما الذي يدريه ان لايستجيب دعاءه بعد ما ينهي حواره معي !!!؟ ، ثم ما الذي يدريني أنه صادق او كاذب فى انه سأل الله جل وعلا أن يجعله على الحق ؟! الذي يدريني ذلك هو اتباعه للدليل أمام عيني !!! ، فإن ظهر الدليل الذي يقطع به دابر الباطل !!! ورده هذا المأفون فسرعان ما سأعرف ما أضمره فى باطنه !!....ثم أنه كان ومن الممكن أنه سأل الله جل وعلا وظهر له الحق ولم يتبعه !!!! أو أنه سأل الله جل وعلا ليخلص نفسه من عقدة الضمير الذي يلاحقه ليل نهار ويلح عليه !!! فأنه ليفعل ذلك وهو كاره للحق فأينما ظهر له لا يتبعه !!...ولقد رأيت المبشرات العجيبة فى أناس صدقوا مع الله جل وعلا فى الدعاء فدخلوا الاسلام بفضل الله لصدقهم بتوفيق رب الارض والسماوات !! فتأمل حياتهم وسيرهم تجد العجاب !!.....
وتجد الآخر يقول : أني أشعر بالعذاب والابتلاء فأني أشعر بأن قلبي لا يحب الحق ولايحب الاسلام ولا اشعر بحب ربي فى قلبي ، فهل تجد علاج لي ؟ فأني مبتلى اشد ابتلاء اعيش فى مستنقع قذر بعد اسلامي ....
قلت سبحانك ربي يامن خشعت لك الاصوات ، اللهم لا تؤاخذنا واغفر لنا ذنوبنا وتقصيرنا ...اللهم آمين ، قلت وإن العجب العجاب في أنسان قد اغناه الله بالهدى فعدل عنه وصار ينظر الى مستقنعه الذي خرج منه !!! ، فبدلاً من أن يمد يده لغيره فى القاع الذي خرج منه !! فإنه صار ينظر ثانية هل أعود أم لا ؟! أبعدما رأيت بعينك حلاوة النور خارج تلك المستنقعات العفنة تفكر فى العودة ثانية اليه لتجد الظلام الحالك ؟! ....كان عليك أن تمد يدك لغيرك بعدما يكتمل نصابك فى تعلم العقيدة الصحيحة لتكون على بصيرة فى دعوتك لا أن تعود أو تفكر فى العودة الى تلك المستنقعات !!! ....قلت وإن حب الله جل وعلا لامرٌ عظيم ! ، لمن علم حلاوة التدبر وتأمله وقبله الذكر وقوله والتلفظ به ! ، وقبله اليقين بأن الله جل وعلا هو الذي أنعم عليك كل هذه النعم وأظهرها عليك ، فقد رأيت النور أنت بشهادة نفسك ! وشعرت بطعمه ومذاقه عيناً وبصيرة !!!، فسبحان الله أترد هذا النور لشبهة عرضت فلم تردها لمحكم هذا النور الذي حدث معك وتلوم نفسك انت قبل الحق والدين ؟!!!! .....فحب الله جل وعلا يأتي من التأمل فى مخلوقاته والتدبر والتقرب اليه فى الليل والناس نيام وأنت وحدك فى ظلام الليل ونور القلب !! وتشعر بأنك مستغني عن الخلق أمام رب الخلق !، تشعر بأنك فى دنيا غير تلك الدنيا وحياة غير تلك الحياة ! ، متاع في متاع ولذة فى لذة وهناء ! ، وانك لو أخبرناك بقدوم رجل تحبه !! لهرولت مسرعاً متناولاً ثيابك الفخمة ووقفت منتظراً مستبشراً لتطلب منه طلبك او تشكوا اليه ما يضايقك !! أو حتى أنك لتفرح بذكر أسمك عند من تحب !!! ، ولله المثل الأعلى وأنك الان واقف أمام رب العباد، ملك الأرض والسماء !، الحي القيوم ، من بيده أن يبدل القلوب ، أتعلم قمة الفخر وتمامه !! وأفضل النعم أن تعلم أن ربك جل وعلا يذكر أسمك فى الملأ الأعلى !! يتكلم بأسمك أمام الملائكة !! تمدح أمامهم !! ، وكل هذا مما يضيف الى قلب العبد حباً لرب العباد !!! ... وقس على ذلك باقي العبادات فإن فيها من الفوائد ما لو قرأت فى العلم لأرحت واسترحت ولكن البعض يصمم على العناء والشقاء!!! ، أقرأ يا عبد الله أرح نفسك من الجدالات والنقاشات وأقرأ وفقط تستفيد ...وياحظ من قرأ كتاب الله وتأمله وفهمه حق فهمه ووقف على تفسيره وأخذ العبر والعظات !!! وياحظ من درس علم القلوب وخاصة لعالم من علماء هذا العلم شيخ الاسلام ابن القيم رحمه الله ....أعلمت أنه فاتك الكثير !!!؟......
إن الشبهات ونقاشها والجدال حولها يقسي القلوب !! ويجعل قلبك يصاب بحالة القسوة فأنهمر وأنت طائر مولود الى كتب العلم فاغنم وأربح !!! لاتضيع قلبك فى وسط الشبهات ثم تأتي باكياً : لا أجد فى قلبي لذة العبادة !.....وإن من وساوس أبليس مثل تلك الوساوس التى منها : إن الله لن يرضى عنك مهما فعلت لانك كنت على غير ملة الاسلام !!..وتجد فيديوهات تسرك إن شاء الله فى نهاية الموضوع .وأقول قال الله جل وعلا
قُلْ يَاعِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) الزمر/53 ،قال الله جل وعلا (قَالُواْ بَشَّرْنَاكَ بالحق فَلاَ تَكُن مِّنَ القَانِطِينَ) الحجر/55 ،قال الله جل وعلا: (قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضآلون)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ) رواه الترمذي (3537) وحسنه الألباني في صحيح "سنن الترمذي" .(قَالُواْ بَشَّرْنَاكَ بالحق فَلاَ تَكُن مِّنَ القَانِطِينَ) الحجر/55 ، بدليل قوله : (قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضآلون)
فإن قائل : لما كل هذه الابتلاءات حولي ؟
قلت : هل تبت توبة حقيقية ؟! وما الذي يثبت ذلك ؟! ....هل أتبعت الحق حقاً : هل نفذت الاوامر والنواهي ؟! هل ابتعدت عن صحبة السوء !؟ هل ابتعدت عن المعاصي ؟! هل أبتعدت عن الافلام الخليعة والترهات التى توزع على الشباب والشابات فى الاعلام ؟! تحافظ على الصلاة فلا تترك فرضاً ؟! تقرأ القرآن فلا تهجره ؟! هل وهل وهل !؟ ....أسئلة تحتاج الى صدق نفس مع الله جل وعلا !!...ثم بعد هذا كله يظهر علينا من يقول لماذا نبتلى ؟! وكل هذا الذي تفعله هو مما كسبت أنت وجنيت !!!! ...بل قد يكون ابتلاءاك هو سبب دخولك الجنة وغفران كل ذنوبك التى أقترفت على مدار الايام !!!...إن قلة العلم هي السبب !!...قلة البصيرة هي السبب !!......قلة التدبر هي السبب !!! واكثر من ذلك الهوى هو السبب !!...
فإن قال قائل :بماذا تنصحني ليزداد إيماني ولينصلح حالي ؟! ...
قلت عليك بقراءة القرآن ثم ملازمة الأخيار من أهل البشرى والاستبشار وأهل الامن والايمان ! ، ثم عليك بدراسة العلم الشرعي فإنه يعلمك بعقيدتك فى الله جل وعلا لتعتقدها لتحيَ ببينة تعلمك أين تضع قدمك وكيف تصلح نفسك وتصلح نفس غيرك ؟! ومدارسة العلم ممتعة فإنها تبصرك بالحق وسبيله والباطل وسبله !!! ، فعليك بالعلم فإنه مع كل يوم يفتح لك الابواب الموصدة !!...ولطالما نظرت لنفسي لأجدها تسير بعزة الاسلام التى منحت اياها بفضل من الله وكرمه وجوده !!! ، ووالله لم أشعر بقيمة حياتي ونفسي الا بالاسلام !!!......تب الى الله جل وعلا وأذكرك قال الله جل وعلا :
واليك سلسلة من الفيديوهات التى أنصحك بها المهمة جداً :
ولي موضوع هدية ما بعد اسلامك وها هو رابطه ...ففيه عن الاستقامة كلام فتأمله !...
http://www.eltwhed.com/vb/showthread...71#post2861271
Bookmarks